مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 13-04-2006, 06:59 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

ندم أبي ليلى على عدم تزويجه بها

قال الهيثم: فحدثني جماعةٌ من بني عامر: أنه لم تبق فتاةٌ من بني جعدة ولا بني الحريش إلا خرجت حاسرةً صارخةً عليه تندبه؛ واجتمع فتيان الحي يبكون عليه أحر بكاء، وينشجون عليه أشد نشيج، وحضرهم حي ليلى معزين وأبوها معهم فكان أشد القوم جزعاً وبكاءً عليه، وجعل يقول: ما علمنا أن الأمر يبلغ كل هذا، ولكني كنت امرأ عربياً أخاف من العار وقبح الأحدوثة ما يخافه مثلي، فزوجتها وخرجت عن يدي، ولو علمت أن أمره يجري على هذا ما أخرجتها عن يده ولا احتملت ما كان علي في ذلك. قال: فما رئي يومٌ كان أكثر باكيةً وباكياً على ميتٍ من يومئذٍ.
نسبة ما في هذا الخبر من الأغاني منها الصوت الذي أوله:

ألا يا غراب البين ويحك نبني ** بعلمك في لبنى وأنت خبير

الغناء لابن محرز ثقيلٌ أول بالوسطى عن الهشامي، وذكر إبراهيم أن فيه لحناً لحكمٍ. وفي رواية ابن الأعرابي أنه أنشده مكان: ألا يا عراب البين ويحك نبني بعلمك في لبنى وأنت خبير

ألا يا غراب البين هل أنت مخبـري** بخيرٍ كما خبرت بالنـأي والـشـر
وخبرت أن قد جد بـينٌ وقـربـوا ** جمالاً لبينٍ مثقلاتٍ مـن الـغـدر
وهجت قذى عينٍ بلبنـى مـريضةٍ ** إذا ذكرت فاضت مدامعها تجـري
وقلت كذاك الدهر مازال فاجـعـاً ** صدقت وهل شيءٌ بباقٍ على الدهر


الشعر لقيس بن ذريح، والغناء لابن جامع، ثقيلٌ أول بالسبابة في مجرى البنصر عن إسحاق. وفيه لبحرٍ ثقيلٌ أول بالوسطى عن عمرو. وفيه لدحمان ثاني ثقيل عن الهشامي وعبد الله بن موسى.
ومنها الصوت الذي أوله.
كأن القلب ليلة قيل يغدى ** بليلي العامرية أو يراح

بكاء أبي ليلى على المجنون وشعر وجد بعد موت المجنون في خرقة
أخبرنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال حدثنا الفضل الربعي عن محمد بن حبيب قال: لما مات مجنون بني عامر وجد أرض خشنةٍ بين حجارةٍ سودٍ، فحضر أهله وحضر "معهم" أبو ليلى - المرأة التي كان يهواها - وهو متذمم من اهله، فلما رآه ميتاً بكى واسترجع وعلم أنه قد شرك في هلاكه، فبينما هم يقلبونه إذ وجدوا خرقةً فيها مكتوبٌ:

ألا أيها الشيخ الذي ما بنا يرضـى ** شقيت ولا هنيت من عيشك الغضا
شقيت كما أشقيتني وتركـتـنـي ** أهيم مع الهلاك لا أطعم الغمضا
كأن فؤادي في مخالـب طـائرٍ ** إذا ذكرت ليلى يشد بها قبضـا
كأن فجاج الأرض حلقة خاتـمٍ ** علي فما تزداد طولاً ولا عرضا


عوتب على التغني بالشعر فقال
أخبرني محمد بن خلف قال حدثني أبو سعيد السكري عن محمد بن حبيب قال حدثني بعض القشيريين عن أبيه قال: مررت بالمجنون وهو مشرفٌ على وادٍ في أيام الربيع، وذاك قبل أن يختلط، وهو يتغنى بشعر لم أفهمه، فصحت به: يا قيس، أما تشغلك ليلى عن الغناء والطرب! فتنفس تنفساً ظننت أن حيازيمه قد انقدت، ثم قال:

وما أشرف الأيفاع إلا صـبـابةً ** ولا أنشد الأشعـار إلا تـداويا
وقد يجمع الله الشتيتين بعـد مـا ** يظنان جهد الظن أن لا تلاقـيا
لحي الله أقواماً يقولون إنـنـي ** وجدت طوال الدهر للحب شافيا


التقاؤه بقيس بن ذريح وطلبه منه إبلاغ سلامه لليلى

أخبرني محمد بن مزيد قال حدثنا الزبير بن بكار قال حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال: اجتاز قيس بن ذريح بالمجنون وهو جالسٌ وحده في نادي قومه، وكان كل واحد منهما مشتاقاً إلى لقاء الآخر، وكان المجنون قبل توحشه لا يجلس إلا منفرداً ولا يحدث أحداً ولا يرد على متكلم جواباً ولا على مسلم سلاماً، فسلم عليه قيس بن ذريح فلم يرد عليه السلام؛ فقال له: يا أخي أنا قيس بن ذريح فوثب إليه فعانقه وقال: مرحباً بك يا أخي، أنا والله مذهوبٌ "بي" مشترك اللب فلا تلمني، فتحدثا ساعة وتشاكيا وبكيا، ثم قال له المجنون: يا أخي، إن حي ليلى منا قريبٌ، فهل لك أن تمضي إليها فتبلغها عني السلام؟ فقال له: أفعل. فمضى قيس بن ذريح حتى أتى ليلى فسلم وانتسب؛ فقالت له: حياك الله، ألك حاجة؟ قال: نعم، ابن عمك أرسلني إليك بالسلام؛ فأطرقت ثم قالت ما كنت أهلاً للتحية لو علمت أنك رسوله، قل له عني: أرأيت قولك:

أبت ليلةٌ بالـغـيل يا أم مـالـكٍ ** لكم غير حب صادقٍ ليس يكذب
ألا إنمـا أبـقـيت يا أم مـالـكٍ ** صدىً أينما تذهب به الريح يذهب


أخبرني عن ليلة الغيل، أي ليلة هي؟ وهل خلوت معك في الغيل أو غيره ليلاً أو نهاراً؟ فقال لها قيس: يابنة عم، إن الناس تأولوا كلامه على غير ما أراد، فلا تكوني مثلهم، إنما أخبر أنه رآك ليلة الغيل فذهبت بقلبه، لا أنه عناك بسوء؛ قال: فأطرقت طويلاً ودموعها تجري وهي تكفكفها، ثم انتحبت حتى قلت تقطعت حيازيمها، ثم قال: اقرأ على ابن عمي السلام، وقل له: بنفسي أنت! والله إن وجدي بك لفوق ما تجد، ولكن لا حيلة لي فيك؛ فانصرف قيسٌ إليه ليخبره فلم يجده.

رأى ليلى فبكى ثم قال شعراً
أخبرني الحسن بن علي قال حدثني محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدثني عمي عن ابن الصباح عن ابن الكلبي عن أبيه قال: مر المجنون بعد اختلاطه بليلى "وهي" تمشي في ظاهر البيوت بعد فقدٍ لها طويل، فلما رآها بكى حتى سقط على وجهه مغشياً عليه، فانصرفت خوفاً من أهلها أن يلقوها عنده، فمكث كذلك مليا ثم أفاق وأنشأ يقول: بكى فرحاً بلـيلـى إذ رآهـا محب لا يرى حسناً سواهـا
لقد ظفرت يداه ونال ملكاً ** لئن كانت تراه كمـا يراهـا
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 13-04-2006, 07:11 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي أخبار عروة بن الورد ونسبه

أخبار عروة بن الورد ونسبه

نسبه، شاعر جاهلي فارس جواد مشهور
عروة بن الورد بن زيد، وقيل: ابن عمرو بن زيد بن عبد الله بن ناشب بن هريم بن لديم بن عوذ بن غالب بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن الريث بن غطفان بن سعد ين قيس بن عيلان بن مضر بن نزار، شاعر من شعراء الجاهلية وفارس من فرسانها وصعلوك من صعاليكها المعدودين المقدمين الأجواد.

كان يلقب بعروة الصعاليك وسبب ذلك
وكان يلقب عروة الصعاليك لجمعه إياهم وقيامه بأمرهم إذا أخفقوا في غزواتهم ولم يكن لهم معاش ولا مغزى، وقيل: بل لقب عروة الصعاليك لقوله:

لحي الله صعلوكاً إذا جن ليلـه** مصافي المشاش آلفاً كل مجزر
يعد الغنى من دهره كـل لـيلة ** أصاب قراها من صديق ميسر
ولله صعلوك صفيحة وجـهـه ** كضوء شهاب القابس المتنـور


شرف نسبه وتمنى الخلفاء أن يصاهروه أو ينتسبوا إليه:
أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال حدثنا عمر بن شبة قال بلغني أن معاوية قال:
لو كان لعروة بن الورد ولد لأحببت أن أتزوج إليهم.
أخبرني محمد بن خلف قال حدثنا أحمد بن الهيثم بن فراس قال حدثني العمري عن الهيثم بن عدي، وحدثنا إبراهيم بن أيوب عن عبد الله بن مسلم قلا جميعاً: قال عبد الملك بن مروان: ما يسرني أن أحداً من العرب ولدني ممن لم يلدني إلا عروة بن الورد لقوله:

إني امرؤ عافي إنـائي شـركة ** وأنت امرؤ عافي إنائك واحـد
أتهزأ مني أن سمنت وأن تـرى ** بجسمي مس الحق والحق جاهد
أفرق جسمي في جسوم كثـيرة ** وأحسوا قراح الماء والماء بارد


قال الحطيئة لعمر بن الخطاب
كنا نأتم في الحرب بشعره:
أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال حدثني عمر بن شبة قال: بلغني أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال للحطيئة: كيف كنتم في حربكم؟ قال: كنا ألف حازم، قال: وكيف؟ قال: كان فينا قيس بن زهير وكان حازماً وكنا لا نعصيه، وكنا نقدم إقدام عنترة، ونأتم بشعر عروة بن الورد، وننقاد لأمر الربيع بن زياد.

