مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 25-11-2005, 07:21 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي


الباب السادس لا تؤاخ الأحمق
قال عليه السلام‏:‏ ‏"‏ لا تؤاخي الأحمق فإنه يشير عليك ويجهد نفسه فيخطىء وربما يريد أن ينفعك فيضرك وسكوته خير من نطقه وبعده خير من قربه وموته خير من حياته ‏"‏‏.‏

وقال ابن أبي زياد‏:‏ قال لي أبي‏:‏ يا بني الزم أهل العقل وجالسهم واجتنب الحمقى فإني ما جالست أحمق فقمت إلا وجدت النقص في عقلي‏.‏

لا تغضب على الحمقى‏:‏ عن عبد الله بن حبيق قال‏:‏ أوحى الله عز وجل إلى موسى عليه السلام ‏"‏ لا تغضب على الحمقى فيكثر غمك ‏"‏‏.‏

وعن الحسن قال‏:‏ هجران الأحمق قربة إلى الله عز وجل‏.‏

وعن سلمان بن موسى قال‏:‏ ثلاثة لا ينتصف بعضهم من بعض حليم من أحمق وشريف من دنيء وبر من فاجر‏.‏

الناس أربعة أصناف‏:‏ وكذلك روينا عن الأحنف بن قيس أنه قال‏:‏ قال الخليل بن أحمد‏:‏ الناس أربعة رجل يدري ويدري أنه يدري فذاك عالم فخذوا عنه ورجل يدري وهو لا يدري أنه يدري فذاك ناسٍ فذكروه ورجل لا يدري وهو يدري أنه لا يدري فذاك طالب فعلموه ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذاك أحمق فارفضوه‏.‏

وقال أيضاً‏:‏ الناس أربعة فكلم ثلاثة ولا تكلم واحداً رجل يعلم ويعلم أنه يعلم فكلمه ورجل يعلم ويرى أنه لا يعلم فكلمه ورجل لا يعلم ويرى أنه لا يعلم فكلمه ورجل لا يعلم ويرى أنه يعلم فلا تكلمه‏.‏

قال جعفر بن محمد‏:‏ الرجال أربعة‏:‏ رجل يعلم ويعلم أنه يعلم فذاك عالم فتعلموا منه ورجل يعلم ولا يعلم أنه يعلم فذاك نائم فأنبهوه ورجل لا يعلم ويعلم أنه لا يعلم فذاك جاهل فعلموه ورجل لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم فذاك أحمق فاجتنبوه‏.‏

الناس ثلاثة أصناف‏:‏ وقد روينا عن أبي يوسف القاضي أنه قال‏:‏ الناس ثلاثة‏:‏ مجنون ونصف مجنون وعاقل فأما المجنون ونصف فأنت معهما في راحة وأما العاقل فقد كفيت مؤنته‏.‏

عن الأعمش أنه قال‏:‏ معاتبة الأحمق نفخ في بليسة‏.‏

كل صديق لا عقل له عدو‏:‏ عن عبد الله بن داود الحربي أنه قال‏:‏ كل صديق ليس له عقل فهو أشد عليك من عدوك‏.‏

عن بشر بن الحارث أنه قال‏:‏ النظر إلى الأحمق سخنة عين‏.‏

وسمعته يقول‏:‏ يأتي على الناس زمان تكون الدولة فيه للحمقى‏.‏

وعنه أنه قال‏:‏ الأحمق سخنة عين غاب أو حضر‏.‏

لا تجالس الأحمق‏:‏ عن شعبة أنه قال‏:‏ عقولنا قليلة فإذا جلسنا مع من هو أقل عقلاً منا ذهب ذلك القليل فإني لأرى الرجل يجلس مع من هو أقل عقلاً منه فأمقته‏.‏

قال بعض الحكماء‏:‏ مؤنة العاقل على نفسه ومؤنة الأحمق على الناس ومن لا عقل له فلا دنيا له ولا آخرة‏.‏

كيف يعامل الأحمق‏:‏ قال حكيم آخر‏:‏ ليس كل أحد يحسن يعامل الأحمق وأنا أحسن أعامله قيل له كيف قال‏:‏ أبخسه حتى يطلب الحق بعينه إذ متى أعطيته حقه طلب ما هو أكثر منه‏.‏

وأنشدوا‏:‏ المديد‏:‏ إتق الأحمق أن تصحبه إنما الأحمق كالثوب الخلق كلما رقعت منه جانباً خرقته الريح وهناً فانخرق كحمار السوق إن أقضمته رمح الناس وإن جاع نهق أو غلام السوء إن أسغبته سرق الناس وإن يشبع فسق وإذا عاتبته كي يرعوي أفسد المجلس منه بالخرق

الباب السابع في ضرب العرب المثل بمن عرف حمقه
العرب تضرب للأحمق تارة بمن قد عرف حمقه من الناس وتارة بما ينسب إلى سوء التدبير من البهائم والطير وتارة بما لا يقع منه فعل ولكن لو تصور له فعل كان ما ظهر منه حمقاً‏.‏

حمقى ضرب بهم المثل‏:‏ فأما ضربهم المثل بمن قد عرف حمقه فقال أبو هلال العسكري‏:‏ تقول العرب‏:‏ أحمق من هبنقة وستأتي أخباره وأحمق من حذنة قيل هو رجل بعينه وقيل هو الصغير الأذن الخفيف الرأس القليل الدماغ وكذلك يكون الأحمق‏.‏

وقيل‏:‏ حذنة امرأة كانت تمتخط بكوعها‏.‏

وتقول العرب‏:‏ أحمق من أبي غبشان وأحمق من جحا وأحمق من عجل بن لجيم وأحمق من حجينة وهو رجل من بني الصداء وأحمق من بيهس ومن مالك بن زيد مناة ومن عدي بن حباب وأحمق من الممهورة إحدى خدمتيها‏.‏

حيوانات ضرب المثل بحمقها‏:‏ وأما ذكرهم للبهائم فيقولون‏:‏ أحمق من الضبع وأحمق من أم عامر وأحمق من نعجة على حوض لأنها إذا وردت الماء أكبت عليه ولا تنثني وأحمق من ذئبة لأنها تدع ولدها وترضع ولد الضبع‏.‏

طيور ضرب المثل بحمقها‏:‏ وأما ذكرهم الطير فيقولون‏:‏ أحمق م حمامة لأنها لا تصلح عشها وربما سقط بيضها فانكسر وربما باضت على الأوتاد فيقع البيض وأحمق من نعامة لأنها إذا مرت ببيض غيرها حضنته وتركت بيضها وأحمق من رخمة وأحمق من عقعق لأنه يضيع بيضه وفراخه وأحمق من كروان لأنه إذا رأى أناساً سقط على الطريق فيأخذونه‏.‏

ومن الموصوف بالحمق من الحيوان‏:‏ الحبارى والنعجة والبعير والطاووس والزرافة‏.‏

نبتة ضرب المثل بحمقها‏:‏ وأما ضربهم المثل بمن لا فعل له كقولهم‏:‏ أحمق من رجلة وهي البقلة الحمقاء لأنها تنبت في مجاري السيل‏.‏
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 25-11-2005, 07:24 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
Talking


الباب الثامن في ذكر أخبار من ضرب المثل بحمقه وتغفيله
هؤلاء ينقسمون إلى رجال ونساء‏.‏
من أخبار هبنقة الأحمق‏:‏ فمنهم هبنقة واسمه يزيد بن ثروان ويقال‏:‏ ابن مروان أحد بني قيس بن ثعلبة ومن حمقه أنه جعل في عنقه قلادة من ودع وعظام وخزف وقال‏:‏ أخشى أن أضل نفسي ففعلت ذلك لأعرفها به‏.‏

فحولت القلادة ذات ليلة من عنقه لعنق أخيه فلما أصبح قال‏:‏ يا أخي أنت أنا فمن أنا وأضل بعيراً فجعل ينادي من وجده فهو له فقيل له‏:‏ فلم تنشده قال‏:‏ فأين حلاوة الوجدان وفي رواية‏:‏ من وجده فله عشرة فقيل له‏:‏ لم فعلت هذا قال‏:‏ للوجدان حلاوة في القلب‏.‏

واختصمت طفاوة وبنو راسب في رجل ادعى كل فريق أنه في عرافتهم فقال هبنقة‏:‏ حكمه أن يلقى في الماء فإن طفا فهو من طفاوة وإن رسب فهو من راسب‏.‏

فقال الرجل‏:‏ إن كان الحكم هذا فقد زهدت في الديوان‏.‏

وكان إذا رعى غنماً جعل يختار المراعي للسمان وينحي المهازيل ويقول‏:‏ لا أصلح ما أفسده الله‏.‏

أبو غبشان الأحمق‏:‏ ومنهم أبو غبشان وهو من خزاعة كان يلي الكعبة فاجتمع مع قصي بن كلاب بالطائف على الشرب فلما سكر اشترى منه قصي ولاية البيت بزق خمر وأخذ منه مفاتيحه وسار بها إلى مكة وقال‏:‏ يا معشر قريش هذه مفاتيح بيت أبيكم إسماعيل ودها الله عليكم من غير غدر ولا ظلم‏.‏

وأفاق أبو غبشان فندم فقيل‏:‏ أندم من أبي غبشان وأخسر من أبي غبشان وأحمق من أبي غبشان قال بعضهم‏:‏ البسيط‏:‏ باعت خزاعة بيت الله إذ سكرت بزق خمرٍ فبئست صفقة البادي باعت سدانتها بالخمر وانقرضت عن المقام وضل البيت والنادي ثم جاءت خزاعة فغالبوا قصياً فغلبهم‏.‏

عبد الله بن بيدرة الأحمق‏:‏ ومنهم شيخ مهو وهي قبيلة من عبد القيس واسمه عبد الله بن بيدرة وكانت إياد تعير بالفسو فقام رجل منهم بعكاظ ومعه بردا حبرة فنادى‏:‏ ألا إنني من إياد فمن يشتري مني عار الفسو ببردي هذين‏.‏

فقال عبد الله بن بيدرة فقال‏:‏ أنا‏.‏

واتزر بأحدهما وارتدى الآخر وأشهد الإيادي عليه أهل القبائل وانصرف عبد الله إلى قومه فقال‏:‏ جئتكم بعار الأبد فلزم العار بذلك عبد القيس‏.‏

عجل بن لجيم الأحمق‏:‏ ومنهم عجل بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل‏.‏

من حمقه أنه قيل له‏:‏ ما سميت فرسك فقام إليه ففقأ إحدى عينيه وقال‏:‏ سميته الأعور‏.‏

قال العنزي‏:‏ الطويل‏:‏ رمتني بنو عجلٍ بداء أبيهم وأي امرىءٍ في الناس أحمق من عجل ألبس أبوهم عار عين جواده فصارت به الأمثال تضرب بالجهل حمزة بن بيض الأحمق‏:‏ ومنهم حمزة بن بيض‏.‏

