
25-01-2006, 12:40 AM
|
شاعر متقاعد
|
|
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
الإقامة: إحدى أراضي الإسلام المحتلة
المشاركات: 1,514
|
|
إنفذ بجلدك يا ماهر..
"إسأل مجرب"..
__________________
أنا عندي من الأسى جبلُ
يتمشى معي و ينتقلُ
أنا عندي و إن خبا أملُ
جذوةٌ في الفؤاد تشتعلُ
|

25-01-2006, 02:34 AM
|
سـحـابة ظــــل
|
|
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
المشاركات: 6,053
|
|
أخي العاني
قطع الاعناق
ولا قطع الارزاق
اخي ماهر
كلام في سرك؟؟؟
شكل العاني غيران منك!!!!
لا تستمع لصوت العقل؟؟؟
اتبع قلبك يدللك إلى ؟؟؟؟؟
طريق ؟؟؟.
خرج ولم يعد
(((مـــــلاحظة)))
قائمة الروبية ؟؟؟؟؟؟
يوجد فيها محمقه؟
|

14-02-2006, 04:05 AM
|
رب اغفر لي و لوالدي
|
|
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
|
|
تنبأ رجل أيام المعتصم فلما حضر بين يديه قال: أنت نبي قال: نعم، قال: و إلى من بعثت قال: إليك، قال: أشهد أنك لسفيه أحمق، اقل: إنما يبعث إلى كل قوم مثلهم، فضحك المعتصم و أمر له بشيء.
عاد بعضهم نحويا فقال: ما الذي تشكوه قال: حمى جاسية، نارها حامية، منها الأعضاء واهية، و العظام بالية، فقال له: لا شفاك الله بعافية، يا ليتها كانت القاضية.
وقف المهدي على عجوز من العرب فقال لها : ممن أنتِ ، فقالت : من طيء ، فقال : ما منع طيّاً أن يكون فيهم آخر مثل حاتم ، فقالت مسرعة : الذي منع الملوك أن يكون فيهم مثلك ، فعجبَ من سرعة جوابها وأمر لها بصِلَة .
جيء بأعرابيّ إلى أحد الولاة لمحاكمته على جريمة أُتهم بارتكابها ، فلما دخل على الوالي في مجلسه ، أخرج كتاباً ضمّنه قصته ، وقدمه له وهو يقول : هاؤم إقرأوا كتابيه ..
فقال الوالي : إنما يقال هذا يوم القيامة .
فقال : هذا والله شرٌّ من يوم القيامة ، ففي يوم القيامة يُؤتى بحسناتي وسيئاتي ، أما أنتم فقد جئتم بسيئاتي وتركتم حسناتي .
تزوّج أعرابيّ على كبر سنه ، فعوتب على مصير أولاده القادمين ، فقال : أبادرهم باليتم قبل أن يبادروني بالعقوق
تزوج بثنتين ولا تبالي
قال أعرابي تزوج امرأتين:
تزوجت اثنتين لفرط جهلي...بما يشقى به زوج اثنتين
فقلت أصير بينهما خروفا...أنعم بين أكرم نعجتين
فصرت كنعجة تضحي و تمسي...تداول بين أخبث ذئبتين
رضا هذي يهيج سخط هذي...فما أعري من إحدى السختطين
لهذي ليلة و لتلك أخرى...عتاب دائم في الليلتين
حكى لي بعض الإخوان أن بعض المغفلين كان يقود حماراً فقال بعض الأذكياء لرفيق له: يمكنني أن آخذ هذا الحمار ولا يعلم هذا المغفل قال: كيف تعمل ومقوده بيده فتقدم فحل المقود وتركه في رأس نفسه وقال لرفيقه: خذ الحمار واذهب فأخذه ومشى ذلك الرجل خلف المغفل والمقود في رأسه ساعة ثم وقف فجذبه فما مشى فالتفت فرآه فقال: أين الحمار فقال: أنا هو قال: وكيف هذا قال: كنت عاقاً لوالدتي فمسخت حماراً ولي هذه المدة في خدمتك والآن قد رضيت عني أمي فعدت آدمياً فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله وكيف كنت أستخدمك وأنت آدمي قال: قد كان ذلك قال: فاذهب في دعة الله فذهب ومضى المغفل إلى بيته فقال لزوجته: أعندك الخبر كان الأمر كذا وكذا وكنا نستخدم آدمياً ولا ندري فبماذا نكفر وبماذا نتوب فقالت: تصدق بما يمكن قال: فبقي أياماً ثم قالت له: إنما شغلك المكاراة فاذهب واشتر حماراً لتعمل عليه فخرج إلى السوق فوجد حماره ينادى عليه فتقدم وجعل فمه في أذنه وقال: يا مدبر عدت إلى عقوق أمك
قال أبو الأسود لابنه : يا بني إن ابن عمك يريد أن يتزوج ويحب أن تكون أنت الخاطب فتحفظ خطبه .
فبقي الغلام يومين وليلتين يدرس خطبة ، فلما كان في الثالث قال أبوه : ما فعلت قال : قد حفظتها . قال : وماهي قال : الحمد لله نحمد الله ونتسعينه ونتوكل عليه ، ونشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، حي على الصلاة حي على الفلاح . فقال أبوه : صبراً لا تقم الصلاة فإني على غير وضوء .
وقع جرف في بعض السنين فقال بعض المغفلين: مات في هذه السنة من لم يمت قط
شهد رجل عند بعض القضاة على رجل فقال المشهود عليه: أيها القاضي تقبل شهادته ومعه عشرون ألف دينار ولم يحج إلى بيت الله الحرام فقال: بلى حججت قال: فاسأله عن زمزم فقال: حججت قبل أن تحفر زمزم فلم أرها.
