الكلمة السنوية لخادم الحرمين الشريفين في مجلس الشورى

[الوافـــــي]

المتابع لكلمة خادم الحرمين الشريفين التي ألقاها في مجلس الشورى مؤخرا يجد أنها كانت شاملة لكل ما يتعلق بالشؤون الداخلية والخارجية للمملكة ، ورغم أنها كانت موجزة إلا إن ذلك لم يخلّ بالمضمون الذي أراد الملك إيصاله للعالم ، وكأني به – الخطاب - يتضمن رسم واضح لسياسة المملكة على الصعيدين الداخلي والخارجي وبشقيها السياسي والاقتصادي ، وقد جاء في الخطاب ( عشر محطات ) رئيسية سأتناولها واحدة واحدة لنبرز ما تضمنته تلك المحطات ، وقد لا يكون لا أعلق عليها ، ولكنها محاولة لقراءة محتوى الخطاب كجزئيات منفصلة ليظهر من خلال ذلك محتواه

المحطة الأولى

المشاركة الأصلية بواسطة الوافـــــي

لقد أعز الله هذه الدولة لانها اعزت دين الله وسارت على نهج ثابت يتوارثه خلف عن سلف وسوف تبقى عزيزة لا يضرها من عاداها ما دامت ترفع راية التوحيد وتحكم شرع الله 0

إن ما جاء في المحطة الأولى من الخطاب يدل دلالة واضحة أن ( الإسلام ) هو العنوان الأبرز الذي تكون كافة أعمال الدولة تحته ومتوافقة معه ، وأن كل ما سيأتي بعده في الخطاب يدخل تحت هذا الباب ، وتأكيد الملك على التمسك بثوابت الدين سيكون فيه – حتما – العزة لمن قام بذلك ، وأشار في مجمل ما جاء في هذه المحطة إلى أن الله ناصرٌ من ينصره ، وظهر هذا جليا في قوله – حفظه الله – أن هذه البلاد " ستبقى عزيزة لا يضرها من عاداها ما دامت ترفع راية التوحيد ، وتحكم بشرع الله " ، وفي النقطتين الأخيرتين من الإقتباس قاعدة يؤكدها خادم الحرمين كمنهج ثابت تسير عليه الدولة في كل أمورها .

.. يتبع ..

[الوافـــــي]

المحطة الثانية

المشاركة الأصلية بواسطة الوافـــــي

ان منهجنا الاسلامى يفرض علينا نشر العدل بين الناس لا نفرق بين قوى وضعيف وان نعطى كل ذى حق حقه ولا نحتجب عن حاجة أحد فالناس سواسية فلا يكبر من يكبر الا بعمله ولا يصغر من يصغر الا بذنبه 0

وهنا انتقل الملك من منهج سياسة الدولة إلى منهج سياسة الحكم ، حيث أوضح حفظه الله أن المنهج الذي تسير عليه الدولة يتبعه أن يكون ( العدل ) شعارا للحكم ، وتلك قاعدة مهمة في استقرار حال الأمة والنهوض بها بعيدا عن الشعوبية والقومية المقيتة ، ولعل من نافلة القول أن ( العدل هو أساس الملك ) وعلى هذه القاعدة سارت هذه البلاد ، وأكد ملكها أنه سائر على إثر من سبقوه في هذا الجانب


.. يتبع ..

[الوافـــــي]

المحطة الثالثة

المشاركة الأصلية بواسطة الوافـــــي

ان ديننا الاسلامى يعلمنا أن المؤمنين اخوة وسوف نسعى باذن الله الى ترسيخ روابط هذه الاخوة متأملين أن تجتمع كلمة العرب والمسلمين وتتوحد صفوفهم ويعودوا قادة للحضارة وللبشرية وما ذلك على الله بعزيز 0

إنتقل الملك في حديثه إلى البعد العربي والإسلامي ليؤكد نهج المملكة ومنهجها في التعامل مع هذه الدول حيث جعل من ( الإسلام ) مظلة تكون كل العلاقات مع هذه الدول تحتها ، وقد أكد في هذه المحطة على أن المملكة ستقوم ( كعادتها ) بالعمل على جمع كلمة العرب والمسلمين وتوحيد صفوفهم ، وهذا الأمر ليس غريبا على هذه البلاد فمواقفها معروفة عند القاصي والداني ، وليست في حاجة لأن يشهد عليها أو لها الآخرون ، لأنها تعمل بصمت ولا تنتظر من الآخرين شكرا أو حمدا ، هذا ما كان عليه السابقون ويسير على خطاهم المتأخرون .

.. يتبع ..

[الوافـــــي]

المحطة الخامسة

المشاركة الأصلية بواسطة الوافـــــي

اننا جزء من الاسرة الدولية نتأثر ونؤثر بما يدور فيها وسوف يبقى موقفنا قائما على الصداقة والتعاون مع الجميع ونشر السلام مدركين ان رخاء العالم وحدة لا تنقسم ومن هذا المنطلق سوف نستمر فى سياستنا المعتدلة فى انتاج البترول وتسعيره وحماية الاقتصاد الدولى من الهزات0

في هذه المحطة تناول الملك علاقات المملكة مع بقية الدول في هذا العالم ، وقد أوضح فيها سياسة المملكة في التعامل مع تلك الدول والمبنية على ( الصداقة والتعاون لنشر السلام ) ، وقرر في هذه المحطة سياسة المملكة البترولية لأن هذا الأمر له علاقة بالأمن والسلم الدوليين ، وله علاقة أيضا باقتصاديات الكثير من الدول في مشارق الأرض ومغاربها ، وهو قبل ذلك المصدر الأول للدخل في البلاد ، والملك حفظه الله يعلم أن التلاعب في المورد الأساسي للمملكة لا يجوز التلاعب فيه أو به ، فلذلك كان قراره واضحا وحكيما ومتوازنا ، ومتمشيا مع مصطلح ( رخاء العالم ) الذي ورد في هذه المحطة .

.. يتبع ..

[الوافـــــي]

المحطة الثامنة

المشاركة الأصلية بواسطة الوافـــــي

وتعلمون أن التنمية لا يمكن ان تتحقق الا في جو من الأمن والأمان ولهذا فنحن نجدد العزم على القضاء على الفئة الضالة من الارهابيين القتلة ومكافحة الفكر التكفيري بالفكر السليم فلا مكان في بلاد الحرمين الشريفين للتطرف فنحن ولله الحمد امة وسط بعيدة عن الافراط والتفريط ومن هذا المنبر نحيي جنود الأمن الشجعان وبقية قواتنا الباسلة ونشيد ببطولاتهم ونترحم على شهدائهم ونبشرهم بالنصر المبين ان شاء الله .

تناول حفظه الله في هذه المحطة ( الأمن ) ، ولعل الملك عبد الله هو الرجل الذي قاد بحنكته وسياسته الحازمة خطة القضاء على فلول القاعدة في بلاد الحرمين ، وكما يعلم الجميع أن تلك الخطة لها أكثر من مجال ، والعسكري واحد منها فقط ، فهناك جانب الإحتواء ، وجانب التوعية ، وجانب المناصحة ، والجوانب الوقائية ، وغيرها ، ولم ينس حفظه الله الإشادة بدور قوات الأمن حيث خصهم بالتحية في هذه المحطة مع الإشادة ببقية القوات الأخرى التي شاركت وتشارك في حفظ أمن هذه البلاد واستقراها .

.. يتبع ..