عجب العجاب !!

[دايم العلو]

( 5 )

كنت في محل لبيع الحلويات والمكسرات كعادتي في نهاية كل أسبوع
فاخترت عدة أنواع من الحلوى
وعند الحساب طلب مني البائع مبلغاً يفوق مبلغ الحلوى الذي أنا أعرفه
المهم جلست أناقش البائع في سبب الزيادة قال لي والتكشير يملء وجهه
أنت أخترت بنفسك ولو أخذت من المعروض لكان السعر أقل !!
قلت طيب يا أخي المعروض نفس النوعية وأنا ( زبون ) عندك
ودائماً آخذ بنفسي مايطيب لي ..
دار حوار قصير بيني وبينه وفي الأخير قال هذا السعر بيعجبك خذ ولا توكل !!
قالها هكذا .. طبعاً هو يقولها ووجه عبوس كعادته
عندها غادرته وتركت محله بل إني عملت مقاطعة له إلى يوم الدين
ولم أكتفي بذلك بل أخبرت كل من عرفته من الأقارب وربما الجيران
بمقاطعة ذلك المحل !!
هكذا انتصرت لنفسي والبائع لم يسب أو يتلفظ بل لأنه كشر
وكلمني بطريقة غير لائقة وقد يكون تصرفي بمقاطعته وإعلان المقاطعة عليه
من جميع الأهل والأقارب عجيباً
لكن الأعجب منه وهو أن نرى نبينا وقدوتنا وحبيبنا وقرة أعيننا بأبي هو أمي
صلوات ربي وسلامه عليه نراه يهان ويشتم ويصور بأبشع الصور
ثم يتهاون البعض في نصرته .. بل ويهون من أمر مقاطعة من اعتدى عليه
يالذل نعيش فيه .. ننتصر لأنفسنا ونعلن المقاطعة على محلات بسبب تصرف فرد
وربما لا يكون هو صاحب المحل بل عامل فيه ثم نتهاون في نصرة خير البرية
إنها وقفات لا بد أن نقفها مع أنفسنا
لو أن صاحب المحل تلفظ أو سب أمي أو أمك والله لنقوم الدنيا ولن نقعدها
حتى نأخذ حقنا من ذلك العامل
فكيف بخير البشر ؟؟!! وكيف بمن هو أحب من آبائنا وأمهاتنا بل من أنفسنا
كيف نتهاون في مقاطعة وكره من اعتدى عليه
فعذرا يارسول الله إن فترنا أو تهاونا !!
وعذراً يا رسول الله لأن أنفسنا وأموالنا وأهلونا ودنيانا أصبح حبها يملء قلوبنا
وعذراً يارسول الله فنحن في عجب العجاب
صلى الله عليك يارسول الله

دائم العلو
18 / 1 / 1427 هـ