دخل على موسى بن عبد الملك يوماً صاحب خزانة السلاح فقال له: قد تقدم أمير المؤمنين يعني المتوكل ليبتاع ألف رمح طول كل رمح أربعة عشر ذراعاً فقال: هذا الطول فكم يكون العرض فضحك الناس ولم يفطن لما غلط فيه
قيل لبعض البله وكان يتحرى من الغيبة: ما تقول في إبليس فقال: أسمع الكلام عليه كثيراً والله أعلم بسريرته
وروى أبو بكر الصولي عن إسحاق قال: كنا عند المعتصم فعرضت عليه جارية فقال: كيف ترونها فقال واحد من الحاضرين: امرأتي طالق إن كان الله عز وجل خلق مثلها وقال الآخر: امرأتي طالق إن كنت رأيت مثلها وقال الثالث: امرأتي طالق.
وسكت فقال المعتصم: إن كان ماذا فقال: إذا كان لا شيء فضحك المعتصم حتى استلقى وقال: ويحك ما حملك على هذا قال: يا سيدي هذان الأحمقان طلقا لعلة وأنا طلقت بلا علة
ذكر أبو الحسين بن برهان: عاد رجلاً مريضاً فقال له: ما علتك قال: وجع الركبتين فقال: والله لقد قال جرير بيتاً ذهب مني صدره وبقي عجزه وهو قوله: وليس لداء الركبتين طبيب فقال المريض: لا بشرك الله بالخير ليتك ذكرت صدره ونسيت عجزه.
ذكر أبو الحسين بن برهان دخلت مرة على بعض أصدقائي وفيهم مريض العين ومعي بعض المغفلين فقال له المغفل كيف عينك قال: تؤلمني فقال: والله إن فلاناً آلمته عينه أياماً ثم ذهبت فاستحييت واستعجلت الخروج.
الخطيب الأحمق:
ذكر عن عبد الله بن ظبيان أنه خطب فقال الناس: أكثر الله فينا مثلك قال: لقد كلفتم ربكم شططا.
البئر من جهتنا لم تنجس:
قال أبو سيار: كان بيني وبين جار لي بئر فوقعت فيه فأرة فبقيت متحيراً لأجل الوضوء فقال لي جاري: لا تضيق صدرك تعال استق من عندنا وتوضأ.
كيف يعبر الحمقى عن مرادهم:
رأى بعض المغفلين صديقاً له فقال. :طلبتك اليوم عشرين مرة وهذه الثالثة
قال: ذهب بصر عمرو بن هذاب فدخل عليه إبراهيم بن مجاشع فقام بين يديه فقال: يا أبا أسيد لا تجزعن من ذهاب عينيك وإن كانتا كريمتان عليك فإنك لو رأيت ثوابهما في ميزانك تمنيت أن يكون الله قد قطع يديك ورجليك ودق ظهرك وأدمى ظلفك قال: فصاح به القوم وضحك بعضهم فقال عمرو: معناه صحيح ونيته حسنة وإن كان قد أخطأ في اللفظ.
دخل بعض المغفلين على رجل يعزيه بأخ له فقال: أعظم الله أجرك ورحم أخاك وأعانه على ما يرد عليه من مسألة يأجوج ومأجوج فضحك من حضر وقالوا له: ويحك ويأجوج ومأجوج يسائلان الناس فقال: لعن الله إبليس أردت أن أقول هاروت وماروت.
سمع بعض المغفلين أن صوم يوم عاشوراء يعدل صوم سنة فصام إلى الظهر وأكل وقال: يكفيني ستة أشهر
نظر رجل في الجب فرأى وجهه فعاد إلى أمه فقال: في الجب لص فجاءت الأم فاطلعت فقالت: أي والله ومعه فاجرة
تزوج أعمى امرأة . فأخذت تمدح نفسها وجمالها عنده وتقول : لو رأيت حسني وبياضي لعجبت . فقال : لو كنت كما تقولين ما تركك لي المبصرون
سأل رجل الشعبي عن المسح على اللحية فقال : خللها . قال الرجل : أتخوف أن لا نبلها . فقال الشعبي : إن تخوفت فانقعها في الماء من أول الليل .
|

14-02-2006, 04:36 AM
|
رب اغفر لي و لوالدي
|
|
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
|
|
قال رجل (لعبد الملك بن ابحر) اشتهي ان امرض فقال له: كل سمكا مالحا واشرب نبيذا حلوا واقعد في الشمس ثم استمرض الله عز وجل فان لم تمرض فانت حمار
قال الرياش : خرج الناس بالبصرة ينظرون هلال رمضان فرآه رجل منهم ولم يزل يومئ اليه حتى رآه غيره وعاينوه فلما كان هلال الفطر جاء احدهم الى ذلك الرجل فدق عليه الباب وقال له : تعال اخرجنا مما ادخلتنا فيه
رأيت بدوية من أحسن الناس وجها ولها زوج قبيح فقلت لها ياهذه أترضين ان تكوني تحت هذا فقالت : ياهذا لعله احسن فيما بينه وبين ربه فجعلني ثوابه وأسات فيما بيني وبين ربي فجعله عذابي افلا ارضى بما رضي الله به
اضاع احدهم قطعة ذهب فمضى اعرابي يبحث عنها ويقول
يا رب قدر لي في حماسي
وفي طلاب الرزق بالتماس
صفراء تجلو كسل النعاس
فضربته عقرب صفراء حرمته النوم فجعل يقول يا رب الذنب لي لاني لم ابين لك كل اوصافها اللهم لك الحمد والشكر فقيل له : ماتصنع اما سمعت قول الله تعالى ولئن شكرتم لازيدنكم فوثب جزعا وقال اللهم لاشكر لاشكرا
مرض جحا مرضا خاف منه ولما سئل عمن يرثه
قال: لاوارث لي
قيل له : وأمك
