بن لادن أعذرني ولكنك إما كاذب و إما عميل و إما غبي

[صلاح الدين القاسمي]

بسم الله الرحمن الرحيم .
نحمده و نستعينه و نستهديه و نعوذ به سبحانه من شرور أنفسنا
و من سيئات أعمالنا .
من يهده الله فهو المهتدي و من يضلل فلن تجد له وليا مرشدا .
اللهم صل على سيدنا محمد و على آله الطيبين الأطهار وأرض اللهم عن صحابته النجوم الأخيار و عن كل التابعين له من الأولياء
و الصالحين و وراث علمه الأبرار .
***
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .
أما بعد ،
فجزاكم الله خيرا أخي الحبيب الهادي على حسن الظن بأخيكم صلاح الدين القاسمي المذنب بالليل و النهار و الراجي عفو و كرم مولاه العفو الغفار .
لا يجد الفقير إلى رحمة مولاه دون سواه ، كاتب هذه الأسطر ،سوى الدعاء لكم بأن يجازيكم الله خيرا و أن يريكم الحق حقا و يرزقكم اتباعه
و يريكم الباطل باطلا و يرزقكم اجتنابه ,
ارفع أكف الضراعة إلى سيدي و مولاي على خطى سادتي أهل الله
و أوليائه الصالحين الذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون داعيا إياه سبحانه و تعالى أن يجعلني خيرا مما يظنون و أن يغفر لي مما لا يعلمون ----- آمين يا رب العالمين .

أخي الحبيب الهادي كتبتم ،
شرح الله صدركم لليقين و كشف عنكم حجب الران و الغين :
1 -

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الهادئ
أخي الحبيب صلاح
كل نصيحة موجهة منك أضعها تاجاً فوق راسي لعلمي بشخصك الكريم و قلبكم الطاهر ولكن يا اخي الكريم اسامه بن لادن و أيمن الظواهري و غيرهم ممن سهل عليهم إسالة الدماء البريئة من ابناء أوطانهم دون حساب و عاثوا فى الأرض فساداً ففى مصر كانت ضحياهم بالألوف و فى الجزائر كانت عشرات الألوف ناهيك عن المملكه السعوديه وما يحدث فيها و أضف إلى ذلك ما تسببت فيه جرائمهم العشوائية التى إفتقرت إلى الهدف و أستباحة الوسيلة و إن خالفت الشرع و الدين و تلك الجرائم تسببت فى تاليب العالم باكمله ضد الإسلام و المسلمين فذاق المسلمون المغتربون الويلات من وراء تلك الجرائم و باتوا مهددين فى كل مكان فأحرقت مساجدهم و نكل بشيوخهم فهؤلاء الأدعياء لا يمكن وصفهعم إلا بما فيهم و ما فعلت إلا هذا

يقول الفقير : شكرا لكم مرة أخرى على تقبل نصيحة أخيكم ، و حفظ الله رأسكم العزيزة و توجها الله بتاج التقوى و الحلم و الصلاح .
أخي ...أراك قد إستدركت بسرعة لتضع التاج من رأسك و تدخل بكل حماس من جديد في صلب الموضوع و تحكم أحكاما قيمية على بن لادن و الظواهري و الزرقاوي و غيرهم من أهل القاعدة ، فإذا بك تصنفهم من ضمن :
* الذين يعيثون في الأرض فسادا .
* أصحاب الجرائم العشوائية .
* أعمالهم تخالف الشرع و الدين .
يا حبيبي : ما خلاص ...أنت حكمت عليهم و انتهى
إيه فائدة الحوار أصلا ؟؟؟
أعتقد ، و بدون الدخول في التفاصيل نظرا لضيق وقت دخولي للنت هذه الأيام ، أن القضية أعمق بكثير من هذا التناول السطحي للمسائل .
و لذلك كتبت لكم ناصحا أمينا ، و الله على ما أقول شهيد ، أن التخلص مباشرة لسباب رموز القاعدة بتلك الأوصاف و هذه الذي أضفتها من جديد ، يعد في نظر العبد الضعيف هفوة أخلاقية منكم أخي الحبيب الهادي قبل أن تكون خطأ منهجيا في رؤية
و تحليل المسائل بعيدا عن العواطف والتشنجات .

أخي الكريم الهادي ، إن تكالب الدوائر الصهيونية و اليمينية المسيحية على الإسلام بعد سقوط المعسكر الشرقي ، لم يأت نتيجة رد فعل مزاجية عن أفعال القاعدة في أحداث التاسع من سبتمبر ، هذا إن ثبتت عليها فعليا ، و لم
يأت نتيجة التفجيرات التي تبنتها القاعدة في ما بعد هنا و هنالك خصوصا بعدما اختلط الحابل بالنابل .

يا سيدي الحبيب الهادي : إنهم يخططون منذ زمن للإجهاز على آخر عروق الشرف و العزة في هذه الأمة المكلومة ، الكل مسطر ضمن استراتيجيات مدروسة لتدمير هذا الدين و لكن هيهات هيهات

إنهم يريدون أن يغيروا القرآن الكريم ، و بدأوا في إجبار الحكومات العربية على تغيير مناهج التدريس فيها بعد أن أحكموا قبضتهم على فلسطين
و دمروا العراق و أستباحوا فيه كل المقدسات ، و هاهم الآن يديرون ثروات الأمة النفطية و المائية و النووية و غيرها بكل صفاقة و أستسلام مخجل من ولاة أمورنا .

المعركة قديمة يا أخي الهادي و الجديد فيها هي الإعلان الرسمي الصهيوني لبداية حرب صليبية جديدة على ديار الإسلام على حد تعبير بوش .

