عندما تكون الخطوط متوازية ، فقد تشكل لوحة جميلة ، ان كانت ألوانها متفاوتة ، ولكنها متناغمة .. وفي حالات تناقضها وتنافرها ، فقد يراها البعض جميلة ويشكل تنافرها نمطا مستحدثا من التأنق .. كأن تعقد ربطة عنق قاتمة على قميص فاتح .. أو يلبس حذاء (أكرمكم الله) ذا لون قاتم على بذلة (قاط) فاتح .. فان ذلك يبدو مقبولا ..
وأحيانا يذهب الرسامون الى أبعد من ذلك ، فيخلطون ألوانا متنافرة في خطوط متوازية أحيانا ، ومتشابكة في كثيرة من الأحيان ، ويعطون تلك النمطية من الفن أسماء متطورة ، فيقف بعض من يتجول في أروقة معرض للوحات .. يهز رأسه مبتسما ، وفي الغالب لا يكون يدرك ما عنى الرسام ، وقد يكون الرسام يأخذ أهميته من الغموض الذي يلف به لوحته ..
في الشأن الأيديولوجي ، يتخذ أناس موقفا ، من خط أيديولوجي آخر ، قبل حدوث عشرات الأحداث التي تستخدم في البرهنة على ذلك الموقف .. فالموقف قد أتخذ منذ زمن .. فالاستعانة بفهرس الأحداث التي تحدث فيما بعد ، تعتبر نمطا من الخداع على الذات وعلى المحاور أيضا ..
إن النشاط الإيبستمولوجي في تفسير الأحداث ، لا يمر عبر الكراهية و الحب بقدر ما ينطلق من منظومة معرفية كانت قضبان تسليحها ، قد رصفت على هامش المصلحة الفئوية الجماعية منذ وقت مبكر ..
فاختصار الحوار ، في بعض الأحيان عندما يفقد غاياته الدياليكتيكية ، التي تصنع مركبا ، ينتج نتيجة تعاطي الفكرة مع نقيضها بالأحوال الذهنية السوية ، ليكون المركب ضامنا لبقاء حيوية النقاش ، بما يخدمه منهجيا ..
بالمقابل فان التسليم بعبثية الجدل ، بوقت مبكر ، وان كان ينطلق من عمق الحدس ، بما سيؤول له .. سيجعل الآخرين يعيشون ولو للحظات بأن حالة من الاستسلام أو التسليم بوجاهة المحاور الآخر قد حدثت ..
لكن في الحقيقة .. لا
__________________
ابن حوران
|