عن أبي طالب عمر بن إبراهيم أنه قال‏:‏ دعا حمزة بن بيض حجاماً وكان الحجام ثقيلاً كثير الكلام فلما أرهف المشاريط قال له‏:‏ الساعة توجعني‏.‏

قال‏:‏ لا‏.‏

قال‏:‏ فانصرف اليوم‏.‏

قال‏:‏ لا تفعل فإنك محتاج إلى إخراج الدم وذلك بين في وجهك وهي سنة نبوية قال‏:‏ انصرف وعد إلي غداً قال‏:‏ لست تدري ما يحدث إلى غد والمشاريط حادة وإنما هي لحظة‏.‏

قال‏:‏ إن كان كما تقول فاعطني فردة بيضة من خصيتك تكون في يدي رأينة إن أوجعتني أوجعتك‏.‏

فقام الحجام وقال‏:‏ أرى أن تدع الحجامة في هذا العام وانصرف‏.‏

عن محمد بن العلاء الكاتب أنه قال‏:‏ قال حمزة بن بيض لغلام له‏:‏ أي يوم صلينا الجمعة في الرصافة ففكر الغلام ساعة ثم قال‏:‏ يوم الثلاثاء‏.‏

وقيل لحمزة بن بيض‏:‏ كم تشرب من النبيذ قال‏:‏ أكثر من رطلين شيء‏.‏

أبو أسيد الأحمق‏:‏ ومنهم أبو أسيد‏.‏

عن محمد بن رجاء قال‏:‏ قال أبو أسيد وحدث بحديث‏:‏ كان ذلك في خلافة المهدي قبل موت المنصور‏.‏

وقال‏:‏ مر على أبي أسيد بعيران فقام قوم كانوا حوله‏:‏ ما أفرههما فقال أبو أسيد‏:‏ أحدهما أفره من الآخر قالوا‏:‏ أيهما أفره قال‏:‏ القدامي أفره من الأول‏.‏

وعزى أبا أسيد رجل عن مصيبته فقال له‏:‏ رزقنا الله مكافأتك‏.‏

وعن محمد بن عبد المطلب قال‏:‏ قال أبو أسيد ونظر إلى رجل نائم‏:‏ قم فكم تنام كأنك بعير ناد وقيل لأبي أسيد‏:‏ حدثنا عن ابن عمر فقال‏:‏ كان يحف شاربه حتى يبدو بياض إبطيه‏.‏

جحا الأحمق‏:‏ ومنهم جحا ويكنى أبا الغصن وقد روي عنه ما يدل على فطنة وذكاء إلا أن الغالب عليه التغفيل وقد قيل‏:‏ إن بعض من كان يعاديه وضع له حكايات والله أعلم‏.‏

عن مكي بن إبراهيم أنه يقول‏:‏ رأيت جحا رجلاً كيساً ظريفاً وهذا الذي يقال عنه مكذوب عليه وكان له جيران مخنثون يمازحهم ويمازحونه فوضعوا عليه‏.‏

من حماقات جحا‏:‏ وعن أبي بكر الكلبي أنه قال‏:‏ خرجت من البصرة فلما قدمت الكوفة إذا أنا بشيخ جالس في الشمس فقلت‏:‏ يا شيخ أين منزل الحكم فقال لي‏:‏ وراءك فرجعت إلى خلفي فقال‏:‏ يا سبحان الله‏!‏ أقول لك وراءك وترجل إلى خلفك‏.‏

أخبرني عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينةٍ غصباً ‏"‏ قال‏:‏ بين أيديهم فقلت‏:‏ أبو من قال‏:‏ أبو الغصن فقلت‏:‏ الإسم قال‏:‏ جحا‏.‏

وقد رويت لنا هذه الحكاية على غير هذه الصفة‏.‏

وعن عباد بن صهيب قال‏:‏ قدمت الكوفة لأسمع من إسماعيل بن خالد فمررت بشيخ جالس فقلت‏:‏ يا شيخ كيف أمر إلى منزل إسماعيل بن خالد فقال‏:‏ إلى ورائك فقلت‏:‏ أرجع فقال‏:‏ أقول لك وراءك وترجع‏!‏ فقلت‏:‏ أليس ورائي خلفي قال‏:‏ لا‏.‏

قلت‏:‏ بالله من أنت يا شيخ قال‏:‏ أنا جحا قال المصنف‏:‏ وجمهور ما يروى عن جحا تغفيل نذكره كما سمعناه‏.‏

عن أبي الحسن قال رجل لجحا‏:‏ سمعت من داركم صراخاً قال‏:‏ سقط قميصي من فوق قال‏:‏ وإذا سقط من فوق قال‏:‏ يا أحمق لو كنت فيه أليس كنت قد وقعت معه وحكى أبو منصور الثعالبي في كتاب غرر النوادر قال‏:‏ تأذى أبو الغصن جحا بالريح مرة فقال يخاطبها‏:‏ ليس يعرفك إلا سليمان بن داود الذي حبسك حتى أكلت خراك‏.‏

وخرج يوماً من الحمام في يوم بارد فضربته الريح فمس خصيتيه فإذا إحدى بيضتيه قد تقلصت فرجع إلى الحمام وجعل يفتش الناس فقالوا‏:‏ ما لك فقال‏:‏ قد سرقت إحدى بيضتي ثم إنه دفىء وحمى فرجعت البيضة فلما وجدها سجد شكر لله قال‏:‏ كل شيء لا تأخذه اليد لا يفقد‏.‏

ومات جار له فأرسل إلى الحفار ليحفر له فجرى بينهما لجاج في أجرة الحفر فمضى جحا إلى السوق واشترى خشبة بدرهمين وجاء بها فسئل عنها فقال‏:‏ إن الحفار لا يحفر بأقل من خمسة دراهم وقد اشترينا هذه الخشبة بدرهمين لنصلبه عليها ونربح ثلاثة دراهم ويستريح من ضغطة القبر ومسألة منكر ونكير‏.‏

وحكي‏:‏ أن جحا تبخر يوماً فاحترقت ثيابه فغضب وقال‏:‏ والله لا تبخرت إلا عرياناً‏.‏

وهبت يوماً ريحٌ شديدةٌ فأقبل الناس يدعون الله ويتوبون فصاح جحا‏:‏ يا قوم لا تعجلوا بالتوبة وإنما هي زوبعة وتسكن‏.‏

وذكر أنه اجتمع على باب دار أبي جحا تراب كثير من هدم وغيره فقال أبوه‏:‏ الآن يلزمني الجيران برمي هذا التراب وأحتاج إلى مؤنة وما هو بالذي يصلح لضرب اللبن فما أدري ما أعمل به فقال له جحا‏:‏ إذا ذهب عنك هذا المقدار فليت شعري أي شيء تحسن فقال أبوه‏:‏ فعلمنا أنت ما تصنع به‏.‏

فقال‏:‏ يحفر له آبار ونكبسه فيها‏.‏

واشترى يوماً دقيقاً وحمله على حمال فهرب بالدقيق فلما كان بعد أيام رآه جحا فاستتر منه فقيل له‏:‏ ما لك فعلت كذا فقال‏:‏ أخاف أن يطلب مني كراه‏.‏

ووجهه أبوه ليشتري رأساً مشوياً فاشتراه وجلس في الطريق فأكل عينيه وأذنيه ولسانه ودماغه وحمل باقيه إلى أبيه فقال‏:‏ ويحك ما هذا فقال‏:‏ هو الرأس الذي طلبته‏.‏

قال‏:‏ فأين عيناه قال‏:‏ كان أعمى‏.‏

قال‏:‏ فأين أذناه قال‏:‏ كان أصم‏.‏

قال‏:‏ فأين لسانه قال‏:‏ كان أخرس‏.‏

قال‏:‏ فأين دماغه قال‏:‏ فكان أقرع قال‏:‏ ويحك رده وخذ بدله‏.‏

قال‏:‏ باعه صاحبه بالبراءة من كل عيب‏.‏

وحكي‏:‏ أن جحا دفن دراهم في صحراء وجعل علامتها سحابة تظلها‏.‏

ومات أبوه فقيل له‏:‏ إذهب واشتر الكفن فقال‏:‏ أخاف أن أشتري الكفن فتفوتني الصلاة عليه‏.‏

وحكي‏:‏ أن المهدي أحضره ليمزح معه فدعا بالنطع والسيف فلما أقعد في النطع قال للسياف‏:‏ أنظر لا تصب محاجمي فإني قد احتجمت‏.‏

ورأوه يوماً في السوق يعدوا فقالوا‏:‏ ما شأنك قال‏:‏ هلا مرت بكم جارية رجل مخضوب اللحية واجتاز يوماً بباب الجامع فقال‏:‏ ما هذا فقيل مسجد الجامع فقال‏:‏ رحم الله جامعاً ما أحسن ما بنى مسجده‏.‏

ومر بقوم وفي كمه خوخ فقال‏:‏ من أخبرني بما ي كمي فله أكبر خوخةٍ فقالوا‏:‏ خوخ فقال‏:‏ ما قال لكم هذا إلا من أمه زانية‏.‏

وسمع قائلاً يقول ما أحسن القمر فقال‏:‏ أي والله خاصة في الليل‏.‏

وقال له رجل‏:‏ أتحسن الحساب بإصبعك قال‏:‏ نعم قال‏:‏ خذ جريبين حنطة فعقد الخنصر والبنصر فقال له‏:‏ خذ جريبين شعيراً فعقد السبابة والإبهام وأقام الوسطى فقال الرجل لم أقمت الوسطى قال‏:‏ لئلا يختلط الحنطة بالشعير‏.‏

ومر يوماً بصبيان يلعبون ببازي ميت فاشتراه منهم بدرهم وحمله إلى البيت فقالت أمه‏:‏ ويحك ما تصنع به وهو ميت فقال لها‏:‏ أسكتي فلو كان حياً ما طمعت في شرائه بمائة درهم‏.‏

وخرج أبوخ مرة إلى مكة فقال له عند وداعه‏:‏ بالله لا تطل غيبتك واجتهد أن تكون عندنا في العيد لأجل الأضحية‏.‏

مزبد الأحمق‏:‏ ومنهم مزبد‏.‏

قال أبو زيد‏:‏ قيل لمزبد‏:‏ إن فلاناً الحفار قد مات فقال‏:‏ أبعده الله من حفر حفرة سوء وقع فيها‏.‏

وقال مزبد لرجل‏:‏ أيسرك أن تعطى ألف درهم وتسقط من فوق البيت قال‏:‏ لا قال مزبد‏:‏ وددت أنها لي وأسقط من فوق الثريا فقال له الرجل‏:‏ ويلك فإذا سقطت مت قال‏:‏ وما يدريك‏!‏ لعلي سقطت في التبانين أو على فرش زبيدة‏.‏

