مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 24-02-2006, 05:36 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

بين العقل العربي والثقافة

(3)

ان تشبيه الحياة الثقافية بالجزر المنقطع بعضها عن الآخر ، لم يكن تشبيها به مبالغة ، كما راجعني البعض بخصوصه ، بل إن هذا الوضع قد أثر على حياتنا الثقافية الراهنة ، وحاصرها محاصرة شديدة ، فعطل بذلك خدمة الثقافة العربية لأهدافها التي لم تفتأ منذ بداية تكوينها ، على الزعم بأنها تنشد الوحدة ، وتزعم بأنها تنشد سد أبواب الفرقة ..

ولكن استحضار مكوناتها منذ بداية التكوين ، و التسلح بها من أجل خدمة الأهداف ذاتها ، يوقع المثقفين والمفكرين ، في التمترس وراء إحداثيات تكوين تلك الثقافة ، فتصبح كأنها اجترار وتكرار و إعادة تكوين بشكل رديء ، حيث أن قوة تلك الأفكار و بريقها كان يبرر من الأحداث التي أحاطت بها وولدتها ، على لسان مؤرخين أو أدباء صاغوها وفق قراءاتهم لتلك الأحداث ..

فيصبح عقل المثقف الراهن ( كأداة ) لتقييم ما يجري حوله ، و صناعة مخططات المستقبل كمنهاج من قبل جيوش المثقفين و المفكرين الراهنين ، يصبح متأثرا ، بل و أسيرا لرؤية من افتتن بهم من مؤرخين و فقهاء سابقين .

ان النزوع لإعادة كتابة التاريخ الثقافي ، بهدف تمهيد طريق التفكير الوحدوي سواء بروح قومية أو اسلامية ، له ما يبرره إذ :

1 ـ ان تاريخ الثقافة العربية الذي نقرأه من خلال مناهج المدارس و الكليات ، هو تاريخ فرق ، وتاريخ طبقات و تاريخ مقالات وتاريخ رؤى مجزأة ، فهو تاريخ مفرق و ليس تاريخ موحد ، ومن الخطأ الانجرار الأعمى وراءه ، بشكله المقدم الينا من أجدادنا ، دون فهم دواعي تقديمه بهذا الشكل ..

2 ـ ان التاريخ الثقافي العالمي و العربي الراهن هو تاريخ ثقافي متخصص ، في حين كنا نجد بعض الفلكيين من أجدادنا يؤرخوا للفلك والفقه و النحو معا ، كما كان بعضهم يثبت مقالاته في الموسيقى و الطب والشريعة ، لذا فان الإقتداء الثقافي بأحدهم في مجال سيصطدم مع نظرة لا تكون ملزمة للمثقف الراهن أن يأخذ بها في مجال آخر ..

3 ـ ان زمن التاريخ الثقافي العربي الراهن ، هو زمن راكد أشبه ما يكون بالمعرض أو السوق ، تعرض به بضائع قديمة الصنع الى جانب سلع حديثة الصنع ، وتجد كل البضائع مشترين لها وفق خلط لا يكاد يكون ظاهرا في غير الثقافات العالمية .. فالأزمنة الثقافية عندنا متداخلة بشكل لا يولد قديمها جديدها بل يؤاخيه و يزامله و أحيانا يتقدم القديم على الحديث ..

4 ـ كما أن أزمنة التاريخ الثقافي العربي متداخلة ، فإن الأمكنة كذلك متداخلة ، فإن الروايات التاريخية تتناقض من حيث المكان لنفس القضية ، فان أردنا أن نقيم ما حدث في واقعة مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما ، فان كتابات ابن عبد ربه الأندلسي أكثر حيادا من كتابات من هم في أمكنة أخرى .. فهنا قد يرتبط وعينا بأماكن الكوفة و البصرة والقاهرة والقيروان وقرطبة و دمشق ، بتنقل متداخل ، مع تداخل الصور المنقولة لمؤرخين و أدباء تلك الأماكن وغيرها .