قال عبد الملك إنه أجود من حاتم
أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال حدثنا عمر بن شبة قال ويقال: إن عبد الملك قال: من زعم أن حاتماً أسمح الناس فقد ظلم عروة بن الورد.
منع عبد الله بن جعفر معلم ولده من أن يرويهم قصيدة له يحث فيها على الاغتراب: أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال حدثنا عمر بن شبة قال أخبرنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا معن بن عيسى قال: سمعت أن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال لمعلم ولده: لا تروهم قصيدة عروة بن الورد التي يقول فيها:
دعيني للغنى أسعى فإنـي ** رأيت الناس شرهم الفقير

ويقول: إن هذا يدعوهم إلى الاغتراب عن أوطانهم
خبر عروة مع سلمى
سببته وفداء أهلها بها:
أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال حدثنا عمر بن شبة قال حدثني محمد بن يحيى قال حدثني عبد العزيز بن عمران الزهري عن عامر بن جابر قال: أغار عروة بن الورد على مزينة فأصاب منهم امرأة" من كنانة ناكحاً، فاستاقها ورجع وهو يقول:

تبغ عدياً حيث حـلـت ديارهـا ** وأبناء عوف في القرون الأوائل
فإلا أنل أوساً فإني حسـبـهـا ** بمنبطح الأدغال من ذي السلائل


ثم أقبل سائراً حتى نزل ببني النضير، فلما رأوها أعجبتهم فسقوه الخمر، ثم استوهبوها منه قوهبها لهم، وكان لا يمس النساء، فلما أصبح وصحا ندم فقال:
سقوني الخمر ثم تكنفوني

الأبيات
قال: وجلاها النبي صلى الله عليه وسلم مع من جلا من بني النضير

وذكر أبو عمرو الشيباني من خبر عروة بن الورد وسلمى هذه أنه أصاب امرأة" من بني كنانة بكراً يقال لها أنها أرغب الناس فيه، وهب تقول له: لو حججت بي فأمر على أهلي وأراهم! فحج بها، فأتى مكة ثم أتى المدينة، وكان يخالط من أهل يثرب بني النضير فيقرضونه إن احتاج ويبايعهم إذا غنم، وكان قومها يخالطون بني النضير، فأتوهم وهو عندهم؛ فقالت لهم سلمى: إنه خارج بي قبل أن يخرج الشهر الحرام، فتعالوا إليه وأخبروه أنكم تستحيون أن نكون امرأة منكم معروفة النسب صحيحته سبية وافتدوني منه فإنه لا يرى أني أفارقه ولا أختار عليه أحداً، فأتوه فسقوه الشراب، فلما ثمل قالوا له: فادنا بصاحبتنا فإنها وسيطة النسب فينا معروفة، وإن علينا سبة أن تكون سبية، فإذا صارت إلينا وأردت معاودتها فاخطبها إلينا فإننا ننكحك؛ فقال لهم: ذاك لكم، ولكن لي الشرط فيها أن تخيروها، فإن اختارتني انطلقت معي إلى ولدها وإن اختارتكم انطلقتم بها؛ قالوا: ذاك لك؛ قال: دعوني أله بها الليلة وأفادها غداً، فلما كان الغد جاءوه فامتنع من فدائها؛ فقالوا له: قد فاديتنا بها منذ البارحة، وشهد عليه بذلك جماعة ممن حضر، فلم يقدر على الامتناع وفاداها، فلما فادوه بها خيروها فاختارت أهلها، ثم أقبلت عليه فقالت: ياعروة أما إني أقول فيك وإن فارقتك الحق: والله ماأعلم امرأة من العرب ألقت سترها على بعل خيرٍ منك وأغض طرفاً وأقل فحشاً وأجود يداً وأحمى لحقيقة؛ وما مر علي يوم منذ كنت عندك إلا والموت فيه أحب إلي من الحياة بين قومك، لأني لم أكن أشاء أن أسمع امرأة من قومك تقول: قالت أمة عروة كذا وكذا إلا سمعته؛ ووالله لا أنظر في وجه غطفانية أبداً، فارجع راشداً إلى ولدك وأحسن إليهم. فقال عروة في ذلك: سقوني الخمر ثم كنفوني
وأولها:

أرقت وصحبتي بمضيق عميق** لبرق من تهامة مستـطـير
سقى سلمى وأين ديار سلمـى ** إذا كانت مجاورة الـسـرير
إذا حلت بأرض بني عـلـي ** وأهلي بـين إمـرة وكـير
ذكرت منازلاً مـن أم وهـب ** محل الحي أسفل من نـقـير
وأحدث معهد مـن أم وهـب ** معرسنا بدار نبي بني النضير
وقالوا ما تشاء فقلت ألـهـو ** إلى الأصباح آثـر ذي أثـير
بآنسة الحديث رضاب فـيهـا ** بعيد النوم كالعنب العـصـير


وأخبرني علي بن سليمان الأخفش عن ثعلب عن ابن الأعرابي بهذه الحكاية كما ذكر أبو عمرو، وقال فيها: إن قومها أغلوا بها الفداء، وكان معه طلق وجبار أخوه وابن عمه، فقالا له: والله لئن قبلت ما أعطوك لا تفتقر أبداً، وأنت على النساء قادر متى شئت، وكان قد سكر فأجاب إلى فدائها، فلما صحا ندم فشهدوا عليه بالفداء فلم يقدر على الامتناع. وجاءت سلمى تثني عليه فقالت: والله إنك ما علمت لضحوك مقبلاً كسوب مدبراً خفيف على متن الفرس ثقيل على العدو طويل العماد كثير الرماد راضي الأهل والجانب، فاستوص ببنيك خيراً، ثم فارقته. فتزوجها رجل من بني عمها، فقال لها يوماً من الأيام: يا سلمى، أثني علي كما أثنيت على عروة -وقد كان قولها فيه شهر-فقالت له: لا تكلفني ذلك فإني إن قلت الحق غضبت ولا واللات والعزى لا أكذب؛ فقال: عزمت عليك لتأتيني في مجلس قومي فلتثنين علي بما تعلمين، وخرج فجلس في ندي القوم، وأقبلت فرماها القوم والله إن شملتك لإلتحاف، وإن شربك لاستفاف، وإنك لتنام ليلة تخاف، وتشبع ليلة تضاف، وما ترضي الأهل ولا الجانب، ثم انصرفت. فلامه قومه وقالوا: ما كان أغناك عن هذا القول منها.

كان يجمع الصعاليك ويكرمهم ويغير بهم
أخبرني الأخفش عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال حدثني أبو فقعس قال:

كان عروة بن الورد إذا أصابت الناس سني شديدة تركوا في دارهم المريض والكبير والضعيف، وكان عروة بن الورد يجمع أشباه هؤلاء من دون الناس من عشيرته في الشدة ثم يحفر لهم الأسراب ويكنف عليهم الكنف ويكسبهم، ومن قوي منهم-إما مريض يبرأ من مرضه، أو ضعيف تثوب قوته-خرج به معه فأغار، وجعل لأصحابه الباقين في ذلك نصيباً، حتى إذا أخصب الناس وألبنوا وذهبت السنة ألحق كل إنسان بأهله وقسم له نصيبه من غنيمةٍ إن كانوا غنموها، فربما أتى الإنسان منهم أهله وقد استغنى، فلذلك سمي عروة الصعاليك، فقال في ذلك بعض السنين وقد ضاقت حاله: لعل ارتيادي في البلاد وبغيتي وشدي حيازيم المطية بالرحل
سيدفعني يوماً إلى رب هجمةٍ يدافع عنها بالعقوق وبالبخل

أغار مع جماعة من قومه على رجل
فأخذ إبله وامرأته ثم اختلف معهم فهجاهم:
فزعموا أن الله عز وجل قيض له وهو مع قوم من هلاك عشيرته في شتاءٍ شديد ناقتين دهماوين، فنحر لهم إحداهما وحمل متاعهم وضعفاءهم على الأخرى، وجعل ينتقل بهم من مكان إلى مكان، وكان بين النقرة والربذة فنزل بهم مابينهما بموضع يقال له: ماوان. ثم إن الله عز وج قيض له رجلاً صاحب مائةٍ من الإبل قد فر بها من حقوق قومه- وذلك أول ما ألبن الناس-فقتله وأخذ إبله وامرأته، وكانت من أحسن النساء، فأتى بالإبل أصحاب الكنيف فحلبها لهم وحملهم عليها، حتى إذا دنوا من عشيرتهم أقبل يقسمها بينهم وأخذ مثل نصيب أحدهم، فقالوا: لا واللات والعزى لا نرضى حتى نجعل المرأة نصيباً فمن شاء أخذها، فجعل يهم بأن يحمل عليهم فيقتلهم وينتزع الإبل منهم، ثم يذكر أنهم صنيعته وأنه إن فعل ذلك أفسد ما كان يصنع، فأفكر طويلاً ثم أجابهم إلى أن يرد عليهم الإبل إلا راحلة يحمل عليها المرأة حتى يلحق بأهله، فأبوا ذلك عليه، حتى انتدب رجل منهم فجعل له راحلة من نصيبه؛ فقال عروة في ذلك قصيدته التي أولها:

ألا إن أصحاب الكنيف وجدتهم ** كما الناس لما أمرعوا وتمولوا
وإني لمدفـوع إلـي ولاؤهـم ** بماوان إذ نمشي وإذ نتملمـل
وإني وإياهم كذي الأم أرهنت** له ماء عينيها تفدي وتحمـل
فباتت بحد المرفقين كليهـمـا ** توحوح مما نالها وتـولـول
تخير من أمرين ليسا بغبـطة ** هو الثكل إلا أنها قد تجـمـل


سبي ليلى بنت شعواء ثم اختارت أهلها فقال شعراً: وقال ابن الأعرابي في هذه الرواية أيضاً: كان عروة قد سبى امرأة من بني هلال بن عامر بن صعصعة يقال لها: ليلى بنت شعواء، فمكثت عنده زماناً وهي معجبة له تريه أنها تحبه، ثم استزارته أهلها فحملها حتى أتاهم بها، فلما أراد الرجوع أبت أن ترجع معه، وتوعده قومها بالقتل فانصرف عنهم، وأقبل عليها فقال لها: يا ليلى، خبري صواحبك عني كيف أنا؛ فقالت: ما أرى لك عقلاً! أتراني قد اخترت عليك وتقول: خبري عني! فقال في ذلك:

تحن إلى ليلى بجـو بـلادهـا ** وأنت عليها بالملا كنت أقـدر
وكيف ترجيها وقد حيل دونهـا ** وقد جاوزت حياً بتيماء منكرا
لعلك يوماً أن تسـري نـدامة ** علي بما جشمتني يوم غضورا


وهي طويلة. قال: ثم إن بني عامر أخذوا امرأة من بني عبس ثم من بني سكين يقال لها أسماء، فما لبثت عندهم إلا يوماً حتى استنقذها قومها؛ فبلغ عروة أن عامر بن الطفيل فخر بذلك وذكر أخذه إياها، فقال عروة يعيرهم بأخذه ليلى بنت شعواء الهلالية:

إن تأخذوا أسماء موقـف سـاعةٍ ** فمأخذ ليلى وهي عذراء أعجب
لبسنا زماناً حسنها وشـبـابـهـا ** وردت إلى شعواء والرأس أشيب
كمأخذنا حسناء كرهاً ودمعـهـا ** غداة اللوي معصوية يتصـبـب
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 13-04-2006, 07:23 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

خرج ليغير فمنعته امرأته فعصاها وقال في ذلك شعراً: إغاثته لعبس في مجاعتهم وقال ابن الأعرابي:
أجدب ناس من بين عبس في سنة أصابتهم فأهلكت أموالهم وأصابهم جوع شديد وبؤس، فأتوا عروة بن الورد فجلسوا أمام بيته، فلما بصروا به صرخوا وقالوا: يا أبا الصعاليك، أغثنا؛ فرق لهم وخرج ليغزو بهم ويصيب معاشاً، فنهته امرأته عن ذلك لما تخوفت عليه من الهلاك، فعصاها وخرج غازياً، فمر بمالك بن حمار الفزاري ثم الشمخي؛ فسأله: أين يريد؟ فأخبره، فأمر له بجزور فنحرها فأكلوا منها؛ وأشار عليه مالك أن يرجع، فعصاه ومضى حتى انتهى إلى بلاد بين القين، فأغار عليهم فأصاب هجمة عاد بها على نفسه وأصحابه؛ وقال في ذلك:

