مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 14-08-2001, 06:05 AM
محب الاسلام محب الاسلام غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 347
Post

فإذا كان هذا هو رأى ريجـان فكيف بجورج بوش الذي كان نائبـه وساعده الأيمن والذي قدم لـليهود ما لم يقدمه قبـله لا ريجان ولا غيره ،

والذي أظهر أثناء أزمة الخليج من التعاطف مع الأصوليين ما لم يسبقه إليه أحد ؟!

كما أن بوش له علاقات صداقة حميمة مع زعماء الأصوليين الإنجيليين وخاصـة جيري فـولويل الذي يقول عنه بوش : " أعتقد بكـل أمانة أننا برجال من أمثال جيري فولويل فإن شيئًا فظيعًا كالإبـادة الجماعية لليهود لن يحدث ثانية (25)- و سيأتي الحديث عن هذا الأصـول لاحقًا -.

وتذكر غريس هالسيل أن فولويل أقام حفل غداء في 25 يناير 1986 على شرف بـوش وقال في الحـفل : " بوش سيكون أفـضل رئيس في عام 1988 " (26) .

ومهـما قيل عن مـاضي بوش الإجـرامي فـإنه يصـف نفسه في كتابه التـطلع إلِى الأمـام بأنه مـتدين وأن جـده كان قسيسًا، وأنه هـو وأسرته يقرأون الكـتاب المقـدس كل يوم ، ويتحدث كيف واجهته مشكلة تعمـيد ابنته حـينما كان سـفيرًا في الصـين ، وصورته وهو يرتدى القبعة السوداء ويلثم حائط المبكى على طريقة اليهود ويعرفها الجميع (27) .

وإذا كان هذا موقف رؤساء أمريكا من الأصولية النصرانية فإن لهم من الإسلام وأهله موقفًا آخر .
ـــــــــــــــــــــــــ
(25) البعد الديني : 172.
(26) النبوءة والسياسة : ص 32، وهذا ما حدث فعلا كما هو معلوم ، وفي ذلك دليل على ارتباط بوش بالأصولية وضرورة اعترافه لهم بالجميل .
(27) مع التنبيه إلى ما أشرنا إليه في هامش ص32 عن نوع تدين رؤساء أمريكا.
ـــــــــــــــــــــــــ

الأصولية ا لإسلامية :

ولنأخذ هذا الموقف من كلام الرئيس نيكسون أكثر رؤساء أمريكا فكرًا وتنظيرًا وذلك في كتابه (1999 نصـر بلا حرب ) وهو العنوان الذي يشعر بالفكرة الألفية وسيطرة الحكومة الواحدة على العالم . يقول نيكسون :

)) إن صراع العرب ضد اليهود يتطور إلى نزاع بين الأصوليين الإسلاميين من جانب وإسرائيل والدول العربية المعتدلة من جانب آخر ))، ص 284 .

ويقول : (( في العالم الإسلامي من المغرب إلى أندونيسيا ورثت الأصولية الإسلامية مكان الشيوعية باعتبارها الأداة الأساسية للتغيير العنيف )) ، ص 307 .

ويختم كتابه بعبارات لا يتفوه بها إلا أعتى الأصوليين الإنجيليين فيقول : (( عندما كـانت أمريكا ضـعيفـة وفقيـرة منذ مائتي سنة مضت كانت عقيدتنا هي المبقية علينا، وعلينا ونحن ندخل قرننا الثالث ونستقبل الألف سنة المقبلة أن نعيد اكتشاف عقيدتنا ونبث فيها الحيوية
وقد نشرت له مجلة الشؤون الخارجية تعليقًا على اللقاء الأول الشهير بين ريجان وغورباتشوف قال فيه : (( يجب على روسيا وأمريكا أن تعقدا تعاونا حاسمًا لضرب الأصولية الإسلامية )) (28) .
ـــــــــــــــــــــــــ
(28) ذكر مؤلف كتاب (أمريكا والشرعية) حادثة تدل على أن الأصولية المتعصبة تجاوزت رجال الكنـيسة والسياسة إلى المثقفين الكبار . فقد تحدث جمال الغيطاني الأديب المصري عن رحلته إلى موسكو مع الشاعر الفلسطيني سميح القاسم ليمثلا اليسارين العرب ويتحدثا عن الأمجاد الثورية شعرًا ونثرًا ، ولكن المفاجأة كما رواها الغيطاني أن أكـبر شاعر في الوفد الأمريكي قام لإلقاء قصيدة وقدم بمقدمة قال فيها "يجب علينا نحن الأمريكان والسوفيت تناسي خلافاتنا والتحالف معًا لضرب الإسلام " فإذا بالغيطاني وزملائه يتبادلون النظرات ، ويتساءلون : هل هذه هي التقدمية التي كلنا لها المديح . . ؟ !
ـــــــــــــــــــــــــ