وقيل له‏:‏ أيسرك أن تكون هذه الجبة لك قال‏:‏ نعم وأضرب عشرين سوطاً قالوا‏:‏ ولم تقول هذا قال‏:‏ لأنه لا يكون شيء إلا بشيء‏.‏

أزهر الحمار الأحمق‏:‏ ومنهم أزهر الحمار كان جالساً بين يدي الأمير عمرو بن الليث يوماً يأكل بطيخاً فقال له عمرو‏:‏ كيف طعمه يا أزهر أحلو هو قال‏:‏ ما أكلت الخرا قط وقدم على الأمير عمرو رسول من عند السلطان فأحضر مائدته فقال لأزهر‏:‏ جملنا بسكوتك اليوم فسكت طويلاً ثم لم يصبر فقال‏:‏ بنيت في القرية برجاً ارتفاعه ألف خطوة فأومأ إليه حاجبه أن أسكت فقال له الرسول‏:‏ في عرض كم قال‏:‏ في عرض خطوة فقال له الرسول‏:‏ ما كان ارتفاعه ألف خطوة لا يكفي عرضه خطوة‏!‏ قال‏:‏ أردت أن أزيد فيه فمنعني هذا الواقف‏.‏

وقدم رسول آخر فقيل لأزهر‏:‏ لا تتكلم اليوم وتجمل لهذا الرسول فسكت ساعة فعطس الرسول فأراد أزهر أن يشمته فيقول يرحمك الله فقال‏:‏ صبحك الله فقال الأمير‏:‏ أليس قد قدمت إليك أن لا تتكلم‏!‏ فقال‏:‏ أردت أن لا يرجع الرسول إلى بغداد فيقول‏:‏ إن هؤلاء لا يعرفون وقال له الطبيب‏:‏ خذ رمانتين فاعصرهما بشحميهما واشرب ماءهما فعمد إلى رمانتين وقطعة شحم ودقهما ف موضع واحد وعصرهما وأخذ ماءهما فشربه‏.‏
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 25-11-2005, 07:32 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
Wink

الباب التاسع في ذكر أخبار جماعة من العقلاء صدرت عنهم أفعال الحمقى وأصروا عليها مستصوبين لها فصاروا بذلك الإصرار حمقى ومغفلين

أول العقلاء الحمقى إبليس فأول القوم إبليس فإنه كان متعبداً مؤذناً للملائكة فظهر منه من الحمق والغفلة ما يزيد على كل مغفل فإنه لما رأى آدم مخلوقاً من طين أضمر في نفسه لئن فضلت عليه لأهلكنه ولئن فضل علي لأعصينه‏.‏

ولو تدبر الأمر لعلم أنه كان الاختيار قد سبق لآدم لم يطق مغالبته بحيلة ولكنه جهل القدر ونسي المقدار‏.‏

اعتض على حكمة الله‏:‏ ثم لو وقف على هذه الحالة لكان الأمر يحمل على الحسد ولكنه خرج إلى الإعتراض على المالك بالتخطئة للحكمة فقال‏:‏ ‏"‏ أرأيتك هذا الذي كرمت علي ‏"‏ والمعنى لم كرمته ثم زعم أنه أفضل من آدم بقوله‏:‏ ‏"‏ خلقتني من نارٍ وخلقته من طين ‏"‏ ومجموع المندرج في كلامه‏:‏ أني أحكم من الحكيم وأعلم من العليم وأن الذي فعله من تقديم آدم ليس بصواب هذا وهو يعلم أن علمه مستفادٌ من العالم الأكبر فكأنه يقول‏:‏ يا من علمني أنا أعلم منك ويا من قدر تفضيل هذا علي ما فعلت صواباً‏.‏

رضي بإهلاك نفسه‏:‏ فلما أعيته الحيل رضي بإهلاك نفسه فأوثق عقد إصراره ثم أخذ يجتهد في إهلاك غيره ويقول لأغوينهم وجهله في قوله ‏"‏ لأغوينهم ‏"‏ من وجهين أحدهما‏:‏ أنه أخرج ذلك مخرج القاصد لتأثر المعاقب له وجهل أن الحق سبحانه لا يتأثر ولا يؤذيه شيءٌ ولا ينفعه لأنه الغني بنفسه‏.‏

والثاني‏:‏ نسي أنه من أريد حفظه لم يقدر على إغوائه ثم انتبه لذلك فقال‏:‏ ‏"‏ إلا عبادك منهم المخلصين ‏"‏ فإذا كان فعله لا يؤثر وإضلاله لا يكون لمن قدرت له الهداية فقد ذهب علمه باطلاً‏.‏

رضي إبليس بالخساسة‏:‏ ثم رضي لخساسة همته بمدة يسيرة يعلم سرعة انقضائها فقال‏:‏ ‏"‏ انظرني إلى يوم يبعثون ‏"‏ وصارت لذته في إيقاع العاصي بالذنب كأنه يغيظ بذلك ولجهله بالحق أنه يتأثر ثم نسي قرب عقابه الدائم فلا غفلة كغفلته ولا جهالة كجهالته وما أعجب قول القائل في إبليس‏:‏ الرجز‏:‏ عجبت من إبليس في نخوته وخبث ما أظهر من نيته تاه على آدم في سجدةٍ وصار قواداً لذريته ابن الراوندي الفيلسوف الأحمق‏:‏ وما رأيت من غير إبليس وزاد عليه في الجنون والتغفيل مثل أبيالحسين ابن الراوندي فإن له كتباً يزري فيها على الأنبياء عليهم السلام ويشتمهم ثم عمل كتاباً يرد فيه على القرآن ويبين أن فيه لحناً وقد علم أن هذا الكتاب العزيز قد عاداه خلق كثير ما فيهم من تعرض لذلك منه ولا زعم أنه استدرك على الفصحاء‏:‏ فاستدرك هو بزعمه على الفصحاء كلهم‏.‏

ثم عمل كتاب الدامغ فأنا أستعصم أن أذكر بعض ما ذكر فيه من التعريض للرد على الخالق سبحانه وذكر إياه بأقبح ما يذكر به آدمي مثل أن يقول‏:‏ منه الظلم ومنه الشر في عبارات أقبح من هذه قد ذكرت بعضها في التاريخ فالعجب ممن يعترض على الخالق بعد إثباته‏.‏

فأما الجاحد فقد استراح أتراه خلق لهؤلاء عقولاً كاملة وفي صفاته هو نقص تعالى الله عن تغفيل هؤلاء‏.‏

غفلة قابيل‏:‏ فصل ثم اتبع إبليس في الغفلة والحمق قابيل فإن من أعظم التغفيل قوله لمن قبله قربانه ‏"‏ لأقتلنك ‏"‏ وهذا من أسمج الأشياء لأنه لو فهم لنظر سبب قبول قربان أخيه ورد قربانه ثم من التغفيل أنه حمل على ظهره ولم يهتد لدفنه‏.‏

القرآن الكريم حدثنا عن بعض المغفلين‏:‏ ومثل هذا التغفيل ‏"‏ حرقوه وانصروا آلهتكم ‏"‏ ومثله ‏"‏ أن امشوا واصبروا على آلهتكم ‏"‏ ومن جنسه ‏"‏ أنا أحيي وأميت ‏"‏‏.‏

ومثله ‏"‏ أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي ‏"‏‏.‏

فافتخر بساقية لا هو أجراها ولا يدري منتهاها ولا مبتداها ونسي أمثالها مما ليس تحت حكمه وليس في الحمق أعظم من ادعاء فرعون أنه الإله‏.‏

إبليس عند فرعون‏:‏ قد ضرب الحكماء له مثلاً فقالوا‏:‏ أدخل إبليس على فرعون فقال‏:‏ من أنت قال‏:‏ إبليس قال‏:‏ ما جاء بك قال‏:‏ جئت أنظر إليك فأعجب من جنونك قال‏:‏ وكيف قال‏:‏ أنا عاديت مخلوقاً مثلي وامتنعت من السجود له فطردت ولعنت وأنت تدعي أنك أنت الإله‏!‏ هذا والله الجنون البارد‏.‏

اتخاذ الأصنام تغفيل‏:‏ ومن أعجب التغفيل اتخاذ الأصنام آلهة فالإله ينبغي أن يفعل لا أن يفعل‏.‏

ومن التغفيل بنيان نمرود الصرح ثم رميه بنشابه ليقتل بزعمه إله السماء أتراه لو كان خصمه في مكان فرأى قوساً تصرف إخوة يوسف تغفيل‏:‏ ومن أعظم التغفيل ما جرى لإخوة يوسف في قولهم ‏"‏ أكله الذئب ‏"‏ ولم يشقوا قميصه وقصتهم مع يوسف في قوله إن الصاع يخبرني بكذا وكذا‏.‏

ومن التغفيل ادعاء هاروت وماروت الإستعصام عن الوقوع في الذنب ومقاومة الأقدار فلما نزلا من السماء على تلك النية نزلا‏.‏

تغفيل بني إسرائيل‏:‏ ومن عجيب التغفيل قول بني إسرائيل لموسى وقد جاوز بهم البحر‏:‏ ‏"‏ اجعل لنا إلهاً ‏"‏ وقول النصارى إن عيسى إله أو ابن إله ثم يقرون أن اليهود صلبوه فادعاؤهم الإلهية في بشر لم يكن فكان ولا يبقى إلا بأكل الطعام‏!‏ والآله من قامت به الأشياء لا من قام بها فظنهم أنه ابن الإله والبنوة تقتضي البعضية والمثلية وكلاهما مستحيل على الإله وقولهم إنه قتل وصلب فيقرون عليه بالعجز عن الدفع عن نفسه وكل هذه الأشياء تغفيل قبيح‏.‏

اعتقاد المشبهة تغفيل‏:‏ ومن أعجب التغفيل اعتقاد المشبهة الذين يزعمون أن المعبود ذو أبعاض وجوارح وأنه يشبه خلقه مع علمهم أن المؤلف لا بد له من مؤلف‏.‏

ومن أعجب التغفيل‏:‏ أن الرافضة يعلمون إقرار علي على بيعة أبي بكر وعمر واستيلاده الحنفية من سبي أبي بكر وتزويجه أم كلثوم ابنته من عمر وكل ذلك دليل على رضاه ببيعتهما ثم فيهم من يكفرهما وفيهم من يسبهما يطلبون بذلك على زعمهم حب علي وموافقته وقد تركوها وراء ظهورهم‏.‏

ومثل هذا الجنس كثير إذ تتبعته رأيته وإنما أشرنا بهذه النبذة إليه ليفكر في جنسه ولم نر بسط القصص فيه لأن المقصود الأكبر في هذا الكتاب غير ذلك‏.‏

