مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 10-05-2006, 06:42 PM
fadl fadl غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2005
المشاركات: 437
إفتراضي

تابع


قيادات فتح: من مع دحلان ومن ضده؟
لم تكن الأحداث الأخيرة في الأراضي الفلسطينية وتحديداً في قطاع غزة سوى حلقة من حلقات الصراع المحتدم منذ فترة بين تيارين في السلطة الفلسطينية والتي بلا شك لا تتنازع سوى على المناصب وتقاسم الصلاحيات في فلسطين.
تيارات فتح المتناحرة والتي يدعي كل منها لنفسه الصواب والحرص على المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني ظهرت، واضحة وجلية في الأزمة الداخلية الأخيرة، فهناك تيار يعارض سياسة رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات ويعتقد أنها باتت غير فعالة ووقف على رأس هذا التيار محمد دحلان ومحمود عباس ونبيل عمرو وقيادات بارزة في فتح مثل سمير المشهراوي ورشيد أبو شباك. وهناك تيار ظل على ولائه لعرفات ودافع عنه ويتزعمه عدد من الوزراء وأعضاء اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي للمنظمة والمجلس الثوري لحركة فتح، الذين يمسكون بالقرار السلطوي ويهيمنون على مفاصل الحياة السياسية الفلسطينية، بل ويكافح هؤلاء لإبقاء الأمور على حالها دون أي تغيير أو تنازل عن مواقعهم ومناصبهم، ومن أبرزهم هاني الحسن وصخر حبش وجبريل الرجوب، وفي غزة أحمد حلس أمين سر الحركة في القطاع وموسى عرفات الذي فجر تعيينه مديراً للأمن الأزمة الأخيرة.

محمد دحلان وزير الأمن الداخلي الأسبق يعتبر وفي رأي كثير من المحللين القائد الفعلي والمنظر الأساسي للتيار الأول في قطاع غزة وإن كان ((من خلف الستارة))، إلى جوار عدد من الشخصيات مثل العقيد رشيد أبو شباك والعقيد سمير المشهراوي وسفيان أبو زايدة وغيرهم.
دحلان وفي سبيل حشد أكبر قدر ممكن من الدعم الجماهيري والفتحاوي لما يدعيه بمحاولة الإصلاح ومحاربة الفساد أحاط نفسه بعدد من القيادات الفتحاوية ومسؤولي السلطة والأجهزة الأمنية، على رأس هؤلاء وقف العقيد سمير المشهراوي عضو اللجنة الحركية العليا لحركة فتح ومستشار وزارة الداخلية في غزة.

هناك من يرى في العقيد المشهراوي أنه يمثل واجهة محمد دحلان المقبولة لدى تنظيم فتح والجمهور الفلسطيني، كونه من ((القيادات النظيفة)) إلى حد ما -حسبما يرى بعض المراقبين- وقد أمضى عدة سنوات في السجون الصهيونية وتقلد العديد من المناصب والمسؤوليات في حركة فتح، وعمل مراقباً على جهاز الأمن الوقائي واعتبر مؤخراً المنظر الرئيسي لما يسمى بتيار الإصلاح في السلطة.
أما العقيد رشيد أبو شباك والذي قدّم استقالته احتجاجاً على تعيين موسى عرفات فور صدور قرار التعيين، فهو من يقف وبقوة مع دحلان، كيف لا ودحلان هو من عيّنه لخلافته في رئاسة جهاز الأمن الوقائي عقب استقالته عام 2002، بعد أن شغل منصب نائب رئيس جهاز الأمن الوقائي لدحلان لسنوات.

أبو شباك من مواليد عام 1954 وتنحدر أصوله من قرية ((الخصاص)) قضاء المجدل وحاصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية، انتمى لحركة فتح عام 1971 واعتقل عدة مرات في سجون الاحتلال الصهيوني من عام 1972 وحتى عام 1990 إلى أن أصبح مطارداً لقوات الاحتلال عام 1990 على خلفية تشكيله الذراع العسكرية لحركة فتح ((الفهد الأسود))، وفي عام 1991 غادر إلى تونس وعمل هناك في لجنة الإشراف على قطاع غزة إلى أن عاد للقطاع عام 1994 وأصبح عضواً في اللجنة الحركية العليا لفتح، وعمل نائباً لدحلان في إدارة الأمن الوقائي إلى أن تولى مسؤولية الجهاز عقب استقالة الدحلان، وفي فترة حكومة أبو مازن أصبح مديراً عاماً للأمن الوقائي في الضفة وغزة .
إلى ذلك فإن هناك عدداً من قيادات فتح وأجهزة السلطة يعتبرون من ((مجموعة دحلان)) منهم عبد العزيز شاهين وزير التموين في السلطة الفلسطينية والذي تدور حوله أحاديث عن تورطه في الفساد ونهب المال العام وعلاقته بالطحين الفاسد الذي وزع في غزة، والغريب أن شاهين كان وإلى فترة قريبة أحد القيادات المخلصة والتي تدين بالولاء التام والمطلق لعرفات، إلا أنه وفي الأزمة الأخيرة كانت له عدة تصريحات ومقابلات انتقد فيها عرفات ونهجه في القيادة.


ومن القيادات الموالية لدحلان ولكنه يفتقد لأي شعبية جماهيرية سفيان أبو زايدة وهو عضو لجنة حركية عليا لحركة فتح، ويعمل الآن وكيل وزارة الشؤون المدنية في السلطة، وقد أمضى عدة سنوات في سجون الاحتلال وشغل أكثر من منصب في السلطة. وهناك أيضاً العقيد ماجد أبو شمالة عضو اللجنة الحركية العليا لفتح والذي استقال مؤخراً من رئاسة جهاز المباحث الجنائية التابع للشرطة الفلسطينية.
وقد استطاع دحلان مؤخراً وعلى ما يبدو استمالة أوساط واسعة من مؤيدي وقادة الشبيبة الفتحاوية في غزة من خلال إغداق الأموال والمناصب عليهم، وبات معروفاً أن عبد الحكيم عوض مثلاً وهو مسئول الشبيبة في غزة ومعظم قادة الشبيبة ومؤيديها من رجالات دحلان، بل إنهم سخّروا الإذاعة المحلية في غزة ((صوت الشباب)) الناطقة باسم الشبيبة، لدحلان وما يسمى بالإصلاحيين.


