مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 30-03-2006, 11:10 PM
فلوجة العز فلوجة العز غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
المشاركات: 415
إرسال رسالة عبر MSN إلى فلوجة العز
إفتراضي

وبينما كان جعفر يبحر في محيط الافكار المتضاربة , إذ تلقى هاتفا عاجلا من زوجته ,
أم جهاد : جعفر عد إلى الأردن فورا , جهاد مريضة و لقد نقلناها إلى المستشفى ...
جعفر : ماذا ؟ ماذا حل بها ؟ قولي هيا ...
أم جهاد : لقد ارتفعت حرارتها و تشجنت , و الأطباء يقولون أنها تعاني من إلتهاب السحايا , و هي في غرفة العناية المركزة ...تعال في أسرع وقت ممكن.
لم ينتظر جعفر الصباح , بل استقل سيارة أجرة تنقله من بغداد إلى عمان , و في اليوم التالي كان جعفر في عمان , بعد أن اعتذر لمدير الشركة عن إكمال المهمة ,
ذهب فورا إلى المستشفى ليجد جهادا في العناية المركزة موصولة بجهاز التنفس الإصطناعي , تألم كثيرا , و لم يستطع فعل شيئ سوى الدعاء لها ,
بعد أسبوع من مصارعة المرض , توفيت" جهاد جعفر" , و انهار الأب الحزين ,
" يا ابنتي جهاد , لقد سميتك جهادا حتى لا أنسى حب الجهاد , فلم رحلتي ؟
لم متي يا جهاد ؟
لقد عدت من العراق من أجلك , و تركن معشوقتي الجهاد من أجلكي ,
فلم زهدتي بي ؟و تركتيني وحيدا ...
لاحول ولاقوة إلا بالله
لاحول ولا قوة إلا بالله ..."
ثم عانق جسدها الصغير , و بقي يقبله , و هو لا يدري , هل يبكيها أم يبكي معشوقته "الجهاد " التي تركها في بغداد .
مرت أكثر من 5 سنوات على الحادثة , ولمع نجم جعفر في شركته حتى أصبح نائب المدير ,
رزقه الله طفلين , سمى الأول : مثنى و الثاني : خالدا ...
بدت الحياة جميلة , مستقرة , وعناصر السعادة مكتملة , إلا أن جعفر لم ينس تماما معشوقته " الجهاد"
لكنه أصبح يخجل من ذكرها أمام الناس , لكي لا يتهمونه (باللاواقعية و التهور )..
لكنه بقي يذكرها , بل ويحبها ...
كان يشعر أن سعادته هذه ليست إلا سرابا يحسبه الظمآن ماءا ,
كان يتجرؤ كثيرا على من حوله و يتهمهم بحب الدنيا , و الإنجراف وراء لذاتها , و الإنبطاح تحت أقدام الطواغيت , وأن الحل لا يكمن إلا بالجهاد في سبيل الله ... لكن دون أن يجرؤ أن يقول لأحد :
أريد الذهاب إلى الجهاد...أو " خذوني للجهاد "..
كان جعفر يتابع الأوضاع السياسية عن كثب , و يكثر من الدعاء للمجاهدين , لكن مرور الأيام أبعده قليلا عن الإلتزام بواجباته نحو ربه , فما عاد يلتزم بالصلاة في المسجد ,
لم يكن ينتبه كثيرا لتربية أطفاله تربية جهادية ,
وكأنه دخل في مرحلة فتور ...
بدأت الأوضاع في السودان بالإنهيار , إنقلاب فاشل على حكومة عمر البشير يؤدي إلى انهيار النظام السوداني , و نصارى السودان تكالبوا على مسلميه بدعم كبير من دول الجوار ,
بدأت صور المذابح التي يقوم بها الصليبيون تعرض في الفضائيات , و أهل السودان يصرخون :
أغيثونا
أعينونا
تأثر جعفر كثيرا بما يشاهد , و تبرع مرة بمبلغ 200 دينار لمجاهدي السودان , ودبت الحركة من جديد في معشوقة جعفر النائمة "الجهاد"
" كنت أعلم أنها لم تمت , كنت أعلم أن معشوقتي ستناديني يوما "
لكن جعفر اليوم ليس كما كان طالبا , و ليس كما كان قبل 5 سنوات ,
اليوم هو نائب لمدير شركة مهمة تعمل في مجال التبريد ,
لقد كان شيطانه أجرأ على تثبيطه هذه المرة :
" يا جعفر , أنت صاحب مال , جاهد بمالك , هل تريد أن تترك منصبك و راتبك و تذهب ؟ و من قال لك أنك ستموت شهيدا ؟ قد تعود معاقا ؟ قد تعود لتلقى في السجون ..
من سيسدد أقساط منزلك ؟ من سيرعى مثنى و خالد و أمهما ؟ "
لقد كان طنين الشيطان يؤذي جعفر , و يشوش عليه أفكاره ,
حاول جعفر أن يجمع قواه :
" لقد كنت على وشك الإلتحاق بالمجاهدين يوم مرضت جهاد , و قد عدت بسببها , فماذا استفادت من عودتي ؟
سأذهب إلى السودان للجهاد في سبيل الله
و لن التفت ورائي "
قرر جعفر سحب مبلغ كبير من رصيده , للإلتحاق بركب المجاهدين و لنجدت إخوته ,
قدم طلب إجازته السنوية إلى شركته ,
و اخبر أهله أنه ذاهب لعقد عمل مهم في إحدى البلدان العربية ,
توجه نحو مكتب سياحة وسفر ليحجز تذكرة سفر إلى السودان المستباحة,
كانت خطواته تمضي على إستحياء , و انفاسه مشحونة بالقلق , دخل إلى المكتب :
جعفر : هل يمكن لي أن أحجز تذكرة إلى السودان ؟
عامل المكتب : السودان ؟ في هذا الوقت ؟
جعفر: في الحقيقة , نعم , هل هذا ممكن ؟
عامل المكتب : أخي , لقد منعت السلطات الأردنية سفر المواطنين الذين تتراوح أعمارهم بين العشرين و الخامسة و الأربعين إلى السودان إلا بإذن من المخابرات العامة , وهذا نص التعميم .. فهلا احضرت لنا مثل هذه الموافقة ؟ حتى لا تحرجنا أو نحرجك ..
جعفر: لماذا هذا الإجراء ؟
__________________
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م