مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 21-04-2006, 05:13 AM
محمدفاضل محمدفاضل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 95
إفتراضي

تنبيه : لماذا نفرق في الاستغاثة بين الحي والميت فنقول يجوز أن يستغيث المضطر بحي حاضر قادر ولا يجوز بالميت بل هو كفر .؟
أخي الحبيب : إن نوى المستغيث بالحي القادر الحاضر أنه شريك لله تعالى أو مستقل بالاقتدار فهو شرك أكبر بلا ريب .
وإن نوى أنه سبب فقط والمعطي والنافع حقيقة هو الله فهو جائز .
إيرادات على قيود الجواز :
كونه قادراً : وهو قيد خرج به غير القادر . إذن لو كنت تستغيث وأنت معلق على حافة بئر فمر ولد صغير لا يجاوز الثامنة ووزنك مائة كيلغ فهل يجوز لك أن تقول له أدركني أغثني يا فلان؟ هذا يا أحبتي ليس فيه شيء من الأثم غاية ما في الأمر أنه استغاث بسبب يرجو أن يستفيد منه .
أخي لا أريد أن أطيل عليك ولكن تأمل في الأسباب التي يجوز التوسل بها :ولنضرب مثال على ذلك :بالعمل الصالح فهو سبب متفق على جواز التوسل به.
العمل الصالح مخلوق من مخلوقات الله ثبت كونه نافع كسبب من الأسباب النافعة فلو توسلت بهذا العمل المخلوق على أنه مستقل بالنفع أو شريك لله فهو شرك أكبر .
والعمل مخلوق و الرسول صلى الله عليه وسلم مخلوق فهل الرسول أفضل وأعظم أم عملك أخي الحبيب أجب ولا تستحي ؟
إن قلت أن الرسول بل و علماءالأمة أفضل مني ومن عملي فقلي بربك ما الفرق بين التوسل بعملنا الأقل شأناً وبين جواز التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم ؟مع أن كلاهما سبب ولكن سبب أقوى من سبب ولو كان عبادة أو شبه عبادة لم يجز بالحي ولا بالميت .
( قال تعالى (( والله خلقكم وما تعملون))
أخي الكريم :لا يفوتني أن أقول: ان التفرقة بين الحي والميت في هذا المقام لا معنى لها ، فإن المتوسل لم يطلب شيئا من الميت أصلاً ، وانما طلب من الله متوسلاً إليه بكرامة هذا الميت عنده أو محبته له أو نحو ذلك ، فهل في هذا كله تأليه للميت أو عبادة له ، أم هو حق لا مرية فيه ، أحبتي الكرام لقد أكثرنا من التبديع والتفسيق لإخواننا المسلمين ولا معنى لأن نستطيل في ذلك إلا الظلم والبغي .
فتلخص مما سبق نقاط لمن أراد الحق وأنصف من نفسه :
1ـ أن المسلمين اللذين يتوسلون بالصالحين لا يعبدونهم قطعاً وأنهم لا يعبدون إلا الله وحده لا شريك له.
2ـ أن دعاء كفار قريش ونحوهم هو دعاء تعبد أي يعتقدون أنهم آلهة مع الله هذه نيتهم وقصدهم .
3ـ أن كفار قريش ونحوهم يعتقدون أن الأصنام آلهة مع الله شركاء له قال تعالى (( أجعل الألهة إلهاً واحدا)).وقال تعالى: ( تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين ) ،
4ـ أن الأخذ بالسبب على أنه سبب وليس مستقل بالتأثير عن الله ولا شريك لله جائز .
5ـ إذا عرفت هذا فتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي ((يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا ))
تنبيه: إن قال قائل وكيف أعلم أن الذي يدعوا الأموات ويستغيث بهم أن نيته أنهم أسباب وليسوا شركاء لله أو ليس قصدهم عبادتهم تقرباً إلى الله؟
فجوابه بجوابين :
1ـ أن الأصل في المسلم السلامة وهم يصرحون وعلماءهم يصرخون باليل والنهار أننا لا نعبدهم وإنما هم أسباب كسائر الأسباب وأن المعطي حقيقة و المانع هو الله وأنظر رسالة الشوكاني الدر النضيد ورسالة الدجوي وغيرها مئات الرسائل والكتب .
2ـ إذا رأيت مريضاً يأخذ الدواء فكيف تعرف أنه ينوي كونه سبباً أو شريكاً لله وكذا لو رأيت غريقاً يستنجد ويقول أغيثوني فكيف تعرف أنه ينوي كونه سبباً أو شريكاً لله أو عبادة لمن يستغيث به ؟فإن قلت الأصل السلامة في المسلم فأقول لك أخي الكريم : كذا قل في المستغيثين فالعاقل خصيم نفسه.
تنبيه : الاستغاثة والتوسل عندهم بمعنى واحد فقول قائلهم : يانبي الله ادركني ( استغاثة ) .
هي كقوله يارب أسألك بجاه محمد أن تغيثني .
وهي كقول الحي: يا طبيب أدركني .
وقوله اللهم إني أسألك بصلاتي في جوف الليل أن تدركني .