أرى أم حسان الغداة تلومـنـي ** تخوفني الأعداء والنفس أخوف
تقول سليمى لو أقمت لسـرنـا ** ولم تدر أنى للمقـام أطـوف
لعل الذي خوفتنا من أمامـنـا ** يصادفه في أهله المتخـلـف


وهي طويلة: وقال في ذلك أيضاً:

أليس ورائي أن أدب على العصا ** فيشمت أعدائي ويسأمني أهلي
رهينة قعر البيت كل عـشـية ** يطيف بي الولدان أهدح كالرأل
أقيموا بين لبني صدور ركابكـم** فكل منايا النفس خير من الهزل
فإنكم لن تبلغوا كل هـمـتـي ** ولاأربى حتى تروا منبت الأثل
لعل ارتيادي في البلاد وحيلتـي ** وشدي حيازيم المطية بالرحـل
سيدفعني يوماً إلى رب هجـمةٍ ** يدافع عنها بالعقوق وبالبـخـل



قصته مع هزلي أغار على فرسه

نسخت من "كتاب أحمد بن القاسم بن يوسف" قال حدثني حر بن قطن أن ثمامة بن الوليد دخل على المنصور؛ فقال: يا ثمامة، أتحفظ حديث ابن عمك عروة الصعاليك بن الورد العبسي؟ فقال: أي حديثه يا أمير المؤمنين؟ فقد كان كثير الحديث حسنه؛ قال: حديثه مع الهذلي الذي أخذ فرسه؛ قال: ما يحضرني ذلك فأرويه يا أمير المؤمنين؛ فقال المنصور: خرج عروة حتى دنا من منازل هذيل فكان منها على نحو ميلين وقد جاع فإذا هو بأرنب فرماها ثم أورى ناراً فشواها وأكلها ودفن النار على مقدار ثلاث أذرع وقد ذهب الليل وغارت النجوم، ثم أتى سرحة فصعدها وتخوف الطلب، فلما تغيب فيها إذ الخيل قد جاءت وتخوفوا البيات. قال: فجاءت جماعة منهم ومعهم رجل على فرس فجاء حتى ركز رمحه في موضع النار وقال: لقد رأيت النار هاهنا؛ فنزل رجل فحفر قدر ذراع فلم يجد شيئاً، فأكب القوم على الرجل يعذلونه ويعيبون أمره ويقولون: عنيتنا في مثل هذه الليلة القرة وزعمت لنا شيئاً كذبت فيه؛ فقال: ما كذبت، ولقد رأيت النار في موضع رمحي؛ فقالوا: ما رأيت شيئاً ولكن تحذلقك وتدهيك هو الذي حملك على هذا، وما نعجب إلا لأنفسنا حين أطعنا أمرك واتبعناك؛ ولم يزالوا بالرجل حتى رجع عن قوله لهم. واتبعهم عروة، حتى إذا وردوا منازلهم جاء عروة فتمكن في كسر بيت؛ وجاء الرجل إلى امرأته وقد خالفه إليها عبد أسود، وعرة ينظر، فأتاها العبد بعلبة فيها لبن فقال: اشربي؛ فقالت لا، أو تبدأ، فبدأ الأسود فشرب؛ فقالت للرجل حين جاء: لعن الله صلفك! عنيت قومك منذ الليلة؛ قال: لقد رأيت ناراً، ثم دعا بالعلبة ليشرب، فقال حين ذهب ليكرع: ريح رجل ورب الكعبة! فقالت امرأته: وهذه أخرى، أي ريح رجل تجده في إنائك غير ريحك! ثم صاحت، فجاء قومها فأخبرتهم خبره، فقالت: يتهمني ويظن بي الظنون! فأقبلوا عليه باللوم حتى رجع عن قوله؛ فقال عروة: هذه ثانية. قال ثم أوى الرجل إلى فراشه، فوثب عروة إلى الفرس وهو يريد أن يذهب به، فضرب الفرس بيده وتحرك، فرجع عروة إلى موضعه، ووثب الرجل فقال: ما كنت لتكذبيني فمالك؟ فأقبلت عليه امرأته لوماً وعدلاً. قال: فصنع عروة ذلك ثلاثاً وصنعه الرجل، ثم أوى الرجل إلى فراشه وضجر من كثرة ما يقوم، فقال: لا أقوم إليك الليلة؛ وأتاه عروة فحال في متنه وخرج ركضاً، وركب الرجل فرساً عنده أنثى. قال عروة: فجعلت أسمعه خلفي يقول: الحقي فإنك من نسله. فلما انقطع عن البيوت، قال له عروة قال له عروة بن الورد: أيها الرجل قف، فإنك لو عرفتني لم تقدم علي، أنا عروة بن الورد، وقد رأيت الليلة منك عجباً، فأخبرني به وأرد إليك فرسك؛ قال: وما هو؟ قال: جئت مع قومك حتى ركزت رمحك في موضع نارٍ قد كنت أوقدتها فثنوك عن ذلك فانثنيت وقد صدقت، ثم اتبعتك حتى أتيت منزلك وبينك وبين النار ميلان فأبصرتها منهما، ثم شممت رائحة رجل في إنائك، وقد رأيت الرجل حين آثرته زوجتك بالإناء، وهو عبدك الأسود وأظن أن بينهما مالا تحب، فقلت: ريح رجل؛ فلم تزل تثنيك عن ذلك حتى انثنيت، ثم خرجت إلى فرسك فأردته فاضطرب وتحرك فخرجت إليه، ثم خرجت وخرجت، ثم أضربت عنه، فرأيتك في هذه الخصال أكمل الناس ولكنك تنثني وترجع؛ فضحك وقال: ذلك لأخوال السوء، والذي رأيت من صرامتي فمن قبل أعمامي وهم هذيل، وما رأيت من كعاعتي فمن قبل أخوالي وهم بطن من خزاعة والمرأة التي رأيت عندي امرأة منهم وأنا نازل فيهم، فذلك التي رأيت عندي امرأة منهم وأنا نازل فيهم، فذلك الذي يثنيني عن أشياء كثيرة، وأنا لاحق بقومي وخارج عن أخوالي هؤلاء ومخل سبيل المرأة، ولولا ما رأيت من كعاعتي لم يقو على مناوأة قومي أحد من العرب. فقال عروة: خذ فرسك راشداً؛ قال: ما كنت لآخذه منك وعندي من نسله جماعة مثله، فخذه مباركاً لك فيه. قال ثمامة: إن له عندنا أحاديث كثيرة ما سمعنا له بحديث هو أظرف من هذا.
قصة غزوان لماوان وحديثه مع غلام تبين بعد أنه ابنه: قال المنصور: أفلا أحدثك له بحديث هو أظرف من هذا؟ قال: بلى يا أمير المؤمنين، فإن الحديث إذا جاء منك كان له فضل على غيره؛ قال: خرج عروة وأصحابه حتى أتى ماوان فنزل أصحابه وكنف عليهم كنيفاً من الشجر، وهم أصحاب الكنيف الذي سمعته قال فيهم:

ألا إن أصحاب الكنيف وجدتهم** كما الناس لما أمرعوا وتمولوا

وفي هذه الغزاة يقول عروة:
أقول لقوم في الكنيف تروحوا ** عشية قلنا حول ماوان رزح

وفي هذه القصيدة يقول:
ليبلغ عذراً أو يصيب غنـيمة** وملغ نفسٍ عذرها مثل منجح

ثم مضى يبتغي لهم شيئاً وقد جهدوا، فإذا هو بأبيات شعرٍ وبامرأة قد خلا من سنها وشيخ كبير كالحقاء الملقى، فكمن في كسر بيت منها، وقد أجدب الناس وهلكت الماشية، فإذا هو في البيت بسحور ثلاثة مشوية - فقال ثمامة: ومالسحور؟ قال: الحلقوم بما فيه- والبيت خال فأكلها، وقد مكث قبل ذلك يومين لا يأكل شيئاً فأشبعته وقوي، فقال: لا أبالي من لقيت بعد هذا. ونظرت المرأة فظنت أن الكلب أكلها فقالت للكلب: أفعلتها ياخبيث! وطردته. فإنه لكذلك إذا هو عند المساء بإبل قد ملأت الأفق وإذا هي تلتفت فرقاً، فعلم أن راعيها جلد شديد الضرب لها، فلما أتت المناخ بركت، ومكث الراعي قليلاً ثم أتى ناقة منها فمرى أخلاقها، ثم وضع العلبة على ركبتيه وحلب حتى ملأها، ثم أتى الشيخ فسقاه، ثم أتى ناقة أخرى ففعل بها ذلك وسقى العجوز، ثم أتى أخرى ففعل بها كذلك فشرب هو، ثم التفع بثوب واضطجع ناحيةٍ، فقال الشيخ للمرأة وأعجبه ذلك: كيف ترين ابني؟ فقالت: ليس بابنك! قال: فابن من ويلك؟ قالت: ابن عروة بن الورد، قال: ومن أين؟ قالت: أتذكر يوم مر بنا يريد سوق ذي المجاز فقلت: هذا عروة بن الورد، ووصفته لي بجلد فإني استطرفته. قال: فسكت، حتى إذا نوم وثب عروة وصاح بالإبل فاقتطع منها نحواً من النصف ومضى ورجا ألا يتبعه الغلام- وهو غلام حين بدا شاربه-فاتبعه. قال: فاتخذا وعالجه، قال: فضرب به الأرض فيقع قائماً، فتخوفه على نفسه، ثم واثبه فضرب به وبادره، فقال: إني عروة بن الورد، وهو يريد أن يعجزه عن نفسه. قال: فارتدع، ثم قال مالك ويلك! لست ينهاك عن شيء، قال: الذي بقي من عمر الشيخ قليل، وأنا مقيم معه مابقي، فإن له حقاً وذماماً، فإذا هلك فما أسرعني إليك، وخذ من هذا الإبل بعيراً؛ قلت: لا يكفيني، إن معي أصحابي قد خلفتهم؛ قال: فثانياً، قلت لا؛ قال: فثالثاً، والله لازدتك على ذلك. فأخذها ومضى إلى أصحابه، ثم إن الغلام لحق به بعد هلاك الشيخ. قال: والله يا أمير المؤمنين لقد زينته عندنا وعظمته في قلوبنا؛ قال: فهل أعقب عنكم؟ قال لا، ولقد كنا نتشاءم بأبيه، لأنه هو الذي وقع الحرب بين عبس وفزاره بمراهنته حذيفة، ولقد بلغني أنه كان له ابن أسن من عروة فكان يؤثره على عروة فيما يعطيه ويقربه، فقيل له: أتؤثر الأكبر مع غناه عنك على الأصغر مع ضعفه! قال: أترون هذا الأصغر! لئن بقي مع ما رأى من شدة نفسه ليصبرن الأكير عيالاً عليه.
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 13-04-2006, 07:35 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي أخبار بشار بن برد ونسبه

