مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 13-04-2006, 07:52 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

ترك جواب رجل عاب شعره للؤمه
أخبرني الحسين عن حماد عن أبيه قال: وقف على بشار بعض المجان وهو ينشد شعراً؛ قال له: استر شعرك كما تستر عورتك؛ فصفق بشار بيديه وغضب وقال له: قال: أنا أعزك الله رجل من باهلة، وأخوالي"من" سلول، وأصهاري عكل، واسمي كلب، ومولدي بأضاخ، ومنزلي بنهر بلال، فضحك بشار ثم قال: اذهب ويلك! فأنت عتيق لؤمك، قد علم الله أنك استترت مني بحصون من حديد
وصف قاص قصراً كبيراً في الجنة فعاب
أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا محمد بن القاسم بن مهروية قال حدثني الفضل بن سعيد قال حدثني أبي قال: مر بشار بقاص بالبصرة فسمعه يقول في قصصه: من صام رجباً وشعبان ورمضان بنى الله له قصراً في الجنة صحنه ألف فرسخ في مثلها وعله ألف فرسخ وكل باب من أبواب بيوته ومقاصره عشرة فراسخ في مثلها، قال: فالتفت بشار إلى قائده. فقال: بئست والله الدار هذه في كانون الثاني.

سمع صخباً في الجيران فقال
كأن القيامة قامت:
قال الفصل بن سعيد وحدثني رجل من أهل البصرة ممن كان يتزوج بالنهاريات قال: تزوجت امرأة منهن فاجتمعت معها في علو بيت وبشار تحتنا، أو كنا في أسفل البيت وبشار في علوه مع امرأة، فنهق حمار في الطريق فأجابه حمار في الجيران وحمار في الدار فارتجت الناحية بنهيقها، وضرب الحمار الذي في الددار الأرض برجله وجعل يدقها بها دقاً شديداً فسمعت بشاراً يقول للمرأة: نفخ -يعلم الله-في الصور وقامت القيامة أماتسمعين كيف يدق أهل القبور حتى يخرجوا منها! قال: ولم يلبث أن فزعت شاة كانت في السطح فقطعت حبلها وعدت فألقت طبقاً وغضارة إلى الدار فانكسرا، وتطاير حمام ودجاج كن في الدار لصوت الغضارة وبكى صبي في الدار؛ فقال بشار: صح والله الخبر ونشر أهل القبور من قبورهم أزفت-يشهد الله-الآزفة وزلزلت الأرض زلزالها؛ فعجبت من كلامه وغاظني؛ فسألت من المتكلم؟ فقيل لي: بشار، فقلت: قد علمت أنه لايتكلم بمثل هذا غيربشار.

نكتة له مع رجل رمحته بغلة فشكرالله
أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا أحمد بن محمد جدار قال حدثني قدامة بن نوح قال: مربشار برجل قد رمحته بغلة وهو يقولك الحمد لله شكراً، فقال له بشار: استزده يزدك. قال: ومر به قوم يحملون جنازة وهم يشرعون المشي بها، فقال: مالهم مسرعين! أتراهم سرقوه فهم يخافون أن يلحقوا فيؤخذ منهم!.

مات ابن له فرثاه
أخبرني يحيى بن علي بن يحيى عن أبيه عن عافية بن شبيب، وأخبرني به وكيع عن محمد بن عمر بن محمد بن عبد الملك عن الحسن بن جمهور، قالا: توفي ابن لبشار فجزع عليه؛ فقيل له: أجر قدمته، وفرط افترطته، وذخر أحرزته، فقال: ولد دفنته، وثكل تعجلته، وغيب وعدته فانتظرته؛ والله لئن لم أجزع للنقص لاأفرح للزيادة. وقال يرثيه: أجارتنا لاتجـزعـي وأنـيبـي أتاني من الموت المطل نصيبي
بني على رغمي وسخطي رزئته** وبدل أحجـار وجـال قـلـيب
وكان كريحان الغصون تخـالـه ** ذوي بعد إشارق يسر وطـيب
أصيب بني حين أورق غصنـه ** وألقى علي الهم كـل قـريب
عجبت إسراع المنـية نـحـوه ** وماكان لومليتـه بـعـجـيب


نوادره
أخبرني يحيى بن علي قالذكر عافية بن شبيب عن أبي عثمان الليثي، وحدثني به الحسن بن علي عن ابن مهروية عن أبي مسلم، قلا: رفع غلام بشار إليه في حساب نفقته جلاء مرآة عشرة دراهم، فصاح به بشار وقال: والله مافي الدنيا أعجب من جلاء مرآة أعمى بعشرة دراهم، والله لو صدئت عين الشمس حتى يبقى العالم في ظلمة مابلغت أجره من يجلوها عشرة دراهم.