لأن كل الصور المذكورة وإن اختلفت ألفاظها فقد اتحدت في كونها من باب السبب لا من باب الاستقلال ولا بنية عبادتهم .
فمن اعتقد أن الطبيب مستقل أو شريك لله غير من ينوي أنه مجرد سبب والأمر لله.
وكذا قل في الرسول فمن نوى أنه مجرد سبب فالأمر سيان سواء قال يارسول الله ادركني
أوقال :أسأل الله بجاهك أن يدركني .لأن الرسول والدواء والطبيب والوظيفة وكل ذلك مخلوق وكلها اسباب.
يتبع
  #2  
قديم 21-04-2006, 05:17 AM
محمدفاضل محمدفاضل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 95
إفتراضي

تنبيه أخير : كل ما تجد من الآيات والأحاديث التي يستدل بها من يكفر المسلمين كفر وصفي أو معين فاحملها على معنى التعبد أي أنهم يعبدون اصنامهم بهذه الأدعية كشركاء لله أو استقلالاً عن الله .
﴿فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً﴾ قال القرطبي : في تفسيرها فلا تشركوا فيها صنماً وغيره مما يعبد.أ ـ هـ أنظر تفسير القرطبي لسورة الجن .
والحاصل أن الآيات والأحاديث في الباب كثيرة وهي لا تخرج عن نوعين:
الأولى: عبادة لغير الله وهذا كفر بالإجماع لأن اعتقاد شريك لله أو إلهاً للعالم غير الله فهو كفر.
الثاني: أن يكون دعاءه لغير الله على وجه التعبد لذلك الصنم أو النبي أو أي مخلوق ولو كان بقصد التقرب لله فإنه كفر أيضاً لأن صرف أي عبادة لغير الله كفر لأن العبادة نهاية التعظيم ونهاية التعظيم لا تكون إلا لله .( لكن تذكر أن الدعي ناوياً بدعاءه عبادة ذلك الغير ).وهذا كطلب بني اسرائيل من موسى أن يجعل لهم إلهاً كآلهة الكفار وطلب الصحابة حدثاء العهد بالكفر أن يجعلهم لهم شجرة ذات أنواط كالشجرة التي يعظمها الكفار .
لاحظ أخي [ عن أبي واقد الَّليثي قال: [ خرجنا مع رسول الله  إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر وللمشركين سِدرة يعكفون عليها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها : ذات أنواط فقلنا يار سول الله اجعل لنا ذات أنواط ، كما لهم ذات أنواط فقال رسول الله  : ( الله أكبر إنها السُنَن قلتم ، والذي نفسي بيده كما قالت بنو اسرائيل لموسى : { اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة } تنبه أخي الكريم مشكوراً إلى عدة نقاط :
أولها : أنهم حدثاء عهد بكفر و المنتقل من الباطل الذي اعتاده قلبه ؛ لا يأمن أن يكون في قلبه بقية من تلك العبادة .
ثانيهما: فيه تشبيه لمقالة أصحابه  بمقالة بني اسرائيل لموسى ، بجامع أن كُلاً طلب أن يجعل له ما يألهه ويعبده من دون الله ، وإن اختلف اللفظان فالمعنى واحد . وفي هذا دلالة على أن اعتقاد ذلك شرك أكبر ، أما مقالة بني اسرائيل فواضحة ، وأما مقالة أصحابه فلتسويته  بين مقالتهم ومقالة بني اسرائيل مؤكداً ذلك بالقسم .
ففي الحديث تصريح بأنهم كانوا يريدون عبادته مع الله تعالى كما فعل قوم موسى.
فإنزال حديث أناس حدثاء عهد بكفر على أناس قد استقر في قلوبهم الإسلام أعوام مديدة في دول إسلامية عديدة خطأ بين وظلم لإخواننا المسلمين ولذا فإن من تقدم اسلامه من الصحابة لا يجهل هذا ، وكذلك قوم موسى فيهم سبعون رجل لا يجهلون أن ذلك أن ذلك من الكفر كما قال اصحاب التفاسير ومنهم . قال ابن جريج :كانت تلك الأصنام تماثيل بقر وذلك أول بيان قصة العجل .أنظر تفسير الرازي 138من الأعراف.وتفسير القرطبي نفس الآية .


مثاله (أن منافق كان يؤذي المؤمنين فقال أبو بكر قوموا بنا نستغيث برسول الله من هذا المنافق : فقال : (( إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله )) هذا الحديث ضعيف ولكن على فرض ثبوته فيستفاد منه التالي:
1ـ أنه بقصد تعليم الصحابة حتى لا يغلوا فيه كغلوالنصارى في المسيح وغلوهم فيه هو عبادته واعتقاد كونه ولد لله وأنه إلهاً مع الله قال تعالى (( لقد كفر اللذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة )) فخشي الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعبدوه وهم حدثاء عهد بكفر.وهو كقوله (( وإذا استعنت فاستعن بالله)) فلا يعني ذلك عدم جواز الأخذ بالأسباب وطلب العون من الناس ولا يعني عدم جواز الاستغاثة بالمخلوق.