أجاب : طلقها ابي من زمان
سمع اعرابي ابا المكنون النحوي في حلقته وهو يقول في دعاء الاستسقاء : اللهم ربنا والهنا ومولانا صل على محمد نبينا اللهم ومن اراد بنا سوءا فأحط به كأحاطة القلائد على ترائب الولائد ثم ارسخه على هامته كرسوخ السجل على هام اصحاب الفيل اللهم اسقنا غيثا مغيثا سريعا مجلجلا مسحنفرا هزجا شحا ثجاجا طبقا غدقا متغنجرا فقال الاعرابي : ياخليفة نوح هذا الطوفان ورب الكعبه دعني اوي الى جبل يعصمني من الماء
سال رجل (عمر بن قيس ) عن الحصاة من حصى المسجد يجدها الانسان في ثوبه او خفه او جبهته
فقال له :ارم بها
فقال الرجل : زعموا انها تصيح حتى ترد الى المسجد
قال : دعها تصيح حتى ينشق حلقها
قال الرجل : اولها حلق
قال عمر: فمن اين تصيح اذا
قيل انه لم يكن في (عمرو بن معدي كرب) خصلة رديئه الا الكذب ومرة وقف بالمربد يتحدث الى الناس بقوله
اغرت يوما في الجاهلية على بني مالك فخرجوا مستنجدين ((بخالد بن الصعقب)) فحملت عليه بالصمصامة فقطعت راسه وكان (خالد) حاضرا فقال احدهم يا (ابا ثور) ان قتيلك يسمع كلامك فاكمل عمرو: اسكت انما انت جليس فاسمع او قم ثم التفت الى خالد وقال : لاعليك ياابن اخي انما نرهب هؤلاء القوم بمثل هذه الاخبار ومضى في حديثه فلم يقطعه
جلست عجوز من الاعراب الى فتيان يشربون نبيذا فسقوها قدحا فطابت نفسها فتبسمت فسقوها قدحا اخر فاحمر وجهها وضحكت فسقوها ثالثا فقالت: خبروني هل نساؤكم يشربن هذا
قالوا نعم
قالت: والله ان صدقتم مافيكم من يعرف اباه
سأل تيمورلنك -الملك المتسلط - جحا يوما :تعلم ياجحا أن خلفاء بنى العباس
كان لكل منهم لقب اختص به فمنهم "الموفق بالله" و"المتوكل على الله"
و"المعتصم بالله" وماشابه ذلك ,فلو كنت انا واحداَ منهم فماذا كان يجب
أن اختار من الالقاب فأجاب جحا فورا :ياصاحب الجلالة لاشك بأنك كنت
تدعى بلقب (( نعوذ بالله ))
أوقد أعرابى نارا يتقى بها برد الصحراء فى الليالى القارسة ,ولما
جلس يدفأ مرتاحا قال : اللهم لاتحرمنيها لا فى الدنيا ولا فى الآخره
نظر طفيلى الى قوم ذاهبين 0 فلم يشك أنهم فى دعوة الى وليمه,فقام
وتبعهم فاذا هم شعراء قد قصدوا السلطان بمدائح لهم 0فلما أنشد كل
واحد منهم شعره وأخذ جائزته لم يبق الا الطفيلى وهو جالس ساكت
فقال له : أنشد شعرك 0 فقال : لست بشاعر 0 فقال :فمن أنت قال :
أنا من الغاوين الذين قال الله فى حقهم (والشعراء يتبعهم الغاوون))
فضحك السلطان وأمر له يجائزة الشعراء
وقف أعرابى على باب بخيل فلم يقدم له شيئا
فتركه وهو يردد
والله والله مرتــــين **** لحفر بئر باءبرتين
ونقل بحرين زاخرين **** على صـعيـدبنخلين
وكنس أرض الحجازطرا **** فى يوم ريح بريشتين
وغسل عـبـدين أسودين **** حـتى يصيرا أبيضين
ولا وقوفى على لئيم **** يضيع منه حياء عينى
مرض رجل وعنده امرأة قد مات عنها خمسة أزواج فقعدت عند رأسه
تبكى وتقول : الى من تتركنى فرفع رأسه وقال: الى الزوج
السادس الشقى
|

14-02-2006, 09:18 AM
|
رب اغفر لي و لوالدي
|
|
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
|
|
أحرم الشيخ علي بن سالم المارد يني ، نور الدين ، بصلاة المغرب ، فأحرم معه بالصلاة رجل من العوام ، فأطال جداً ، ثم لما سلم قال له : هل غلطت في الصلاة فقال له العامي : أنا الذي غلطت بصلاتي معك .
وعن بكر الصيرفي ، سمعت أبا علي صالح بن محمد [ الملقب جزرة ] قال :
دخلت مصر فإذا حلقة ضخمة ، فقلت : من هذا
قالوا : صاحب نحو .
فقربت منه ، فسمعته يقول : ما كان بصاد جاز بالسين .
فدخلت بين الناس ، وقلت : صلام عليكم يا أبا سالح ، سليتم بعد
فقال لي : يارقيع أي كلام هذا
قلت : هذا من قولك الآن .
قا ل : أظنك من عياري بغداد
قلت : هو ماترى .
قال جعفر بي أبي عثمان :
كنا عند يحي بن معين ، فجاءه رجل مستعجل ،
فقال : يا أبا زكريا حدثني بشيء أذكرك به .
فقال : اذكرني أنك سألتني أن أحدثك فلم أفعل
قال عيسى بن يونس : أتى الأعمش أضياف ، فأخرج إليهم رغيفين فأكلوهما . فدخل فأخرج لهم نصف حبل قتّ [ القتّ : علف البهائم ] ، فوضعه على الخوان ، وقال : أكلتم قوت عيالي فهذا قوت شاتي فكلوه.
عن حسين بن واقد قال : قرأت على الأعمش ، فقلت له : كيف رأيت قراءتي قال : ما قرأ عليّ علجٌ أقرأ منك .