5 ـ ان هناك اضطراب و انقطاع بين تاريخنا الثقافي العربي و التاريخ الثقافي العالمي ..وهو على حساب تاريخنا بالطبع ، على حساب دوره ومكانته في التاريخ العالمي ، ففي حين يدعي الغرب بأن أثر أجدادنا ، لا يكاد يرى ، فيؤسسوا لتاريخ أوروبا الثقافي من أيام اليونان الى العصر الحاضر مغفلين أثر العرب ، في تقديم تاريخ أوروبا القديم ، شارحين له و موظبين له بصورة فهمتها الأجيال التي تناولتها من العرب .. فان المثقفين العرب الحاليين غير قادرين على إثبات ذلك الأثر للعالم ، بل وقد يشاركونهم التشكيك بضحالة دور أجدادهم !
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 06-03-2006, 06:25 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الحديث عن تاريخ تطور الفكر العربي :

لقد اتفقنا منذ البداية للحديث عن العقل العربي .. كأداة للتفكير و التعقل ، تتكون من مخزونها المعرفي ( الثقافي و الفكري) .. لكن لو أراد أحد أن يتحدث عن نقطة بداية لتاريخ تلك الثقافة وذلك الفكر ، لاستطاع ان يهتدي لثلاثة نقاط بداية : الأولى تعلن عن التاريخ الجاهلي وهي بالكثير تمتد مئة سنة قبل الإسلام ، و نقطة البداية الثانية : هي العهد الإسلامي الذي يمتد متصاعدا الى ثمانية قرون ثم يتوقف وينحدر ، أو يختفي الى حين .. أما نقطة الانطلاقة الثالثة : فهي ما يسمى بعصر النهضة العربية والتي يؤرخ لها في بداية القرن التاسع عشر ..

ولكن لو أخذنا العصر الجاهلي ، فان تكوينه ارتبط ببقعة الجزيرة العربية ، وغير ملزم للتأريخ به في مناطق حسبت على المنطقة العربية ولا زالت ، فلا تعني وقائع تكوين الفكر أو الأدب بأشكاله المعروفة و التي طغى عليها الشعر .. مناطق كالمغرب العربي أو مصر أو السودان أو بلاد الشام و لحد ما العراق .

لكن الفترات التي تكونت بها المرحلة الثانية ( الإسلامية ) كانت تعني بالاطلاع على الأدب الجاهلي كمورث لصناعة الأدب الإسلامي ، بالرغم أنه لم يصنعه أو يؤسس عليه .. كما هي الحال في المرحلة الثالثة ( النهضة ) .. حيث لم تصنعها ما قبلها ، بل عندما نقوم بآلة تصويرنا لأي مرحلة ، نجد المرحلتين يظهران بالصورة ، رغم عن أنف المصور !

فكانت قرطبة كما هي مراكش كما هي بغداد والقاهرة و دمشق ، تتداول فكر المرحلتين الأولى و الثانية دون تكلف .. وكان رجال الفكر يتنقلون بين تلك الحواضر دون حرج ، ودون شعور بالغربة ..

أما في المرحلة الثالثة فكان المشرق العربي قد سبق المغرب بعدة عقود في تأسيس المرحلة الثالثة ( النهضة ) .. ولكن مع ظهور خصوصية القطر التي لازمت التفكير بالصورة الوحدوية ، لكن دون أن تشتهي بإلغاء الحالة القطرية ، فأصبح ظهور المراحل الثلاث متلازما متحاذيا ، لا يفترقن عن بعض ، بل ويتزاحمن في إثبات السيادة لواحدة على الأخريين .. حتى أصبح الماضي كجن يلازم الحاضر و يكبله دون أن يسمح له للانفلات و التأسيس لشكل يؤكد خصوصيته العربية المنتمية لأصالة واضحة ، والمستمرة في التأثير عالميا بشكل منادد لمواقع الفكر العالمي ، لا متسكعة بهوية تستحي أحيانا ، وتتفاخر بتعصب أحيانا أخرى ..

إن هذه الإشكالية الصعبة التي تواجه من يريد أن ينتقد العقل العربي ( لا يصفه وصفا ) .. من أجل الخروج به ليؤدي دوره ورسالته على الوجه الأكمل ، تقتضي الكشف عن تلك الأسرار ( الجني أو الراصد ) من أجل تحرير العقل الراهن لدفعه بالمسير ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 19-03-2006, 06:32 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الإطار المرجعي للفكر العربي :

(1)

إن من أكبر المشاكل التي تواجهنا كعرب ، في تحديد بداية تكوين العقل العربي ، هي مشكلة العصر الجاهلي ، فيكاد هذا العصر يشكل لنا عمقا مجهولا ، كمجاورة بدو لصحراء واسعة ، قبل امتلاك وسائل النقل الحديثة من طائرات وسيارات و غيرها ، فالحديث عن الصحراء يعتمد على قدرة الراوي في ابتكار صور .. وهل هو فعلا كان قد تعمق عشرات الأميال أو مئات الأميال من أصل آلاف ؟ ومن يستطيع تدقيق الرواية ، طالما غابت الحقيقة .

