مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 11-05-2006, 06:49 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

الحلقة الثلاثون
لقد كانت تلك القضية على طوال عدة أيام وقد تتجاوز الأسبوع مثار قلق لشيخنا فأشغلت باله وتفكيره ..
خاصة وان صاحبنا لم يترك طريقة أو وسيلة للنيل مني إلا وفعلها..
ولولا خوفي من غضب بعض الإخوة ممن يعرف الرجل لحدثتكم بأشياء فعلها وقالها لا تكاد تصدق ..!!
لقد سعى صاحبنا في البداية للنيل من شخصي ووجد مبتغاه في بعض الأمور..
ولكنه حينما رأى الوضع توجه للهدوء،أراد إثارة زوبعة أخرى ولكن هذه المرة من داخل بيت الشيخ !!
لا أريد سرد تفاصيل ما حدث مما قد يفهم منه النيل من أبناء الشيخ وزوجه وولده وأقاربه..
فهم والله كرام أبناء كرام ولهم في قلبي كل المعزة والاحترام ويزيد حقهم علي بصلتهم بشيخنا رحمه الله
ومهما بدر منهم فلا ألومهم واللوم كله أو جله يقع على ذلك الرجل وعلي أنا في جزء منه كما سبق بيانه..
لقد سعى صاحبنا ذلك فأفسد قلوبهم علي فرأيت منهم من الجفاء والكره والتأفف
ما حطم فؤادي وشق صدري من الأسى ..
غير أنه لم يكتف بذلك بل إنه أفسد قلب بعض أقارب الشيخ على الشيخ نفسه ..
ولو شئت لذكرت ذلك بالأسماء والمواقع وما قاله، ولكن حفظا لسر شيخنا وعدم الفائدة من ذلك ثانيا أمتنع عن فتح الباب ...
ولقد آذى ذلك شيخنا وضيق صدره حتى حنق على الرجل كما سيأتي ذكره لاحقا إن شاء الله..
مرت الأيام وأوشكت الأمور أن تعود كسابق عهدها ...
تأثر بعض الطلبة بتلك الواقعة حيث هجرني عدد منهم استهجانا لفعلتي ..
انتقل الأخ محمد من السكن وعين الأخ دخيل الشمراني مشرفا على السكن لفترة وجيزة
لم تطل..
استدعاني مرة وكان يحمل في يده ملفي الذي كان في أدراج ملفات طلبة السكن فقال لي:
أنت لست من قبيلة شمر ؟ أنت من قبيلة كذا؟؟
فقلت له : هذا الموضوع لا يعنيك ثم انصرفت وتركته!!
كفاني ما أنا فيه من مشاكل حتى أفتح على نفسي جبهة جديدة!!
أذكر أنني في تلك الأيام التي سبقت سفري أن أموري مع الشيخ كانت على ما يرام..
وفي إحدى الليالي بعد صلاة العشاء طلبت من شيخنا أن يوفر لي جهاز تسجيل صغير..
لكي أقوم بتسجيل فتاويه التي يلقيها في طريقة للبيت مما يصلح للنشر..
أعجب الشيخ بالفكرة ولا أدري هل سبقني عليها أحد؟؟
أشترى لي جهازا ممتازا وباهظ الثمن ولكنه ثقيل الوزن وينفع للضرب!!
لا تستعجلوا علي سأحكي القصة لا حقا!!
طلب مني الشيخ أن أستعد للسفر برفقته لجده ...
حيث أنه رتب مع والدي اللقاء هناك.. بعد أداء العمرة...
لم أجرؤ على أن استفسر من الشيخ ما دار بينه وبين والدي !!
وكنت في نفسي أقول ( لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسوؤكم)!
اشتريت التذكرة بالدرجة السياحية ... على ذات الرحلة مع الشيخ...
ظن صاحبنا أن الموضوع انتهى وأنني لن أعود لعنيزة فقد كان على اتصال بوالدي طوال
الأسبوعين المنصرمة كما سيأتي ذكره ..
ولذلك لا حظته مبسوطا مستبشرا مع الطلبة
بخلاف الأيام الخالية فهو لا يكاد يرفع رأسه من الغيظ والغضب..!!
سألت الشيخ هل ستعتمر ؟
قال نعم..
فقلت : هل أشتري لي إحراما ؟
فقال : إن شئت...
في يوم السفر توجهت لمنزل الشيخ فطرقت الباب ..
ففتح لي باب الملحق...
لقد فتح لي الباب شاب في سني تقريبا وفيه شبه كبير بوجه شيخنا ..
هذا هو عبد العزيز ابن الشيخ ..
تعرفت عليه ، وفهمت من كلامه أنه سيكون برفقتنا!!
__________________









الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 11-05-2006, 06:52 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي


الحلقة الواحدة والثلاثون
قادنا للمطار هذه المرة ابن الشيخ عبد الله وشيعنا للمطار تقريبا جميع أبناءه
كان الشيخ متوترا على غير العادة وقليل الحديث وأنا أتفهم سبب ذلك!!
فلقد كان غالب أبناءه متوجسين من وجودي ويعتبروني دخيلا غير مرغوب فيه..
وصلنا للمطار على موعد الإقلاع تقريبا ...
سألني الشيخ ونحن متجهون للطائرة أين إحرامك؟
فقلت له في الكيس الذي أحمله في يدي..
قال : لو أنك لبسته في بيتك كان أسهل عليك ...
لاحظت أن الشيخ يلبس الإزار من تحت ثوبه بحيث أنه إذا حاذى الميقات خلع ثوبه ثم يلبس الرداء ...
وهذا ما كان ...
بقيت أنا وعبد العزيز ابن الشيخ متجاورين في الدرجة السياحية ..
ووالده شيخنا في الدرجة الأولى حيث هو مستضاف من مركز الدعوة في جده لإلقاء
محاضرات وندوات ولقاءات عامة ونحو ذلك مما سيأتي ذكره ..
كان لعامل السن دور كبير في تسهيل التعامل مع الأخ عبد العزيز ..
وكذلك لين جانبه وتمتعه بالأخلاق السامية جعلا من رفقته مكسبا لي ..
حاولت جاهدا أن أغير الصورة التي رسمها ذلك الرجل عني في مخيلة جميع أبناء الشيخ وأقاربه ، غير أنني لم افلح فهو بهم أوثق ومنهم أقرب وعلاقته أرسخ وأقدم!!
وأنا في موضع تهمة وغريب وثبت علي ما يخل بوضعي !!
ولكنها بالتفحص والنظر المنصف ليست مبررا للهجران والقطيعة أو الظلم والإيذاء!!
بقيت أتحدث أنا وعبد العزيز في أمور عامة وتجنبنا الحديث في الأمور الخاصة فقد كان كلانا متحفظا!!
سمعت كابتن الطائرة يقول على الميكرفون ..
نرحب بفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين المرافق لنا على هذه الطائرة ..
بعد انقضاء أكثر وقت السفر واقترابنا من الميقات جاء إلينا الشيخ بنفسه ..
وهو لابس للإحرام ولحيته تقطر من طيب الدهان .. ويرى أثره على لحيته البيضاء..
فقال لنا : قوما والبسا إحرامكما ولبيا للعمرة ...
لبسنا الإحرام ولبينا ودخلنا في النسك..
هبطت الطائرة لمطار جده ...
وتوقفت وفتحت أبوابها ...
خرجت أنا وعبد العزيز من الباب الخلفي للطائرة .. وكان همنا أن نجد الشيخ..
ونحن ننزل من الدرج لاحظنا عددا من السيارات الفارهة تقف أمام سلم الطائرة لتستقبل ضيوفا لا نعلم أننا نحن المقصودون بذلك!!
كان الشيخ واقفا يصافح حشدا من الناس أمام السلم مباشرة ..
توجهنا للشيخ فأشار لابنه عبد العزيز وإلي أن أركبا مع أحد السيارات..
ركبنا في السيارة وخرجنا من المطار..
وتوجهنا لحي الروضة في جده..
توقفت السيارات أمام بيت فاره كبير ذا لون أبيض ..
أنزلنا حقائبنا وثقلنا ودخلنا البيت لكي نرتاح قليلا..
هذا المنزل هو المكان الذي اعتاد شيخنا النزول فيه كل مرة ينزل لجده..
وهو منزل الوجيه الشيخ صالح بن إبراهيم الزامل..
هذا الرجل الكريم صاحب المرؤة العالية والنبل النادر المحب للعلماء ..
رجل قد أغناه الله من واسع فضله .. فهو من أثرياء ووجهاء جده يقول لي أحد معارفه:
كان أبو إبراهيم رجلا مقبلا على الدنيا يملك القصور والفلل في سويسرا ولندن وأمريك
ثم إنه تاب إلى الله تعالى وتوجه للطاعة فتصدق بجزء كبير جدا من ماله ..
يحبه شيخنا حبا جما ، ويكرمه بالنزول في ضيافته كل مرة ..
سمعت من شيخنا ثناء عاطرا على هذا الرجل ونعم الرجل أبو إبراهيم ..
بارك الله له في ماله وولده..
مكثنا قليلا ووضع لنا الغداء وبعدها توجهنا لمكة لأداء العمرة...
كان مرافقنا بالإضافة إلى الشيخ صالح الزامل هو دليلنا الآخر الأخ علي السهلي..
وهو شاب محب للعلماء من سكان جده ويتحفك بالحديث والطرائف ..
فيكون النصب والإرهاق في صحبته متعة!!
بارك الله فيه وجزاه الله خير الجزاء...
__________________









الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 11-05-2006, 06:55 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

كان الشيخ طوال الطريق يلبي ويرفع صوته بالتلبية .. حتى يكاد يبح صوته من ذلك..
كنت أراقبه وأفعل مثل ما يفعل وأقول مثلما يقول...
وكان يقطع أحيانا ذلك بالحديث معنا والسؤال عن شيء يهم..
غير أنه في الغالب لا ينقطع عن الذكر والتسبيح...
الحلقة الثانية والثلاثون
وصلنا للحرم قريبا من أذان العصر
صلينا العصر في الحرم ...
كان الشيخ يقول : سبحان الله، انظروا، توضأنا في عنيزة وهانحن نصلي في مكة!!
اضطبعنا كما هي السنة ثم بدأنا بالطواف..
كان الشيخ يسرع في خطاه حتى يكاد أن يجري .. وهو ما يسمى الرمل
وكنا نفعل مثل ما يفعله خلافا لكثير من الطائفين ..
لاحظنا أحد العاملين في تنظيم المعتمرين حول الكعبة ..
وهو رجل كبير في السن عليه عباءة مزررة باللون الذهبي..
مر بجواره الشيخ فلم يعرفه فنادى على الشيخ : إن ما تفعله بدعة وخلاف السنة..!!
فلم يلتفت إليه الشيخ ولم يرد عليه..
وحينما مر بجواره المرة التالية كرر عليه الكلام ..
حينها رد عليه الشيخ وهو يسير (والرجل يلهث خلفه ويمسك بمنكب الشيخ يريد إيقافه!!) قائلا : قد ثبت بالنص أن ذلك من السنة وروى له الحديث .. ثم دفع يده واستمر.. ثم قام الشيخ صالح الزامل وهمس في أذن الرجل وقال له : الشخص الذي تتكلم معه ، هو الشيخ محمد بن صالح العثيمين عضو هيئة كبار العلماء!!
تأفف الرجل وقال : لا حول ولا قوة إلا بالله ،والله ما عرفت الشيخ ..
بعد انقضاء الأشواط الثلاثة التي يرمل فيها ، مشينا مشيا عاديا ولحق ذلك الرجل بنا واعتذر من الشيخ ..
لا يحب شيخنا أن يعرف نفسه لأحد فذلك ليس من شيمه ..
إلا إن رأى حاجة لذلك ..
من المواقف التي أذكرها جيدا ..
في سنة من السنوات كنت أسعى بين الصفا والمروة معه ...
وكان الشيخ بطبيعة الحال محرما ..وكثير من الناس لا يميز جيد ا حينما يكون محرما..فهو بخلاف الشكل المعتاد له..
مررنا بجوار رجل في الخمسينيات يحمل مصحفا في يده ويلبس نعلا في المسعى..