2ـ أن في الحديث استغاثة بحي حاضر قادر صلى الله عليه وسلم ويلزم على هذا إجراء ذلك في الحي والميت.لأنهم استغاثوا به في حياته وحضوره فمادام أننا لا نقول بذلك لأنه بعيد فحمله على الميت أبعد عن الصواب فلم يبق إلا أن نقول : إنه خشي أن يظنوا أنه مستقل بالقدرة والتأثير فنهاهم أو أن من بينهم من هم حدثاء عهد بكفر فبين لهم حتى لا يفعلوا ما فعل قوم عيسى من غلوهم فيه وذلك بعبادتهم له عليه السلام.
نموذج أخر: حديث عبدالله ابن الشخير قال انطلقت في وفد بني عامر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقلنا : أنت سيدنا فقال (السيد الله تبارك وتعالى ) قلنا: وأعظمنا طولاً وأفضلنا فضلاً فقال ((قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان ))
فلاحظ أنهم حدثاء عهد بكفر أتوا لمبايعته على الإسلام .ولا حظ أنه خشي أن يستجرينهم الشيطان إلى شيء أعظم.
بينما تراه مع اصحابه اللذين رسخ الإسلام في أذهانهم مع الزمن يقولون له ما رواه الإمام أحمد وأبو داود والحاكم وصححه من حديث سهل بن حنيف رضي الله عنه أنه قال : "مررنا بسيل فدخلت فاغتسلت فيه، فخرجتُ محمولاً فَنَمى ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : مروا أبا ثابت يتعوذ . قال : فقلت يا سيدي والرقى الصالحة ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : "لا رقى إلا في نفس أو حمة أو لدغة" . وتسويد الرسول صلى الله عليه وسلم في الخطاب داخل ضمن عموم قول الله تعالى : (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً) قال قتادة ـ كما في "تفسير ابن كثير": ـ "أمر الله أن يُهاب نبيُّه صلى الله عليه وسلم، وأن يُبَجَّل، وأن يُعَظَّم، وأن يُسًّود" .
فانظر إلى الفرق بين الموقفين موقف مع حدثاء عهد بكفر وموقف بعد استقرار الدين .
فالنتيجة تتلخص في الآتي:
1ـ أن كفار قريش غير موحدين لله في جميع الربوبية أي جميع أفعاله .
2ـأن كفار قريش وإن أقروا لله ببعض أفعاله لكن لم ينفوا وجود الشريك له بدليل قوله تعالى ((بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون 90 ما اتخذ الله من ولد وماكان معه من إله إذاً لذهب كل إله بماخلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون 91 عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون 92))
3ـ أن كفار قريش كانوا يعبدون الأصنام فدعاءهم لها وحجهم لها وصلاتهم كان بنية عبادتها كشركاء لله تعالى وفي ذلك ادلة كثيرة منهاقال تعالى ((قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ فأخبر سبحانه وتعالى أنهم يعبدونهم من دون الله.
ومنها((﴿وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ  قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ﴾ فبين أنهم كانوا يعبدونهم .
وقال تعالى : ﴿ ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قل أتنبئون الله بما لايعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون﴾ يونس 18 ففي الآية عدة أشياء متلازمة :
[أنهم يعبدونهم من دون الله ]،[ويكذبون على الله فيدعون أنهم شفعاء لهم عنده،] [ثم بين أنهم مشركون بالله ]فقال ((سبحانه وتعالى عما يشركون)) فهذه ثلاثة أشياء.
قال أهل التفسير ومنهم الإمام القرطبي ((قل أتنبئون الله بما لايعلم في السماوات ولا في الأرض)) أي أتخبرون الله أن له شريك في ملكه أو شفيع بغير إذنه والله لا يعلم لنفسه شريكا في السماوات ولا في الأرض لأنه لا شريك له فلذلك لا يعلمه. أ ـ هـ
إيقاظ : هذه الآية تساق في التدريس غالباً مجتزئة عن سياقها وسباقها فيورد منها ((وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ)) ولا يذكر ما قبل ذلك ولا ما بعده فتنبه أخي.
4ـ أن المسلمين اللذين يكفرهم ويظن بعض طلاب العلم والمشايخ أنهم مثل كفار قريش لايعبدون الأنبياء ولا الأولياء وإنما هو من باب الأخذ بالأسباب مع اعتقادهم أنهم غير مستقلين بشيء ولا شركاء لله سبحانه وتعالى ففارقوا أهل الإشراك في التالي :
1ـ إقرارهم وإيمانهم بأن الله لا إله غيره ولا رب سواه .فبيننا وبينهم حرمة لا إله إلا الله فأين أنت منها يوم القيامة .
2ـ أنهم لا يعبدون الأنبياء ولا الأولياء بخلاف المشركين فإن الله أخبرنا في كتابه وفي سنة رسوله أنهم يعبدون اصنامهم.
3ـ أن التوسل عندهم إنما هو من باب الأخذ بالأسباب كما تتوسل أنت بالعمل الصالح وكما يستغيث المسلم المضطر بالحي الحاضر القادر.وليس هذا بشرك ولا الأخر بشرك لأنه ليس فيه عبادة أصلاً ولا اعتقاد من المسلم أن هذا المستغاث به سواء كان حياً أو ميتاً مستقل بالأمر من دون الله ولا أنه شريك لله وإنما هو مجرد سبب.بخلاف المشركين فإنهم يعبدونهم ويعتقدون أنهم شركاء لله وهذا صريح في الآيات.
