مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 07-05-2006, 02:47 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

الحلقة الرابعة عشر
توافد الطلبة على الجامع زرافات ووحدانا وذلك قبل الأذان..
وحينما أذن المغرب ازدادت وتيرة الحضور حتى غص بهم الجامع..
ولقد تأخر الشيخ كعادته للحضور حتى إنك إن خرجت خارج الجامع
سترى في الأسواق المحيطة بالجامع جلبة بعد خروجهم من صلاة المغرب من المساجد الأخرى!!
وأخيرا دخل شيخنا بهي الطلعة رحمة الله عليه..
صلى بنا المغرب وكنت أول مرة أسمع تلاوة الشيخ ..
تلاوته شبيهة بقراءة الشيخ السبيل إمام الحرم لمن يعرفه !!
إلا أن شيخنا يسرع قليلا في القراءة...
وفي قراءته نبرة حزن .....
صليت بجوار المؤذن عن يساره منذ ذلك اليوم..
وحينما سلم الشيخ انتظرت قليلا ثم تخطيت الصفوف والأرتال..
وللمسجد ضجة هائلة بالتسبيح والتكبير .. كما هي السنة..
توجهت لمكاني الذي حجزته ورفعت كتابي وجلست ..
قدم مجموعة من الطلاب ، وجلسوا حولي وقال أحدهم لي..
هذا مكان فلان .. قم وابحث لك عن مكان آخر!!
قلت له : وهل المكان ملك أبيه !!
هذا بيت الله والمكان لمن سبق!!
أعتدت على ذلك النقاش من قبل في الطائف!!
ابتسم محدثي وأطرق يقرأ في كتابه!!
كنت غرا ولا أدرك عواقب أفعالي..
استكملت الصفوف وبقي مكاني الذي أنا فيه فرجة صغيرة !!
كان كل من حولي يرقبني بنظرة إشفاق كأن عيونهم تقول لي:
انتظر قليلا وسترى!!!
جاء شاب آدم اللون مستوي البنية ولحيته خفيفة!!
وقد خرج من غرفة بجوار مكان الدرس ويظهر أنه من كبار الطلبة!!
ويحمل حقيبة صغيرة وضعها على مقعد الشيخ ثم استدار وجاء نحوي..!!
اقترب مني .. وقال:
هذا مكاني !!
قلت له : أهلا بك وزحزحت الذي بجواري حتى حشرته !!!
وقلت له: تفضل!!
فجلس الرجل وهو غير راض!!
تأخر الشيخ حتى يتسنن الراتبه .. ثم تخطى الصفوف ودخل حتى صار أمامنا..
وعلا فوق منصة الدرس المصنوعة من القطيفة المحشوة بالقطن أو ألأسفنج الخشن، لا أدري!!
ثم جلس وألقى عباءته خلفه ..
واتكئ على الجدار ..
نظر إلي فرأى وجها جديدا لم يعهده!!
فنظر لمن بجواري وأرخى رموش عينيه ليركز النظر ..
وهو يقلب في أوراق منشورة في حجره كأنه يتساءل من هذا؟؟
ثم قال الشيخ: أليس المكان ضيق عليكم؟؟
أما أنا فلم أنطق حرفا واحدا ولم أتحرك كأنني لا أسمع وخيرا فعلت!!
وأما جاري فاستوى في جلسته وأصلح من مكانه فصار فسيحا بقدرة قادر!!
ثم هز رأسه بعلامة تفيد برضاه !!
انتهى الحال على هذا ولكن يظهر أن الشيخ قال في نفسه :
ستدفع ثمن جرأتك ...!! فهذا المكان له ثمن!! وأي ثمن!!
__________________









الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 07-05-2006, 02:50 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