عن أحمد بن حنبل أنه قال‏:‏ لو جاءني رجل فقال‏:‏ إني قد حلفت بالطلاق أن لا أكلم يومي هذا أحمق فكلم رافضياً أو نصرانياًن لقلت‏:‏ ما حنث‏.‏

قال‏:‏ فقال له الدينوري‏:‏ أعزك الله تعالى لم صارا أحمقين قال‏:‏ لأنهما خالفا الصادقين عندهما أما الصادق الأول فإنه المسيح عليه السلام قال للنصارى ‏"‏ اعبدوا الله ‏"‏ وقال‏:‏ ‏"‏ إني عبد الله ‏"‏ فقالوا‏:‏ لا ليس هو بعبد بل هو إله‏.‏

وأما علي رضي الله عنه فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأبي بكر وعمر‏:‏ ‏"‏ هذان سيدا كهول أهل الجنة ‏"‏ ثم سبهما هذا وتبرأ منهما هذا‏.‏

تغفيل عابد قديم‏:‏ هذا ومن أعجب تغفيل القدماء ما روي عن جابر بن عبد الله أنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ تعبد رجل في صومعة فأمطرت السماء فأعشبت الأرض فرأى حماراً يرعى فقال‏:‏ يا رب لو كان لك حماراً رعيته مع حماري فبلغ ذلك نبياً من أنبياء بني إسرائيل فأراد أن يدعو عليه فأوحى الله تعالى إليه إنما أجزي العباد على قدر عقولهم ‏"‏‏.‏

تغفيل غير مقصود‏:‏ فصل وقد جرى من خلق كثير من العقلاء ما يشبه التغفيل إلا أنهم لم يقصدوا ذلك فذكرت منهم طرفاً لشبهه بالتغفيل‏.‏

فمن ذلك ما حكي عن بعض المغنين قال‏:‏ حضرت عند أمير لأغنيه فجرى حديث بعض الوزراء فذكرت من محاسنه وكرمه شيئاً لأحركه به ليفعل مثله ثم غنيته‏:‏ الطويل‏:‏ قواصد كافور توارك غيره ومن قصد البحر استقل السواقيا فقال لي‏:‏ قبحك الله ما هذه المعاشرة فاستيقظت وحلفت أني ما قصدته‏.‏

ومثل هذا ما جرى لعبد الله بن حسن فإنه كان يساير السفاح وينظر إلى مدينته التي بناها ظاهر مدينة ألم تر مالكاً أضحى يبني بيوتاً نفعها لبني بقيلة يرجى أن يعمر عمر نوح وأمر الله يأتي كل ليلة فغضب فاعتذر إليه‏.‏

وبينا عيسى بن موسى يساير أبا مسلم يوم إدخاله على المنصور تمثل عيسى فقال‏:‏ الطويل‏:‏ سيأتيك ما أفنى القرون التي مضت وما حل في أكباد عاد وجرهم فقال أبو مسلم‏:‏ هذا مع الأمان الذي أعطيت فقال عيسى‏:‏ اعتقت ما أملك إن كان هذا شيئاً أضمرته‏.‏

ثلاث غفلات لجارية الأمين‏:‏ ولما حوصر الأمين قال لجاريته‏:‏ غني فغنت الطويل‏:‏ كليب لعمري كان أكثر ناصراً وأيسر جرماً منك ضرج بالدم فاشتد ذلك عليه ثم قال غني غير هذا‏.‏

فغنت‏:‏ البسيط‏:‏ شكت فراقهم عيني فأرقها إن التفرق للأحباب بكاء فقال‏:‏ لعنك الله أما تعرفين غير هذا فغنت‏:‏ البسيط‏:‏ إلا لنقل السلطان من ملكٍ قد غاب تحت الثرى إلى ملك فقال‏:‏ قومي فقامت فعثرت بقدح بلور فكسرته فإذا قائل يقول‏:‏ ‏"‏ قضي الأمر الذي فيه تستفتيان ‏"‏‏.‏

ولما دخل المأمون على زبيدة ليعزيها في الأمين قالت‏:‏ أرأيت أن تسليني في غدائك اليوم عندي فتغدى وأخرجت إليه من جواري الأمين من تغنيه فغنت‏:‏ الطويل‏:‏ هم قتلوه كي يكونوا مكانه كما فعلت يوماً بكسرى مرازبه فوثب مغضباً فقالت له‏:‏ يا أمير المؤمنين حرمني الله أجره إن كنت علمت أو دسست إليها فصدقها‏.‏

المعتصم يتطير من قول شاعر‏:‏ ولما فرغ المعتصم من بناء قصره دخل الناس عليه فاستأذنه إسحاق بن إبراهيم أن ينشده شعراً في صفته وصفة المجلس أوله‏:‏ الكامل‏:‏ يا دار غيرك البلى ومحاك يا ليت شعري ما الذي أبلاك فتطير المعتصم وعجب الناس من إسحاق كيف فعل هذا مع فهمه فقاموا وخرب القصر وما وأنشد الصاحب بن عباد عضد الدولة مديحاً له من قصيدة يقول فيها‏:‏ الطويل‏:‏ ضممت على أبناء تغلب تاءها فتغلب ما كر الجديدان تغلب فتطير عضد الدولة من قول تغلب وقال‏:‏ نعوذ بالله فتيقظ الصاحب لقوله وتغير لونه‏.‏

وقال إسحاق المهلبي‏:‏ دخلت على الواثق فقال‏:‏ غنني صوتاً عربياً فقلت‏:‏ السريع‏:‏ يا دار إن كان البلى محاك فإنه يعجبني أراك قال فتبينت الكراهية في وجهه وندمت‏.‏

الشاعر العجلي يوجأ في عنقه لغفلته‏:‏ ودخل أبو النجم العجلي على هشام بن عبد الملك فأنشده أبياتاً حتى بلغ فيها ذكر الشمس فقال‏:‏ ‏"‏ وهي على الأفق كعين الأحول ‏"‏ فأمر أن يوجأ في عنقه وأخرج‏.‏

أرطاة يخطىء خطأً غير مقصود‏:‏ ودخل أرطأة على عبد الملك بن مروان وكان شيخاً كبيراً فاستنشده ما قاله في طول عمره فأنشده‏:‏ الوافر‏:‏ رأيت المرء تأكله الليالي كأكل الأرض ساقطة الحديد فاعلم أنها ستكر حتى توفي نذرها بأبي الوليد فارتاع عبد الملك وظن أنه عناه وعلم أرطأة أنه زل فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين إني أكنى بأبي الوليد وصدقه الحاضرون‏.‏

ذو الرمة عند عبد الملك‏:‏ ودخل ذو الرمة على عبد الملك فأنشده‏:‏ البسيط‏:‏ ما بال عينيك منها الدمع ينسكب كأنه من كلى مفرية سرب واتفق أن عيني عبد الملك كانت تسيلان فظن أنه عرض به فغضب وقطع إنشاده وأخرجه‏.‏

ودخل شاعر على طاهر بن عبد الله فأنشده‏:‏ الخفيف‏:‏ شب بالإبل من عزيزة نار أوقدتها وأين منك المزار وكان اسم والدة طاهر عزيزة فتغامز الحاضرون وأعلموه بهفوته فأمسك‏.‏

غفلة شاعر في حضرة عقبة بن مسلم‏:‏ ودخل رجل على عقبة بن مسلم الأزدي فأنشده‏:‏ المديد‏:‏ يا ابنة الأزدي قلبي كئيبٌ مستهامٌ عندكم ما يؤوب فتغير وجه عقبة فنظر الشاعر فقطع‏.‏

أسرجوا العلوي‏:‏ ودخل الرئيس أبو علي العلوي يوماً على بعض الرؤساء فتحادثا فجءا غلام لذلك الرجل فقال‏:‏ يا سيدي أي الخيل نسرج اليوم فقال‏:‏ اسرجوا العلوي‏.‏

فقال له أبو علي‏:‏ أحسن اللفظ يا سيدي فاستحيا وقال‏:‏ هفوة‏.‏

المشاكلة اللفظية تسبب الأزمات‏:‏ واجتاز المرتضى أبو القاسم نقيب العلويين يوم جمعة على باب جامع المنصور عند المكان الذي يباع فيه الغنم فسمع المنادي يقول‏:‏ نبيع هذا التيس العلوي بدينار فظن أنه قصده بذلك فعاد متألماً من المنادي فكشف عن الحال فوجد أن التيس إن كان في رقبته حلمتان سمي علوياً نسبة لشعرتي العلوي المسبلتين على رقبته‏.‏
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 25-11-2005, 07:34 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
Unhappy

الباب العاشر في ذكر المغفلين من القراء والمصحفين

الإصرار على الغلط عن عبد الله بن عمر بن أبان أن مشكدانة قرأ عليه في التفسير ‏"‏ ويعوق وبشراً ‏"‏ فقيل له ونسراً فقال‏:‏ هي منقوطة بثلاثة من فوق فقيل له النقط غلط قال‏:‏ فارجع إلى الأصل‏.‏

وعن محمد بن أبي الفضل قال‏:‏ قرأ علينا عبد الله بن عمر بن أبان ويعوق وبشراً فقال له رجل إنما هو ونسراً فقال‏:‏ هو ذا فوقها نقط مثل رأسك‏.‏

وقال أبو العباس بن عمار الكاتب‏:‏ انصرفت من مجلس مشكدانة فمررت بمحمد بن عباد بن موسى فقال‏:‏ من أين أقبلت فقلت‏:‏ من عند مشكدانة فقال‏:‏ ذاك الذي يصحف على جبرائيل‏.‏

يريد قراءته ويعوق وبشراً وكانت حكيت عنه‏.‏

حدثنا إسماعيل بن محمد قال‏:‏ سمعت عثمان بن أبي شيبة يقرأ ‏"‏ فإن لم يصبها وابل فظل ‏"‏‏.‏

قال‏:‏ وقرأ ‏"‏ من الخوارج مكلبين ‏"‏‏.‏

وعن محمد بن جرير الطبري قال‏:‏ قرأ علينا محمد بن جميل الرازي ‏"‏ وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يجرحوك ‏"‏‏.‏

قال الدارقطني‏:‏ وحدثني أنه سمع أبا بكر الباغندي أملى عليهم في حديث ذكره ‏"‏ وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوياً ‏"‏ بضم الهاء وياء‏.‏

تشنيعات على ابن أبي شيبة‏:‏ قال ابن كامل‏:‏ وحدثنا أبو شيخ الأصبهاني محمد بن الحسين قال‏:‏ قرأ علينا عثمان بن أبي شيبة في التفسير وإذا بطشتم بطشتم خبازين يريد قوله ‏"‏ جبارين ‏"‏‏.‏

وعن محمد بن عبد الله المنادي يقول‏:‏ كنا في دهليز عثمان بن أبي شيبة فخرج إلينا وقال ن والقلم في أي سورة هو‏.‏