4ـ لا معنى لأن نجيز الاستغاثة بالحي الحاضر القادر ونجعل الاستغاثة بالميت شرك أكبر مخرج من الملة لأن الشرك هو الشرك سواء استغاث بالحي أو بالميت .
فإن كان في الحي من باب الأخذ بالسبب فقط فكذا في الميت .
أما لو اعتقد أنه معبود له أو أنه مستقل بذلك أو شريك لله فهو شرك أكبر سواء كان استغاثة بحي أم بميت.

يتبع إن شاء الله
  #3  
قديم 21-04-2006, 05:22 AM
محمدفاضل محمدفاضل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 95
إفتراضي

نقطة مهمة لابد من الكلام عنها : إن قال قائل إن كفار قريش واصحاب التوسل سواء في كونهم يعبدون غير الله وما كانت عبادة قريش لأصنامها إلا بدعاءهم و(الدعاء هو العبادة )كما قال النبي صلى الله عليه وسلم؟
الجواب: رغم أن ما مضى في البحث يكفي في ذلك ولكن طلباً للبيان فأقول ولاحول ولا قوة إلا بالله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم : أن (الدعاء هو العبادة )كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم والدعاء عمل من أعمال التعبد يفتقر إلى النية وذلك
لقوله صلى الله عليه وسلم ((إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل أمرىء مانوى )) وأقرب لك الصورة أكثر بمثالين :
1ـ رجل مضطر قد حاصره العدو من كل مكان فاستغاث بحي حاضر قادر ينقذه منه وكان هذا الحي الحاضر القادر ولي من الأولياء فقال : يا فلان ادركني فكيف أعلم أن دعاءه هنا لهذا الولي يريد به دعاء عبادة أو وليس بعباده ؟الجواب أن مرد ذلك إلى نيته وقصده فإن كان يريد أن يعبد هذا الولي فهو مشرك وإن كان مراده أنه سبب لإنقاذه فقط والأمر لله وحده فهو جائز .
فتحصل عندنا نوعان من الدعاء :
أحدهما :دعاء بقصد العبادة فهذا لا يجوز إلا لله تعالى وحده كسائر العبادات .
ثانيهما: دعاء بدون قصد العبادة فهذا جائز لأنه ليس بعبادة أصلاً .فليس المراد أن كل دعاء هو عبادة بل قد يكون عبادة أو غير عبادة والضابط في ذلك هو النية .
أمثلة لبيان اختلاف الدعاء :
1ـ (( كهيعص ،ذكر رحمة ربك عبده زكريا إذ ناداربه نداءً خفيا ، قال ربي إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً ولم أكن بدعائك ربي شقيا .. ))
2ـ (وادعوا شهداءكم).
3ـ و قوله تعالى : (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا)
4ـ ويأتي الدعاء بمعنى العبادة ((والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير)) أي والذين تعبدون من دونه ، وكقوله تعالى أيضا : (ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك) أي ولا تعبد من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك .
فاتضح بأن ليس كل دعاء عبادة فتنبه .


مسألة : فإن قلت بأن المتوسل ينادي الولي والنبي بتذلل وخضوع ؟
فجوابه بجوابين :

الأول: قد سبق ضابط تعرف به كون العمل يراد به عبادة أو غير عبادة ألا وهي النية،
والنية ايضاً تضبط كون العبادة لله أو يريد بها غير الله ،فماذكرت من تذلل وخضوع فهو عمل كسائر الأعمال يشترط له النية فإن نوى به العبادة فيشترط فيه أن يكون خالصاً لله فالنية يا أخي تميز العبادة عن غير العبادة وتميز كونها عبادة لله أو لغير الله .
ولذا فقد بخضع الإنسان ويتذلل لوالديه محبة وإجلالاً أو للرسول صلى الله عليه وسلم تعظيماً وإكراماً أو يخضع لعدو أو حاكم جائر ظالم فليس كل خضوع يكون عبادة .
وقد يخضع ويتذلل بنية عبادة ذلك المعبود فإما أن يكون تذلل وخضوع لله فهو حق أو يكون تذلل وخضوع عبادة لغير الله فهو شرك أكبر .
فالفرق هوبالنية لأنه عمل ظاهر ولكل إنسان مانوى .
  #4  
قديم 21-04-2006, 05:26 AM
محمدفاضل محمدفاضل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 95
إفتراضي

المسألة الثالثة : الشرك الأصغر
ماهو حد الشرك الأصغر؟: عرفه جميع العلماء في المذاهب بتعريف النبي صلى الله عليه وسلم لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قد بين بالتعريف المنضبط ماهو حد الشرك بقسميه الأكبر والأصغر فقال .
((إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر )) قالوا وما الشرك الأصغر يا رسول الله ؟
((قال الرياء )).
