إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة ابن حوران
أخي المصابر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن عندما نتكلم مع بعض ، لا نضع المساجلة و المماحكة هدفا لنا ، أو هكذا أفترض .. و أتوسم أن تكون جنابك كذلك .. بل نحن نتحاور علنا أن نصنع نقاط متوسطة بين فهمينا ، فيما لو جعلنا أنفسنا في طرفي مسافة ، وكل منا قد يتشابه معه آخرون ، يحولون حالته الفردية الى حالة جماعية ، تجعل من الحوار شيئا له فائدة ..
وان كنا على طرفي مسافة ، و يزعم كل منا حرصه على الأمة ومصلحتها بنمطية قد تختلف عن الآخر ، فإن ذلك ـ بالتأكيد ـ سيكون مظهرا حضاريا ، يبشر بخير .. وهنا تنتفي فكرة التلذذ والاستمتاع بإلحاق الأذى بالمحاور الآخر ، وتبرز مكانها فكرة تنشيط حركة الفكر و إطلاق العقل ، لوضع مقتربات لجسور العبور نحو مناطق أكثر وضوحا بين الأطياف المتحاورة ..
|
الأخ الكريم :
يعلم الله ما فى نفوسنا فهو المطلع على ما تخفى الصدور
و يعلم أيضا أنى لا أسجل كلمات للجدل أو لفرض رأى ما
و لكن الحق و الحق فقط فقد سمى على أسم لرب العزة و جاء فى معنى أسم الله الحق
الحق
قال تعالى:
{ويعلمون أن الله هو الحق المبين "25"} (سورة النور)
هو الموجود باليقين الثابت، والله سبحانه هو الحق .. ومنه الحق، وإليه يرجع كل حق. وصفات الله سبحانه حق، والعدل حق، والصدق حق. ويقول تعالى:
{ويحق الله الحق بكلماته .. "82"} (سورة يونس)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أصدق كلمة قالها شاعر لبيد "ألا كل شيء ما خلال الله باطل")
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا تهجد من الليل يدعو:
"اللهم لك الحمد، أنت رب السماوات والأرض وما فيهن، ولك الحمد، أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن، أنت الحق، وقولك الحق، ووعدك حق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت إلهي لا إله إلا أنت"
وإن كلمة الحق قد ذكرت مئات المرات في القرآن المجيد (227 مرة) ثم نقرأ الآية:
{فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأني تصرفون "32"} (سورة يونس)
هدانا الله إلي الحق، ونسأل الله أن نتبع الحق لوجه الحق وحده. وقال تعالى:
{إنا أرسلناك بالحق .. "119"} (سورة البقرة)
حين يقول الرحمن جل وعلا:
{إنا أرسلناك بالحق .. "119"} (سورة البقرة)
فقد يسأل سائل: ما معنى الحق؟ إن الحق هو الأمر الثابت الذي لا يتغير ولا يتناقض. فالله جل علاه حق ـ والقرآن بالحق أنزلناه، وبالحق نزل. وخلق الكون بالحق.
يقول جل علاه:
{خلق السماوات والأرض بالحق تعالى عما يشركون "3"} (سورة النحل)
والحق هو الأمر الثابت الذي تعتدل به موازين حركة الحياة، ومعنى ثبوت الحق أنه ينافي الكذب والنفاق والبهتان والظلم. وكل ما يحدث به الخلل في المنظومة الكونية، لأن الحق يدخل في مقومات القيم الفاضلة. فالعدل من الحق، والصدق من الحق، والأمانة من الحق، والفطانة من الحق، والجدود هي حق، والاعتصام بالحق يعطي عقيدة الصدق، وعبادة الحب، وأخلاق التفاؤل الاجتماعي.
إن الحق سبحانه جبار، ونحن نتقي النار التي يودع فيها المضلين الكافرين، إن المؤمن هو من يتقي متعلقات صفات الجلال من الله، ونحن قد عرفنا أن للحق صفات جمال وصفات جلال، وعندما نجعل بيننا وبين صفات الجلال وقاية، فذلك لأن أحداً لا يتحمل غضب الله، ولا قهر الله، ولا بطش الله، ولا النار التي هي من آثار صفات الجلال. لا أحد يستطيع أن يغلب الله، فقوة الله قاهرة فوق كل العباد، والحق بجلاله غالب على أمره.
هذا مدخلى فى معظم مشاركاتى و مواضيعى
الى هنا و أعتقد لا خلاف و أن هناك فهات به
و أمر أخر أن ما نكتبه أنا و أنت يحتمل الصواب و الخطاء فلسنا معصومون
فما الحكم بيننا فى حال الأختلاف الا منهج الحق و أيقن أخى ان فى الأختلاف
حكم كثيره لا يدركها الا الله
و سنة التدافع بين الناس من سنن الله الكونيه
فقد قال تعالى فى التدافع:
بسم الله الرحمن الرحيم : (فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) (تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) (251)(252) البقرة
وقال أيضا :
بسم الله الرحمن الرحيم :
(الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) (40)الحج
فلنؤمن أولا بالأختلاف ثم نتجه الى ما بعده
لماذا و متى و كيف كان الأختلاف ثم حل نقاط الأختلاف و هنا المحك الرئيس
لما يدور بعالمنا الأسلامى لتلك المرحلة من عمر و ظرف امتنا
فما ينقصنا أخى هو ثقافة الأختلاف بعد التسليم بالمسلمات الدينية و العقلية
و سنأتى لتلك النقطة فى الرد على بقية مشاركتك .
إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة ابن حوران
لو عدنا لمسألة التسليم بموضوع اكتمال الرسالة ، منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .. لانتهينا الى هذا الحد وتوقف النقاش .. كوننا نتفق على اكتمال الرسالة ، دون أن تناشدني بذلك ..
لكن ما تلاها من نقاط اختلاف في الرأي على تدبير شؤون الأمة و احتقانات نتيجة الأخطاء التي تولدت إثر تناقل السلطة فيما بين المسلمين .. هي ما أسست لضعف الدولة الاسلامية بجانبها الدنيوي ..
|
هنا أخى الكريم هل الخطأ من العقيدة أو من القائمين عليها فأنا لا أناشدك بأن الدين قد
أكتمل ثم أنا مأمور بالتذكير لكن معنى كمال الدين كبير و فضفاض
بالله عليك كيف يرسى الله دينه و به مشاكل و أخطاء
و لكنه من خلال السنن الكونية يبتلى بعضنا ببعض
كصهر الذهب لفصل الخبث كلما تراكم
أو كتمليح الأرض لقتل البكتريا
أو كتكرير الهواء بواسطة الشجر كلما تلوث
فقد وضع الله ميكانيكية لكل شئ و الأختلاف شئ .
أو لست معى أيضا؟؟
إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة ابن حوران
ونحن عندما نتجنب الخوض في ذلك .. ليس لأننا نجهل تفاصيل ما حدث ، أو نجهل القدرة على إعادة انتاج الصور التي أسست لما نحن عليه .. بل لأننا نؤمن إيمانا كاملا ، بأننا نأخذ سيرة أجدادنا كما هي .. كمرجعية ذهنية ، ترتبط باجتهاداتهم و هم الأقرب لعهد البعثة ..
و عندما لا نطيل الشرح بها ، فاننا ننشد بذلك ، صرف انتباه أبناء الأمة لواقعهم و مستقبلهم ، حتى لا يقعوا أسرى للماضي ، كما يحدث عند بعض الطوائف عندما يعيدوا إنتاج مشاهد فتنة ما ، وهذا ما يروي حقل الفتنة عند المسلمين ..
لكن يكفينا النظر الى ما كان يحدث بين الخليفة ( المأمون .. كجانب سياسي) وهو الخليفة الأكثر نشاطا بين خلفاء المسلمين في إطلاق إبداعات المبدعين في كل النواحي ، الفقهية و العلمية الدنيوية .. وبين ( ابن حنبل .. كجانب فقهي ) .. ونحن ننظر اليه كإمام ورع مجتهد مستقيم .. فليس لنا الا أن نقبل بالاثنين .. دون الاستئناف بمحاكمة أحدهما ..
مع وافر احترامي و تقديري
|
و أنا يا أخى لا صالح لى بمحاكمة زيد أو عبيد من الناس
صالحى و أستحلفك بالله أن يكون أمام عينيك
هو تحرى الصدق و الحق فكتباتنا يقرأها المثقف و نصف المثقف
و الغير مثقف و لك أن تضبط تلك التعبيرات على منهج الشرع
ليكن الحق نبراسنا لمستقبل أولادنا و أحفادنا و من قبل لأرضاء ربنا
الذى حملنا أمانة لم يقوى على حملها الجبال
الكلمة أمانة يا أخى و تدافعنا فى تلك المنتديات لتاصيل المفاهيم و أن شئت المعتقدات
فقد من الله علينا بأجهزة الحواسب فى ظرفنا هذا لحكم لا يعلمها الا هو
بعد أن تشرذمنا بأخطائنا و كيد عدونا و كيد أخواننا المنافقين
فهل سيساعد الحاسوب فى تسريع نهائى لوضع حد لتلك الاختلافات ؟؟
أخير أسمح لى بالأختلاف معك فى مشاركتك التالية :
إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة ابن حوران
أخي العزيز غيث ..
ثانيا : ان شكل العمل الجبهوي في الأداء العسكري وحتى السياسي ، لا بد أن يرافقه حوارات جادة بين الفصائل ، لتنسيق الأداء ، ودفع حجم المسكوت عنه ، حتى لا يصبح موئلا للخطورة في المستقبل و يعيق تكملة مشوار بناء الأمة ، كما حدث في حرب تحرير الجزائر ، عندما انصهرت أطياف المقاومة بكل مشاربها في جبهة التحرير الجزائرية .. لتنفجر فيما بعد نتيجة لعدم توضيح شكل ميثاق العمل الجبهوي ، وماهية شكله وقت ما بعد الانتهاء من معارك التحرر ..
|
فهذا أن كانت المرجعية واحدة أما أذا أختلفت المرجعيات فقد دخلنا
فى صراع شرعى لابد من حسمه فالنفاق أشد و أشرس خطرا على ديننا
و قد حذرنا الله من المنافقين و عرفهم لنا
و أعتقد أنه جانبك الحظ بأستشهادك بحركات تحرير الجزائر
فقد ركب الموجه انذاك أفرازات كثيره تبعد كل البعد عن الدين
بل ربما منهم من كان يوشى بالمسلمين للغزاه فحق عليهم ماقد حدث.
وفقك الله و هدانى و أياك الى مافيه صلاح دنيانا و أخرتنا
أمين أمين