مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 20-01-2006, 07:07 AM
كيميائي كيميائي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 4
إفتراضي

تابع للمقال.................



رابعاً: هذا الاستهزاء لا يخدم مصالح الدنمارك ولا مصالح أوروبا :

إنَّ العقلاء في البلاد الغربية النصرانية ينبغي أن يدركوا كم في تلك الكلمات والاستفزاز من الأخطار الكبيرة على رعاياهم ومصالحهم في أقطار الأرض، بل وفي بلدانهم، وأنها قد تؤدي لمزيد التوتر، بما يتعين معه الكف عن هذا الغيِّ والبهتان.

فقد تأخذ الحميةُ بعض المتحمسين للثأر ممن وقع في رسول رب العالمين، ومئات الملايين يفرحون أن يموتوا دفاعاً عن نبيهم وعن مكانته الشريفة أن تمتهن.

ولكن من ضمن هؤلاء من لا يَقْدِر أن يصفِّي حسابه مع من استهزأ وقال الإفك والبهتان لبُعده عنه ؛ فيعمد إلى من يراهم يدينون بالنصرانية حوله فينتقم منهم ومن ممتلكاتهم لقربه منهم.

مع أن هذا العمل الأخير لا يجوز، وقد حرمه ومنع منه رسول الله محمد فقال : " مَنْ قَتَلَ معاهداً لم يَرَحْ رائحةَ الجنة " رواه البخاري.

والمراد بالمعاهد: من له عهد مع المسلمين، سواء كان بعقد جزية أو هُدنة من سلطان، أو أمانٍ من مسلم، ويدخل في ذلك ما له صلةٌ بالأعراف الديبلوماسية التي التزمت بها الدول وتعارفت عليها.

وأعمال التحريض والاستفزاز تلك ستؤدي إلى سفك الدماء وإزهاق الأرواح ومزيد الاضطراب والتوتر.

ونذكِّر في هذا المقام بالقرار الذي تبنته لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، ( بتاريخ 3/3/1426 هـ - الموافق12/4/2005 م ) الداعي إلى محاربة تشويه الأديان، لاسيما الإسلام، الذي زادت وتيرة تشويهه في الأعوام الأخيرة وللأسف الشديد .

خامساًً : أين الحكماء من النصارى؟

أذكِّر الشعب الدنمركي، وغيره من الشعوب النصرانية، وغيرهم من أُمم الأرض، أذكِّرهم جميعاً بالمواقف السابقة لأسلافهم من النصارى، وكيف كان تعاملهم مع رسول الله محمد .

فقد كان موقفهم حضارياً حكيماً متعقلاً، بعيداً عن التشنجات النفسية أو الانحرافات الأخلاقية، فكانت عاقبة أمرهم إلى خير، في الدنيا، أو في الدنيا والآخرة.

فقد أرسل رسولُ الله محمدٌ رسائل إلى كِسرى ملك الفرس وإلى قيصر ملك الروم، وكلاهما لم يُسْلِم، لكنَّ قَيصر أكرم كتاب رسول الله ، وأكرم رسوله، فثَبَتَ ملكُه، واستمر في الأجيال اللاحقة، وأما كِسرى فمزَّق كتاب رسول الله ، واستهزأ برسول الله، فقتله الله بعد قليل، ومزَّق مُلكَه كلَّ مُمَزَّق، ولم يبق للأكاسرة ملكٌ.

وقد ذكر المؤرخون كيف كانت ملوك النصارى يعظِّمون ذلك الكتاب الذي بعث به النبيُّ .

وفي هذا يقول الإمام العالم الحافظ ابن حجر:

ذكر السهيليُ أنه بلغه أن هرقل وضع الكتاب في قصبة من ذهب تعظيماً له، وأنهم لم يزالوا يتوارثونه حتى كان عند ملك الفرنج الذي تغلَّب على طُليطلة، ثم كان عند سِبطه، فحدثني بعضُ أصحابنا أن عبد الملك بن سعد أحد قواد المسلمين اجتمع بذلك الملك فأخرج له الكتاب، فلما رآه استعبر، وسأل أن يمكِّنه من تقبيله فامتنع.