كان أبوسلمة بن عبد الرحمن بن عوف مع قوم ، فرأوا قطيعاً من غنم ، فقال أبو سلمة : اللهم إن كان في سابق علمك أن أكون خليفة فاسقنا من لبنها ، فانتهى إليها فإذا هي تيوس كلها .
عن الأعمش قال:
أتى رجل إلى الشعبي فقال : ما اسم امرأة ابليس فقال : ذلك عُرس ما شَهدِتُه .
روى مجالد ، أن رجلاً مغفلاً لقي الشعبيّ ومعه امرأة تمشي ، فقال : أيُكما الشعبيُّ قال : هذه .
وحكى الأصمعي قال : ضلت لي إبل فخرجت في طلبها ، وكان البرد شديداً ، فالتجأت إلى حي من أحياء العرب ، وإذا بجماعة يصلون وبقربهم شيخ ملتف بكساء وهو يرتعد من البرد الشديد وينشد :ـ
أيــــا ربِّ إن الــبرد أصــبـح كالحاً..وأنــــت بــحــالي يـا إلـهي أعلم
فإن كنت يوماً في جهنم مدخلي..ففي مثل هذا اليوم طابت جهنم
قال الأصمعي : فتعجبت من فصاحته ، وقلت له : يا شيخ أما تستحي تقطع الصلاة وأنت شيخ كبير ، فأنشد يقول :ـ
أيطمع ربي في أن أصلي عارياً...ويكسو غيري كسوة البرد والحرّ
فوالله لا صليت ما عشت عارياً...عشاء ولا وقت المغيب ولا الوتر
ولا الصبح إلا يوم شمس دفيئة...وإن غمّمت فالويل للظهر والعصر
أصلي له مهما أعيش من العمر
وأن يكسني ربي قميصا وجبة
قال : فأعجبني شعره وفصاحته ، فنزعت قميصي وجبة كانا عليّ ودفعتهما إليه ، وقلت له : البسهما وقم ، فاستقبل القبلة وصلى جالساً ويقول :ـ
إليك اعتذاري من صلاتي جالساً ...عــلى غـير ظــهر مـومـياً نحو قبلـــتي
فـــمــالــي بـبــرد يـا رب طــاقــة...ورجلاي لا تقوى على ثــنــي ركبـتــي
ولــكـــنــنـي أسـتـغفر الله شاتياً...وأقــضـــيــها يـــا رب فــي وجه صيفتي
وأن أنا لــم أفـعـل فـأنـت مـحكم ..بما شئت من صفعي ومن نتف لحيتي
قال: فعجبت من فصاحته ، وضحكت عليه وانصرفت
أحضر رجل ولده إلى القاضي فقال : يا مولانا إن هذا ولدي يشرب الخمر ولا يصلي ، فأنكر ولده ذلك ، فقال أبوه : يا سيدي أفتكون صلاة بغير قراءة فقال له القاضي ، اقرأ حتى أسمع فقال :ـ
علق القلب الربابا ..بعدما شابت وشابا
إن ديــن الله حق ..لا أرى فــيه ارتـيـابا
فقال أبوه : إنه لم يتعلم هذا إلا البارحة ، سرق مصحف الجيران وحفظ منه ، فقال القاضي : وأنا الآخر أحفظ آيه منها وهي :ـ
فارحمي مضنىً كئيبا ..قد رأى الهجر عذابا
ثم قال القاضي : قاتلكم الله يعلم أحدكم القرآن ولا يعمل به
تحاكم الرشيد وزبيدة إلى أبي يوسف القاضي في الفالوذج واللوزينج أيهما أطيب ، فقال أبو يوسف : أنا لا أحكم على غائب ، فأمر الرشيد بإحضارهما ، وقدما بين يدي أبي يوسف ، فجعل يأكل من هذا مرة ومن هذا مرة حتى نصف الجامين ثم قال : يا أمير المؤمنين ما رأيت أعدل منهما كلما أردت أن أحكم لأحدهما أتى الآخر بحجته
كان لبعضهم ولد نحوي يتقعر في كلامه . فاعتل أبوه علّة شديدة أشرف منها على الموت ، فاجتمع عليه أولاده ، وقالوا له : ندعو لك فلاناً أخانا ، قال : لا إن جاءني قتلني ، فقالوا : نحن نوصيه أن لا يتكلم ، فدعوه ، فلما دخل عليه قال له : يا أبتِ قل لا إله إلا الله تدخل بها الجنة وتفوز من النار ، يا أبتِ والله ما أشغلني عنك إلا فلان ، فإنه دعاني بالأمس ،فأهرس وأعدس واستبذج وسكبج وطهبج وأفرج ودجج وأبصل وأمضر ولوزج وافلوزج فصاح أبوه غمضوني ، فقد سبق ابن الكلبة ملك الموت إلى قبض روحي
خرج المهدي يتصيّد ، فغار به فرسه حتى وقع فــــي خــباء أعرابي ، فقال: يا أعرابي هــل مـــن قرى ( أي طعام الضيف ) ، فأخرج له قرص شعير ، فأكله ثمّ أخرج له فضلة من لبن فسقاه ، ثـمّ أتاه بنبيذ في ركوة فسقاه ، فلما شرب قال : أتدري من أنا قال : لا ، قال : أنا من خدم أمير المؤمــنين الخاصة ، قال : بـارك الله لك فـي مـوضـعك ، ثمّ سقاه مرة أخرى ، فشرب فقال : يا أعرابي ، أتدري من أنا قال : زعـمـت أنـك مـن خـدم أمـيـر المـؤمنين الخاصة ، قال : لا ، أنا من قوّاد أمير المؤمنين ، قــــال : رحبت بلادك وطاب مرادك ، ثمّ سـقـاه الـثالثة ، فلما فرغ قال : يا أعرابي ، أتدري من أنا قال : زعمت انك من قوّاد أمير المؤمنين ، قال : لا ، ولـكـنـي أمـيـر الـمـؤمنين . قال : فأخذ الأعرابي الركوة فــوكــأها وقال : إليك عني ، فوالله لو شربت الرابعة لادعيت انّك رسول الله ، فضحك المهدي حتــى غــشـي عليه ، ثمّ أحاطت به الخيل ، ونزلت إليه الملوك والأشراف ، فطار قلب الأعــرابـــي فقال له : لا بأس عليك ولا خوف ، ثمّ أمر له بكسوة ومال جزيل