وفي موازاة تيار الإصلاح هناك تيار ما يسمى بالشرعية التاريخية في فتح: والذي يرى في نفسه الجهة الرسمية ولديه ما لديه من الرمزية والشخصانية في آن واحد.
على رأس هؤلاء يقف في قطاع غزة أحمد حلس أمين سر اللجنة الحركية العليا لحركة فتح في قطاع غزة وهو من المدافعين عن عرفات بقوة، والذي كشفت الانتخابات الداخلية في فتح عن تراجع شعبيته، وإلى جانبه يقف عدد من قادة فتح التاريخيين أمثال الدكتور زكريا الآغا ودياب اللوح مسؤول الإعلام في فتح وهاني الحسن مسؤول التنظيم في الداخل وعباس زكي واللواء عبد الرزاق المجايدة، والذي يعد من الشخصيات العسكرية المقربة من عرفات على مدى عشرات السنين من تاريخ الثورة الفلسطينية. ويرى مقربون من المجايدة أنه رجل مخضرم ويحظى بثقة تامة من عرفات، أما موسى عرفات والذي يعد عموماً من الشخصيات المثيرة للجدل في الساحة الفلسطينية، حيث لم يلق تعيينه مديراً لجهاز الأمن العام ارتياحاً خاصة من ((كتائب شهداء الأقصى)) التي وصفته بأنه ((رمز الفساد))، فهو من رجالات عرفات القليلين المتبقين، ويوصف أنه ورقة عرفات الأخيرة في غزة.
__________________
abu hafs
  #2  
قديم 10-05-2006, 06:46 PM
fadl fadl غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2005
المشاركات: 437
إفتراضي

تابع


[كيف يحارب دحلان حماس ولماذا؟ وما هي علاقته باغتيال الرنتيسي؟
قبل وصول ((العقيد)) محمد دحلان إلى منزل آل الرنتيسي، بعد أيام من استشهاد الدكتور عبد العزيز، ازدحم الشارع بعشرات رجال المرافقة والأمن مع سياراتهم، حيث انتشروا على طول الشارع تمهيداً لوصول القائد المنتظر.. لكن محمد دحلان لم يأتِ لتقديم واجب العزاء لعائلة الشهيد، بل أخذ يتحدث بعنجهية عن حركة حماس بعد استشهاد الشيخ والقائد ليقول: إن حماس أصبحت ضعيفة بعد اغتيالهما ويمكن القول أنها انتهت، مشيراً إلى تأخّر الرد القسامي على استشهادهما.
لم يصدر هذا التحليل عن ((العقيد)) لأول مرة في هذا المكان، بل كثيراً ما صرّح به وتمنّاه ونصح به العدو الصهيوني.


حقد على حماس
يرى محمد دحلان أن حركة حماس سوف تقف حجر عثرة في وجه مشاريعه وطموحاته إلى السلطة، وكان يتحضر دائماً للانقضاض على الحركة. وكثيراً ما حاول تفكيك هياكلها وأطرها التنظيمية والاعتداء على أعضائها وتعذيب وسجن عناصرها وقادتها، حتى تجرأ على وضع الشيخ الشهيد أحمد ياسين في الإقامة الجبرية، بعد مصادرة الحواسيب والبرامج والملفات من مكتبه.
هذا عدا عن منع العمل الخيري في غزة وإقفال المؤسسات الخيرية، ضمن سياسة ((تجفيف الينابيع)) الأمريكية ضد الحركة.


في الأحداث الأخيرة، والفوضى التي اجتاحت غزة، وجد دحلان نفسه أمام خيار انسحاب إسرائيلي وفراغ سلطة (كما قال)، والتقف تصريح شارون الذي أبدى استعداده لتسليم غزة إلى أمثال دحلان.. وكان واضحاً من تصريحات الأخير أنه لن يقبل بمشاركة حماس في إدارة شؤون غزة، علماً أن حماس أعلنت أكثر من مرة رفضها المشاركة في السلطة وطرحت برنامج المشاركة في الإدارة. وكان هذا الموقف واضحاً في الاجتماع الأخير بين د. الرنتيسي ودحلان بخصوص الانسحاب الصهيوني من غزة.
وقد صرّح دحلان لجريدة ((نيويورك تايمز)) محذراً من أن تصبح غزة مرتعاً للمتطرفين، وأعلن لمجلة نيوزويك (العدد الصادر في 3 آب/أغسطس 2004): ((إن غزة يمكن أن تكون مثل كابول ويمكن أن تكون مثل دبي. إن علينا أن نغير كل شيء..)).


محاضرة ((رجال الأعمال)) مقتل العقيد راجح أبو لحية في غزة (تشرين الأول/أكتوبر 2002) تبعه توتّر أمني ملحوظ ساهم فيه الأمن الوقائي، وأراد دحلان منه تحويل الاغتيال من عملية ثأر عائلية إلى معركة يجرّ حماس إلى أتونها؛ بل إلى حرب أهلية.
وقد عبّر عن موقفه في محاضرة داخلية لرجال الأعمال في غزة، تم تسريبها إلى الصحافة، حيث هدّد بالحرب الأهلية إذا لم ترضخ حماس لمطالبه، وهدّد بحرق كل مراكز حماس إذا تم تحرق أي مركز للشرطة (وذلك إثر المظاهرات الشعبية المنددة بتجاوزات الشرطة)، وكان مما قاله: ((إذا لم تستجب حماس (وتسلّم عماد عقل المتهم بقتل أبو لحية) فليكن ما يكن))، أضاف ((أي حرق لمركز شرطة، سنقوم بحرق كل مراكز حماس، لدينا بلطجية كما لديهم، وأتوقع مزيداً من التوتّر، وإذا لم نشعر أن حماس جدية، سنبدأ حملة الاعتقالات في صفوف القتلة..)).