وعن إبراهيم بن دومة الأصبهاني أنه يقول‏:‏ أملى علينا عثمان بن أبي شيبة في التفسير قال‏:‏ خذوا سورة المدبر قالها بالباء‏.‏

قال الدارقطني‏:‏ قرأ علينا عثمان بن أبي شيبة في التفسير ‏"‏ فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رجل أخيه ‏"‏ فقيل له‏:‏ ‏"‏ السقاية في رحل أخيه ‏"‏ فقال‏:‏ أنا قرأ علينا عثمان بن أبي شيبة جعل السقاية في رجل أخيه فقيل له ‏"‏ في رحل أخيه ‏"‏ فقال‏:‏ تحت الجيم واحدة‏.‏

وعن محمد بن عبد الله الحضرمي إنه قال‏:‏ قرأ علينا عثمان بن أبي شيبة فضرب بينهم سنور له ناب فقيل له إنما هو ‏"‏ بسور له باب ‏"‏ فقال‏:‏ أنا لا أقرأ قراءة حمزة قراءة حمزة عندنا بدعة‏.‏

استمر على تصحيفه أربعين سنة‏:‏ قال‏:‏ حدثني أبو الحسين أحمد بن يحيى قال‏:‏ مررت بشيخ في حجره مصحف وهو يقر‏:‏ ولله ميزاب السموات والأرض فقلت‏:‏ يا شيخ ما معنى ولله ميزاب السموات والأرض قال‏:‏ هذا المطر الذي نراه فقلت‏:‏ ما يكون التصحيف إلا إذا كان بتفسير يا هذا إنما هو ‏"‏ ميراث السموات والأرض ‏"‏ فقال‏:‏ اللهم اغفر لي أنا منذ أربعين سنة أقرؤها وهي في مصحفي هكذا‏.‏

ادعى الاشتغال بالقرآن وهو الجاهل به‏:‏ قال‏:‏ حدثني أبو فزارة الأسدي قال‏:‏ قلت لسعيد بن هشيم‏:‏ لو حفظت عن أبيك عشرة أحاديث سدت الناس وقيل هذا ابن هشيم فجاءوك فسمعوا منك قال‏:‏ شغلني عن ذلك القرآن فلما كان يوم آخر قال لي‏:‏ جبير كان نبياً أم صديقاً قال‏:‏ قلت‏:‏ من جبير قال‏:‏ قوله يخلط بين الشعر والقرآن الكريم‏:‏ وعن أبي عبيدة قال‏:‏ كنا نجلس إلى أبي عمرو بن العلاء فنخوض في فنون من العلم ورجل يجلس إلينا لا يتكلم حتى نقوم فقلنا‏:‏ إما أن يكون مجنوناً أو أعلم الناس‏!‏ فقال يونس‏:‏ أو خائف سأظهر لكم أمره‏.‏

فقال له‏:‏ كيف علمك بكتاب الله تعالى قال‏:‏ عالم به قال‏:‏ ففي أي سورة هذه الآية‏:‏ مجزوء البسيط‏:‏ الحمد الله لا شريك له من لم يقلها فنفسه ظلما فأطرق ساعة ثم قال‏:‏ في حم الدخان‏.‏

وعن أبي عبد الله بن عرفة أنه قال‏:‏ اصطحب ناس فكانوا يتذاكرون الآداب والأخبار وسائر العلوم وكان معهم شاب لا يخوض فيما يخوضون فيه سوى أنه كان يقول‏:‏ رحم الله أبي ماكان يعدل بالقرآن وعلمه شيئاً فكانوا يرون أنه أعلم الناس بالقرآن فسأله بعضهم في أي سورة‏:‏ الطويل‏:‏ وفينا رسول الله يتلو كتابه كما لاح مبيض من الصبح ساطع يبيت يجافي جنبه عن فراشه إذا استثقلت بالكافرين المضاجع فقال‏:‏ سبحان الله من لم يعرف هذا هذا في ‏"‏ حم عسق ‏"‏ فقالوا‏:‏ ما قصر أبوك في أدبك فقال لهم‏:‏ أفكان يتغافل عني كتغافل آبائكم عنكم‏.‏

قاضٍ أغفل من الخصمين‏:‏ ونبأنا في هذا المعنى أن رجلاً قدم ابناً له إلى القاضي فقال‏:‏ أصلح الله القاضي إن هذا ابني يشرب الخمر ولا يصلي فقال له القاضي‏:‏ ما تقول يا غلام فيما حكاه أبوك عنك قال‏:‏ يقول غير الصحيح إني أصلي ولا أشر الخمر فقال أبوه‏:‏ أصلح الله القاضي أتكون صلاة بلا قراءة فقال القاضي‏:‏ يا غلام تقرأ شيئاً من القرآن قال‏:‏ نعم وأجيد القراءة قال‏:‏ اقرأ فقال‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم‏:‏ مجزوء الكامل‏:‏ علق القالب ربابا بعدما شابت وشابا إن دين الله حق لا أرى فيه ارتيابا فقال أبوه‏:‏ والله أيها القاضي ما تعلم هاتين الآيتين إلا البارحة لأنه سرق مصحفاً من بعض جيراننا‏.‏

فقال القاضي‏:‏ قبحكم الله أحدكما يقرأ كتاب الله ولا يعمل به‏.‏

الشافعي يتحدث عن غافل‏:‏ وعن المزني أنه قال‏:‏ سمعت الشافعي يقول‏:‏ قرأ رجل فما لكم في المنافقين قيس قيل‏:‏ فما قيس قال‏:‏ يقتاسون به‏.‏

ينسب إلى القرآن ما ليس منه‏:‏ قال‏:‏ حدثني أبو بكر محمد بن جعفر السواق قال‏:‏ كان علي وعد أنفذه لابن عبدان الصيرفي فأخرته لضرورة فجاءني يقتضيني وقال لي في عرض الخطاب‏:‏ أقول لك يا أبا بكر كما قال الله تعالى وشديد عادة منتزعة فقلت‏:‏ إنا لله وإنا إليه راجعون والله ما قال من هذا شيئاً‏.‏

فاستحيا وقام فما عاد لي أياماً فلما حضرت الدراهم أنفذتها إليه‏.‏

غفلة الإبن والأب‏:‏ وعن يحيى بن أكثم قال‏:‏ قدم رجل ابنه إلى بعض القضاة ليحجر عليه فقال فيم قال للقاضي‏:‏ أصلحك الله إن كان يحسن آيتين من كتاب الله فلا تحجر عليه فقال له القاضي‏:‏ اقرأ يا فتى فقال‏:‏ الوافر‏:‏ أضاعوني وأي فتى أضاعوا ليوم كريهة وسداد ثغر فقال أبوه‏:‏ أصلحك الله إنه قرأ آية أخرى فلا تحجر عليه‏.‏

فحجر القاضي عليهما‏.‏

وعن أبي عبد الله الشطيري قال‏:‏ كان إبراهيم يقرأ على الأعمش فقال‏:‏ ‏"‏ قال لمن حوله ألا تستمعون ‏"‏ فقال الأعمش‏:‏ لمن حوله‏.‏

فقال‏:‏ ألست أخبرتني إن من تجر ما بعدها‏.‏

تصحيفات حماد‏:‏ قال‏:‏ حدثني الدراقطني قال‏:‏ ذكر أبو بكر عن حماد أن قرأ والغاديات صبحا بالغين المعجمة والصاد المهملة فأخبروا بذلك عقبة فامتحنه بالقراءة في المصحف فصحف في آيات عدة فقرأ ومما يغرسون وعدها أباه أصبت من أساء فبادوا ولات حين لا يسع الجاهلين فأنا أول العائدين‏.‏

كل خباز‏.‏

قال‏:‏ حدثني الدارقطني قال‏:‏ ثنا علي بن موسى قال‏:‏ قرأ أبو أحمد العراقي على عبد الله بن أحمد بن حنبل ‏"‏ إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ‏"‏ بكسر العين فقال له إنما هو ‏"‏ يرفعه ‏"‏ قال‏:‏ هكذا الوقف عليه‏.‏

قال الدارقطني‏:‏ حدثنا النقاش قال‏:‏ كنت بطبرية الشام أكتب على شيخ فيها عنده جزء فيه عن أبي عمرو الدوري وكان فيه أن يحيى بن معمر قرأ إن لك في النهار شيخاً طويلاً فقرأ على الشيخ وعلى من كان يسمع معه شيخاً بالشين المعجمة وبالخاء والياء‏.‏

نصيحة جار لجاره‏:‏ كان رجل كثير المخاصمة لامرأته وله جار يعاتبه على ذلك فلما كان في بعض الليالي خاصمها خصومة شديدة وضربها فاطلع عليه جاره فقال‏:‏ يا هذا اعمل معها كما قال الله تعالى‏:‏ إما إمساك إيش اسمه أو تسريح ما أدري إيش‏.‏

صاحب الظالم‏:‏ وجه فزارة صاحب مظالم البصرة رجلاً يوماً في حاجة فقضاها ورجع إليه فقال فزارة أنت كما قال الله تعالى‏:‏ المتقارب‏:‏ إذا كنت في حاجة مرسلا فأرسل حكيماً ولا توصه يتبرأ من ابنه لجهله‏:‏ قال رجل لابنه وهو في المكتب‏:‏ في أي سورة أنت قال‏:‏ في أقسم بهذا البلد ووالدي بلا ولد فقال أبوه‏:‏ لعمري من كنت ابنه فهو بلا ولد‏.‏

قال المأمون لبعض كتابه‏:‏ ويلك ما تحسن تقرأ قال‏:‏ بلى والله إني لأقرأ من سورة واحدة ألف آية‏.‏

سمعت ابن الرومي يقول‏:‏ خرج رجل إلى قرية فأضافه خطيبها فأقام عنده أياماً فقال له الخطي‏:‏ أنا منذ مدة أصلي بهؤلاء القوم وقد أشكل علي في القرآن بعض مواضع قال‏:‏ سلني عنها قال‏:‏ منها في ‏"‏ الحمد لله ‏"‏ ‏"‏ إياك نعبد وإياك ‏"‏ أي شيء تسعين أو سبعين أشكلت علي هذه فأنا أقولها تسعين آخذ بالإحتياط‏ .
الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 26-11-2005, 01:27 AM
محمد العاني محمد العاني غير متصل
شاعر متقاعد
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
الإقامة: إحدى أراضي الإسلام المحتلة
المشاركات: 1,514
إفتراضي

الأخ العزيز ماهر..

شكراً لك على هذا الموضوع الظريف..




