الحرب السنية الشيعية
الحرب السنية الشيعية الصوفية الأشعرية الاخوانية ال ال ال ال...
تروج الآن أكذوبة أن "السلفيون" هم المدافعون عن إسلام الأمة - وأحيانا تصل الوقاحة حد ادعاء أنهم وحدهم المسلمون - أما الشيعة أو الصوفية أو أيا كان غيرهم فإن لم يكونوا من الأعداء وأكثر خطرا من أمريكا و إسرائيل فإنهم على الأقل حصان طروادة الأمريكي الصهيوني، العملاء المعادون للإسلام والأمة، وهم - مع أصحاب الفرق الأخرى الذين يكفي أن يختلفوا معهم في رأي أو قضية- كفار لا يجب أن يسمح لهم بأن يهددوا دين "أرض الميعاد" السلفية الممتدة بـ "وعد" أبدي مجهول المصدر "من طنجة إلى جاكرتا" في تشابه مثير مع الوعد الذي تأسست عليه الصهيونية "من النيل إلى الفرات"، فكلاهما لا يكترث بحقوق أي جماعات أخرى غير تلك التي يمنحها الوعد هذه الأرض.
ورغم أن الامازيغ في المغرب والجزائر ليسوا شيعة ولا عملاء لهم وكذلك الأفارقة في السودان وموريتانيا والأكراد فإنهم جميعا يجري اضطهادهم وتغييبهم كل بمبرر مختلف لأنهم غير قابلين للاستيعاب في المفهوم السلفي للإسلام المتطرف (المزور) للدين.
ورغم أن مثل هذه القضايا من سخافات بعض المتدينين (ربما هم متدينون حقا) الذين أدخلونا في صراعات ما أتى الله بها من سلطان بدعوى الغيرة علي الإسلام فإنها تمثل الآن أكبر عوائق النهوض العربي الإسلامي. فقد آل إليه الأمر إلى أن قيس الدين والإيمان بمثل هذه السخافات وقيس الالتزام وصحة العقيدة بمثل هذه المعارك الجانبية وضاعت الأسئلة الكبرى لتنقلب الأمور بسبب جهل الناس فيصبح اليهود الذين هم أصحاب "الدين القومي" يدافعون عن الكونية ويصبح المسلمون الذين هم أصحاب الدين الكوني يدافعون عن الخصوصية، وأنا أزيد أن هؤلاء المتطرفين سعوا لاحتكار الإسلام وإعادة صياغته ليخدم أيديولوجيتهم العنصرية فتلاعبوا بمعنى الإسلام ، وممن يدفع الآن ثمن هذا التلاعب الإنسان البريء في كل بقاع الإسلام التي نسمع فيها حدوث تفجيرات و قتل وإرهاب.
لقد وضع الإسلام مبدأ الاعتراف بالتعدد الديني والتعدد الإثني فالقرآن يعترف بدينين منزلين هما اليهودية والمسيحية وبدينين غير منزلين هما الصابئية والمجوسية ويقر أهل هذه الأديان علي معتقداتهم وممارستهم الدينية مؤجلا الفصل بينهم إلى يوم القيامة، والقرآن يعتبر تعدد السلالات الإثنية والثقافات من آيات الخلق والتاريخ، فهل يرى ذلك السلفيون الذين أصابهم بالهوس صعود نجم الشيعة في العراق أو حدث تخصيب اليورانيوم في ايران؟ وهل يتصور أن نقبل استخدام هذا الدين ستارا لسب و شتم ولعن وسفك دم أناس لمجرد أنهم يدينون بمذهب آخر؟
وما حكمنا الأخلاقي على دولة تشجع على الضرب في الشيعة وإلصاق كل التهم بمذهبهم علما أن نسبة من سكانها يعتنقون هذا المذهب..
الحمد لله الذي أحياني في بلد تغمر فيه الروح الإسلاميّة الحياة، ويعيشها المجتمع بكل فئاته. وما يميزه، تعالي الجميع عن كلّ اختلاف طائفي وحساسيات مذهبية، رغم ما نلمسه أحيانا من محاولات خارجية لإثارة هذه الاختلافات والحساسيات وزرع بذور الشقاق لكننا يجب أن نكون لها بالمرصاد.
__________________
حسب الواجد إقرار الواحد له.. حسب العاشق تلميح المعشوق دلالا.. وأنا حسبي أني ولدتني كل نساء الأرض و أن امرأتي لا تلد..
آخر تعديل بواسطة عصام الدين ، 01-05-2006 الساعة 09:17 AM.
|