أخي العزيز غيث ..
لك أطيب تحياتي .. و أشكر اهتمامك في هذا الموضوع ، وتعقيبك الذي سيفتح عدة أبواب للنقاش ، فيما لو أخذت تلك القضية على محمل الأهمية التي أوليتها جنابك ..
أما اذا ما أردنا البدء من حيث انتهيت في ملاحظتك .. فإن أكثر من عنوان فرعي سيظهر لنا .. وسنكون عندها قد فتحنا الباب على مصراعيه لنقاش قد يكون مفيدا ..
أولا : لا يستطيع فرد أو فئة مهما كان حجمه أو حجمها أن يزعم بأنه هو الوحيد الحريص على هذه الأمة ، ومن لا يتفق معه فهو سبب إضافي من أسباب تدني أوضاع الأمة .. فمن الناس من يعتمدوا الدين كأساس و محرك وحيد لحل مشاكل الأمة ، وعندهم أسبابهم الوجيهة ليكونوا كذلك .. فمن الأولى أن لا يتعامل معهم من الأطراف الأخرى ، على أساس أنهم خصوم إضافيين .. كما أن هؤلاء الناس الذين يعتمدون الدين كأساس وحيد ، من الأولى أن لا يفتحوا جبهات متعددة مع غيرهم من الفصائل الأخرى التي تلتقي معهم في كثير من نقاط العمل .. ففي فلسطين والعراق ولبنان و كثير من بقاع الحراك للعمل العام عناك تجارب يمكن أن تتطور ، لتجعل من محصلة آثار القوى الرافضة للوضع القائم ، شيئا يفوق أداء كل فصيل بشكل منفرد ..
ثانيا : ان شكل العمل الجبهوي في الأداء العسكري وحتى السياسي ، لا بد أن يرافقه حوارات جادة بين الفصائل ، لتنسيق الأداء ، ودفع حجم المسكوت عنه ، حتى لا يصبح موئلا للخطورة في المستقبل و يعيق تكملة مشوار بناء الأمة ، كما حدث في حرب تحرير الجزائر ، عندما انصهرت أطياف المقاومة بكل مشاربها في جبهة التحرير الجزائرية .. لتنفجر فيما بعد نتيجة لعدم توضيح شكل ميثاق العمل الجبهوي ، وماهية شكله وقت ما بعد الانتهاء من معارك التحرر ..
لو حاولنا إسقاط مثال ، عندما تتعرض عائلة الى مشكلة كبرى ، كقتل أو جريمة شرف أو غيرها .. فان العائلة و أقاربها تتنادى الى اجتماع عام ، وتتصاعد أشكال مختلفة من الآراء .. فمنها من يطالب بالثأر الفوري ، ويسوق حججه ، ومنهم من يتسم خطابه بتهدئة النفوس و الاحتكام لدى أهل العقل ، ومنهم من يبدأ بتلاوة آيات من الذكر الحكيم .. وترى كل صاحب رأي لا يعجبه رأي غيره .. ولكنهم في النهاية لا يقتتلون بل يدرك كل منهم أن صاحب كل رأي محروق على ما ألم بالعائلة !! وسيهتدون الى مخرج قد يكون جيد وقد يكون أقل الحلول سوءا .. ولكنه لن يكون الأسوأ في جميع الحالات ..
كيف اذا كانت المشكلة أو المشاكل ، بحجم تلك المشاكل والمصائب التي تمر بها الأمة ، فان ممثلي الأمة يجب أن يتنادوا و يجب أن يؤجلوا اعتراضاتهم على بعضهم ، لكن عليهم أن يتحاوروا ، ويضعوا منطلقات نظرية واضحة ترشدهم سواء السبيل ..
اهو دا الكلام اللي يعدل الدماغ
كلام كبير اوي اوي اوي
دا عيزله اعده وكباية شاي من اللي هيه وحجرين يوزنو الطاسه
بص يا عم حوران انا بعون الله حأرا الموضوع على مهلي واجيلك تاني
لا أظنك تطرح سؤالك .. لتنتظر إجابة فورية عليها .. فأنت تطرحه استنكارا لما قد تكون لديك من صورة حول ما قرأت ..ولكن لو فرضنا أننا وكل من يقرأ ما نكتب نتفق على إجابة واحدة ، وهي التي تضمنها سؤالك المبتسر ..
كما اتفق عليها أجدادنا بكل تفاصيلها .. وكانوا أقرب منا ( نحن) على نقطة بداية البعثة .. ومع ذلك اختلفوا ودب بينهم الشقاق ، لا لنقص في ورعهم وتقواهم .. بل لتغليب النزعة ذات الطابع السياسي على نزعة الالتزام بنصوص القرآن الكريم .. وسنة رسوله صلوات الله عليه ..
ونحن إذ نذكر ذلك ، لا نستنكف عن الالتزام بشمولية مرجعية الأجداد لقربهم من نقطة انطلاقة الأمة حاملة الرسالة .. فلا نقوم اليوم بتخطئة طرف و الوقوف الى جانب طرف .. ولا نتوغل في تحليل الماضي ، لنصبح أسرى له ، ويعيقنا عن التفكير في الحاضر والمستقبل ، بما يتفق مع روحية صفاء الانطلاقة ..
