مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 25-06-2005, 01:23 PM
الجلاد10 الجلاد10 غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2005
الإقامة: بلاد الله
المشاركات: 498
إفتراضي


س/ ما هي الأسباب المباشرة لعملية تراجعكم وكيف كانت؟

ج/ تراجعنا بسبب خيانة دليل المجموعة التي كنا فيها، وقد كان طاجيكياً، حيث حاول أن يخوننا ويبيعنا للقوات الروسية، طبعا الروس في تلك الفترة كانوا متوجعين، ولم يستطيعوا أن يتحركوا وأثناء تحركنا باتجاه بعض المناطق الطاجيكية علي الحدود الجنوبية بلّغ هذا الدليل القوات الروسية أن هناك 36 مجاهدا عربيا يريدون اقتحام معسكراتكم، طبعا كان نحو 15 مجاهدا عربيا قلبوا ميزان القوي داخل طاجيكستان فما بالك بستة وثلاثين رجلاً، من أصحاب الخبرة العسكرية الجيدة وخارجين بتجارب متعددة وطويلة، وكانت هذه المجموعة تعتبر نواة مشكّلة من أفضل الخبرات الجهادية العربية من مختلف جبهات العالم، فالروس عرضوا جائزة لكل من يسلم لهم عربيا، ووعدوا بمنح 100 ألف دولار لكل من يسلّم لهم مقاتلا عربيا، فتخيّل 36 مقاتلا في 100 ألف كم سيصل المبلغ؟ حوالي ثلاثة ملايين و600 ألف دولار، فالطاجيكي يبدو أنه طمع بحجم هذا المبلغ الكبير، وقرر تسليمنا للقوات الروسية، ونتيجة لذلك شكلت روسيا قوات كبيرة تجاوزت 35 ألف مقاتل، ونشرتهم علي طول الحدود الجنوبية لطاجيكستان (الحدود الطاجيكية الأفغانية) للسيطرة علينا ومنع تغلغلنا داخل الأراضي الطاجيكية. وعندما سمعنا بخبر تحرك القوات الروسية الكبيرة باتجاهنا وقطع الطريق أمامنا قررنا التراجع نحو أفغانستان.

س/ كيف عرفتم بخبر تحرك القوات الروسية باتجاهكم، هل كان لديكم جهاز استطلاعي، أو استخباراتي؟

ج/ عرفنا بهذا الخبر عن طريق شاب طاجيكي، تربّي بين الأخوة العرب، مع بداية الأحداث في طاجيكستان، وتعلم منهم اللغة العربية، فكان فيه نوع من الوفاء وقام بهذا العمل لرد الجميل لهم، وقال: لكم فضل كبير عليّ، وأنا أحذّركم أن دليلكم الطاجيكي قرر تسليمكم للقوات الروسية، فاتخذنا إثر ذلك خطة للانسحاب. طبعا كنت أنا أحد أعضاء مجلس الشوري لهذه المجموعة، المكون من ستة أعضاء، منهم عبد الرحيم الناشري، المكني بالمُلاّ وأيضا بالفاروق وفاروق المكي وبلال المكي، وأيضا من بينهم أخونا عمر الفاروق الكويتي، وهما معتقلان الآن في أمريكا فرّج الله عنهم، فجاءني الأخ حمزة الغامدي وكنت حينها مريضا بالتيفوئيد وقال لي ما رأيك يا أبا جندل، الأوضاع تأزمت والروس يتحركون باتجاهنا، فقلت له من الأفضل أن نرجع، ما دام أن الظروف صعبة والثلوج قطعت الطرق أمامنا، وإذا شاء الله عز وجل سنعاود الكرّة مرة أخري في الصيف أو في الربيع، بعدها اخبرني بخبر خيانة الطاجيكي، فقررنا علي الفور إرسال اثنين من إخواننا إلي أقرب معسكر في شمال أفغانستان تابع للحزب الإسلامي الذي يتزعمه قلب الدين حكمتيار، لإبلاغهم بوضعنا وأننا ترغب في العودة فأرسلوا إلينا مجموعة مسلحين من أتباعهم ورجعنا تحت حمايتهم حتي وصلنا إلي مدينة فيض آباد عاصمة ولاية بدخشان وهناك بدأنا ترتيب وضعنا، خاصة وأن أغلبنا كانوا مرضي، وقررنا العودة إلي جلال آباد عبر العاصمة كابول التي كانت حركة طالبان بدأت بالزحف باتجاهها وباتجاه معظم الولايات الأفغانية الشمالية وذلك في العام 1996.
  #2  
قديم 16-02-2006, 12:07 AM
ناجى العلى1 ناجى العلى1 غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2006
المشاركات: 232
إفتراضي

الحلقة الثالثة

20 / 3 / 2005م

سفارتا امريكا في شرق افريقيا استهدفتا لدورهما في اشعال الحرب العرقية في رواندا وبروندي
القاعدة شاركت في معارك الجنوب السوداني.. ومحاولة اغتيال مبارك كانت ضمن المواد التدريبية في افغانستان .
في هذه الحلقة سيتحدث أبو جندل عن الفترة السودانية لزعيم تنظيم (القاعدة) أسامة بن لادن وأتباعه المقربين وطبيعتها، وعن مستوي تغلغل التنظيم في أعماق القارة الإفريقية.

س/ لننتقل إلي السودان، كيف ولماذا قرر أسامة بن لادن مغادرة بلده السعودية إلي السودان؟

ج/ في الحقيقة لم تكن مغادرة الشيخ أسامة من السعودية إلي السودان مباشرة، ولكنه خرج من السعودية إلي باكستان، وبقي فيها فترة من الزمن، وخلال ذلك كان يبحث عن أنسب أرض مستعدة لاستقبال المجاهدين من أتباعه، بحكم أن السعودية ضيّقت عليهم، والنظام تنصل من مسؤولياته إزاءهم، وحتي الشيخ أسامة نفسه مُِنح جواز سفر لسفرة واحدة فقط، يستخدمه للخروج من السعودية وعودة واحدة فقط، وقد استغل هذا الجواز للخروج النهائي من السعودية ولم يعد إليها بعد ذلك، وقد مُنح له هذا الجواز بحكم علاقته الشخصية مع بعض أفراد العائلة المالكة، وقد أعطي له هذا الجواز للسفر إلي باكستان من أجل تصفية أعماله ثم العودة للسعودية والإقامة الجبرية فيها، غير أنه استغل جزئية السماح له بالخروج ولم يعد إليها بعد ذلك، اتجه إلي باكستان وكان قد قرر البقاء فيها، غير أن الحكومة الباكستانية بدأت بشن حملات مضايقة وملاحقات ضد المجاهدين العرب، ابتداء من بشاور وغيرها من المدن، وكانت هذه الحملات الباكستانية ضد الأفغان العرب المقيمين فيها بسبب خلفيتهم الجهادية وكانت أيضا بسبب التصرفات والأفعال الصبيانية لبعضهم الذين استخدموا خبرتهم العسكرية بتنفيذ أعمال تخريبية وتفجيرات في باكستان، وكانت هذه الأعمال سببا في التشديد الباكستاني علي المجاهدين العرب وبالذات بعد عملية تفجير السفارة المصرية في العاصمة الباكستانية إسلام أباد، فقد شهدت تلك الفترة أكبر عملية تشديد ومطاردة للأفغان العرب، وفي هذه الفترة واجه الشيخ أسامة مضايقات كبيرة في باكستان فقرر البحث عن بلد آخر مناسب له ولأتباعه ويكون مستعدا لاستقباله، فاختار السودان الذي كان ما زال في أوج عنفوانه الثوري الإسلامي، في ظل تزعم الجبهة الإسلامية للسلطة، بقيادة الدكتور حسن الترابي، فانطلق الشيخ أسامة نحو السودان واستقبله السودانيون بكل ترحاب، من منطلق الاستفادة الاقتصادية من رؤوس الأموال التي سيستثمرها في السودان، وبدأ هناك تنفيذ العديد من المشاريع الاستثمارية العملاقة، حيث أنشأ خمس شركات استثمارية مهمة، أبرزها شركة وادي العقيق لإنتاج المواد الزراعية، ودخل شريكا في شركة الكنانة لإنتاج السكر، وشارك في شركة المقاولات التي أنشأت مطار بورت سودان، وأنشأت كذلك (طريق مدني خرطوم)، لتسهيل نقل المواد الزراعية، وتنفيذه لهذه المشاريع الاستثمارية مع الحكومة السودانية كان بهدف عمل تجاري استثماري بحت.