ثم ذكر ابن حجر عن سيف الدين فليح المنصوري أن ملك الفرنج أطلعه على صندوق مُصفَّح بذهب، فأخرج منه مقلمة ذهب، فأخرج منها كتاباً قد زالت أكثر حروفه، وقد التصقت عليه خِرقَة حرير، فقال : هذا كتاب نبيكم إلى جدي قيصر، ما زلنا نتوارثه إلى الآن، وأوصانا آباؤُنا أنه ما دام هذا الكتاب عندنا لا يزال الملك فينا، فنحن نحفظه غاية الحفظ، ونعظمه ونكتمه عن النصارى ليدوم الملك فينا " انتهى.

ثم أَمَا للشعب الدنمركي النصراني وغيرهم من النصارى أسوةٌ بالملك النصراني النجاشي ملك الحبشة، فإنه لما قرأ عليه الصحابي جعفر بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ صدراً من سورة مريم بكى النجاشي حتى أَخْضَلَ لحيته، وبكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم، حين سمعوا ما تلا عليهم، ثم قال النجاشي : إن هذا ـ واللهِ ـ والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة. رواه الإمام أحمد في "المسند".

ولقد نقل رسول الله محمد ما أوحاه الله إليه في القرآن الكريم من ثناء الله جل وعلا على أولئك النصارى الذي صدقوا في دينهم وفي أمانتهم، وهو قول الله في القرآن الكريم: ( وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ) [سورة المائدة : 83].

ونذكِّر الشعب الدنمركي وقادة الرأي والمثقفين فيه والقائمين على صحيفة (جيلاندز بوستن) نذكرهم بما قاله أحد علمائنا، وهو الإمام أحمد ابن تيمية ـ رحمه الله ـ قال: "وما زال في النصارى ، من الملوك والقسيسين والرهبان والعامة ، من له مزية على غيره في المعرفة والدين، فيعرف بعض الحق، وينقاد لكثير منه، ويعرف من قَدْرِ الإسلام وأهله ما يجهله غيره، فيعاملهم معاملة تكون نافعةً له في الدنيا والآخرة".
  #2  
قديم 20-01-2006, 07:10 AM
كيميائي كيميائي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 4
إفتراضي تابع للمقال...........

سادساً: الاستهزاء بالأنبياء مسلك الأشرار:

إن تلك الإساءة التي نشرتها صحيفة (جيلاندز بوستن) لم تخرج عن طريقة أصحاب المناهج الشريرة، الذين الذي حاربوا الأنبياء والمصلحين.

وهذا ما أخبرنا الله به عنهم في القرآن الكريم : فقال تعالى : ( فَإِن كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ جَآؤُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ) [آل عمران : 184].

وقال سبحانه عن اليهود: (كُلَّمَا جَاءهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُواْ وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ ) [المائدة : 70].

وقال الله عزَّ وجلَّ: ( قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ . وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ ) [الأنعام : 33 و 34].

سابعاً: الذين يؤذون الأنبياء توعدهم الله بالانتقام:

لقد كانت صحيفة (Jyllands-Posten) ومحرروها في عافية من دنياهم وانهماك في شهواتهم قبل أن يتعمدوا الاستهزاء بالرسول ، ولكنهم بما نشروه وكتبته أيديهم قد أدخلوا أنفسهم ومن تواطأ معهم في الوعيد الإلهي المسطر في القرآن الكريم : (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ) [الكوثر : 3] أي : إنَّ مبغضك يا محمد، ومبغض ما جئتَ به من الهدى والحق والبرهان الساطع والنور المبين (هُوَ الأَبْتَرُ ) : الأقل الأذل المنقطع كل ذِكرٍ له.

فهذه الآية تعم جميع من اتصف بهذه الصفة ، من معاداة النبي ، أو سعى لإلصاق التُّهَم الباطلة به، ممن كان في زمانه، ومن جاء بعده إلى يوم القيامة.