كان أحد الخلفاء العباسيين يتجول في المدينة، فشاهد مجموعة مـــن الصبية يلعبون وهناك في الجانب البعيد شاهد أحدهم يعبث بلباسهم ويقول شعرا لم يسمع أعذب منه فاقترب ليسمعه يقول:
قولـي لطيفـك ينثنـي عـن مقلتـي عنـد الرقـاد
كيما أنام وتنطفـي نــار توقـــد فــــي فـــؤادي
أمــا أنــا فكمــا عهدتـي فهـل لوصلــك من نفـاذ
دنـــف تقلبـــه الأكــف علــى فـــراش مــن قتـــاد
فدنا من الخليفة وقال له يا غلام لمن هذا الشعر
قال هو لي فاستغرب الخليفة ولم يبادر الي تكذيبه وقال: إن كان كان هذا الشعر لك حقا فقل مثله وابق المعنى وغير القافية.. فأنشد الفتى قائلا:
قولـي لطيفـك ينثنـي عـن مقلتـي عنـد المنام
كيما أنام وتنطفـي نــار توقـــد فــــي عظامي
أمــا أنــا فكمــا عهدتـي فهـل لوصلــك من دوام
دنـــف تقلبـــه الأكــف علـى فـــراش مــن سقامي
فقال له الخليفة: إن كنت صادقا حقا فابق المعنى وغير القافية.. فانشد الفتى:
قولـي لطيفك ينثني عن مقلتي عند الهجوعي
كيما أنام وتنطفـي نــار توقـــد فــــي ضلوعـي
أمــا أنــا فكمـا عهدتـي فهل لوصلـك من رجوعي
دنـــف تقلبــه الأكــف علــى فـــراش مــن دموعي
فقال له الخليفة: من أنت،، فحمل ملابس أصحابه ثم مضى أمام دهشة الخليفة ومن معه وكان لـ (ديك الجن) الشاعر المشهور بعد ذلك شأنا.
دخل شاعر على أحد الأمراء ليمتدحه قاصدا أن يحصل علـى جائزة، فأسرف في مدح الأمير، وكلما انتهى من قصيدة انتظـر الجائـزة دون جدوى؛ فيبدأ بقصيدة أخرى، إلا أن انتهـى ما عنده؛ وكـان عند الأمير جاريـــة سـوداء اسمهـا "خالصة" وعليهـا حلـيّ وجواهر تفوق ما عنـد الأحرار، فخرج الشاعر من عند الأمير وكتب على الباب..
لقـد ضــاع شعـري علـى بابكـم..كمــــا ضــــاع درٌّ علــــى خالصـــــة
فأسرع أحد الحراس وأخبر الأمير؛ فغضب غضبا شديدا وأمر بإحضاره؛ فذهـب الحـارس وأحضـر الشاعـر فعندمـا وصل عنـد البيـت المكتـوب مســح الجزء الأسفـل مـن حرف ( ع ) في كلمتـي ( ضاع )، فسألـه الأميـــر: ماذا كتبت على بابنا فقال: كتبت هذا البيت..
لقـد ضـــاء شعـري علـى بابكـم ..كمــــا ضـــــاء در علــــى خالصـــــة
فانفرجت أسارير الأمير وأمر له بجائزة.
وقد قيل: إنّ شَريك بن الأعور دخل على معاوية، وكان رجلاً دميماً، فقال له معاوية: إنك لدميم والجميل خير من الدميم، وإنك لشريك ومالله من شريك، وإنّ أباك لأعور والصحيح خير من الأعور، فكيف سُدْت قومك
فقال له: إنك لمعاوية، وما معاوية إلا كلبة عَوَتْ فاستعوت الكلاب، وإنك ابن صخر والسهل خير من الصخر، وإنك لابن حرب والسلم خير من الحرب، وإنك لابن أمية وما أمية إلا أمة فصُغرِّت، فكيف أصبحت أمير المؤمنين
ثم خرج من عنده وهو يقول:
أيشـــــتُمـــــني مـــعاويةُ بنُ حربٍ وسيقي صـــــارمُ ومـــعي لساني
وحــــولي مــــن بـني قومي ليوثٌ ضـــــراغــــمةٌ تهمش إلى الطِّعانِ
يُعــــيرُ بـــــالدمامـــــةِ مـــن سقاه وربـــــاتُ الخــــدور مـن الغوانـي
قال معاوية يوماً لأهل الشام، وعنده عقيل بن أبي طالب: هل سمعتم قول الله عز وجل: (تبت يدا أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب).
قالوا: نعم. قال: فإن أبا لهب عم هذا الرجل، وأشار إلى عقيل، فقال عقيل: يا أهل الشام، هل سمعتم قوله تعالى: (وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد). قالوا: نعم. قال: فإنها عمة هذا الرجل وأشار إلى معاوية.
قال معاوية لجارية بن قدامة: ما كان أهونك على أهلك إذ سموكَ جارية.
قال: ما كان أهونك على أهلك إذ سموك معاوية، وهي الأنثى من الكلاب.
قال: لا أُمّ لك
قال: أمي ولدتني للسيوف التي لقيناك بها في أيدينا.