وفي إشارة معبّرة تستبق ما جرى مؤخراً في غزة.. صرّح دحلان في اجتماع رجال الأعمال نفسه ((إذا لم تستجب السلطة وتسير خلفنا في حركة فتح سيكون إجراء جدي من الحركة (فتح) غصباً عن السلطة..)).. كما تم توزيع تعميم داخلي يومها في حركة فتح على كوادرها يزعم أن ((الكثير لهم ثأر عند حماس، فلا يتمارون في الثأر))، وأشار التعميم نفسه إلى أن اغتيال النقراشي رئيس وزراء مصر عام 1948 كان سبباً في اغتيال الإمام الشهيد حسن البنا، وهذه تعتبر تهديدات مبطّنة لقيادات حركة حماس.


علاقته بالشهيد الرنتيسي
لم يتلكأ الدكتور عبد العزيز الرنتيسي بعد نجاته من محاولة الاغتيال الأولى في حزيران/ يونيو 2003 من توجيه أصابع الاتهام إلى أولئك الذين شاركوا في الاجتماع الأمني مع العدو الصهيوني.
ذلك الاجتماع الشهير الذي عُقد قبل عشرة أيام من قمّة العقبة، والذي ضمّ عن الجانب الصهيوني شاؤول موفاز وأرييل شارون وعن جانب السلطة أبو مازن ودحلان، دار فيه حوار طويل أشبه بسيناريوهات المافيا والاغتيالات. يومها طرح شارون قتل القادة السياسيين لفصائل المقاومة الفلسطينية وسمّى: عبد العزيز الرنتيسي وعبد الله الشامي ومحمود الزهار وإسماعيل هنية ومحمد الهندي ونافذ عزام وجميل المجدلاوي. واعترض أبو مازن على ذلك، إلا أن دحلان طلب مساعدة الإسرائيليين له عبر اغتيال القادة. وقال: (إذا كان لا بد لكم من مساعدتنا ميدانياً، فأنا أؤيد قتل الرنتيسي والشامي، لأن هؤلاء إن قُتلوا فسنُحدث إرباكاً وفراغاً كبيراً في صفوف حماس والجهاد الإسلامي، لأن هؤلاء هم القادة الفعليين)).
في تحليل نفسي سريع لشخصية دحلان، يتأكد للمُعاين أن خلاف دحلان مع د. الرنتيسي ليس فقط نتيجة لاختلاف المواقف السياسية والمناهج الفكرية. بل إن حقد دحلان على الشهيد الدكتور يعود لعوامل نفسية تأصلت وتجذرت وشكلت عقداً في حياة دحلان.


ولمن لا يعرف، فإن دحلان وُلد في بيت ملاصق لبيت آل الرنتيسي في مخيم خان يونس – جورة القاد، وذلك في 29/9/1961، وكانت العائلتان مترابطتين جداً.. (وهذا ما دفع والدة دحلان إلى تأنيبه بعد اقتحامها السجن لإخراج صلاح الرنتيسي منه صارخة في وجه السجانين: هذا ابني!).
وقد ذكر الكاتب إبراهيم الأمين في صحيفة السفير اللبنانية غداة استشهاد د. الرنتيسي أن الأخير ضرب الفتى محمد دحلان بسبب ملاحقته الفتيات في الحارة (وتلطيشهنّ)، وعندما اشتكى لوالده، قال له: إذا كان عبد العزيز قد ضربك فلا بد أنك قد فعلت ما تستحقه منه.


ومما يذكره المقربون من د. الرنتيسي أن دحلان كان يسعى وينتظر بالساعات الرد على موعد يطلبه مع الدكتور الرنتيسي ثم يخرج في الفضائيات ليقول ((جاءني الرنتيسي، وهاتفني الرنتيسي)).
ويذكر الأمين (جريدة السفير) أن زيارة الرنتيسي الأخيرة لمحمد دحلان قد تكون سبباً مباشراً في تسهيل عملية مراقبة الدكتور من قبل العدو الصهيوني، حيث كان الشهيد قد أجرى عملية جراحية لعينيه تخلى بعدها عن نظارته، وخفف لحيته كثيراً بقصد التمويه، بشكل ساهم في تغيير معالم وجهه.. ولم تمضِ أيام حتى اغتيل الدكتور الرنتيسي.

تهديداته للرنتيسي
كثرت التصريحات الصادرة عن دحلان والتي تهدد الرنتيسي بشكل مباشر أو غير مباشر. فبالإضافة إلى ما ذكرناه، كان يحرض رئيس سلطة الحكم الذاتي على الشهيد عبر رسائل متوالية استطاع أحد المقربين من حركة حماس تسريب إحدى هذه الرسائل الممهورة بتوقيع دحلان مرفقة بتقرير مفصّل، وهذا هو نصّها:
((الأخ الرئيس القائد العام.. تحية الوطن وبعد.. نرفق لسيادتكم مقابلة خاصة للدكتور الرنتيسي، وهي مقابلة حديثة، وسواء أنكر الرنتيسي ما جاء فيها أم لا، كما جاء في بيان حماس الذي ينفي المقابلة، فهي لم تأتِ من فراغ..)) إلى آخر الرسالة.