ولكن لو أخذنا العهد الجاهلي بوصفه الواقعي الذي أشار اليه القرآن الكريم ، فسنجد أن المقصود كان واضحا في أن هناك مجتمع يفتقد الوازع المدني ، نتيجة لغياب الدولة ، مقارنة بغير العرب من الشعوب التي عاصرتهم في ذلك العهد ، ويفتقد للوازع الخلقي الذي تمثل بغياب الدين ، فاستحق بذلك الوصف الجاهلي ..

لكن لو أخذنا النشاط الذهني ( العقلي لحد ما ) لوجدنا أن هؤلاء الناس الجاهليون لم يكونوا على مستوى متخلف ، فقد كان عندهم أسواقا يتبادلون فيها الشعر والنشاط اللغوي ، الذي يوحي بأنهم على درجة واعية من التحكم في مجادلة غيرهم من أبناء القبائل .. كما أن القرآن الكريم قد أورد محاججاتهم ، فرد عليهم بلغة ، تحتاج كل آية في عصرنا الراهن الاستعانة بلغويين مهرة لتبيان مقاصدها ، وهو دليل على تعاطيهم لعلم الكلام ( القريب من المنطق) قبل تأسيسه بمراحل ..

إن ما أصبح يهمنا اليوم ، ليس الكيفية التي كانت عليها العرب قبل الاسلام ، بقدر ما يهمنا من التأثير التي تركته تلك الكيفية فيما بعد والى يومنا الحاضر ..

لقد كان عهد كل من أبي بكر الصديق و عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ، مليئا بالمعاداة السافرة ومحاولة قوية وصارمة في القطيعة مع العهد الجاهلي ، تجلى في أحد أشكاله بالتأريخ للهجرة ، كرمز لإعلان تلك القطيعة ..

لكن وبعد أن تشكلت بوادر الفتنة ، في أواخر أيام الخليفة عثمان بن عفان وما ترتب عليها من اصطفاف معسكر ضد آخر من بين صفوف المسلمين .. بدا الحكم الأموي وكأنه تجسيد لسلطة الأسرة ، أكثر من أن يكون تعبيرا عن رغبة عموم المسلمين . و بنفس الوقت كان لاتساع رقعة بلاد الدولة الاسلامية ، تنامي شعور بالزهو والافتخار بالدين الجديد و الدولة الجديدة لدى أبناء العرب الذين يلتفون حول الدولة الجديدة ..

في حين كان خصوم الدولة من الراضخين من غير العرب والذين أصبحوا تحت حكمهم ، بالإضافة لأصناف من المسلمين العرب الذين لم يرق لهم حكم غيرهم لهم .. كل هذا أوجد حالة مزدوجة من نمط تفكير جديد ، حالة تتوجه الى العمق الجاهلي للتفاخر بالأنساب ، وحالة تتجه الى غير العرب من المسلمين للاستقواء بهم على الحكم القائم .

هذا صنع وعاءا و أرضية خصبة لنمو الوعي والنشاط الشعوبي ، الذي تعدى شكل الخلط المعرفي و الثقافي الى التدخل في التركيز على الطائفة ، كما حدث في تشيع الشعوبيين من غير العرب لتسهيل بقاء أجواء الفتنة قائمة ..

كما جعل هذا الأمر القائمين على الأمر في تشكيل الصورة الجاهلية ، وفق أهوائهم وتكريسا لمطالبهم في تحديد الهوية الفكرية والثقافية ، فأعيد تدوين الشعر الجاهلي بصيغ شكك البعض فيها كما حدث مع الدكتور طه حسين ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 05-04-2006, 09:42 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الإطار المرجعي للفكر العربي :

( 2 )

لو كان أحدنا في نقطة مكانية ، فان الاتجاهات التي يقررها عن الأمكنة الأخرى هي غيرها عند من يقع شمالا منه ، فان الآخر عندما يتكلم عن الأول فانه يحدد مكانه جنوبا منه .. وتكون الأمكنة بعيدة أو قريبة ، عالية أو منخفضة وفقا لمكان وجود المتكلم .. كما هي الحالة عند رواد فضاء والحديث عن الكواكب والنجوم ، فيما بينهم .. تكون المركبة التي يتحدثون فيها هي الإطار المرجعي لتحديد جهات و مواضع و أبعاد ما يتكلمون عنه ، فوق ، تحت ، أبعد ، أقرب .. وفق إحداثيات المكان الذي يتكلم به المتكلم ..