الساعون لتحقيق الوعد المفترى :

قبل هرتزل :

كيف نشـأت الحركـة الصهيونية التي تطالب بأرض فلسطين وتعدها أرضًا يهودية . . ومن أين جـاء الشعور للعالم بأن الوعد الذي وعد اللّه تبارك وتعالى لإبراهيم صلى اللّه عليه وسلم هو لليهود وليس للمسلمين ؟

الذي نسـمع عنه وما قرأناه في منهج التـاريخ الدراسي أن الذي بدأ هذه الدعوة هو هرتزل ، واليهود .

والحقيقة غير ذلك ؟ إذ أن أول من بدأ الدعوة لتجميع اليهود ولتطبيق نبوءات التوراة هم النصارى قبل اليهود ، وقبل الحـركة الصهيونية بكثير من أربعة قرون . . وإن لم نع هذه الحقيقة جيـدًا فإننا لن نستطيع معرفة مواقف الغرب عامة وأمريكا بخاصة من الصـراع الذي نعيشه الآن . فلنلمّ بعجالة تاريخية لنرى ذلك .

ا لطاعون الأسود :

كيف كان اليهود في أوربا ؟

اليهود ملعونون في الإنجيل ، وقد لعنهم الله تعالى من قبل : { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) } المائدة

ولكن كونهم ملعونين وإخوان القردة والخنازير وعباد العجل ومصاصي الدماء ليست هذه وحدها هي سبب عداوة النصارى لهم بل المسألة عند النصارى أكبر من ذلك بزعمهم . فجريمتهم ليست الكفر بالله وقتل الأنبياء ، ولكنها قتل الرب " المسيح " ! ! ! تعالى الله رب العالمين وصدق حيث يقول : { ... وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ... } النساء 157

وهكذا ظـلت العداوة التي لا تنطفئ بين الطائفتين واستمرت الكنيسة البابوية التي مقرها روما في لعن وعداوة اليهود بشكل عجيب وهائل . .

ومن طرائف هذا العداء أن وباءً خطيرا انتشر في الغرب يسـميـه الغربيون " الطاعون الأسود " قـضى على الملايين من الأوروبيين حـتى أقفرت كثير من المدن والقرى. . فأعلن البابا في منشور رسمي عمم في كافة أنحاء أوروبا أن هذا الطاعون سببه اليهود !

فكان أي خبث في الدنيا أو شر ينسب إلى اليهود، وقامت حملات عارمة تزعمها البابا لتنظيف المجتمعات الأوروبية من اليهود، وفي القرن الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر استمرت حملات التنظيف ، فنظفت بريطانيا وألمانيا وفرنسا وكثير من دول أوروبا من اليهود لأنهم يرونهم أخطر خلق الله وأكثرهم شرًّا - وهم كذلك - ويا لها من نظافة لو استمرت ! (29)

ومن جحيم أوربا لجأ اليهود إلى كنف الأندلس وآواهم المسلمون وبعدما احتل النصارى مدريد الإسلامية وشنوا حربهم الإبادية الشاملة على المسلمين في الأندلس شمل ذلك اليهود معهم فلجأوا إلى الولايات التركية وخاصة اليونان .

وفي تلك الحقبة التاريخية الحاسمة قدر الله أن يقع حدثان كبيران أحدهما جغرافي والآخر ديني ، ومن امتزاج آثارهما تولدت أكبر قوة معادية للإسلام ولوعد الله الحق وساعية لتحقيق الوعد المفترى والتمهيد للمسيح الدجال وهي (الولايات المتحدة الأمريكية ) :

أما الحدثان فهما :

1 - اكتشاف أمريكا .

2- ظهور الحركة البروتستانتية .

