(خياركم احاسنكم اخلاقا اذا فقهوا ) هذا الحديث فيه الحث على حسن الخلق وعلى التفقه في الدين
وفيه بيان ان افضل المسلمين من جمع بين هذين الامرين حسن الخلق والتفقه في الدين
فحسن الخلق وحده من غير التفقه في الدين لا يجعل صاحبه راقيا عند الله تعالى لان حسن الخلق مشترك بين المسلمين والكافرين
فكم من انالس كفار يعبدون الاوثان فيهم حسن الخلق كما انه يوجد في كثير عند المسلمين ومن كان متفقها بالدين عالما به اي تعلم ما يجب عليه تعلمه من الاحكام والاعتقاديات وعمل بذلك ولكن لم يحصل له حسن الخلق فذلك يمنعه من كمال الترقي عند الله تعالى فحسن الخلق عبارة عن تحمل اذى الناس وبذل المعروف وكف الاذى عن الغير ، هذه عبارة موجزة في تفسير حسن الخلق ، وبذل المعروف معناه ان تعمل مع الناس معروفا
في خطابك لهم وبطلاقة وجهك ونحو ذلك
يعني ان توطن نفسك ان تعمل مع الناس المعروف لمن يعرف لك ولمن لا يعرف لك لانه اذا كان المرىء يوطن نفسه على ان يعمل المعروف مع الذي يعامله بالمثل فقط ولا يحسن خلقه مع الذي لا يعرف له فهذا ليس من حسن الخلق
اما تحمل الاذى اي ان يصبر على اذى الناس ثم يكف اذاه عنه
فمن جمع بين حسن الخلق وبين التفقه في الدين فقد صار من خيار المسلمين وينطبق عليه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
(( خياركم احاسنكم اخلاقا اذا فقهوا ))
__________________
التطرف آفة عظيمة وصفة ذميمة تدمر الوطن وتضع المجتمع
__________________
سأبقي فراغاً لأكتب تفصيل حادثة الليلة القادمة
وأبقي بأنفي اشتياقاً لأنشق ريحانة الخاتمة
سأبصر ما ليس في لوحتي
سألهمها كل لون يلائم شوقي إلى أجمل الأمنيات
و لكن لو نظرت الى الحديث لرأيت ان اذا : تعرب على انها شرطية غير جازمة يعني يشترط حسن الخلق بالتفقه فمن عرف دينه حق معرفته حسنت اخلاقه و سر معشره .
و قال صلى الله عليه و سلم (( ليس المؤمن بالطعان و لا الفاحش و لا البذيء رواه الترمذي
و قال ايضا (( بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم .
و قال ايضــا (( لكل غادر لواء يوم القيامة يقال : هذه غدرة فلان ))
(( المسلم من سلم الناس من لسانه ويده ))
فكيف يعرف من هو ليس بمسلم هذه القواعد الشرعية التي هي من اساس الاسلام و اصول اخلاقه
لا أظن ان هنـاك من هو غير مسلم تستطيع ان تصف اخلاقه بالاخلاق الحسنــة
قال الإمام السيوطى: علامات حسن الخلق عشرة
قلة الإختلاف مع الناس
حسن الإنصاف للآخرين
حب الائتلاف مع من حوله
التغاضى عن العثرات
وقبول المعذرة
واحتمال الأذى
و لطف الكلام
وبشاشة الوجه
وصفاء القلب
ووفاء الوعد
أعاننا الله أن نجمع بين كل ذلك مع كل الناس
__________________
الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به
وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا
السلام عليكم و رحمة الله و بارك الله فيك أخي أبو طه
الحقيقة يا إخوان أن الأخلاق لا علاقة لها بالدين إسلاميا كان أو مسيحي إنما هي مجموعة مباديء و منظومة قيم إتفق عليها الناس منذ سالف العصور
بما سمي بالحق الطبيعي و (equity) يعني الشعور الإنساني و الطبيعي بالحق كحق و بالباطل كباطل مثل التقويم العادي البشري للسلوكلت من ناحية إيجابيتها و سلبياتها
لا يمكن أن ننكر الأخلاق الحميدة التي عرفها العرب أثناء فترة الجاهلية و ما قبلها من عصور
و كذلك المنظومة الدينية البدائية التي تسمى طوطيم و التي تنظم العلاقات على أساس الحق ـ نقيض الباطل ـ و الأخلاق المحمودة
و بالتالي فإن منظومة القيم و الأخلاق هي سابقة للدين و لكن لأن الديانات لا يمكن أن تتعارض معها فإنه يبدو للمعاين أن الأخلاق لصيقة الدين و لايمكن أن تتحقق من دونه
إعتقادي أن هذا الرأي الأخير خاطئ و الأخلاق يمكن أن تتحقق حتى دون دين بالمرة
ثم بالنسبة لكون المسلم أحسن أخلاقا من المسيحي فهذا لا يثبت بالواقع
إن كنا نقصد المسلم الحقيقي المطبق لدينه الى حد الكمال فلنقارنه مثلا بالمسيحي المطبق لدينه كاملا أيضا فهنا نجدهم متساويين طبعا
أما عن واقعنا المعاش فرأيي المتواضع هو أن الغربي المسيحي أحسن أخلاقا من المسلم
على العموم
و هذا الرأي لا علاقة له بعقيدة أو ديــن
و شــكرا و دمــتـم و السـلام علـيـكـم
__________________
حـسـب الـواجـد إفـراد الـواحـد لـه ...
حـسـب الـعاشـق تـلـمـيـح الـمـعـشـوق دلالا ...
و أنـا حـسـبـي انـي ولـدتـنـي كـل نـسـاء الأرض و أن امـرأتـي لا تـلـد ...
الى الاخ الفاضل ابو طه :
موضوع جميل و توقيته ملائم للاوضاع الني نمر بها اليوم :
سواء كانت سياسيه او حتى اجتماعيه.
و براي ان الاخلاق الحميدة متممه للدين....
اختي رسوله اوافقك ان الوقت ملائم وبحاجة دائما للتذكير بالاخلاق الحميدة
اخ عصام اعقبك على كلامك انه قد يكون ايضا من هو لا دين له لا يهودي ولا نصراني ولا مسلم ، لا يؤمن باي دين على الارض لكنه يعطف على اليتيم ويحسن الى جاره ويكرم ضيفه ويجود بماله ولا يعبس بوجه صاحبه ولا يغضب والديه
فهل ان تنفي حسن الاخلاق عن من ليس له دين؟
علما انه ليس له اي اجر في الاخرة ان لم يدخل بدين الاسلام فمن فاته الايمان بالله ورسوله فاته نعيم الاخرة