أخوك
محمد
__________________


أنا عندي من الأسى جبلُ
يتمشى معي و ينتقلُ
أنا عندي و إن خبا أملُ
جذوةٌ في الفؤاد تشتعلُ
الرد مع إقتباس
  #6  
قديم 29-11-2005, 06:54 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

أخي محمد، شكرا على مرورك من هنا


الباب الخامس عشر في ذكر المغفلين من المؤذنين
عن أبي بكر النقاش قال‏:‏ حدثنا أن أعرابياً سمع مؤذناً كان يقول‏:‏ أشهد أن محمداً رسول الله بالنصب فقال‏:‏ ويحك فعل ماذا وعن محمد بن خلف قال‏:‏ قيل لمؤذن ما يسمع أذانك فلو رفعت صوتك فقال‏:‏ إني لأسمع صوتي من ميل‏.‏

وقال بعضهم‏:‏ رأيت مؤذناً يؤذن ثم عدا فقلت‏:‏ إلى أين فقال‏:‏ أن أحب أعرف إلى أين يبلغ صوتي‏.‏

وأذن مؤذن فقيل له‏:‏ ما أحسن صوتك فقال‏:‏ إن أمي كانت تطعمني البلادة وأنا صغير‏.‏

يريد البلادر‏.‏

وعن شريح بن يزيد قال‏:‏ كان سعيد بن سنان المهدي مؤذناً بجامع حمص وكان شيخاً صالحاً يسحر الناس في رمضان فيقول في تسحيره‏:‏ استحثو قديراتكم عجلوا في أكلكم قبل أن أأذن فيسخم الله وجوهكم وتحردوا‏.‏

الباب السادس عشر يحفظ مكان الإمام حتى يجيء
عن أبي العيناء قال‏:‏ كان المدني في الصف من وراء الإمام فذكر الإمام شيئاً فقطع الصلاة وقدم المدني ليؤمهم فوقف طويلاً فلما أعيا الناس سبحوا له وهو لا يتحرك فنحوه وقدموا غيره فعاتبوه فقال‏:‏ ظننته يقول لي‏:‏ احفظ مكاني حتى أجيء‏.‏

كلهم أعداء لا نبالي بهم‏:‏ وعن محمد بن خلف قال‏:‏ مر رجل بإمام يصلي بقوم فقرأ‏:‏ آلم غلبت الترك فلما فرغ قلت‏:‏ يا هذا إنما هو ‏"‏ غلبت الروم ‏"‏ فقال‏:‏ كلهم أعداء لا نبالي من ذكر منهم‏.‏

الأعمش يصلي خلف إمام ثقيل‏:‏ وعن مندل بن علي قال‏:‏ خرج الأعمش ذات يوم من منزله بسحر فمر بمسجد بني أسد وقد أقام المؤذن الصلاة فدخل يصلي فافتتح الإمام الركعة الأولى بالبقرة ثم في الركعة الثانية آل عمران فلما انصرف قال له الأعمش‏:‏ أما تتقي الله أما سمعت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ من أم الناس فليخفف فإن خلفه الكبير والضعيف وذا الحاجة ‏"‏‏.‏

فقال الإمام قال الله عز وجل‏:‏ ‏"‏ وإنها لكبيرةٌ إلا على الخاشعين ‏"‏‏.‏

فقال الأعمش‏:‏ أنا رسول الخاشعين إليك بأنك تصحيح الخطأ بالرفس‏:‏ وعن المدائني قال‏:‏ قرأ إمام ولا الظالين بالظاء المعجمة فرفسه رجل من خلفه فقال الإمام‏:‏ آه ضهري فقال له رجل‏:‏ يا كذا وكذا خذ الضاد من ضهرك واجعلها في الظالين وأنت في عافية وكان الراد عليه طويل اللحية‏.‏

لا تطل في صلاتك أيها الإمام‏:‏ قال الجاحظ‏:‏ أخبرني أبو العنبس قال‏:‏ كان رجل طويل اللحية أحمق جارنا وكان أقام بمسجد المحلة يعمره ويؤذن فيه ويصلي وكان يعتمد السور الطوال ويصلي بها فصلى ليلة بهم العشاء فطول فضجوا منه وقالوا‏:‏ اعتزل مسجدنا حتى نقيم غيرك فإنك تطول في صلاتك وخلفك الضعيف وذو الحاجة فقال‏:‏ لا أطول بعد ذلك فتركوه فلما كان من الغد أقام وتقدم فكبر وقرأ الحمد ثم فكر طويلاً وصاح فيهم‏:‏ إيش تقولون في عبس فلم يكلمه أحد إلا شيخ أطول لحية منه وأقل عقلاً فإنه قال‏:‏ كيسة مر فيها‏.‏

إمام لا يحسب‏:‏ وقرأ إمام في صلاته وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه خمسين ليلة أطال الإمام فهرب المصلون‏:‏ وتقدم إمام فصلى فلما قرأ الحمد افتتح بسورة يوسف فانصرف القوم وتركوه فلما أحس بانصرافهم قال‏:‏ سبحان الله‏!‏ ‏"‏ قل هو الله أحد ‏"‏‏.‏

فرجعوا فصلوا معه‏.‏

ارتج على الإمام فظل يردد‏:‏ وقرأ إمام في صلاته‏:‏ ‏"‏ إذا الشمس كورت ‏"‏ فلما بلغ قوله‏:‏ ‏"‏ فأين تذهبون ‏"‏ ارتج عيه وجعل يردد حتى كادت تطلع الشمس وكان خلفه رجل معه جراب فضرب به رأس الإمام وقال‏:‏ أما أنا فأذهب وهؤلاء لا أدري إلى أين يذهبون‏.‏

الباب السابع عشر في ذكر المغفلين من الأعراب
الأعرابي والخياط‏:‏ عن أبي عثمان المازني أنه قال‏:‏ قدم أعرابي على بعض أقاربه بالبصرة فدفعوا له ثوباً ليقطع منه قميصاً فدفع الثوب إلى الخياط فقدر عليه ثم خرق منه قال‏:‏ لم خرقت ثوبي قال‏:‏ لا يجوز خياطته إلا بتخريقه وكان مع الأعرابي هراوة من أرزن فشج بها الخياط فرمى بالثوب وهرب فتبعه الأعرابي وأنشد يقول‏:‏ الكامل‏:‏ ما إن رأيت ولا سمعت بمثله فيما مضى من سالف الأحقاب من فعل علج جئته ليخيط لي ثوباً فخرقه كفعل مصاب فعلوته بهراوةٍ كانت معي فسعى وأدبر هارباً للباب أيشق ثوبي ثم يقعد آمناً كلا ومنزل سورة الأحزاب الكريم لا يرجع في هبته‏:‏ وعن الأصمعي أنه قال‏:‏ مررت بأعرابي يصلي بالناس فصليت معه فقرأ والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها كلمة بلغت منتهاها لن يدخل النار ولن يراها رجل نهى النفس عن هواها فقلت له‏:‏ ليس هذا من كتاب الله قال‏:‏ فعلمني فعلمته الفاتحة والإخلاص ثم مررت بعد أيام فإذا هو يقرأ الفاتحة وحدها فقلت له‏:‏ ما للسورة الأخرى قال‏:‏ وهبتها لابن عم لي والكريم لا يرجع في هبته‏.‏

أعرابي يؤم في البادية‏:‏ وعنه أنه قال‏:‏ كنت في البادية فإذا بأعرابي تقدم فقال‏:‏ الله أكبر سبح اسم ربك الأعلى الذي أخرج المرعى أخرج منها تيساً أحوى ينزو على المعزى ثم قام في الثانية فقال‏:‏ وثب الذئب على الشاة الوسطى وسوف يأخذها تارة أخرى‏.‏

أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ألا بلى ألا بلى فلما فرغ قال‏:‏ اللهم لك عفرت جبيني وإليك مددت يميني فانظر ماذا تعطيني‏.‏

أعرابي يؤدب أمه‏:‏ وعنه قال‏:‏ رأيت أعرابياً يضرب أمه فقلت‏:‏ يا هذا أتضرب أمك فقال‏:‏ أسكت فإني أريد أن تنشأ على أدبي‏.‏

دعاء أعرابي حول الكعبة‏:‏ وعنه أنه قال‏:‏ حج أعرابي فدخل مكة قبل الناس وتعلق بأستار الكعبة وقال‏:‏ اللهم اغفر لي قبل أن يدهمك الناس‏.‏

أصحاب النحو زنادقة‏:‏ وعن أبي الزناد قال‏:‏ جاء أعرابي إلى المدينة فجالس أهل الفقه ثم تركهم ثم جالس أصحاب النحو فسمعهم يقولون نكرة ومعرفة فقال‏:‏ يا أعداء الله يا زنادقة‏.‏

وعن العلاء بن سعيد قال‏:‏ قعد طائي وطائية في الشمس فقالت له امرأته‏:‏ والله لئن ترحل الحي غداً لأتبعن قماشهم وأصوافهم ثم لأنفشنه ولأغسلنه ولأغزلنه ثم لأبعثنه إلى بعض الأمصار فيباع وأشتري بثمنه بكراً فأرتحل عليه مع الحي إذا ترحلوا قال الوج‏:‏ أفتراك الآن تاركتني وابني بالعراء قالت‏:‏ أي والله قال‏:‏ كلا والله وما زال الكلام بينهما حتى قام يضربها فأقبلت أمها فقالت‏:‏ ما شأنكم وصرخت‏:‏ يا آل فلانة أفتضرب ابنتي على كد يديها ورزق رزقها الله فاجتمع الحي فقالوا‏:‏ ما شأنكم فأخبروهم بالخبر‏!‏‏!‏ فقالوا‏:‏ ويلكم القوم لم يرحلوا وقد تعجلتم الخصومة‏.‏

طلق امرأته لوجه الله‏:‏ وعن الأصمعي قال‏:‏ خرج قوم من قريش إلى أرضهم وخرج معهم رجل من بني غفار فأصابهم ريح عاصف يئسوا معها من الحياة ثم سلموا فأعتق كل رجل منهم مملوكاً فقال ذلك الأعرابي‏:‏ اللهم لا مملوك لي أعتقه ولكن امرأتي طالق لوجهك ثلاثاً‏.‏

أعرابي يعمل في معمل للذهب‏:‏ وكان رجل من الأعراب يعمل في معمل للذهب فلم يصب شيئاً فأنشأ يقول‏:‏ الرجز‏:‏ صفراء تجلو كسل النعاس فضربته عقرب صفراء سهرته طول الليلة وجعل يقول‏:‏ يا رب الذنب لي إذ لم أبين لك ما أريده اللهم لك الحمد والشكر فقيل له‏:‏ ما تصنع أما سمعت قول الله تعالى ‏"‏ لئن شكرتم لأزيدنكم ‏"‏‏:‏ فوثب جزعاً وقال‏:‏ لا شكراً لا شكراً‏.‏