أغضبه أعرابي عند مجزأة فهجاه
أخبرني أحمد بن العباس العسكري قال حدثني الحسن بن عليل قال حدثني علي بن منصور أبو الحسن الباهلي قال حدثني أبو عبد الله المقرىء الجحدري الذي كان يقرأ في المسجد الجامع بالبصرة، قال: دخل أعرابي على مجزأة بن ثور السدوسي وبشار عنده وعليه بزة الشعراء، فقال الأعرابي: من الرجل؟ فقالوا: رجل شاعر؛ فقال: أمولى هو أم عربي؟ قالوا: بل مولى؛ فقال الأعرابي: وما للموالي وللشعر? فغضب بشار وسكت هنيهة، ثم قال: أتأذن لي أبا ثورٍ؟ قال: قل ما شئت يا أبامعاذ؛ فأنشأ بشار يقول:

خليلي لاأنام على اقـتـسـار ** ولاآبى على مولـى وجـار
سأخبر فاخر الأعراب عنـي ** وعنه حين تأذن بالـفـخـار
أحيس كسيت بعد العري خـزا ** ونادمت الكرام على العقـار
تفاخـر ياابـن راعـيةٍ وراع ** بني الأحرار حسبك منخسـار
وكنت إذا طمئت إلـى قـراح ** شركت الكلب في ولغ الإطار
تريغ بخطبةٍ كسر المـوانـي ** وينسيك المكارم صـيد فـار
وتغدو للقـنـافـذ تـدريهـا ** ولم تعـقـل بـدراج الـديار
وتتشح الشمال لـلابـسـيهـا ** وترعى الضأن بالبلد القفـار
مقامك بيننا دنـس عـلـينـا ** فليتك غائب فـي حـر نـار
وفخرك بين خنزير وكـلـب ** على مثلي من الحدث الكبـار


فقال مجزأة للأعرابي: قبحك الله? فأنت كسبت هذا الشر لنفسك ولأمثالك?.


توفي ابن له فتمثل بقول جرير
أخبرني هاشم بن محمد الخزاعي قال حدثنا عيسى بن إسماعيل العتكي عن محمد بن سلام عن بعض أصحابه قال: حضرنا جنازة ابن لبشارة توفي، فجزع عليه جزعاً شديداً، وجعلنا نعزيه ونسليه فما يغني ذلك شيئاً، ثم التفت إلينا وقال: لله در جرير حيث يقول وقد عزي بسوادة ابنه:

قالوا نصيبك منأجر فقلـت لـهـم** كيف العزاء وقد فارقت أشبالـي
ودعتني حين كف الدهر من بصري** وحين صرت كعظم الرمة البالـي
أودى سوادة يجلو مقلـتـي لـحـم ** بازٍ يصرصر فوق المربأ العالـي
إلا تكـن لـك بـالـديرين نـائحة** فرب نائحة بالـرمـل مـعـوال



صدق ظنه في تقدير جوائز الشعر
أخبرني عيسى بن الحسين الوراق قال حدثنا سليان بن أيوب المدائني قال: قال مروان بن أبي حفصة: قدمت البصرة فأنشدت بشاراً قصيدة لي واستنصحته فيها، فقال لي: ماأجودها! تقدم بغداد فتعطى عشرة آلاف درهم؛ فجزعت من ذلك وقلت: قتلتني! فقال: هو ماأقول لك؛ وقدمت بغداد فأعطيت عليها عشرة آلاف درهم؛ ثم قدمت عليه قدمة أخرى فأنشدته قصيدتي: فقال: تعطى عليها مائة ألف درهم؛ فقدمت فأعطيت مائة ألف درهم، فعدت إلى البصرة فأخبرته بحالي في المرتين، وقلت له: مارأيت أعجب من حدسك! فقال: يابني، أما علمت أنه لم يبق أحد أعلم بالغيب من عمك!. أخبرنا بهذا الخبر محمد بن يحيى الصولي قال: حدثنا يزيد ين محمد المهلبي عن محمد بن عبد الله بن أبي عيينة عن مروان أنه قدم على بشار فأنشده قوله: طرقتك زائة فحي خيالها
فقال له: يعطونك عليها عشرة آلاف درهم، ثم قدم عليه فأنشده قوله:

أنى يكون وليس ذاك بكائن ** لبني البنات وراثة الأعمام

فقال: يعطونك عليها مائة ألف درهم، وذكر باقي الخبر مثل الذي قبله.

امتحن في صلاته فوجد لايصلي
أخبرني عيسى قال حدثنا سليمان قال: قال بعض أصحاب بشار: كنا نكون عنده فإذا حضرت الصلاة قمنا إليها ونجعل حول ثيابه تراباً حتى ننظر هل يقوم يصلي، فنعود والتراب بحاله و ماصلى.

جعل الحب قاضيا بين المحبين بأمر المهدي
اخبرني عيسى قال حدثنا سليمان قال: قال أبو عمرو: بعث المهدي إلى بشار فقال له: قل في الحب شعراً ولاتطل واجعل الحب قاضياً بين المحبين ولاتسم أحداً؛ فقال:

اجعل الحب بين حبـي وبـينـي** قاضياً إنني بـه الـيوم راضـي
فاجتمعنا فقلت ياحـب نـفـسـي ** إن عيني قـلـيلة الإغـمـاض
أنت عذبتني وأنحلت جـسـمـي ** فارحـم الـيوم دائم الأمـراض
قال لي لايحل حكمـي عـلـيهـا ** أنت أولى بالسقـم والإحـراض
قلت لما أجـابـنـي بـهـواهـا ** شمل الجور في الهوى كل قاضي