فان اتفقنا على تلك النقاط .. يصبح بمقدورنا التأسيس على أن الخلافات السابقة في تاريخ أمتنا ، لم تكن دينية ، بل كانت سياسية بحتة .. وعندها سنحاول تلمس طريقنا ، في التأمل والتساؤل ، ما كان من المفروض عمله حتى كان أجدادنا يتجنبون الخلافات ؟
أعتقد أنك جوابك على ذلك ، جاهز بأن تبادر وتقول التمسك بكتاب الله وسنة رسوله .. و لا تعتقد أنني سأختلف معك .. ولكن ألا ترى أن هذا عنوان واسع يحمل في ثناياه الكثير من العناوين الفرعية ؟
من هو القيم الذي سيقرر أن هذا يتفق مع كتاب الله وسنة رسوله ؟ هل أنت يا مصابر أم أنا أم شيخ في السودان له رؤية مختلفة أم شيخ في إيران له رؤية مختلفة أم شيخ في الجزائر .. وسنجد أنفسنا أمام تساؤلات كلها تحمل وجاهتها ، وسيصرخ بنا أناس من انتدبك يا فلان لتدعي بأنك تمثل المسلمين ؟
وعندها لو سلكنا هذا السلوك ، لقمنا بشرعنة الاختلاف بشكل أزلي ، أو نشرع لفتنة لا تنطفئ مدى الحياة .. أو ليست الفتنة أشد من القتل ؟؟
إذن ونحن نتلمس طريقنا في إيجاد صيغ أكثر عملياتية في تناقل السلطة بين العباد لتصريف أمور حياتهم ، بما يتفق مع روحية الشرع ، فلا أظن أننا نقوم بعمل لا يتفق مع إرادة الله عز وجل .. ولا أظن أننا نغذي به روح الفتنة ، وتلك نقطة في صالح ما أرمي اليه ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وهي التي تضمنها سؤالك المبتسر ..
أعتقد أنك جوابك على ذلك ، جاهز بأن تبادر وتقول التمسك بكتاب الله وسنة رسوله .. و لا تعتقد أنني سأختلف معك .. ولكن ألا ترى أن هذا عنوان واسع يحمل في ثناياه الكثير من العناوين الفرعية ؟
من هو القيم الذي سيقرر أن هذا يتفق مع كتاب الله وسنة رسوله ؟ هل أنت يا مصابر أم أنا أم شيخ في السودان له رؤية مختلفة أم شيخ في واقبل احترامي و تقديري
وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته
صلى الله عليه و سلم .
أذا كانا سنختلف بعد لن تضلوا بعدى أبدا
فى رأيك الخطأ هنا من عندنا أو من عدم فهم رسول الله لمعنى الكلمة .
أستغفر الله العظيم .
ربما قولك خلافات الأجداد يكن به بعض الريب أخ أبو حوران
ممكن توضيح أكثر فلا علم لى بخلافات فيما بينهم الا الفتنه
فهل هذا ما تقصدة .
رجاء لا تقارن بدء البعثة بأى شئ فقد كمل الدين فلا عودة للجاهلية .
قوة الانشطار نابعه من قوة المصدر.وما يخرج ماهو الا اشعاعات. فلنعتمد على المصدر نفسه
وكل ما رد إليه أي أمر اختلف فيه وجد عند هذا المصدر الفيصل ...أما قوة التذكر عند الشعوب الاخرى ولم هي ليست في مستوى قوة ذاكرة الامة الاسلامية ؟؟ببساطه لانه ليس لهم ثوابت دينيه وتاريخهم لم يقم إلا على أطماع وليس على عقيدة.فتتلشى بتلاشي المصلحة،أما.تقبلهم للحوار لانهم غير ملتزمين بامور شرعيه ففي الأخير الكل يتصرف على حسب هواه ورغبته .وغير ملتزم دينيا ولا أدبيا بشئ...فلن يحتد ولا يناظل.فهم كالانعام...هذا من ناحية ..وثانيا ذاكرتهم مدخرة..ويظهر ذالك في اجتماع الأرثوذوكس والكاثوليك والبروتستانت والصهاينه في تاريخ أبعد من حدود الزمن
يوجهه إلينا فما زالنا تلك الأمة التى تثير الأمم الخاملة من الخلافات إلا ما كان ضدنا ..
والخلاف لا يمثل مشكلة حقيقية إن لم تكن في عقيدتنا وديننا .سواء اختلاف زمني أو مكاني سلمي او حربي .والفتنه هي ابتلاء لهذه الأمة ليميز الله الخبث من الطيب..والثوابت ثابته والعقيدة راسخة
اتمنى أن اكون وضحت فكرتي بصورة دقيقة اخي ابن حوران ..كلماتي تتعثركلما كتبت إليك
فصعود الدرج إلى أعلى أمرا شاقا ..احترامي وتقديري .لشخصك الكريم وقلمك الرزين