أخبار بشار بن برد ونسبه
نسبه وكنيته وطبقته في الشعراء
هو، فيما ذكره الحسن بن علي عن محمد بن القاسم بن مهروية عن غيلان الشعوبي، بشار بن برد بن يرجوخ بن أزدكرد بن شروستان بن بهمن بن دارا بن فيروز بن كرديه بن ماهفيدان بن دادان بن بهمن بن بن أزدكرد بن حسيس بن مهران بن خسروان بن أخشين بن شهر داد بن نبوذ بن ماخرشيدا نماذ بن شهريار بن بنداد سيحان بن مكر بن أدريوس بن يستاسب" بن لهراسف". قال: وكان يرجوخ من طخارستان من سبى المهلب بن أبي صفرة. ويكنى بشار أبا معاذ. ومحله في الشعر وتقدمه طبقات المحدثين فيه بإجماع الرواة ورياسته عليهم من غير اختلاف في ذلك يغني عن وصفه وإطالة ذكر محله. وهو من مخضرمي شعراء الدولتين العباسية والأموية، قد شهر فيهما ومدح وهجا وأخذ سني الجوائز مع الشعراء.
أخبرنا يحيى بن علي بن يحيى المنجم قال قال حميد بن سعيد.
كان بشار من شعب أدريوس بن يستاسب الملك بن لهراسف الملك. قال: وهو بشار بن برد بن بهمن بن أزدكرد بن شروستان بن بهمن بن دارا بن فيروز. قال: وكان يكنى أبا معاذ.
ولاؤه لبني عقيل: وأخبرني يحيى بن علي ومحمد بن عمران الصيرفي وغيرهما عن الحسن بن عليل العنزي عن خالد بن يزيد بن وهب بن جرير بن حازم عن أبيه قال: كان بشار بن برد بن يرجوخ وأبوه برد من قن خيرة القشيرية امرأة المهلب بن أبي صفرة، وكان مقيماً لها في ضيعتها بالبصرة المعروفة " بخيرتان" مع عبيد لها وإماء، فوهبت براداً بعد أن زوجته لامرأة من بني عقيل كانت متصلة بها، فولدت له امرأته وهو في ملكها بشاراً فأعتقته العقيلية وأخبرني محمد بن مزيد بن أبي الأزهر قال حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه قال: كان برد أبو بشار مولى أم الظباء العقيلية السدوسية، فادعى بشار أنه مولى بني عقيل لنزوله فيهم.
وأخبرني امد بن العباس العسكري قال حدثنا العنزي قال حدثني رجل من ولد بشار يقال له حمدان كان قصارا بالبصرة، قال: ولاؤنا لبني عقيل؛ فقلت لأيهم؟ فقال: لبني ربيعة بن عقيل وأخبرني وكيع قال حدثني سليمان المدني قال قال أحمد بن معاوية الباهلي: كان بشار وأمه لرجل من الأزد، فتزوج امراة من بني عقيل، فساق إليها بشاراً وأمه في صداقها، وكان بشار ولد مكفوفاً فأعتقته العقيلية.
أخبرني محمد بن عمران الصيرفي قال حدثني الحسن بن عليل العنزي قال حدثنا قعنب بن المحرز الباهلي قال حدثني محمد بن الحجاج قال:
باعت أم بشار بشاراً على أم الظباء السدوسية بدينارين فأعتقته. وأم الظباء امراة أوس بن ثعلبة أحد بن تيم اللات بن ثعلبة، وهو صاحب قصر أوس بالبصرة؛ وكان أوس أحد فرسان بكر بن وائل بن بخراسان
كان أبوه طساناً
وقد هجاه بذلك حماد عجرد: أخبرني الحسن بن علي الخفاف قال حدثنا العنزي قال حدثنا محمد بن زيد العجلي قال أخبرني بدر بن مزاحم: أن برداً أبا بشار كان طياناً يضرب اللبن، وأراني أبي بيتين" لناً فقال لي: لبن هذين البيتين من ضرب برد أبي بشارٍ. فسمع هذه الحكاية حماد عجردٍ فهجاه فقال:

يابن برد إخسأ إليك فمثـل ال** كلب في الناس أنت لا الإنسان
بل لعمري لأنت شر من الكل ** ب وأولى منه بكـل هـوان
ولريح الخنزير أهون من ري** حك يابن الطيان ذي التـبـان


أنشد للمهدي شعراً في أنه عجمي
بحضور أبي دلامة:
أخبرني يحيى بن علي قال حدثنا أبو أيوب المديني عن أبي الصلت البصري عن أبي عدنان قال حدثني يحيى بن الجون العبدي رواية بشار قال: قال: لما دخلت على المهدي قال لي: فيمن تعتذ يابشار؟ فقلت: اما اللسان والزي فعربيان، وأما الأصل فعجمي، كما قلت في شعري ياأمير المؤمنين:

ونبئت قـومـاً بـهـم جـنة** يقولون من ذا وكنت العـلـم
ألا أيها السـائلـي جـاهـداً ** ليعرفني أنا أنـف الـكـرم
نمت في الكرام بني عـامـر** فروعي وأصلي قريش العجم
فإني لأغني مقـام الـفـتـى ** وأصبي الفتاة فما تعتـصـم


قال: وكان أبو دلامة حاضراً فقال: كلا! لوجهك أقبح من ذلك ووجهي مع وجهك؛ فقلت: كلا! والله مارأيت رجلاً أصدق على نفسه وأكذب على جليسه منك، والله إني لطويل القامة عظيم الهامة تام الألواح أسحج الخدين، ولرب مسترخي المذورين للعين فيه مراد قد جلس من الفتاة حجرة وجلست منها حيث أريد، فأنت مثلي يامرضعان! "قال": فسكت عني، ثم قال لي المهدي: فمن أي العجم أصلك؟ فقلت: من أكثرها في الفرسان، وأشدها على الأقران، أهل طخازستان؛ فقال بعض القوم: أولئك الصغد؛ فقلت: لا، الصغد تجار؛ فقال بعض القوم: اولئك الصغد؛ فقلت: لا الصغد تجار؛ فلم يردد ذلك المهدي
كان كثير التلون في ولائه للعرب مرة وللعجم أخرى:
وكان بشار كثير التلون في ولائه، شديد الشغب والتعصب للعجم، مرة يقول يفتخر بولائه في قيس:

أمنت مضرة الفحشـاء أنـى ** أرى قيساً تضر ولاتـضـار
كأن الناس حين تغيب عنـهـم ** نبات الأرض أخطأه القطـار
وقد كانت بتذمر خـيل قـيس ** فكان لتدمـر فـيهـا دمـار
بحي من بني عـيلان شـوس ** يسير الموت حيث يقال ساروا
ومانلـقـاهـم إلا صـدرنـا ** بري منـهـم وهـم حـرار


ورمة يتبرأ من ولاء العرب فيقول

أصبحت مولى ذي الجلال وبعضهم ** مولى العريب فخذ بفضلك فافخر
مولاك أكرم من تمـيم كـلـهـا ** أهل الفعال ومن قريش المشعـر
فارجع إلى مولاك غير مـدافـع ** سبحان مولاك الأجـل الأكـبـر


وقال يفتخر بولاء بني عقيل: إنني من بني عقيل بن كـعـب موضع السيف من طلى الأعناق

كان يلقب بالمرعث
ويكنى أبا بشار أبا معاذ، ويلقب بالمرعث.
أخبرني عمي ويحيى بن علي قالا حدثنا أبو أيوب المديني قال حدثني محم بن سلام قال: بشار المرعث هو بشار بن برد، وإما سمي المرعث بقوله:
ريم مـرعــث ساح**ر الطرف والنظر
لست والـلـه نـائلـي ** قلت أو يغلب القـدر
أنت إن رمت وصلنـا** فانج، هل تدرك القمر

قال أبو أيوب: وقال لنا ابن سلام مرة أخرى: إنما سمي بشار المرعث، لأنهه كان لقميصه جيبان: جيب عن يمينه وجيب عن شماله، فإذا أراد لبسه ضمه عليه من غير أن يدخل رأسه فيه، وإذا أراد نزعه حل أزاره وخرج منه، فشبهت تلك الجيوب بالرعاث لاسترسالها وتدليلها، وسمي من أجلها المرعث.
أخبرنا يحيى بن علي قال حدثنا علي بن مهدي قال حدثني أبو حانم قال قال لي أبو عبيدة:

رأي الأصمعي فيه وفي ابن أبي حفصة
أخبرني هاشم بن محمد قال حدثني الرياشي قال: سئل الأصمعي عن بشار ومروان أيهما أشعر؟ فقال: بشار؛ فسئل عن السبب في ذلك، فقال: لأن مروان سلك طريقاً كثر من يسلكه فلم يلحق من تقدمه، وشركه فيه من كان في عصره، ويشار سلك طريقاً لم يسلك وأحسن فيه وتفرد به، وهو أكثر تصرفاً وفنون شعر وأغزر وأوسع بديعا، ومروان لم يتجاوز مذاهب الأوائل أخبرني هاشم بن محمد قال حدثني العنزي عن أبي حاتم قال سمعت الأصمعي وقد عاد إلى البصرة من بغداد فسأله رجل عن مروان بن أبي حفصة، فقال: وجد أهل بغداد قد ختموا به الشعراء وبشار أحق بأن يختموهم به من مروان؛ فقيل له: ولم؟ فقال: وكيف لايكون كذلك وملكان مروان في حياة بشار يقول شعراًحتى يصلحه له بشار ويقومه! وهذا سلم الخاسر من طبقة مروان يزاحمه بين أيدي الخلفاء بالشعر ةيساويه في الجوائز، وسلم معتوف بأنه تبع لبشار.

مقارنته بامرىء القيس والقطامي
أخبرني جحظة قال سمعت علي بن يحيى المنجم يقول: سمعت من لاأحصي من الواة يقولون: أحسن الناس ابتداء في الجاهلية امرؤ القيس حيث يقول:

ألا أنعم صباحاً أيها الطلل البالي
وحيث يقول:

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
وفي الإسلام القطامي حيث يقول:
إنا محيوك فاسلم أيها الطلل

ومن المحدثين بشار حيث يقول:

أبى طلل بالجزع أن يتكلما** وماذا عليه لو أجاب متيما
وبالفرع آثار بقين وباللوى** ملاعب لايعرفن إلا توهما


مقارنة بينه وبين مروان بن أبي حفصة
أخبرني عمي عن الكرني عن أبي حاتم قال: كان الأصمعي يعجب بشعر بشار لكثرة فنونه وسعة تصرفه، ويقول: كان مطبوعاً لايكلف طبعه شيئاً متعذراً لاكمن يقول البيت ويحككه أياماً. زكان يشبه بشاراً بالأعشى والنابغة الذبياني، ويشبه مروان بزهير والحطيئة، ويقول: هو متكلف قال الكراني: قال أبو حاتم: وقلت لأبي زيد: أيما أشعر بشار أم مروان؟ فقال: بشار أشعر، ومروان أكفر. قال أبو حاتم: وسألت أبا زيد مرة أخرى عنهما فقال: مروان أجد وبشار أهزل؛ فحدثت الأصمعي بذلك؛ فقال: بشار يصلح للجد والهزل، ومروان لايصلح إلا لأحدهما.