س/ كيف كانت حياة بن لادن الشخصية في السودان وكيف كان يعيش فيها، هل بشكل طبيعي أم كانت لديه أنشطة خاصة؟

ج/ حسب علمي بوضعه هناك أنه كان يعيش حياة طبيعية جدا، ولكنه كان يتواصل مع الآخرين، وكان يتابع الأحداث بعمق، سواء الأحداث المحلية أو الإقليمية أو الدولية ويقرأ تأثيراتها علي العالم الإسلامي، وعرفت أنه كان يتابع الحرب اليمنية في صيف 1994عن كثب وكان علي إطلاع دائم بها، وأنه حاول إرسال عناصر من (القاعدة) للمشاركة في تلك الحرب إلي جانب القوات الحكومية الشرعية غير أن الشباب أنفسهم لم يتمكنوا من الاشتراك في تلك الحرب باسم التنظيم، بحكم سرعة انفجارها وسرعة إخمادها، ومع ذلك شارك في تلك الحرب العديد من عناصر (القاعدة) السابقين من الذين كانوا في أفغانستان، أمثال طارق الفضلي وجمال النهدي، اللذين كانت تربطهم بأسامة بن لادن علاقة وطيدة.

س/ هل بقاء أسامة بن لادن في السودان لأغراض استثمارية فقط، كان شرطا سودانيا للموافقة علي استضافته، أم أنه كان قرارا ذاتيا للهدوء والتخلي عن بعض أعماله العسكرية؟

ج/ كانت الفترة السودانية فترة هدوء بالنسبة للشيخ أسامة، وفعلا لم تكن للتنظيم أية أعمال عسكرية في تلك الفترة، إلا في الصومال فقط، وأما في السودان فكانت نشاطاته كلها أعمالا استثمارية اعتيادية، وأعتقد أن الشيخ أسامة قرر الهدوء من ذات نفسه، ولكنه كان يتابع الأحداث عن كثب في السعودية ويتفاعل معها، ولم يكن ذلك الهدوء بسبب طلب من الحكومة السودانية، فذلك لم يكن حاصلا، علي العكس كان العديد من عناصر (القاعدة) الذين كانوا معه في الخرطوم يشاركون في الحرب بجنوب السودان مع المتطوعين السودانيين إلي جانب القوات الحكومية، وبعضهم كان ينطلق للقتال في الصومال وهكذا، ولم يكن للحكومة السودانية أي دور في تقييد حركته وتحجيم نشاط أتباعه، وركز في تلك الفترة علي تنمية أمواله وتوسيع دائرة نشاطه التجاري والاستثماري، وربما اتخذ تلك الفترة مرحلة للتفكير العميق حول خطط المستقبل.

س/ ولكن عقب محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في أديس أبابا، اتهمت الحكومة المصرية أسامة بن لادن بأنه كانت لديه معسكرات تدريب في السودان، هل سمعتم بشيء من ذلك؟

ج/ حسب علمي بأنه لم يكن في السودان أي معسكر للتدريب تابع لتنظيم (القاعدة)، وكان الشيخ أسامة يكرس نشاطه هناك للعمل التجاري البحت، وللعملية الاستثمارية الصرفة، لأنه كان أيضا يضع حسابا للحكومة السودانية ويفكر بمصالحها وأبعادها، ولا يحب إيذاءها أو التسبب في جلب السوء لها، فلذلك لم يحاول الشيخ أسامة إنشاء معسكرات فيها، وإن كان في بداية أيامه في السودان في الفترة الأولي لثورة الإنقاذ برئاسة عمر حسن البشير فتح بعض المعسكرات للحركة السلفية الإريترية، إلا أنها كانت ضعيفة الذكر وضعيفة الصيت، وكان الشيخ أسامة يركز بدرجة أساسية علي معسكرات (القاعدة) التي أنشاها في الصومال.

س/ هل تعتقد أن لتنظيم (القاعدة) ولأسامة بن لادن دورا في محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك، في العاصمة الاثيوبية؟

ج/ في الحقيقة ليس لي علم بذلك، ولكن أذكر أنه عندما كنا نتدرب في معسكرات (القاعدة) كان بعض أعضاء الجماعة الاسلامية المصرية يحكون لنا هذه القصة وكيف تمت محاولة الاغتيال، كنوع من المواد التدريبية، وقصة تدريبية نطبق عليها، فكانوا يحكون لنا هذه القصة ولكن لم يكونوا يؤكدون لنا أنها من تنفيذ (القاعدة)، ولا أظن بأن للقاعدة ضلعا في هذه العملية.

س/ هل هذا يعني أن الجماعة الإسلامية المصرية هي التي نفذت عملية الاغتيال؟

ج/ نعم، هي التي قامت بتنفيذ هذه العملية بكوادر مصرية، وكل شيء مصري، وقد كانت عملية اغتيال حسني مبارك في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا من تخطيط وتنفيذ الجماعة الإسلامية المصرية.

س/ مع بقاء أسامة بن لادن لفترة طويلة في السودان، يشار إلي أنه استغله لخلق جسور وامتدادات طويلة لتنظيم (القاعدة) في أعماق إفريقيا، هل عرفتم شيئا من ذلك؟

ج/ في الحقيقة بعد المضايقات الباكستانية للمجاهدين العرب في مدينة بشاور، أصبحت السودان بمثابة الحضن الآخر لعناصر معظم الجماعات الجهادية العربية، مثل الجماعات المصرية، الجماعات الليبية والجماعات الجزائرية وغيرها بالإضافة إلي الشيخ أسامة بن لادن ومن معه من عناصر تنظيم (القاعدة). وأما عملية امتداد تنظيم (القاعدة) في إفريقيا فقد كان شيئا من ذلك، من خلال متابعة الشيخ أسامة لأحداث جميع الدول المحيطة والقريبة من السودان، مثل أحداث ليبيا، أحداث الجزائر، أحداث اليمن، أحداث الصومال وأحداث إريتريا، أحداث مصر، وحتي أحداث ليبيريا رغم أنها بلد بعيد في غرب القارة الإفريقية. حيث كانت الأحداث تدور في ليبيريا، وما كنا نعرف ماذا يدور هناك، لكن عن طريق تنظيم القاعدة وبعض الجماعة الإسلامية إتضح أن الصراع الذي كان دائرا في ليبيريا كان صراعا إثنيا دينيا بين المسيحيين والمسلمين، في بلد نسبة عدد المسلمين فيه في حدود 20% من إجمالي عدد السكان، لذا كان الكثير من عناصر (القاعدة) يتمنون نقل الجهاد إلي ذلك البلد، بأسلوب (القاعدة) وعلي الطريقة الأفغانية، حتي أن أحد قادة الجماعات الإسلامية في ليبيريا كان يقول تمنينا لو أننا استطعنا التواصل مع الأفغان العرب، حتي يقلبوا ميزان القوي في هذا الصراع داخل ليبيريا. من هنا كان للشيخ أسامة نشاطات في إفريقيا ولكن ـ علي ما أعتقد ـ كان معظم تلك النشاطات في إطار الإطلاع علي الأوضاع هناك، للتواصل مع بعض التنظيمات هناك ومعرفة أحوالهم واحتياجاتهم، لكن لا أعرف إذا كان هذا النشاط انتقل إلي مستوي دعم تلك التنظيمات أو وجود نشاط عملي في البلدان الإفريقية.

