مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #3  
قديم 22-09-2005, 08:39 PM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي


( 2 )

استمرت الحياة هادئة جدا لفترة ؛ ومرة فى شهر ديسمبر دعيت للعشاء ؛ وللحظ جلست بجوار أكثر الكتاب المسلمين جرأة . وفى اليوم الثانى ، فى جريدة الأهرام ظهر مقال عن عملى تحت عنوان "ترجمة للقرآن" . بعدها بيومين فى نفس الجريدة وتحت نفس العنوان عمودين من الشجب للترجمة بقلم الشيخ محمد شاكر ، أستاذ متقاعد من علماء الأزهر "وكما علمت" كان من القادة الذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها بالنسبة لترجمة "محمد على" . معلنا ، أن المترجم وكل من يقرأ ترجمته أو يؤيدها ، أو يظهر موافقة عليها ، مدان وفى الجحيم الأبدى حسب رأيه !!! ... وينصحنى بكل قوة ، أن أترك ما أقوم به كلية وأتفرغ لترجمة (كل البدائل القابلة للتخيل) كتفسير الطبرى !!! علما بأن تفسير الطبرى حاليا من الضخامة بمكان (وقد اختصره تفسير البيضاوى) ، ويحتاج لترجمته حواشى جانبية طويلة ، للمتكلم باللغة الإنجليزية لكى يفهم ما ترجم ، وهو لم يسبق له معرفة شئ عن تفاسير القرآن الكريم .
فور تلقى هذه الصدمة ، جلست لأدبج باللغة العربية ردا ، وعرضته على أحد أصدقائى المصريين ، الذى عدل فى كلماته ليصبح الخطاب رقيقا ، لا أعرف ما هو الذى عدله . وذهبت به إلى جريدة الأهرام بالنسخة المعدلة . وفى هذا الخطاب ، بعد المجاملات ، وبتواضع سألت ::: "هل من المشروع لرجل مسلم إنجليزى قرأ تفاسير الرجال الأول ، وله شهرة أنه من أصحاب القلم فى قومه ، أن يحاول شرح القرآن الكريم لهم بلغتهم فى أيامنا هذه ؟؟؟" .
وبعد فترة ظهر خطابى هذا ، ومعه تعليقات من آخرين ، كلها تقف فى صفى . وكتب أحد علماء الأزهر ، أن ذلك ليس مشروعا فحسب ، بل هو جدير بالتقدير ، وأنه على استعداد لمناظرة الشيخ محمد شاكر فى مناقشة عامة . وكان الشيخ محمد شاكر قد ذكر بأن هناك فتوى فى الموضوع . وقد أنكر المراسلون هذا بالقطع . وكان من الواضح أنه هناك رأيان متضاربان فى الأزهر الشريف . كما سمعت فى مناقشات خاصة ، أن كثيرا من المصريين المسلمين ، متعجبون ... كما أتعجب أنا كذلك ... من الجهل الغريب ممن يدعون أنهم العقول المفكرة ، لوضع العالم الآن - وأن هناك رجال يعتقدون أن العرب ما زالوا هم المسيطرون ، وأنهم هم "محرروا غير العرب" ؛ من هو الذى لا يرى أن الوضع قد انقلب ، وأن المسلمون من غير العرب يتحملون الآن عبء الجهاد لنشر الإسلام ، وأن مشاكل غير العرب ليست شبيهة بمشاكل العرب . وأن ترجمة القرآن الكريم هو لغير العرب ضرورة لهم ، وكما أن هناك بمصر الكثير ممن يفهمون الإسلام ويحرصون عليه ، فهناك أيضا بالهند من المتعلمين والمؤمنين به الكثير .
وكما ذكرت من قبل ، أن إحدى الترجمات للقرآن أحرقت فى صحن المسجد الأزهر علنا ومنع دخول أية نسخة لمصر ، فقد كنت أسير فى أحد شوارع القاهرة ، فوجدت بواجهة إحدى المكتبات الأوربية ، نسختين مترجمتين للقرآن الكريم ، ترجمها غير مسلمين ، وعلى غلاف أحدهما صورة للنبى محمد ومعها صورة أخرى لجبريل "عليهما السلام" !!! حيث سألت نفسى ، كيف تحرق الترجمات المحترمة ويمنع تداولها ، وتحت الإتفاقات السياسية ، تدخل الترجمات الغير محترمة بمنتهى الحرية ؟؟؟