كان شعره سياراً يتناشده الناس
نسخت من كتاب هارون بن علي بن يحيى قال حدثنا نجم بن النطاح قال: عهدي بالبصرة وليس فيها غزل ولاغزلة إلا يروي من شعر بشار، ولانائحة ولامغنية إلا لتكسب به، ولا ذو شرفٍ إلا وهو يهابه ويخاف معرة لسانه.
لم يأت في شعره بلفظ مستنكر: أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا محمد بن القاسم بن مهروية قال حدثني أحمد بن المبارك قال حدثني أبي قال:

قلت لبشار: ليس لأحد من شعراء العرب شعر إلا وقد قال فيه شيئاً استنكرته العرب من ألفاظهم وشك فيه، وإنه ليس في شعرك مايشك؛ قال: ومن أين يأتيني الخطأ! ولدت هاهنا ونشأت في حجورثمانين شيخاً من فصحاء بني عقيل مافيهم احد يعرف كلمة من الخطأ، وإن دخلت إلى نسائهم فنساؤهم أفصح منهم، وأيفعت فأبديت إلى أن أدركت، فمن أين يأتيني الخطأ أخبرني حبيب بن نصر المهلبي وأحمد بن عبد العزيز ويحيى بن علي قالوا حدثنا عمر بن شبة قال: كان الأصمعي يقول: إن بشاراً خاتمة الشعراء، والله لولا ظأن أيامه تأخرت لفضلته على كثير منهم.

هو أول الشعراء في جملة من اغراض الشعر
أخبرنا يحيى بن علي قال حدثني أبو الفضل المروزي قال حدثني بن المحرز الباهلي قال قال الأصمعي: لقي أبو عمرو بن العلاء بعض الرواة فقال له: يا أبا عمرو، من أبدع الناسبيتاً؟ قال: الذي يقول:
لم يطل ليلي ولكن لـم أنـم ** ونفى عني الكرى طيف ألم
روحي عني قليلا واعلمـي ** أنني ياعبد من لـحـم ودم


قال: فمن أمدح الناس؟ قال: الذي يقول:

لمست بكفي كفه أبتغي الغنـى ** ولم أدر أن الجود من كفه يعدي
فلا أنا منه ماأفاد ذوو الغـنـى ** أفدت وأعداني فأتلفت ماعنـدي


قال: فمن أهجى الناس؟ قال: الذي يقول:

رأيت السهيلين استوى الجود فيهما ** على بعد ذا من ذاك في حكم حاكم
سهيلبن عثمـان يجـود بـمـابـه ** كما جاد بالوجعا سهيل بن سـالـم


قال: وهذه الأبيات كلها لبشار نسبة مافي هذا الخبر من الأشعار التي يغني فيها

لم يطل ليلي ولكن بـم أنـم ** ونفى عني الكرى طيف ألم
وإذا قلت لها جـودي لـنـا ** خرجت بالصمت عن لاونعم
نفسي ياعبد عني واعلـمـي ** أنني ياعبد من لـحـم ودم
إن في بردى جسماً نـاحـلاً ** لو تركأت علـيه لأنـهـدم
حتم الحب لها في عنـقـي ** موضع الخاتم من أهل الذمم

فأما الأبيات التي ذكر أبو عمرو أنه فيها أمدح الناس وأولها: لمست بكفي كفه أبتغي الغنى فإنه ذكر لبشار. وذكر الزبير بن بكار أنها لابن الخياط في المهدي، وذكر له فيها معه خبراً طويلاً قد ذكرته في أخبار ابن الخياط في هذا الكتاب.
الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 13-04-2006, 07:52 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

ترك جواب رجل عاب شعره للؤمه
أخبرني الحسين عن حماد عن أبيه قال: وقف على بشار بعض المجان وهو ينشد شعراً؛ قال له: استر شعرك كما تستر عورتك؛ فصفق بشار بيديه وغضب وقال له: قال: أنا أعزك الله رجل من باهلة، وأخوالي"من" سلول، وأصهاري عكل، واسمي كلب، ومولدي بأضاخ، ومنزلي بنهر بلال، فضحك بشار ثم قال: اذهب ويلك! فأنت عتيق لؤمك، قد علم الله أنك استترت مني بحصون من حديد
وصف قاص قصراً كبيراً في الجنة فعاب
أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا محمد بن القاسم بن مهروية قال حدثني الفضل بن سعيد قال حدثني أبي قال: مر بشار بقاص بالبصرة فسمعه يقول في قصصه: من صام رجباً وشعبان ورمضان بنى الله له قصراً في الجنة صحنه ألف فرسخ في مثلها وعله ألف فرسخ وكل باب من أبواب بيوته ومقاصره عشرة فراسخ في مثلها، قال: فالتفت بشار إلى قائده. فقال: بئست والله الدار هذه في كانون الثاني.

سمع صخباً في الجيران فقال
كأن القيامة قامت:
قال الفصل بن سعيد وحدثني رجل من أهل البصرة ممن كان يتزوج بالنهاريات قال: تزوجت امرأة منهن فاجتمعت معها في علو بيت وبشار تحتنا، أو كنا في أسفل البيت وبشار في علوه مع امرأة، فنهق حمار في الطريق فأجابه حمار في الجيران وحمار في الدار فارتجت الناحية بنهيقها، وضرب الحمار الذي في الددار الأرض برجله وجعل يدقها بها دقاً شديداً فسمعت بشاراً يقول للمرأة: نفخ -يعلم الله-في الصور وقامت القيامة أماتسمعين كيف يدق أهل القبور حتى يخرجوا منها! قال: ولم يلبث أن فزعت شاة كانت في السطح فقطعت حبلها وعدت فألقت طبقاً وغضارة إلى الدار فانكسرا، وتطاير حمام ودجاج كن في الدار لصوت الغضارة وبكى صبي في الدار؛ فقال بشار: صح والله الخبر ونشر أهل القبور من قبورهم أزفت-يشهد الله-الآزفة وزلزلت الأرض زلزالها؛ فعجبت من كلامه وغاظني؛ فسألت من المتكلم؟ فقيل لي: بشار، فقلت: قد علمت أنه لايتكلم بمثل هذا غيربشار.

نكتة له مع رجل رمحته بغلة فشكرالله
أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا أحمد بن محمد جدار قال حدثني قدامة بن نوح قال: مربشار برجل قد رمحته بغلة وهو يقولك الحمد لله شكراً، فقال له بشار: استزده يزدك. قال: ومر به قوم يحملون جنازة وهم يشرعون المشي بها، فقال: مالهم مسرعين! أتراهم سرقوه فهم يخافون أن يلحقوا فيؤخذ منهم!.

مات ابن له فرثاه
أخبرني يحيى بن علي بن يحيى عن أبيه عن عافية بن شبيب، وأخبرني به وكيع عن محمد بن عمر بن محمد بن عبد الملك عن الحسن بن جمهور، قالا: توفي ابن لبشار فجزع عليه؛ فقيل له: أجر قدمته، وفرط افترطته، وذخر أحرزته، فقال: ولد دفنته، وثكل تعجلته، وغيب وعدته فانتظرته؛ والله لئن لم أجزع للنقص لاأفرح للزيادة. وقال يرثيه: أجارتنا لاتجـزعـي وأنـيبـي أتاني من الموت المطل نصيبي
بني على رغمي وسخطي رزئته** وبدل أحجـار وجـال قـلـيب
وكان كريحان الغصون تخـالـه ** ذوي بعد إشارق يسر وطـيب
أصيب بني حين أورق غصنـه ** وألقى علي الهم كـل قـريب
عجبت إسراع المنـية نـحـوه ** وماكان لومليتـه بـعـجـيب


نوادره
أخبرني يحيى بن علي قالذكر عافية بن شبيب عن أبي عثمان الليثي، وحدثني به الحسن بن علي عن ابن مهروية عن أبي مسلم، قلا: رفع غلام بشار إليه في حساب نفقته جلاء مرآة عشرة دراهم، فصاح به بشار وقال: والله مافي الدنيا أعجب من جلاء مرآة أعمى بعشرة دراهم، والله لو صدئت عين الشمس حتى يبقى العالم في ظلمة مابلغت أجره من يجلوها عشرة دراهم.

أغضبه أعرابي عند مجزأة فهجاه
أخبرني أحمد بن العباس العسكري قال حدثني الحسن بن عليل قال حدثني علي بن منصور أبو الحسن الباهلي قال حدثني أبو عبد الله المقرىء الجحدري الذي كان يقرأ في المسجد الجامع بالبصرة، قال: دخل أعرابي على مجزأة بن ثور السدوسي وبشار عنده وعليه بزة الشعراء، فقال الأعرابي: من الرجل؟ فقالوا: رجل شاعر؛ فقال: أمولى هو أم عربي؟ قالوا: بل مولى؛ فقال الأعرابي: وما للموالي وللشعر? فغضب بشار وسكت هنيهة، ثم قال: أتأذن لي أبا ثورٍ؟ قال: قل ما شئت يا أبامعاذ؛ فأنشأ بشار يقول:

خليلي لاأنام على اقـتـسـار ** ولاآبى على مولـى وجـار
سأخبر فاخر الأعراب عنـي ** وعنه حين تأذن بالـفـخـار
أحيس كسيت بعد العري خـزا ** ونادمت الكرام على العقـار
تفاخـر ياابـن راعـيةٍ وراع ** بني الأحرار حسبك منخسـار
وكنت إذا طمئت إلـى قـراح ** شركت الكلب في ولغ الإطار
تريغ بخطبةٍ كسر المـوانـي ** وينسيك المكارم صـيد فـار
وتغدو للقـنـافـذ تـدريهـا ** ولم تعـقـل بـدراج الـديار
وتتشح الشمال لـلابـسـيهـا ** وترعى الضأن بالبلد القفـار
مقامك بيننا دنـس عـلـينـا ** فليتك غائب فـي حـر نـار
وفخرك بين خنزير وكـلـب ** على مثلي من الحدث الكبـار


فقال مجزأة للأعرابي: قبحك الله? فأنت كسبت هذا الشر لنفسك ولأمثالك?.


توفي ابن له فتمثل بقول جرير
أخبرني هاشم بن محمد الخزاعي قال حدثنا عيسى بن إسماعيل العتكي عن محمد بن سلام عن بعض أصحابه قال: حضرنا جنازة ابن لبشارة توفي، فجزع عليه جزعاً شديداً، وجعلنا نعزيه ونسليه فما يغني ذلك شيئاً، ثم التفت إلينا وقال: لله در جرير حيث يقول وقد عزي بسوادة ابنه:

قالوا نصيبك منأجر فقلـت لـهـم** كيف العزاء وقد فارقت أشبالـي
ودعتني حين كف الدهر من بصري** وحين صرت كعظم الرمة البالـي
أودى سوادة يجلو مقلـتـي لـحـم ** بازٍ يصرصر فوق المربأ العالـي
إلا تكـن لـك بـالـديرين نـائحة** فرب نائحة بالـرمـل مـعـوال



صدق ظنه في تقدير جوائز الشعر
أخبرني عيسى بن الحسين الوراق قال حدثنا سليان بن أيوب المدائني قال: قال مروان بن أبي حفصة: قدمت البصرة فأنشدت بشاراً قصيدة لي واستنصحته فيها، فقال لي: ماأجودها! تقدم بغداد فتعطى عشرة آلاف درهم؛ فجزعت من ذلك وقلت: قتلتني! فقال: هو ماأقول لك؛ وقدمت بغداد فأعطيت عليها عشرة آلاف درهم؛ ثم قدمت عليه قدمة أخرى فأنشدته قصيدتي: فقال: تعطى عليها مائة ألف درهم؛ فقدمت فأعطيت مائة ألف درهم، فعدت إلى البصرة فأخبرته بحالي في المرتين، وقلت له: مارأيت أعجب من حدسك! فقال: يابني، أما علمت أنه لم يبق أحد أعلم بالغيب من عمك!. أخبرنا بهذا الخبر محمد بن يحيى الصولي قال: حدثنا يزيد ين محمد المهلبي عن محمد بن عبد الله بن أبي عيينة عن مروان أنه قدم على بشار فأنشده قوله: طرقتك زائة فحي خيالها
فقال له: يعطونك عليها عشرة آلاف درهم، ثم قدم عليه فأنشده قوله:

أنى يكون وليس ذاك بكائن ** لبني البنات وراثة الأعمام

فقال: يعطونك عليها مائة ألف درهم، وذكر باقي الخبر مثل الذي قبله.