س/ لفتت حادثة غرق القائد العسكري لتنظيم (القاعدة) أبو عبيدة البنشيري في بحيرة فكتوريا بإفريقيا الأنظار إلي مستوي تغلغل تنظيم (القاعدة) في القارة السمراء، فما هي الرقعة التي استطاعت (القاعدة) الوصول إليها في إفريقيا؟

ج/ حسب ما عرفته من الشيخ أسامة وبعض الأخوة الآخرين، كان الأخ أبو عبيدة البنشيري، يحاول الاستفادة من الصراعات المسلحة التي كانت تدور في إفريقيا، كقضية وسط إفريقيا، بروندي ورواندا، وغيرها، لتسهيل عملية تغلغل عناصر (القاعدة) في إفريقيا. وأذكر أن من الأشياء التي كان الشيخ أسامة يذكرها لنا عن السفارتين الأمريكيتين في نيروبي ودار السلام، أن هاتين السفارتين كانتا عبارة عن معقل أمريكي في إفريقيا وأنهما كانتا العقل المدبر للأحداث في رواندا، التي قُتل فيها أكثر من 80 ألف مسلم، بسبب المجازر التي قامت هناك بين الهوتو والتوتسي، والتي كانت في الحقيقة بين المسيحيين والمسلمين، وكانت السفارتان الأمريكيتان تغذيان ذلك الصراع، وكان هذا الكلام من ضمن المعلومات التي حصل عليها الشيخ بن لادن من عمليات الاستطلاع علي الأحداث هناك من خلال عناصر (القاعدة)، وقد قام أبو عبيدة البنشيري بجولة استطلاعية ميدانية في جميع مناطق الصراع في إفريقيا؛ وأثناء إحدي جولاته استشهد غرقا في بحيرة فيكتوريا. وتربط منطقة البحيرات في إفريقيا بين 8 ـ 10 دول إفريقية، وهذه الدول جميعها كانت تدور فيها أحداث مهمة، ولكن كنا لا نعلم عن تلك الأحداث شيئا، لأنها معزولة عن العالم الخارجي، وكان المسلمون هناك يعانون من ويلات تلك الأحداث وكانوا ضمن أطراف الصراع، فكان الأخ أبو عبيدة يخطط ويفكر في كيفية إخراج هذه الأحداث المغمورة إلي السطح الدولي، وتحويل قضايا تلك الدول إلي قضايا دولية، وإبرازها إلي ساحة الأحداث الدولية، لأنها لو ظهرت إلي ساحة الأحداث الدولية فإنها قد تساهم في استقطاب شباب جدد إلي ساحة الجهاد هناك، واستقطاب عناصر جديدة وفتح الأبواب لعمليات جهادية أخري، وكان هدف الأخ أبو عبيدة فتح جبهات كثيرة علي التحالف الصليبي اليهودي في كل مكان حول العالم، لمحاولة تشتيتهم واستنزافهم وصرف نظرهم عن الهجوم علي الأمة.

  #3  
قديم 03-04-2006, 04:41 AM
المصابر المصابر غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 3,304
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي

الحلقة الرابعة


21 / 3 / 2005م

حاولت الابتعاد عن التنظيم بعد تجربتي في طاجيكستان.. واسلوب ابو عبدالله الهادئ اقنعني بالمبايعة لم يكن هناك شيء اسمه القاعدة.. وبن لادن كان يعمل تحت امرة عبدالله عزام في البداية .
في هذه الحلقة سيتحدث أبو جندل عن ارهاصات تعرّفه علي أسامة بن لادن وعن الآلية التي استطاع بها بن لادن استقطابه وعن الاستفادة التي جناها من انخراطه في تنظيم (القاعدة).



س/ كيف كان صيت حركة طالبان في مناطق الشمال الأفغانية، خاصة أنها كانت حركة وليدة ولا أحد يعرف عنها شيئا؟ بمعني أنها لم تكن من الأحزاب أو الحركات الأفغانية العريقة؟

ج/ في الحقيقة كان الجميع من أهل الشمال يضللونا ويحذرونا من حركة طالبان ويخبرونا أنهم شيوعيون، وكنا حينها لا نعرف بالضبط هوية طالبان، وفجأة سمعنا أخبار المعارك وأن طالبان اقتحمت جلال أباد وأخذت طورخم وأرغنداب ودرونكا وبدؤوا بالدخول نحو الولايات الشمالية، فقلنا ما هذا الجيش العرمرم الذي يدخل المناطق بهذه السرعة، ولم نكن نعلم حينها أن حركة طالبان حركة اسلامية، وحركة دينية، فأصبحنا خائفين خوفا شديدا من أن يتم تسليمنا لهؤلاء الشيوعيين مرة أخري وهم طالبان، فبدأنا نرسل أخوة علي شكل فرادي الي ولاية قندز عن طريق جماعة الشيخ عبد رب الرسول سياف، وكنت آخر من تحرك منهم، لبشرتي السمراء خشية اكتشاف هويتي العربية، حيث تحركت مع قافلة عسكرية تابعة لقوات أحمد شاه مسعود، كان قائدها يجيد اللغة العربية لأنه كان يدرس في الرياض، وأوصلني الي خط التماس بين قوات طالبان والقوات الحكومية السابقة بقيادة احمد شاه مسعود، وقال لي: هذه حدودي وهذه قوات حركة طالبان، وربنا يوفقك. فأخذته علي جنب، وسألته عن هوية طالبان وقُلت له أسألك بالله أُصدقني القول: ما رأيك في حركة طالبان؟ فأجابني: هم خير منا. فقلت له: لماذا تقول عنهم الاذاعات الأفغانية في كابول وقندوز أنهم شيوعيون؟ فأخبرني أن هذه الاذاعات تابعة للحكومة، تحاول تضليل الناس لكسب ولائهم لها. بعدها تحركت باتجاه جبهة طالبان عبر طريق كان التنقل فيها متاحاً للعامة بين خطي القتال، وعندما وصلت الي الجهة التي تسيطر عليها حركة طالبان وكنت حينها في حالة من الذعر لكثرة ما سمعت عنهم وخشية ان يُمسكوا بي، تفاجأت بهم، اذ كانوا شبابا مطبقين للسنة باطلاق اللحي وبملابسهم التي لا تخلو من العمائم وكانوا مكحلي العيون، ورأيت بعضهم خلف المدرعات يقرأ القرآن، فنظر لي أحدهم وسألني: أنت عربي؟ فأجبته: نعم أنا عربي. فصاح باتجاه القائد: عربي، عربي، عربي، واجتمع لذلك الكثير من الناس حولي، وأصروا علي أن أتناول معهم الشاي، وشرحت لهم وجهتي فوضعوني بسيارة تحت الحراسة وقالوا لي أنت آمن حتي تصل الي جلال أباد، رغم أن المسافة كانت بعيدة جدا، والطريق حسب علمي مليئة بالعصابات وقُطّاع الطرق، ولكن الوضع تغيّر، فعلا كانت الطريق آمن، لا أثر فيها لعصابات ولا لقطاع طرق والبلاد فعلا آمنة. وفي تلك الفترة التي تعرفت فيها علي حركة طالبان حصل لقاء بيني وبين الشيخ أسامة بن لادن في جلال أباد والذي كان الخطوة نحو انضمامي لتنظيم (القاعدة) فيما بعد.

س/ متي تعرفت علي أسامة بن لادن؟

ج/ تعرفت علي الشيخ أسامة والتقيته شخصيا عندما رجعت من رحلة الشمال التي كانت الي طاجيكستان، وتحديدا عندما وصلت الي جلال أباد، قادما من كابول التي كانت محطة العودة من طاجيكستان.

س/ عند ما رجعت الي جلال أباد، من رحلة الشمال، هل كان بن لادن مقيما في جلال أباد؟

ج/ نعم، كان الشيخ أسامة مقيما في جلال أباد منذ دخولنا الي أفغانستان وحتي عودتنا الي جلال أباد، ولذلك عندما سمع الشيخ أسامة أن هناك مجموعة من العرب متوجهة الي طاجيكستان حاول التواصل معنا، ولكن كنا نفر منه، لأننا كنا نعرف اذا أمسك بنا لن نستطيع أن نُفلت منه، والا كنا نعرف أن بن لادن في أفغانستان قبل وصولنا اليها.

س/ هل كنتم خائفين من بن لادن؟

ج/ لا، لم نكن خائفين منه، وتهرُّبنا ليس خوفا ولكن كنا نشعر أننا لن نتوافق مع بعض متطلبات أسامة بن لان، علي الرغم من أننا أثناء دخولنا أفغانستان لم نكن نعلم أنه أعلن الجهاد ضد الولايات المتحدة وأنه قرر أن يقاتل أمريكا، ولم نعلم بهذا الخبر الا بعد رجوعنا من رحلة الشمال، أي بعد ستة أشهر من انطلاقنا صوب طاجيكستان.