ابتدأ الشيخ بالحمد والصلاة على رسول الله ..
وقال : درسنا في الفصل الماضي .. كذا وكذا ..
ثم بدأ بمراجعة الطلبة عما تلقوه في الدرس السابق...
كان الطلبة حولي يرفعون أيديهم لكي يجيبوا... أيهم يختار..
أما أنا فليس لي في ذلك النقاش ناقة ولا جمل!!
الشيخ محمد سهل وبسيط في كل أموره ..
في أخلاقه في سمته ، في لباسه ، في حديثه ،
أما حينما يتعلق الأمر بالسؤال والنقاش .. فليحمد الله كل من سلم من ذلك!!
يقولون إن علم الرجل يظهر من سؤال الناس له ..
حيث يسهل على كل واحد أن يحضر من كتاب فيفرغه كاملا بين يدي الناس!!
لكن حينما تتوارد عليه الأسئلة ويحيطه المناقشون الأذكياء..
فحينها يظهر علم العالم من جهله..
وهذا هو منهج الشيخ في السؤال والنقاش ..
يعود الطلبة على قوة الحجة وتحمل الجدال دونما خوف أو تردد..
ولذلك يتعمد حشر الطالب بأسئلة صعبة ويورد عليه الإشكالات ..
فلا يفلت منها إلا الأذكياء والنبهاء..
أما من يرى في نفسه عدم الأهلية أو يعرف من حاله انشغال فكره بمصالحه وولده
فخير له أن ينصرف للصفوف البعيدة وليدس رأسه خلف زاوية أو عمود!!
استمرت المناقشة والمراجعة وقت لا بأس به ..
ثم ابتدأ الشيخ بالدرس الجديد...
شيخنا رحمه الله فنان في التدريس قل نظيره ..
أسلوبه يسير لا يشق على المبتديء ولا يحتقره الطالب المجد القديم..
فكل يجد حاجته وكل يخرج وهو راض وفاهم ومستوعب لكلام الشيخ..
الشيخ محمد ليس صاحب كم ولكنه إمام في الكيف!!
من الأمثال المشهورة :
علمني صنعة ولا تقرضني مالا!!
شيخنا يعلمك صنعة العلم بحيث يمرس الطالب على كيفية
البحث والمناقشة والاستدلال والتأصيل ، والجدال وكيفية ترتيب الدليل والحجة ..
ولذلك يستمر الطالب عند الشيخ سنوات عديدة ولم يكمل كتابا واحدا عنده..
ولكنه يخرج بفهم ثاقب وقدرة هائلة على الطلب والبحث والاستمرار في التحصيل..
الحلقة الخامسة عشر
في دروس شيخنا في عنيزة من النادر أن يسال الشيخ الطالب خلال الدرس..
فغالبهم قد جاء له من أماكن بعيده بقصد العلم والتحصيل ..
وفيهم من الطاقة والحيوية ما يجعلهم حريصين ومتنبهين لكل فائدة ومسألة.
ولكن الوضع ذلك اليوم مختلف ..!!
سألني الشيخ في ذلك الدرس ثلاث مرات كأنه يختبرني أو سيقول لي : طس !!
وبحمد الله بلعت الطعم ولم أقع في المصيدة!!
فقد أجبته بما فتحه الله علي مما حصلته عند مشائخنا في الطائف..
فكان ذلك فأل خير لي بحمد الله تعالى..
انتهى الدرس الأول بعد الأذان ..
ثم تقدم شاب من الصف الخلفي وجلس بيني وبين جاري الغاضب مني!!
وعلق الميكرفون على صدره .. ثم أخذ يقرأ من نونية ابن القيم..
بصوت جمع بين العذوبة والرقة ، وجمال الأبيات التي نظمها ابن القيم رحمه الله..
لقد كانت تلك المنظومة مع أنها تحوي ردودا علمية رصينة إلا أنها...
حوت حكما ومواعظ وطرائف لا يتقن نظم قلائدها سوى مثل ابن القيم وكفى به !!
لاحظت رجلا أفغانيا ذو عمامة عريضة ويلبس المرآة يجلس عن يمين الشيخ..
و لاحظت الشيخ يستأنس كثيرا بالحديث معه أو مناقشته ..
وكانت أسئلته وركاكة لسانه الأعجمي تثير ضحك الطلاب ..
كنا نستأنس ونفرح حينما يسأل هداية الله لأن شيخنا يسر بذلك ..
ومع عجمته وصعوبة النطق بالعربية لديه حيث انه لا يتكلم سوى بالفصحى المكسرة..!!
__________________









الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 08-05-2006, 11:56 AM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