فاقترب شيخنا منه وقال له: لا ينبغي لك يا أخي أن تسير في المسعى بنعلك..
فالتفت للشيخ ولم يعرفه وأخذه طولا وعرضا وقال: هذا من السنة!!
فقال له الشيخ : نعم هذا من السنة حينما كان الصفا والمروة واديا مفروشا بالحصى والتراب.. أما الآن فهو مبلط ولو لبس الناس النعال مثلك لتأذى المصلون من ذلك ..
فقال الرجل : هذا أمر لا يعنيك وانصرف وترك الشيخ !!
فلحقه شيخنا وقال له : أريد أعرفك بنفسي ، أنا أخوك في الله محمد بن صالح العثيمين!!
فقال : هو أنت ؟؟
الشيخ؟؟
قال : نعم أنا !!
فانحنى الرجل وحمل نعله وقال : والله ياشيخ ما عرفتك سامحني!!
وقبل رأس الشيخ واعتذر منه ... وهي تحية تعورف أنها للعلماء!!
فقال الشيخ : سامحك الله يا أخي .. لو أنك عرفت الرجال بالحق خير من أن تعرف الحق بالرجال!!
ومن المواقف التي أذكرها جيدا .. أنه ذات مرة كان الشيخ خارجا من باب الصفا من الدور الثاني بعد صلاة العشاء .. فلمح عاملا سعوديا في البلدية يطارد امرأة تكر ونية ممن يبعن أمام الحرم بعض الخردوات والزينة والنعال.. كانت تجري وتحمل متاعها الملفوف في قطعة قماش وتصيح وتولول.. والرجل يجري خلفها يريد الإمساك بها..
وكانت امرأة كبيرة في السن وهو شاب نشيط فلحقها على درج أحد البيوت فأمسك بمتاعها.. فأخذت تصيح وتترجاه وتبكي بصوت محزن يقطع الفؤاد ..
وهو لا يلتفت إليها ولا يرد عليها..
فرأيت الشيخ أحمر وجهه وامتلئ غضبا وتوجه لذلك الرجل ..
فأمسك به بشدة ونزع القماش من يده وألقاه في يد العجوز فطارت به واختفت عن ناظرنا..
وقال لذلك الشاب الذي صعق من الموقف ولم يتوقعه ويستعد له.. وكانت علامات الخوف والتعجب ظاهرة على ومحياه قال له: اذهب لمديرك وقل له إن ابن عثيمين قد أطلق تلك المرأة وسوف أتحمل المسئولية عن ذلك !!
أعتذر من الشيخ وقبل يده ورأسه وانصرف ...
__________________









الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 13-05-2006, 03:06 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