ما أردت قوله بإيجاز : هو التريث قليلا و عدم التسرع في إطلاق الأجكام الجاهزة على المسلمين خصوصا و أننا في فترة حرب و مواجهة ،
و الأحرى بنا أن نفضح العدو الحقيقي الذي إستباح الدين و الشرف
و الأرض و الكرامة .

يا أخي ، عليك باليهود و اطماعهم و جرائمهم المتكررة و البشعة و التي فاقت كل الحدود التاريخية .
عليك بالإمريكان الذين دمروا أرضنا في العراق و استباحوا شرف نسائنا في ابي غريب و أم القصر و دمروا مساجدنا
و أعتقلوا شعبا أخا حبيبا لنا بأسره رهينة عنده و قتلوا الأطفال
و الشيوخ بألأسلحة الجرثومية و دمروا الدور و المنازل على رؤوس أصحابها بالقنابل الذكية ...متبعين في ذلك نهج شارون و جنده .

يا أخي الكريم الهادي ، هؤلاء الأعداء عندما تفضح أعمالهم و نفكر سويا في كيفية التصدي لهم و لو بأضعف أضعف الإيمان ...أقول لك : مرحى و بحول الله تكون من المجاهدين في سبيله إذا أخلصت العمل لله ،
أما أن توجه حربتك الآن إلى الذين جاهدوا بأموالهم و أنفسهم لدحر الخطر الأحمر الشيوعي على أرض أفغانستان ، و لا يمكن لأحد مهما كان أن ينكر ذلك ، فأعتقد أن المسألة فيها مجازفة فكرية كبيرة منكم ، لم أعهدها فيكم

تراك تقول لي : و لكن ما ذنب الضحايا من المسلمين في مصر و الجزائر و تونس ( جزيرة جربة ) و السعودية
و غيرها ؟؟؟
هذا السؤال يستحق في حد ذاته موضوعا مستقلا لفهم حقيقة ما يحدث
و ستحق خصوصا فهم الفكر و الفلسفة التي تقف خلف تلك الأحداث .
المسألة جد معقدة ، صدقني أخي ، و لا يمكن حسمها بالصاق التهم
و السباب الرخيص .

أرجو من الله أن تكون قد فهمتم مقصدي من التدخل :
التريث و حفظ النفس من إلقاءالتهم الجزافية على المسلمين
و تحري الموضوعية في التحليل بعيدا عن الصياح و الحماس العاطفي .

2 - ثم كتبت لي أخي قائلا :

و أخبرك أخي الكريم بأنك قد أخطئت حين وصفت بن لادن بالشيخ فهذا اللقب يا اخي الكريم له قدسيته خصوصاً فى الفكر الصوفي و أعلم أنك من أشد المخلصين لهذا الفكر و الذى يتناقض على طول الخط مع ما يفعله بن لادن و أصحابه ... ثم بالله عليك يا اخي الكريم اي كرامة تبحث عنها لأناس كفروا أجل علماء الأمة و رموهم بالنفاق و العماله فإن كانوا قد إستباحوا ذلك بلا خوف من الله فلا اقل من أن نصفهم بما فيهم ..
و عموماً يا اخي فإن الإختلاف لا يفسد للود قضيه و ما بيننا اكثر من الود ...
ولك مني كل حب و تقدير

يقول الفقير إلى الله : لقد خطأتني أخي الحبيب الهادي عندما وصفتُ بن لادن بالشيخ نظرا لخصوصية صفة الشيخ خاصة عند الفكر الصوفي
يا حبيب قلبي : صفة الشيخ ليست حكرا على أهل التصوف و إن كانت لها مكانتها الخاصة عندهم رضي الله عنهم ، بل إنك تجدها عند الذين يعادون التصوف و ينكرون عليه أشد التنكير !!!
و لست في حاجة إلى ذكر أسماء المشائخ لك منهم لكثرتهم
و لإنخفاض أسهم هذه الصفة في هذا الوقت حتى أصبحت تطلق على كل من هب و دب .

ثم أن كلمة الشيخ تعني كذلك ، لغة و إصطلاحا ، المعلم و الأستاذ : كل في ميدانه و علمه .
و عليه ، تراني عندما أطلقت صفة الشيخ على عبد الله أسامة بن لادن ، لم أحصر نفسي في المفهوم الضيق للفظ الشيخ لعلمك بصوفيتي
يا سيدي الحبيب الهادي: هو حتى الرجل الكبير في السن ، نطلق عليه صفة الشيخ : شاخ ، يشيخ ، شيخوخة .
ثم صدقني لقد قرأت أخيرا تصريحا للمجرم شارون يطلق لفظ الشيخ على المجاهد الشهيد بإذن الله أحمد ياسين

و بعدها تريدني أن لا أطلق على الرجل كلمة الشيخ ؟؟؟

ثم سالتني أخيرا : أي كرامة لأولئك الذين كفروا أجل علماء الأمة
و رموهم بالنفاق ؟؟؟
لم أفهم السؤال أخي الحبيب و الرجاء أن توضح لي متى حصل ذلك
و في من قيل ؟؟؟

على كل ، أراك أخي الحبيب بكل خير .
و المعذرة إن كنت قسوت عليكم، من دون أن اشعر ، خلال مداخلتي الأخيرة .
أسأل الله لكم و لي الهداية و الثبات على قول الحق لا نخشى في الله لومة لائم ، كما نبتهل له عز و جل أن يجعلنا من أهل الله الأشداء على الكفار ، الرحماء بينهم .


أستغفرك اللهم و اتوب إليك .
سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين
و الحمد لله رب العالمين .


و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .

كتبه العبد الضعيف و راجي دعاء إخوانه الصالحين :
صلاح الدين القاسمي .