إلا أن الرجل قد أتقن علوم الآلة من نحو وأصول وأصول تفسير ، بشكل شبه كامل..
أذكر في درس الفرائض من متن البرهانية المسألة العنقودية والتي لم يستطع حلها سوى
هداية الله !!
وهي مسألة شائكة ومعقده لا يقدر عليها سوى الراسخين في الحساب والفرائض..
كان هداية الله هذا يسجل دروس الشيخ في مسجل صغير..
ثم يرجع لغرفته فيغلق الباب على نفسه ..
فلا ينام حتى ينسخ ذلك الشريط على دفتر خاص ثم يترجمه من فوره للغته الأفغانية!!
و هذا ما يفعله كل ليلة طوال ست سنوات جاورته وخبرت حاله..!!
انتهى الدرس وتوجهنا للمصلى وكنت وضعت كتابا بجوار المؤذن لكي أصلي مكانه..
صليت خلف شيخنا .. وبعد السلام ..تحلق مجموعة من الناس حول الشيخ ..
كما هي العادة في كل صلاة سوى صلاة الفجر والمغرب..
ثم قام الشيخ وخرج من المسجد لحقته مع الناس وذلك بقصد الفضول فقط ..
كنت أسير بمحاذاة الشيخ واستمع لأسئلة الطلبة والمستفتين..
ولقد فاجأني الشيخ حينما التفت إلي وقال:
يبدوا أنك تريد العلم والتحصيل !!
كانت غير متوقعة والله ..
ثم قال الشيخ .. هل نزلت في السكن؟
قلت : نعم..
كان الطلبة يراقبون هذا الموقف وقلوب بعضهم تخفق من الغيرة من هذا الحوار
الخاص!! والنموذجي!!
قال : إذا عجل بالتزكية حتى نسمح لك بالبقاء ..!!
قلت له : لقد اتصلت على عباس وهو مريض وقال سيتصل عليك!!
قال : خيرا إن شاء الله .. ثم عدت أدراجي للسكن..
استبشرت بهذا النجاح الذي لم ارتب له شيئا بل توفيق الخالق سبحانه وتعالى..
دخلت لغرفتي فوجدت زائرا ينتظرني!!
وجدت شخصا جالسا في غرفتي..
سلمت عليه .. فرد وقال : هل أنت تسكن في هذه الغرفة؟؟
قلت : اليوم نزلت فيها..
قال : إذا سنكون سوية هنا .. أنا أخوك بندر الحربي ..
تعارفنا .. قليلا ثم نزلنا للعشاء.. وهذه المرة لم أنتظر أحدا يدعوني!!
حقيقة أن تنام في غرفة صغيرة وضيقة مع شخص لا تعرفه شيء مزعج..لمن لم يعتد عليه
خصوصا انه لم يستأذنني احد في اختيار زميل السكن..
ولكن لا خيار لي فإما مع بندر أو الشارع!!
ولكن بندرا هذا رجل ظريف وحلو المعشر ..
وبعد حديث طويل معه اكتشفت طيبته ..
ومع انه رجل انعزالي ولا يحب مخالطة الناس ونظراته غير محببة ، لعمقها وحدتها!!!
إلا أنني حينما عاشرته وخالطته تبين انه رجل طيب وفاضل..
استأمنته على بعض أموري وكنت أستشيره فيصدق المشورة!!
كنت أخرج للتنزه مع بندر على سيارته الوانيت في الطعوس المحيطة بعنيزة
وما أكثرها!!
في اليوم التالي .. حضرت درس الصباح ..
والذي يستمر من الساعة الثامنة وحتى العاشرة والنصف..
ويدرس فيه الشيخ خمسة كتب ..
والحضور في تلك الدروس ليس بالكثرة التي كانت بالأمس..
حيث أن هذه الدروس فقط في موسم الصيف والعطل الدراسية..
كانت الدروس صعبة علي لمستواها العالي عني..
ومع ذلك فلم انقطع عنها طوال الفترة المتبقية من الصيف والتي لم تطل كثيرا..
بخصوص المكان فقد تمسكت بالمكان الذي جلست فيه بالأمس ..
وذلك لسنوات عديدة بفضل الله تعالى..
وذلك على رغم عدم رضى جاري سامحه الله!!
والذي ستكون لي معه مواقف ستصطدم كثيرا من قراء هذه الحلقات..
ولست اقصد من روايتها الشماتة به أو النيل منه..
فأنا لن اسميه ولا احد من القراء يعرفه أو يعرفني ..
ولا يخلوا ذكر القصة من فائدة وحكم وطرفة !!
ومع أن تلك المواقف حصلت قبل سنوات عديدة إلا أنها لن تمر دون اعتبار وتمحيص..
والموعد عند رب العالمين سبحانه وتعالى هو حسبنا ونعم الوكيل..
__________________









الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 08-05-2006, 03:02 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