البروتستانت :

البروتـستانت هـي الطائفة التي تحـتج على البابا (زعـيم الكاثوليك ) وتخرج عليه وتؤمن بأن البشر لا يتوسطون بين الناس وبين الله ، وقالوا :

إن على كل إنسان أن يقرأ الكتاب المقدس مباشرة ويطبقه مباشرة ، وترفض احتكار رجال الكهنوت لتعليم الدين وتفسير الإنجيل ، وقد تأثروا في ذلك بالمسلمين إبان الحروب الصليبية ، إذ رأوا أن المسلمين يتعاملون مع كتاب اللّه مباشرة، ولا يتوسط أحد بينهـم وبين اللّه سبحانه وتعالى . . والذي حدث في أوروبا أنه بعـد ظهور هذه العـقيدة بـدأ الناس يرجعـون إلى الأصول التوراتية ، وقام مارتن لوثر صاحب حركة البروتستانت وترجم التوراة إلى اللغة الألمانية وكذلك الإنجليزية ، وقد انتشرت الحركـة البروتستانتية أكثر ما انتشرت في ألمانيا وبريطانيا وآمن هؤلاء بحرفية الكتاب المقدس وعصمة التوراة ، وأن كل حرف في التوراة هو حق من عند اللّه وبدأوا يقرأون مثل الوعـد الذي ذكرنا لإبراهيـم وليعـقوب ، فـآمنوا به وبضرورة تحقيقه ، وأعرضوا عن تفسيرات البابا ورجاله للعلاقة مع اليهود .
ـــــــــــــــــــــــــ
(29) من العجيب أن أمريكا التي أفادت كثرًا من تجارب أوربا لم تستفد هذه النظافة بل خالفت عمدا وصية رئيسها الأولى جورج واشنطن التي حذر فيها من إدخال اليهود إلى أمريكا، بل سرقوها (اليهود) من المتحف وقد نشرها الأستاذ محمد أحمد باشميل في كتابه (غزوة بن قريظة) ولتفصيل كيفية سيطرتهم على رؤساء أمريكا انظر الصيحة التحذيرية التي أطلقها الكاتب الأمريكي (بنيامين فريدمان ) وترجمها زهدي الفاتح ضمن كاتب (من يحكم واشنطن وموسكو) ص 9 - 73 وهي جديرة بأن يعاد نشرها وتكمل . ـــــــــــــــــــــــــ

وابتهج اليهود بهذه الحركة ووجدوا فيها متنفسًا لهم وفرصة للانتقام من البابا وأتباعه ، وضرب النصارى بعضهم ببعض ، فسخروا مكرهم ودهاءهم وأموالهم لنشرها . وهكذا بدأت العـلاقة بين اليـهود والنصارى تتحسن بالتـدريج وبدأ هؤلاء النصارى يؤمنون بأن أرض فلسطين هي الأرض الموعودة لليهود وأن الواجب الديني يقتضي تحقيق هذا الوعد .

وأخذ اليهود في نشر هذه المبادئ بين سائر طوائف النصارى .

وشهد القرنان الماضيان من الحروب الطائفية في أوربا ما لا نظير له في التاريخ و اكتشفت أمريكا في وقت كانت الحرب على البروتستانت من قبل الكاثوليك كبيرة وعنيفة مما اضطر البروتستانت إلى الهجـرة إلى العالم الجديـد . فأخـذوا يتدفـقون نحوها وإلى الآن لا يزالون هم أكثـر سكان أمريكـا وقد خرجـوا من أوربا بروح التدين التـوراتي فلما دخلوا أمريكا تفـاءلوا بأن هذا خروج كـخـروج بني إسـرائيل ودخـولهم إلى الأرض المقدسـة ، وأخذوا يسمون المدن والمناطق في أمريكا بأسماء من التوراة ، واعتقدوا أن هذه الأرض البكر بشـرى بشرهم اللّه بها في الدنيا ، وتأسس المجتمع الأمريكي على أساس بروتستانتي توراتي كما سبق في كلام كارتر .

ولعلكم الآن عرفـتم بداية الجواب على سؤالـكم السابق لماذا في هذا العـصر دونما قـبله من العـصور يسـعى النصارى لتحـقيق وعـد اليهـود ويتحولون من اضطهادهم إلى خدمتهم ؟ ! وعرفـتم لماذا كانت أمريكا هي الدولة المهيأة لاحتضان حكومة المسيح الدجال الموعود بها عام 2000 !

صهيونيتان :

كانت نتيـجة الحركة البـروتستانتيـة والتغلغل التوراتي فيـها هي ظهور فكرة الصهيونية النصرانية قبل فكرة الصـهيونية اليهودية وتبنيها لفكرة عودة اليهود إلى فلسطين تمهيدًا لعودة المسـيح التي كان بعضهم يظن أنها ستكون بداية هذا القرن الميلادي كما أشرنا وأبرز رجال هذه الحركة في أمريكا هو (بلاكستون ) الذي تحتفل الدولة اليهودية بذكراه ، وهو ليس يـهوديًا بل بروتستـانتي ولد عام 1841 ودعا إلى الحركـة الصهيونية قبل هرتزل بزمن وذلك في كـتابه المسمى (( عيسى قادم )) وقد ترجم إلى أكثر من 48 لغة منها العبرية وطبع عدة طبعات وطبع منه أكثر من مليون نسخة وكان أوسع الكتب انتشارا في القرن التاسع عشر في الغرب .

