مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 20-05-2005, 04:27 PM
rajaab rajaab غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
المشاركات: 112
إفتراضي همتت

[size=5][font=Arial Black]وكانت أولى هذه الخطط الإيعاز لإيران ، بعد أن أصبح الخميني زعيمها غير المنازَع ( 1979 ) ، برفع شعــار (( تصديــر الثورة )) ، مستغلة في ذلك وجود أعداد كبيرة من الإيرانيين في معظم دول الخليج ، إلى جانب حقيقة أن جزء غير قليل من سكان هذه الدول من أتباع المذهب الجعفري ، المتعاطفين في معظمهم مع الخميني ، قائد الدولة الوحيدة الحاملة للواء التشيُّع في المنطقة .


وبالفعل قام أنصار الخميني في بعض هذه الدول بتحركات نشطة أزعجت الحكام ( وخاصة في الكويت ) ، ولكن هؤلاء الحكام سرعان ما سيطروا على الوضع ، وأوقفوا التحركات الإيرانية داخل دولهم عند حدها . وكان من الطبيعي أن لا تدفعهم هذه التحركات في النهاية لطلب الحماية الأمريكية .


وجربّت أميركا بعد ذلك خطة أخرى ، تمثلت في حفز الاتحاد السوفيتي على احتلال جارته أفغانستان ( 1979 ) . فقد كان عميل أميركا بابراك كارمال منفياً في تشيكوسلوفاكيا . وفجأةً عاد كارمال إلى كابول ليتزعم انقلاباً عسكرياً رفع لواء الشيوعية . وأدى هذا الانقلاب إلى نشوء حالة من الاضطراب عمّت أفغانستان ، مما جعل الاتحاد السوفيتي يهبّ لنجدته . ومع أن أميركا نفت علمها بالحشود السوفيتية على الحدود الأفغانية ، إلا أن أقمار التجسس التي كانت تملكها ، والتي يُقال أنها تستطيع تحديد أي شيء بحجم السيجارة على الأرض ، لا يمكنها أن تخطئ وجود الحشود التي بلغ عدد جنودها حوالي 80 ألفاً . وما يؤكد معرفة واشنطن المسبقة ورضاها عن العملية إعلان الإدارة الأميركية بأن لروسيا مصالح أمنية حيوية في أفغانستان ، وذلك عقب الغزو بأيام قليلة .


وبالغت واشنطن في تصوير مخاطر هذه العملية على دول شبه القارة الهندية ومنطقة الخليج . وأطلقت على الأقطار المعرّضة للخطر السوفيتي المزعوم وصف (( قوس الأزمات )) .


وفي هذه الأثناء أعلن كارتر أن الخليج منطقة حيوية لأمن الولايات المتحدة ، وهو الإعلان الذي عُرف فيما بعد باسم (( مبـدأ كارتر )) . كما أرسل زبيغنيو بريجنسكي ، مستشاره لشؤون الأمن القومي ، إلى باكستان ، في مهمة طارئة . وأخذ يتحدث بريجنسكي عن الخطر الشيوعي الداهم ، مذكراً بالأطماع الروسية القديمة في الوصول إلى المياه الدافئة ، وضرورة التصدي لها من دول المنطقة .


ونشط عملاء أميركا وغيرهم في المنطقة في إرسال (( المجاهدين )) إلى باكستان ، للعبور منها إلى أفغانستان ، والمشاركة في التصدي للشيوعيين ( الكفرة ) ، ودرء (( خطر الإلحاد )) عن بلاد المسلمين ، وكأن الرأسمالية التي تحمل أميركا لواءها ليست كافرة ، ويهمها أمر الإسلام والمسلمين .


وأخذ المسؤولون الأميركيون يتوافدون على دول الخليج ، مهولّين من الخطر الشيوعي ، وعارضين على هـذه الدول الحماية الأميركية . غير أن دويلات الخليج ، وحكامها كلهم من عملاء الإنجليز لم تنطلِ عليهم هذه الحيلة ، ورفضوا الاستجابة لواشنطن .


وهنا تفتق ذهن المخططين الأميركيين عن إشعال الحرب بين العراق وإيران على نحو يجعل الرعب يدب في قلوب حكام الخليج . وبدأ التوتر يتصاعد بين العراق وإيران استجابة لرغبة واشنطن حتى بلغ الأمر حد الانفجار . فبادر صدام حسين بمهاجمة إيران ، وركّز هجومه البري على ما تُسمى (( عر بستان )) ، الواقعة في الجنوب الغربي من إيران . وتظاهر حاكم العراق بأن حربه وقائية ، في ضوء رفع إيران لشعار (( تصدير الثورة )) ، واستجابة بعض العراقيين الشيعة لهذا الشعار ، والقيام بقلقلة أمن العراق .


