الآية الأولى :::
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ
الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ {93}
<******>drawGradient()******>
بعد أن عرفنا النفس من الكتاب والسنة ، بأنها هى الجسد والروح مجتمعين ... نأتى إلى بعض الآيات التى استشكل تفسيرها ، وأبدأ بآية سورة الأنعام رقم ( 93 ) ... وقد بحثت فى التفاسير ..ابن كثير .. الجلالين .. الطبرى .. القرطبى ... فوجدت فى تفسيرى ابن كثير والجلالين ، أنهما يفسران طلب الملائكة للظالمين
بإخراج أنفسهم أى بإخراج أرواحهم
<******>drawGradient()******>أما الطبرى فقد أشار بأن هذا أمر من الله للملائكة ، والوحيد الذى خالف الجميع هو القرطبى ، وتفسيره أقرب إلى مفهومنا الذى اعتمدناه عن النفس !!!
أى أنكم كنتم إذا حزبكم أمر ، تتحايلون عليه لتخرجوا منه أنفسكم ، كالمرض مثلا ، أو الفقر ، أو أى سوء ... فنحن نتحداكم الآن أن تخرجوا أنفسكم من هذا الموقف !!! ... بهذا التفسير ، يصح التحدى ، أما معنى أن تخرجوا أرواحكم ، فهذا ليس فى مقدورهم أساسا ، فلا يصح التحدى لهم بطلب إخراج أرواحهم ... وهذا المعنى الذى ذكره القرطبى ، يتفق تماما مع المفهوم للنفس .
الآية الثانية :::
وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا
كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ {172} سورة الأعراف
<******>drawGradient()******>
هذه الآية تحتاج إلى شرح طويل فلذلك سأفرد لها جزء خاص بها ، فيما بعد .
الآية الثالثة :::
فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ {25} وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ {26} يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ {27} ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً {28} فَادْخُلِي فِي عِبَادِي {29} وَادْخُلِي جَنَّتِي {30} سورة الفجر
<******>drawGradient()******>
وفى الحديث الشريف :::
كنز العمال الإصدار 1.43 - للمتقي الهندي
35591- عن أبي بكر قال: قرئت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية (يا أيتها النفس المطمئنة. ارجعي إلى ربك راضية مرضية.) فقلت: ما أحسن هذا يا رسول الله! فقال: يا أبا بكر! أما إن الملك سيقولها لك عند الموت .
<******>drawGradient()******>
يفسر بعض الناس هذا الحديث ، بأن الملك سيقول للمؤمن عند موته أى حال موته ، وهذا خطأ ... والله أعلم ... فقد يقولها عند قبض روحه ، أى قبل تمام موته ، أو بعد سؤال الملكين حينما ترتد روحه لجسده .
والآيات كما وردت فى القرآن الكريم فى سورة الفجر ، تحدد متى يقال للنفس هذه البشرى ، يقال لها ذلك يومئذ ، أى يوم القيامة حينما ترتد الأرواح إلى الأجسام ، فتصير النفس نفسا كاملة من جسد وروح .
أرجو أن أكون قد أوضحت ، ما كان يدور بينى وبين إخوة لى فى الدين ، خرجت من النقاش معهم إلى هذه المفاهيم ، والحمد لله على نعمائه ... وسأتكلم عن آية سورة الأعراف قريبا إن شاء الله ... حتى يكتمل الفهم الذى أراه صحيحا لمعنى النفس .