ويتلخص فكر بلاكستـون فيما أسماه ( الاستعادة الأبدية لأرض كنعان من قبل الشعب اليهودي ) واستطاع بلاكستون بعد ذلك أن يصوغ مع طائفة من أعـوانه عريضة ويوقعها مع أكثر من 413 شخصية أمريكية من النواب والقضاة والمحامين والنخب ويرفعوها إلى الرئيس بنيامين هريسون يطالبونه فيها باستخدام نفـوذه ومساعيه لتحقيق مطلب الإسرائيليين بالعودة إلى أرض فلسطين ، وقد قدمت هذه العريضة عام 1891 م .

وفي بريطانيا أسس البروتستانت صندوقا سمي (صندوق اكتشاف فلسطين ) أيام حـكم فكتـوريا وكـان رئيس الصندوق هو رئيس أسـاقـفـة كنتربري وهو أكبر الأساقفة في بريطانيـا . وذلك بغرض اكتشاف أرض الميعاد وحدودها ومعالمها كما وردت في التوراة .

ثم ظهر بعد ذلك (بلفور) صـاحب الوعد المشهـور. وتقول مـؤلفة حياته وهي ابنة أخته :
" إنه كان يؤمن إيمانًا عميقا بالتوراة ويقرأها ويصدق بهـا حرفيًا . وأنه ، نتيجة لإيمانه بالتوراة أصـدر هذا الوعد "

وكان رئيـس وزراء بريطانيا في أيامه هو (لويد جورج ) الذي يقول عن نفسه :

" إنه صهيـوني وإنه يؤمن بما جاء في التوراة من ضرورة عـودة اليهود وأن عودة اليهود مقدمة لعودة المسيح "
وهناك شواهد كثيرة على سبق الحركة الصهيونية النصرانية ورسوخها يضيق المجال عن ذكرها ، ونكتفي بقول حاييم وايزمان :

(( إن من الأسبـاب الرئيسية لفوز اليهود في الحصول على تصريح بلفور من بريطانيـا بإنشاء الوطن القوى اليـهودي هو شـعور الشـعب البريطاني المتأثر بالتوراة " ؛ عن ( الصهيونية في الستينات ) محمد نعناعة ص 7 ومثله في النبوءة والسياسة ص 10 وموضوع بلاكستون عن البعد الديني ، المصدر السابق )) .

ابن راعي الكنيسة :

بعد ذلك ظهر الرئيس ولسون الذي كان يحكم أمريكا أثناء الحرب العالمية الأولى حينما كان العرب يحاربون إلى جانب الحلفاء ويقول ولسون هذا عن نفسه :

" إنه يجب على ابن راعي الكنيـسة أن يكون قادرًا على المساعـدة لإعادة الأرض المقـدسة لشعـبها اليـهودي "

وتقول عنه إحدى المؤلفات اليهوديات : " إن التزام الرئيس ولسون بالصهيونية كان عميقًا جدًا وكان مـعنيًا بالفكر الصهيـوني النصراني للدرجـة التي لم ير فيها النتائج الأخلاقية والسياسية والدينية للبرنامج الصهيوني "
ومن الغرائب المضحكات كما يقـول أحد الكتاب " أن ولسون رئيس أكـبر دولة مدعي الثقـافة كان يظن أن عدد اليهود في العالم مائة مليون في الوقت الذي لم يكن يتعدى عددهم أحد عشر مليونًا " ! !

فانظروا كيف استطاعوا تربيته لترسخ في ذهنه هذه المعتقدات !

وفي أيام ولسون ومن بعده ظهـر رجل لابد من الإشارة إليه وهو أحد الزعماء المهـمين في الولايات المتحدة و هو رئيس لجنة العلاقات الخـارجية في الكونجرس الأمريكي بعد الحرب العالمية الأولى . . يقول في خطاب ألقاه في بوسطن عام 1922 : " إنه جدير بالثناء أن يرغب الشعب اليهودي في كل أنحاء العالم أن يكون هناك وطن قومي لأفراد جنسه الراغبين في العودة إلى البلاد التي كانت مهدا لهم والتي عاشوا وعـملوا فيها عدة آلاف من السنوات ، وإنني لا أحـتمل فكرة وقوع القـدس وفلسطين تحت سيطرة المحـمديين "

هذا هو حـديث رئيس لجنة العلاقـات الخارجـية في الكونجرس عام 1922 أي قبل 26 عامًا علـى قيام دولة " إسرائيل " يؤكد أنه لا يطيق أن تبقى القدس وفلسطين تحت سيطرة المسلمين !!