وهكذا اندلعت حرب ضروس بين الجارتين المسلمتين استمرت ثماني سنوات ، وحصدت الأخضر واليابس في الدولتين ، وخاصة في العراق . وبعد اشتعال هذه الحرب بأيام ، عقد وزيرا خارجية أميركا والاتحاد السوفيتي ( إدموند ماسكي وأندريه غروميكو ) ، اللذان كانا يحضران الدورة العادية للجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك ، اجتماعاً دام ساعة ونصفاً تركز البحث فيه على الحرب العراقية ـ الإيرانية ، أصدرا بعده بياناً مقتضباً فحواه أن الدولتين تقفان على الحياد من هذه الحرب ، وتدعوان الدول الأخرى لعدم التدخل أو تزويد أي من الطرفين بالسلاح ولم يخلُ البيان بالطبع من دعوة الدولتين لوقف العمليات الحربية .
ودلّ هذا البيان بشكل لا لبس فيه على أن الدولتين اللتين كانتا تُسميان بالعملاقين راضيتان عن استمرار الحرب ، وبذلك تكون الدولتان قد تجاهلتا دورهما الذي نص عليه ميثاق الأمم المتحدة والمتمثل في الحفاظ على (( الأمن والسلم والدوليين )) ، باعتبارهما من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن . أما عملاء بريطانيا في المنطقة فقد اضطروا للوقوف إلى جانب العراق بالمال وأحياناً بالرجال حتى لا ينهار ما اعتبروه خندقهم الأمامي في وجه الخطر الإيراني . ولوحظ أن هذه الحرب ظلت طوال سنواتها الثماني تتركز حول البصرة ، في إشارة واضحة إلى الهدف منها . فالبصرة كما هو معلوم قريبة من حدود الكويت . زعيمة دويلات الخليج في ذلك الوقت . وتخويف الكويت واستجابتها للحماية الأميركية من شأنهما أن ينعكسا على باقي دول الخليج ، التي كانت تنظر للكويت باعتبارها قدوتها .


صحيح أن الكويت كان يتملكها الخوف كلما كانت إيران تحقق مكاسب عسكرية
في منطقة البصرة ، ولكن هذا الخوف لم يدفعها لطلب الحماية الأميركية ، واكتفت بمد العراق (( بوابة العرب الشرقية )) بالأموال اللازمة لشراء السلاح . ومن باب التضييق على دول الخليج بوجه عام ، والكويت بوجه خاص ، أوعزت أميركا لصدام بتوسيع نطاق الحرب ، ومدّها إلى ميـاه الخليج .


وهكذا بدأت الطائرات العراقية بقصف ناقلات النفط الإيرانية في مياه الخليج . واعتبرت إيران هذا العمل مسوِّغاً ليس للتعرض للسفن العراقية وحدها ، وإنما لكل السفن المتجهة إلى موانئ الخليج ، وخاصة الكويت ، نظراً لأنها كانت تقدم الدعم المالي لصدام .


وهنا اشتدت مخاوف دول الخليج ، بما فيها الكويت ، مما جعلها تقبل برفع الأعلام الأميركية وغيرها على السفن التجارية المتجهة لموانئها ، وخاصة ناقلات النفط والغاز .


ورأت أميركا في هذه البادرة علامة مشجّعة ، وإن كانت غير كافية . فرتبت الأمور لزيادة مخاوف الكويت لعلها تستسلم . وتمثل هذا الترتيب بقيام صدام بتسليم شبه جزيرة الفاو لإيران في عملية عسكرية سريعة استغرقت ليلة واحدة فقط . وكان هدف أميركا من ذلك منح إيران منصة لإطلاق صواريخها الصينية من نوع سيلكوورم على الكويت ، حيث لا يزيد مدى هذه الصواريخ عن مائة ميل ، ولكنه مدى كاف لوصول الصواريخ للكويت .


والمتأمل في احتلال إيران للفاو ويدرك بسهولة أن الفاو منطقة لا قيمة استراتيجية لها فيما يتعلق بالحرب ضد العراق . إذ تفصلها عن باقي الأراضي العراقية عوائق طبيعية كأداء ، نظراً لكثرة السبخات والمستنقعات التي تفصل بينها وبين منطقة البصرة . ومع أن الحرب استمرت بعد احتلال الفاو مدة طويلة نسبياً إلا أن إيران لم تستفد منها أيّ شيء في عملياتها ضد العراق . والشيء الوحيد الذي استفادته من الفاو هو ضرب الكويت بالصواريخ ، وإثارة ذعر حكامها وأهلها . وليس أدل على أن احتلال الفاو كان بهدف تخويف الكويت من قيام السفير الإيراني في الكويت صبيحة يوم الاحتلال بالاتصال بأمير الكويت ليقول له : (( أصبحنا جيران )) .
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م