امتحن في صلاته فوجد لايصلي
أخبرني عيسى قال حدثنا سليمان قال: قال بعض أصحاب بشار: كنا نكون عنده فإذا حضرت الصلاة قمنا إليها ونجعل حول ثيابه تراباً حتى ننظر هل يقوم يصلي، فنعود والتراب بحاله و ماصلى.

جعل الحب قاضيا بين المحبين بأمر المهدي
اخبرني عيسى قال حدثنا سليمان قال: قال أبو عمرو: بعث المهدي إلى بشار فقال له: قل في الحب شعراً ولاتطل واجعل الحب قاضياً بين المحبين ولاتسم أحداً؛ فقال:

اجعل الحب بين حبـي وبـينـي** قاضياً إنني بـه الـيوم راضـي
فاجتمعنا فقلت ياحـب نـفـسـي ** إن عيني قـلـيلة الإغـمـاض
أنت عذبتني وأنحلت جـسـمـي ** فارحـم الـيوم دائم الأمـراض
قال لي لايحل حكمـي عـلـيهـا ** أنت أولى بالسقـم والإحـراض
قلت لما أجـابـنـي بـهـواهـا ** شمل الجور في الهوى كل قاضي


فبعث إليه المهدي: حكمت علينا ووافقنا ذلك، فامر له بألف دينار
نسب إليه بعضهم أنه
أخذ معنى في شعره من أشعب فرد عليه:
أخبرني عيسى قال حدثني سليمان المدني قال حدثني الفضل بن إسحاق الهاشمي قال: أنشد بشار قوله:
يروعه السرار بكل أرض** مخافة أن يكون به السرار
فقال له رجل: أظنك أخذت هذا من قول أشعب: مارأيت اثنين يتساران إلا ظننت أنهما يأمران لي بشيء؛ فقال: إن كنت أخذت هذا من قول أشعب فإنك ثقل الروح والمقت من الناس جميعا فانفردت به دونهم، ثم قام فدخل وتركنا. وأخذ أبو نواس هذ المعنى بعينه من بشار فقال فيه:

تركتني الوشاة نصب المسري** ن وأحدوثة بكـل مـكـان
ماأرى حاليين في السـر **ألا قلت مايخلوان إلا لشـانـي


اشتنشد هجوه في حماد عجرد
وعمرو الظالمي فأنشد:
أخبرني عمي قال حدثني سليمان قال قال لي أبو عدنان حدثني سعيد جليس كان لأبي زيد قال: أتاني أعشى سليم وأبو حنش فقالا لي: انطلق معنا إلى بشار فتسأله أن ينشدك شيئاً من هجائه في حماد عجرد أو في عمرو الظالمي فإنه إن عرفنا لم ينشدنا، فمضيت معهما حتى دخلت على بشار فاستنشدته فأنشد قصيدة" له على الجال فجعل يخرج من واد في الهجاء إلى واد آخر وهما يستمعان وبشار لايعرفهما، فلما خرجا قال أحدهما للآخر: أما تعجب مما جاء به هذا الأعمى؟ فقال أبو حنش: أماأنا فلا أعرض-والله- والدي أبداً؛ وكانا قد جاءا يزورانه، وأحسبهما أرادا أن يتعرضا لمهاجاته.
الرد مع إقتباس
  #6  
قديم 13-04-2006, 08:28 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي أخبار حسّان بن ثابت ونسبه

أخبار حسّان بن ثابت ونسبه
نسبه من قبل أبويه وكنيته

هو حسّان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عديّ بن عمرو بن مالك بن النّجّار، واسمه تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة، وهو العنقاء بن عمرو؛ وإنما سمّي العنقاء لطول عنقه. وعمرو هو مزيقياء بن عامر بن ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس البطريق بن ثعلبة البهلول بن مازن بن الأزد، وهو ذري - وقيل: ذراء ممدود - بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
قال مصعبٌ الزّبيريّ فيما أخبرنا " به " الحسن بن عليّ عن أحمد بن زهير عمّه قال: بنو عديّ بن عمرو بن مالك " بن " النجّار يسمّون بني معالة. ومعالة أمّه، وهي امرأةٌ من القين وإليها كانوا ينسبون. وأمّ حسّان بن ثابت بن المنذر، الفريعة بنت خالد بن قيس بن لوذان بن عبد ودّ بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج. وقيل: إنّ اسم النجّار تيّم اللاّت؛ وفي ذلك يقول حسّان بن ثابت:
وأمّ ضرارٍ تنشد النّاس والهاً ** أما لابن تيم الله ماذا أضلّت

يعني ضرار بن عبد المطّلب، وكان ضلّ فنشدته أمّه. وإنما سمّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم تيم الله؛ لأنّ الأنصار كانت تنسب إليه، فكره أن يكون في أنسابها ذكر اللاّت.
ويكنى حسّان بن ثابت أبا الوليد. وهو فحلٌ من فحول الشعراء. وقد قيل: إنّه أشعر أهل المدر. وكان أحد المعمّرين من المخضرمين، عمّر مائةً وعشرين سنةً: ستّين في الجاهليّة وستّين في الإسلام.

عاش حسان مائة وعشرين سنة
أخبرني الحسين بن يحيى عن حمّاد عن أبيه عن أبي عبيدة قال: عاش ثابت بن المنذر مائةً وخمسين سنةً، وعاش حسّان مائةً وعشرين سنة. ومما يحقّق ذلك ما أخبرني به الحسن بن عليّ قال حدّثنا أحمد بن زهير قال حدّثني الزّبير بن بكار قال حدّثني محمد بن حسين عن إبراهيم بن محمد عن صالح بن إبراهيم عن يحيى بن عبد الرحمن بن سعيد بن زرارة عن حسّان بن ثابت قال: إنّي لغلامٌ يفعةٌ ابن سبع سنين أو ثمانٍ، إذا بيهوديّ بيثرب يصرخ ذات غداةٍ: يا معشر يهود؛ فلما اجتمعوا إليه قالوا: ويلك! مالك؟ قال: طلع نجم أحمد الذي يولد به في هذه الليلة. قال: ثم أدركه اليهوديّ ولم يؤمن به. فهذا يدلّ على مدّة عمره في الجاهليّة؛ لأنه ذكر أنه أدرك ليلة ولد النبيّ صلى الله عليه وسلم، وله يومئذ ثمان سنين، والنبيّ صلى الله عليه وسلم بعث وله أربعون سنةً، وأقام بمكة ثلاث عشرة سنةً، فقدم المدينة ولحسّان يومئذ، على ما ذكره، ستّون سنةً أو إحدى وستون سنة، وحينئذ أسلم.
أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا أحمد بن زهير قال حدّثنا الزّبير بن بكّار عن عبد الرحمن بن عبد الله قال حدّثني ابن أبي الزّناد قال: عمّر حسّان بن ثابت عشرين ومائة سنةٍ: ستّين في الجاهليّة وستّين في الإسلام.
قال أخبرني الحسن بن عليٍّ قال أخبرني أحمد بن زهير قال حدّث سليمان بن حرب عن حمّاد بن زيد عن يزيد بن حازمٍ عن سليمان بن يسار قال: رأيت حسّان بن ثابت وله ناصيةٌ قد سدلها بين عينيه.

كان يخضب شاربه وعنفقته بالحناء
أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ قال حدّثني عليّ بن محمد النّوفلي عن أبيه قال: كان حسّان بن ثابت يخضب شاربه وعنفقته بالحنّاء، ولا يخضب سائر لحيته. فقال له ابنه عبد الرحمن: يا أبت، لم تفعل هذا؟ قال: لأكون كأنّي أسدٌ والغ في دمٍ.

فضل الشعراء بثلاث
أخبرنا محمد بن الحسن بن دريد قال أخبرنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال: فضل حسّان الشعراء بثلاث: كان شاعر الأنصار في الجاهليّة، وشاعر النبيّ صلى الله عليه وسلم في النبوّة، وشاعر اليمن كلّها في الإسلام.
أجمعت العرب على أنه أشعر أهل المدر قال أبو عبيدة: وأجمعت العرب على أنّ حسّان أشعر أهل المدر. أخبرنا بذلك أيضاً أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ قال حدّثنا عمر بن شبّة عن أبي عبيدة قال: اتّفقت العرب على أنّ أشعر أهل المدر أهل يثرب، ثم عبد القيس ثم ثقيفٌ؛ وعلى أنّ أشعر أهل يثرب حسّان بن ثابت.

سأل أبا هريرة عن حديث في شأنه فأجابه
أخبرني حبيب بن نصر المهلّبيّ وأحمد بن عبد العزيز الجوهريّ قالا حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا عفّان قال حدّثنا عبد الواحد بن زياد قال حدّثنا معمر عن الزّهريّ عن سعيد بن المسيّب قال.
جاء حسّان إلى نفرٍ فيهم أبو هريرة، فقال: أنشدك الله: أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أجب عنّي " ثم قال: " اللّهمّ أيّده بروح القدس "؟ قال أبو هريرة: اللّهمّ نعم.

كان أحد ثلاثة عارضوا شعراء قريش
أخبرني حبيب بن نصر وأحمد بن عبد العزيز قالا حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا وهب بن جرير قال حدّثنا أبي قال سمعت محمد بن سيرين، قال أبو زيد وحدّثنا هوذة بن خليفة قال حدّثنا عوف بن محمد بن سيرين قال: كان يهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة رهطٍ من قريش: عبد الله بن الزّبعري، وأبو سفّيان بن الحارث بن عبد المطّلب، وعمرو بن العاصي؛ فقال قائل لعليّ بن أبي طالب رضوان الله عليه: اهج عنّا القوم الذين قد هجونا. فقال عليٌّ رضي الله عنه: إن أذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلت. فقال رجلٌ: يا رسول الله، ائذن لعليّ كي يهجو عنّا هؤلاء القوم الذين قد هجونا. قال " ليس هناك " أو " ليس عنده ذلك "؛ ثم قال للأنصار: " ما يمنع القوم الذين نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسلاحهم أن ينصروه بألسنتهم؟ ". فقال حسّان بن ثابت: أنا لها، وأخذ بطرف لسانه وقال: والله ما يسرّني به مقولٌ بين بصرى وصنعاء. فقال: " كيف تهجوهم وأنا منهم "؟ فقال: إنّي أسلّك منهم كما تسلّ الشّعرة من العجين. قال: فكان يهجوهم ثلاثة من الأنصار: حسان بن ثابت، وكعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة. فكان حسّان وكعبٌ يعارضانهم بمثل قولهم بالوقائع والأيّام والمآثر ويعيّرانهم بالمثالب، وكان عبد اله بن رواحة يعيّرهم بالكفر. قال: فكان في ذلك الزمان أشد القول عليهم قول حسان وكعب، وأهون القول عليهم قول ابن رواحة. فلمّا أسلموا وفقهوا الإسلام، كان أشدّ القول عليهم قول ابن رواحة.

