عندما نبتلع الكذب لنصدقه!!

[الوافـــــي]

الأخت الكريمة / أميرة الثاقافة

ليست المشكلة في الكذب وحده
ولكن المشكلة في المجتمع الذي أصبح واقعه كذبا
الكذب تجدينه في كل أمور الحياة صغيرها وكبيرها
ومن نفى وقوع ذلك فهو لا شك كمن يحاول أن يخفي أشعة الشمس خلف ( الغربال )
لو بقي الكذب على الأمور الدنيوية لهان الأمر ( في نظري ) مع علمكي الأكيد بأن الكذب يهدي إلى الفجور وأن الفجور يهدي إلى النار والعياذ بالله
ولكن أن يصل الكذب إلى العقيدة الصافية ، والتلبيس على الناس بذلك
فهذا والله أمره خطير وكبير عند الله ثم عند الناس
فمن السهولة أن أعيد شيئا مسروقا كذب سارقه على صاحبه في ملكيته
أو أعالج سيارةً مهشمة كذب من هشمها في قوله ليتهرب من إصلاحها
أو أبقي الأمل مفتوحا عندما يكذب مسؤول في وعد يقطعه لتأمين خدمة أو توفيرها
ولكن كيف أصنع بمن كذب على الله ورسوله ...؟؟
كيف أصنع بمن كذّب العلماء وكفرهم ..؟؟
كيف أصنع بمن يقتل الناس ويدعي أنه بذلك يدخل الجنة ..؟؟
كيف أجمع المتناقضات في إناء واحد ..؟؟؟
ومن استهان بالكذب على الله ورسوله .. فلا حاجة لنا بصدقه في أمور الحياة
لأن هذه الكذبات

باتت تزعزع الكثير من ثوابتنا لتحيلها إلى ظنون وفي يوم من الأيام قد تنال من هويتنا وذاتنا.
فكم ... هدمت أقوى البيوت، وهزت وآذت آلاف القلوب فهل نرضى لمثل هذه الكذبات لتعشعش في قلوبنا وتغزل خيوطها في واقعنا وأحلامنا؟ أم نقف في وجهها ونطردها لنفسح المجال للكثير من الصدق المتواري في جنبات دواخلنا.

و ... لابد من المواجهة والمصارحة، سواء اخترنا نحن التوقيت أم اضطرتنا الظروف والمصادفات إليه. فلماذا التأجيل والتسويف فالكذبة ستبقى كذبة مهما أخفيناها بالحجج أو تناساها الزمن، ستظل مظلمة مفتقرة لنور الحقيقة. لكن كم من الكذابين يتوجب علينا مواجهتهم، العدد كبير والأكبر منه هو مواجهة كذب الذات ومن يعز عليها

وإنا بإذن الله لفاعلون ...

تحياتي