الحلقة السادسة عشر
في اليوم التالي حصل تقريبا ما حصل بالأمس غير أن المفاجأ ة كانت وعلى غير المتوقع
حينما مشيت مع الشيخ في عودته لبيته بعد الدرس الصباحي ..
ناداني الشيخ وبانزعاج ظاهر وقال لي: لما لم يتصل صاحبك؟؟
قلت له: والله لا أدري ولكن في اتصالي السابق عليه قال هو مريض..
فلعله اتصل على تلفونكم فلم يجبه أحد!!
قال الشيخ: هات رقم تلفونه وسوف أتصل عليه أنا!!
لم أكن ساعتها أحمل رقم عباس فقلت له: سأحضره لك بعد صلاة الظهر..
وبعد الصلاة ناولت الشيخ ورقة عليها رقم الشيخ عباس ..
كنت قلقا للغاية .. فالشيخ محمد لمن خالطه رجل حازم ..
ولا أسهل عليه من أن يقول لي ارجع من حيث أتيت!!
وكون الشيخ يطلب رقم عباس ليتصل عليه من طرفه إن ذلك الفعل هو نبيل وتواضع
من شيخنا جزاه الله خيرا.. ورحمه وأسكنه جنات النعيم..
بعد صلاة العصر وانتهاء درس العامة ..أشار لي الشيخ وكنت أمامه بجوار المؤذن أن الحق بي!!
لحقته ومشيت بجواره ولكنه لم يكلمني في شيء..!!
انتظر الشيخ حتى انتهى الناس وقضى حوائجهم وبقيت أنا وهو بمفردنا نسير حتى
اقتربنا من البيت وكنت منتظرا دون أن استبق منه شيء!!
ولكن يعلم الله سبحانه وتعالى أنني قد خفت وظننت الظنون فربما أن أخي سعود أخبر
عباس بمشكلتي ..
وبدوره أطلع عباس الشيخ على الحاصل !!
قال الشيخ: خلاص!!
شدهت وظننت أنه خلاص سيخرجني ولكنه استأنف كلامه...
أنا كلمت عباس وهو أثنى عليك خيرا!!
وسكت!!
قلت في نفسي :ما معنى هذا الكلام؟؟؟
ثم أكمل شيخنا وهو يضم يديه ويشير بها للإمام ويزم شفتيه وقال :
سنقبلك في السكن!! بشرط أن تجتهد في الطلب..
لو كان بيدي في تلك اللحظة أن اصرخ من الفرح لفعلت!!
أي خبر سعيد هذا !! الحمد لله رب العالمين..
ثم قال الشيخ : وأنت يافلان الشمري!!!
اغتنم هذه الفرصة ، خاصة أنك ما زلت في مقتبل عمرك .. وفقك الله..
انصرفت بعد أن قبلت رأسه ودعوت له..
ما أجمل أن ترى بصيص الأمل بعد اليأس .. ما أجمل الشعور بالاستقرار
وخاصة في كنف ورعاية رجل بوزن الشيخ محمد عليه الرحمة والرضوان..
لم أطمع ولم أحلم بل والله الذي لا إله سواه ولم يخطر في بالي أن أحصل على أي
امتيازات مادية أو معنوية من قبل الشيخ محمد ..
بل كان يكفيني أن أحصل على ما حصل عليه
الآلاف سواي من طلبة العلم الذين يحيطون بشيخنا من كل صوب كل يبحث عن
رضاه بعد رضى الخالق سبحانه وتعالى فهو للجميع بمقام الأب الحاني ..
ومن ذا لا يبحث عن رضى والده..أو والدته..
وكذلك يكفيني ويشرفني أن أتتلمذ على يديه وأحصل على علم قل منه أو كثر..
انخرطت بعون الله سبحانه في طلب العلم والتحصيل فكان هو شغلي وهمي ..
اقتنيت عددا من الكتب ورتبتها على الرفوف في غرفتي الصغيرة..
تعرفت على عدد من الطلاب ولكن لم يكن اهتمامي منصبا على ذلك..
__________________









الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 08-05-2006, 03:05 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