قال: إنك لتهددني
قال: إنك لم تفتحنا قسراً ولم تملكنا عنوةً، ولكنك أعطيتنا عهداً وميثاقاً وأعطيناك سمعاً وطاعة، فإن وفيتَ لنا وفينا لك، وإن فزعت إلى غير ذلك، فإنا تركنا وراءنا رجالاً أشداء وألسنة حداداً.
قال له معاوية: لا كثر الله في الناس أمثالك.
قال جارية: قل معروفاً وراعنا، فإن شر الدعاء المحتطب.
صعد جحا يوما الى المنبر وقال : أيها الناس هل تعلمون ما سأقول لكم
فقالوا : لا
قال : حيث أنكم لا تعلمون فلا فائدة للوعظ في الجهال .
ونزل من فوق المنبر , ثم صعد يوما آخر وقال : أيها الناس هل تعلمون ما سأقول لكم
فقالوا بصوت واحد : نعم
فقال : حيث أنكم تعلمون , فلا فائدة من اعادته ثانية .
ونزل من فوق المنبر , فاتفقوا على أن يقول جماعة منهم نعم , وجماعة لا
فصعد جحا المنبر وقال : أيها الناس هل تعلمون ما سأقول لكم
فقال بعضهم : نعم , وقال بعضهم : لا
فقال : اذاً على الذين يعلمون أن يُعلّموا الذين لا يعلمون . ونزل
حضر جحا مائدة بعض الأغنياء , فقدم له جديا مشويا , فجعل جحا يسرع في الأكل منه فقال له صاحب الوليمة وكان لئيما : أراك تأكل منه أكل انتقام وكأن أمه نطحتك .
فقال جحا : وأراك تشفق عليه وكأن أمه أرضعتك .
سئل جحا : أيهما أفضل , المشي خلف الجنازة أم أمامها
فقال : لا تكن على النعش وامشي حيث شئت .
جاء رجل الى الجاحظ , وقال : اريدك أن تكتب الى صاحبك فلان كتابا توصيه فيه ان يساعدني في أمر احتاجه منه .
فكتب الجاحظ رسالة الى صاحبه , وختمها أعطاها للرجل , حمل الرجل الرسالة , ولما خرج من بيت الجاحظ فضها وقرأها فإذا فيها : (ارسل اليك هذا الكتاب مع شخص لا أعرفه فإذا ساعدته لن أشكرك , واذا لم تساعده ان ألومك )
فغضب الرجل وعاد الى الجاحظ حانقا . فقال الجاحظ : كأنك فضضت الرسالة وقرأت ما فيها .
قال الرجل : نعم .
فقال الجاحظ : لا تغضب , ما جاء في الرسالة انما هو علامة لي اذا أردت العناية بشخص .
قال الرجل : قطع الله يديك ورجليك ولعنك .
فقال الجاحظ : ما هذا
قال الرجل : هذه علامة لي اذا أردت أن أشكر شخصاً .
|

15-02-2006, 04:38 AM
|
رب اغفر لي و لوالدي
|
|
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
|
|
أختي على رسلك أنت التي نمت الآن عن هذا الموضوع و لم تتحفينا بتعاليقك الجميلة
قال الجاحظ : مررت بمعلم وهو يقرئ صبيا ( وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تقصص رؤياك على اخوتك فيكيدوا لك كيدا , وأكيد كيدا)
فقلت : ويحك , قد أدخلت سورة في سورة.
فقال : نعم , عافاك الله , اذا كان أبوه يدخل شهرا في شهر , فأنا ادخل سورة في سورة , فلا آخذ شيئا ولا ابنه يتعلم شيئا
كان الجاحظ واقفا أمام بيته , فمرت قربه امرأة حسناء فابتسمت له , وقالت :
لي اليك حاجة.
فقال : وما حاجتك
قالت : أريدك أن تذهب معي
قال الى أين
قالت اتبعني دون سؤال
فتبعها الجاحظ الى أن وصلا الى دكان صائغ . وهناك قالت المرأة للصائغ :
مثل هذا , ثم انصرفت.
عندئذ سأل الجاجظ الصائغ عن معنى ما قالته المرأة , فقال له : لا مؤاخذ يا سيدي , لقد اتتني المرأة بخاتم , وطلبت مني أن أنقش عليه صورة شيطان , فقلت لها : ما رأيت شيطانا في حياتي . فأتت بك الى هنا لظنها انك تشبهه .
قال أبو النواس في بخيل اسمه (الفضل):
رأيت الفضل مكتئبا يناغي الخبز والسمكا
فقطب حين أبصرني ونكس رأسه وبكى
فلما أن حلفت له بأني صائما ضحكا
أبصر الرشيد أبا نواس , وفي يده زجاجة من الخمر , فسأله : ماذا في يدك يا أبا نواس
فأجاب : زجاجة لبن يأمير المؤمنين .
فقال الخليفة: هل اللبن أحمر اللون
فقال : أحمرت خجلا منك يا أمير المؤمنين .
فأعجب الخليفة من بداهته , وعفا عنه.
قيل: بينما كان أمير المؤمنين هارون الرشيد في مجلسه وعن يمينه ويساره الوزراء والعظماء من أهل مملكته وأصحاب الرأي عنده. دخل عليه حاجبه معلنا قدوم أبي نواس , فقال الخليفة : دعه ينتظر قليلا.
ثم نظر الى جاسائه وقال : هذه فرصة سانحة نضحك فيها على أبي نواس ويجب أن أستحضر لكل منكم بيضة تخبوئنها في طيات ثيابكم حتى أذا دخل أبو نواس , يتكلم كل واحد منكم بكلام فيتكلم أحدكم كلمة أغضب عليكم عند سماعها , وأقول : يا لكم من ضعاف مثل الفراخ.