وفي هذا يقول أحد علمائنا وهو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "إنَّ الله منتقمٌ لرسوله ممن طعن عليه وسَبَّه، ومُظْهِرٌ لِدِينِهِ ولِكَذِبِ الكاذب إذا لم يمكن الناس أن يقيموا عليه الحد.

ونظير هذا ما حَدَّثَنَاه أعدادٌ من المسلمين العُدُول، أهل الفقه والخبرة، عمَّا جربوه مراتٍ متعددةٍ في حَصْرِ الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية، لما حصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا، قالوا: كنا نحن نَحْصُرُ الحِصْنَ أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنعٌ علينا حتى نكاد نيأس منه، حتى إذا تعرض أهلُهُ لِسَبِّ رسولِ الله والوقيعةِ في عرضِه تَعَجَّلنا فتحه وتيَسَّر، ولم يكد يتأخر إلا يوماً أو يومين أو نحو ذلك،ثم يفتح المكان عنوة، ويكون فيهم ملحمة عظيمة، قالوا :حتى إن كنا لَنَتَبَاشَرُ بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه، مع امتلاء القلوب غيظاً عليهم بما قالوا فيه" انتهى.

والأيام بيننا وبين أولئك المبطلين المستهزئين، لننظر من تكون له العاقبة، ومن الذي يضل سعيه، ويكذب كلامه، وتظهر للعالمين أباطيله وافتراءاته، فقد قالها أمثالهم، فلمن كانت العاقبة؟ وأين آثارهم وأين مثواهم؟ قال الله جل شأنه في القرآن الكريم : ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) [التوبة : 61]، وقال الله سبحانه : ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً ) [الأحزاب : 57].

وقال الإمام العالم شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ :

"ومن سُنة الله أن من لم يُمكن المؤمنين أن يعذبوه من الذين يؤذون الله ورسوله فإنَّ الله سبحانه ينتقم منه لرسوله ويكفيه إياه، كما قال الله سبحانه : ( فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ . إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ) [الحجر : 94 و 95].

والقصة في إهلاك الله المستهزئين واحداً واحداً معروفة، قد ذكرها أهلُ السِّيَر والتفسير.

وهذا والله أعلم تحقيق قوله تعالى : (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ) [الكوثر : 3] ؛فكُلُّ من شَنَأَهُ أو أبغضه وعاداه فإنَّ الله تعالى يقطع دابره، ويمحق عينه وأثره.

وفي الصحيح عن النبي : قال: " يقول الله تعالى: من عادى لي ولياً، فقد بارزني بالمحاربة ".

فكيف بمن عادى الأنبياء؟.

ومن حَارَبَ الله تعالى حُرِبَ.

وإذا استقصيت قصص الأنبياء المذكورة في القرآن تجد أنَّ أُمَمَهم إنما أُهلكوا حين آذوا الأنبياء وقابلوهم بقبيح القول، أو العمل.

وهكذا بنو إسرائيل إنما ضُرِبَت عليهم الذِّلة وباؤوا بغضِبٍ من الله، ولم يكن لهم نصير ؛ لقتلهم الأنبياء بغير حق، مضموماً إلى كفرهم، كما ذكر الله ذلك في كتابه.

ولعلك لا تجد أحداً آذى نبياً من الأنبياء ثم لم يَتُبْ إلا ولا بد أن يصيبه الله بقارعة.
  #3  
قديم 20-01-2006, 07:11 AM
كيميائي كيميائي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 4
إفتراضي تابع للمقال ..................

ثامناً: هذه أقوال المنصفين في رسول الله محمد :

إن المنصفين من المشاهير المعاصرين عندما اطلعوا على سيرة رسول الله محمد لم يملكوا إلا الاعتراف له بالفضل والنبل والسيادة، وهذا طرفٌ من أقوال بعضهم :

1/ يقول ( مهاتما غاندي ) في حديث لجريدة "ينج إنديا" : " أردتُ أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر.. لقد أصبحت مقتنعاً كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول، مع دقته وصدقه في الوعود، وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه، وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه وفي رسالته.

