الرجل العملاق
(1)
أمير
المؤمنين الملا
محمد عمر
مجاهد
..
منذ بداية الأحداث وأنا أفكر في كتابة مقالة عن هذا الرجل الفذ ، ولكن كثرة النوازل وشح المصادر حالت دون ذلك ..
رحمه الله وتقبله في الشهداء - ، ونحن اليوم على موعد مع قمة من القمم الشامخة التي تجاري في علوها جبال بامير وسليمان ، وشاهق الهندكوش ، هذا الرجل الذي سطر للأمة أبيات عزة فُقدت ، وهمّة اندثرت ، فكان بحق مدرسة للأجيال يتعلمون من مواقفه المشرفة معنى عقيدة الولاء والبراء ، والحب في الله والبغض في الله ، يدرسون في جامعته معاني السمو والعلو الإيماني المتجلية في الإصرار على المبادئ والإعتزاز بالدين
..
لم أعرف من أين أبدأ ، فالأحداث المتسارعة الكثيرة في حياة هذا الرجل أكثر من أن تحويها صفحات قليلة .. ولم أعرف كيف أبدأ فالخطوط متشابهة متشابكة وبطريقة معقدة يصعب تفكيكها وتحريرها للنظر فيها
!!
بعد طويل نظر رأيت أن أكتب عن خلفية الرجل التاريخية والإجتماعية والعقدية مستخدماً بطاقته الشخصية ، ومن ثم أرجع إليه بعد ذلك في محاولة لفهم شخصيته وتحليل أعماله وفق هذه الخلفية ووفق مواقفه الكثيرة وكلماته النادرة القليلة
..
البطاقة الشخصية
:
هو : قائد المجاهدين ، ومقدّم حاملي لواء الدين في زمن المغتربين : أمير المؤمنين الملّا "محمد عمر" مجاهد الحنفي البشتوني القندهاري الأبدالي الأفغاني ، المولود سنة 1962للميلاد في أوروزكان بولاية قندهار .. حفظه الله وأعزه ونصره على أعداء الدين ، هذا ما وردنا عن إسمه ، وقد بحثت كثيرا فلم أجد أحد من الكتاب أو المقربين له ذكر غير هذا
ولنأخذ هذا الإسم وكل لقب من هذه الألقاب لنتعرف عن قرب على هذه الشخصية "الأسطورية"
الحيّة
:
أولاً
:
أمير المؤمنين
أول من أُطلق عليه هذا اللقب هو الخليفة الراشد
"عمر بن الخطاب"
رضي الله عنه وأرضاه ، وظل هذا اللقب في من بعده من خلفاء المسلمين إلى أن زالت الخلافة العثمانية قبل قرن من الزمان
(نسأل الله أن يعجّل في رجعتها)
شاء الله سبحانه وتعالى أن يرجع هذا اللقب ويتجسد وفق مفهومه الشرعي في
"عمر"
آخر يشابه سيّده في الخَلْقِ والخُلُق
ف
عمر
الأول طويل القامة عريظ ما بين المنكبين ، وكذلك وصَف من رأى صاحبنا
عمر
..
عمر
الأول
شديد في الحق لا تأخذه في الله لومة لائم ، وهذا ما لا يشك فيه من سمع أو تابع خبر صاحبنا
عمر
..
عمر
الأول
رجل سياسي من الدرجة الأولى له نظرات مستقبلية قلما تجانب الصواب ، وهذا ما تدل عليه الأمارات في
عمرنا
اليوم
(وسيظهر هذا لاحقاً في المقالة)
..
عمر
الأول
قطع شجرة بيعة العقبة كي لا يعبدها الناس ، وعمرنا اليوم هدم أصنام بوذا كي لا يتخذها الناس آلهة من دون الله
..
عمر
الأمس رجل أتته الدنيا فركلها برجله وزهد فيها ، وعمرنا اليوم أتته الدنيا وهي راغبة فطلقها ثلاثاً وآثر الكهوف على القصور
..
عمر
الأمس عدل فأمن فنام تحت الشجرة
و
عمرنا
اليوم كان يخرج ماشيا أو راكباً سيارته المتواضعة في شوارع قندهار ، في أمان من الناس وبدون حرس خاص ، وهو الذي تطلبه أمم الكفر والنفاق في الأرض
..
عمر
الأمس
اعلنها مدوية في وسط الكفار
"من اراد أن تثكله أمه ويرمل زوجته وييتم أطفاله فليلحقني خلف هذه الوادي"
و
عمرنا
اليوم
قالها بكل ثقة وتحدي وإصرار في وجه الكفار
اذا استمر القصف الاميركي فاقسم بالله بأن
اعداءنا الأمريكيين لن يناموا ليلة واحدة في سلام
ي
ت
ب
ع