العدل يسري على الجميع من حاكم ومحكوم، وتختلف الدول في قضية «الاستقلال»، وطريقة «اختيار القضاة»، و«آلية مراقبتهم»؛ ونتيجة لذلك يختلف مقدار العدل فيها.
ولهذا قال ابن تيمية –رحمه الله-:«فالناس لم يتنازعوا في أن عاقبة الظلم وخيمة، وعاقبة العدل كريمة، ولهذا يروى : الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة ». وقال: «ولهذا قيل : إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة. ويقال : الدنيا تدوم مع العدل والكفر، ولا تدوم مع الظلم والإسلام».
والمملكة العربية السعودية تؤكد على «استقلال القضاء» فقد أعلن الملك عبد العزيز -رحمه الله- بمكة المكرمة في جريدة أم القرى في عددها ذي الرقم (3) المؤرخ في 29/5/1343هـ : «... وتعلن الحكومة بأنه لا يجوز لأحد من الناس كائنًا من كان أن ينظر في شأن أي قضية من القضايا التي قدمت للمحكمة الشرعية للنظر فيها، والحكومة ترغب أن ترى المختصمين يختصمان أمام القضاء ليجري حكم الشرع في القضايا بغير محاباة ولا مراوغة».
ونصت المادة «الأولى» في الباب الأول من «نظام القضاء وضماناته» على «القضاة مستقلون، لا سلطان عليهم في قضائهم لغير أحكام الشريعة الإسلامية والأنظمة المرعية، وليس لأحد التدخل في القضاء».
ونظام القضاء هذا صدرت الموافقة عليه من مجلس الوزراء بقراره ذي الرقم (824) المؤرخ في 5/7/1395هـ ، وصادق عليه المرسوم الملكي ذو الرقم (م/64) المؤرخ في 14/7/1395هـ.
فالقاضي تعيينه من الملك وعزله من الملك ، ولا يملك الوزير ولا غيره أدنى صلاحية عليه.
وحتى لو عزله الملك بسبب رفضه أمر مسؤول كبير فإنّ هذا عزل تشريف للقاضي الذي يرفض أن تكون هناك سلطة فوق القضاء . فاذا حكم بالصواب فله اجران . واجر واحد للاجتهاد ...
( فهل حكت العرب ان محمدا يقتل اصحابه ) وفيهم بن سلول وراس الخوارج ....
فيكفي من اتهم بعدم العدل فخرا . ان الرسول صلى الله عليه وسلم اتهم فقال ( ويحك فمن يعدل ان لم اعدل )...
فمن ادعي غير الله للكمال ... فهل عدلت لو حكمت حتى في نفسك ... وهل هناك اسمى من امانة الكلمة فهل عدلت بها ... فان للكلمة فحوى وهدف . فهو لا بد منكشف .. فهل لكم به رجوى .. او زهيدة امانة النجوى عندكم ... فكيف تكونوا يول عليكم ... فاذا صلح الشعب اصلح الله الحاكم ... ( ولن يغير الله مابقوم حتى يغيروا مابانفسهم )... فلعلنا نلتفت الى الاسلام ... كأمه ... والا فقد جاهد حقا من .... بر( امه ) ... واشتاق الى بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء و لوكان فيه محق .... ( وجوه يومئذ ناضره . الى ربها ناظره )...
آخر تعديل بواسطة *سهيل*اليماني* ، 18-01-2006 الساعة 10:23 PM.
|