الأعرابي وقراءة القرآن‏:‏ وسئل أعرابي هل تقرأ من القرآن شيئاً فقرأ أم الكتاب والإخلاص فأجاد فسئل هل تقرأ شيئاً غيرهما فقال‏:‏ أما شيئاً أرضاه لك فلا‏.‏

يعتذر من صلاته قاعداً‏:‏ قال الأصمعي‏:‏ ورأيت أعرابياً يصلي في الشتاء قاعداً ويقول‏:‏ الطويل‏:‏ إليك اعتذاري من صلاتي قاعداً على غير طهرٍ مومياً نحو قبلتي فما لي ببرد الماء يا رب طاقةٌ ورجلاي لا تقوى على طي ركبتي ولكنني أقضيه يا رب جاهداً وأقضيكه إن عشت في وجه صيفتي وإن أنا لم أفعل فأنت محكم إلهي في صفعي وفي نتف لحيتي وعض ثعلب أعرابياً فأتى راقياً فقال الراقي‏:‏ ما عضك فقال‏:‏ كلب واستحى أن يقول ثعلب فلما ابتدأ بالرقية قال‏:‏ وأخلط بها شيئاً من رقية الثعالب‏.‏

وقال بعض الأعراب‏:‏ لنا تمر تضع التمرة في فيك فتبلغ حلاوتها إلى كعبك‏.‏

أرسل غيره وأرحنا‏:‏ وقرأ إمام في صلاته‏:‏ ‏"‏ إنا أرسلنا نوحاً إلى قومه ‏"‏ فأرتج عليه وكان خلفه أعرابي فقال‏:‏ لم يذهب نوح فأرسل غيره وأرحنا‏.‏

أكره أن أثقل على ربي‏:‏ وكان أعرابي يقول‏:‏ اللهم اغفر لي وحدي فقيل له‏:‏ لو عممت بدعائك فإن الله واسع المغفرة فقال‏:‏ أكره أن أثقل على ربي‏.‏

أدعو لأمي لا لأبي‏:‏ دعا أعرابي بمكة لأمه فقيل له‏:‏ ما بال أبيك قال‏:‏ ذاك رجل يحتال لنفسه‏.‏

مناجاة أعرابي عند الكعبة‏:‏ وقيل إن محمد بن علي عليه السلام رأى في الطواف أعرابياً عليه ثياب رثة وهو شاخص نحو الكعبة لا يصنع شيئاً ثم دنا من الأستار فتعلق بها ورفع رأسه إلى السماء وأنشأ يقول‏:‏ الطويل‏:‏ أما تستحي مني وقد قمت شاخصاً أناجيك يا ربي وأنت عليم فإن تكسني يا رب خفاً وفروة أصلي صلاتي دائماً وأصوم وإن تكن الأخرى على حال ما أرى فمن ذا على ترك الصلاة يلوم أترزق أولاد العلوج وقد طغوا وتترك شيخاً والداه تميم فدعا به وخلع عليه فروة وعمامة وأعطاه عشرة آلاف درهم وحمله على فرس فلما كان العام الثاني جاء الحج وعليه كسوة جميلة وحال مستقيم فقال له‏:‏ أعرابي رأيتك في العام الماضي بأسوأ حالٍ وأراك الآن ذا بزة حسنة وجمال فقال‏:‏ إني عاتبت كريماً فأغنيت‏.‏

مغفل يعاتب ربه‏:‏ وكان لبعض المغفلين حمار فمرض الحمار فنذر إن عوفي حماره صام عشرة أيام فعوفي الحمار فصام فلما تمت مات الحمار فقال‏:‏ يا ربت تلهيت بي‏!‏ ولكن رمضان إلى هنا يجيء والله هرب الأعرابي من الصلاة‏:‏ وصلى بعض الأعراب خلف بعض الأئمة في الصف الأول وكان اسم الأعرابي مجرماً فقرأ الإمام‏:‏ والمرسلات‏.‏

‏.‏

إلى قوله‏:‏ ‏"‏ ألم نهلك الأولين ‏"‏ فتأخر البدوي إلى الصف الآخر فقال‏:‏ ‏"‏ ثم نتبعهم الآخرين ‏"‏ فرجع إلى الصف الأوسط فقال‏:‏ ‏"‏ كذلك نفعل بالمجرمين ‏"‏ فولى هارباً وهو يقول‏:‏ ما أرى المطلوب غيري‏.‏

أعرابي يرى سورة الفيل من الطوال‏:‏ وصلى أعرابي خلف إمام صلاة الغداة فقرأ الإمام سورة البقرة وكان الأعرابي مستعجلاً ففاته مقصوده فلما كان من الغد بكر إلى المسجد فابتدأ الإمام بسورة الفيل فقطع الأعرابي الصلاة وولى وهو يقول‏:‏ أمس قرأت البقرة فلم تفرغ إلى نصف النهار واليوم تقرأ الفيل ما أظنك تفرغ منها إلى نصف الليل‏.‏

أعرابي صالح ومغفل‏:‏ وكان أعرابي يصلي فأخذ قوم يمدحونه ويصفونه بالصلاح فقطع صلاته وقال‏:‏ مع هذا إني صائم‏!‏ تذاكر قوم قيام الليل وعندهم أعرابي فقالوا له‏:‏ أتقوم بالليل قال‏:‏ أي والله قال‏:‏ فما تصنع قال‏:‏ أبوك وأرجع أنام‏.‏

يحتفظ بالحجر المعبود في الجاهلية‏:‏ وقال إسحاق الموصلي‏:‏ تذاكر قوم من نزار واليمن أصنام الجاهلية فقال رجل لهم من الأزد‏:‏ عندي الحجر الذي كان قومنا يعبدونه قالوا‏:‏ وما ترجو به قال‏:‏ لا أدري ما يكون‏.‏

أفضل الميتات‏:‏ وروى أبو عمر الزاهد أن بعض الأعراب قال‏:‏ اللهم أمتني ميتة أبي‏!‏ قالوا‏:‏ وكيف مات أبوك قال‏:‏ أكل بذجاً وشرب مشعلاً ونام في الشمس فلقي الله وهو شبعان ريان دفئان‏.‏

البذج الحمل والمشعل الزق‏.‏
الرد مع إقتباس
  #7  
قديم 29-11-2005, 06:59 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
Talking


الباب الثامن عشر المغفلين من المتحذلقين فيمن قصد الفصاحة والإعراب في كلامه من المغفلين
عن أبي زيد الأنصاري قال‏:‏ كنت ببغداد فأردت الإنحدار إلى البصرة فقلت لابن أخي‏:‏ إكتر لنا فجعل ينادي‏:‏ يا معشر الملاحون فقلت‏:‏ ويحك ما تقول جعلت فداك فقال‏:‏ أنا مولع بالنصب‏.‏

كلام لم يخلق الله له أهلاً‏:‏ عن أبي طاهر قال‏:‏ دخل أبو صفوان الحمام وفيه رجل مع ابنه فأراد أن يعرف خالد ما عنده من البيان فقال‏:‏ يا بني ابدأ بيداك ورجلاك ثم التفت إلى خالد فقال‏:‏ يا أبا صفوان هذا كلام قد ذهب أهله فقال‏:‏ هذا كلام لم يخلق الله له أهلاً قط‏.‏

نصيحة نحوي لمحتضر‏:‏ وعن أبي العيناء عن العطوي الشاعر أنه دخل إلى رجل عندنا بالبصرة وهو يجود بنفسه فقال له‏:‏ يا فلان قل‏:‏ لا إله إلا الله وإن شئت فقل‏:‏ لا إله إلا الله والأولى أحب إلى سيبويه ثم اتبع أبو العيناء ذاك بأن قال‏:‏ سمعتم ابن الفاعلة يعرض أقوال النحويين على رجل يموت‏.‏

كلما كلمتك خالفتني‏:‏ وعن عبد الله بن صالح العجلي قال‏:‏ أخبرني أبو زيد النحوي قال‏:‏ قال رجل للحسن‏:‏ ما تقول في رجل ترك أبيه وأخيه فقال الحسن‏:‏ ترك أباه وأخاه‏.‏

فقال الرجل‏:‏ فما لأباه وأخاه فقال الحسن‏:‏ فما لأبيه وأخيه فقال الرجل للحسن‏:‏ أراني كلما كلمتك خالفتني‏.‏

في التعزية قولان‏:‏ وعن ابن أخي شعيب بن حرب قال‏:‏ سمعت ابن أخي عمير الكاتب يقول وهو يعزي قوماً‏:‏ آجركم الله وإن شئتم أجركم الله كلاهما سماعي من الفراء‏.‏

الكسائي يحسن اللغة والأدب‏:‏ وعن سلمة قال‏:‏ كان عند المهدي مؤدب يؤدب الرشيد فدعاه يوماً المهدي وهو يستاك فقال‏:‏ كيف تأمر من السواك قال‏:‏ استك يا أمير المؤمنين فقال المهدي‏:‏ إنا لله ثم قال‏:‏ التمسوا من هو أفهم من هذا قالوا‏:‏ رجل يقال له علي بن حمزة الكسائي من أهل الكوفة قدم من البادية قريباً فلما قدم على الرشيد قال له‏:‏ يا علي قال‏:‏ لبيك يا أمير المؤمنين قال‏:‏ كيف تأمر من السواك قال‏:‏ سك يا أمير المؤمنين قال‏:‏ أحسنت وأصبت‏.‏

وأمر له بعشرة آلاف درهم‏.‏

لم يفهم الخليفة قصد الشيخ‏:‏ وقد روينا عن الوليد أنه قال لرجل‏:‏ ما شأنك فقال الرجل‏:‏ شيخ نايفي فقال عمر بن عبد العزيز‏:‏ إن أمير المؤمنين يقول لك ما شأنك فقال‏:‏ ختني ظلمني فقال الوليد‏:‏ ومن ختنك فنكس الأعرابي رأسه وقال‏.‏

ما سؤال أمير المؤمنين عن هذا فقال عمر‏:‏ إنما أراد أمير المؤمنين من ختنك فقال‏:‏ هذا وأشار إلى رجل معه‏.‏

أمير كثير اللحن‏:‏ وعن أبي معمر عن أبيه قال‏:‏ كان أمير على الكوفة من بني هاشم وكان لحاناً فاشترى دوراً من جيرانه ليزيدها في داره فاجتمع إليه جيرانه فقالوا‏:‏ أصلحك الله هذا الشتاء قد هجم علينا فأمهلنا إن رأيت حتي يقبل الصيف ونتحول قال‏:‏ لسنا بخارجيكم يريد بمخرجيكم‏.‏

الباء يجب أن تجر دائماً‏:‏ وعن ميمون بن هرون قال‏:‏ قال رجل لصديق له‏:‏ ما فعل فلان بحماره قال‏:‏ باعه قال‏:‏ قل باعه قال‏:‏ فلم قلت بحماره قال‏:‏ الباء تجر قال‏:‏ فمن جعل باءك تجر وبائي ترفع‏.‏