تالله أذا لم تفعلوا مثل الدجاج ويبيض كل منكم بيضة لاقطعن رقابكم .
فقالوا : سمعا وطاعة يا أمير المؤمنين.
وعندئذ طلب الخليفة الحاجب وقال له : اذهب فاستحضر ست بيضات , ولا تدع أحدا يراك , خصوصا أبو نواس , فخرج الحاجب .
وعاد منفذا أمر الخليفة وأعطى لكل من الجالسين بيضة, خبأها بين طيات ثيابه , وجلسوا ينتظرون .
ودخل أبو نواس فسلم على أمير المؤمنين سلام الخلافة , وأظهر الرشيد انتباهه الى حديث جلسائه , ونطق أحدهم بكلمة .
فغضب منها الرشيد غضبا شديدا فصاح بهم : ويحكم أيها الجبناء أنكم مثل الدجاج , ولاأجد فرقا بينكم وبينهم والله ان لم يبيض كل منكم بيضة لاقطعن رقابكم.
فأظهروا الاضطراب والخوف , وأخذوا يفعلون كما تفعل الفراخ . وبعد قليل مذ الاول منهم يده الى استه , فأخرج بيضة وقال: هاهي بيضتي ياأمير المؤمنين
وأعقبه الثاني والثالث الى السادس , وكان الخليفة يقول لكل من يقدم بيضه : قد نجوت.
ولما جاء دور أبو نواس وقف على قدميه ومشى حتى توسط الجميع , وصار أمام الخليفة وجها لوجه , ثم صار يقول: كاك , كاك, كاك . كما يفعل الديك بين زوجاته الدجاج , ثم ضرب ابطيه على بعضهما , وصاح بأعلى صوته كما يفعل الديك تماما , وقال كوكو , كو.
فقال الخليفة: ما هذا يا أبو نواس .
فقال أبو نواس : عجبا يا أمير المؤمنين , هل رأيت دجاجا تبيض من غير ديك هؤلاء فراخك وانا ديكهم. فضحك الخليفة حتى كاد يسقط عن كرسيه , وقال له : يالك من خبيث ماكر, تالله لولم تكن فعلت ذلك لعاقبتك ,ثم امر له بهدية ومال معجبا بذكائه.
أشعب ومعه ابنه بجنازة خلفها أمراءه تبكي وتقول:
الآن يذهبون بك الى بيت لا فراش فيه , ولا غطاء , ولا ضيافة ولا خبز وماء.
فقال ابنه : يا أبت , الى بيتنا والله يذهبون.
سمع أشعب احدى المغنيات تقول: اللهم لا تمتني حتى تغفر لي ذنوبي .
فقال لها أشعب : يا فاسقة , أنت لم تسألي الله المغفرة , وانما تسألينه طول العمر
سأل أشعب صديقا له : لماذا لا تدعوني أبدا الى طعامك
فأجاب صديقه : لانك شديد المضغ , سريع البلع , اذا أكلت لقمه هيات أخرى بسرعة .
فصاح أشعب : جعلت فداك , أتريدني أن أصلي ركعتين بين اللقمة والاخرى
مرت على أشعب أيام لم يذق فيها طعاما , ولم يجد سبيلا الى لقمة , وذات يوم بينما هو يمشي على جانب الطريق فاذا بقوم يتغدون , فقال لهم : السلام عليكم يا معشر اللئام فرفعوا أبصارهم اليه وقالوا : لا والله بل كرام.
فثنى أشعب في الحال , وجلس بينهم , وهو يقول : اللهم اجعلهم من الصادقين , واجعلني من الكاذبين .
ثم مد يده الى الطعام وهو يقول : ماذا تأكلون
فأرادو أن يوقفوا تهجمه , فقالوا في فتور : نأكل سما.
فحشا فمه , وهو يقول : الحياة بعدكم حرام .
وأخذ يأكل ويأكل , ولما رأوه على هذه الحال , قالوا له : أيها الرجل هل عرفت أحدا منا
فأشار أشعب الى الطعام , وقال : نعم , عرفت هذا .
ألحَّ سائلٌ على أعرابيّ أن يعطيه حاجةً لوجه الله ، فقال الأعرابيّ : والله ليس عندي ما أعطيه للغير .. فالذي عندي أنا أولى الناس به وأحقّ فقال السائل : أين الذين كانوا يؤثرون الفقير على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة فقال الأعرابيّ : ذهبوا مع الذين لا يسألون الناس إلحافا .
حكى الأصمعي قال : كنتُ أسير في أحد شوارع الكوفة فاذا بأعرابيّ يحمل قطعةً من القماش ، فسألني أن أدلّه على خياطٍ قريب . فأخذته إلى خياطٍ يُدعى زيداً ، وكان أعور ، فقال الخياط : والله لأُخيطنّه خياطةً لا تدري أقباء هو أم دراج ، فقال الأعرابيّ : والله لأقولن فيك شعراً لا تدري أمدحٌ هو أم هجاء .
فلما أتم الخياط الثوب أخذه الأعرابيّ ولم يعرف هل يلبسه على انه قباء أو دراج فقال في الخياط هذا الشعر :
خَاطَ لي زَيْدٌ قِبَاء ليتَ عينيه سِوَاء
فلم يدرِ الخياط أدُعاءٌ له أم دعاءٌ عليه .
حضر أعرابيّ مائدة سليمان بن عبد الملك فجعل يمدّ يديه فقال له الحاجب : كُلْ مما يليك ، فقال : من أخصب تخيّر ، فأعجب ذلك سليمان وقضى حوائجه
انفرد الحجاج يوماً عن عسكره فلقي أعرابيّاً فقال : يا وجه العرب كيف الحجاج قال : ظالم غاشم قال : فهلا شكوته إلى عبد الملك فقال : لعنه الله أظلم منه وأغشم ، فأحاط به العسكر فقال أركبوا البدويّ فأركبوه فسأل عنه فقالوا هو الحجاج فركض من الفرس خلفه وقال : يا حجاج ، قال : مالك ، قال : السر الذي بيني وبينك لا يطلع عليه أحد ، فضحك وخلاه .