فبعث إليه المهدي: حكمت علينا ووافقنا ذلك، فامر له بألف دينار
نسب إليه بعضهم أنه
أخذ معنى في شعره من أشعب فرد عليه:
أخبرني عيسى قال حدثني سليمان المدني قال حدثني الفضل بن إسحاق الهاشمي قال: أنشد بشار قوله:
يروعه السرار بكل أرض** مخافة أن يكون به السرار
فقال له رجل: أظنك أخذت هذا من قول أشعب: مارأيت اثنين يتساران إلا ظننت أنهما يأمران لي بشيء؛ فقال: إن كنت أخذت هذا من قول أشعب فإنك ثقل الروح والمقت من الناس جميعا فانفردت به دونهم، ثم قام فدخل وتركنا. وأخذ أبو نواس هذ المعنى بعينه من بشار فقال فيه:

تركتني الوشاة نصب المسري** ن وأحدوثة بكـل مـكـان
ماأرى حاليين في السـر **ألا قلت مايخلوان إلا لشـانـي


اشتنشد هجوه في حماد عجرد
وعمرو الظالمي فأنشد:
أخبرني عمي قال حدثني سليمان قال قال لي أبو عدنان حدثني سعيد جليس كان لأبي زيد قال: أتاني أعشى سليم وأبو حنش فقالا لي: انطلق معنا إلى بشار فتسأله أن ينشدك شيئاً من هجائه في حماد عجرد أو في عمرو الظالمي فإنه إن عرفنا لم ينشدنا، فمضيت معهما حتى دخلت على بشار فاستنشدته فأنشد قصيدة" له على الجال فجعل يخرج من واد في الهجاء إلى واد آخر وهما يستمعان وبشار لايعرفهما، فلما خرجا قال أحدهما للآخر: أما تعجب مما جاء به هذا الأعمى؟ فقال أبو حنش: أماأنا فلا أعرض-والله- والدي أبداً؛ وكانا قد جاءا يزورانه، وأحسبهما أرادا أن يتعرضا لمهاجاته.
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 13-04-2006, 08:28 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي أخبار حسّان بن ثابت ونسبه

أخبار حسّان بن ثابت ونسبه
نسبه من قبل أبويه وكنيته

هو حسّان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عديّ بن عمرو بن مالك بن النّجّار، واسمه تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة، وهو العنقاء بن عمرو؛ وإنما سمّي العنقاء لطول عنقه. وعمرو هو مزيقياء بن عامر بن ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس البطريق بن ثعلبة البهلول بن مازن بن الأزد، وهو ذري - وقيل: ذراء ممدود - بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
قال مصعبٌ الزّبيريّ فيما أخبرنا " به " الحسن بن عليّ عن أحمد بن زهير عمّه قال: بنو عديّ بن عمرو بن مالك " بن " النجّار يسمّون بني معالة. ومعالة أمّه، وهي امرأةٌ من القين وإليها كانوا ينسبون. وأمّ حسّان بن ثابت بن المنذر، الفريعة بنت خالد بن قيس بن لوذان بن عبد ودّ بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج. وقيل: إنّ اسم النجّار تيّم اللاّت؛ وفي ذلك يقول حسّان بن ثابت:
وأمّ ضرارٍ تنشد النّاس والهاً ** أما لابن تيم الله ماذا أضلّت

يعني ضرار بن عبد المطّلب، وكان ضلّ فنشدته أمّه. وإنما سمّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم تيم الله؛ لأنّ الأنصار كانت تنسب إليه، فكره أن يكون في أنسابها ذكر اللاّت.
ويكنى حسّان بن ثابت أبا الوليد. وهو فحلٌ من فحول الشعراء. وقد قيل: إنّه أشعر أهل المدر. وكان أحد المعمّرين من المخضرمين، عمّر مائةً وعشرين سنةً: ستّين في الجاهليّة وستّين في الإسلام.

عاش حسان مائة وعشرين سنة
أخبرني الحسين بن يحيى عن حمّاد عن أبيه عن أبي عبيدة قال: عاش ثابت بن المنذر مائةً وخمسين سنةً، وعاش حسّان مائةً وعشرين سنة. ومما يحقّق ذلك ما أخبرني به الحسن بن عليّ قال حدّثنا أحمد بن زهير قال حدّثني الزّبير بن بكار قال حدّثني محمد بن حسين عن إبراهيم بن محمد عن صالح بن إبراهيم عن يحيى بن عبد الرحمن بن سعيد بن زرارة عن حسّان بن ثابت قال: إنّي لغلامٌ يفعةٌ ابن سبع سنين أو ثمانٍ، إذا بيهوديّ بيثرب يصرخ ذات غداةٍ: يا معشر يهود؛ فلما اجتمعوا إليه قالوا: ويلك! مالك؟ قال: طلع نجم أحمد الذي يولد به في هذه الليلة. قال: ثم أدركه اليهوديّ ولم يؤمن به. فهذا يدلّ على مدّة عمره في الجاهليّة؛ لأنه ذكر أنه أدرك ليلة ولد النبيّ صلى الله عليه وسلم، وله يومئذ ثمان سنين، والنبيّ صلى الله عليه وسلم بعث وله أربعون سنةً، وأقام بمكة ثلاث عشرة سنةً، فقدم المدينة ولحسّان يومئذ، على ما ذكره، ستّون سنةً أو إحدى وستون سنة، وحينئذ أسلم.
أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا أحمد بن زهير قال حدّثنا الزّبير بن بكّار عن عبد الرحمن بن عبد الله قال حدّثني ابن أبي الزّناد قال: عمّر حسّان بن ثابت عشرين ومائة سنةٍ: ستّين في الجاهليّة وستّين في الإسلام.
قال أخبرني الحسن بن عليٍّ قال أخبرني أحمد بن زهير قال حدّث سليمان بن حرب عن حمّاد بن زيد عن يزيد بن حازمٍ عن سليمان بن يسار قال: رأيت حسّان بن ثابت وله ناصيةٌ قد سدلها بين عينيه.