عند الشعوب ، يكون الإطار المرجعي ، في الوعاء الثقافي المتكون لدى الشعب على مر السنين . ولكن لما كان من الصعوبة بمكان أن تتجسد الثقافة وتتمثل في باطن كل فرد بالتساوي مع أفراد الشعب ، لتصبح عنده ( لا شعور ) وهي ما تجعل الناس ( يعقلون ) الأمور بنفس الدرجة ، ويصبحوا متساوين فيها ، برزت مسألة عامة وهي تصف شعبا كاملا بصفة عقلية عامة ، لا يتصف بها غيره من الشعوب .. فتجد قبائل مثل (آرابيش ) و (تشومبولي) في مناطق غينيا بيساو ، تنظر للمرأة على أنها هي فارس القبيلة لا الرجل .. وتجد في السويد أن الناس ينظرون للعروس التي حافظت على عذريتها نظرة ناقصة !

إن تكوين الأحكام و التقييم للأشياء ، ينبع من المخزون الثقافي و المعرفي لأبناء شعب ، فيصبح هذا العمل عيبا مشينا ، وهذا العمل كله نبل و بطولة استنادا للصور التي حملها المخزون الثقافي ، الذي تكون لهذا الشعب ..

ان حدود المخزون الثقافي عند العرب تاريخيا ، بدأت عام 143 هـ ، وهو بداية عصر التدوين أيام الخليفة العباسي (المنصور ) ..

وعندما بدأ التدوين ، كان الأساس منه ، هو تدوين الأحاديث النبوية الشريفة ، فبرزت نشاطات في مكة و المدينة المنورة والكوفة والبصرة ودمشق وغيرها من الحواضر العربية ، وكان هذا النشاط الجماعي قد استلزم وجود تقنيات معينة ليكتسب صفة ( علم الحديث ) .. وقد رافقه نشاط لتكوين أسس لغوية مساعدة ، لتدوين النصوص لتك الأحاديث ، وكان يقال لمن يتكلم أنه يتكلم عن ( علم) ويميز عن ( الرأي ) لمن لا يتكلم وفق شروط ( علم الحديث ) .

لكن ( الرأي) لم يكن بعيدا عن نشاط العلم ، بل كان الرأي هو ( العقل) الذي يعطي صبغة ( المعقولية ) على حديث دون آخر .. وظهرت العنعنة ( من فلان عن فلان عن فلان) .. ويختم الراوي ( رأيه) بقوله حديث ( صحيح) .. ولما كان من غير المعقول أن يكون هناك حديثا ( صحيحا) بشكل قطعي ، كما لم يكن هناك حديث غير صحيح بشكل قطعي .. ولكن صحته من عدم صحته ، جاءت وفق ملائمة ذلك النص مع ما يمتلك الراوي من قناعات تعطيه أحقية أن يطلق عليه ( حديث صحيح ) .. وهذا ما جعل بعض الطوائف الإسلامية فيما بعد بسرد أحاديث ، لا تجيزها طوائف أخرى ..

علينا أن نعرف أيضا ، أن التدوين لم يكن إنتاجا بحد ذاته ، بل كان محاولة توثيق ما أنتج من قبل عصر التدوين خوفا من ضياعه ، فكان يخضع لغربلة و تمحيص و إضافة رأي المدون الذي لم يكن بعيدا عن عين الدولة ، ولذا فإن آراء المدون ( عقله ) سيراعي جانب رضا الدولة في حدود معينة ، وإلا لما وصل الينا ما دونه ، هذا فيما يخص الآراء التي قد تمس العدالة و أحقية الحاكم في تولي الحكم الخ ..

أما فيما يخص الأشعار والآداب و غيرها ، فكان هذا المنحى يحمل معه أهواء المدونين و آراءهم ..

إذن هذه حدود الوعاء الثقافي ( للعقل العربي ) .. حيث تشكلت بداياتها في عصر التدوين ، ومن خلال رؤية و تذوق ( إيبستولوجيا ) كانت قد تشكلت في ذلك العهد .. هل بقيت تلك الظروف قائمة وشاهدة على الموروث الثقافي أم تغيرت الآن .. وكم لها من تأثير على الحالة الإيبستمولوجية الراهنة ؟
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 17-04-2006, 06:57 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الإطار المرجعي للفكر العربي :

( 3 )

عندما يريد الباحث ، أو حتى القارئ ، أن يتتبع أثر تكوين بداية المرجعيات للفكر العربي بعين منهجية فاحصة و متأنية ومحايدة ، وينظر في السنين الأولى لعصر التدوين وبالذات الى ( العلم ) حيث كان يقصد به الأحاديث النبوية وما يتعلق بها .. فإن عليه أن يتفحص ( ما سكت عنه ) لا ما قيل وكتب فقط .