ذلك كله حتى نعلم أنه قبل اشتداد عود اليهود كان النصارى يؤمنون بضرورة ( إسرائيل ) ، في فلسطين .

وكانت إحدى نتائـج ( البروتستانتية ) المعاصـرة أن ظهرت في أمريكا صحـوة دينيـة هائلة ، نعم هي صحـوة ويسمـونها صحوة ، ويصـفونـها بالأصولية ، وهي كذلك أصولية إنجـيلية ، ويجب الانتباه للحديث عن هذه الصحوة لندرك مـدى الغفلة التي تَلُفُّنَا نحن المسلمين ، ولا سيـما من قبل وسائل إعلامنا التي لا تقـدم لنا هذا الوجه الآخر الذي يزداد كل يوم في أمريكا - بلاد الإباحية والعلمانية والإلحاد .

وهذه الصحوة أو الأصولية التي تتبنـى الوعد المفترى وتؤثر في توجيه السيـاسة الأمريكية والرأي العام الأمريكي وتؤيد الدولة اليهـودية تأييدًا مطلقًا لابد من تفصيل الحديث عنها ومعرفة رجالها وأعمالها .

صحوة إنجيلية :

يؤكد الكتاب التعـريفي الذي توزعه المراكز الثقافية الأمريكية - ومنها مركز جدة - بعنوان ( أمريكا اليوم ) أن الأمريكان ليسوا شعبًا غير متدين كما نظن ، وهذا صحيح ، ولكن الدين عندهم فضفاض ومرن ، يكفي أن تؤمن

بما تقوله الكنيسة، وما توجه به من تعـاليم وتكون عضوًا فيها بشكل ما، ولا يعني تدينهم السلوك الجاد، وهناك إحصاءات أجريت تقول : إن أكثر الشعوب النصرانية تدينًا من حيث النسبة العددية هي أيرلـندا في المقام الأول ثم أمريكا .

ويذكر معهد جالوب المتخصص في الإحصاءات أن اكثر من 94% من سكان الولايات المتحدة الأمريكية يؤمنون باللّه (بالطبع على عقيدتهم ) وأن 71% من سكانها يؤمنون بالبعث بعد الموت على العقيدة الإنجيلية ، وتقول أيضًا بعض الإحـصـاءات أن عدد أعضـاء الجسـم الكنسي في الولايات المتحدة سنة 1970 م كان 131 مليونًا من الأمريكان ، وجميعـهم ينتمون إلى الكنائس ، وارتفع عام 1980 إلى حوالي 135 مليونًا، ولكنه قـفز خلال السنتين التاليتين إلى 139 مليونًا وستمائة ألف .

أما بكم يتبرع هؤلاء الأمريكان للكنائس ؟ يقول الإحصـاء : في عام 1982 (وهو يعـتبر قديمًا) : أنهم يتبـرعون بحـوالي ستين ألف مليون دولار، في حين أن النشرات الحكومية مثل (أمريكا اليوم ) تقدره بنصف هذا الرقم ، وهو كثير، وقد نشرت المجلة الدولية لأبحاث التنصير سنة 1989 أن مجموع التبرعات الكنسية لأغراض التنصير هو (151) ألف مليون دولار (أي في أمريكا وغيرها) . وقد ارتفع الرقم سنة 1990 إلى كثر من (180) مليار.

وقد رصدوا لتنصير الصومال وحدها (196 ) مليارًا .

جامعات ومدارس :

ثم نأتي للمدارس الدينية والجامعات والشبكات التلفازية في أمريكا . . كم تتوقعونها ؟

أتظنون أن الصحوة النصرانية في أمريكا مثل الصحوة الإسلامية

عندنا هنا ليس لها مجلة أو صحيفة أو إذاعة فضلاً عن أية قناة تلفازية عبر الأقمار الصناعية ؟ !

لا بل تمتلك الكنائس وتدير عدة مئات من المدارس والجامعات والمعاهد في الولايات المتحدة الأمريكية ، ففي عام 81 -1982 م بلغ عدد معاهد التعليم العالي 1948 معهدًا ، فكم تكون الآن ؟ !