هذه الصفات هي التي مهدت الطريق، وتخطت المصاعب وليس السيف. بعد انتهائي من قراءة الجزء الثاني من حياة الرسول وجدت نفسي أسِفاً لعدم وجود المزيد للتعرف أكثر على حياته العظيمة".

2/ يقول البروفيسور ( راما كريشنا راو ) في كتابه " محمد النبيّ " : " لا يمكن معرفة شخصية محمد بكل جوانبها. ولكن كل ما في استطاعتي أن أقدمه هو نبذة عن حياته من صور متتابعة جميلة.

فهناك محمد النبيّ، ومحمد المحارب، ومحمد رجل الأعمال، ومحمد رجل السياسة، ومحمد الخطيب، ومحمد المصلح، ومحمد ملاذ اليتامى، وحامي العبيد، ومحمد محرر النساء، ومحمد القاضي، كل هذه الأدوار الرائعة في كل دروب الحياة الإنسانية تؤهله لأن يكون بطلا ".

3/ يقول المستشرق الكندي الدكتور ( زويمر ) في كتابه " الشرق وعاداته " : إن محمداً كان ولا شك من أعظم القواد المسلمين الدينيين، ويصدق عليه القول أيضاً بأنه كان مصلحاً قديراً وبليغاً فصيحاً وجريئاً مغواراً، ومفكراً عظيماً، ولا يجوز أن ننسب إليه ما ينافي هذه الصفات، وهذا قرآنه الذي جاء به وتاريخه يشهدان بصحة هذا الادعاء.

4/ يقول المستشرق الألماني (برتلي سانت هيلر) في كتابه "الشرقيون وعقائدهم" : كان محمد رئيساً للدولة وساهراً على حياة الشعب وحريته، وكان يعاقب الأشخاص الذين يجترحون الجنايات حسب أحوال زمانه وأحوال تلك الجماعات الوحشية التي كان يعيش النبيُّ بين ظهرانيها، فكان النبيُّ داعياً إلى ديانة الإله الواحد، وكان في دعوته هذه لطيفاً ورحيماً ، حتى مع أعدائه.

وإن في شخصيته صفتين هما من أجلّ الصفات التي تحملها النفس البشرية، وهما : العدالة والرحمة.

5/ ويقول الانجليزي ( برناردشو ) في كتابه "محمد"، والذي أحرقته السلطة البريطانية: إن العالم أحوج ما يكون إلى رجلٍ في تفكير محمد.

هذا النبيُّ الذي وضع دينه دائماً موضع الاحترام والإجلال، فإنه أقوى دين على هضم جميع المدنيات، خالداً خلود الأبد.

وإني أرى كثيراً من بني قومي قد دخلوا هذا الدين على بينة، وسيجد هذا الدين مجاله الفسيح في هذه القارة (يعني أوروبا).

إنّ رجال الدين في القرون الوسطى، ونتيجةً للجهل أو التعصّب، قد رسموا لدين محمدٍ صورةً قاتمةً، لقد كانوا يعتبرونه عدوًّا للمسيحية!.

لكنّني اطّلعت على أمر هذا الرجل، فوجدته أعجوبةً خارقةً، وتوصلت إلى أنّه لم يكن عدوًّا للمسيحية، بل يجب أنْ يسمَّى منقذ البشرية.

وفي رأيي أنّه لو تولّى أمر العالم اليوم، لَوُفِّقَ في حلّ مشكلاتنا ، بما يُؤَمِّنُ السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها.

6/ ويقول ( سنرستن الآسوجي ) أستاذ اللغات السامية، في كتابه "تاريخ حياة محمد" : إننا لم ننصف محمداً إذا أنكرنا ما هو عليه من عظيم الصفات وحميد المزايا.

فلقد خاض محمدٌ معركة الحياة الصحيحة في وجه الجهل والهمجية، مُصِرَّاً على مبدئه، وما زال يحارب الطغاة حتى انتهى به المطاف إلى النصر المبين، فأصبحت شريعته أكمل الشرائع، وهو فوق عظماء التاريخ.

