مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 06-12-2005, 06:30 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

فحص العقل العربي من خلال غيره :

قد يكون هذا العنوان به شيء من الغرابة ، ولكون الموضوع به من المادة الجافة التي لا يرغبها الكثير من الناس هذه الأيام ، رغم أهميتها في الاستدلال على ما يجري حولنا ، من خلال تقمص النظر بآلة نظر الغير تجاهنا ..

و تكون متابعة هذه المواضيع ، كمتابعة أثر في الصحراء ، عندما يتقصى أحدهم أثر غيره .. فبين فعل الرياح و تداخل أقدام المارة وهم قلة ، و تشابكها مع آثار بعض الحيوانات البرية و غيرها ، قد يقع المتتبع بالتيه .

ولكي لا نضع أنفسنا بتيه مماثل ، فان مناقشة العقل ستنحصر بالعقل اليوناني والأوروبي ، مقارنة بالعقل العربي ، ليس لأن الآخرين من أهل حضارات في الصين والهند ووادي النيل و العراق القديم ، لن يكونوا أهلا للاستثناء ، بل لأن الصبغة العامة للنشاط العقلي عندهم كانت أقرب للطقوس السحرية و الميتافيزيقة ، أكثر منها في حالات اليونانيين و الأوروبيين و العرب .

****

لنناقش في البدء الثقافة اليونانية ونشاط العقل بها :

يقول كوسدروف ( يتحدد نظام كل ثقافة تبعا للتصور الذي تكونه لنفسها عن الله والإنسان و للعالم ، وللعلاقة التي تقيمها بين هذه المستويات الثلاثة من نظام الواقع ) .

وكان هناك فيلسوفان لهما الأثر البالغ ، في تكوين خط بداية لإطلاق العقل في شرح و تصور تلك العلاقة . وهما (هراقليطس) و ( اناكساجوراس) . فالأول هو من ابتدأ بالقول بفكرة ( اللوغوس) أو العقل الكوني .. فبعيدا عن الأساطير قال بوجود (قانون كلي) يحكم الظواهر ويتحكم في صيرورتها الدائمة الأبدية .

لقد قال هيراقليطس بملازمة (محايثة) العقل الكوني الطبيعة وتنظيمها من داخلها ، فهو بالنسبة للطبيعة كالنفس بالنسبة للإنسان .. وهو أشبه بنار إلهية لطيفة .. أو نور إلهي .. يسري في الطبيعة ويحكمها ..

أما (اناكساجوراس) فقال بشيء مختلف عن هذا العقل الكوني ، اذ أطلق عليه (النوس) .. وقال ان الأجسام تتكون من أجسام صغيرة متناهية في الصغر ، وتسبح في الكون عمياء لا تعلم مصيرها . وان مهمة العقل الكوني (النوس) هي تنظيمها و تحويلها لأشياء لها معنى و فاعلية منظمة ! ونظريته لا تترك مجالا للصدفة . ويقول ان هذا العقل الكوني هو من شكل الكواكب و الكائنات المنتشرة في كل الكون وفق نظام يعرفه هو .

ويختلف هنا عن هيراقليطس ، بان العقل الكوني لا يعيش وسط هذه الأجسام بل خارجها ، وهو الذي ينظمها !

اننا عندما نتتبع هذه الأقوال ، نستطيع تلمس إيمان هؤلاء الفلاسفة الذين عاشوا في أجواء ما قبل معرفتهم بالأديان السماوية ، بأنهم يبحثون عن الله من خلال آثار خلقه .. فهم يرفضون الفوضى في هذا الكون ، ويدركون ان نظامه المستقر ، وراءها قوة لا يدركونها بالحس المادي ، لكنهم يقرون بعظمتها .
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 14-02-2006, 03:59 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

بين العقل العربي والثقافة :

(1)


اذا اعتمدنا تقسيم لالاند ، وناقشنا العقل العربي (المكوًن) (بتشديد الواو المفتوحة) .. وسنبقى على االتزام بهذا النوع من العقل ، حتى لا نضطر لتشكيله أو تعريفه بين قوسين .

ان العقل العربي المكون ، بوصفه جملة المبادئ والقواعد التي قدمتها وتقدمها الثقافة العربية ، للمنتمين اليها كأساس لاكتساب المعرفة .. وتفرض في نفس الوقت على هؤلاء المكتسبين نظاما معرفيا خاصا بهم ..