س/ عند ما رجعت من رحلة الشمال، هل كنت قد اتخذت قرارا بالعودة لليمن؟

ج/ نعم كنت مقررا العودة لليمن للاستقرار فيها أو الذهاب للجهاد في الشيشان، ولم تكن عندي أية نية للرجوع مرة أخري الي أفغانستان واحمل السلاح فيها، لأنه قد صارت عندي عقدة نفسية منها، من خيانة الأفغان، ومن صراع الأحزاب الاسلامية علي السلطة فيها بعد خروج القوات السوفييتية منها، وما الي ذلك، وكنت حينها أفكر بالانضمام الي تنظيمات الجهاد المنظم كما في الشيشان، حيث العمل فيها ضمن مجمـــوعات واضحة، والعمل منظم.

س/ كيف تمت عملية التواصل الأولي، والتعرف علي بن لادن في جلال أباد؟

ج/ عند ما وصلت الي جلال أباد التقي بنا الأخ أبو مهند الجدّاوي، حسام بن عتش، وكان دائما يكرر عليّ ويحاول اقناعي بضرورة مقابلة الشيخ أسامة، فقلت له يا أخي أنا رجل جبهات ولا أرغب بما يدعوني اليه بن لادن. فكان يقول لي ويلحّ عليّ: ضروري تزور الشيخ أسامة، وتتعرف عليه، فقلت له: يا عزيزي، خليني أكون صريحاً معك، أنا لست من النوع الذي يحب يقابل أبو عبد الله (بن لادن)، أنا حق جبهات، وأنا الآن خارج من أفغانستان وراجع الي اليمن، وهناك سأقرر اما أن أتزوج واما أن أتوجه الي الشيشان ، حيث كنا حينها نري أن موضوع الاستقرار والبقاء في أفغانستان بدون قتال نوع من العذاب وعقوبة ربانية، وأن الله غاضب علينا، لأننا كنا قد نذرنا أنفسنا للجهاد وانتهي الموضوع، وأن مهمتنا في الحياة أن نحمي الأمة حيثما استطعنا أن نذهب. حتي أننا كنا اذا سمعنا أن أي شاب من اخواننا تزوّج نذهب نُعزّيه وليس نهنئه كما جرت العادة، ونقول له عظّم الله أجرك في الجهاد، وانتهي الموضوع. فقلت لهم اذا وصلت الي اليمن أنا بين أمرين، اما أن أتزوج فتُعزّوني واما أن أذهب الي الشيشان فالحقوا بي. فحاول الأخ مهند وحاول الشباب الآخرون أن يقنعوني بأهمية زيارة الشيخ أسامة ولم يستطيعوا ذلك، حتي أنهم في النهاية أرسلوا لي الأخ أبو محمد المصري، وهو طالب علم ولطلاب العلم أسلوبهم الخاص بالاقناع بالأدلة القرآنية والأحاديث النبوية، وقال لي: يا أخي من حق أخيك المسلم أن اذا دعاك فأجبه، وتلبية دعوة الأخ أبو عبد الله حق عليك، فقلت له: والله أنتم يا مطاوعة ما في منكم فرار، فضحك الأخ أبو محمد المصري، ووافقته علي الذهاب معه الي الشيخ أسامة.

س/ هل أرسله بن لادن اليك لاحضارك اليه؟

ج/ نعم، رجع أبو مهند الي الشيخ أسامة وقال له: أبو جندل رافض يأتي اليك، فالشيخ أسامة بحكم الدعاية التي شنّها مهنّد عني لديه، وأني من الشباب الذين عقلياتهم نظيفة، و... و... الخ ولم أكن أعرف بذلك، وبما شنه مهنّد عني، وكان مهنّد يحاول بشتي الوسائل ايصالي الي الشيخ أسامة، فقلت خيرا انشاء الله ووافقت في الأخير. ذهبنا الي الشيخ أسامة وقابلته وبقينا مع بعض ثلاثة أيام، تعرفنا خلالها عليه، وأكلنا مع بعض، وكان خلال هذه الثلاثة أيام يشن نوعا من الحملة الاعلامية باتجاهنا، ويقنعنا بمبرر دعوته للجهاد ضد أمريكا، وذهب يحكي لنا الحال السيئة التي وصل اليها وضع الجزيرة العربية ويقنعنا بما حصل فيها من مساوئ جرّاء التدخل الأمريكي في المنطقة، وأنه شخصيا عرض علي المشايخ وعلي النظام في السعودية العديد من الحلول لذلك، ولكن دون جدوي، وكنا كل ما نملكه حينها من معلومات عن قضية التدخل الأمريكي في الخليج، قد عرفناها أثناء تواجدنا في السعودية ولكن حيثياتها وبواطن الأمور والروابط المتعلقة بذلك كانت غائبة عنا حتي قابلنا الشيخ أسامة في ذلك المكان وكشف لنا الكثير من الأمور التي لم يُكشف عنها الستار من قبل.

س/ لماذا، هل لأنه كان لديه أسلوب مقنع في الحديث، أم لأنه وجد أقنية فارغة فملأها بما يريد؟

ج/ لأنه كان من المحتكين مباشرة بقضية التدخل الأمريكي في الخليج والغزو العراقي للكويت، فكان يحكي لنا من واقع تجربته الشخصية، وهذا الطرح القوي فتّح لدينا آفاقا بعيدة وعميقة عن هذه القضية، وعن وضع العلماء في السعودية ووضع التحالف القائم بين النظام السعودي والحركة الاسلامية السلفية، دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وهذه كلها أصبحنا نُلم بها من كلام الشيخ أسامة وطريقة كلامه، طبعا بحكم تربيتنا الدينية السلفية لم أتقبل كلام الشيخ أسامة بالكامل مئة بالمئة، ولكنها فتّحت أمامي مجالا للبحث، وأصبحت أبحث عن بعض الأمور من خلال الاتصال ببعض الأشخاص الذين أعرفهم والبحث في الكتب والمطبوعات الصادرة هنا أو هناك، وبالذات تقارير ومنشورات حركة الاصلاح السعودي، وبدأنا التواصل بشأن قضية الشيخ سليمان العودة، وبدأنا نعيد سماع الأشرطة القديمة التي كنا نسمعها في السعودية، مثل (من وراء القضبان)، (الثبات حتي الموت) و(حتمية المواجهة) وأصبحنا بعد ذلك نفهم الرسائل التي كانت توجهها هذه الشرائط التي كانت توجه الينا بصيغة لم نكن نستوعبها من قبل، ولكن بعد الجلوس مع أحد أقطاب حركة الاصلاح السعودي ومع الشيخ أسامة تلقيناها بطريقة مختلفة، واستوعبنا القضية بطريقة أخري، وصار الادراك لدينا بشكل أقوي. وبحكم تجربتنا العسكرية وتجربتنا في حمل السلاح قلنا: ما هي أمريكا؟ اذا كنا نجحنا في العديد من المواجهات المسلحة والجبهات العسكرية ضد الصرب والروس وغيرهم، فأمريكا لن تكون شيئاً جديدا، وكنا كثيرا ما نجلس مع الأخوة الذين قاتلوا ضد الأمريكان في الصومال، وكنا نسمع عن الأخوة الذين ضربوا الأمريكان في فندق عدن مطلع التسعينات، وعن الأخوة الذين فجروا مساكن الأمريكان في الرياض والخبر، فوصلنا الي قناعة بأن أمريكا لا تفرق شيئا عن غيرها من القوي التي قاتلنا ضدها، حيث أصبحت (ملطشة) لكل من هبّ ودب، وكل من عاداها أعطاها علي قفاها، فقررتُ الالتحاق بالشيخ أسامة بن لادن، وكانت هذه بداية العمل مع تنظيم (القاعدة).