7/ ويقول المستشرق الأمريكي ( سنكس ) في كتابه "ديانة العرب" : ظهر محمد بعد المسيح بخمسمائة وسبعين سنة، وكانت وظيفته ترقية عقول البشر، بإشرابها الأصول الأولية للأخلاق الفاضلة، وبإرجاعها إلى الاعتقاد بإله واحد، وبحياة بعد هذه الحياة.

8/ ويقول (مايكل هارت) في كتابه "مائة رجل في التاريخ" : إن اختياري محمداً، ليكون الأول في أهم وأعظم رجال التاريخ، قد يدهش القراء، ولكنه الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين: الديني والدنيوي.

فهناك رُسل وأنبياء وحكماء بدءوا رسالات عظيمة، ولكنهم ماتوا دون إتمامها، كالمسيح في المسيحية، أو شاركهم فيها غيرهم، أو سبقهم إليهم سواهم، كموسى في اليهودية.

ولكن محمداً هو الوحيد الذي أتم رسالته الدينية، وتحددت أحكامها، وآمنت بها شعوب بأسرها في حياته.

ولأنه أقام جانب الدين دولة جديدة، فإنه في هذا المجال الدنيوي أيضاً، وحّد القبائل في شعـب، والشعوب في أمة، ووضع لها كل أسس حياتها، ورسم أمور دنياها، ووضعها في موضع الانطلاق إلى العالم. أيضاً في حياته، فهو الذي بدأ الرسالة الدينية والدنيوية، وأتمها.

9/ ويقول الأديب العالمي (ليف تولستوي) الذي يعد أدبه من أمتع ما كتب في التراث الإنساني قاطبة عن النفس البشرية : يكفي محمداً فخراً أنّه خلّص أمةً ذليلةً دمويةً من مخالب شياطين العادات الذميمة، وفتح على وجوههم طريقَ الرُّقي والتقدم، وأنّ شريعةَ محمدٍ، ستسودُ العالم لانسجامها مع العقل والحكمة.

10/ ويقول الدكتور (شبرك) النمساوي: إنّ البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد إليها، إذ إنّه رغم أُمّيته، استطاع قبل بضعة عشر قرنًا أنْ يأتي بتشريع، سنكونُ نحنُ الأوروبيين أسعد ما نكون، إذا توصلنا إلى قمّته.

11/ ويقول الفيلسوف الإنجليزي ( توماس كارليل) الحائز على جائزة نوبل يقول في كتابه الأبطال : " لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد متحدث هذا العصر أن يصغي إلى ما يقال من أن دين الإسلام كذب، وأن محمداً خدّاع مزوِّر.

وإن لنا أن نحارب ما يشاع من مثل هذه الأقوال السخيفة المخجلة ؛ فإن الرسالة التي أدَّاها ذلك الرسول ما زالت السراج المنير مدة اثني عشر قرناً لنحو مائتي مليون من الناس.

أفكان أحدكم يظن أن هذه الرسالة التي عاش بها ومات عليها هذه الملايين الفائقة الحصر والإحصاء أكذوبة وخدعة؟ !.

12/ جوتة الأديب الألماني : " "إننا أهل أوربة بجميع مفاهيمنا، لم نصل بعد إلى ما وصل إليه محمد، وسوف لا يتقدم عليه أحد، ولقد بحثت في التاريخ عن مثل أعلى لهذا الإنسان، فوجدته في النبي محمد … وهكذا وجب أن يظهر الحق ويعلو، كما نجح محمد الذي أخضع العالم كله بكلمة التوحيد".

تلكم بعض أقوال مشاهير العالم، في محمد نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام،

فلماذا المزايدات التي تضر ولا تنفع، وتهدم ولا تبني ؟!.
وختام هذا البيان موجه لإخواني المسلمين في أقطار الأرض :

أولاً: اعلموا أن سمعة الإسلام وسمعة النبي مسئولية كل واحدٍ منكم، ذكوراً وإناثاً .

فينبغي على كل أحد أن يكون سفير خير ومنبر هدى في بيان حقيقة دين الإسلام، وحقيقة دعوة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام.