واذا أردنا أن نعرج مبكرا على النظام المعرفي ، حسب شرح (لالاند) نفسه ، فهو يقول بان العقل المكون : منظومة من القواعد المقررة والمقبولة في فترة تاريخية ما . هنا ينتهي تعريف لالاند .. وهنا يبدأ تتبعنا عن الفترة التاريخية المتصفة بال (ما) ..

فأي فترة من فترات التاريخ العربي نقصد ؟ عندما نتحدث عن العقل العربي بوصفه هذه ( المنظومة من القواعد ) . فاذا كان تعريف النظام المعرفي : هو جملة من المفاهيم والمبادئ والإجراءات تعطي للمعرفة في فترة تاريخية ما بنيتها اللاشعورية .. أو يمكن اختزال تعريف النظام المعرفي الى : هو البنية اللاشعورية .. فماذا يعني هذا الكلام ؟؟

عندما يتم الحديث عن أي مسألة بنيوية ، فالمعنى بهذا الحديث أساسا ، وجود ثوابت ومتغيرات .. وكذلك الحديث بالنسبة للعقل العربي ، فهناك الثابت وهناك المتغير .. وهو في الحقيقة يصلح للحديث عن الثقافة العربية ، وهذا ما يلزمنا عدم الفصل بينهما ، ذلك الفصل البائن ..

وقد يسأل سائل : هل يعني هذا اننا نوحد بين العقل والثقافة التي ينتمي لها على أساس أنهما مظران ل (بنية) واحدة ؟؟

ليكن ذلك ولكن بشرط القبول بالتعريف المشهور للثقافة (الثقافة هي ما يبقى عندما يتم نسيان كل شيء) .. عندها ستهدأ نفوسنا وندرك تلك الصلة بين العقل والثقافة ..

يبرز هنا تساؤل وجيها وبريئا : (ماذا بقي ثابتا في الثقافة العربية منذ العصر الجاهلي الى اليوم ؟؟ ولكنه سيفقد براءته ويصبح سؤالا ماكرا ، اذا أعدنا صياغته ب ( ماذا تغير في الثقافة العربية منذ الجاهلية الى اليوم ؟) .. وسيصبح سؤالا مستفزا للمثقف العربي ، أقول المثقف العربي .

فنحن نشعر أن زهير بن أبي سلمة وعنترة وابن عباس وابن حنبل والجاحظ وابن الأثير والفارابي والمتنبي .. حتى نصل الأفغاني و محمد عبده .. والعقاد ومحمد قاسم الشابي وبدر شاكر السياب واحمد شوقي و نزار قباني الخ من قوافل المبدعين .. نستشعر كأنهم أبطال مسرحية واحدة لم يسدل ولو للحظة واحدة ، فبغض النظر عن الزمان والبقعة الجغرافية ، فكل هؤلاء الشخوص قائمين .. يراهم المثقف العربي الذي يعقلن ما يرى من أحداث فيبدي رأيه بها أو يتصرف إزائها ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 18-02-2006, 04:51 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

بين العقل العربي والثقافة

(2)

عندما ذكرنا في موضوع تعريف الثقافة ، بأنها ما يبقى بعد أن ينسى كل شيء ، فإن الذي ينسى لا يعدم بل ، سيخزن في اللاشعور و يستخدم في المسألة الإيبستمولوجية ، أي إكتناه المعرفة أو معرفة المعرفة و النظر اليها نظرة تقييمية سواء بالقبول أو التنافر والتضاد ..

ولتقريب تلك المسألة ، سنذكر على وجه السرعة ، ما نظر اليه كل من (جان بياجي ) و ( فرويد ) و(كروباسكايا ) .. للتأسيس على ما نرمي اليه في هذا الجزء من الحديث عن العقل العربي .

لقد حدد (جان بياجي) أن ما ينسى من الثقافات ، يخزن في (اللاشعور) ودون علم من خزنه ، والكيفية التي تم التخزين بها ، أو الكيفية التي يستخرج منها ذلك المخزون لاستعماله في الحكم على الأشياء ، أكبر ، أصغر ، أحلى ، أبشع ، أقوى ، أضعف ، أصعب ، أهون ، الخ من تلك الثنائيات التي يتخذ إزائها حكم بلمح البصر ..