استأذن النبيّ في هجو قريش
فأمره أن يأخذ أنسابهم عن أبي بكر:
أخبرنا أحمد بن عبد العزيز وحبيب بن نصر المهلّبيّ قالا حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا عبد الله بن بكر بن حبيب السّهميّ قال حدّثنا أبو يونس القشيريّ وهو حاتم بن أبي صغيرة قال حدّثنا سماك بن حرب قال: قام حسّان أبو الحسام فقال: يا رسول الله، ائذن لي فيه، وأخرج لساناً له أسود، فقال: يا رسول الله، لو شئت لفريت به المزاد، ائذن لي فيه. فقال: " اذهب ألى أبي بكر فليحدّثك حديث القوم وأيّامهم وأحسابهم ثم أهجهم وجبريل معك ". قال أبو زبد قال ابن وهب وحدّثنا بهذا الحديث حاتم عن السّدّيّ عن البراء بن عازبٍ وعن سماك بن حرب - فأنا أشك: أهو عن أحدهما أم عنهما جميعاً - قال أبو زيد: وحدّثنا عليّ بن عاصم قال حدّثنا حاتم بن أبي صغيرة عن سماك بن حربٍ بنحوه، وزاد فيه: فأخرج لسانه أسود، فوضعه على طرف أرنبته، وقال: يا رسول الله، لو شئت لفريت به المزاد؛ فقال: " يا حسّان وكيف وهو منّي وأنا منه "؟ قال: والله لأسلنّه منك كما يسلّ الشّعر من العجين! قال: " يا حسّان فأت أبا بكر فإنّه أعلم بأنساب القوم منك ". فأتى أبا بكر فأعلمه ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال: كفّ عن فلانة واذكر فلانة. فقال:

هجوت محمداً فأجبت عنه** وعند الله في ذاك الجزاء
فإنّ أبي ووالده وعرضي** لعرض محمد منكم وقاء
أتهجوه ولست له بكـفءٍ ** فشرّكما لخيركما الفـداء


لما بلغ قريشاً شعره اتهموا أبا بكر أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا أحمد بن زهير قال حدّثنا الزّبير بن بكّار قال حدّثنا أحمد بن سليمان عن الأصمعيّ عن عبد الرحمن بن أبي الزّناد قال: لمّا أنشدت قريشٌ شعر حسّان قالت: إنّ هذا الشّتم ما غاب عنه ابن أبي قحافة.
قال الزّبير: وحدّثني محمد بن يحيى عن يعقوب بن إسحاق بن مجمّع عن رجلٍ من بني العجلان قال: لما بلغ أهل مكة شعر حسّان ولم يكونوا علموا أنّه قوله، جعلوا يقولون: لقد قال أبو بكر الشّعر بعدنا.

خبره مع ابن الزبعري وضرار

قال الزّبير: وحدّثني الحسن بن عليّ قال حدّثنا أحمد بن زهير قال حدّثنا الزبير بن بكّار قال حدّثني محمد بن فضالة عن أبيه عن خالد بن محمد بن فضالة عن أبيه عن خالد بن محمد بن ثابت بن قيس بن شمّاس قال: نهى عمر بن الخطّاب الناس أن ينشدوا شيئاً من مناقضة الأنصار ومشركي قريش، وقال: في ذلك شتم الحيّ بالميّت، وتجديد الضغائن، وقد هدم الله أمر الجاهليّة بما جاء من الإسلام. فقدم المدينة عبد الله بن الزّبعري السّهميّ وضرار بن الخطّاب الفهريّ ثم المحاربيّ، فنزلا على أبي أحمد بن جحش، وقالا له: نحبّ أن ترسل إلى حسّان بن ثابت حتّى يأتيك، فننشده، وينشدنا مما قلنا له وقال لنا. فأرسل إليه فجاءه؛ فقال له: يا أبا الوليد، هذان أخواك ابن الزّبعري وضرار قد جاءا أن يسمعاك وتسمعهما ما قالا لك وقلت لهما. فقال ابن الزّبعري وضرارٌ: نعم يا أبا الوليد، إن شعرك كان يحتمل في الإسلام ولا يحتمل شعرنا، وقد أحببنا أن نسمعك وتسمعنا؟ فقال حسّان: أفتبدآن أم أبدأ؟ قالا: نبدأ نحن. قال: ابتدئا؛ فأنشداه حتى فار فصار كالمّرجل غضباً، ثم استويا على راحلتيهما يريدان مكة؛ فخرج حسّان حتى دخل على عمر بن الخطّاب فقصّ عليه قصّتهما وقصّته؟ فقال له عمر: لن يذهبا عنك بشيء إن شاء الله، وأرسل من يردّهما، وقال له عمر: لو لم تدركهما إلاّ بمكة فارددهما عليّ. وخرجا فلمّا كانا بالرّوحاء رجع ضرار إلى صاحبه بكرهٍ، فقال له يابن الزّبعري: أنا أعرف عمر وذبّه عن الإسلام وأهله، وأعرف حسّان وقلّة صبره على ما فعلنا به، وكأنّي به قد جاء وشكا إليه ما فعلنا، فأرسل في آثارنا وقال لرسوله: أن لم تلحقهما إلاّ بمكة فارددهما عليّ؛ فاربح بنا ترك العناء وأقم بنا مكاننا؛ فإن كان الذي ظننت فالرجوع من الرّوحاء أسهل منه من أبعد منها، وإن أخطأ ظنّي فذلك الذي نحبّ ونحن من وراء المضيّ. فقال ابن الزّبعري: نعم ما رأيت. قال: فأقاما بالرّوحاء، فما كان إلا كمرّ الطائر حتّى وافاهما رسول عمر فردّهما إليه؛ فدعا لهما بحسّان، وعمر في جماعةٍ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لحسّان: أنشدهما مما قلت لهما؛ فأنشدهما حتّى فرغ مما قال لهما فوقف. فقال له عمر: أفرغت؟ قال: نعم. فقال له: أنشداك في الخلاء وأنشدتهما في الملا. وقال لهما عمر: إن شئتما فأقيما، وإن شئتما فانصرفا. وقال لمن حضره: إنّي قد كنت نهيتكم أن تذكروا مما كان بين المسلمين والمشركين شيئاً دفعاً للتضاغن عنكم وبثّ القبيح فيما بينكم، فأمّا إذ أبو فاكتبوه، واحتفظوا به. فدوّنوا ذلك عندهم. قال خلاّد بن محمد: فأدركته والله وإنّ الأنصار لتجدّده عندها إذا خافت بلاه.
شعر له في هجو أبي سفيان بن الحارث أخبرنا أحمد بن عبد العزيز قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا عفّان بن مسلم قال حدّثنا عمران بن زيد قال: سمعت أبا إسحاق قال في قصة حسّان وأبي سفيان بن الحارث نحو ما ذكره مما قدّمنا ذكره، وزاد فيه: فقال حسّان فيه:

وإنّ سنام المجد مـن آل هـاشـمٍ** بنو بنت مخزومٍ، ووالدك العـبـد
ومن ولدت أبناء زهرة مـنـكـم **كرامٌ ولم يلحق عجائزك المـجـد
وإنّ امرأً كـانـت سـمـيّة أمّـه ** وسمراء مغلوبٌ إذا بلغ الجـهـد
وأنت هجين نيط فـي آل هـاشـمٍ ** كما نيط خلف الرّاكب القدح الفرد


فقال العبّاس: وما لي وما لحسّان! يعني ذكره نتيلة، فقال فيها:

ولست كعبّاسٍ ولا كابـن أمّـه** ولكن هجينٌ ليس يورى له زند


الرد مع إقتباس
  #7  
قديم 13-04-2006, 08:38 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

أعانه جبريل في مديح النبي
أخبرنا أحمد قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا القعنبيّ قال حدّثنا مروان بن معاوية قال حدّثنا إياس السّلميّ عن ابن بريدة قال: أعان جبريل عليه السلام حسّان بن ثابت في مديح النبيّ صلى الله عليه وسلم بسبعين بيتاً.
مدحه النبي وكعباً وابن رواحة أخبرنا أحمد قال حدّثنا عمر قال حدّثنا محمد بم منصور قال حدّثنا سعيد بن عامر قال حدّثني جويرية بن أسماء قال: بلغني أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أمرت عبد الله بن رواحة فقال وأحسن، وأمرت كعب بن مالك فقال وأحسن، وأمرت حسّان بن ثابت فشفى واشتفى ".

أخبره النبيّ أن روح القدس يؤيده
أخبرنا أحمد قال حدّثنا عمر قال حدّثنا أحمد بن عيسى قال حدّثنا ابن وهب قال أخبرنا عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن مروان بن عثمان ويعلى بن شدّاد بن أوس عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لحسّان بن ثابت الشاعر: " إنّ روح القدس لا يزال يؤيّدك ما كافحت عن الله عز وجل وعن رسول الله " صلى الله عليه وسلم.
استنشده النبيّ وجعل يصغي إليه أخبرنا أحمد قال حدّثنا عمر قال حدّثنا هوذة بن خليفة قال حدّثنا عوف بن محمد قال: قال النبيّ صلى الله عليه وسلم ليلةً وهو في سفرٍ: " أين حسّان بن ثابت "؟ فقال حسّان: لبّيك يا رسول الله وسعديك. قال: " أحد "، فجعل ينشد ويصغي إليه النبيّ صلى الله عليه وسلم ويستمع، فما زال يستمع إليه وهو سائقٌ راحلته حتّى كان رأس الراحلة يمسّ الورك حتّى فرغ من نشيده. فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: " لهذا أشدّ عليهم من وقع النّبل ".

انتهره عمر لإنشاده في مسجد الرسول
أخبرنا أحمد قال حدّثنا عمر قال حدّثنا أبو عاصم النبيل قال أخبرنا ابن جريج قال أخبرنا زياد بن أبي سهل قال حدّثني سعيد بن المسيّب: أنّ عمر مرّ بحسّان بن ثابت وهو ينشد في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهره عمر؛ فقال حسّان: قد أنشدت فيه من هو خيرٌ منك؛ فانطلق عمر.

