مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 24-02-2006, 03:00 AM
عبدالحميد المبروك عبدالحميد المبروك غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
المشاركات: 172
إفتراضي يزة 4

يزة 4
اني أريده لي وحدي لا أريد غيره شريكا لما تبقى من أيام عمرى ... سأناجيه فى كل وقت فيسمع مناجاتي ويرد بمثلها.
أعرف أن لا أحد من الناس يصدق ذلك . لكن ماشأني بتصديقهم وتكذيبهم ؟! فهم لايؤمنون الا بما يرونه بأعينهم ويسمعون بآذانهم . أما أنا فلي حواس أخرى لايعرفونها أرى بها وأسمع ما لا يرونه ويسمعونه.
نال التعب مني وأصبحت أتعثر فى خطاي . ففرضت الاستراحة نفسها . العرق يتصبب من كل جسمي ويبلل ملابسي . جدران المنازل أخالها تسمع قرقعة عظام الهيكل وحتى الأصوات الخافتة . لكن لا ينبغي عليّ أن أطيل مدى راحتي حتى أصل المحطة قبل خروج الناس الى أعمالهم فالفجر قريب ورغم أني لا أخاف هؤلاء الناس الا أنني أضع لهم ألف حساب لعجزهم عن فهمي . فهم لم يتعودوا رؤية امراة تنبش قبرا وتخرج منه هيكلآ عظميا وهي بهذا الجمال والعمر . فمعرفتهم في هكذا شئون هي أن العجائز الساحرات فقط هن اللاتي يفعلن هذا . ومهما فسرت لهم فلن يفهموني اذ لا أحد على الاطلاق عانى ماعانيت أو عاش كما عشت قصة حب فريدة وبعيدة عما تعوده العشاق من ضنى الحرمان ولذة الوصال وعذاب الظنون وأرق الليل وارهاق النهار . فكل هذا مبتذل ولاتكون قصة حب قصة، الا به.. لكن قصتى بديعة وعجيبة وتخرج عن المألوف . عشتها فى ريعان الشباب ولا أزال أعيشها وأتابعها نبضة نبضة .. وأواصل زمنها لحظة لحظة .. تخفى من التقلب حمله ومن الترقب مداه .. مع رجل مكتمـــــــــل تجاوز الأربعين .
كان مسعود يقول لي بلغة ايطالية جميلة ....
فكرى جيدا ياليزا . أنت مقدمة على أمر صعب أنا لا أريد أن تبتعدي عني ولكن اذا ساورك شك فى قدرتك على تحمل أطواري فتوقفي وابتعدي عني قبل فوات الأوان فأجيبه بلهجة أكثر بلاغة وجمالا ..
اني لهذا جئتك يامسود( مسعود) أردتك رفيقا وصديقا . ولو كنت مثل سائر الرجال الذين أراهم ، تأكل وتمشي في الأسواق لما همت بك . انك تكشف لي عوالم عجيبة وتنقلنى الى أجواء أسطورية بعيدة لم أعرفها حتى في أساطير أجدادي الروم فكيف أرحل عنك وأ نت مطلبي ومرادي .
فيجيبني بنفس الرقي اللغوي وهو العربي الذى ليس بالايطالي الذى يتقن فنون تركيب الكلمات والجمل بشكل أرقى وأرقى : ــ
ليزا .. اني لم أفتح لك صدري وأكشف لك أمري لو لم أجد فيك ما في نفسي من توق الى المجهول وسعي الى المحبوب ونضج فى النفس والمشاعر والعقل . انك اليوم أقرب مني الي .. وألصق بضلوعي من فؤادي . وان هذا والله لأرقى درجات الحب وأرفع مراتب العشـــــــــــــــق .
فأوشوش فى أذنه وأنا أحتضنه بحرارة ، مسود .. انك والله لساكن في أعماق أعماقي ومتمكن فى صميم قلبي . تشكلت فى مخيلتي حلما جميلآ قبل أن أبوح لك بحبي .. وصوّرتك في أحلامي على أجمل صورة ، فوجدتك فى يقظتي أبدع من الصورة وأروع منها فلم أعد أستطيع أن أنفصل عنك وقد أصبحت مني . فهل تنفصل النفس عن نفسها ..