فلو نظرنا اليوم ، في عصرنا الراهن ، عما يكتب و يفسر من أحداث ، وما يملأ الصحف والمجلات و الكتب و وسائل الإعلام الأخرى ، لرأينا أن ( ما يسكت عنه ) أكبر و أكثر و أقرب للحقيقة ، ولكن الظرف السياسي ، وموازين القوى تحتم ، أن يطفو على السطح ما أقرب ، لمن بيده القوة الأكثر .. وان كان لا يستطيع محو و إزالة ما يثار من أصوات لا تتناسب مع صاحب القوة ..

ففي عصر تدوين الحديث والفقه ، ظهر ( ابن جريج ) بمكة ، و ( مالك .. الموطأ ) بالمدينة المنورة .. و( الأوزاعي ) بالشام .. و ( ابن أبي عروبة وحماد بن سلمة ) بالبصرة و ( معمر ) باليمن و ( سفيان الثوري ) بالكوفة ، وغيرهم في أماكن متعددة من بلاد المسلمين ..

وبالمقابل ، إذا عرفنا أن ( جعفر الصادق ) الإمام الشيعي الأكبر والمتوفى سنة 148 للهجرة ، قد تم في عهده تدوين علم الحديث ، وفق النظرة الشيعية ، فان نصوص ( علماء ) الحديث قد أغفلت جهده .. كما أغفل (علماء) الحديث الشيعة جهد الآخرين ، ليس سهوا من الطرفين ، بل إصرارا وفق وجهة نظر مراجعهم العليا ، والتي لم تكن بعيدة عن النظرة السياسية السائدة ، أو ما يعارضها .

ثم أصبح التباري عند العلماء برد جهود جمع الحديث و الفقه الى ما قبل البداية الرسمية لعصر التدوين ، وهي ( 143 للهجرة ) .. فيروي أهل السنة أن جهد جمع الحديث بدأ بأيام الخليفة الأموي ( عمر بن عبد العزيز 99 ـ 101 هـ) ، حيث كتب الى أهل الآفاق أن ( انظروا الى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاجمعوه ) ..

ويرد أهل الشيعة على ذلك ، على لسان أحد كبار علمائهم ( السيد حسن الصدر المتوفى سنة 1354هـ ) ، بأن الشيعة قد بدئوا بجمع الحديث منذ عهد الخلفاء الراشدين ، فيشير الى أن ( سلمان الفارسي ! ) أول من صنف في الآثار وأن أبا ذر الغفاري كان أول من صنف الحديث ، و أن ابن أبي رافع (مولى الرسول صلوات الله عليه ) ألف كتابا بعنوان ( السنن و الأحكام والقضايا ) .

لقد كانت عملية الجهد في جمع الحديث ، في أحد أهدافها الخفية ، تتم ( لشرعنة) أو ترسيم ( جعله رسميا ) الحكم السياسي أو المعارضة له ..

لقد أوصل ذاك الماضي لنا وضعا ، جعل المستشرقين ، وخدم السياسات الغربية ، أن يصنفوا أن هناك إسلام ( سني ) و إسلام ( شيعي ) .. والحقيقة أن هناك ( عقل سني ) و ( عقل شيعي ) .. أي أن الأداة التي ينظر الى الأمور السياسية والحضارية تجاهها ومن خلفية دينية ( محاذية ) أو ( متقفية ) هي ما يجعلنا نميل الى ذلك التصنيف ..

هناك مسألة أخرى ، لم ينتبه لها من قام بعصر التدوين ، وما تبعهم من متأثرين بهم ، وهي نبذت لأنها لم تدخل في جانب العلم ( ! ) .. وهي النظرة الى علم الكلام و علوم الأوائل .. إذ أن تاريخ (143 هـ ) قد سبقه جهد (واصل بن عطاء ) المتوفى سنة 131 هـ ، وجهد ( الأمير خالد بن يزيد بن معاوية ) المتوفى سنة 85 هـ ، والذي اجتهد في علوم الكيمياء و الطب والترجمة ، في حين تم إغفال جهده والانتباه ل ( جابر بن حيان ) تلميذ (جعفر الصادق ) ..

