لو ظهر المهدي المنتظر هل نقف معه أم مع ولي الأمر ؟

[فارس ترجل]

اعتقد ان طرح الحافي يحتاج منا الى وقفه حتى لو بدا السؤال محرجاً او حتى ساخراً.

فالهلالي قال انه سيبايع المهدي حال ظهوره و لو زحفاً و لا اعتقد ان في قوله هذا شك ، سيما و انه لم يدعُ فيما سبق الى طاعة ولي الامر حتى لو إقترف الكفر البواح ، كما يروج البعض هنا ، و لا ادري لماذا الحافي استبعد ذلك ، فهو لم يبين السبب و إن شكر الهلالي في نهاية المطاف.


اليمامة أجابت بخط مستقيم ، و أنها ستتبعه لأنه سيملأً الارض عدلاً بعدما ملئت جوراً ، لكن أبقت السؤال قائماً ، ماذا عن طاعة ولي الأمر؟


اما غيث فتفادى الاجابة بسؤال إضافي ، مع علمه ان سؤال الحافي اصلاً إفتراضي ، و لكن مبني على واقع شاذ نعيشه اليوم ، فحبذا لو ان الاخ غيث إفترض ظهور المهدي اليوم فكيف سيكون قراره ، و هل سيبايعه ام يحجم خشية الخروج عن ولي الأمر؟.



ابا الزهراء وضع النقاط على الحروف ، و قال كلمة حق في ظل حرب هوجاء بين الاعضاء لا تبقي و لا تذر ، حتى إن المرء يقرأ مستوى بعض التعليقات المتدني ، و التي يعرفها أصحابها ، فيتسائل هل هو في خيمة سياسية ام خيمة "رمضانية" بالتعبير اللبناني؟.





إنني أنضم الى اخي الحافي في تساؤله المشروع جداً ، و الذي إذا تمليناه لوجدناه يسلخ وجوه كثيرين ، لأنه ببساطة يقرر حقيقة يتم التعامي عنها عمداً ، و هي إذا كانت طاعة ولي الأمر مبدأ واجب دوماً و أبداً ، بصرف النظر عن هوية ولي الأمر هذا او شرعيته او سلوكه ، فكيف نجد في السنة الصحيحة خبر ظهور المهدي و الدعوة إلى إتباعه و نبذ سواه؟!



إن الاجابة على هذا السؤال بشكل محايد و بعين متمعنة سوف تكشف ان التطبيل الى الطواغيت مسألة تتنافى مع أحكام الشريعة أصلاً ، و ان طاعة ولي الأمر المقترف للكفر البواح ليس مبدأ إلا لمن أعمت الدنيا بصائرهم.




إلتقيت مع احد الاشخاص في البالتوك يسمي نفسه أدركني يا مهدي ، فعرفت انه شيعي ، و أخذت اتناقش معه و أناظره حول عقيدته المختلة ، و أشرت الى مسألة السرداب ، و التوسل بالاموات ، وسب الصحابة....إلخ ، فلما شعر انه حوصر أتدرون ماذا قال لي؟:

(على الاقل نحن نعتقد بالمهدي و سنتبعه عندما يعجل الله في فرجه دون ان نجد في ذلك غضاضة ، اما انتم أهل السنة فإنكم تعتبرون الخروج عن الحكام مسألة محظورة كلياً ، و بالتالي فستكونون في الفئة التي تقاتله إتباعاً لمبدأ طاعة ولي الامر الذي يروج له دعاتكم عبر الفضائيات كل يوم)


و قد حاولت نفي هذه التهمة بتبيان الاحاديث التي تبيح لنا الخروج إذا رأينا كفراً بواحاً عندنا فيه من الله برهان ، و تمكنت من إظهار الحقيقة له في نهاية المطاف ، لكن هذا لم يُزل المرارة من نفسي للوضع الذي اوصلونا اليه فقهاء السلاطين عليهم من الله ما يستحقون ، حتى جعلوا رافضي مشرك يتطاول على أهل سنة الرسول صلى الله عليه و سلم.



الله المستعان