صحيح أن التلمود الذي هو مستند الحركة الصهيونية يقول :
(يجب على كل يهودي أن يسعى لأن تظل السلطة على الأرض لليهود دون سواهم ، وقبل أن يحكم اليهود نهائيًا باقي الأمم يجب أن تقوم الحرب على قدم وساق ، ويهلك ثلثا العالم ، وسيأتي المسيح الحقيقي ، ويحقق النصر القريب ، وحينئذ تصبح الأمة اليهودية غاية في الثراء، لأنها تكون قد ملكت أموال العالم جميعًا، ويتحقق أمل الأمة اليهودية بمجيء إسرائيل وتكون هي الأمة المتسلطة على باقي الأمم عند مجيء المسيح (3) .
ولكن هذا الكلام الذي يقطر حقدًا نتيجة ظروف الأسر البابلي لا يمكن أن ينفذ الجانب الحربي منه في أرض الواقع ، أما الجانب الآخر وهو الممكن فلا وسيلة لتنفيذه إلا افتعال السلام ! !
وهو ما كان . .
بقي أن يقال : إن هذه المحاضرة ألقيت قبل حكم الديمقراطيين (كلينتون ) ومن المعلوم أن اليمين المتطرف (الأصوليين الإنجيليين ) حليف حميم للجمهوريين فهل من متغير جديد نتيجة هذا ؟
والجواب : إن الأفعى اليهودية لا تبالي أركبت الحمار أو الفيل فلكل منهما ميزات في الركوب والحمل ولكن فوز الحزب الديمقراطي حزب الأقليات التي أهمها اليهود وحزب الانحطاط الأخلاقي الذي يعد كلينتون أحد وجوهه هو نجاح مباشر للمخطط الصهيوني، وإذا نجح كلينتون في مشروعات قوانينه الانحلالية كنجاحه في خدمة السياسة الإسرائيلية فإن هذا نذير بأن القوم يهيئون فعلاً استقبال المسيح الدجال ! !
ـــــــــــــــــــــــــ
(3) الخلفية التوراتية للموقف الأمريكي، إسماعيل الكيلاني ص 89 الطبعة الأولى 1407 د.
ـــــــــــــــــــــــــ
|