ومن الجوانب الأخرى التي سكت عنها ، هو الجهد في حركة تعريب ( الدواوين) الذي ابتدأ في عصر عبد الملك بن مروان ، بعدما أخذ التلحين باللغة ، يتأثر بموظفي الدولة ( خبراء تكوينها ) الفرس والروم .. مما جعل هؤلاء أن يلتزموا تعلم اللغة العربية ويعلمونها لأولادهم ، وهذا ترك أثرا في تطويع لغة الشعر ، الى لغة حضارية أثرت فيما بعد على مسار تلك الحضارة ..

كما أغفل التدوين الجهد الذي بذله ( ابن المقفع ) في الكتابات السياسية ، والذي ظل كتابه ( كليلة ودمنة ) يأتي بالمرتبة الثانية بالتداول ، بعد القرآن الكريم ، رغم أن آراء ابن المقفع كانت طاغية على النص المترجم ، فإنه لم يشر في الكتاب أي إشارة الى القرآن .. وهي دوافع ( علمانية ) في النظر لمسألة السياسة ، لم تنتبه لها النصوص ..

ننتهي الى القول في هذا المجال ، بأن ملاحقة الماضي لأبناء اليوم ، هي من تقود سلوكهم ونشاطهم ( الإيبيستمولوجي ) .. والذي لا بد من تحييد الجانب المعرفي به ، أو على الأقل توظيفه بثوابته و نواقضه ، فيما يمهد لمرحلة تأسيسية أقدر على التعاطي مع الواقع ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #6  
قديم 02-05-2006, 10:17 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الأعرابي .. صانع العالم العربي ..

(1)

ليس هناك جنس من البشر ، تؤثر اللغة فيهم وفي تفكيرهم ، من حيث الشكل والطريقة ، كما يحدث لأبناء العرب .. وإن كان لنا أن نتمعن في تلك الحالة فسنجد ذلك الافتخار باللغة المعلن عنه أحيانا والصامت أحيانا أخرى ، نابع من كونها لغة حية ، لم تصمد أي لغة عند البشر بالشكل الذي صمدت به اللغة العربية .. فلا يستطيع الانجليزي أن يفقه لغة شكسبير وهي لا تساوي ثلث المدة الزمنية التي يفقه بها ابن العرب لغة شعراء الجاهلية ..

ولذلك ارتبط العربي بالفصاحة وارتبط غيره بالعجمية ، وهي الصفة النقيض للفصاحة .. وقد ورد بالقرآن الكريم ، تلك الثنائية ( لسان عربي ) وبمكان آخر ورد ( عجمي ) كنقيض للعربي .. وهذه التزكية قد دفعت العربي على التباهي بقدرته الفصيحة على أقرانه من الذين اعتنقوا الإسلام فيما بعد ، وجعلت اللغة كأداة ( عقلية ) لأداة ( العقل) نفسه على الرؤية للأمور وفهمها ..

وعندما وضعت القواعد والاشتقاقات للغة العربية منذ أربعة عشر قرنا ، ولا زالت تلك القواعد ثابتة لحد اليوم .. فقد كانت الاشتقاقات و القواعد هي ذات النهج الذي بنيت عليه المحاكمات والاستنتاجات الفقهية .. وهنا سنتوقف عند هذا الحد لنعود اليه في المستقبل عندما نتكلم عن النظم المعرفية ..

لقد أحس العرب أنهم قدموا للعالم ، دين ولغة ، و تلك الثنائية ، جعلت من يدعون أنهم اعتنقوا الإسلام أن يثبتوا إدعائهم بشكل أكثر ، في تعلم اللغة وتعلم أصولها ونحوها ، الكتابة بها .. حتى يصبحوا من الذين يؤخذ عنهم و يتم ذكرهم .

وعندما تغيرت الحروف وتغيرت الكتابة عند الشعوب المسلمة ، من العربية الى لغاتهم الأصلية ، تم ربط هذا التغير بدوافع اجتماعية وسياسية ، أثرت على صب جهود العلماء في ماعون ( أو وعاء ) التفكير الذي ، يتغذى منه العقل العربي ( كأداة ) ..