ثانياً: أتوجه للتجار ورجال الأعمال أن يكون لهم موقفهم الحازم غيرة على نبيهم محمد ، فينبغي أن يوقفوا كل التعاملات التجارية مع الدنمارك، حتى يتم الاعتذار وبشكل علنيٍّ ورسميٍّ من ذلك العمل الذي أقدمت عليه صحيفة (Jyllands-Posten, ).

وليتذكروا أن المال زائل، لكن المآثر باقية مشكورة في الدنيا والآخرة، وأعظمها حُبُّ رسول الله والانتصار له، ولهم أسوة في الصحابي الجليل عبدالله بن عبدالله بن أبي سلول، في موقفه الحازم من أبيه، عندما آذى رسول الله ، وكيف أنه أجبر أباه على الاعتذار من رسول الله ، وإلا منعه من دخول المدينة، في الحادثة التي سجلها القرآن الكريم : ( يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ) [المنافقون : 8].


فهل يستجيب رجال الأعمال المسلمين لهذا الواجب في الغيرة على نبيهم عليه الصلاة والسلام، وهل يكفُّون عن التعمل التجاري مع الدنمارك حتى يتم تقديم الاعتذار الرسمي، واشتراط عدم تكرار هذه الجريمة.
ثالثاً: أدعو إخواني المسلمين في كل مكان إلى إرسال استنكارهم والمطالبة بالاعتذار إلى الجريدة على عناوينها التالية:

ـ مملكة الدنمرك، صحيفة (Jyllands - Posten ).
ـ الهاتف والفاكس : ( +45 87 38 38 38 ) و ( +45 33 30 30 30 ).
ـ البريد الإلكتروني : (jp@jp.dk ).

رابعاً: يجدر التواصل من قبل الشعوب الإسلامية مع وزارة الخارجية الدنمركية لإشعارها بالامتعاض والاستنكار لمساس الصحيفة المذكورة بمقدساتنا. وبيان أن ذلك لن يخدم تطور العلاقات القائمة على الاحترام فيما بين الشعوب الإسلامية والشعب الدنمركي.

خامساً : لما كان المسئولون بالدنمارك غير مبالين بدعوات السلام والبيان التي وجهت إليهم، وبالنظر للإصرار على الحرية المزعومة في الاستهزاء والإساءة برسول الله محمد ، أو بأي من إخوانه النبيين، عليهم الصلاة والسلام، فأرى أنه من غير اللائق أن يتوجه الناس لاقتناء أي سلعة منشأها الدنمرك، وهم يجدون بديلاً آخر، حتى يكُفُّوا عن هذه السخرية ويعتذروا منها علناً، ويتعهدوا بعدم تكرارها.

وهذا هو العنوان البريدي والإلكتروني للخارجية الدنمركية على شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت):

Ministry of Foreign Affairs of Denmark http://www.um.dk
2, Asiatisk Plads
DK-1448 Copenhagen K
Tel: +45 33 92 00 00
Fax: +45 32 54 05 33
E-mail: um@um.dk

وبعد :

فياربِّ هذا جهدي القليل، في الدفاع والانتصار لخاتم رسلك محمد عليه الصلاة والسلام، لا تؤاخذني بما فيه من خلل أو تقصير. وبارك فيه بفضلك ومَنِّك ليكون نافعاً للناس، وليكون مقرباً لي لمرضاتك، وسبباً في صحبة نبيك يوم القيامة.

وياربِّ لا تعاقبنا بتقصيرنا في حق خليلك ورسولك محمد، عليه الصلاة والسلام ، ووفِّقنا للإيمان به والعمل بما دلَّنا عليه، وإلى الذود عنه وعن شريعته.

اللهم وصلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد ما تعاقب الليل والنهار، وصلِّ اللهم عليه وسلِّم كلما ذكره الذاكرون الأبرار، بمنك وكرمك.

وآخر دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين.

حرر بمدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية حرسها الله
ص.ب/ 57242
في 5 ذو القعدة 1426هـ
الكاتب: خالد بن عبدالرحمن الشايع
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م