وسمي الرياء شركاً لأن متعلقه الإخلاص في العبادة لأن الإنسان إما أن يكون إخلاصه منتفياً إنتفاءكلياً بأن يجعل لله نداً وشريك يعبده فهذا هو الشرك الأكبر .
وإما أن يعبد الله وحده لكنه يزين هذه العبادة لأجل الناس لسمعهم أو لنظرهم وهذا هو الشرك الأصغر .
والأحاديث فيه كثيرة فمنها:
ما جاء في تفسير ابن كثير الشافعي رحمه الله قال:قال الإمام أحمد حدثنا أبو النضر حدثنا عبد الحميد يعني ابن مسهر قال قال شهر بن حوشب قال ابن غنم لما دخلنا مسجد الجابية أنا وأبو الدرداء لقينا عبادة بن الصامت فأخذ يميني بشماله وشمال أبي الدرداء بيمينه فخرج يمشي بيننا ونحن نتناجى والله أعلم بما نتناجى به فقال عبادة بن الصامت إن طال أحدكما أو كليكما لتوشكان أن تريا الرجل من ثبج المسلمين يعني من وسط قراء القرآن على لسان محمد صلى الله عليه وسلم فأعاده وأبدأه وأحل حلاله وحرم حرامه ونزله عند منازله لا يجوز فيكم إلا كما يجوز رأس الحمار الميت قال فبينما نحن كذلك إذبشداد بن أوس رضي الله عنه وعوف بن مالك فجلسا إلينا فقال شداد ((إن أخوف ما أخاف عليكم أيها الناس لما سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم يقول من الشهوة الخفية والشرك)) فقال عبادة بن الصامت وأبو الدرداء اللهم غفرا الم يكن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قد حدثنا أن الشيطان قد يئس أن يعبد في جزيرة العرب أما الشهوات الخفية فقد عرفتموها هي شهوات الدنيا من نسائها وشهواتها فما هذا الشرك الذي تخوفنا ياشداد؟ فقال شداد أرأيتكم لو رأيتم رجلا يصلي لرجل أو يصوم لرجل أو يتصدق أترون أنه قد أشرك قالوا نعم والله إن من صلى لرجل أو صام أو تصدق له لقد أشرك فقال شداد فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صلى يرائي فقد أشرك ومن صام يرائي فقد أشرك ومن تصدق يرائي فقد أشرك قال عوف بن مالك فعند ذلك أفلا يعمد الله إلى ما أبتغي به وجهه من ذلك العمل كله فيقبل ما خلص له ويدع ما أشرك به فقال شداد عند ذلك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ((إن الله يقول أنا خير قسيم لمن أشرك بي من أشرك بي شيئا فإن عمله قليله وكثيره لشريكه الذي أشرك به أنا عنه غني ))طريق أخرى لبعضه قال الإمام أحمد حدثنا زيد بن الحباب حدثني عبد الواحد بن زياد أخبرنا عبادة بن نسي عن شداد ابن أوس رضي الله عنه أنه بكى فقيل له ما يبكيك قال شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبكاني سمعت رسول الله يقول ((أتخوف على أمتي الشرك والشهوة الخفية)) قلت يا رسول الله أتشرك وجبت من بعدك ((قال نعم أما إنهم لا يعبدون شمسا ولا قمرا ولا حجرا ولا وثنا ولكن يراؤن بأعمالهم والشهوة الخفية أن يصبح أحدهم صائما فتعرض له شهوة من شهواته فيترك بحال ))ورواه ابن ماجه من حديث الحسن بن ذكوان عن عبادة بن نسي به وعبادة فيه ضعف وفي سماعه من شداد نظر . أـ هـ من تفسير ابن كثير لسورة الكهف الآية 110 ((قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي....))
لاحظ أخي وتنبه لما وضعت خط تحته من الحديث ففيه إيقاظ لمريد الحق.
والخلاصة أن الشرك الأصغر في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم هو الرياء فقط كذا في المذاهب الأربعة خلافاً لما رآه بعض العلماء كالإمام تقي الدين ابن تيمية رحمه الله وابن القيم فقد ادخلا غيره من الأعمال وقلدهم في ذلك جمع من أهل العلم.
وجاء في تفسير السيوطي : خرج ابن أبي الدنيا في الإخلاص وابن مردويه والحالكم وصححه والبيهقيِ عن شداد بن أوس قال [كنا نعد الرياء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم هوالشرك الأصغر]5/470

يتبع إن شاء الله
  #5  
قديم 21-04-2006, 05:31 AM
محمدفاضل محمدفاضل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 95
إفتراضي

فائدة : حكم الحلف بغير الله وبالأمانة وكذلك الطيرة والتمائم والتولة:
إذا علمنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد بين الشرك الأكبر والأصغر بحده فماذا يقال في الأحاديث الأخرى كحديث (( من حلف بغير الله فقد كفر أو اشرك ))
وحديث ((الطيرة شرك )) وحديث (( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر))؟
أخي الكريم سددك الله هي تحمل عند جميع العلماء من فقهاء الأمة في المذاهب الأربعة على أحد معنيين :
1ـ أنه من باب التغليظ .