من الطلبة الذين عرفتهم وخالطتهم الأخ نافع الشمري ..
وكذلك الخ خالد الشمري .. ومنهم الأخ محمد زين العابدين!!
هذا الأخير هو مشرف السكن ..
وقد وصل من شرورة لكي يرتب سكنا له ولزوجته التي دخل بها قبل أسابيع!!
وبذلك سينتقل من السكن الحالي والذي هو سكن للعزاب فقط ليستأجر بيتا له ولعائلته..
الأخ محمد رجل عاقل وفيه حلم وأناة ولذلك كان اختياره للإشراف على السكن هو اختيار موفق..
كان الأخ محمد هو ملاذ الطلاب عند المحن بعد الله فهو الوسيط بينهم وبين الشيخ ..
ولقد كانت مهابة الشيخ محمد رغم تواضعه تمنع كثيرا منهم عن مخاطبته مباشرة..
ولكن يكفي أن يوصل الأخ محمد شكاويهم وطلباتهم ليبت فيه الشيخ ..
طلبت عن طريق الأخ محمد أن يوفروا لي كتبا ومراجع فوضعت قائمة كبيرة بالكتب..
سلمتها لمحمد .. فظهرت على وجهه ابتسامة صفراء ماكرة !!
وهز رأسه وقال: هل تظن الشيخ يوافق لك على هذه الكتب؟؟
قلت له قدمها له وسنرى..
وفعلا قدم محمد القائمة للشيخ بعد ظهر إحدى الأيام فوضعها الشيخ في جيبه..
بعد يوم أو في ذلك اليوم بعد العصر ناداني محمد وقال : انظر في ورقتك!!
فوقعت عيني على شخاميط بالقلم الأحمر وضعت على كل الكتب تقريبا وأضيف عليه
للتأكيد علامة X
ووافق على كتابين أو ثلاثة وأرفق معها قيمة الكتب نقدا معلقة بالفاتورة!!
أخذتها وحمدت الله تعالى واشتريت الكتابين فأضفتها لمكتبتي الصغيرة..
وعلى كل فقد وفر في السكن مكتبة علمية لا بأس بها وتحوي مراجع كثيرة للباحثين ومحبي القراءة .. ومع ذلك فالمكتبة شبه خالية ..
والسبب في ذلك
أن أغلب الطلاب قد يسر الله لهم مكاتب على حسب تخصصاتهم ومشاربهم في غرفهم..
فترى الطالب المهتم بعلم الحديث والتخريج أكثر كتبه ومراجعه من ذلك..
وينطبق الحال كذلك على طالب الفقه والتفسير وغيرها ..
أما أنا فقد كانت مكتبتي صغيرة ولكنها نمت وترعرعت حتى خرجت من سكن الطلاب..
وإنه ليعجز عن حملها الرجال الأشداء أولي القوة لكثرتها وتنوعها والحمد لله..!!
الحلقة السابعة عشر
كنت وبحمد الله مجدا في الطلب وقد انشغلت بالي وتفكيري تماما عن أي شيء آخر سوى العلم وطلبه
قد يلومني أحد على عدم اهتمامي بوالدي وأهلي ذلك الحين، وأنا والله أوافقهم هذا اللوم وأستحقه
ولكن ما الحيلة وما المخرج؟؟
لم أكن ذا رأي وهدى إلا أن الله تعالى برحمته لم يترك الأمور هكذا تسير بل بتدبير عجيب منه سبحانه حصلت وقائع هي أصل روايتنا هذه وهي ذروة سنامها ، وسأحكيها في وقتها كما هي ولا بد من التمهيد لها ولو طال ذلك!!
حتى تتضح الصورة وتنكشف الأوراق دون النيل من أحد بعينه فليس هذا مقصدي والله فلموتي ودفني مع سري عاجلا أو آجلا أهون على نفسي من كشف ذلك أو البوح به فالله سبحانه يعلم أنني أردت الفائدة لي ولمن سيقرأ هذه الرواية من أهلي وأصحابي الذين رغبوا في معرفة الحقيقة ، ولا اشك إن شاء الله أن كثيرا ممن وقع في نفوسهم شيء علي حينها حينما يطلعوا على ما سأخطه هنا أنه لو كان لديهم إنصاف( وهو عزيز ) فلا بد أن يزيل كثيرا من اللبس والخلط غير المقصود..
كذلك ينبغي العلم أنني حينما أحكي ما يفهم منه الثناء على شخصي لا اقصد والله ذلك بل إنني أروي ما حدث وما مضى عليه حوالي الخمسة عشر سنة خلت ويعلمها كثير من الطلبة ويشهدون عليها ، ولست ادعي أنني أكثر الطلبة أو اقلهم تحصيلا وعلما ولكن هذه هي الحقيقة وهذه الصورة كما وقعت ، لا يأتِّيني أحد غدا يقول لي أنت تمجد شخصك ؟؟
لا والذي بيده علم الساعة ما هذا قصدي بل غايتي من كل ذلك أن أكشف أمرا طالما رغبت في كشفه وفضيلة آن الأوان لبيانها وبالله التوفيق..
لنرجع لروايتنا ...
كما ذكرت توجهت للعلم بكل جوارحي وحصلت خيرا عظيما ، والخير هنا لا يقاس بالكثرة كما قد يتبادر لذهن البعض ، العلم أيها الإخوة والأخوات لمن ذاق طعمه حقيقة هو التأصيل المبني على منهج سديد تحت مظلة عالم راسخ العلم..
شيخنا كما سبق بيانه ربانا على الكيف لا على الكم..
إن كثيرا من علماء وطلبة العلم من زماننا بشكل مباشر أو غير مباشر قد تتلمذوا عليه.
ولو تأملت حال كثير من نجباء زماننا لرأيت من أول قوائم العلماء الذين تتلمذوا عليهم هو الشيخ ابن عثيمين رحمه الله..سواء مباشرة أم عن طريق الشريط والكتاب..
حدثني أحد طلبة العلم في الأردن أن مجموعة من طلبة العلم هناك يستمعون لأشرطة دروس الشيخ على ميكرفون الجامع فيتحلق عليه الطلبة ويغص المسجد منهم كأنهم بين يديه ويستمعون ويدونون ما يقوله الشيخ من علم وافر..!! كل ذلك من شريط!!
كان الشيخ يكلف الطلبة بالبحوث فكنت من المكثرين من ذلك بحمد الله ..
__________________









الرد مع إقتباس
  #6  
قديم 08-05-2006, 03:11 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