عدا عن الرسائل والمناشير السرية والنشرات التي تهدف إلى شقّ صفّ حماس، والتي كانت تتلقى دعماً مباشراً من الأمن الوقائي، وادعاء الأسماء العديدة مثل ((تلاميذ المهندس)) و((كوادر حماس))، والتي كانت تهاجم الدكتور الرنتيسي زاعمة أنه يريد الاستحواذ والسيطرة على قاعدة حماس، وأنه يسمي نفسه ((أسد غزة))، وأنه يسعى إلى تحييد الشيخ أحمد ياسين عن قيادة الحركة ببطء وتدرج تلقائي.
عدا عن كل ذلك فإن دحلان لم يُخفِ عداءه للرنتيسي، حيث هاجمه أكثر من مرة في تصريحاته، وقال عنه في الاجتماع الشهير لرجال الأعمال في غزة: الرنتيسي هذا الفتنة المتحركة، شخص جاهل وأميّ يظنّ نفسه الملا عمر (أمير حركة طالبان) – وهنا الإشارة الواضحة أيضاً في حقده بسبب أمور يتميز فيها الدكتور (العلم والقيادة).


ومما قاله أيضاً في محادثة هاتفية مع الصحافي جهاد الخازن نشرها في الصفحة الأخيرة ((عيون وآذان)) في تشرين الأول/أكتوبر 2002، أنه مستعد لإرسال عشرة رجال لقتل الدكتور عبد العزيز الرنتيسي ومن ثم يقوم باعتقالهم.
وقد أكذ الخازن في رد آخر في الصفحة نفسها في تموز/يوليو 2004 هذه المحادثة، وأن دحلان هدّد فعلاً بقتل الرنتيسي، وأنه رآه في القاهرة بعد النشر وعاتبه على ما نشر، فردّ يومها الخازن عليه مذكراً إياه أنه نشر نصف ما قاله ذلك اليوم.
__________________
abu hafs
  #3  
قديم 10-05-2006, 06:52 PM
fadl fadl غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2005
المشاركات: 437
إفتراضي

تابع

تهديده الدائم لحماس
يركن العقيد دحلان ويطمئن إلى القواعد التي انتهجتها حركة حماس في الشؤون الفلسطينية الداخلية، وهي حرمة الدم الفلسطيني والحرب الأهلية خط أحمر، والرصاص الفلسطيني لا يوَجّه إلا إلى العدو.. غير أنه فوجئ بما اعتبره تهديداً مباشراً، واعتبرته مصادر في حماس تأكيداً على القواعد المذكورة.
فقد رشح عن إحدى جلسات الحوار الخاصة في القاهرة، حيث أثار الغبار ورفع الصوت بعد أزمة مقتل العقيد راجح أبو لحية، واتهم حماس بأنها بدأت بنهج اغتيالات وتصفيات، محرضاً الجانب المصري ضد ممثلي الحركة في الاجتماع، فشرح الصورة ممثل حركة حماس مؤكداً على الثوابت المذكورة. غير أنه أصرّ بصوت عالٍ وعدم التزام بأخلاق الاجتماعات الرسمية، فما كان من أحد مندوبي حركة حماس إلا أن عاد وأكد على الثوابت. وأردف يقول: يوم تتخلى حماس عن هذه الثوابت، فسيكون أول رأس يُطاح به هو رأسك.. فاطمئن!!.
فبُهت دحلان وسكت، وسط بسمات مكتومة على وجوه الحضور في ذلك الاجتماع.


نبذة عن ممارسات السجّان دحلان!