2ـ أن المقصود أنه شرك أكبر وذلك إذا أعتقد فيها الاستقلال والتأثير .
فائدة: كلمة التأثير عند العلماء هي بمعنى الإيجاد من العدم وهو مبني على مسألة السبب هل هو مؤثر أم معرف فأهل السنة والجماعة يقولون أنه معرف والمعتزلة ونحوهم يقولون أنه مؤثر وبناء على هذا التقعيد تبنت المعتزلة كون العبد يخلق فعل نفسه الاختياري وليس هذا موطن الإطناب في المسألة ولكن هي فائدة فقط.
فمسألة الحلف بغير الله وكذا الطيرة إن خلت عن نية واعتقاد كون المحلوف به يعظم كتعظيم الله وخلت الطيرة ونحوها كالتولة وغير ذلك عن اعتقاد التأثير المستقل فهي مسألة فقهية اختلف العلماء فيها على أقوال تجدها في الفقه وليس مبحثها العقائد . وراجع في ذلك كتب الفقهاء في المذاهب الأربعة .وراجع شرح الأحاديث كشروح صحيح البخاري ومسلم وجامع الترمذي والتمهيد وغيرها من كتب التي عنت بشرح الأحاديث وكذا راجع كتب التفسير عند قوله تعالى ((قل طائركم عند الله ))
وإليكم أخي الكريم بعض النقول في المسألة :

قال الإمام ابن حجر العسقلاني الشافعي رحمه الله:خرج الترمذي من وجه آخر عن انه سمع رجلا يقول لا والكعبة فقال لا تحلف بغير الله فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ((من حلف بغير الله فقد كفر أو اشرك ))قال الترمذي حسن وصححه الحاكم والتعبير بقوله فقد كفر أو اشرك للمبالغة في الزجر والتغليظ في ذلك وقد تمسك به من قال بتحريم ذلك .
قوله من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت قال العلماء السر في النهي عن الحلف بغير الله ان الحلف بالشيء يقتضي تعظيمه والعظمة في الحقيقة انما هي لله وحده وظاهر ثم تخصيص الحلف بالله خاصة لكن قد اتفق الفقهاء على ان اليمين تنعقد بالله وذاته وصفاته العلية واختلفوا في انعقادها ببعض الصفات كما سبق وكأن المراد بقوله بالله الذات لا خصوص لفظ الله وأما اليمين بغير ذلك فقد ثبت المنع فيها وهل المنع للتحريم قولان عند المالكية كذا قال بن دقيق العيد والمشهور عندهم الكراهة والخلاف أيضا عند الحنابلة لكن المشهور عندهم التحريم وبه جزم الظاهرية وقال بن عبد البر لا يجوز الحلف بغير الله بالإجماع ومراده بنفي الجواز الكراهة أعم من التحريم والتنزيه فإنه قال في موضع آخر اجمع العلماء على ان اليمين بغير الله مكروهة منهي عنها لا يجوز لأحد الحلف بها والخلاف موجود عند الشافعية من اجل قول الشافعي اخشى ان يكون الحلف بغير الله معصية فأشعر بالتردد وجمهور اصحابه على انه للتنزيه وقال إمام الحرمين المذهب القطع بالكراهة وجزم غيره بالتفصيل فان اعتقد في المحلوف فيه من التعظيم ما يعتقده في الله حرم الحلف به وكان بذلك الإعتقاد كافرا وعليه يتنزل الحديث المذكور وأما إذا حلف بغير الله لاعتقاده تعظيم المحلوف به على ما يليق به من التعظيم فلا يكفر بذلك ولا تنعقد يمينه. فتح الباري 11/ 531
فتلخص من كلامه رحمه الله عدة احكام على التفصيل :
1ـ إن اعتقد تعظيم المحلوف به كتعظيم الله فهو كافر كفر أكبر. ( الكاف للتسوية والتشريك )
2ـ إن حلف بغير الله على غير نية التعظيم المساوي لتعظيم الله فتقدم فيه ذكر الحكم في المذاهب الفقهية الأربعة لأنها حينئذ مسألة فقهية ومعتمد الحنابلة هو التحريم وليس بكبيرة .
3ـ تعرض لمسألة الكفارة إذا حنث في يمينه وهي تأتي على جهتين:
الجهة الأولى : أن يكون حلف بالله أو اسماءه وصفاته فعليه الكفارة بالإجماع.
الجهة الثانية : أن يكون حلف بغير الله فالجمهور أن عليه الكفارة خلافاً للشافعية.
4ـ إذا حلف بغير الله لاعتقاده تعظيم المحلوف به على ما يليق به من التعظيم فلا يكفر بذلك ولا تنعقد يمينه . ( كالحلف بالنبي والمصحف والكعبة )
ولعلك تعلم سبب الخلاف وهو أن هذه مسائل اجتهادية لا تبديع فيها ولا تفسيق بين أهل العلم بل المصيب له أجران ومن لم يصب فله أجر واحد ولا يقطع فيه بأن المصيب هذا أو هذا لأن القطع بذلك في المسائل الاجتهادية خطأ فادح فلعل الحق عند الله هو في الرأي الأخر ولكن الإنسان يبذل جهده في طلب الحق مع عدم الجزم به لأن في ذلك تضليل للمخالف وهذا في مسائل الاجتهاد لا في مسائل الإجماع ومعنى المسائل القطعية هي قطعية الثبوت في الدليل وقطعية في دلالة الدليل على المقصود .