كنت أحيانا أجلس أبحث من بعد صلاة الفجر فلا ارفع رأسي عن الكتاب حتى يؤذن الظهر وأنا لا أشعر..
كان تخريج الحديث الواحد على حسب التأصيل العلمي المعروف يستغرق أحيانا ثلاثين ساعة متواصلة بدون نوم !!
كل ذلك مني قليل مقارنة بفطاحل الطلبة وجهابذته الذين حصلوا خيرا عظيما لدى شيخنا وليس هذا بمستغرب أو مستكثر على تلاميذه صغروا أم كبروا ..
ولو شئت لحدثتكم عن عجائب لا يكاد يصدقها المرء عن مواقف احتفظ فيها عنهم بارك الله فيهم ونفع بهم..
لكن حصل موقف عجيب وغريب سبب تحولا بل عمق العلاقة بيني وبين الشيخ من حيث لا أشعر !!!
طلب منا الشيخ أي من جميع طلبته، أن يقوموا ببحث حول الفوائد أو الحكم من جواز أن يباح لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوج أكثر من أربع نساء...
وكان التكليف بذلك البحث في دروس المساء ...ولا ادري هل كان في التفسير أم في درس البخاري نسيت والله!!
رجعت تلك الليلة وكنت حينها في غرفة الأخ نافع الشمري ...
حيث أن مراجعه وكتبه كثيرة...
قرأت في بعض المراجع مباحث حول هذا الموضوع ولكنها لم ترو الغليل!!
قرأت في أبواب النكاح من كتب الفقه والحديث فبالكاد استطعت استخراج فوائد محدودة العدد....دونتها في دفتر عندي ثم خرجت للبلاكون المقابل لمنارة المسجد في الجهة الجنوبية من سكن الطلاب وأضأت النور ثم جلست أتفكر في المسألة .. وكلما طرأت لي حكمة أو فائدة سارعت بتدوينها ورصدها ثم قمت بإضافتها للمبحث..
مر علي الأخ نافع ومحمد زين العابدين وطلبا مني النوم..
قلت سأفعل و سوف أصعد لغرفتي للنوم بعد أن أنهي كتابة بحثي..
وما زلت أدون واكتب وأتفكر حتى أذن علي الصبح ولم أنم دقيقة واحدة بل لم اشعر بالرغبة في النوم أصلا.. ولقد جمعت في تلك الليلة ما مجموعه أربعون فائدة!!
حملت ذلك الدفتر ونزلت به لصلاة الفجر ..وبعد الصلاة لحقت الشيخ وسلمته ذلك البحث..ولم أذكر له مراجعي أو ما عانيته من كتابة هذا البحث.. أو أي شيء فقط سلمته ورجعت لغرفتي فاستسلمت لنوم عميق ولم احضر درس الصباح!!
لم أكن أقدر ما هي نتائج هذا العمل .. بل كل ما كنت أتوقعه أن يحصل المبحث على تقدير معنوي وتوجيه ونقد لما فيه مما سيصقل موهبة البحث عندي وهذا يكفيني فخرا..
ذهبت لصلاة الظهر كما هي العادة وبعد الصلاة رافقت الشيخ وصحبته لأستفيد أي فائدة خلال مسيره..
ولكن حدث مرة أخرى مالم يكن في الحسبان ...
طلب الشيخ من الطلاب العودة للسكن وصرف الناس ثم أمسك الشيخ بيدي..
وقال : من أين دونت هذا البحث؟؟ وماهي مراجعك؟؟
قلت له وأنا مذهول وخائف كأنني أشعر بارتكاب خطأ أو مصيبة:
قرأت بعض المباحث البسيطة حول الموضوع ولكن غالب ما دونته استنتجته واستخرجته بنفسي!!
قال : هل أنت متأكد ؟؟
قلت: أي والله هذا ما حصل..!!
لا أشك لحظة أن الشيخ ارتاب من كلامي ولم يأخذه محمل الجد..
ولكنه لم يرد أن يشعرني بشيء أو يظهر انبهاره مما كتبته رغم حداثة سني وقرب الفترة التي قضيتها لديه..
اتصل الشيخ بغير علمي على الأخ محمد زين العابدين وسأله عني؟؟
ناداني الأخ محمد وحقق معي تحقيقا غير مباشر ..!!
سألته ما القصة؟؟
قال : بحثك الذي كتبته هذا يقول الشيخ انه فوق مستواك وأنه كلام عميق ونحو هذا الكلام..!! يقول محمد : ولقد أخبرت الشيخ انك لم تنم تلك الليلة حتى صلاة الصبح ..
في درس المساء وبعد أذان العشاء وانتهاء الدرس الأول..
أخرج الشيخ ذلك الدفتر وطلب من أحد طلابه الكبار أن يقرأه عليه علنا لكي ينقح البحث.. ويحكم عليه من قبل الجميع.. ولم يخبر الشيخ الطلاب أو القارئ أنه بحثي..
وكنت جالسا بجوار ذلك القارئ ..
أذكر ذلك الموقف والقارئ هو الشيخ خالد المزيني وهو احد أقدم وأقدر الطلاب علما وتحصيلا.. وكان ذو جرأة على الشيخ في إبداء رأيه والشيخ يحترمه ويحترم رأيه...
كان خطي (وما يزال) سيئا للغاية ويصعب علي قراءته أنا فما بالك بغيري..!!
كان الأخ يقرأ ويتوقف بسبب عدم وضوح كلمات وخربشات لا يفهمها غيري..!!
فكنت اقرب نظري له وأصحح العبارات وأساعده في تهجيها !!
نظر إلي القارئ بتعجب فقال : هل أنت من كتب هذا البحث ؟ كأنه يقول اصمت فهذا لا يعنيك !!
سكت ولم أجب .. ولا أذكر هل أخبرهم الشيخ بأنني أنا كتبت ذلك المبحث في ذلك الدرس أم لاحقا!! ولكنهم في النهاية علموا!!
__________________