تلقيت ردا من الشيخ محمد شاكر على صفحات جريدة الأهرام ، وهذه المرة لم يكن جافيا كمقالته السابقة ، بل كان مرحبا بأن أشرح القرآن الكريم لمواطنى بل ما أفعله جدير بالتقدير . ولكنه كان متحفظا على فقرة جاءت فى كلامى "عن نقل القرآن الكريم بطريقة يفهمهما مواطنى" . ربما ظن أن معنى ذلك هو أن أحور فى الكلام بالطريقة التى تلائم المفاهيم المودرن . كما أنى كنت أفكر أيضا ، فى اقتراحه بترجمة تفسير الطبرى الذى يحتوى على تعبيرات بعيدة كل البعد عن مفاهيم قومى .
حضر لى فؤاد بك من الإسكندرية ، وقد كان يتابع المساجلات ، وقال لى أنه انزعج أولا من هجوم الشيخ شاكر ، وعندما قرأ ردى عليه اطمأن . وهو سعيد الآن ، لأن هذه فرصة للوصول لحل نهائى ، وإلا لكانت فضيحة كبرى لمصر . وأعطانى نسخة من إحدى الجرائد بها رسم كاريكاتور ينتقد فيه وجهة نظر الشيخ محمد شاكر ، وبذلك علمت أن رأى الجماهير كانت لا تؤيده فضيلته .
فى هذه الأثناء ، جاء صديقى والآن معاونى ، دكتور غمراوى بدعوة من جمعية الشبان المسلمين بالقاهرة على حفلة شاى ، ومع الدعوة طلب بأن ألقى خطبة بعد الحفلة . وكان هو نفسه مواظبا على حضور مقر الجمعية يوميا من منزله بهليوبوليس ، بعد عودته من عمله بكلية الطب ، وملحق بالجمعية ملعب للتنس . قال لى بأنه يعقد لقاءات منتظمة مع الشباب من كليته ، ولم تمنعهم دراستهم المدنية من أن يكونوا متدينين ، وبصفته عالم ، فقد كان يتكلم معهم عن الموضوع المثار ، ووصل إلى إقناع الكثير منهم بصحته . كان رجلا فاضلا ، وقد أمدنى بكثير من المساعدة بحيث لم أستطع رفض طلبه للدعوة لحفل الشاى .
وفى نفس الوقت ، وجدت أن الخطاب المطلوب منى ، سيعكر على الهدوء الذى أتوخاه لعملى الذى أقوم به . ولذلك وافقت بشرط أن يكون خطابى باللغة الإنجليزية ، فإعداد خطاب باللغة العربية سيأخذ الكثير من وقتى الذى أريد أن أوفره للمراجعة . وقد وافق مشكورا على أن يقوم هو بالترجمة الفورية لخطابى ، لمن لا يعرف اللغة الإنجليزية .
وبناء على ذلك ، طلبنى فى يوم قبل الغروب ، وذهبنا للجمعية حيث وصلنا فى موعد صلاة المغرب . ثم كان لقاء مع الأفاضل الذين كانوا مكلفين بلقائى ، ثم ذهبنا للحفل . وفى هذه الإثناء لاحظت الحضور ، فشعرت أن ما سأقوله لهم لن يكون مريحا .
فمن منظر العمائم وزى رجال الأزهر ، وجدت عددا كثيرا ، وقد كنت أعتقد أن الحضور سيكونون من طلبة غير أزهريين . وبشئ من الهلع ، شعرت أنه لكى أكون مؤئرا لهم ، لابد أن يتضمن خطابى جزءا باللغة العربية ، كما أنه يجب على تغيير محتوى خطابى باللغة الإنجليزية . ويكون الخطاب باللغة الإنجليزية متأخرا . أما الآن فيجب على تركيز أفكارى على النقاط التى يجب على ذكرها بالعربية ، وأترك الباقى للقدر . فترة تناول الشاى انتهت ، وانتقلنا لقاعة المحاضرات المكتظة . وجلست على المنبر ، حيث كان د. الغمراوى بجوارى وبالقرب من على اليمين الشيخ رشيد رضا ، ومن الذين أعرفهم فى منتصف القاعة محمد على بك كامل وبجواره ابن فؤاد بك يحملقون تجاهى بفزع . هؤلاء فقط هم الذين أعرفهم من الحضور .

يتبع

آخر تعديل بواسطة أبو إيهاب ، 22-09-2005 الساعة 08:44 PM.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م