مع وصول دحلان إلى قيادة جهاز الأمن الوقائي تمّ اقتحام ومداهمة مئات المنازل الفلسطينية، من قبل عناصر الأمن الوقائي واعتقال الشباب الذين يشتبه بانتمائهم إلى حماس، المشهد أسوأ مما كان يقوم به جيش الاحتلال الصهيوني.
ولم يتوقف المشهد الدحلاني عند هذا الأمر بل تمّ إطلاق النار على الكثير من المقاومين، وأصيب العشرات منهم بجراح، ولاقى من في السجون الأمرّين من التعذيب، فكل ما مارسه زبانية العدو الصهيوني طبّقه عناصر دحلان على أبناء حماس، وتمّ تعليق الشباب لساعات طويلة ووضع الأكياس العفنة في رؤوسهم وتوجيه الألفاظ البذيئة لهم، والاعتداء عليهم بالضرب المبرح، وتقييدهم من اليدين والرجلين، والضرب في مناطق حساسة من الجسم، ونتفت لحاهم، وأصيب عدد من الشباب بحالة صمّ مؤقتة نتيجة وضعه في زنزانة مع فتح مسجل يبث أغاني أجنبية بصوت عال جداً، ولوحق كبار القادة وتعرّضوا للإهانة أمثال الدكتور محمود الزهار والشيخ أحمد بحر، ولقي الدكتور الشهيد إبراهيم المقادمة العذاب الشديد بأساليب حقيرة. أما المؤسسات الإسلامية فكان لها نصيب كبير من الملاحقة، حيث تم اقتحام عشرات المؤسسات وفتشت مقراتها بدقة وصودرت وثائقها وملفاتها واعتقل قادتها وموظفوها وأغلقت بقرار السلطة.
ومنع الخطباء والعلماء والدعاة المسلمين الذين يشتبه أنهم مقربون من حركة حماس من الخطابة والقاء الدروس في المساجد، وعينت وزارة الأوقاف بالتنسيق مع أجهزة الأمن خاصة الأمن الوقائي عناصر موالين لها سواء في الخطابة أو الإمامة أو رعاية المساجد، وجدد رجال دحلان التدقيق في الموظفين الحكوميين ومعرفة ميولهم السياسية وتمّ فصل العديد منهم الذين اشتبه أن فكرهم قريب من حماس، وشدد في التوظيف ألا يكون المتقدم لأي وظيفة من حماس!!.
لم يخف دحلان علاقاته مع الإسرائيليين فهذا ما تقتضيه ((المصلحة الوطنية))، وبرز واضحاً مدى ثقة الإسرائيليين به، وتحت التعذيب الشديد لأعضاء في كتائب القسام أبطل دحلان عملية كبيرة داخل الكيان الصهيوني وتحديداً في شركة ((سيلكوم)) اللاسلكية وأخبر جهاز المخابرات الصهيوني عن مكان ح**** للمتفجرات، وفي مرحلة أخرى اعتقل عدداً من المجاهدين خلال توجههم لتنفيذ عمليات استشهادية، وبفعل التعذيب الشديد أيضاً تمكن من الحصول على معلومات حول مكان رفات الجنديين الصهيونيين إيلان سعدون وآفي سبورتس الذين خطفتهما وقتلتهما حماس نهاية الثمانينات.
وأكد كثير من معتقلي حماس لدى المخابرات الصهيونية على أنهم وجدوا كثيراً من المعلومات التي حصل عليها محققو دحلان بين أيدي الصهاينة، الأمر الذي يع** طبيعة العلاقة بين دحلان والإسرائيليين، ولم يكن دحلان ينفيها بل كان تعليقه أن الناس لا تدرك الفرق بين التنسيق الأمني والتعاون الأمني.
وشكل دحلان فرقة للقتل ضمت عناصر شابة لا تدرك حقيقة ما ترتكبه بحق شعبها، بدأت بقتل هشام مكي رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطيني جهاراً في وضح النهار لأسباب متعددة، وكانت يده المسلطة على رقاب الناس في الردع والإرهاب، وأصبح اسم فرقة الموت يتردد في كل شارع من غزة في محاولة لتخويف الناس.
ومع أواخر التسعينات بدأ دحلان خطوات متقدمة للاتجاه إلى العمل السياسي وأوعز إلى زوجته لتصبح سيدة مجتمع بإنشاء جمعية أطلق عليها اسم ((المركز الفلسطيني للتواصل الإنساني))، وأنشأ مع مجموعته نفسها مركزاً للدراسات ((ناشد)) ترأّسه خالد اليازجي الذي عيّنه فيما بعد مسؤول العلاقات الخارجية في وزارة الداخلية.
ويتصرف دحلان حالياً على أنه الرئيس القادم حتى ولو على قطاع غزة، ومن مشاهد ذلك السيارة الفارهة المضادة للرصاص، والفيلا المقابلة لفيلا أبو مازن قرب شاطىء البحر التي استأجرها له الأمريكان، ويرسلون له الدولارات عبر شحنات بريدية مباشرة دون وسيط بنكي حتى لا تظهر في حساباته ويغدق بها محاسيبه وأعوانه، وحوّل الفيلا إلى أكثر من وزارة بل مركزاً رئيسياً لتحركاته ونشاطاته وتحظى الفيلا بحراسة أمنية مشددة، وبدأ يسوق نفسه بين العشائر والعائلات ويزورها في المناسبات المختلفة، ويعقد لقاءات شعبية، وينادي بالإصلاح.

معارض شديد للانتفاضة.. ومعادٍ بقوة للمقاومة
تصاريح محمد دحلان ضدّ الانتفاضة والمقاومة لم تتوقف يوماً، فهذه المقاومة كانت تمثّل تهديداً مباشراً لطموحه وخططه بالسيطرة على السلطة الفلسطينية وتنفيذ مشروعه السياسي الذي ليس له حدود من التنازلات، ويظهر مدى استعداده للتنازلات من انتقاداته المستمرّة للسلطة الفلسطينية لعدم قبولها بمقترحات ((كامب ديفيد 2))، مع أن إيهودا باراك اعترف بنفسه أخيراً بأنه لم يعرض شيئاً، لكن دحلان يسعى جاهداً لنيل اللاشيء الذي حرمته منه الانتفاضة والمقاومة فشنّ الحملة الشعواء على قيادتها.

الانتفاضة جلبت الاحتلال

لم يتورّع دحلان عن توجيه انتقاد حاد للانتفاضة خلال لقاء جمعه مع جمعية رجال الأعمال في غزة في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2002 وممّا جاء على لسانه في هذا اللقاء العاصف ((يجب أن تكون الانتفاضة سلمية وأخطأنا باستفزاز المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، ردود الفعل الفلسطينية على أشكال العدوان الصهيوني يجب أن تدرس في كل مرة، أنا أريد أن أساوم سياسة وأنا أول من قلت إن هدف الانتفاضة تحسين شروط التفاوض، وعندها حماس هاجمتني في بيان وأذكر أن الجميع كان يقول هدف الانتفاضة دحر الاحتلال فإذا بالاحتلال يحضر إلينا، يجب وقف قصف الهاون بالقوة، نريد انتفاضة بـ((الريموت كونترول)) ومن يدعي أننا لا نستطيع استمرار الانتفاضة بالريموت كونترول)). ورغم هذا التصريح الذي يحاول تبديد إنجازات الانتفاضة، فقد حاول دحلان قطف منجزاتها- وهو الذي طعنها في ظهرها وصدرها- حين صرّح في 3 آذار/مارس 2004 تعليقاً على خطة شارون للانسحاب من غزة ((إن الانسحاب يعتبر أكبر إنجاز حققته الانتفاضة)). فهل يستطيع الآن أن يعترف بصدق رؤية حماس للواقع؟
وفي لقائه مع رؤساء تحرير الصحف في الأردن حاول دحلان إثارة الإحباط بالنفوس من الانتفاضة من خلال تعداد المآسي فقال ((المقولات المتداولة على مستوى القيادة الفلسطينية في وصفها للشعب الفلسطيني بأنه غير قابل للانحناء بأنه كلام ما يجيب رأسماله)). وطالب القيادة بالنزول إلى رفح لترى كيف هدمت (إسرائيل) ثلاثة آلاف منزل، وإلى بقايا جنين. وأشار إلى وجود سبعة آلاف وخمسمائة أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية، وسقوط ثلاثة آلاف قتيل خلال سنوات الانتفاضة الثلاثة. وقال إن ألفين منهم كان بالإمكان إنقاذهم من الموت –وطبعاً هو يقصد من خلال وقف الانتفاضة-.
صحيفة ((يديعوت أحرونوت)) العبرية نشرت نص لقاء جرى بين دحلان، يوم كان وزير الأمن الداخلي في حكومة أبي مازن، وعاموس جلعاد، منسق شؤون الاحتلال. الصحيفة نقلت عن دحلان تعهده بأن يستتب الهدوء التام قريباً: ((قد نشهد في الأسابيع الأولى (بعد وقف النار) حادثة هنا أو هناك. لكن خلال شهر كل شيء سينتهي.. إنها نهاية الانتفاضة. خلص، انتهت وانتهت معها العمليات (المسلحة والاستشهادية)، تبقى خلايا لا تتلقى أوامر بإطلاق النار من أحد ولا من الرئيس الفلسطيني. خلال عشرة أيام ستنضم هذه الخلايا إلى اتفاق الهدنة)). ويتعهد دحلان أيضاً بمعالجة ((التحريض)) الفلسطيني على (إسرائيل) ((لن يحصل تحريض بعد اليوم)).