س/ كيف كانت تفاصيل اللقاء الأول بينك وبين بن لادن، وعلي ماذا كان يركز في كلامه وتصرفاته لجذبكم اليه؟

ج/ الحقيقة ان تفاصيل قصة لقائي الأول بالشيخ أسامة جميلة جدا، رغم أنه قد مر عليها أكثر من ست سنوات، وتفاصيل ذلك أني عند ما رجعت الي جلال أباد وصلت الي مقر هيئة الاغاثة الاسلامية العالمية فيها، لأني لم أكن أعرف أين استقر رفاقي العرب من مجاهدي مجموعة الشمال، فأخبرت الأخوة العرب من مسؤولي الهيئة بذلك فرفعوا جهاز المخابرة وبدؤوا ينادون علي نجم الجهاد، ونجم الجهاد كان موقع مقر الشيخ أسامة ومن معه من العائلات والمجاهدين في جلال أباد، فصاروا ينادون علي نجم الجهاد: طيبة طيبة، وهو الاسم الرمزي لأحد الأخوة هناك، فردوا عليهم من موقع نجم الجهاد وسألوهم: ما تريدون؟ فأجابوا: عندنا واحد من العرب يريد الأخ مهنّد. فقالوا: من هو؟ فردوا عليهم: أخبروه أنه ابن عمه. فعرف الأخ مهنّد مباشرة أنه أنا، فقال لهم: أوصلوني اليه، وفعلا وصل الينا الأخ مهنّد بعد صلاة العصر ومعه نحو خمسة مسلحين من الأخوة المجاهدين من تنظيم (القاعدة) واستقلوا سيارة خاصة وأخذوني الي مَضَافة (دار ضيافة) سرية في مدينة جلال أباد، كان الشباب العرب يرجعون اليها من مناطق الشمال، فجلسنا في هذه المَضَافة، وأول ما دخلتها رآني الشباب رفقائي في رحلة الشمال وفرحوا وهلّلوا وكبّروا، وكان منهم الأخ عزام، عليه رحمة الله، الذي فجّر السفارة الأمريكية في نيروبي. جلست مع بعض الشباب وكانوا يحكون لي ويكررون: الله ما أحسن الجلوس مع الشيخ أسامة، فقلت لهم ما لدي الشيخ أسامة؟ فكانوا يجيبون: أنت لا تعرف ما لدي الشيخ أسامة، ستنبسط واياه و...و... الخ فكنت أقول لهم: ما الذي عنده؟ فقالوا: بصراحة عند الشيخ أسامة طرح جديد في قضية هامة.


آخر تعديل بواسطة المصابر ، 03-04-2006 الساعة 04:47 AM.
  #4  
قديم 03-04-2006, 04:51 AM
المصابر المصابر غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 3,304
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي

ولأنهم كانوا قد سبقوني للوصول اليه بأسبوع ويترددون عليه يوميا، سوّقوني اليه طوال ذلك الأسبوع قبل وصولي اليهم، وكنا حينها في تاريخ 25 شعبان أي قبل رمضان بنحو 4 أيام فقط، وكانوا يقولون لي: الله.. ضروري تذهب الي الشيخ أسامة لأنه سيقول كلاما مهما كثيرا ، ولم أكن أتفاعل مع كلامهم بجدية، وكان الأخ مهنّد يأتيني في الليل ونجلس واياه في حديقة المضافة، ويكرر علي طوال الليل: الشيخ أسامة عنده قضية، وأنه أعلن الجهاد علي أمريكا، ولا بد أن نحارب أمريكا، و... و...و...الخ، ويطلب مني أن أزور الشيخ أسامة، فكنت أقول له: هذا الموضوع ليس في بالي، لأني الآن عازم علي الرجوع لليمن، اما أن أتزوج من بنات عمي وأبقي في البلد، واما أن أنطلق للجهاد باتجاه الشيشان، وهذا الموضوع لا جدال عليه، فحاول وحاول معه الشباب لاقناعي وما تقبلت منهم أي شيء ولم يتوصلوا معي الي نتيجة. وفي ثالث يوم وتحديدا في 27 شعبان جاءني الأخ أبو محمد المصري، وهو من كوادر (القاعدة)، وكلمني بصريح العبارة: الشيخ أسامة يتمني أن يراكم ويجلس معكم ومع الشباب، ويتحدث معكم، وعنده قضية وموضوع يريد يعرضه علي الشباب، فوافقت علي الذهاب الي الشيخ أسامة، وكنت أنوي حينها زيارة الشيخ أسامة مرة واحدة فقط من باب رفع العتب ولا أعود اليه مرة أخري، فذهبت اليه والتقي بي الشيخ أسامة وبدأ يتحدث الينا ضمن حلقة تضم مجموعة كبيرة من الشباب، وكنت أجلس الي يمنيه في نفس الصف، وكان كلما يتحدث ينظر الي ويقول: هل فطنت يا أبو جندل، هل فهمت يا أبو جندل، وأرد عليه: نعم فهمت، نعم فطنت. وفي المساء عندما قررنا العودة الي المضافة التي كنا نقيم فيها، جاءني الشيخ أسامة وقال لي: كيف حالك يا أبو جندل؟ وسألني كم لك منذ أن أكلت معصوبة القرموشي؟ والمعصوبة هي وجبة شعبية بالسعودية، فأجبته: منذ أكثر من أربع سنوات تقريبا، فقال لي: اذا تُفطر عندي غدا صباحا معصوبة، لأني عادة أُفطر علي المعصوبة، فكأن الرجل كان يشعر أني مبيّت نية أخري، وكان لديه نوع من الفراسة، فقلت له: أعذرني يا شيخ من هذه الدعوة فقد لا أستطيع الحضور، فألح علي وقال: أبدا، ضروري تحضر واذا دعاك أخوك فأجب دعوته، فقلت: خيرا انشاء الله سآتيك في الصباح، وكان يقول لي: حق الضيافة ثلاثة أيام، وبعد انتهاء الثلاثة أيام خذ راحتك وقرر ما تشاء، وطبعا ظل الشيخ أسامة خلال الثلاثة أيام يتحدث معنا ويطرح علينا قضية الجزيرة العربية والاحتلال الأمريكي لها، طبعا نحن كنا مقتنعين بالتواجد الامريكي، وبوجود الاحتلال، لكن وجهة نظرنا تختلف عن طرحه بحكم فتاوي الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد صالح بن عثيمين اللذين أفتوا بجواز الاستعانة بالكافر، ولهذه الفتاوي كنا ساكتين، والا ما كنت أتوقع سكوت أحد، اذا جاء الشيخ بن باز أو الشيخ بن عثيمين بعكس ذلك وقال: لا يجوز دخول الكفار جزيرة العرب وأنها محرمة عليهم، وجاءنا بالأدلة التي أوردها لنا الشيخ أسامة؛ لو كان تم ذلك لا أتوقع أن أحدا من الشباب كان يمكن أن يسكت، وأعتقد أنه كانت ستقوم ثورة في السعودية ضد التدخل الأمريكي في الجزيرة العربية اذا أعلنت مثل هذه الفتوي، ولكن المشايخ كانت لديهم وجهة نظر أخري، كانوا يريدون ابعاد الفتنة عن البلاد، لأنه فعلا لو اشتعل القتال داخل المملكة العربية السعودية بين القوات الأمريكية الغازية التي جاءت بصيغة الحماية والدفاع وبين أبناء السعودية والخليج لن يكون هناك تكافؤ من حيث الامكانيات والسلاح، لأن الأمريكيين أقوياء في هذا الجانب، وقد يتحول الموضوع الي عذر تتخذه واشنطن ذريعة لاحتلال البلاد، خاصة وان الشباب كانوا غير مستعدين ولا مهيأين لمثل هذه المواجهة المسلحة ولم يكونوا مؤهلين عسكريا.

س/ كم استمر بن لادن يعطيكم الدروس والأحاديث لاستمالتكم وجذبكم الي صفه في تنظيم (القاعدة)؟