تماما كما حدد فرويد تلك المسألة بالنسبة للعاشق و المعشوق ، لا يعلم لماذا يؤثر المعشوق دون الآخرين على عاشقه ، ويحدث له كما هائلا من الاختلاجات والهيام ، ولا يدري الكيفية التي تتم بها تلك التفاعلات الداخلية ، وقد تكون تلك الاختلاجات مثارا لانتقادات بعض المتعقلين ، الذين يسفهوا من فعل العاشق ، تجاه معشوقه ، في حين يقومون هم بنفس الاختلاجات مع معشوق آخر ، ولا يمكن تفهم تلك المشاعر دون أن يمر الشخص بتجربة مشابهة مع معشوق بعينه وهذه لا تتكرر في حالات الأفراد ..

أما (كروباسكايا) ، فإنها تقرر أنه لا يمكن أن تضاف معرفة أو عناصر معرفة جديدة الى معرفة الفرد ، الا إذا كان هناك نتوءات معرفية تستقبل تلك المعرفة الوافدة حديثا ، والمقصود بذلك أن الديانة مثلا عند الطفل تكون نتوءا معرفيا ، فالطفل المسلم لا يتقبل معرفة الديانة البوذية و يضيفها اليه كونه لا يملك نتوء معرفي خاص بها ، و طالب التاريخ ، لا يستطيع استيعاب أو مواصلة قراءة كتاب عن النظرية النسبية .. ما لم تستحدث نتوءات معرفية في كل الحالات !!

قد يقول قائل : وما علاقة كل هذا الكلام في مسألة العقل العربي ؟ .. لقد أوضحنا في الإيجازات الثلاثة السابقة ، حالات إثارة و إشغال إحساس الفرد كفرد ، ونحن هنا في حالة مناقشة عقل أمة ، إذا صح التعبير .. ففي حالة الفرد قد نستطيع تحديد زمن تكون الحالة الثقافية أو المعرفية أو حتى العاطفية ، على وجه التقريب ، لكن في الأمة ، كيف سيحدث ذلك ؟

لو أخذنا حالة الغرب ، كونه يضايقنا في ثقافتنا وعقلنا ووجودنا ، كمقياس للمقارنة ، فإننا نرى أن الغرب يحدد في حديثه عن نشاطه العقلي و الفكري في التاريخ الميلادي ، فعندما يحكي عن فيلسوف قديم يقول في عام 456ق م ، أو قسم تاريخ نشاط عقله الى العصر القديم و العصور الوسطى و عصر النهضة أو التنوير والعصر الحديث ، ويجد القارئ أن الحديث مترابط ، وكل عصر يدفع باتجاه الذي يليه ، ولا يتخاصم معه ، بل كل العصور على علاقة خدمية واضحة أو علاقة سلالاتية ان صح التعبير ..

في حين ، نؤرخ نحن حسب الحكم ، فنقول العصر الجاهلي و الأموي والعباسي ، ونغيب عدة قرون قد تصل الى ثمانية ثم نتحدث عن العصر الحديث أو عصر النهضة .

ونلحظ تداخل الأزمنة الثقافية في نفسية المثقف ، بشكل كبير ، وتخرج علينا في كل قرن دعوات قوية و مصرة ، لنسف كل ما استحدث على عصر من العصور . وتجد مثقفنا مثقفا جوالا متغيرا يوم علماني و يوم متدين ويوم ليبرالي و يوم يساري ويوم يميني ..

إن عدم التواصل في التطور هو ما جعل ثقافتنا و مواطنها أشبه بالجزر غير المربوطة ببعض عبر جسور ، فيقفز المثقف من جزيرة الى أخرى ، الى غير رجعة ، بل ويصنع قطيعة وعداءا مع سابقتها ، لقد تعامل المثقف مع تاريخه الثقافي ، كتاريخ ممزق ، فيستخرج أحيانا مقولات قديمة و يطرحها كمقولات حديثة ، ويستقبل مقولات دخيلة من غير حضارتنا و يطرحها على أساس بديل لا بد من اتباعه ..

لقد كان المفكرون من أجدادنا ينهون مقالاتهم ، ب ( والله أعلم ) ، وهي دلالة على تواضعهم وتقريرا عن عدم انتهاء البحث فيما قالوا.. ولكن المثقفون في هذا اليوم ، ينهونها ، ب ( و إن لم يعمل الناس بتلك الفكرة فالويل والثبور لهم ) .

لو أنهينا مقالتنا باستعارة مصطلح (ابراهيم بن سيار النظام ) . . بأن زمن الثقافة ليس ( مدة تعدها الحركة ) وحسب بل هو كذلك ( مدة يعدها السكون ) .. كما في انطلاقة السهم ، لا بد من ذكر حركة التوتر و شد القوس قبل الانطلاق !
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م