بدأنا العمل ضد المقاومة
نقلت الصحف في 27/7/2003 لقاء جرى بين محمد دحلان ووزير الخارجية الأمريكي كولن باول ومستشارة الأمن القومي كونداليزا رايس. وقد طلبا منه معرفة كيف يتم الحفاظ على وقف النار. فردّ دحلان ((إني تحدثت مع 200 مطلوب، أنا شخصياً. كان هناك من أقنعتهم بوقف العمليات، وكان هناك من لم أقنعهم، ولكني حذرتهم)). كيف فعلت ذلك سألت رايس، أجاب دحلان ((مع معظمهم هاتفياً، ومع 20 سجيناً موجودين داخل السجون في (إسرائيل) تحدثت بشكل غير مباشر)).
وفي 26 تموز/يوليو 2003 نشرت صحيفة الحياة اللندنية أن محمد دحلان ناقش مع كوندوليزا رايس في واشنطن خطته التي تركز على شراء الأسلحة التي في حوزة المجموعات الفلسطينية المسلحة. وتقضي الخطة بأن يُدفع 6000 دولار لقاء كل بندقية يتم شراؤها من (المجموعات الفلسطينية المسلحة)، ويدفع هذا المبلغ الحكومتان الأميركية والبريطانية والاتحاد الأوروبي. كتائب الأقصى هاجمت في بيان لها محمد دحلان على هذه الأخبار المؤكدة ووصفته بأنه ((مشروع أمريكي-إسرائيلي))، وأنه ((شخص تم فرضه على السلطة الفلسطينية وعلى الشعب الفلسطيني)), وأكدت الكتائب عدم الثقة بمحمد دحلان عندما يتحدث عن أو باسم كتائب شهداء الأقصى.

وفي 8/8/2003 نشرت صحيفة معاريف العبرية أن محمد دحلان تعهد لكوندوليزا رايس بأن يعمل على تأميم مؤسسات حماس ومصادرة سلاح منظمات (الإرهاب). ولكن لا يبدو أن طريق دحلان سهل، ولا سيما حين يفعل عرفات كل شيء كي يضع له العصي في العجلات. وهذه الحقيقة أدت بدحلان المحبط إلى استخدام تعابير لا سابق له ضد زعيمه. وحسب تقارير عن جهات أمريكية وإسرائيلية قال دحلان ((هذا الكلب –يقصد عرفات-، هذا الكذاب، يهدم كل شيء، يفجر كل شيء، لا يسمح لنا بعمل أي شيء)).
لم يتوان محمد دحلان في لقاء عام جرى في غزة في شهر تموز/يوليو الماضي ونشرته صحيفة ((نيويورك تايمز)) بأن سمّى المقاومة الفلسطينية بـ((الإرهاب))، وانتقد قادة فتح وقال ((إنهم ضد الانتفاضة، وفي الوقت ذاته هم مع الانتفاضة (...) هم ضدّ الإرهاب وفي الوقت نفسه مع الإرهاب)). ونقلت الصحيفة عنه أيضاً أن الوقت حان لاتخاذ قرار ((نحن عند مفترق طرق (...) إما أن نحصل على استقلال فلسطيني، أو نذهب إلى وضع مماثل لوضع الصومال)).

في محاضر قمة العقبة التي نشرتها الصحف الإسرائيلية، ولم ينفها دحلان، قال الأخير لأرييل شارون ((نحن بدأنا العمل بكثافة، ووضعنا أخطر الأشخاص من حماس والجهاد وكتائب الأقصى تحت المراقبة. بحيث لو طلبتم الآن مني أخطر خمسة أشخاص فإني أستطيع أن أحدد لكم أماكنهم بدقة، وهذا يمهد لردكم السريع على أي عمل يقومون به ضدكم. ونعمل الآن على اختراق صفوف التنظيمات الفلسطينية بقوة حتى نتمكن في المراحل القادمة من تفكيكهم وتصفيتهم)). ويضيف دحلان ((أما بالنسبة لكتائب الأقصى فقريباً ستصبح الكتاب المفتوح أمامنا بعد تصفية أهم القيادات فيها)).
__________________
abu hafs
  #4  
قديم 10-05-2006, 06:55 PM
fadl fadl غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2005
المشاركات: 437
إفتراضي