ج/ ظل الشيخ أسامة بن لادن ثلاثة أيام يلقي علينا دروسا يومية وحديثا موجها بدقة نحونا، فكنت أنظر للشباب والشباب كلهم ينظرون الي، بحكم أن الشباب يعرفون أني كنت أحد أعضاء مجلس الشوري لمجموعة الشمال، وكنت نائب احدي مجموعات الشمال التي كانت مهيأة للجهاد في طاجيكستان، فكان الشباب يحاولون معرفة رأيي في الموضوع، حيث كنا نرجع في المساء ونجتمع بالمضافة عقب عودتنا اليها وبدأ الشباب يسألوني: ما رأيك يا أبوجندل؟ ما الذي عندك بهذا الموضوع؟ فقلت لهم: والله كل واحد فيكم رجل وبالتالي يفترض أن يقرر بنفسه ويتبع الذي برأسه، أما أنا فوضعي مختلف . وكان الشباب يحاولون أن يعرفوا قراري، حتي يفعلوا ما سأفعله. وبعد ثلاثة أيام من الجلسات المتواصلة مع الشيخ أسامة وتحديدا قبل شهر رمضان بليلة طلبني الشيخ أسامة بعد العصر وقال لي: ما رأيك يا أبو جندل في الذي سمعته؟ قلت له لا أخفيك يا شيخ بأن كلامك مقنع وتطرح لقضية واضحة، ولكن الواضح عندي أنه ليس لديك أحد من أهل الأرض، أي من أهل الجزيرة العربية صاحبة القضية، فقال لي: فعلا كلامك صحيح، معظم الأخوة حولي مصريون وجزائريون ومن شمال افريقيا، ولذلك أدعوكم للانضمام الي قافلتنا. كنت أظن أن هذه الحقيقة غائبة عن الشيخ أسامة ولكني اكتشفت أنه كان يركز كثيرا علي أهل الجزيرة العربية وبالذات علي أهل الحجاز؛ وكنا نحن ـ مجموعة الشمال ـ أول مجموعة انضمت بشكل جماعي الي تنظيم (القاعدة)، حيث اختلي الشيخ أسامة بكل واحد فينا والكثير منا أعطاه البيعة فورا، وطبعا كانت البيعة في غاية السرية ولا أحد يعرف من الذي أعطاه البيعة من الذي لم يعطه؛ وأمّا أنا فقد اشترطت عليه شرطا لأداء البيعة، وقلت له أنا مستعد للعمل معك ولكن بشرط، فقال لي: ما هو؟ قلت في حال خرجتُ من تحت ظلّك ومن تحت قيادتك للمنطقة التي أنت فيها الي مكان آخر، ليس لك أمر عليّ. فالشيخ قَبِل بهذا الشرط وقال لي: أنا قابل بشرطك، وبعد أدائي البيعة اثر قبوله بشرطي بقيت معه شهر رمضان بالكامل في حالة عبادة وتعبّد؛ وكأن الشيخ كان يهدف الاستعانة بأبوجندل لفترة من الناحية الادارية والاستفادة من قدرته علي الطرح وقدرته علي الكلام مع الآخرين، فكان ربما يريد أن يستفيد مني في هذه الجزئية، فبقيت معه وكان الشيخ أسامة يركّز عليّ في موضوع التدريب، بقصد القيام بنوع من التعبئة الفكرية أثناء تدريبي ونوع من التوجيه والتثقيف حول القضية الرئيسية التي يحملها، فشاركت بالعديد من الدورات العسكرية، مثل دورة تأسيسية تكتيكية لحرب العصابات وبعض الدورات الخاصة باستخدام الأسلحة الرشاشة، وكنت كل ما أنتهي من دورة يستدعيني الشيخ أسامة اليه، فأذهب وأبقي عنده.

س/ أشرت الي أن البيعة كانت سرية، فهل هذا تأكيد بأنه ليس كل من عاشر أسامة بن لادن أو عمل معه يكون عنصرا في (القاعدة)؟

ج/ نعم، ليس شرطاً أن يكون كل الذين حول الشيخ أسامة أعضاء في تنظيم (القاعدة)، فقد تجد الأخ أمامك ويشارك معك في الجبهة وتجده حول الشيخ أسامة ويذهب ويأتي الي مجالسه ولا يمتنع عنهم الشيخ أسامة ولكن ليس عندك جزم بأن هذا الشخص في (القاعدة) أو ليس في (القاعدة)، لا تستطيع أن تقرر هذا الشيء، فليس من الضروري أن يكون عنصرا في (القاعدة) حتي لو كان مع الشيخ أسامة. العديد من الشباب عاشوا معه سنتين وثلاثا ولم يبايعوه ولم يكونوا عناصر في (القاعدة) رغم حضورهم المكثف وتواجدهم الدائم عنده. أحيانا كنا نسمع أن أحد الشباب نفّذ عملية استشهادية، وحينها فقط كنا نتأكد أنه قد أدي البيعة للتنظيم، حيث كان تنفيذ العمليات الاستشهادية نوعاً من الدلائل التي نعرف بها المبايعين للتنظيم من غيرهم.

س/ شاركتَ بالجهاد في البوسنة والصومال وطاجيكستان، ما الجديد عسكريا الذي استفدته من انضمامك الي تنظيم (القاعدة)؟

ج / بعد قضائي شهر رمضان مع الشيخ أسامة، قرر بعد العيد بيومين أو ثلاثة أيام ارسالي الي معسكرات (جهاد وال) في مدينة خوست، للتدريب العسكري ولاعطائي جرعة مركزة في العديد من الجوانب العسكرية الهامة، وفي كيفية رسم الخطط العسكرية وخوض المعارك وغير ذلك، صحيح أننا تدربنا في البوسنة وعرفنا بعض التجارب العملية داخل الصومال وداخل طاجيكستان لكن مفاتيح العمل ووضع النقاط علي الحروف كانت فعلا داخل معسكرات (القاعدة) التابعة للشيخ أسامة بن لادن، لأن فترة تدريبنا في البوسنة كانت قصيرة بحكم الحرب الدائرة هناك، والصومال لم يكن فيها عمل عسكري منظّم. وكانت معسكرات (جهاد وال) تسمي عند تأسيسها معسكر الفاروق وهو أول معسكر لتنظيم (القاعدة) في أفغانستان وهو ذات المعسكر الذي قصفته صواريخ كروز الأمريكية في العام 1998 عقب عمليتي تفجير السفارتين الأمريكيتين في نيروبي ودار السلام.

س/ من خلال معايشتك الطويلة لأسامة بن لادن فيما بعد، كيف نشأت فكرة تنظيم (القاعدة) لديه؟

ج/ البدايات الجهادية العملية للشيخ أسامة لم تكن تحت لافتة أي شيء اسمه تنظيم (القاعدة)، وانما كان يعمل مع الشيخ عبد الله عزام في مكتب الخدمات، بمدينة بشاور الباكستانية، لتنسيق وتسيير أمور المجاهدين العرب، القادمين من بلدانهم والمغادرين من أفغانستان، بحيث كان بن لادن يموّل خدمات هذا المكتب وعزام يدير عملياته بشكل مباشر أو غير مباشر، ومع تزايد قدوم المجاهدين العرب الي أفغانستان، فتحوا معسكرا للتدريب أسموه معسكر (صدي)، وكان المقصود من اسمه أنه صدي للجهاد، وذلك علي الحدود الباكستانية الأفغانية. وبعد قدوم الكثير من كوادر جماعة الجهاد والجماعة الاسلامية المصرية المؤهلين عسكريا أنشأ بن لادن ومن كانت تربطه به أي علاقة جهادية معسكرا جديدا للتدريب أكثر تطورا، كان بمثابة كلية عسكرية، سمي بمعسكر (الفاروق) أو كلية الفاروق العسكرية.
وتجاوز هذا المعسكر عملية التدريب السريع علي السلاح لمدة 45 يوما حسب ما كان معمولاً به في معسكر صدي، وانما قام علي أساس منهجية عسكرية واضحة، وكلية حربية يمر المنخرطون فيها بعدة مراحل ومستويات، حتي يتخرجوا منها في النهاية عند المستوي القيادي، كقادة ميدانيين، يستطيعون قيادة أي عمل جهادي في أي مكان. وكانت الفكرة من انشاء هذه الكلية الحربية فكرة عالمية، بحيث اذا انتهي الجهاد في أفغانستان، يستطيع المتخرجون منها الذهاب الي أي مكان في العالم وقيادة المعارك هناك باقتدار، وقد تحققت هذه الأهداف بالفعل من خلال النجاح الذي حققه الشباب الذين انتقلوا الي العديد من الجبهات خارج أفغانستان، في البوسنة والهرسك، في الشيشان، في الفلبين، في كوسوفو، اريتريا، الصومال، وبورما، وغيرها، وهذه الجبهات لم تنشأ من فراغ وانما نشأت بفعل كوادر مدرّبة، تدربت تدريبا منهجيا عسكريا. وكانت مناهج هذه الكلية أو المعسكر نفس المناهج العسكرية للكليات النظامية وتشمل كافة التخصصات، وكانت فيها لجنة تسمي لجنة المناهج العسكرية. وطبعا فيما بعد أسميت كلية الفاروق العسكرية بمعسكر القاعدة، من منطلق أنها قاعدة عسكرية للجهاد، ثم معسكر قاعدة أنصار الله، ولم يكن وقتئذ هناك أي شيء اسمه تنظيم (القاعدة).
وكان حينها معروف في الساحة الجهادية داخل أفغانستان وفي بشاور عند ما يري الناس شخصا يقولون هذا من أتباع الجماعة الاسلامية المصرية، هذا تابع للجزائريين، هذا تابع للمغاربة، لكن أصحاب بن لادن لم يكن لهم مسمي واضح، لأنهم كانوا خليطا من الدول العربية جمعاء، فأسموهم أصحاب القاعدة، ومع الأيام تطوّر هذا الأمر فأصبح لهم لقبا ملاصقا لهم، أي أصحاب القاعدة، ومع مرور الزمن وتطور العمليات الجهادية داخل وخارج أفغانستان بعد انتهاء الجهاد الأفغاني الأول ألصق هذا الاسم بالعناصر الجهادية من أتباع بن لادن، فبرز صيت هذا المعسكر الي مستوي التنظيم الحالي، ليصبح ما يسمي في العالم كله الآن بتنظيم (القاعدة)، والا لم يكن هناك شيء اسمه تنظيم (القاعدة) من أول أيام انشاء هذا المعسكر
  #5  
قديم 03-04-2006, 04:51 AM
المصابر المصابر غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 3,304
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي

ولأنهم كانوا قد سبقوني للوصول اليه بأسبوع ويترددون عليه يوميا، سوّقوني اليه طوال ذلك الأسبوع قبل وصولي اليهم، وكنا حينها في تاريخ 25 شعبان أي قبل رمضان بنحو 4 أيام فقط، وكانوا يقولون لي: الله.. ضروري تذهب الي الشيخ أسامة لأنه سيقول كلاما مهما كثيرا ، ولم أكن أتفاعل مع كلامهم بجدية، وكان الأخ مهنّد يأتيني في الليل ونجلس واياه في حديقة المضافة، ويكرر علي طوال الليل: الشيخ أسامة عنده قضية، وأنه أعلن الجهاد علي أمريكا، ولا بد أن نحارب أمريكا، و... و...و...الخ، ويطلب مني أن أزور الشيخ أسامة، فكنت أقول له: هذا الموضوع ليس في بالي، لأني الآن عازم علي الرجوع لليمن، اما أن أتزوج من بنات عمي وأبقي في البلد، واما أن أنطلق للجهاد باتجاه الشيشان، وهذا الموضوع لا جدال عليه، فحاول وحاول معه الشباب لاقناعي وما تقبلت منهم أي شيء ولم يتوصلوا معي الي نتيجة. وفي ثالث يوم وتحديدا في 27 شعبان جاءني الأخ أبو محمد المصري، وهو من كوادر (القاعدة)، وكلمني بصريح العبارة: الشيخ أسامة يتمني أن يراكم ويجلس معكم ومع الشباب، ويتحدث معكم، وعنده قضية وموضوع يريد يعرضه علي الشباب، فوافقت علي الذهاب الي الشيخ أسامة، وكنت أنوي حينها زيارة الشيخ أسامة مرة واحدة فقط من باب رفع العتب ولا أعود اليه مرة أخري، فذهبت اليه والتقي بي الشيخ أسامة وبدأ يتحدث الينا ضمن حلقة تضم مجموعة كبيرة من الشباب، وكنت أجلس الي يمنيه في نفس الصف، وكان كلما يتحدث ينظر الي ويقول: هل فطنت يا أبو جندل، هل فهمت يا أبو جندل، وأرد عليه: نعم فهمت، نعم فطنت. وفي المساء عندما قررنا العودة الي المضافة التي كنا نقيم فيها، جاءني الشيخ أسامة وقال لي: كيف حالك يا أبو جندل؟ وسألني كم لك منذ أن أكلت معصوبة القرموشي؟ والمعصوبة هي وجبة شعبية بالسعودية، فأجبته: منذ أكثر من أربع سنوات تقريبا، فقال لي: اذا تُفطر عندي غدا صباحا معصوبة، لأني عادة أُفطر علي المعصوبة، فكأن الرجل كان يشعر أني مبيّت نية أخري، وكان لديه نوع من الفراسة، فقلت له: أعذرني يا شيخ من هذه الدعوة فقد لا أستطيع الحضور، فألح علي وقال: أبدا، ضروري تحضر واذا دعاك أخوك فأجب دعوته، فقلت: خيرا انشاء الله سآتيك في الصباح، وكان يقول لي: حق الضيافة ثلاثة أيام، وبعد انتهاء الثلاثة أيام خذ راحتك وقرر ما تشاء، وطبعا ظل الشيخ أسامة خلال الثلاثة أيام يتحدث معنا ويطرح علينا قضية الجزيرة العربية والاحتلال الأمريكي لها، طبعا نحن كنا مقتنعين بالتواجد الامريكي، وبوجود الاحتلال، لكن وجهة نظرنا تختلف عن طرحه بحكم فتاوي الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد صالح بن عثيمين اللذين أفتوا بجواز الاستعانة بالكافر، ولهذه الفتاوي كنا ساكتين، والا ما كنت أتوقع سكوت أحد، اذا جاء الشيخ بن باز أو الشيخ بن عثيمين بعكس ذلك وقال: لا يجوز دخول الكفار جزيرة العرب وأنها محرمة عليهم، وجاءنا بالأدلة التي أوردها لنا الشيخ أسامة؛ لو كان تم ذلك لا أتوقع أن أحدا من الشباب كان يمكن أن يسكت، وأعتقد أنه كانت ستقوم ثورة في السعودية ضد التدخل الأمريكي في الجزيرة العربية اذا أعلنت مثل هذه الفتوي، ولكن المشايخ كانت لديهم وجهة نظر أخري، كانوا يريدون ابعاد الفتنة عن البلاد، لأنه فعلا لو اشتعل القتال داخل المملكة العربية السعودية بين القوات الأمريكية الغازية التي جاءت بصيغة الحماية والدفاع وبين أبناء السعودية والخليج لن يكون هناك تكافؤ من حيث الامكانيات والسلاح، لأن الأمريكيين أقوياء في هذا الجانب، وقد يتحول الموضوع الي عذر تتخذه واشنطن ذريعة لاحتلال البلاد، خاصة وان الشباب كانوا غير مستعدين ولا مهيأين لمثل هذه المواجهة المسلحة ولم يكونوا مؤهلين عسكريا.

س/ كم استمر بن لادن يعطيكم الدروس والأحاديث لاستمالتكم وجذبكم الي صفه في تنظيم (القاعدة)؟

ج/ ظل الشيخ أسامة بن لادن ثلاثة أيام يلقي علينا دروسا يومية وحديثا موجها بدقة نحونا، فكنت أنظر للشباب والشباب كلهم ينظرون الي، بحكم أن الشباب يعرفون أني كنت أحد أعضاء مجلس الشوري لمجموعة الشمال، وكنت نائب احدي مجموعات الشمال التي كانت مهيأة للجهاد في طاجيكستان، فكان الشباب يحاولون معرفة رأيي في الموضوع، حيث كنا نرجع في المساء ونجتمع بالمضافة عقب عودتنا اليها وبدأ الشباب يسألوني: ما رأيك يا أبوجندل؟ ما الذي عندك بهذا الموضوع؟ فقلت لهم: والله كل واحد فيكم رجل وبالتالي يفترض أن يقرر بنفسه ويتبع الذي برأسه، أما أنا فوضعي مختلف . وكان الشباب يحاولون أن يعرفوا قراري، حتي يفعلوا ما سأفعله. وبعد ثلاثة أيام من الجلسات المتواصلة مع الشيخ أسامة وتحديدا قبل شهر رمضان بليلة طلبني الشيخ أسامة بعد العصر وقال لي: ما رأيك يا أبو جندل في الذي سمعته؟ قلت له لا أخفيك يا شيخ بأن كلامك مقنع وتطرح لقضية واضحة، ولكن الواضح عندي أنه ليس لديك أحد من أهل الأرض، أي من أهل الجزيرة العربية صاحبة القضية، فقال لي: فعلا كلامك صحيح، معظم الأخوة حولي مصريون وجزائريون ومن شمال افريقيا، ولذلك أدعوكم للانضمام الي قافلتنا. كنت أظن أن هذه الحقيقة غائبة عن الشيخ أسامة ولكني اكتشفت أنه كان يركز كثيرا علي أهل الجزيرة العربية وبالذات علي أهل الحجاز؛ وكنا نحن ـ مجموعة الشمال ـ أول مجموعة انضمت بشكل جماعي الي تنظيم (القاعدة)، حيث اختلي الشيخ أسامة بكل واحد فينا والكثير منا أعطاه البيعة فورا، وطبعا كانت البيعة في غاية السرية ولا أحد يعرف من الذي أعطاه البيعة من الذي لم يعطه؛ وأمّا أنا فقد اشترطت عليه شرطا لأداء البيعة، وقلت له أنا مستعد للعمل معك ولكن بشرط، فقال لي: ما هو؟ قلت في حال خرجتُ من تحت ظلّك ومن تحت قيادتك للمنطقة التي أنت فيها الي مكان آخر، ليس لك أمر عليّ. فالشيخ قَبِل بهذا الشرط وقال لي: أنا قابل بشرطك، وبعد أدائي البيعة اثر قبوله بشرطي بقيت معه شهر رمضان بالكامل في حالة عبادة وتعبّد؛ وكأن الشيخ كان يهدف الاستعانة بأبوجندل لفترة من الناحية الادارية والاستفادة من قدرته علي الطرح وقدرته علي الكلام مع الآخرين، فكان ربما يريد أن يستفيد مني في هذه الجزئية، فبقيت معه وكان الشيخ أسامة يركّز عليّ في موضوع التدريب، بقصد القيام بنوع من التعبئة الفكرية أثناء تدريبي ونوع من التوجيه والتثقيف حول القضية الرئيسية التي يحملها، فشاركت بالعديد من الدورات العسكرية، مثل دورة تأسيسية تكتيكية لحرب العصابات وبعض الدورات الخاصة باستخدام الأسلحة الرشاشة، وكنت كل ما أنتهي من دورة يستدعيني الشيخ أسامة اليه، فأذهب وأبقي عنده.