يعد المفكر الألماني ( هردر ) [ 1744ـ 1803] أول رائد ربط اللغة بالفكر ، ونحن إذ نتحفظ على دوافعه القومية في نظريته ، لا بد أن نقر بالجزء الذي يتعلق باعتبار اللغة ( قالب ) لصنع الرؤية للعالم الخارجي و تقييم الأمور .. فالطفل تتكون نظرته و تتجسد للرؤية والتعبير عن الحياة من خلال الكلمات الأولى التي يأخذها من أمه ( لغة الأم ) .. ويبني عليها مداركه تدريجيا وفق ما يسمع من الآخرين .. فهذه الكلمات أو ( اللغة ) بنظر هردر هي بمثابة القالب الذي تصنع به الأفكار ، تماما كقالب الكيك أو الطوب ..

ويضيف ( هردر ) الى ما توصل اليه الفلاسفة في ( كل التراث الفكري العالمي) بأن [ الحقيقة و الخير والجمال ] هي أسمى ما يسعى اليه كل أبناء البشر ويعطيه ذلك القدر من قدسية تلك الأهداف .. فأضاف لها اللغة ، كركيزة مستترة تنافس أو تحاذي ذلك الثالوث .. وهو هنا يرمي بطرف خفي للقومية !

لقد شارك ( هردر ) بنظرته تلك عن أهمية اللغة و أثرها في العقل ، مجموعة من العلماء ( آدم شاف ، وإدوارد سابير وولهلم فون همبولد ) فلخصوا ذلك بمفاهيم يمكن تكثيف محتواها ب ( إننا نفكر كما نتكلم .. ونتكلم كما نفكر ) ..

وهناك أمثلة كثيرة ، ساقها العلماء للتدليل على صحة نظريتهم ، اعتمدوا فيها الحالة عند بعض الشعوب البدائية .. فضربوا مثلا أن البيئة التي تحتم على عينة من الناس شكل ودلالة المفردات ، كشعب ( الأسكيمو ) حيث أن المفردات الخاصة بالثلج والإنجماد وغيرها .. ليست معروفة عند أبناء الصحراء العربية ، فقد تجد عند الأسكيمو آلاف الكلمات الدالة على الثلج و أطواره ، في حين بالكاد يعرف ابن الصحراء العربية واحدة منها ( الثلج مثلا ) .. بالمقابل فإن المفردات التي يستعملها ابن الصحراء العربية الدالة على الرمل والحرارة ، فإنها ستكون بالآلاف ، ولا يعرف ابن الأسكيمو عنها شيئا ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #7  
قديم 26-05-2006, 11:36 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

( 2 )

إذا سجلنا اعترافا لليونانيين بأنهم أول من فكر بعلم ( الفلسفة والمنطق ) ووضع له أسس و تدرج في نموه .. فان علينا تسجيل الاعتراف للعرب بأنهم أول من فكر بعلم اللغة وتقعيدها .. أي وضع أصول القواعد لها ..

عندما انتشر الإسلام بشكل واسع ، واتسعت أركان الدولة الإسلامية ذات الصبغة العربية ، من خلال لغتها التي هي لغة القرآن الكريم .. وعندما أصبح الأفراد غير العرب هم الأكثرية ، وعندما أصبح خبراء الدولة وإنشاء دواوينها هم من غير العرب ، عند كل ذلك برزت مشاعر الخوف من ضياع اللغة و كثرة التلحين ، فظهرت تلك المشاعر عند أناس غير مركزيين ، أي لم تنتدبهم الدولة الى أن ينبروا لتلك المظاهر .. بل بادروا من تلقاء أنفسهم ، وبذلوا الجهد المضني و دفعوا من أموالهم الخاصة ، للتصدي لتلك الظاهرة التي استشعروا خطورتها منذ وقت مبكر ..

فظهر كوكبة من المتصدين لتصويب تلك الظاهرة ، منهم الليث بن نصر بن سيار المتوفى في اواسط القرن الهجري الثاني ، وحماد الراوية ، و الخليل بن أحمد

لقد كان وجه الإعجاز في موضوع تدوين اللغة ، في استخدام العقلية الرياضية في ذلك التدوين ، فاتجه الخليل بن احمد الى افتراض ان هناك ألفاظ في اللغة العربية ، تتكون من حرفين أو ثلاثة حروف أو أربعة أو خمسة حروف ، فعندما استخدم ما يشبه التوافيق و التباديل في الألفاظ ، ظهر لديه هو وفريق العمل الذي معه ، ما يزيد عن اثني عشر مليون لفظا ، فأسقط المستهجن منها ، و تتبع ما يمكن أن يكون لفظا مستعملا .

فعندما يظهر لفظ مثل شغظ أو صثر ، يستبعد مثل تلك الألفاظ و يتتبع ألفاظ معقولة مثل ضرب و خبز و ساجل الخ .. وهي طريقة أشبه باستخدام المنطق الرياضي و إخضاعه للواقع اللغوي .. وإن كان هناك من أخذ على هذا المنهج وعاب عليه ..

