مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 05-05-2006, 03:09 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

تسننا وجلسنا لانتظار الإمام ...
توقعت أن يدخل علينا شيخ معمم كعمائم السلف وعليه قلنسوة قد أرخي طرفاها
ومشدود وسطه بمشد ويتدلى منه سيفه!!
فهذا ما نعرفه عن السلف ولا يخلو الأمر من مبالغة طبعا!!
دخل شيخ نحيل لحيته مصبوغة بالكتم الأسود..
ومشيته عليها السكينة والتواضع والخضوع لله تعالى..
ووجهه أبيض مضيء بنور الطاعة....
وعليه عباءة سوداء وشماغ احمر..
طلب من المؤذن أن يقيم..
قام شيخ كبير محني الظهر لا يكاد أن يرى وأقام للصلاة..
و صلى بنا الإمام صلاة مريحة لم تكن بالطويلة أو العجلة..
وحينما سلم التف حوله مجموعة من الصبية بأيديهم كتب صغيرة ..
وقعدوا خاضعين كأن على رؤوسهم الطير ينتظرون من الشيخ إشارة البدء
سحب الإمام مهفة من القصب كانت بجواره وقال لأحدهم سم..
بدأ الفتية كل واحد منهم على حده. بقراءة فصول قصيرة
من مؤلفات شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب..
من كشف الشبهات ومن الأصول الثلاثة وقرأ أكبرهم من كتاب التوحيد..
كانوا يقرؤون بصوت خافت وخاشع ملحن وجماعة المسجد مطرقون بإنصات ولا تسمع لهم همسا
لم يعلق الشيخ سوى بتصحيح النطق والعبارات..
استغرقت القراءة حوالي عشرين دقيقة ..
وبعدها انصرف الجميع وقام الإمام من محرابه..
تقدم أصحابي إليه وصافحوه ..
وبقيت أنا أراقب الموقف..
أحببت القصيم من يومها وأحببت أهلها
فأهلها أهل دين وصلابة في الحق والتزامهم بالإسلام خير التزام..
عدنا لحائل وفي الطريق عرض علي سعود عرضا كان هو الباب الذي منه
ولجت للسعادة والنور إن شاء الله تعالى
الحلقة الثامنة
سمعت عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أول مرة عن طريق
جارنا في الحي القديم في الطائف الأخ صالح الأسمري..
والذي أصبح الآن من أنشط الدعاة ونشرا للعلم وتعليمه..
حينما هداني الله تعالى خصني الشيخ صالح وكان حينها في المرحلة الأخيرة من الثانوية
خصني بعناية واهتمام فكنت أصحبه دوما للمسجد..
حيث أن باب بيتنا يجاور باب منزله مباشرة..
وكان يحدثني عن الشيخ بن عثيمين وعن دروسه في الحرم في العشر الأواخر..
وبعد انتقالنا للحي الجديد..
في ذلك العام 1410 للهجرة نزلت برفقة شباب المكتبة للبقاء بجوار بيت الله الحرام طوال فترة العشر الأواخر...
وحضرت في سطح الحرم درس الشيخ العلامة ابن عثيمين عليه سحائب الرحمة والغفران..
كانت تلك أول مرة أرى بها هذا العلم الجليل..
في اليوم التالي أخذتني الحماسة فاقتربت من كرسي الشيخ فدفعت ثمن اقترابي غاليا..
فلقد أوقفني الشيخ كعادته في دروسه وسألني سؤالا عما كان يتحدث عنه ؟؟
وكنت حينها شارد الذهن ..!!
فما استطعت أن أجيبه.. !!
فأمرني بالجلوس فشعرت بالخجل والخيبة حيث فشلت في أول امتحان معه!!
وما عدت لذلك المكان مرة أخرى..
بل بقيت خلف ظهره أو في صفوف بعيدة..
وفي إحدى رحلاتنا لمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم..
حضرت درس الشيخ أبي بكر الجزائري ...
وبكرت بالحضور لأكون قريبا من الشيخ فكنت في الصف الثاني أمامه مباشرة..
سمعت الطلبة يتهامسون بين بعضهم.. فسمعت احدهم يذكر اسم ابن عثيمين..؟؟
__________________









الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 05-05-2006, 03:12 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