أما المدارس فقد كان عددها عام 1954 م لا يزيد عن 123 مدرسة ثم قفز عددها عام 1980 إلى ما يزيد على 18 ألف مدرسة (30).

وليس جديدًا أن يقال إن الجامعات الشهيرة في أمريكا إنما أسست على أساس ديني بروتستانتي ومنها ( هارفارد وييل وجـورج تاون وديتون وبيلور ودنفر وبوسطن . . إلخ ) .

وإجمالا تستطيع أن تقول : إن للأصولية النصرانية في أمريكا أكثر من 20 ألف مدرسة ومعهد وكلية والملايين من الطلاب والـدارسين للتوراة وكلهم يؤمنون بهذه العقائد التوراتية التي تحدثنا عنها .
ـــــــــــــــــــــــــ
(30) هنا يقفز سؤال لماذا كان يرجع المبتعثون من البلدان الإسلامية إلى أمريكا قبل ثلاثين أو عشرين سنة أكثر انحلالا وميلا إلى الإلحاد بينما يعود المتأخرون من المبتعثين أكثر تدينًا ؟ !
ـــــــــــــــــــــــــ

إن الصحوة النصرانية من أسباب ذلك .

واسألوا الذين ابتعثوا قبل عشرين أو ثلاثين سنة . . كان النصارى لا يكلمونهم في الدين أبدًا بل كانوا يقولون لهم : نحن كافرون بديننا فلماذا لا تكفرون بدينكم ؟ أما في السنوات الأخيرة فإن الطالب المبتعث يدخل الجامعة ويحيط به زملاؤه ومدرسوه ومدرساته يناقشونه في الدين . . والمسلم مهما كان فاسقًا حين يكون النقاش بـين النصرانية والإسلام وبين القرآن والإنجيل المحرف فإنه يعلم أن الحق مع الإسلام والقرآن . وهذا يحفزه للاتصال بإخوانه المسلمين والتعاون معهم !

رؤساء وقساوسة :

ومن الأدلة التي يستدل بهـا الباحثون على تدين أمريكا وعودتها إلى المحافظة أنها اخـتارت آخر رئيسين قبل بوش من المتـدينين المحافظين وهما كارتر وريجان ، فكارتر كـان ملتزمًا التزامًا صارمًا بالكنيـسة الإنجيلية ، ولا يزال كارتر إلى هذا اليـوم مبشرًا، ويتنقل من أفغانسـتان إلى الحبشة والسودان وغير تلك البلدان مدافعَا عن التنصير، ومبشرًا بالنصرانية ، وهذا معروف عند كل من تتبع أخـباره ، فهـو رجل منصر وقـسيس ، والرئيس الذي جاء بعده ريجان ، قلنا : إن أحد الإعلانات الانتخابية ذكـر أنه أكد أكـثر من إحـدى عشرة مرة أنه يؤمن بنبوءات التوراة ومنها معركـة ( هرمجدون ) .

ودليل آخر عن انتشار الصحوة الدينية في أمريكا يقول : إن إحصاءات صناعة الكتب الأمـريكية سجلت أكبر ظاهرة في شـراء الكتب الدينية . . فـفي عام 1984 بيع أكثر من ثلث السوق كتبًا دينية وتقـدر أثمان هذه الكتب بحوالي مليار دولار دفع ثمنها حوالي 37 مليون مشترٍ .

الإعلام الديني :

بل تأتي الـدلائل أغـرب من هذا كـله وهي أثر الدين فـي الإعلام الأمريكي ، فمـحطات الإذاعة والتلفاز مشغـولة بالحديث عن التـوراة ورجالها ، ويقـولون : إن صور نجوم البرامج الدينية المسمـوعة والمرئية من أمثال جيري غراهام وجـيري فـولويل احتلت صـفحـات أبرز المجلات الأسبـوعيـة ، وأصبحـت تسيطر على عقول الأمريكان ، حـتى إن هؤلاء النجـوم - نجوم الأصولية ؛ ومنهم سويجـارت صاحب برنامج الحـملة الصليبية الـذي انهزم في مناظرة مع الشيخ أحمد ديدات أصبحوا ينافسون نجوم (( السينما )) والفن والرياضـة في اجتـذاب اهتمام الجـماهيـر وتتبع أخـبارهم وأحـاديثـهم باستـمرار . . وقدرت بعض الإحـصـاءات نسبـة الأمريكيين المسـتمـعين والمتابعين لبرامج الأصولية الدينيـة في عام 1980 بحوالي 47 % من الـسكان ، ويقولون : إنهم يفـتتحـون محطة إذاعية كل أسبوع ومحطة تلفاز كل شهر . . ذلـك إحصاء منذ أكثر من عشر سنوات فكم وصل العدد الآن . . ؟ !