[/size][/color]

يتبع
  #6  
قديم 21-04-2006, 05:32 AM
محمدفاضل محمدفاضل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 95
إفتراضي


قال الإمام ابن عبدالبر المالكي رحمه الله:خبرنا عبدالرحمن بن يحيى قراءة مني عليه أن علي بن محمد حدثهم قال حدثنا أحمد بن داود حدثنا سحنون حدثنا وهب أخبرني حيوة بن شريح عن خالد بن عبدالله المعافري عن مشرح بن هاعان قال سمعت عقبة بن عامر الجهني يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ((من علق تميمة فلا أتم الله له ومن علق ودعة فلا ودع الله له ))وقرأت على خلف بن أحمد أن أحمد بن مطرف حدثهم قال حدثنا أبو صالح أيوب بن سليمان وأبو عبدالله محمد بن لبابة قالا حدثنا أبو زيد عبدالرحمن بن إبراهيم قال حدثنا عبدالله بن يزيد المقرئ قال أخبرنا حيوة بن شريح قال أخبرنا خالد بن عبدالله أنه سمع مشرح بن هاعان يقول إنه سمع عقبة بن عامر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من تعلق تميمة فلا أتم الله له ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له قال أبوعمر التميمة في كلام العرب القلادة هذا أصلها في اللغة ومعناها عند أهل العلم ما علق في الأعناق من القلائد خشية العين أو غيرها من أنواع البلاء وقال الخليل بن أحمد التميمة قلادة فيها عود قال والودع خرز قال فكان المعنى في هذا ثم أن من تعلق تميمة خشية ما عسى أن ينزل أو لا ينزل قبل أن ينزل فلا أتم الله عليه صحته وعافيته ومن تعلق ودعة وهي مثلها في المعنى فلا ودع الله له أي فلا ترك الله له ما هو فيه من العافية أو نحو هذا والله أعلم وهذا كله تحذير ومنع مما كان أهل الجاهلية يصنعون من تعليق التمائم والقلائد يظنون أنها تقيهم وتصرف البلاء عنهم وذلك لا يصرفه إلا الله عز وجل وهو المعافي والمبتلي لا شريك له فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عما كانوا يصنعون من ذلك في جاهليتهم .أ ـ هـ من كتاب التمهيد17/ 161
وبالله العصمة والرشاد حدثنا أحمد بن محمد بن أحمد وعبيد بن محمد قالا حدثنا الحسن بن سلمة بن المعلى حدثنا عبدالله بن الجارود حدثنا إسحاق بن منصور قال قلت لأحمد بن حنبل ما يكره من المعاليق قال ثم شيء يعلق قال من تعلق شيئا وكل إليه قال إسحاق وقال لي إسحاق بن راهويه هو كما قال إلا أن يفعله بعد نزول البلاء فهو حينئذ مباح له قالت ذلك عائشة أخبرنا أحمد بن قاسم بن عبدالرحمن وأحمد بن محمد بن أحمد قالا حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا ابو إسماعيل الترمذي حدثنا نعيم بن حماد حدثنا ابن المبارك أخبرنا شعبة عن حماد عن إبراهيم قال إنما يكره تعليق المعاذة من والجنب وأما ثم الذي جاء فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال قلدوا الخيل ولا تقلدوها الأوتار فليس من قلائد الإبل المذكورة في هذا الباب في شيء وإنما معنى ذلك ثم في الخيل ما ذكره وكيع بن الجراح في تأويله قال وكيع معناه لا تركبوها في الفتن فمن ركب فرسا في فتنة لم يسلم أن يتعلق به وتر يطلب به أن قتل أحدا على فرسه في مخرجه في الفتنة عليه وهو في خروجه ذلك ظالم قال ولا بأس بتقليد الخيل قلائد الصوف الملون إذا لم يكن ذلك خوف نزول العين. التمهيد لابن عبدالبر 17/ 162
الطيرة:
قال ابن حجر : وإنما جعل ذلك شركاً لاعتقادهم أن ذلك يجلب نفعاً أو يدفع ضراً فكأنهم أشركوه مع الله تعالى وقوله ولكن الله يذهبه بالتوكل إشارة إلى أن من وقع له ذلك فسلم لله ولم يعبأ بالطيرة أنه لا يؤاخذ بما عرض له من ذلك وأخرج البيهقي في الشعب من حديث عبد الله بن عمرو موقوفا من عرض له من هذه الطيرة شيء فليقل اللهم لا طير إلا طيرك ولا خير إلا خيرك ولا إله غيرك فتح الباري10/213