مدحه الزبير
حدّثنا محمد بن جرير الطبريّ والحرميّ بن أبي العلاء وعبد العزيز بن أحمد عمّ أبي وجماعةٌ غيرهم قالوا حدّثنا الزّبير بن بكّار قال حدّثنا أبو غزيّة محمد بن موسى قال حدّثني عبد الله بن مصعب عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن جدّتها أسماء بنت أبي بكر قالت: مرّ الزّبير بن العوّام بمجلسٍ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحسّان بن ثابت ينشدهم من شعره وهم غير نشاطٍ لما يسمعون منه، فجلس معهم الزّبير فقال: ما لي أراكم غير آذنين لما تسمعون من شعر ابن الفريعة! فلقد كان يعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فيحسن استماعه ويجزل عليه ثوابه، ولا يشتغل عنه بشيء. فقال حسّان:

أقام على عهد الـنـبـيّ وهـديه ** حواريّه والقول بالفـعـل يعـدل
أقام على منهـاجـه وطـريقـه ** يوالي وليّ الحقّ والحـقّ أعـدل
هو الفارس المشهور والبطل الذي** يصول إذا ما كان يومٌ محـجّـل
إذا كشفت عن ساقها الحرب حشّها ** بأبيض سباقٍ إلى المـوت يرقـل
وإنّ امرأً كانـت صـفـية أمّـه ** ومن أسدٍ في بيتهـا لـمـرفّـل
له من رسول الله قربـى قـريبةٌ ** ومن نضرة الإسلام نصرٌ مؤثّـل
فكم كربةٍ ذبّ الزّبـير بـسـيفـه ** عن المصطفى والله يعطي فيجزل
فما مثله فيهم و لا كـان قـبـلـه ** وليس يكون الدّهر مـا دام يذبـل
ثناؤك خيرٌ من فعال مـعـاشـرٍ ** وفعلك يابن الهاشمـيّة أفـضـل


تقدم هو وكعب وابن رواحة فاختاره النبيّ
أخبرني أحمد بن عيسى العجليّ قال حدّثنا واصل بن عبد الأعلى قال حدّثنا ابن فضيل عن مجالد عن الشّعبيّ قال: لما كان عام الأحزاب وردّهم الله بغيظهم لم ينالوا خيراً، قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: " من يحمي أعراض المسلمين "؟ فقال كعب: أنا يا رسول الله، وقال عبد الله بن رواحة: أنا يا رسول الله، وقال حسّان بن ثابت: أنا يا رسول الله؛ فقال: " نعم اهجهم أنت فإنّه سيعينك عليهم روح القدس ".

قدم وفد تميم فأمره النبيّ أن يجيب شاعرهم
أخبرنا أحمد قال حدّثنا عمر قال حدّثنا عبد الله بن عمرو وشريح بن النّعمان قالا حدّثنا عبد الرحمن بن أبي الزّناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: لمّا قدم وفد بني تميم وضع النبيّ صلى الله عليه وسلم لحسّان منبراً وأجلسه عليه، وقال: " إنّ الله ليؤيّد حسّان بروح القدس ما كافح عن نبيّه " صلى الله عليه وسلم. هكذا روى أبو زيد هذا الخبر مختصراً. وأتينا به على تمامه ها هنا؛ لأنّ ذلك حسنٌ فيه: أخبرنا به الحسن بن عليّ قال حدّثنا أحمد بن زهير قال حدّثنا الزّبير قال حدّثنا محمد بن الضّحاك عن أبيه قال: قدم على النبيّ صلى الله عليه وسلم وفد بني تميم وهم سبعون أو ثمانون رجلاً، فيهم الأقرع بن حابس، والزّبرقان بن بدر، وعطارد بن حاجب، وقيس بن عاصم، وعمرو بن الأهتم، وانطلق معهم عيينة بن حصنٍ، فقدموا المدينة، فدخلوا المسجد، فوقفوا عند الحجرات، فنادوا بصوتٍ عالٍ جافٍ: اخرج إلينا يا محمد؛ فقد جئنا لنفاخرك، وقد جئنا بشاعرنا وخطيبنا. فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس. فقام الأقرع بن حابس فقال: والله إنّ مدحي لزين، وإن ذمّي لشين. فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: " ذلك الله ". فقالوا: إنّا أكرم العرب. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكرم منكم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام ". فقالوا: ايذن لشاعرنا وخطيبنا. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس وجلس معه الناس، فقام عطارد بن حاجب فقال: الحمد لله الذي له الفضل علينا وهو أهله، الذي جعلنا ملوكاً وجعلنا أعزّ أهل المشرق، وآتانا أموالاً عظاماً نفعل فيها المعروف، ليس في الناس مثلنا؛ ألسنا برؤوس النّاس وذوي فضلهم! فمن فاخرنا فليعدد مثل ما عددنا، ولو نشاء لأكثرنا، ولكنّا نستحي من الإكثار فيما خوّلنا الله وأعطانا. أقول هذا، فأتوا بقولٍ أفضل من قولنا، أو أمرٍ أبين من أمرنا. ثم جلس.
فقام ثابت بن قيس بن شمّاس فقال: الحمد لله الذي السماوات والأرض خلقه، قضى فيهنّ أمره ووسع كرسيّه علمه، ولم يقض شيئاً إلاّ من فضله وقدرته؛ فكان من قدرته أن اصطفى من خلقه لنا رسولاً أكرمهم حسباً وأصدقهم حديثاً وأحسنهم رأياً، فأنزل عليه كتأبا، وأتمنه على خلقه، وكان خيرة الله من العالمين. ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإيمان، فأجابه من قومه وذوي رحمه المهاجرون أكرم الناس أنسأبا، وأصبح الناس وجوهاً، وأفضل الناس فعالاً. ثم كان أوّل من اتّبع رسول الله صلى الله عليه وسلم من العرب واستجاب له نحن معشر الأنصار؛ فنحن أنصار الله ووزراء رسوله، نقاتل الناس حتى يؤمنوا ويقولوا: لا إله إلاّ الله. فمن آمن بالله ورسوله منع منّا ماله ودمه، ومن كفر بالله ورسوله جاهدناه في الله، وكان جهاده يسيراً. أقول قولي هذا، وأستغفرالله للمؤمنين والمؤمنات.
فقام الزّبرقان فقال:

نحن الملوك فلا حيٌّ يقاربـنـا ** منّا الملوك وفينا يؤخذ الرّبـع
تلك المكارم حزناها مقـارعةً ** إذا الكرام على أمثالها اقترعوا
كم قد نشدنا من الأحياء كلّـهـم ** عند النّهاب وفضل العزّ يتّبـع
وننحر الكوم عبطاً في منازلنـا ** للنازلين إذا ما استطعموا شبعوا
ونحن نطعم عند المحل ما أكلوا ** من العبيط إذا لم يظهر الفزع
وننصر الناس تأتينا سراتـهـم ** من كلّ أوبٍ فتمضي ثم تتّبـع


فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حسّان بن ثابت فجاء، فأمره أن يجيبه.
فقال حسان:

إنّ الـذوائب مــن فـــهـــرٍ وإخـــوتـــهـــم ** قد بـيّنـوا سـنّةً لـــلـــنّـــاس تـــتّـــبـــع
يرضـى بـهـا كـلّ مـن كــانـــت ســـريرتـــه ** تقـوى الإلـه وبــالأمـــر الـــذي شـــرعـــوا
قومٌ إذا حـــاربـــوا ضـــرّوا عـــدوّهــــــم ** أو حـاولـوا الـنّـفـع فـي أشـياعـهـم نـفــعـــوا
سجـيّةٌ تـلـك مـنـــهـــم غـــير مـــحـــدثةٍ ** إنّ الـخـلائق فـاعـلـم شـــرّهـــا الـــبـــدع
لا يرقـع الـنّـاس مــا أوهـــت أكـــفّـــهـــم ** عنـد الـدّفــاع ولا يوهـــون مـــا رقـــعـــوا
إن كـان فـي الـنـاس سـبّـاقــون بـــعـــدهـــم ** فكـلّ سـبـقٍ لأدنـى سـبــقـــهـــم تـــبـــع
أعـفّةٌ ذكـرت فـي الـوحــي عـــفّـــتـــهـــم ** لا يطـمـعــون ولا يزري بـــهـــم طـــمـــع
ولا يضـنّـون عـن جـارٍ بــفـــضـــلـــهـــم ** ولا يمـسّـهـم مـن مـــطـــمـــعٍ طـــبـــع
يسـمـون لـلـحـرب تـبــدو وهـــي كـــاحـــلةٌ ** إذا الـزّعـانـف مـن أظـفـارهـا خـــشـــعـــوا
لا يفـــرحـــون إذا نـــالـــوا عـــدوّهــــم ** وإن أصـــيبـــوا فـــلا خـــورٌ ولا جـــــزع
كأنّـهـم فـي الـوغـى والـمـوت مـكـــتـــنـــعٌ ** أسـود بــيشة فـــي أرســـاغـــهـــا فـــدع
خذ مـنـهـم مـا أتـى عـفــواً وإن مـــنـــعـــوا ** فلا يكـن هـمّـك الأمـر الـــذي مـــنـــعـــوا
فإنّ في حربهم فاترك عداوتهمسمًّا يخاض عليه الصّاب والسّلع
أكرم بقومٍ رسول الله قائدهم ** إذا تـــفـــرّقـــت الأهـــواء والـــشّــــيع
أهـدى لــهـــم مـــدحـــي قـــلـــبٌ يؤازره** فيمـــا أراد لـــســـانٌ حـــائكٌ صـــنــــع
فإنّـهـم أفـــضـــل الأحـــياء كـــلّـــهـــم ** إن جـدّ بـالـنـاس جـدّ الـقـول أو شــمـــعـــوا


فقام عطارد بن حاجب فقال:

أتيناك كيما يعلم الناس فضـلـنـا ** إذا اجتمعوا وقت احتضار المواسم
بأنّا فروع الناس في كلّ مـوطـنٍ ** وأن ليس في أرض الحجاز كدارم


فقام حسّان بن ثـابـت فـقـال:

منعنا رسول اله من غضبٍ له ** على أنف راضٍ من معدٍّ وراغـم
هل المجد إلاّ السّؤدد العود والنّدى ** وجاه الملوك واحتمال العـظـائم


إسلام وفد تميم وإكرام النبيّ لهم

قال: فقال الأقرع بن حابس: والله إنّ هذا الرجل لمؤتًّى له! والله لشاعره أشعر من شاعرنا، ولخطيبه أخطب " من خطيبنا "، ولأصواتهم أرفع من أصواتنا! أعطني يا محمد فأعطاه. فقال: زدني فزاده. فقال: اللّهمّ إنّه سيد العرب. فنزلت فيهم: " إنّ اللّذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون ". ثم إنّ القوم أسلموا، وقاموا عند النبيّ صلى الله عليه وسلم يتعلّمون القرآن، ويتفقّهون في الدّين. ثم أرادوا الخروج إلى قومهم، فأعطاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكساهم، وقال: " أما بقي منكم أحدٌ؟ "، وكان عمرو بن الأهتم في ركابهم، فقال قيس بن عاصم، وهو من رهطه وكان مشاحناً له، لم يبق منّا أحدٌ إلاّ غلامٌ حديث السنّ في ركابنا؛ فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما أعطاهم.

مناقضة عمرو بن الأهتم وقيس بن عاصم
فبلغ عمراً ما قال قيس؛ فقال عمرو بن الأهتم لقيس:

ظللت مفترش الهلباء تشتمـنـي ** عند الرسول فلم تصدق ولم تصب
إن تبغضونا فإنّ الرّوم أصلـكـم ** والروم لا تملك البغضاء للعـرب
فإنّ سؤددنـا عـودٌ وسـؤددكـم ** مؤخّرٌ عند أصل العجب والذّنـب


فقال له قيس:

لولا دفاعي كنتم أعـبـدّاً ** داركم الحيرة والسّيلحون
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م