من أفسد بيان الصبي‏:‏ وعن سعيد بن أحمد قال‏:‏ دعاني محمد بن أحمد بن الخصيب يوماً فأقمنا عنده فقال لابن له صغير‏:‏ يا عبد الله اخدم عماك فقال‏:‏ اخدم عمي قالوا‏:‏ يقول لك اخدم عمك وتلحن فقلت وعن أبي عبد الله أحمد بن فتن قال‏:‏ دعاني إنسان من جيرانا فوجه إلى البقال‏:‏ وجه إلي جزراً بدانقان فقلت‏:‏ سبحان الله ما هذا قال‏:‏ أردت أن يهابني‏.‏

النحو أشد عليه من موت أبيه‏:‏ وقدم على ابن علقمة النحوي ابن أخ له فقال له‏:‏ ما فعل أبوك قال‏:‏ مات‏:‏ قال‏:‏ وما فعلت علته قال‏:‏ ورمت قدميه قال‏:‏ قل قدماه قال‏:‏ فارتفع الورم إلى ركبتاه قال‏:‏ قل ركبتيه فقال‏:‏ دعني يا عم فما موت أبي بأشد علي من نحوك هذا‏.‏

النحوي وبائع الباذنجان‏:‏ ووقف نحوي على رجل فقال‏:‏ كم لي من هذا الباذنجان بقيراط فقال‏:‏ خمسين فقال النحوي‏:‏ قل خمسون ثم قال‏:‏ لي أكثر فقال‏:‏ ستين قال‏:‏ قل‏:‏ ستون ثم قال‏:‏ لي أكثر فقال‏:‏ إنما تدور على مئون وليس لك مئون‏.‏

لا لي لو ما حضر‏:‏ ولقي رجلاً من أهل الأدب وأراد أن يسأله عن أخيه وخاف أن يلحن فقال‏:‏ أخاك أخوك أخيك ها هنا فقال الرجل‏:‏ لا لي لو ما هو حضر‏.‏

وسمعت شيخنا أبا بكر محمد بن عبد الباقي البزار يقول‏:‏ قال رجل لرجل‏:‏ قد عرفت النحو إلا إني لا أعرف هذا الذي يقولون‏:‏ أبو فلان وأبا فلان وأبي فلان‏.‏

فقال له‏:‏ هذا أسهل الأشياء في النحو إنما يقولون‏:‏ أبا فلان لمن عظم قدره وأبو فلان للمتوسطين وأبي فلان للرذلة‏.‏

إذ اجتمع لحانان‏:‏ وعن الأصمعي عن عيسى بن عمر قال‏:‏ كان عندنا رجل لحان فلقي رجلاً مثله فقال‏:‏ من أين جئت فقال‏:‏ من عند أهلونا فتعجب منه وحسده وقال‏:‏ أنا أعلم من أين أخذتها‏:‏ أخذتها من قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ شغلتنا أموالنا وأهلونا ‏"‏‏.‏

وعن أبي القاسم الحسن قال‏:‏ كتب بعض الناس كتبت من طيس يريد طوس فقيل له في ذلك فقال‏:‏ لأن من تخفض ما بعدها فقيل‏:‏ إنما تخفض حرفاً واحداً لا بلداً له خمسمائة قرية‏.‏

يزين الرجال علمهم لا مظهرهم‏:‏ قال أبو الفضل بن المهدي‏:‏ قال لي أبو محمد الأزدي‏:‏ واظب على العلم فإنه يزين الرجال كنت يوماً في حلقة أبي سعيد يعني السيرافي فجاء ابن عبد الملك خطيب جامع المنصور وعليه السواد والطويلة والسيف والمنطقة فقام الناس إليه وأجلوه فلما جلس قال‏:‏ لقد عرفت قطعة من هذا العلم وأريد أن أستزيد منه فأيهما خير سيبويه أو الفصيح فضحك الشيخ ومن في حلقته ثم قال‏:‏ يا سيدنا محبرة اسم أوفعل أو حرف فسكت ثم قال‏:‏ حرف‏.‏

فلما قام لم يقم له أحد‏.‏

فصل في عدم مخاطبة العوام بالإعراب‏:‏ وقد تكلم قوم من النحويين بالإعراب مع العوام فكان ذلك من جنس التغفيل وإن كان صواباً لا ينبغي أن يكلم كل قوم إلا بما يفهمون‏.‏

لا يخاطب العامة بالنحو‏:‏ قال ابن عقيل‏:‏ كان شيخنا أبو القاسم بن برهان الأسدي يقول لأصحابه‏:‏ إياكم والنحو بين العامة فإنه كاللحن بين الخاصة‏.‏

قال ابن عقيل‏:‏ وتعليل هذا أن التحقيق بين المحرفين ضائع وتضييع العلم لا يحل ولهذا روي‏:‏ حدثوا الناس بما يعقلون أتحبون أن يكذب على الله ورسوله وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ يا أبا عمير ما فعل النغير ‏"‏ ولعب مع الحسن والحسين وإنما نسب المعلمون للحماقة لمعاملتهم الصبيان بالتحقيق‏.‏

قال الأصمعي‏:‏ كان يحيى بن معمر قاضياً بخراسان فتقدم إليه رجل وامرأته فقال يحيى للرجل‏:‏ رأيت إن سألتك حق شكرها وشبرك إن شاءت تطلها وتضهلها قال‏:‏ يقول الرجل لامرأته والله ما أدري ما يقول قومي حتى ننصرف‏.‏

الشكر‏:‏ الفرج والشبر‏:‏ النكاح وتطلها‏:‏ تبطل حقها وتضهلها‏:‏ تعطيها حقها قليلاً قليلاً‏.‏

وكذلك قال عيسى بن عمر ليوسف بن عمر وهو يضربه بالسياط‏:‏ والله إن كانت إلا أثياباً في اسيفاط قبضها عشاروك‏.‏

قال ابن قتيبة‏:‏ ومثل هذا يستقبح والأدب غض فكيف اليوم نحوي في كنيف‏:‏ وقع نحوي في كنيف فصاح به الكناس‏:‏ أنت في الحياة‏.‏

قال‏:‏ ابغ لي سلماً وثيقاً وامسكه امساكاً رفيقاً ولا بأس علي فقال له‏:‏ لو كنت تركت الفضول يوماً لتركته الساعة وأنت في الخرا إلى الحلق‏.‏

نحوي عند بائع بطيخ‏:‏ وقف نحوي على صاحب بطيخ فقال‏:‏ بكم تلك وذانك الفاردة فنظر يميناً وشمالاً ثم قال‏:‏ اعذرني فما عندي شيء يصلح للصفع‏.‏

وقف نحوي على زجاج فقال‏:‏ بكم هاتان القنينتان اللتان فيهما نكتتان خضراوتان فقال الزجاج‏:‏ ‏"‏ مدهامتان فبأي آلاء ربكما تكذبان ‏"‏‏.‏

نحوي عند قصاب‏:‏ وعن أبي زيد النحوي قال‏:‏ وقفت على قصاب وعنده بطون فقلت‏:‏ بكم البطنان فقال‏:‏ بدرهمان يا ثقيلان‏.‏

وعن أحمد بن محمد الجوهري قال‏:‏ سمعت أبا زيد النحوي قال‏:‏ وقفت على قصاب وقد أخرج بطنين سمينين فعلقهما فقلت‏:‏ بكم البطنان فقال‏:‏ بمصفعان يا مضرطان‏.‏

ففرت لئلا يسمع الناس فيضحكون‏.‏

نحوي عند نخاس‏:‏ قال‏:‏ حدثنا أبو حمزة المؤدب قال‏:‏ حدثنا أحمد بن محمد القزويني وكان شاعراً أنه دخل سوق النخاسين بالكوفة فقعد إلى نخاس فقال‏:‏ يا نخاس اطلب لي حماراً لا بالصغير المحتقر ولا بالكبير المشتهر إن أقللت علفه صبر وإن أكثرت علفه شكر لا يدخل تحت البواري ولا يزاحم بي السواري إذا خلا في الطريق تدفق وإذا أكثر الزحام ترفق فقال له النخاس بعد أن حدثنا بعض أصحابنا قال‏:‏ قلت لبقال‏:‏ عندك بسر فرساً قال‏:‏ عندي قرعة‏.‏

نحوي عند طبيب‏:‏ وعن إسحاق بن محمد الكوفي قال‏:‏ جاء أبو علقمة إلى عمر الطبيب فقال‏:‏ أكلت دعلجاً فأصابني في بطني سجح فقال‏:‏ خذ غلوص وخلوص فقال أبو علقمة‏:‏ وما هذا قال‏:‏ وما الذي قلت أنت كلمني بما أفهم قال‏:‏ أكلت زبداً في سكرجة فأصابني نفخ في بطني فقال‏:‏ خذ صعتراً‏.‏

ودخل أبو علقمة النحوي على أعين الطبيب فقال‏:‏ امتع الله بك إني أكلت من لحوم هذه الجوازم فطسئت طسأة فأصابني وجع من الوالبة إلى ذات العنق فلم يزل يربو وينمو حتى خالط الحلب والشراسيف فهل عندك دواء قال‏:‏ نعم خذ حرقفاً وسلقفاً وسرقفاً فزهزقه وزقزقه واغسله بماء روث واشربه فقال أبو علقمة‏:‏ لم أفهم عنك هذا فقال‏:‏ أفهمتك كما أفهمتني‏.‏

نحوي عند جرار‏:‏ قال‏:‏ حدثنا أبو عثمان عن أبي حمزة المؤدب قال‏:‏ دخل أبو علقمة النحوي سوق الجرارين بالكوفة فوقف على جرار فقال أجد عندك جرة لا فقداء ولا دباء ولا مطربلة الجانب ولتكن نجبة خضراء نضراء قد خف محملها وأتعبت صانعها قد مستها النار بألسنتها أن نقرتها طنت وإن أصابتها الريح رنت فرفع الجرار رأسه إليه ثم قال له‏:‏ النطس بكور الجروان أحر وجكى والدقس باني والطبر لري شك لك بك ثم صاح الجرار‏:‏ يا غلام شرج ثم درب وإلى الوالي فقرب يا أيها الناس من بلي بمثل ما نحن فيه وأنشد لثعلب‏.‏

السريع‏:‏ إن شئت أن تصبح بين الورى ما بين شتام ومغتاب فكن عبوساً حين تلقاهم وكلم الناس بإعراب
__________________


و جعلنا من بين أيديهم سدا ً من خلفهم سدا ً فأغشيناهم فهم لا يبصرون

قال صلى الله عليه وسلم:

ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل
ً

كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعاً *** ترمى بحجرٍ فترمي اطيب الثمر
الموسوعة الكبرى للمواقع الإسلامية
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م