تابع


وفي تجاهله لتأثير صواريخ القسام على (إسرائيل) والتقارير التي تحدّثت عن الانهيارات النفسية التي تحدث في صفوف الإسرائيليين من جراء سقوطه على المستوطنات، وصف دحلان إطلاق صواريخ القسام بـ((الاستهبال))، بل ووصل به الأمر إلى اتهام حماس بأنها كانت السبب وراء فرض الحصار الإسرائيلي على عرفات من جراء عملياتها. لمّا اشتدّ نقد محمد دحلان لجبريل الرجوب أصدر الأمن الوقائي في الضفة الغربية تعميماً يفضح تعاون دحلان في تسليم المجاهدين في بيتونيا، ومما جاء في التعميم ((كان محمد دحلان يعلم ويشارك في اجتماع القيادة الفلسطينية يوم الخميس 28/3/2002 والذي أفضى عن قرارات من أهمها اعتقال المزيد من المعتقلين السياسيين وبالأخص أهم عشرة مطلوبين في منطقة رام الله. وتم الاتفاق على إصدار بيان من قبل الرئيس عبر وسائل الإعلام يعلن فيه الرئيس وقف إطلاق النار وإجراء اعتقالات فورية)).

فرّق تسد
طالما حاول دحلان ضرب المقاومة من خلال إثارة النعرات الحزبية والمناطقية الضيقة وإيقاع فتح بصدام مع الفصائل الأخرى ليسهل الاستفراد بالمقاومة، وأحياناً إثارة العصبيات المقيتة داخل فتح نفسها حين يُطلِق الإشاعات عن استئثار القيادات الغزاوية (زكريا الآغا، أحمد حلس وغيرهم) بقيادة فتح مع أن اللاجئين هم أولى بحمل هذه المسؤولية، حسب تصاريحه العدائية.
يقول دحلان إن النشاط الإصلاحي داخل حركة فتح أغاظ كثيرين وأربكهم، وخاصة حركة حماس، لأن إصلاح فتح والسلطة لا يُبقي لها شيئاً لجهة مقاتلة ومكافحة فساد السلطة. وأضاف دحلان إن تياره لا يراهن على وقوف أحد إلى جواره غير حركة فتح وجمهورها، ولذلك يقول إن فتح هي التي تحركت. وزعم دحلان أن حماس تريد بقاء فساد السلطة وفتح كي تظهر في مظهر الأصلح لقيادة الشعب الفلسطيني، وتعامى عن أن حماس كانت أكثر المتضرّرين من فساد السلطة الذي تسبب في اعتقال الآلاف من مجاهديها واستشهاد بعضهم تحت التعذيب في سجون السلطة، إضافة لما لحق بالشعب الفلسطيني من أذى جراء هذا الفساد. ولم يكتف دحلان بانتقاد حماس بل أعلن معارضته العلنية لأي تحالف مع الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين/القيادة العامة أحمد جبريل، وقال ((جبريل أوغل في دمائنا في طرابلس)).
إن محمد دحلان يفتقر بتصاريحه العدائية ضد الفصائل الفلسطينية وصراعاته داخل حركة فتح وتاريخه المريب الكثير من الصفات التي يجب أن يتّصف بها كل من يطرح لنفسه دوراً في قيادة هذا الشعب. فالفصائل الفلسطينية لا تكنّ له أي ودّ، ولا يملك أي نفوذ داخل حركة فتح في الضفة الغربية والشتات الفلسطيني، وهناك من يواجه مشروعه من قيادات فتح في غزة، إذاً هو ليس أكثر من زعيم ((لشلة)) في غزة.
في البداية التزمت ((إسرائيل الرسمية)) الصمت حيال ما جرى من صراع على مقاليد الأمور في حركة فتح وفي السلطة بين دحلان من جهة وبين ياسر عرفات من جهة أخرى، تمهيداً للسيطرة على قطاع غزة مستقبلاً بعد تنفيذ خطة فك الارتباط. لكن منذ البداية كان موقف (إسرائيل) معروفاً مما جرى من أحداث. فقد قال وزير الحرب الصهيوني شاؤول موفاز تعليقاً على ما جرى ((موقف (إسرائيل) معروف، فنحن مع كل قيادة فلسطينية تكون بديلاً عن عرفات وتكون قادرة على التوصل معنا إلى ضبط الأمن على حدودنا مع قطاع غزة بعد تنفيذ خطة فك الارتباط)).
اكتفاء (إسرائيل) بالصمت أو بالتصريحات الفضفاضة إزاء ما جرى كان نابعاً من حرص إسرائيلي على عدم التخريب على دحلان كما قال وزير القضاء الإسرائيلي يوسيف لبيد، الذي قال ((نحن نتطلع إلى أن يتولى شخص مثل دحلان قيادة السلطة في قطاع غزة ويكون قادراً على ضرب حماس والجهاد، لكن يتوجب علينا ألا نقوم بمعانقة دحلان عناق الدببة، حتى لا تظهر حركته كما لو أنها كانت فيلماً إسرائيلياً))، على حد قول لبيد. رئيس الوزراء الصهيوني أرييل شارون علّق بشكل عام على ما يجري أمام وزرائه منوهاً إلى ما يعتبره ((إنجازاً كبيراً)) حيث قال ((هناك البعض حتى من بين الوزراء الذين يجلسون حول هذه الطاولة من شكك في صوابية الخطوة التي أقدمت عليها عندما أعلنت أنه يتوجب تغيير قيادة السلطة الفلسطينية وباستبدالها بقيادة تكون قادرة ومستعدة للتجاوب مع مصالحنا الأمنية، وهاهم بعض الفلسطينيين يتوصلون إلى نفس القناعة التي حاولت القوة الإسرائيلية تجسيدها على أرض الواقع)).
لكن بخلاف ما كان يتمناه فلم يصمت الإسرائيليون طويلاً كعادتهم، وفاجأوه بالحديث عن حقيقة الاتصالات التي ربطته بهم عندما كان يشرع في تنفيذ خطته الهادفة للسيطرة على حركة ((فتح))، ومن ثم على السلطة الفلسطينية بشكل كلي. فقد كشف مدير مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي دوف فايسغلاس أن اتصالات حثيثة جرت بين دحلان واثنين من أكثر قادة الأجهزة الأمنية الصهيونية تطرفاً في قمع الفلسطينيين، ومن ناحية ثانية يُعتبران من أكثر المراهنين على دور دحلان لتحقيق الأهداف الإسرائيلية. فقد تبين أن دحلان يجري اتصالات مع كل من آفي ديختر، رئيس جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلية ((الشاباك))، وهو الجهاز الذي يتولى بشكل عملي مهمة قمع الشعب الفلسطيني، والتصدي لمقاومته الباسلة، فضلاً عن أن ديختر –وبخلاف بقية قادة الأجهزة الأمنية- مازال يدعي أن القوة العارية وحدها القادرة على وقف المقاومة. أما الثاني فهو الجنرال عاموس جلعاد، مسؤول قسم التخيط السياسي في وزارة الحرب الصهيونية، وهو من كشف زميل سابق له بأنه قام بـ((فبركة)) تقييمات استخبارية من أجل إقناع الحكومة الإسرائيلية بأن رئيس السلطة الفلسطينية ليس أهلاً لأن يكون شريكاً للدولة العبرية في أي تسوية سياسية، إلى دعوة جلعاد إلى قتل عرفات. فهل كانت مجرد مصادفة أن يختار دحلان الاتصال بهذين المتطرفين من بين قادة الاجهزة الأمنية؟