وقال: يتعاطاه وقد أخرج الطبري عن عكرمة قال كنت عند بن عباس فمر طائر فصاح فقال رجل خير خير فقال بن عباس ما عند هذا لا خير ولا شر وقال أيضا الفرق بين الفأل والطيرة أن الفأل من طريق حسن الظن بالله والطيرة لا تكون إلا في السوء فلذلك كرهت وقال النووي الفال يستعمل فيما يسوء وفيما يدفع وأكثره في السرور والطيرة لا تكون إلا في الشؤم وقد تستعمل مجازا في السرور اه وكأن ذلك بحسب الواقع وأما الشرع فخص الطيرة بما يسوء والفال بما يدفع ومن شرطه أن لا يقصد إليه فيصير من الطيرة قال بن بطال جعل الله في فطر الناس محبة الكلمة الطيبة والأنس بها كما جعل فيهم الارتياح بالمنظر الأنيق والماء الصافي وأن كان لا يملكه ولا يشربه وأخرج الترمذي وصححه من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج لحاجته يعجبه أن يسمع يا نجيح يا راشد وأخرج أبو داود بسند حسن عن بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يتطير من شيء وكان إذا بعث عاملا يسأل عن اسمه فإذا أعجبه فرح به وأن كره اسمه رؤى كراهة ذلك في وجهه وذكر البيهقي في الشعب عن الحليمي ما ملخصه كان التطير في الجاهلية في العرب ازعاج الطير عند إرادة الخروج للحاجة فذكر نحو ما تقدم ثم قال وهكذا كانوا يتطيرون بصوت الغراب وبمرور الظباء فسموا الكل تطيرا لأن أصله الأول قال وكان التشاؤم في العجم إذا رأى الصبي ذاهبا إلى المعلم تشاءم أو راجعا تيمن وكذا إذا رأى الجمل موقرا حملا تشاءم فإن رآه واضعا حمله تيمن ونحو ذلك فجاء الشرع برفع ذلك كله وقال من تكهن أورده عن سفر تطير فليس منا ونحو ذلك من الأحاديث وذلك إذا اعتقد أن الذي يشاهده من حال الطير موجبا ما ظنه ولم يضف ذلك إلى الله تعالى فأما إن علم أن الله هو المدبر ولكنه أشفق من الشر لأن التجارب قضت بأن صوتا من أصواتها معلوما أو حالا من أحوالها معلومة فإن وطن نفسه على ذلك أساء وإن سأل الله الخير واستعاذ به من الشر ومضى متوكلا لم يضره ما وجد في نفسه من ذلك وإلا فيؤاخذ به وربما وقع به ذلك المكروه بعينه الذي اعتقده عقوبة له كما كان يقع كثيرا لأهل الجاهلية والله أعلم . فتح الباري10/215
وللفائدة فالمسألة فقهية إن اعتقد أن ذلك الشيء لا يؤثر بنفسه استقلالاً وإلا فهو شرك أكبر إن اعتقد أن ذلك يؤثر استقلالاً عن الله أو اعتقد أن الطير تعلم الغيب .
وحكمها الفقهي أنها محرمة باتفاق العلماء كما قال ملاعلي قارى في شرح مشكاة المصابيح بل ذهب جمع من الحنابلة إلى أنها كبيرة .
ولكن لم يقل علماء المذاهب بأنها شرك اصغر لأنه سبق أن ذكرت معنى الشرك الأصغر فقد حده الرسول صلى الله عليه وسلم وبينه وتابعه علماء الأمة .
أخيراً : من الخير لنا الرجوع إلى أقوال جمهور علماء الأمة في هذه المسائل وترك التعصب .فلم يعرف عند الأئمة الفقهاء رحمهم الله تعالى جعل السبب الذي ليس بسبب نافع في حكم الشرك الأصغر كما فعل بعض المتأخرين عفى الله عنهم وغفرلناو لهم .واحفظ الضابط الذي وضعه الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك وادم النظر مشكوراً في كلام علماء الأمة في توجيه الأحاديث الواردة في التغليظ كما سبق بيانه .وانظر للفائدة كتب المذاهب الأربعة وكتب الفقهاء في شرح الأحاديث في الصحيحين وشروحات السنن ولابد لطلبة العلم من رجعة صادقة لفهم كتاب الله والسنة بفهم علماء الأمة فهم لم يدونوا كتبهم عبثاً وقد أفاد منه أهل العلم على مر مئات السنين فيكفي جفاء لكتب العلماء ويكفي ما اصاب طلاب العلم من تغريب عن درر الفقهاء فقد ذاق المجتمع الإسلامي مرارة ذلك وجنينا ما أبكى المآقي وأحرق القلوب وأفشى الجهل في اوساطنا وأورث التعصب المذموم . هذه نصائح وجهد مقل ألقى الله به غرضي فيه التنبيه والتذكير ومعترف بوافر العجز والتقصير والأمر كله لله ولا حول ولا قوة إلابه .
ولحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الناس أجمعين وعلى آله وصحبه المبجلين.
أبو عبدالله : غيث بن عبدالله الغالبي
  #7  
قديم 22-04-2006, 12:43 PM
محمدفاضل محمدفاضل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 95
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

ويمكنكم تحميل كامل الرسالة في ملف
الملفات المرفقة
نوع الملف: zip مناقشات أخوية مع من يقبل الحق.zip (48.8 كيلو بايت, عدد مرات التحميل : 50)
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م