الرد مع إقتباس
  #7  
قديم 08-05-2006, 03:13 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

أخذ الشيخ في التعليق على كل فائدة ويصحح العبارات ويقومها ويحذف المكرر حتى بلغ مجموع الفروق البينة بلا تكرار ولا تناقض خمسة وعشرون فائدة..!!
لم أستطع تذكر ما حصل في ذلك الدرس ولكن الذي أعرفه أن شيخنا رحمه الله كلما أراد أن يثني علي أمام احد يقول : فلان الشمري !! كتب بحثا ممتازا ويذكره بذاته من مناقبي!!
حينما أطلع على ذلك البحث (وهو عندي) الآن لا أشك أن مستواه العلمي بالنظر الثاقبة هو متواضع في ترتيبه وأسلوبه غير أنك حينما تنظر إليه من ناحية عدد الفوائد وصحتها بصرف النظر عن الأسلوب وما فيه من خلل والحكم عليه كمنهجية دقيقة من هذه الناحية لا شك أن ذلك يعتبر وفي سني ذلك إنجازا ..
انظروا للطفل الصغير حينما ترونه يفعل شيئا مميزا كأن يلفظ عبارة جديدة لأول مرة أو يقوم بحركة لم يعتد الوالدان على رؤيتها سوف يرون ذلك منه شيئا عجيبا .. وذلك بالنظر لمستواه العقلي والسن ونحو ذلك من مقاييس ..
أما لو حدث من غيره ممن يكبره بعدة سنوات مثلا فهو غير مستغرب بتاتا والفكرة واضحة إن شاء الله..
لا يهم الآن بالنسبة لك أخي الكريم أختي الكريمة الحكم على ما فعلته هل هو إنجاز أم غير إنجاز المهم لكم الآن هو معرفة ما حصل بعد ذلك من طوام ودواهي سأحكيها في الحلقات القادمة بإذن الله تعالى يتبع إن شاء الله..

الحلقة الثامنة عشر
من خلال جلوسي الدائم أمام الشيخ وبجوار قدماء الطلبة
لا بد أن يؤدي ذلك برغبة أو بغير رغبة إلى نشوء علاقة ما!!
لن أتوسع في هذا الأمر وهو غير مهم أبدا لكم غير أن هناك حالة لا بد من ذكرها..
في حلقة مضت ذكرت ذلك الشاب الذي خرج من غرفة مجاورة لموقع الدرس..
كان ذلك الشاب من كبار طلبة الشيخ وأفقههم بل ومن أقرب الناس لشيخنا..
لا ينافسه على ذلك أحد ، ولم يكن يخفى علي ولا على سواي ذلك ..
بل أن للقرابة العائلية بينه وبين الشيخ زادت الأمر رسوخا وبيانا..
تعرفت على الرجل وكانت علاقتنا لا بأس بها ..
كنت أتصافح معه قبل الدروس ويزداد التعارف بيننا يوما فيوما!!
ذكرت في الحلقة الماضية أن الشيخ أعجب ببحثي الذي كتبته..
ورأى أن ذلك علامة نبوغ مني على صغر سني ولكنه حتى ذلك الحين لم يبد الشيخ
نحوي شيئا..
وذات مرة تغيبت في سفرة لمدينة حائل لزيارة الأخ سعود وغبت ثلاثة أيام..
لم يفتقدني أحد كما كنت أظن ولم أكن أعلم قوانين السكن حينها وضرورة أخذ الأذن
من المشرف...
ولقد اشتقت لرؤية سعود بعد أن انقطعت عنه حوالي الشهر وزيادة فرغبت بلقائه..
زرته في حائل ومنها نزلت للرياض بالطائرة ثم للشرقية ثم عدت منها للقصيم..
كانت رحلة استجمام وترويح بعد عناء وانشغال بالطلب ..
حينما عدت لعنيزة كانت الأمور على مايرام فيما أظن !!
أذكر أنني بعد صلاة عشاء ذلك اليوم وقد وصلت للجامع قبل الصلاة بقليل..
رافقت الحشد الذي يسير مع الشيخ لبيته ..
ولم يكن ذلك الحشد كبيرا ..
بعد انتهاء الناس تقدمت للشيخ فقبلت رأسه ..
قال لي: أين كنت ؟؟ لا حظت أنك تغيبت عن الدروس عدة أيام!!
لقد كانت لفتة أبوية وحانية افتقدها والله في تلك الأيام..
ما أجمل أن يشعرك أحد بالاهتمام بك والاطمئنان عليك خاصة لو كنت في ضائقة وكربه..
أما أن تأتي تلك اللفتة من شيخنا فوا لله إن ذلك لشرف لي وأي شرف ..
__________________