رهانات إسرائيلية علنية على ما جرى
الذي كان بادياً للعيان منذ أن انطلقت حركة التمرد التي أعلن دحلان تأييدها لها، هو استغلال (إسرائيل) لها في كل المجالات، على الشكل التالي:
1- حرص الناطقون باسم الحكومة الإسرائيلية على استغلال عمليات حرق المؤسسات العامة واختطاف المسؤولين، وهي عمليات قام بها من يتسترون بدعوات الإصلاح في الساحة الفلسطينية في شن حملة إعلامية دعائية، بالقول أن مثل هذه التصرفات تثبت أن الفلسطينيين لا يستحقون الحصول على دولة، وكيان سيادي، كما قال ذلك صراحة وزير الدولة الإسرائيلي عوزي لانداو.
2- تشتيت جهد المقاومة: التقييمات التي أعدتها المؤسسات الاستخبارية الإسرائيلية في مطلع الأحداث أكدت أن هذه الأحداث ستفيد الدولة العبرية، إذ إنها ستعمل على تشتيت جهود الفلسطينيين وبالذات حركات المقاومة، حيث إن هذه الأحداث ستشد الأذرع العسكرية في هذه المرحلة أو تلك للانخراط فيها، وترك المواجهة مع (إسرائيل). وسائل الإعلام الإسرائيلية حرصت على ترديد البيانات التي يطلقها الفرقاء في فتح من أجل تشجيع مواصلة الاحتكاك. وتطوعت وسائل الإعلام الإسرائيلية لإجراء عشرات المقابلات مع ممثلي الفريقين لتحقيق نفس الغرض دون أن يعي أي منهم خطورة ما يقدمون عليه. في الوقت نفسه فإن انخراط عناصر الأجهزة العسكرية في الأحداث يسهّل عمليات رصدهم وإلقاء القبض عليهم والمسّ بهم، بسبب ميلهم للتحرك بشكل أكبر وعلني فيتم رصد تحركاتهم من قبل العملاء والمنظومة الاستخبارية الإسرائيلية التي تعمل على مدار الساعة.
3- المسّ بصدقية حركات المقاومة: أكد عدد من المعلقين الأمنيين والمختصين بالشؤون الفلسطينية من الصحافيين الإسرائيليين أن الأحداث عملت على المسّ بصدقية الحركات الفلسطينية في أوساط الرأي العام الفلسطيني. وأشار روني دانئيل مراسل القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي إلى أن القيادات العسكرية الإسرائيلية تبدي ارتياحها لأن انشغال جهات تدعي انتسابها إلى أذرع عسكرية يؤدي في النهاية إلى المسّ بصدقية هذه الأذرع، وبالذات ((كتائب شهداء الأقصى))، حيث نشط معسكر دحلان وكذلك موسى عرفات في تجنيد الكثير من منتسبي الأجهزة الأمنية الذين ادعوا أنهم أعضاء في ((كتائب شهداء الأقصى)).
4- فرض جدول أولويات جديد للشعب الفلسطيني: وهناك نقطة أبدى الإسرائيليون ارتياحهم لها، وهي حقيقة أن الأحداث الأخيرة فرضت جدول أولويات مغايراً للشعب الفلسطيني. فبدلاً من التركيز على مقاومة الاحتلال والتجند لمواجهته تمّ إلهاء الناس بالحديث عن ((الإصلاح)) المزعوم.
هناك بعض المراقبين من قال إن التدخل الإسرائيلي في الصراع داخل فتح تعدى مرحلة الرهان إلى مرحلة التدخل العملي والتنسيق مع معسكر دحلان. ومنهم من قال إن تعمد (إسرائيل) تشديد الخناق على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بالذات أثناء بدء عملية التمرد، كان الهدف منه منح المناخ المناسب لحركة دحلان بالنجاح.
لكن على كل الأحوال فقد أقرت (إسرائيل) بفشل مخطط دحلان وانهياره بشكل كبير. وقد ادعى رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي أهارون زئيفي فركش، أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست أن حركة دحلان فشلت، لأنها بدات مبكرة ولأنه لم يستخدم كل قوته في المواجهة. لكن ما لم يقله فركش هو أن الشعب الفلسطيني هو الذي أحبط هذه الحركة، لانه يعي أن الذين يطالبون بالإصلاح ومحاربة الفساد ليسوا أقل فساداً من خصومهم


[
__________________
abu hafs
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م