س/ أشرت الي أن البيعة كانت سرية، فهل هذا تأكيد بأنه ليس كل من عاشر أسامة بن لادن أو عمل معه يكون عنصرا في (القاعدة)؟

ج/ نعم، ليس شرطاً أن يكون كل الذين حول الشيخ أسامة أعضاء في تنظيم (القاعدة)، فقد تجد الأخ أمامك ويشارك معك في الجبهة وتجده حول الشيخ أسامة ويذهب ويأتي الي مجالسه ولا يمتنع عنهم الشيخ أسامة ولكن ليس عندك جزم بأن هذا الشخص في (القاعدة) أو ليس في (القاعدة)، لا تستطيع أن تقرر هذا الشيء، فليس من الضروري أن يكون عنصرا في (القاعدة) حتي لو كان مع الشيخ أسامة. العديد من الشباب عاشوا معه سنتين وثلاثا ولم يبايعوه ولم يكونوا عناصر في (القاعدة) رغم حضورهم المكثف وتواجدهم الدائم عنده. أحيانا كنا نسمع أن أحد الشباب نفّذ عملية استشهادية، وحينها فقط كنا نتأكد أنه قد أدي البيعة للتنظيم، حيث كان تنفيذ العمليات الاستشهادية نوعاً من الدلائل التي نعرف بها المبايعين للتنظيم من غيرهم.

س/ شاركتَ بالجهاد في البوسنة والصومال وطاجيكستان، ما الجديد عسكريا الذي استفدته من انضمامك الي تنظيم (القاعدة)؟

ج / بعد قضائي شهر رمضان مع الشيخ أسامة، قرر بعد العيد بيومين أو ثلاثة أيام ارسالي الي معسكرات (جهاد وال) في مدينة خوست، للتدريب العسكري ولاعطائي جرعة مركزة في العديد من الجوانب العسكرية الهامة، وفي كيفية رسم الخطط العسكرية وخوض المعارك وغير ذلك، صحيح أننا تدربنا في البوسنة وعرفنا بعض التجارب العملية داخل الصومال وداخل طاجيكستان لكن مفاتيح العمل ووضع النقاط علي الحروف كانت فعلا داخل معسكرات (القاعدة) التابعة للشيخ أسامة بن لادن، لأن فترة تدريبنا في البوسنة كانت قصيرة بحكم الحرب الدائرة هناك، والصومال لم يكن فيها عمل عسكري منظّم. وكانت معسكرات (جهاد وال) تسمي عند تأسيسها معسكر الفاروق وهو أول معسكر لتنظيم (القاعدة) في أفغانستان وهو ذات المعسكر الذي قصفته صواريخ كروز الأمريكية في العام 1998 عقب عمليتي تفجير السفارتين الأمريكيتين في نيروبي ودار السلام.

س/ من خلال معايشتك الطويلة لأسامة بن لادن فيما بعد، كيف نشأت فكرة تنظيم (القاعدة) لديه؟

ج/ البدايات الجهادية العملية للشيخ أسامة لم تكن تحت لافتة أي شيء اسمه تنظيم (القاعدة)، وانما كان يعمل مع الشيخ عبد الله عزام في مكتب الخدمات، بمدينة بشاور الباكستانية، لتنسيق وتسيير أمور المجاهدين العرب، القادمين من بلدانهم والمغادرين من أفغانستان، بحيث كان بن لادن يموّل خدمات هذا المكتب وعزام يدير عملياته بشكل مباشر أو غير مباشر، ومع تزايد قدوم المجاهدين العرب الي أفغانستان، فتحوا معسكرا للتدريب أسموه معسكر (صدي)، وكان المقصود من اسمه أنه صدي للجهاد، وذلك علي الحدود الباكستانية الأفغانية. وبعد قدوم الكثير من كوادر جماعة الجهاد والجماعة الاسلامية المصرية المؤهلين عسكريا أنشأ بن لادن ومن كانت تربطه به أي علاقة جهادية معسكرا جديدا للتدريب أكثر تطورا، كان بمثابة كلية عسكرية، سمي بمعسكر (الفاروق) أو كلية الفاروق العسكرية.
وتجاوز هذا المعسكر عملية التدريب السريع علي السلاح لمدة 45 يوما حسب ما كان معمولاً به في معسكر صدي، وانما قام علي أساس منهجية عسكرية واضحة، وكلية حربية يمر المنخرطون فيها بعدة مراحل ومستويات، حتي يتخرجوا منها في النهاية عند المستوي القيادي، كقادة ميدانيين، يستطيعون قيادة أي عمل جهادي في أي مكان. وكانت الفكرة من انشاء هذه الكلية الحربية فكرة عالمية، بحيث اذا انتهي الجهاد في أفغانستان، يستطيع المتخرجون منها الذهاب الي أي مكان في العالم وقيادة المعارك هناك باقتدار، وقد تحققت هذه الأهداف بالفعل من خلال النجاح الذي حققه الشباب الذين انتقلوا الي العديد من الجبهات خارج أفغانستان، في البوسنة والهرسك، في الشيشان، في الفلبين، في كوسوفو، اريتريا، الصومال، وبورما، وغيرها، وهذه الجبهات لم تنشأ من فراغ وانما نشأت بفعل كوادر مدرّبة، تدربت تدريبا منهجيا عسكريا. وكانت مناهج هذه الكلية أو المعسكر نفس المناهج العسكرية للكليات النظامية وتشمل كافة التخصصات، وكانت فيها لجنة تسمي لجنة المناهج العسكرية. وطبعا فيما بعد أسميت كلية الفاروق العسكرية بمعسكر القاعدة، من منطلق أنها قاعدة عسكرية للجهاد، ثم معسكر قاعدة أنصار الله، ولم يكن وقتئذ هناك أي شيء اسمه تنظيم (القاعدة).
وكان حينها معروف في الساحة الجهادية داخل أفغانستان وفي بشاور عند ما يري الناس شخصا يقولون هذا من أتباع الجماعة الاسلامية المصرية، هذا تابع للجزائريين، هذا تابع للمغاربة، لكن أصحاب بن لادن لم يكن لهم مسمي واضح، لأنهم كانوا خليطا من الدول العربية جمعاء، فأسموهم أصحاب القاعدة، ومع الأيام تطوّر هذا الأمر فأصبح لهم لقبا ملاصقا لهم، أي أصحاب القاعدة، ومع مرور الزمن وتطور العمليات الجهادية داخل وخارج أفغانستان بعد انتهاء الجهاد الأفغاني الأول ألصق هذا الاسم بالعناصر الجهادية من أتباع بن لادن، فبرز صيت هذا المعسكر الي مستوي التنظيم الحالي، ليصبح ما يسمي في العالم كله الآن بتنظيم (القاعدة)، والا لم يكن هناك شيء اسمه تنظيم (القاعدة) من أول أيام انشاء هذا المعسكر

آخر تعديل بواسطة المصابر ، 03-04-2006 الساعة 04:56 AM.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م