وبعد دقائق جاء شيخ مسن قصير ورقيق البنية
لحيته بيضاء وشعره ابيض ووجهه أبيض.. وثوبه ابيض عليه غترة بيضاء..!!
وجبهته ناصعة عليها أثر السجود.. وحاجباه عريضان ومليئان بالشعر الأبيض
يجر عباءته خلفه ..
ويشق الصفوف نحو المقعد المخصص للشيخ أبي بكر الجزائري..!!
إنه الشيخ ابن عثيمين!!
هممت أن أقوم ولكن كيف ؟؟
فعندما رفعت رأسي ونظرت خلفي ..
رأيت ارتالا من البشر تحدق في الشيخ ابن عثيمين والذي أصبح خلفي مباشرة..!!
عندما استوى الشيخ على المقعد أشار إلي بعنف وسخط وقال :
أجلس فقد آذيت إخوانك..!!
جلست مطرقا .. ثم بدأ الشيخ حديثه بالحمد والصلاة ..
فأنصت لكل حرف وكلمة يقولها..
فما يدريني لعله سيفعلها مرة أخرى ويسألني..؟؟
ولقد فعلها والله مرتين .. في ذلك الدرس!!
فأجبته وأنا أتتعتع وأرتجف خوفا منه .. ولكن أجبته بما يريد..
فكافأني بكلمة واحده قال لي : أحسنت..!!
هذا الرجل تحبه من النظرة الأولى..
أحبته ملايين المسلمين في كل مكان..
وسمعت من الناس ما زاد حبي له.. من زهده في معاشه وهيئته ومسكنه..
فلقد سمعت حينها أنه يعيش في بيت من طين..!!
ولقد زاره الملك في عنيزة فاستقبله في هذا البيت من الطين .. وجلسا سويا على الأرض!!
وأنه يأكل مما يحرثه ويزرعه بنفسه!!
كانت تلك الصور في الذهن إن صحت أو لم تصح...
تثير الإعجاب والمحبة للشيخ مع ما وهبه الخالق سبحانه
من علم راسخ وفقه وفهم للشريعة قل نظيره في زماننا..
كانت فصاحة الشيخ وقوة حجته تبهر مستمعيه..
مع ما يثيره الشيخ من دعابة ومزاح مع من يسألهم ..
في تلك الجلسة في المدينة سأل الشيخ سؤالا ..
ثم نظر حوله بنظرة تذكرك بالصقر حينما يلتفت بحثا عن فريسة!!
وأخذت نبضات قلبي تزيد فقد ظننته سيلتفت إلي ويسألني..
فأشار للشخص الذي بجواري..
وكان رجلا بدينا فيه سمرة ويلبس المرآة على عينيه..
أشار له الشيخ وقال له: قم..؟؟
بقي الرجل فاغرا فاه ينظر للشيخ كالأبله!!
فكرر الشيخ كلامه وقال :أنت قم ،وطقطق بأصبعيه وأشار بسبابته إليه!!
فقال له أنا؟؟ وأشار لنفسه!!
قال: نعم أنت!!
تزحزح الرجل وحاول القيام بتثاقل حتى دفع من بجواره !!!
وحينما علا لم يستطع أن يرفع رأسه وبقي في هيئة كالراكع!!
كان مشهد جاري ذلك يثير الضحك والشفقة معا!!
فالظاهر انه لم يعتد الوقوف أمام الجموع وبين يدي إمام من أئمة السنة كابن عثيمين!!
أغلق الشيخ الميكرفون وناداه ليقترب منه ..
فدنا الرجل من الشيخ وهو منحني!!
فاقترب الشيخ من أذنه فهمس فيها بكلمات لم نسمعها!!
فكان الشيخ يهمس في أذنه والرجل يهز رأسه ويضحك..!!
ثم أمره الشيخ بالرجوع والجلوس في مكانه واستأنف درسه..
إن ذلك الموقف والتواضع والسماحة من رجل في مكانة الشيخ يجعل محبته
تسري للقلب كما تسري النار في الهشيم..
__________________









الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 05-05-2006, 03:16 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