كان يخضب شاربه وعنفقته بالحناء
أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ قال حدّثني عليّ بن محمد النّوفلي عن أبيه قال: كان حسّان بن ثابت يخضب شاربه وعنفقته بالحنّاء، ولا يخضب سائر لحيته. فقال له ابنه عبد الرحمن: يا أبت، لم تفعل هذا؟ قال: لأكون كأنّي أسدٌ والغ في دمٍ.

فضل الشعراء بثلاث
أخبرنا محمد بن الحسن بن دريد قال أخبرنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال: فضل حسّان الشعراء بثلاث: كان شاعر الأنصار في الجاهليّة، وشاعر النبيّ صلى الله عليه وسلم في النبوّة، وشاعر اليمن كلّها في الإسلام.
أجمعت العرب على أنه أشعر أهل المدر قال أبو عبيدة: وأجمعت العرب على أنّ حسّان أشعر أهل المدر. أخبرنا بذلك أيضاً أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ قال حدّثنا عمر بن شبّة عن أبي عبيدة قال: اتّفقت العرب على أنّ أشعر أهل المدر أهل يثرب، ثم عبد القيس ثم ثقيفٌ؛ وعلى أنّ أشعر أهل يثرب حسّان بن ثابت.

سأل أبا هريرة عن حديث في شأنه فأجابه
أخبرني حبيب بن نصر المهلّبيّ وأحمد بن عبد العزيز الجوهريّ قالا حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا عفّان قال حدّثنا عبد الواحد بن زياد قال حدّثنا معمر عن الزّهريّ عن سعيد بن المسيّب قال.
جاء حسّان إلى نفرٍ فيهم أبو هريرة، فقال: أنشدك الله: أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أجب عنّي " ثم قال: " اللّهمّ أيّده بروح القدس "؟ قال أبو هريرة: اللّهمّ نعم.

كان أحد ثلاثة عارضوا شعراء قريش
أخبرني حبيب بن نصر وأحمد بن عبد العزيز قالا حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا وهب بن جرير قال حدّثنا أبي قال سمعت محمد بن سيرين، قال أبو زيد وحدّثنا هوذة بن خليفة قال حدّثنا عوف بن محمد بن سيرين قال: كان يهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة رهطٍ من قريش: عبد الله بن الزّبعري، وأبو سفّيان بن الحارث بن عبد المطّلب، وعمرو بن العاصي؛ فقال قائل لعليّ بن أبي طالب رضوان الله عليه: اهج عنّا القوم الذين قد هجونا. فقال عليٌّ رضي الله عنه: إن أذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلت. فقال رجلٌ: يا رسول الله، ائذن لعليّ كي يهجو عنّا هؤلاء القوم الذين قد هجونا. قال " ليس هناك " أو " ليس عنده ذلك "؛ ثم قال للأنصار: " ما يمنع القوم الذين نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسلاحهم أن ينصروه بألسنتهم؟ ". فقال حسّان بن ثابت: أنا لها، وأخذ بطرف لسانه وقال: والله ما يسرّني به مقولٌ بين بصرى وصنعاء. فقال: " كيف تهجوهم وأنا منهم "؟ فقال: إنّي أسلّك منهم كما تسلّ الشّعرة من العجين. قال: فكان يهجوهم ثلاثة من الأنصار: حسان بن ثابت، وكعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة. فكان حسّان وكعبٌ يعارضانهم بمثل قولهم بالوقائع والأيّام والمآثر ويعيّرانهم بالمثالب، وكان عبد اله بن رواحة يعيّرهم بالكفر. قال: فكان في ذلك الزمان أشد القول عليهم قول حسان وكعب، وأهون القول عليهم قول ابن رواحة. فلمّا أسلموا وفقهوا الإسلام، كان أشدّ القول عليهم قول ابن رواحة.

استأذن النبيّ في هجو قريش
فأمره أن يأخذ أنسابهم عن أبي بكر:
أخبرنا أحمد بن عبد العزيز وحبيب بن نصر المهلّبيّ قالا حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا عبد الله بن بكر بن حبيب السّهميّ قال حدّثنا أبو يونس القشيريّ وهو حاتم بن أبي صغيرة قال حدّثنا سماك بن حرب قال: قام حسّان أبو الحسام فقال: يا رسول الله، ائذن لي فيه، وأخرج لساناً له أسود، فقال: يا رسول الله، لو شئت لفريت به المزاد، ائذن لي فيه. فقال: " اذهب ألى أبي بكر فليحدّثك حديث القوم وأيّامهم وأحسابهم ثم أهجهم وجبريل معك ". قال أبو زبد قال ابن وهب وحدّثنا بهذا الحديث حاتم عن السّدّيّ عن البراء بن عازبٍ وعن سماك بن حرب - فأنا أشك: أهو عن أحدهما أم عنهما جميعاً - قال أبو زيد: وحدّثنا عليّ بن عاصم قال حدّثنا حاتم بن أبي صغيرة عن سماك بن حربٍ بنحوه، وزاد فيه: فأخرج لسانه أسود، فوضعه على طرف أرنبته، وقال: يا رسول الله، لو شئت لفريت به المزاد؛ فقال: " يا حسّان وكيف وهو منّي وأنا منه "؟ قال: والله لأسلنّه منك كما يسلّ الشّعر من العجين! قال: " يا حسّان فأت أبا بكر فإنّه أعلم بأنساب القوم منك ". فأتى أبا بكر فأعلمه ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال: كفّ عن فلانة واذكر فلانة. فقال:

هجوت محمداً فأجبت عنه** وعند الله في ذاك الجزاء
فإنّ أبي ووالده وعرضي** لعرض محمد منكم وقاء
أتهجوه ولست له بكـفءٍ ** فشرّكما لخيركما الفـداء


لما بلغ قريشاً شعره اتهموا أبا بكر أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا أحمد بن زهير قال حدّثنا الزّبير بن بكّار قال حدّثنا أحمد بن سليمان عن الأصمعيّ عن عبد الرحمن بن أبي الزّناد قال: لمّا أنشدت قريشٌ شعر حسّان قالت: إنّ هذا الشّتم ما غاب عنه ابن أبي قحافة.
قال الزّبير: وحدّثني محمد بن يحيى عن يعقوب بن إسحاق بن مجمّع عن رجلٍ من بني العجلان قال: لما بلغ أهل مكة شعر حسّان ولم يكونوا علموا أنّه قوله، جعلوا يقولون: لقد قال أبو بكر الشّعر بعدنا.

خبره مع ابن الزبعري وضرار

قال الزّبير: وحدّثني الحسن بن عليّ قال حدّثنا أحمد بن زهير قال حدّثنا الزبير بن بكّار قال حدّثني محمد بن فضالة عن أبيه عن خالد بن محمد بن فضالة عن أبيه عن خالد بن محمد بن ثابت بن قيس بن شمّاس قال: نهى عمر بن الخطّاب الناس أن ينشدوا شيئاً من مناقضة الأنصار ومشركي قريش، وقال: في ذلك شتم الحيّ بالميّت، وتجديد الضغائن، وقد هدم الله أمر الجاهليّة بما جاء من الإسلام. فقدم المدينة عبد الله بن الزّبعري السّهميّ وضرار بن الخطّاب الفهريّ ثم المحاربيّ، فنزلا على أبي أحمد بن جحش، وقالا له: نحبّ أن ترسل إلى حسّان بن ثابت حتّى يأتيك، فننشده، وينشدنا مما قلنا له وقال لنا. فأرسل إليه فجاءه؛ فقال له: يا أبا الوليد، هذان أخواك ابن الزّبعري وضرار قد جاءا أن يسمعاك وتسمعهما ما قالا لك وقلت لهما. فقال ابن الزّبعري وضرارٌ: نعم يا أبا الوليد، إن شعرك كان يحتمل في الإسلام ولا يحتمل شعرنا، وقد أحببنا أن نسمعك وتسمعنا؟ فقال حسّان: أفتبدآن أم أبدأ؟ قالا: نبدأ نحن. قال: ابتدئا؛ فأنشداه حتى فار فصار كالمّرجل غضباً، ثم استويا على راحلتيهما يريدان مكة؛ فخرج حسّان حتى دخل على عمر بن الخطّاب فقصّ عليه قصّتهما وقصّته؟ فقال له عمر: لن يذهبا عنك بشيء إن شاء الله، وأرسل من يردّهما، وقال له عمر: لو لم تدركهما إلاّ بمكة فارددهما عليّ. وخرجا فلمّا كانا بالرّوحاء رجع ضرار إلى صاحبه بكرهٍ، فقال له يابن الزّبعري: أنا أعرف عمر وذبّه عن الإسلام وأهله، وأعرف حسّان وقلّة صبره على ما فعلنا به، وكأنّي به قد جاء وشكا إليه ما فعلنا، فأرسل في آثارنا وقال لرسوله: أن لم تلحقهما إلاّ بمكة فارددهما عليّ؛ فاربح بنا ترك العناء وأقم بنا مكاننا؛ فإن كان الذي ظننت فالرجوع من الرّوحاء أسهل منه من أبعد منها، وإن أخطأ ظنّي فذلك الذي نحبّ ونحن من وراء المضيّ. فقال ابن الزّبعري: نعم ما رأيت. قال: فأقاما بالرّوحاء، فما كان إلا كمرّ الطائر حتّى وافاهما رسول عمر فردّهما إليه؛ فدعا لهما بحسّان، وعمر في جماعةٍ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لحسّان: أنشدهما مما قلت لهما؛ فأنشدهما حتّى فرغ مما قال لهما فوقف. فقال له عمر: أفرغت؟ قال: نعم. فقال له: أنشداك في الخلاء وأنشدتهما في الملا. وقال لهما عمر: إن شئتما فأقيما، وإن شئتما فانصرفا. وقال لمن حضره: إنّي قد كنت نهيتكم أن تذكروا مما كان بين المسلمين والمشركين شيئاً دفعاً للتضاغن عنكم وبثّ القبيح فيما بينكم، فأمّا إذ أبو فاكتبوه، واحتفظوا به. فدوّنوا ذلك عندهم. قال خلاّد بن محمد: فأدركته والله وإنّ الأنصار لتجدّده عندها إذا خافت بلاه.
شعر له في هجو أبي سفيان بن الحارث أخبرنا أحمد بن عبد العزيز قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا عفّان بن مسلم قال حدّثنا عمران بن زيد قال: سمعت أبا إسحاق قال في قصة حسّان وأبي سفيان بن الحارث نحو ما ذكره مما قدّمنا ذكره، وزاد فيه: فقال حسّان فيه:

وإنّ سنام المجد مـن آل هـاشـمٍ** بنو بنت مخزومٍ، ووالدك العـبـد
ومن ولدت أبناء زهرة مـنـكـم **كرامٌ ولم يلحق عجائزك المـجـد
وإنّ امرأً كـانـت سـمـيّة أمّـه ** وسمراء مغلوبٌ إذا بلغ الجـهـد
وأنت هجين نيط فـي آل هـاشـمٍ ** كما نيط خلف الرّاكب القدح الفرد


فقال العبّاس: وما لي وما لحسّان! يعني ذكره نتيلة، فقال فيها:

ولست كعبّاسٍ ولا كابـن أمّـه** ولكن هجينٌ ليس يورى له زند


الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 13-04-2006, 08:38 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

أعانه جبريل في مديح النبي
أخبرنا أحمد قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا القعنبيّ قال حدّثنا مروان بن معاوية قال حدّثنا إياس السّلميّ عن ابن بريدة قال: أعان جبريل عليه السلام حسّان بن ثابت في مديح النبيّ صلى الله عليه وسلم بسبعين بيتاً.
مدحه النبي وكعباً وابن رواحة أخبرنا أحمد قال حدّثنا عمر قال حدّثنا محمد بم منصور قال حدّثنا سعيد بن عامر قال حدّثني جويرية بن أسماء قال: بلغني أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أمرت عبد الله بن رواحة فقال وأحسن، وأمرت كعب بن مالك فقال وأحسن، وأمرت حسّان بن ثابت فشفى واشتفى ".

أخبره النبيّ أن روح القدس يؤيده
أخبرنا أحمد قال حدّثنا عمر قال حدّثنا أحمد بن عيسى قال حدّثنا ابن وهب قال أخبرنا عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن مروان بن عثمان ويعلى بن شدّاد بن أوس عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لحسّان بن ثابت الشاعر: " إنّ روح القدس لا يزال يؤيّدك ما كافحت عن الله عز وجل وعن رسول الله " صلى الله عليه وسلم.
استنشده النبيّ وجعل يصغي إليه أخبرنا أحمد قال حدّثنا عمر قال حدّثنا هوذة بن خليفة قال حدّثنا عوف بن محمد قال: قال النبيّ صلى الله عليه وسلم ليلةً وهو في سفرٍ: " أين حسّان بن ثابت "؟ فقال حسّان: لبّيك يا رسول الله وسعديك. قال: " أحد "، فجعل ينشد ويصغي إليه النبيّ صلى الله عليه وسلم ويستمع، فما زال يستمع إليه وهو سائقٌ راحلته حتّى كان رأس الراحلة يمسّ الورك حتّى فرغ من نشيده. فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: " لهذا أشدّ عليهم من وقع النّبل ".

انتهره عمر لإنشاده في مسجد الرسول
أخبرنا أحمد قال حدّثنا عمر قال حدّثنا أبو عاصم النبيل قال أخبرنا ابن جريج قال أخبرنا زياد بن أبي سهل قال حدّثني سعيد بن المسيّب: أنّ عمر مرّ بحسّان بن ثابت وهو ينشد في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهره عمر؛ فقال حسّان: قد أنشدت فيه من هو خيرٌ منك؛ فانطلق عمر.

مدحه الزبير
حدّثنا محمد بن جرير الطبريّ والحرميّ بن أبي العلاء وعبد العزيز بن أحمد عمّ أبي وجماعةٌ غيرهم قالوا حدّثنا الزّبير بن بكّار قال حدّثنا أبو غزيّة محمد بن موسى قال حدّثني عبد الله بن مصعب عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن جدّتها أسماء بنت أبي بكر قالت: مرّ الزّبير بن العوّام بمجلسٍ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحسّان بن ثابت ينشدهم من شعره وهم غير نشاطٍ لما يسمعون منه، فجلس معهم الزّبير فقال: ما لي أراكم غير آذنين لما تسمعون من شعر ابن الفريعة! فلقد كان يعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فيحسن استماعه ويجزل عليه ثوابه، ولا يشتغل عنه بشيء. فقال حسّان:

أقام على عهد الـنـبـيّ وهـديه ** حواريّه والقول بالفـعـل يعـدل
أقام على منهـاجـه وطـريقـه ** يوالي وليّ الحقّ والحـقّ أعـدل
هو الفارس المشهور والبطل الذي** يصول إذا ما كان يومٌ محـجّـل
إذا كشفت عن ساقها الحرب حشّها ** بأبيض سباقٍ إلى المـوت يرقـل
وإنّ امرأً كانـت صـفـية أمّـه ** ومن أسدٍ في بيتهـا لـمـرفّـل
له من رسول الله قربـى قـريبةٌ ** ومن نضرة الإسلام نصرٌ مؤثّـل
فكم كربةٍ ذبّ الزّبـير بـسـيفـه ** عن المصطفى والله يعطي فيجزل
فما مثله فيهم و لا كـان قـبـلـه ** وليس يكون الدّهر مـا دام يذبـل
ثناؤك خيرٌ من فعال مـعـاشـرٍ ** وفعلك يابن الهاشمـيّة أفـضـل