دعوني أروي لكم بعض الأحداث في تلك الرحلة ثم لنكمل القصة..
عدت للمجلس مع الضيوف.. وجلست بجوار عبد العزيز ابن الشيخ ..
والذي لم يشعر بما حصل في تلك الجلسة لا هو ولا غيره..
سواي أنا وشيخنا ...
بقي الناس يتحدثون مع الشيخ ويستفتونه ..
كان فيهم جمع من مشائخ جده ومحبي الشيخ أذكر منهم ...
الشيخ علي الحكمي ..
الشيخ جمعان الزهراني ....
الأخ علي السهلي ..
الأخ عبد الهادي الحكمي ...
والشيخ محمد الشميمري...
وهؤلاء الخمسة تكرر حضورهم ولقائهم بالشيخ في كثير من سفراتنا لجده...
وللأسف نسيت كثيرا من الأسماء التي لم تسعفني الذاكرة بهم.!!
انتهت الجلسة قبل أذان المغرب وتوجهنا لجامع الأمير متعب ..
حيث سيلقي شيخنا محاضرة ...
كان الجمع هائلا والخلق صلت خارج المسجد من الزحام ..
ألقى شيخنا تلك المحاضرة ..
ثم بعد الصلاة توجه لسيارته المعدة له ..
وهي سيارة الشيخ صالح الزامل ..
وبالكاد وجدت فيها مكانا لي ولعبد العزيز الذي لازمته ولازمني طوال تلك السفرة...
حينما توجهت السيارة لوجهتها ..
تبعنا قطار من السيارات !!
والتي أشك أنها كانت مدعوة للوليمة المعدة للشيخ!!
كانت تلك السيارات لجمع من محبي الشيخ ..
والذين لا أسميهم الطفيليين كما يدعي البعض!!
ولكنهم فتية قد شغفوا بالشيخ و صاروا يلاحقونه أينما استقر وحل..
كان ذلك في بعض المواقف محرجا للشيخ مع مستضيفيه....
فيضطر أحدنا للتوقف .. لتبليغهم بلطف أن الدعوة خاصة فيتقبل الجميع ذلك
بكل احترام وأدب .. فينصرفوا .. بارك الله فيهم..
توجهنا لحي الأمير فواز ...
حيث كان مضيف الشيخ هو الأستاذ عبد الرحمن المحمودي..
وهو صاحب الشقة التي نزلنا بها في مكة..
نزلنا في بيته العامر..
ونزلت معنا الجموع التي لم تدعى ..
رأيت الحرج الشديد في وجه المضيف من ذلك ..
والذي أظن أنه لم يتضايق من كثرتهم فهو رجل سمح وكريم ..
وبيته فسيح وطعامه كثير...
غير أن السبب سيدركه لاحقا منكم من فطن !!
__________________









الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 13-05-2006, 03:08 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