الحلقة التاسعة
حينما التفت إلي سعود قال لي..
ما رأيك في الالتحاق بحلقة الشيخ ابن عثيمين!!
ظننت الرجل يسخر مني !!
ثم أكمل حديثه وقال..
أنا اعرف شخصا مقربا من الشيخ محمد ويمكنه أن يتصل به مباشرة ليشفع لك!!
قلت له: أنا سمعت أن شروط قبول الطلاب عند الشيخ قاسية للغاية!!
فلا بد أن يكون حافظا للقرءان ولصحيح البخاري عن ظهر قلب!!
بلع سعود ريقه ثم صمت!!
وصلنا لحائل... ولم أنم تلك الليلة..
لقد كان ثني الركب بين يدي هذا العالم الجليل أمنية كل طالب علم..
لقد اشغل سعود تفكيري بتلك العبارة....
بعد صلاة الفجر قلت ياسعود.. وين رفيقك اللي يعرف الشيخ..
قال الليلة فيه عرس وسيحضر الرجل وبعرفك عليه..
انتظرت بفارغ الصبر ذلك اللقاء ولكن الرجل غاب ولم يحضر العرس..
في اليوم التالي صلينا العصر في مسجد ذلك الرجل ..
نسيت اسمه ولكنه رجل وقور وهادئ الطبع ..
درس عند الشيخ لأربع سنوات وكان محل ثقة الشيخ فعينه مشرفا على سكن الطلبة..
دخلنا منزله وجلسنا في مجلس الضيوف..
لم يكن يعلم الرجل عن الموضوع..
قال له سعود .. هذا الأخ فلان الشمري!!
يا الله ما أثقل تلك العبارة على قلبي ولكنه قالها سامحه الله..
قال : يرغب في الدراسة عند الشيخ محمد ونريدك تشفع له عند الشيخ..
رحب الأخ بذلك وتهللت أساريره وقال :بكل سرور..
وسأكتب له توصية عند الشيخ ..
سألته هل من شروط القبول حفظ القرءان أو صحيح البخاري كما سمعت؟؟
قال : أبدا هذا ليس بصحيح ويمكنك الدراسة عند الشيخ بدون شيء..
أما إذا أردت الالتحاق بالسكن فلا بد من توصيه.. وسوف اكتبها لك..متى ستذهب؟؟
التفت لسعود فأنا ضيفه ، ومعنى ذلك هو أنني سأغادر حائل وأهل حائل..
ويعلم الله تعالى صعوبة ذلك على نفسي.. ولكن لابد من عمل شيء..
فوالداي لا بد أنهما قلقان علي فلو علما أنني لدى عالم ادرس
والدراسة على الأبواب فلا بد أن أكمل دراستي الثانوية..
لو علما بأن أموري جيده فلا شك أن ذلك سيخفف من وقع المصيبة عليهما..
قال سعود: سوف اذهب في نهاية الأسبوع لتبوك وسوف أصحبك للقصيم..
ومن هناك سأسافر لتبوك....
وفعلا فقد كتب الأخ الكريم تلك التوصية مشكورا ..
ولكن ما كدر خاطري أنه نسبني لقبيلة أخرى غير قبيلتي ..
لقد كان خطئا فادحا سأدفع ثمنه غاليا من سمعتي لاحقا!!!
وضعت التزكية في جيبي وذهبنا للمنزل..
رآني سعود كئيبا فسألني عن سبب ذلك ..
أخبرته بأن من أسباب زعلي هو أنني سأفارق أناسا أحببتهم من كل جوارحي..
كما أحب إخوتي بل وأكثر..
سأفارق الأنس والكرم والجود والسماحة واللطف ..
ماذا لو لم تصلح أموري هناك..
وما يدريني ماذا ينتظرني في عنيزة والقصيم..
ألم أزل شابا غرا صغيرا لم تصقله الحياة
ماذا لو وقعت في يد أناس لا يخافون الله..
لقد كانت حالي استثنائية بكل المعايير وفيها من المغامرة والطيش شيء غير يسير..
دمعت عين سعود وقال لي :
والله إن بقاءك يسرني ويسر إخوتي ..
وإنني والوالدة والزوجة وجميع الأقارب الذين عرفوك يعدوك كواحد منا..
فلو شئت أن تمكث معنا فهذا يسرنا ويسعدنا ولو مكثت في بيتي عشر سنين..
ولكن إن مصلحتك تهمني ولا بد أن تتصل بعائلتك ووالديك ..
فهما مهما غضبا عليك فسيبقيان اهلك واقرب الناس لك..
وأنت شاب ما زلت في مقتبل العمر وتحب العلم والتحصيل فهذه فرصة ثمينة لك..
وثق تماما حتى لو انتقلت للعيش في القصيم فسأبقى قريبا منك تعودني وأعودك
وبخصوص تكاليف دراستك وإقامتك فسأتكفل لك بكل فلس تنفقه..
فانظر ماذا ترى والله يقدر لك الصالح..
__________________









الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م