تقدم هو وكعب وابن رواحة فاختاره النبيّ
أخبرني أحمد بن عيسى العجليّ قال حدّثنا واصل بن عبد الأعلى قال حدّثنا ابن فضيل عن مجالد عن الشّعبيّ قال: لما كان عام الأحزاب وردّهم الله بغيظهم لم ينالوا خيراً، قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: " من يحمي أعراض المسلمين "؟ فقال كعب: أنا يا رسول الله، وقال عبد الله بن رواحة: أنا يا رسول الله، وقال حسّان بن ثابت: أنا يا رسول الله؛ فقال: " نعم اهجهم أنت فإنّه سيعينك عليهم روح القدس ".

قدم وفد تميم فأمره النبيّ أن يجيب شاعرهم
أخبرنا أحمد قال حدّثنا عمر قال حدّثنا عبد الله بن عمرو وشريح بن النّعمان قالا حدّثنا عبد الرحمن بن أبي الزّناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: لمّا قدم وفد بني تميم وضع النبيّ صلى الله عليه وسلم لحسّان منبراً وأجلسه عليه، وقال: " إنّ الله ليؤيّد حسّان بروح القدس ما كافح عن نبيّه " صلى الله عليه وسلم. هكذا روى أبو زيد هذا الخبر مختصراً. وأتينا به على تمامه ها هنا؛ لأنّ ذلك حسنٌ فيه: أخبرنا به الحسن بن عليّ قال حدّثنا أحمد بن زهير قال حدّثنا الزّبير قال حدّثنا محمد بن الضّحاك عن أبيه قال: قدم على النبيّ صلى الله عليه وسلم وفد بني تميم وهم سبعون أو ثمانون رجلاً، فيهم الأقرع بن حابس، والزّبرقان بن بدر، وعطارد بن حاجب، وقيس بن عاصم، وعمرو بن الأهتم، وانطلق معهم عيينة بن حصنٍ، فقدموا المدينة، فدخلوا المسجد، فوقفوا عند الحجرات، فنادوا بصوتٍ عالٍ جافٍ: اخرج إلينا يا محمد؛ فقد جئنا لنفاخرك، وقد جئنا بشاعرنا وخطيبنا. فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس. فقام الأقرع بن حابس فقال: والله إنّ مدحي لزين، وإن ذمّي لشين. فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: " ذلك الله ". فقالوا: إنّا أكرم العرب. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكرم منكم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام ". فقالوا: ايذن لشاعرنا وخطيبنا. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس وجلس معه الناس، فقام عطارد بن حاجب فقال: الحمد لله الذي له الفضل علينا وهو أهله، الذي جعلنا ملوكاً وجعلنا أعزّ أهل المشرق، وآتانا أموالاً عظاماً نفعل فيها المعروف، ليس في الناس مثلنا؛ ألسنا برؤوس النّاس وذوي فضلهم! فمن فاخرنا فليعدد مثل ما عددنا، ولو نشاء لأكثرنا، ولكنّا نستحي من الإكثار فيما خوّلنا الله وأعطانا. أقول هذا، فأتوا بقولٍ أفضل من قولنا، أو أمرٍ أبين من أمرنا. ثم جلس.
فقام ثابت بن قيس بن شمّاس فقال: الحمد لله الذي السماوات والأرض خلقه، قضى فيهنّ أمره ووسع كرسيّه علمه، ولم يقض شيئاً إلاّ من فضله وقدرته؛ فكان من قدرته أن اصطفى من خلقه لنا رسولاً أكرمهم حسباً وأصدقهم حديثاً وأحسنهم رأياً، فأنزل عليه كتأبا، وأتمنه على خلقه، وكان خيرة الله من العالمين. ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإيمان، فأجابه من قومه وذوي رحمه المهاجرون أكرم الناس أنسأبا، وأصبح الناس وجوهاً، وأفضل الناس فعالاً. ثم كان أوّل من اتّبع رسول الله صلى الله عليه وسلم من العرب واستجاب له نحن معشر الأنصار؛ فنحن أنصار الله ووزراء رسوله، نقاتل الناس حتى يؤمنوا ويقولوا: لا إله إلاّ الله. فمن آمن بالله ورسوله منع منّا ماله ودمه، ومن كفر بالله ورسوله جاهدناه في الله، وكان جهاده يسيراً. أقول قولي هذا، وأستغفرالله للمؤمنين والمؤمنات.
فقام الزّبرقان فقال:

نحن الملوك فلا حيٌّ يقاربـنـا ** منّا الملوك وفينا يؤخذ الرّبـع
تلك المكارم حزناها مقـارعةً ** إذا الكرام على أمثالها اقترعوا
كم قد نشدنا من الأحياء كلّـهـم ** عند النّهاب وفضل العزّ يتّبـع
وننحر الكوم عبطاً في منازلنـا ** للنازلين إذا ما استطعموا شبعوا
ونحن نطعم عند المحل ما أكلوا ** من العبيط إذا لم يظهر الفزع
وننصر الناس تأتينا سراتـهـم ** من كلّ أوبٍ فتمضي ثم تتّبـع


فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حسّان بن ثابت فجاء، فأمره أن يجيبه.
فقال حسان:

إنّ الـذوائب مــن فـــهـــرٍ وإخـــوتـــهـــم ** قد بـيّنـوا سـنّةً لـــلـــنّـــاس تـــتّـــبـــع
يرضـى بـهـا كـلّ مـن كــانـــت ســـريرتـــه ** تقـوى الإلـه وبــالأمـــر الـــذي شـــرعـــوا
قومٌ إذا حـــاربـــوا ضـــرّوا عـــدوّهــــــم ** أو حـاولـوا الـنّـفـع فـي أشـياعـهـم نـفــعـــوا
سجـيّةٌ تـلـك مـنـــهـــم غـــير مـــحـــدثةٍ ** إنّ الـخـلائق فـاعـلـم شـــرّهـــا الـــبـــدع
لا يرقـع الـنّـاس مــا أوهـــت أكـــفّـــهـــم ** عنـد الـدّفــاع ولا يوهـــون مـــا رقـــعـــوا
إن كـان فـي الـنـاس سـبّـاقــون بـــعـــدهـــم ** فكـلّ سـبـقٍ لأدنـى سـبــقـــهـــم تـــبـــع
أعـفّةٌ ذكـرت فـي الـوحــي عـــفّـــتـــهـــم ** لا يطـمـعــون ولا يزري بـــهـــم طـــمـــع
ولا يضـنّـون عـن جـارٍ بــفـــضـــلـــهـــم ** ولا يمـسّـهـم مـن مـــطـــمـــعٍ طـــبـــع
يسـمـون لـلـحـرب تـبــدو وهـــي كـــاحـــلةٌ ** إذا الـزّعـانـف مـن أظـفـارهـا خـــشـــعـــوا
لا يفـــرحـــون إذا نـــالـــوا عـــدوّهــــم ** وإن أصـــيبـــوا فـــلا خـــورٌ ولا جـــــزع
كأنّـهـم فـي الـوغـى والـمـوت مـكـــتـــنـــعٌ ** أسـود بــيشة فـــي أرســـاغـــهـــا فـــدع
خذ مـنـهـم مـا أتـى عـفــواً وإن مـــنـــعـــوا ** فلا يكـن هـمّـك الأمـر الـــذي مـــنـــعـــوا
فإنّ في حربهم فاترك عداوتهمسمًّا يخاض عليه الصّاب والسّلع
أكرم بقومٍ رسول الله قائدهم ** إذا تـــفـــرّقـــت الأهـــواء والـــشّــــيع
أهـدى لــهـــم مـــدحـــي قـــلـــبٌ يؤازره** فيمـــا أراد لـــســـانٌ حـــائكٌ صـــنــــع
فإنّـهـم أفـــضـــل الأحـــياء كـــلّـــهـــم ** إن جـدّ بـالـنـاس جـدّ الـقـول أو شــمـــعـــوا


فقام عطارد بن حاجب فقال:

أتيناك كيما يعلم الناس فضـلـنـا ** إذا اجتمعوا وقت احتضار المواسم
بأنّا فروع الناس في كلّ مـوطـنٍ ** وأن ليس في أرض الحجاز كدارم


فقام حسّان بن ثـابـت فـقـال:

منعنا رسول اله من غضبٍ له ** على أنف راضٍ من معدٍّ وراغـم
هل المجد إلاّ السّؤدد العود والنّدى ** وجاه الملوك واحتمال العـظـائم


إسلام وفد تميم وإكرام النبيّ لهم

قال: فقال الأقرع بن حابس: والله إنّ هذا الرجل لمؤتًّى له! والله لشاعره أشعر من شاعرنا، ولخطيبه أخطب " من خطيبنا "، ولأصواتهم أرفع من أصواتنا! أعطني يا محمد فأعطاه. فقال: زدني فزاده. فقال: اللّهمّ إنّه سيد العرب. فنزلت فيهم: " إنّ اللّذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون ". ثم إنّ القوم أسلموا، وقاموا عند النبيّ صلى الله عليه وسلم يتعلّمون القرآن، ويتفقّهون في الدّين. ثم أرادوا الخروج إلى قومهم، فأعطاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكساهم، وقال: " أما بقي منكم أحدٌ؟ "، وكان عمرو بن الأهتم في ركابهم، فقال قيس بن عاصم، وهو من رهطه وكان مشاحناً له، لم يبق منّا أحدٌ إلاّ غلامٌ حديث السنّ في ركابنا؛ فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما أعطاهم.

مناقضة عمرو بن الأهتم وقيس بن عاصم
فبلغ عمراً ما قال قيس؛ فقال عمرو بن الأهتم لقيس:

ظللت مفترش الهلباء تشتمـنـي ** عند الرسول فلم تصدق ولم تصب
إن تبغضونا فإنّ الرّوم أصلـكـم ** والروم لا تملك البغضاء للعـرب
فإنّ سؤددنـا عـودٌ وسـؤددكـم ** مؤخّرٌ عند أصل العجب والذّنـب


فقال له قيس:

لولا دفاعي كنتم أعـبـدّاً ** داركم الحيرة والسّيلحون
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م