قال أعرابيّ لرجل رآه سميناً : أرى عليك قطيفة من نسج أضراسك .
قال هشام بن عبد الملك يوماً لأصحابه : من يسبني ولا يفحش وهذا المطرف له ، وكان فيهم أعرابيّ فقال : ألقهِ يا أحول ، فقال خذه قاتلك الله .
أقبل أعرابيّ يريد رجلاً وبين يدي الرجل طبق تين ، فلما أبصر الأعرابيّ غطى التين بكسائه والأعرابيّ يلاحظه ، فجلس بين يديه فقال له الرجل : هل تحسن من القرآن شيئاً ، قال : نعم ، قال إقرأ ، فقرأ : والزيتون وطور سينين ، فقال الرجل فأين التين فقال الأعرابيّ : التين تحت كسائك .
تزوج شيخ من الأعراب جاريةً من رهطه ، وطمع أن تلد له غلاماً فولدت له جارية ، فهجرها وهجر منزلها وصار يأوي إلى غير بيتها ، فمر بخبائها بعد حول وإذا هي تُرَقِّص بُنَيَّتَها منه وهي تقول :
ما لأبي حمزة لا يأتينـا يظل في البيت الذي يلينا
غضبان أن لا نلد البنينا تالله ما ذلك في أيدينــــا
وإنما نأخذ ما أعطينا
فلما سمع الشيخ الأبيات مَرَّ نحوهما حتى ولج عليهما الخباء وقبل بُنيّتها وقال : ظلمتكما ورب الكعبة .
أُحضر أعرابيّ سرقَ إلى عبد الملك بن مروان فأمر بقطع يده ، فأنشأ يقول :
يدي يا أمير المؤمنين أُعيذهـــــا بعفوِكَ ان تلقى مكاناً يشينها
ولا خيرَ في الدنيا وكانت حبيبةً إذا ما شمالي فارقتها يمينهـا
فأبى إلا قطعه ، فقالت أُمه : يا أمير المؤمنين ، واحدي وكاسبي ، قال : بئس الكاسب كان لك ، وهذا حد من حدود الله ، قالت : يا أمير المؤمنين ، إجعله من بعض ذنوبك التي تستغفر الله منها فعفا عنه .
وقف أعرابيّ على أبي الأسود الدؤلي وهو يتغدى فسلم فرد عليه ثم أقبل على الأكل ، ولم يعزم عليه . فقال له الأعرابيّ : أما اني قد مررت بأهلك . قال كذلك كان طريقك . قال وإمرأتك حبلى . قال كذلك كان عهدي بها . قال قد ولدت . قال كان لا بد لها أن تلد . قال ولدت غلامين . قال كذلك كانت أمها . قال مات أحدهما . قال ما كانت تقوى على إرضاع أثنين . قال ثم مات الآخر . قال ما كان ليبقى بعد موت أخيه . قال وماتت الأُم : قال حزناً على ولديها . قال ما أطيب طعامك . قال لأجل ذلك أكلته وحدي والله لا ذقته يا أعرابيّ .
خرج أعرابيّ قد ولاه الحجاج بعض النواحي فأقام بها مدة طويلة ، فلما كان في بعض الأيام ورد عليه أعرابيّ من حيه فقدم اليه الطعام . وكان إذ ذاك جائعاً فسأله عن أهله وقال : ما حال ابني عمير ، قال على ما تحب قد ملأ الارض والحي رجالاً ونساءً . قال فما فعلت أم عمير قال صالحة أيضاً . قال فما حال الدار قال عامرة بأهلها قال وكلبنا ايقاع . قال ملأ الحي نبحاً قال فما حال جملي زريق . قال على ما يسرك . قال فالتفت إلى خادمه ، وقال ارفع الطعام فرفعه ، ولم يشبع الأعرابيّ ، ثم أقبل عليه يسأله وقال : يا مبارك الناصية أعد عليّ ما ذكرت . قال سل عما بدا لك قال فما حال كلبي ايقاع ، قال مات قال وما الذي أماته قال اختنق بعظمة من عظام جملك زريق فمات . قال : أومات جملي زريق . قال نعم . قال وما الذي أماته قال كثرة نقل الماء إلى قبر أم عمير ، قال أوماتت أم عمير قال ، نعم . قال وما الذي أماتها قال كثرة بكائها على عمير . قال أومات عمير . قال نعم . قال وما الذي أماته قال سقطت عليه الدار . قال أوسقطت الدار قال نعم . قال فقام له بالعصا ضارباً فولى من بين يديه هارباً .
ساوم أحد الأعراب حنيناً الإسكافي على خفين ، ولكنه لم يشترهما بعد جدل طويل ، فغاظ حنيناً جدل الأعرابي ، فقام وعلّق أحد الخفين في طريق الأعرابي ، ثم سار وطرح الآخر في طريقه ، وكمن له . فلما مر الأعرابي ورأى أحد الخفين قال : ما أشبه هذا بخف حنين ولو كان معه الآخر لأخذته ، فتقدّم ورأى الثاني مطروحاً ، فندم على تركه الأول ، فنزل وعقل راحلته ، ورجع إلى الأول ، فذهب حنين براحلته ، ورجع حنين وليس معه إلا الخفان ، فقال له قومه : ما الذي جئت به من سفرك فقال : جئت بخفي حنين .
|
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
|
|
خيارات الموضوع |
بحث في هذا الموضوع |
|
|
طريقة العرض |
النمط الشجري
|
قوانين المشاركة
|
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود HTML غير متاح
|
|
|
حوار الخيمة
العربية 2005 م
|