4 ـ منع تعدد الجماعات في المسجد الواحد:
فقد كانت بدعة التعصب المذهبي ضاربة بجذورها في المجتمع حتى وصل الأمر إلى أنه كان يقام في المسجد الواحد (كالحرمين الشريفين) أربع جماعات في الصلاة، لكل أهل مذهب جماعة وإمام، مما كان له أكبر الأثر في تفريق كلمة المسلمين والتحريش بينهم، فقام الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ بالقضاء على هذه البدعة الخطيرة، وأعاد للمسلمين وحدة جماعتهم في الصلاة.
ومما يدل على ذلك قول الشيخ محمد سلطان المعصومي ـ رحمه الله تعالى: لما تشرفت بمكة المكرمة سنة 1353هـ انشرح قلبي برؤية الكعبة المشرفة ـ زادها الله تشريفاً وتعظيماً ـ ولما شهدت توحيد الجماعة في الصلوات الخمس زادني سروراً على سرور لاضمحلال بدعة تعدد الجماعات في هذا المسجد الشريف، وكذا هدم قباب القبور التي كانت من أضر الأشياء على عقيدة المسلمين.
قال الشيخ أحمد شاكر ـ رحمه الله ـ: [بل قد بلغنا أن هذا المنكر ـ أي تعدد جماعات المذاهب الأربعة في المسجد الواحد ـ كان في الحرم المكي، وأنه كان يصلي فيه أئمة أربعة، يزعمونهم للمذاهب الأربعة، ولكنا لم نر ذلك، إذ أننا لم ندرك هذا العهد بمكة، وإنما حججنا في عهد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل السعود حفظه الله، وسمعنا أنه أبطل هذه البدعة، وجمع الناس في الحرم على إمام واحد راتب، ونرجو أن يوفق الله علماء الإسلام لإبطال هذه البدعة من جميع المساجد في البلدان، بفضل الله وعونه، إنه سميع الدعاء].
5 ـ إنشاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
وذلك لمحاربة المنكرات ومنع وقوعها، ومكافحة الرذائل، ومواجهة البدع، وجعل لها سلطات لمنع المنكرات، ومعاقبة مرتكبيها، والتنكيل بهم، وذلك حفاظاً على أخلاقيات المجتمع وأفراده، وصيانةً لدين الناس.
وإلى حلقة قادمة إن شاء الله تعالى