أنت ياليزا قد رفعتيني من مثواى وعبرت بي الشوارع والزقاق والفيافي الى هذا الجبل الأشم ، فما أسعدني بالخروج من تلك الظلمة القاتمة ، وما أكبر فرحتى بلقائك من جديد بعد كل هذه السنوات من الفراق، ألا تصدقين أنني كنت أسمع مناجاتك كلما زرتيني فى العيد ؟. وأنا لا أستطيع أن أجيبك بسبب انطفاء شعلة الحياة في كياني . واليوم فقد أوقدت تلك الشعلة بقوة عزيمتك وصدق حبك وولهك . فمن قال اني سأعود يوما الى هذه الديار وتضميني بين ذراعيك بمنتهى الرقة والحنان . أقتربي مني يا يزة . اقتربي مني فأنا أيضا نفذ صبري وما عدت أتحمل البعد والظلام . أرهقني الصمت فلا يؤنسني غير صوتك ، ولا تريحني غير ذراعيك ولا أجد السكينة الا على كتفيك فنعم المأوى أنت . أقتربي ياليزا وحدثيني كيف صرت بعدي وقد تركتك دون عائل أو ولد مقطوعة عن أهلك وذويك بعد أن قطعوا ذلك البحر الشاسع العميق . وحيدة بين الناس . لايطيب لك مقام الا في هذه الغرفة بمفردك في هذا البيت الشاسع بعد أن خلى من أهله وفاءا لمن شيده وبناه بعد أن طرده أهله وحط به المقام فى هذا الجبل عله ينجوبك وبنفسه فى وسط لايعرف من ماضيه شيء ، سواء شهامة أهله .
لاتتساءلي كيف علمت كل هذا وأنا مدفون منذ سنين تحت اللحود . فكل ما أعلمه عن حياتك وحياة أهل هذه القرية فى هذه الأحراش أخذته عنك .. وعلمته منك .. فقـــــد كنت دوما تميلين الى النجوى وبصوت مسموع فألتقط كل كلامك وأختزنه .. واليوم بعد أن فككت قيودى فأنى قادر على اخراجه .. فقد كانت كلماتك تتساقط على الواحدة تلو الأخرى وتتجمع في ذلك الفضاء الضيق المظلم وتتسلق الى جانبي وتتراكـم عند رأس أكداسا صغيرة تتضخم شيئا فشيئا . لم أتوقع أنك ستتمكنين من القراءة والكتابة وتشتد رغبتك لقراءة كتبي وتعلمها وفهمها مثلما فهمت عن ديني الذي دخلت فيه وحفظت كتابه وأتقنت فروضه وواجباته.... لكن هل لا تزالين مغرمة بكل ذلك ؟.
لا يا مسعود .. لم يكن ذلك في حياتي الا جزءا يسيرا . فأنت وحدك الذي كنت ومازلت كل شيء فيهــــــــــا. ليس للكتاب معنى ولا للدين معنى ان لم يقرّباني منك . لقد كنت أبحث فيهما عنك وخاصة تلك الكراسات التي كانت في تلك الصناديق ، والتي كنت أقرؤها و أعيد قراءتها مرات ومرات فأكتشف فيك كل يوم شأنا جديدا. فقد كنت أنت كتابي الأكبر والأهم. كنت الكنز الذي يزخر بالمعاني التي أحتاج لفهمها . كنز من الكنوز التي لاتفني وذخيرة من الذخائر التي لاتتناقص مع مرور الأيام ..
لقد كنت أقرأ فى وجهك آيات الذكاء والحكمة ، فتنعكس على صفحته ما يعج به داخلك من مواجد وأحلام . انك دعوة الى الرحيل فى لهيب الجسد ، تعبره جسرا الى الآفاق فأكتشف حجبا كانت مغلقة . وانك والله لخير عابر ومعبر الى النور، وأفضل جسر الى الجمال والجلال به . أدركت انسانيتي وحققت شوقي فنعم المعبر أنت ونعم الجسر . فقد كان جسدك دوما يفيض بالحياة وتختلج فيه نعم الدنيا . وكان جسدي لديك قطوفا دانيه تغريك بالعصف والغصف فلا تتوانى و لا تتردد، بل تقبل عليه اقبال الظمآن الى أعذب المياه، تكرع منه مالذ وطاب وتسقينى منهلا عذبا وجنة سلسبيلا تثير مكنون الشهوة وتهيج النيران الخامدة فنحترق معا فى لهيب اللذة والمتعة .
لقد علمتني متع الحس وبكر السبيل وكنت من قبل أجهلها بسبب ماتراكم في ذهني من وصايا التحريم والممنوع ، رغم أني الايطالية التي ينظر لها أنها لاتهتم بهذه الشئون ، ففجرت ماكان مكنونا وأطلقت ماكان حبيسا . فعرفت أن لجسدي علي حقآ وأن المشاعر والأحاسيس مهما تمر عبر اختلاجاته فلا تخطئ المرام ولا تضل السبيل . وكانت سبيلي اليك شهوة عارمة وسبيلك الي متعة ساحرة نلتحم فيها التحاما ونذوب في نارهـــــــــــــــا ذوبانا .


انتظرت يا مسعود بطول ضفائرى الكستنائية وتهىء جسمى للعطاء . وها قد عدت الي اليوم كأجمل ماتكون وأعظم ، وكأن الموت لم يكن يوما مفرقنا .فهذه يدى تبحث فى لهفة عن يدك لتتشابك أصابعنا ثم تطوي وتفتح وتسحب ثم تعود مسرعة تبحث عن بعضها فتتلامس فى لطف ورقة تبغي التواصل والبقاء . ولايفصل بينها فاصل ولا ترغم على فك مابينها من ترابط حميم.
يزة..! ان سواك باطل لاخير فيه ... أحييتينى بعد موت وقطعت بى القفار وجئت بى الى هذه الغرفة المزدانه بالذكريات فلن أبتعد عنك بعد اليوم . ولا أظنك قادرة على تركى أفلت منك ثانية . فكفانا ماعانيناه من ألم الفراق ، ولنبق معا هنا بعيدين عن عيون الناس وأقاويلهم فنحن لا نحتاج اليهم فى شئ . فضمينى الى صدرك فان شوقا كبيرا بي الى حنانه . ضميني يايزة فأني لا أريد أن أعود الى الظلمة ولا الى تلك المدينة التى شاهدت العدوان . سنبقى فى غرفـتنا هذه السعيــــــــدة البهيجة.

*******
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م