الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمر من أوامر الشارع لا جدال فيه.
ولكن له ضوابط وقواعد ولا يتم اعتباطاً وإلا قاد إلى عكس المراد منه ومكن كل أحد من النيل من الدين باسمه!
ومن القواعد التي استنتجها العلماء من النصوص أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقبل في الأمور الدقيقة إلا من العالم إذ أن الجاهل يشتبه عليه المعروف والمنكر في الأمور الدقيقة ورب حلال يظنه الجاهل حراماً ورب حرام يظنه حلالاً!
ثم إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يجب أن يتم فيما أجمع عليه المسلمون فلا يجوز في أمر اختلفوا فيه.
فليس لك أن تجبر الناس على أمر يراه مذهبك واجباً وهو في مذهب آخر غير واجب! (مثلاً صلاة الوتر عند السادة الأحناف واجبة وهي عند غيرهم مندوبة)
ثم إن النهي عن المنكر والأمر بالمعروف يخضع لقاعدة الموازنة بين المصالح والمفاسد فلا يجوز أن يؤدي دفع مفسدة إلى مفسدة أعظم منها.
وأخيراً من الضروري في من يقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يكون سمح الخلق واسع الأفق لا يميل إلى الشدة في غير مكانها قادراً على إرشاد المخطئ بالحسنى ولا يقوم على عكس ما يدعي أنه يريده بالتنفير من الدين بسوء الخلق والأدب.
"ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن"
صدق الله العظيم.
آخر تعديل بواسطة بالعقل...بهدوء ، 29-08-2004 الساعة 05:47 AM.
|