من منا لا يذكر تلك السنوات التي مرت علينا عندما كانت الجمعات الاسلامية في اوج تحركها و كيف كنا ننتشي بسماع تلك الخطب الرنانة التي تحض على الجهاد و على الصبر و كيف كنا نخضع لحلقات و دروس تتناول كتابات سيد قطب و حسن البنا و غيرهم من فطاحلة هذا الفكر النير و كيف كنا نسمع و نطيع و لو ولي علينا عبدا حبشيا..
و للاسف الشديد فان هذه الافكار سرت في مجتمعاتنا الامية كالنار في الهشيم و لا ريب اليست هي التي سترد للاسلام بريقه و للامة الاسلامية هيبتها و عزتها بين الامم..
لقد استفحل فينا هذا *الفكر* و ادى بنا الى ما ادى و لا اريد هنا الحديث عن افغانستان و مجاهديها الذين مزقوا بعضهم بعضا و لا اريد الحديث عن طالبان و خلافتهم الراشدة و لا اريد كذلك ان اتحدث عن عصابات القاعدة بقيادة بن لادين و غيرهم، لا اريد فانا اشعر بالغثيان وانا اتحدث عما انتجته المجتمعات العربية و الاسلامية..
تتنوع التشكيلات و تختلف و لكنها تتفق جميعها في شيء واحد، انها كلها خرجت من عبائة ذاك الفكر المشوه.
اخوتي
ان الحاكمية لله، هل ثمة عاقل فوق هده البسيطة يشك في ذلك..
فالله هو الذي قدر الاقدار و رزق الارزاق و هو الذي اطعم و هو الذي كسى
و هو الذي علم و هدى و له الامر من قبل و من بعد شاء من شاء و ابى من ابى...
و الله لا ينازعه هذا الامر كائن من كان، قل شانه او على...
ولكن اخوتي الاحبة بالله عليكم
هل سمعتم ان الله سبحانه و تعالى حدد لنا طبيعة النظام السياسي
هل قال انه يجب ان يكون ملكيا او جمهوريا او رئاسيا
هل قال انه من المستحسن ان يكون خلافة او امارة..
و هل قال انه يجب ان يكون فيدرالي او كنفدرالي..
هل قال يجب ان يكون مركزي او لا مركزي، ديمقراطي او جماهري على راي قائدنا القذافي رحمه الله
او غير ذلك من الانظمة السياسية التي عرفها الانسان او لم يعرفها بعد..
اقول قولي هذا و استغفر الله لي و لمن شاء و السلام.
|