مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 31-03-2006, 12:07 AM
فلوجة العز فلوجة العز غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
المشاركات: 415
إرسال رسالة عبر MSN إلى فلوجة العز
إفتراضي

لقد كان جسده في الأرض , و روحه في السماء ... و كانت نظارته الشمسية تخفي خلفها عينين باكيتين حالمتين بالجهاد في سبيل الله ,
لقد أثار تدافع الطلاب على أبواب الحافلة ابتسامة ساخرة من جعفر , الذي أصبح "غير عادي" في مجتمع العاديين , حيث يكون حب الدنيا و عبادتها و التقاتل من اجلها هو" العادية ", و حب الجهاد في سبيل الله و القتال لإعلاء كلمته هو "الشذوذ" عن تلك العادية ,
لقد شعر جعفر و كأنه ضيفا على هذه الدنيا لا ينوي أن يجاوز الثلاثة , أو مسافرا حط في إستراحة ,


كان ينظر إلى الناس في الحافلة , نظرة شفقة لحالهم و رأفة , فهم يتدافعون من أجل الوصول إلى الجامعة في الموعد , و لم يتدافع أحد منهم للوصول إلى الفردوس الأعلى !!

"مساكين يا أيها الجارين وراء السراب , مساكين يا أيها المتدافعين على أبواب الحافلات و الوظائف , مساكين يا أيها المصطفين أمام عتبات السلاطين "المقدسة" ,
مساكين يا أيها العاديين ,

مساكين يا أيها الغافلين ,
مساكين يا زاهدين برضى الله وجناته ,
أتضحكون ؟ و والله وكأني أرى فوق رأس كل منكم تاريخ ولادته و وفاته , فعلمتم الأول , و جهلتم الثاني , فاحتفلتم بما علمتم و غفلتم عما جهلتم , ولو علمتم ما جهلتم , ما ضحكتم ..
أتفرحون؟ , و والله وأكني أرى الجنة و النار أمامي , وأرى معظم أهل الأرض يلقون في النار و القليل منهم يدخلون الجنة , فعجبي لمن يفرح لغير الجنة , و يحزن لغير النار ..

لا أفهمكم ولا تفهمونني , و لا ضير , فلست أخاف في حبي ملامة ...
لست أساوم على معشوقتي " الجهاد" ..
هذا فراق بيني و بينكم ,
يا عاديين ..."

كان هذا هو ما يجول في خاطر جعفر و ينعكس على شكل همسات و تمتمات خفية تداعب شفتيه و هو ينظر في الحافلة يمينا و شمالا , مخفيا نظراته خلف عدسات نظارته المعتمة,
لكنه كان عاجزا عن مسح دموعه التي تتسلل بين الحينة و الأخرى ...شوقا لمعشوقته ,
نعم , فلقد تيقن جعفر أن " حب الجهاد" قد أمسى "عشقا" يشغل عقله و يسكن قلبه .
حرص جعفر عل صلاة العصر في مسجد الجامعة , الذي لم يدخله من قبل , فلقد كان يتكاسل عن صلاة الجماعة ,
اصطف في السطر الأول , و بقي معتكفا حتى إقامة الصلاة , و في الخروج , رأى زميله " محمد خير " يقضي ما فاته من الصلاة , ففرح فرحا شديدا , و تأمل أن يجد من يفهم رغبته , و الأهم من ذلك ,من يدله على طريق إلى أرض الخلود.
لقد كان "محمد خير" شابا دمثا ملتحيا , من الحركة "الإسلامية" , و له نشاطات عديدة في مجلس طلبة الجامعة ,و يشارك في المهرجانات و الفعاليات " الإسلامية " وكان دوما ينصح جعفر بالإلتزام بالصلاة في المسجد , فيرد عليه جعفر ويقول : خيرا إن شاء الله , جزاك الله خيرا .

عندما أنهى "محمد خير" صلاته , و هم بالخروج من المسجد رأى صديقه جعفر ينتظره في آخر المسجد ,
تقابلت عيناهما من غير ميعاد , و تعانقت نظراتهما على استحياء , و تبادلا إبتسامات الإخاء ,
سلما على بعضهما و تعانقا عناقا حارا ,
قال محمد : الحمد لله الذي قر عيني برؤيتك في بيت الله ,
جعفر: الحمدلله على الهداية , نسأل الله القبول و الثبات...
محمد : آمين ..جميعا
جعفر : أخي الحبيب , هل لي من وقتك الثمين صدقة ؟
محمد : عيب يا أخي , كل وقتي هو لك .
جعفر : يا أخي الحبيب , هذه المقتلة التي يتعرض لها أهلنا في فلسطين و العراق و أفغانستان , إغتصاب الحرائر في أبي غريب , كل هذا و نحن في سبات عميق لا حياة و لا حراك ..
محمد : الله المستعان, صدقت ..
جعفر ( وقد تشجع كثيرا بعد سماع جواب محمد) : والله الذي رفع السماء بلاعمد أننا آثمون لجلوسنا , والله فالق الحب و النوى أننا آثمون لتخاذلنا , كيف نزهد بالجنة , كيف نزهد بالفردوس الأعلى , كيف نزهد بمغفرة الله عز ووجل , كيف تطيب حياتنا و كلاب الصليب ينهشون لحوم الموحدين ؟
لقد كان صوت جعفر يرتفع تدريجيا , و وجهه يحمر , و عيناه تصارعان الدموع , بينما بدأت إبتسامة "محمد خير" بالبرود لتترك مكانها لنظرات توجس و جمود , لقد تغير مناخ " محمد خير " و جعفر لا يلاحظ ذلك في خضم " إنفعاله "
تابع جعفر كلامه : اليس هو عقد بين العبد و ربه , أجاهد في سبيل الله فأقتل و انال رضوان ربي و جنته ؟ أليست المسألة بهذه البساطة ,اليست هي إحدى الحسنيين ؟ ابشرك يا أخي الحبيب محمد أنني عزمت على الذهاب إلى العراق للجهاد في سبيل الله عز وجل و أفوز بوعده لعباده و أتمنى منك إعانتي للذهاب أو إرشادي إلى ...
هنا قاطعه " محمد خير " وقال له كلمة واحدة , كانت كفيلة لصفع جعفر و إيقاظه من نوبة إنفعاله ,
محمد : و دراستك ؟
هنا استيقظ جعفر , و أفاق من نوبته ,
هنا علم أنه يتكلم إلى إنسان "عادي " من " عاديي المجتمع" ....
صدم جعفر و ذهل , و شعر للحظة بغربة , و وحشة , مرت و كأنها قرونا طويلة ,
سكت لوهلة , ثم استجمع قواه , و عاد لحوار "محمد خير "
جعفر : أخي الحبيب أنا أتكلم عن الفردوس الأعلى و أنت تسألني عن دراستي ؟
محمد : الأمة تحتاج للمهندس الملتزم كما تحتاج للمجاهد ...و هناك الكثير لتعمله , هناك النشاطات الدعوية , و إنتخابات مجلس الطلبة التي اقتربت و نحن نعد لمهرجانات طلابية دعائية و نحتاج لجهودك معنا , و صدقني ستجد سعادة كبيرة و أنتم تقدم جهدك و وقتك في سبيل الله ,

يتبع...........
__________________
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م