لقد أدرك أوائل الرواد بأن لغة و ألفاظ الحواضر ( المدن) والأرياف قد تلوثت بالتلحين لاختلاط أهلها بغير العرب .. فكان توجههم الى البادية ، حيث النقاء وعدم الخلط ، فكان أكثر الناس إقبالا من قبل رواد التدوين ، هم أكثر الناس خشونة و أكثرهم فقرا ، الحفاة الجياع البعيدين عن مظاهر الحضارة ..

لقد اكتشف أهل البدو ، أهمية صفاتهم أثناء فترة التدوين ، فأصبحوا يطلبوا ثمنا بدل بضاعتهم المطلوبة .. فكان قسم من رواد التدوين يرتحل عند البدو ، ليقوم بعمله ، وقسم من أهل البدو يرتحل الى الحواضر ليبيع سلعتهم المطلوبة .

لقد كان كتاب العين أول معجم في اللغة العربية ، أو قد يكون أول معجم في كل اللغات في الأرض .. وبغض النظر عن القصص التي أوردها الكثير ممن يشككون بأن من وضع هذا العمل هو الخليل أو الليث ، فتلك قصة لسنا في صددها *، بل سنحاول تتبع أثر هذا العمل في منهجة طبيعة التفكير ، أو طبيعة إطلاق العقل و تشغيله (كأداة ) ..

لقد أخضع الرواد الأوائل اللغة الى عملية تصنيع ، وبدوافع قومية و دينية قوية ، فلو سلمنا بالرواية التي تقول أن الليث بن ( المظفر) بن نصر بن سيار ، هو من قام بوضع هذه المنهجية ، للمسنا وجاهة القول بهذا النوع من التشكيك ، خصوصا إذا عدنا الى ( النصر بن سيار) والي الأمويين الداهية ، في خراسان ، والذي طالما حذر حكام بني أمية مما استشعره من خطر فارسي على العروبة ، وعلى الحراك الذي كان يحاك في خراسان لقلب نظام الحكم ( العربي) .

قد لا يتفق مع هذه الرؤية ، الكثير من الكتاب الذين لا يروا أن هناك عقلا عربيا ، ولا هناك زمنا ثقافيا ، كما طرح ذلك الدكتور هشام غصيب في كتابه الموسوم ب ( هل هناك عقل عربي؟) .. والذي وضعه لتفنيد ما جاء في سلسلة الدكتور محمد عابد الجابري ..*

إن نهج اللغويين هذا قد أثر في النحاة ( أهل النحو ) فأخذوا يتسابقون معهم صوب الأعراب ( سكان البادية ) .. وقد يتساءل القارئ : ولماذا كل هذا التسابق نحو الأعراب ، إذا كان الهدف منه حماية الدين واللغة ، فلما لم يتم التوجه الى القرآن نفسه ؟

لقد خشي الرواد الأولون من عدم قدرتهم على تحصين القرآن من القرآن نفسه ، لأنه جاء على سبع قراءات ، ولو أنهم توجهوا إليه لدخلوا في تخريجات (تأويل ) .. قد لا يعطيهم التحصين الكافي للقرآن ، فأرادوا الذهاب الى منابع اللغة التي نزل بها القرآن .. فاتجهوا الى المعزولين من العرب (البادية ) حيث لا اختلاط و لا تلحين .. كما اهتموا في ذات الوقت لجمع الشعر الجاهلي ، كمنبع ثابت و تقني من منابع اللغة .

لكن لا بد من تثبيت مسألة هنا ، وهي أن قولبة اللغة بالقالب البدوي ، والابتعاد عن المصادر الحضرية ( قريش مثلا ) وهي تتفوق على البدو في استعمال اللغة ، وبني إياد عرب العراق ، حيث تلتقي لغتهم كثيرا مع لغة أهل قريش .. كل ذلك أثر ولا يزال يؤثر في وسائل التعبير لدى العرب .

ــــــــــــــــ
مراجع :
الكامل في التاريخ ابن الأثير .. ص 1120 وصفحة 1192
العين : صفحة 1 و صفحة 214
هل هناك عقل عربي .. د هشام غصيب المؤسسة العربية للدراسات والنشر 1993
تكوين العقل العربي .. د محمد عابد الجابري ص 82 ـ85/ مركز دراسات الوحدة العربية / بيروت ط5 1991
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م