الرد مع إقتباس
  #8  
قديم 09-05-2006, 03:11 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

وصلنا ذلك اليوم لمطار القصيم الإقليمي ..
حملت الحقائب ودخلنا سويا لصالة المسافرين ..
لمح الشباب العامل في المطار من موظفين وعسكر الشيخ فجاء بعضهم للسلام على الشيخ
وهم مبتهجون بذلك !!
أما أنا فقد كنت في شبه السكرة من الفرح ..
يا الله أين كنت وأين أنا الآن ...؟؟
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ..
لم يكن هناك أي تأخير فقد وصلنا وقت نداء ركوب المسافرين للطائرة ..
بعد تجاوزنا لمعاملات السفر جاء مدير المطار للسلام على الشيخ ..
وأدخله في مكتب الضابط المناوب ..
وقدموا لنا الشاي ..
وحينما استكمل ركوب المسافرين توجهنا للطائرة أنا وشيخنا..
كان مقعد الشيخ على الدرجة الأولى وذلك على حساب جامعة الإمام التي
ستستضيف الشيخ لمحاضرة للمبتعثين من طلابها خارج المملكة ..
وعادة الشيخ إن سافر على حسابه الشخصي أن يركب الدرجة السياحية ..
لكن في عدة مواقف شاهدتها يرفض ربان الطائرة حينما يعلم بوجود الشيخ ..
إلا أن ينقل في الدرجة الأولى .. إكراما للشيخ وحبا واحتراما له..
في تلك الرحلة كنت أنا بطبيعة الحال في الدرجة السياحية أو ما يسمى الضيافة..
ولكن بعد إقلاع الطائرة ، جاءني الشيخ بنفسه وقد استأذن لي أن أكون برفقته..
فكنت بجواره في الدرجة الأولى...
لكم أيها الإخوة والأخوات أن تدركوا تلك المشاعر التي كانت في نفسي تلك اللحظات..
كنت أراقب الشيخ وأحاول أن استفيد من كل تصرفاته فهو قدوة لي في كل شيء..
بعد شرب القهوة جاء مضيف الطائرة للشيخ وقال له:
هل ممكن أن ترافقني لغرفة قيادة الطائرة ، الكابتن يدعوك لو تكرمت ؟؟
قام الشيخ من مقعده وتوجه لمضيفه وبقيت لوحدي حتى قرب وصولنا للرياض ..
علما أن الرحلة تستغرق حوالي الأربعين دقيقة فقط!!
رجع الشيخ وجلس على كرسيه ..
وبدأ في تلاوة حزبه من القرءان .. حيث يقرأ يوميا جزأين كاملين من صدره ...
وصلنا لمطار الرياض ونزلنا في الصالة العامة واستقبلنا مندوب الجامعة ..
توجهنا مباشرة لجامعة الإمام ولمكتب الدكتور عبد الله التركي مدير الجامعة حينها..
سلم الشيخ على الدكتور التركي وسلمت عليه .. وبقيت معهما لدقائق ..
ثم خرجت للخارج وانتظرت خروج الشيخ ..
بعد ساعة تقريبا ناداني مندوب الجامعة وقال : الشيخ يدعوك للحاق به لموقع
المحاضرة..
نزلت مع المندوب حيث يظهر أن هناك مخرج خاص من مكتب الدكتور عبد الله ..
سألني مندوب الجامعة .. هل أنت ابن الشيخ ؟
قلت :لا ... أنا أحد تلاميذه ...
قال لي : هنيئا لك يا أخي هذا الشرف ..
دخلنا لصالة ضخمة جدا وفيها من الفخامة والنظارة ما يبهر العقول ...
ولم يكن هناك حضور سوى الصفين الأول والثاني !!
وبعض الناس هنا وهناك!!
حيث أن المحاضرة خاصة فقط بالمبتعثين وأظن عددهم حوالي المائة وعشرون ..
تحدث الشيخ حديثا طويلا حول ما يتعلق بسفرهم من أحكام فقهية ومن تنبيهات
وتحذيرات من بعض الأخطار التي قد تواجههم في أمور دينهم ..
وبث الشيخ في نفوسهم الحماسة في الاستفادة مما لدى الآخرين والعودة لبلادهم
لكي تنتفع الأجيال بهم وحذرهم من الأفكار المسمومة والتي عاد بها بعض أبناءن
ونحو ذلك من توجيهات ومعان مفيدة..
ثم فتح الباب للأسئلة والتي أخذت اغلب وقت المحاضرة وكانت أسئلة مفيدة للغاية..
__________________









الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م