وهناك رابطة مشـهورة على مستوى أمريكا اسمها (( الرابطة الوطنية للمـذيعين الدينيين )) ، أي المذيعين العـاملين في الإذاعات الدينيـة في جميع أنحاء أمريكا، ومد أنشئت هذه الرابطة عام 1944 يوم كان عدد المحطات الإذاعيـة 49 مـحطة ، أما في عـام 1980 فقـد أصبـحت 800 مـحطة وارتفعت عام 1982 لتبلغ 1000 محطة تنتج وتدير برامج دينية .

ومما يجدر ذكره أن هـذه الرابطة أخذت منذ 1980 بعـد هذا التوسع الهائل في تنظيم مؤتمر سنوي لأعضائها، وفي هذا المؤتمر تقام صلاة إفطار لمصلحة (( إسرائيل )) وتسيطر الحركة الأصولية النصرانية الغـربية على جميع شبكات الكنيسة المرئية والمسموعة، ويتلقى نجـمان من نجومها وهما جيري فولويل وبات روبيرتسون يتلقيان أموالاً أكـثر مما يتلقاه الحزبان الرئيسان في أمريكا الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري .

كل هذه حقائق من الصحافة الأمريكية، وقد اعتبرت الحركة الأصولية الأمريكية من الظواهر السـياسية فـي القرن العشرين ، وانكب علمـاء الاجتماع والنفس على دراسة هذه الظاهرة . وهناك قضية لابد من النظر إليها : إذ يجب أن نربط بين ظهور الإيدز والهيربز وانتشار الصحـوة الدينية في أمريكا ، فـالناس قد شعروا بأهمـية الدين للحياة، وقد كانت هناك كنائس أقليات نصرانية ترفض الزنا وتحاربه وتحافظ على أبنائهـا وبناتها منه ، ولما انتشـرت هذه الأمراض الخبيثة ازداد عدد هذه الكنائس وانتشرت وازداد عدد تابعـيها ، وكذلك إدمان المخدرات والضياع والفراغ ، كل هذه العوامل أدت إلى تنامي الأصوليـة النصرانية ، وقد تنامت هذه الأصولية ليصبـح عددها الآن ما يقارب ثمانين مليونًا ، ولذلك تعتبـر من أهم الحركـات في القرن العشرين ويتوقع لها أحد المحللين أن تستمر خمسمائة عام على الأقل ، هكذا يقدرون انظر تفصيلات ذلك في كتاب البعد الديني ! !

الكنيسة المرئية :

التلفاز الديني في أمريكا أمره عجب ؛ إذ تنتشر البرامج التلفازية في أمريكا بشكل يصـعب معـه حـصرها على وجه الدقـة . . ولكن رابطة الإذاعيين الدينيين تقول : إن لديهـا ألف محطة تلفازية وإذاعية مشتركة في نشاطها، كما تقدر أن عدد المستمـعين إلى المحطات الإذاعية المشتركة فيها يصل إلى 115 مليـون نسمة أسـبوعـيًا ، وحوالي 14 مليـون شخص من أعضائها يشاهدون الكنائس المرئيهّ ، وتقول بعض الدراسات : إن أهم عشر كنائس مرئية في الولايات المتحدة يشاهدها 40% من مشاهدي التلفاز الأميركي .

وبالطبع هنا تجد الفرق بين يسر الإسلام وعـسر غيره ، فنحن جعلت لنا الأرض مسـجدًا وطهـورًا كما قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ، ولكـن النصارى لا يستطيعون الصلاة إلا في الكنيسة، فتفتقت أذهان موجهيهم عن فكرة هي أنهم قالوا : نحن نأتيكم بالكنيسة المرئية يوم الأحد . . ففي أي لحظة افتح التلفاز وستجـد الكنيسة أمامك ، فأصبحت الأسـر الأمريكية تجلس وتفتح التلفاز فيجدون الكنيسة أمامهم ، ويسمونها (( الكنيسة المرئية )) .

ويقدر معهد جـالوب المتخصص في الإحصاء أنه في عام 1982 كان 52مليون أمـريكي يشاهدون برنامجًا أو أكثـر من برنامج الكنيسـة المرئية شهريًا وعام 1983 حين ظهر الإيدز ارتفع العدد إلى 60 مليون شخص .

