من أراد أن تقر عينه بالنصر على اليهود والنصرى(4):- الخامس : أنهم بهذه العمليات يقتلوا المؤمنين لا المقاتلين فإذا قيل قد فعل البراء مثل هذه العمليات الانتحارية فيما رواه بن عبد البر في كتاب الاستيعاب (1-154) دار الجيل فقال حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي قال حدثنا أبي قال حدثنا عبد الله بن يونس قال حدثنا بقي بن مخلد قال حدثنا خليفة ابن خياط قال حدثنا بكر بن سليمان عن أبي إسحاق قال زحف المسلمون على المشركين في اليمامة حتى ألجئوهم إلى الحديقة وفيها عدو الله مسيلمة فقال البراء يا معشر المسلمين القوني عليهم فاحتمل حتى إذا أشرف على الجدار اقتحم فقاتلهم على الحديقة حتى فتحها على المسلمين ودخل عليهم المسلمون فقتل الله مسيلمة . قلنا هذا الأثر ( سنده ضعيف ) فيه عدة علل بكر بن سليمان وهو أبو يحيى البصري الاسواري قال عنه أبو حاتم ( مجهول ) والانقطاع . فابن إسحاق لم يشهد البراء وقال خليفة : وحدثنا الأنصاري عن أبيه ثمامة عن انس قال : رمى البراء بنفسه عليهم فقاتلهم حتى فتح الباب وبه بضع وثمانون جراحه من رميه بسهم وضربة فحمل إلى رحله يداوى فأقام عليه خالد شهراً . وهذا السند معلق وهو من أقسام الضعيف فلم يذكر الرجال قبل خليفة الخياط إلا أن يكون سند خليفة في مصنف له على أن في سنده عبدالله بن مثنى بن
عبدالله بن انس روى عن عمه ثمامة بن عبدالله بن انس : قال النسائي : ليس بالقوي وقال يحيى بن معين : ليس بشيء قال العقيلي : لا يتابع على كثير من حديثه وقال الدارقطني ضعيف ووثقه مره وقال أبو حاتم ( صالح ) قلت فمثله لا يقبل تفرده ولذلك قال بن حجر في التقريب : (صدوق كثير الغلط ) وهذه مرتبة الضعف فيكون سنده ضعيف (1)
فهذه أسانيد كما ترى لا تقوم بها حجة ولو قامت لما كان دليلا للعمليات الانتحارية ومواجهة الأعداء واستفزازهم وقت الضعف فإن في رواية محمد بن إسحاق أن المسلمين زحفوا إلى المشركين في اليمامة حتى الجئوهم إلى الحديقة و فيها عدو الله مسيلمة فقال البراء يا معشر المسلمين القوني عليهم فاحتمل حتى إذا اشرف على الجدار اقتحم فقاتلهم على الحديقة حتى فتحها على المسلمين ودخل عليهم المسلمون فقتل مسيلمة . فإن البراء لم يتيقن الموت كما يفعل اليوم بعض المنتحرين بل انه نزل في الحديقة لفتح الباب ثم فتحه للمسلمين . نعم كان الخطر كبير لكن النجاة محتمله ثم انه قد تحققت مصلحه كبرى جدا وهى فتح الباب وتحقق النصر وقتل مسيلمة الكذاب وعاش بعدها البراء شهر يداوى ولكن هذه العمليات والمواجهات تولد منها سحق للمسلمين في فلسطين بالدبابات والقناصة والطائرات وتيقن هلاك المفجر لنفسه فلا قياس إلا مع الفارق ثم إن المسلمين كانوا في قوه لما حاصروا الحديقة ولم يبقى لهم إلا فتح ذلك الحصن أما اليوم فالفلسطينيون محاصرون بقوه وقطع عنهم الدواء فلا تزيد العمليات الانتحارية إلا شراسة عليهم من قبل اليهود حتى ربما يفنوهم بالطائرات عن بكرة أبيهم فليس بعيد ذلك عن قتلة الأنبياء إخوان القردة والخنازير . وقد كان النبي
في المدينة وقت الضعف يسالمهم ولا يواجههم .فإياك أيها المسلم بعد هذا أن تشك في عقيدتك الموروثة عن الله و رسوله في الوعد بنصر الإسلام والمسلمين برؤيتك لهذه الهزائم والمذابح الجارية على المسلمين في مختلف بقاع الأرض فإن الله قد اشترط شرطا لنصر الأمة المسلمة على عدوها من اليهود والنصارى والمشركين والملحدين فقال(إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )في مسند الإمام أحمد (203) عن عمر بن الخطاب : فلما كان يوم العام المقبل عوقبوا(1)بمثل ما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء فقتل منهم سبعون وفر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه وسال الدم على وجهه فأنزل الله تعالى (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (آل عمران:165) فإذا فعلنا الأولى حقق الله لنا الثانية فهل حققنا الأولى في صلاتنا فصلينا كما صلى رسول الله وفى حجنا وعمرتنا وسائر عباداتنا ؟ هل اتبعنا الرسول بطلب العلم أم بالتقليد والعقل واختيار ما يوافق الهوى من فتاوى العلماء دون الرجوع للكتاب وما صح من السنة على فهم السلف الصالح فنصرة الله لا تكون بأوجه دون الأخرى بل بكل وجه يقدر عليه قال تعالى (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)(البقرة: من الآية85)فقد نصر الصحابة ربنا من كل وجه فنصرهم الله في كل معركة خاضوها مع الكفار ولما تركوا طاعة الرسول في الجهاد في وجه واحد(2)في أحد فنزل الرماة من الموضع الذي أمرهم النبي أن يبقوا فيه حصلت لهم الهزيمة،و قال تعالى ( أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ
قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (آل عمران:165)(1)فهل تكون هذه نذارة لمنتحري فلسطين وأطفال الحجارة بأن يصبروا ويجاهدوا أنفسهم على الصبر على ترك ما تركه رسول الله واصحابه من المواجهة وقت الضعف حتى يتربى الجيش المسلم على العقيدة الصحيحة و الدين الصحيح ويتقوى بالقوى التي تحقق قوله تعالى(وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ)(الأنفال:منالآية60)(2)فننصر الله فيتحقق عندئذ النصر ولا شك فإذا عرف السبب بطل العجب.فإن قيل ماذا يفعل الفلسطينيون اليوم وهم محاصرين يقتلون صباح مساء ؟
قلت:إن سبب هذه الانتفاضة الأخيرة دخول شارون أو غيره من اليهود المسجد الأقصى فانتفضوا غضباً ولم يعلنوا جهاداً في سبيل الله ولو أعلنه بعضهم فاستعجالا قبل الإعداد وقد نهى النبي عن العجلة وقال(العجلة من الشيطان )وكان الذي جرى على الصحابة من التعذيب والسخرية بالنبي عند الكعبة بإلقاء سلى الجزور على ظهره اعظم من ذلك ولم ينتفض النبي ولم يأذن له الله بذلك . فعليهم أن يتخذوا جميع التدابير التي اتخذها رسول الله وقت الضعف بتفادي المواجهة مع الأعداء والذي سيتولد منها مفسدة اكبر من مصلحة قتل ثلاثة أو مائه من الكفار من هجوم شرس بجميع الآلات العسكرية على المسلمين مما يهدم لبنات إقامة الدولة المسلمة التي شعارهـا(أن النصر مع الصبر )
فليس هناك رجل فيه مزعة عقل يقول يبقى المنتحرين وأطفال الحجارة ليفنيهم الجيش اليهودي الكافر يوم بعد يوم إلى أن تبقى السيادة لهم 100% فأما إن سألت عن التدابير التي اتخذها رسول الله ليقوي نفسه و أصحابه للكر على الكفار , فإن إتباع السنة في الجهاد يؤدى إلى الفتح والتمكين فليست العبرة بطول المدة فالصبر بإتباع الرسول ولو طالت المدة خير من العجلة باتباع الشيطان ثم الهزيمة(1) فنقول .
أولا: الهجرة إذا لم يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم بالأسلحة والعدة اللازمة لذلك كما هاجر الصحابة من مكة ولم يهاجروا أبدا , بل لما تقووا رجعوا إليها فاتحين.وإذا لم يتمكنوا من الهجرة عقد الصلح وهذه ليست مداهنه . فإذ صالح النبي الوثنيين لتحقن الدماء والاستعداد والتمكن فمصالحة أهل الكتاب من باب أولى ولو علم عنهم الغدر فاتباع السنة بركه وتركها حسرة فهذا أهون من القتال وقت الضعف الذي يولد مفسدة ترجح على مصلحة قتل الاثنين والعشرة منهم .(2) وقد كان النبي يعلم أنهم غدَّارون فهل نسخ الحكم بجواز الصلح معهم لمصلحة مؤقتة وإن غدروا في الصلح فهو أهون على المسلمين من ردة فعلهم بعد تلك العمليات.
ثانيا: التوقف التام عن المواجهة لأنها تزيد الكفار من اليهود شده على ما تبقى من المسلمين والكر عليهم بعد التقوي اقتداء بالرسول إلا في صوره واحدة أن يأتي اليهود فيدخلون البيوت للاغتيال وسرقة الأموال فيواجهوا إذا بدؤا بذلك فمن مات دون ماله فهو شهيد .(3)لا أن يبدأ المسلمون
برشقهم بالحجارة والعمليات التفجيرية المستفزة لهم فهم كالكلب الذي فيه داء يتقى الحكيم استفزازه تجنبا لشره حتى يتمكن بالقدرة من القبض عليه وقتله .
ثالثا: هدم جميع المنكرات المقامة في فلسطين من خمارات وغيرها قال النبي (إن القوم إذا ظهر فيهم المنكر فلم يغيروه أوشكوا أن يعمهم الله بعقاب من عنده )(1)رواه احمد عن أبى بكر مرفوعا.
رابعاً : أن يفتح باب الجهاد في سبيل الله من الخارج لمساعدة إخواننا من كل مكان لرفع الظلم عنهم فرضاً عينياً(2)قال صلى الله عليه وسلم : ( أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ). بدءً من القطر الذي يلي فلسطين فإذا لم يجدو فالقطر الذي بعده وهكذا حتى يرفع الظلم وكذلك ينمي المنهج الجهادي الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الصبر والإعداد العقدي والقتالي وبالعودة إلى الدين ليحصل التمكين (إن تنصروا الله ينصركم ).
خامساً : دعاء القنوت ..فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يقنت إلا إذا دعا لقوم أو دعا على قوم ( بإذن ولي الأمر ). وإمدادهم بالمال وقبل كل ذلك العلم الشرعي الذي هو أفضل من الطعام والشراب قال الإمام أحمد
وحاجة الناس للعلم أشد من الطعام والشراب ) انتهى لأنهم إذا تركوا الطعام والشراب ماتوا وإذا تركوا العلم دخلوا النار ).