وفي الدراسة الاستطلاعية التي أعدتها منظمة إذاعات الدول الإسلامية بجدة عن إذاعات التنصير أن في أمريكا وحدها 38 محطة تلفزيونية و 66 شبكة كابل و 1400 محطة راديو ومن بينها أربع خدمات تلفزيونية تتجاوز ميزانية البرامج لكل منها 50مليون دولار سنويًا ولك أن تقارن هذا بواقع الإعلام الإسلامي ! !

برامج . . وبرامج :

وقد استفاد هذا الجـهد الإعلامي من الأقـمار الصناعية ، ويقدر أن نصف هذه المحطات تستخدم الأقمار الصناعية ، هذا كان في عام 1985 ، أما الآن فـإنه من المحـتمل أن تكون كل المحطات تستـخدم الأقـمار الصناعية ، وهذا يعني أنها تبث عبر العالم .

والجدول المرفق يوضح أهم هذه البرامج ومقدميها ومستمعيها .

وفي مجال السينما تذكر الدراسة نفسها أنه تم (( تخصيص ما يزيد على 100 مليون دولار لإنتاج سينمائي تعده في هوليود للتلفزيون مؤسسة إنتاجية اختارت له اسم GENESIS ويشمل إنتاج 15 فيلمًا أعدت مادتها في سفر التكوين و 18 فيلمًا من إنجيل لوقا )ول رقم (1-4)

قائمة بأسماء أهم البرامج في الكنائس المرئية تبعًا لأكثرها شعبية واجتذابًا للمشاهدين في الولايات المتحدة الأمريكية


(( السبعمائة ناد )) (( The 700 Club)) يومي

برتسون Robertson ( الحملة الصليبية الأسبوعية)

جيمي سواغيرت (( Jimmy Swaggert ))

(( ساعة من القوة )) (( Hour of Power)) أسبوعي

روبرت شُلر (Robert Shuller)

جيري فولويل (Jerry Fal well) **|

David W. Clark, (( Religious Television Audience , paper presented at : The Siciety for the Scientific Study of Religion, Savannah, Georgia, 25 October 1985, p.27.

كتاب البعد الديني ... ص97.

**ويهاجـم هذا الرجـل العرب ، ويقول : لا مكان للعرب بيننا ، ولا علاقات حسنة معهم ، لأنهم ينكرون قيم الولايات المتحـدة الأمريكية وطريقة معيشتها ، ويرفضون الاعتراف ب (( إسرائيل )) . وهذا اتباع لما جاء في التوراة من أن هناك سبعة شعوب ملعونة أهمها الشعب العربي .

بقي أن نقول إن (( جيري فولويل )) هذا صديق حميم للرئيس الأمريكي بوش وقد أعلن بوش كثر من مرة صداقته له كما سبق.

صاحب الخط 800 :

والرجل الثاني (( بات روبرتسُن )) وهذا معروف في أنحاء أمريكا كلها بأنه نجم تلفازي ديني ، وقد أنشأ هذا الرجل محطة تلفازية تغطي أكثر من ستين دولة أجنبية وتستخدم الأقمار الصناعية في البث ويقول الرجل أنه يتلقى أكثر من أربعة ملايين مكالمة عن طريق الخط المجاني رقم 800 .

وهذه المكالمات تحـتوي الفتـاوى والأسئلة والاستـرشادات الكنسـية ، ويجيب عليها هو وزمرته ، وقد أعلن عام 1988م أنه رشح نفسه لرئاسة الولايات المتـحـدة الأمريكيـة ، وأنه ينوي أن ينافس الرئـيس بوش في الانتخابات ، ولكنه انسحب بعد ذلك .

أرأيتم ما يتمتع به هذا الرجل من نفوذ يمكن أن يصل به إلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية وهو من القادة الأصوليين المتطرفين في أمريكا ؟
إن السياسة محرمة على الأصوليين الإسلاميين فقط ! !
ـــــــــــــــــــــــــ
(**) للتفصيل انظر المصدرين المشار إليهما (( البعد الديني )) و (( النبوءة والسياسة )) وقد أفاضت المؤلفة عنه وخاصة من ص 71 ثم في فصل خاص عن فولويل ص ه8-ه9 ذكرت نموذجًا لتفكير أتبـاع هذا الأصولي في مقابلة مع أحدهم وهي نقاش فريد لولا خشية الإطالة لنقلنا شيئًا منها، فلتراجع .
ـــــــــــــــــــــــــ
__________________
web page
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م