بعد جلوسنا في المجلس الفسيح .. والذي غص بالحضور
تحلق جمع كبير من الطلبة حول الشيخ ..
منهم المستفتي ومنهم صاحب الحاجة ومنهم من جاء ليستفيد من أدب الشيخ.. فهو مدرسة متنقلة رحمه الله..
لقد كان الواحد من السلف يسافر المسافات البعيدة من أجل لقيا عالم
لكي ينهل من علمه وأدبه وسمته ..
وهاهم طلبة العلم من جده ومكة ونجد والمنطقة الشرقية والشمالية والجنوبية وغيرها يقتدون بسلفنا الصالح بارك الله في الجميع..
لم أكن أعرف المدعوين ولا مستوياتهم في المجتمع ..
ولكن بعد فترة من الوقت دخل علينا ضيفان مميزان لم أتوقع أن سأراهم رؤيا العين ولا في أحلامي!!
دخل علينا شابين وسيمين ظاهر عليهما الثراء والسلطة والنفوذ!!
إنهما الأمير سعود بن فهد بن عبد العزيز ..
والأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز .. ابنا الملك!!
وجلسا بجوار شيخنا عليه الرحمة والرضوان..
كان شيخنا يتكلم معهما بكل بساطة ودون تكلف ..
فأعطى ذلك انطباعا عن شيخنا يفهمه الجميع!!
كان الأمير عبد العزيز صامتا طوال الجلسة تقريبا ..
ويظهر أن هذا من طبعه أو بسبب وجود أخيه الذي يكبره ..
أما الأمير سعود فيظهر أنه كوالده وفقه الله يتحدث بطلاقة وفيه فصاحة ويحب التحدث مع الحضور بلا تحفظ..
كان الشيخ عبد العزيز الغامدي صاحب مشروع الزواج حاضرا ..
وكان يداعب الأمير سعود بضرورة أن يبحث له عن زوجة شابة تكون ضرة من ضرات أهله!!
فكان يحاول الفكاك منه وتصريفه .. ويشيح وجهه عنه..
ولكن الأخ عبد العزيز رجل ملحاح يريد تزويج خلق الله جميعا..
حتى شيخنا لم يسلم منه!!
وبالكاد خرج الأمير من مقصلة عبد العزيز الغامدي..
الأخ عبد العزيز لديه مشروع كبير لتزويج الشباب والفتيات ..
والراغبين في التعدد..
وسمعت عن مشروعه كثيرا منه ومن غيره ..
ولا أدري هل ما زال يعمل في هذا المجال أم تغير حاله..
ذات مرة حضر الأخ عبد العزيز رحلة قمت بتنظيمها لمجموعة من ضيوف ولي العهد الأمير عبد الله بن عبد العزيز ..
وهم من إحدى الدول الأوروبية وحضر برفقة عدد منهم زوجاتهم..
وكان معنا صحفي من جريدة عكاظ وعدد من المصورين ..
طلب الشيخ عبد العزيز أن يلقي كلمة للضيوف ..
فتحدث وكان يترجم له أحد دعاتنا المرافقين بلغة القوم..
ولكنه سامحه الله حور موضوع الكلمة وبدء بالحديث عن تعدد الزوجات..
وكان صوته مرتفعا ويصل لزوجات الإخوة ..
فسمعنا فرقعة الصحون ورمي الكاسات من خلف الباص الذي كن يجلسن فيه..
وضرب الأبواب!!
حتى يصمت هذا الزائر المزعج..
ولكنه استمر في حديثه ..
فخرج النسوة من الباص ..
وابتعدن عن المجلس .. والحمد لله أنهن لم يحصبننا بالحصى!!
ولا شك أن أزواجهن دفعوا ثمن تلك المحاضرة لاحقا!!
__________________









الرد مع إقتباس
  #6  
قديم 13-05-2006, 03:13 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

الحلقة التاسعة والثلاثون
انتهت تلك الجلسة الممتعة وخرجنا من بيت الأستاذ عبد الرحمن المحمودي..
وتوجهنا لبيت مضيفنا الشيخ صالح الزامل..
تلك الليلة لها مذاق خاص وطعم خاص..
لقد تغيرت حياتي تماما ذلك اليوم..
لقد انتهت تلك المحنة التي صارت كالسيف المصلت على عنقي
والذي كنت أنتظره أن يدنو يوما من عنقي فيقطعه !!
ولكن الله تعالى بدل حالي وغير مجرى حياتي ..
لقد كان لتلك الليلة بحق وذلك اليوم وضع فريد لي..
فلقد قابلت أبي ..
ورآه شيخنا .. وأرضاه وأقنعه ببقائي عنده تحت رعايته ومسئوليته
وحلت عقدة هروبي وانتهت بلا رجعة والحمد لله..
أصبح بقائي للدراسة عند الشيخ شرعيا..
زادت ثقتي بنفسي..
وقويت عزيمتي ..
وارتفعت همتي..
ووضح مقصدي وهدفي..
وتغيرت ملامح وجهي !!
فكان وجه الواثق لا وجه الخائف المرتاب!!
وبدأت من تلك الليلة تكوين شخصيتي الجديدة..
شخصية الطالب المجد الواثق من أصله ونسبه ونفسه !!!
فهذه نعم تترى ومنن جليلة أعجز عن شكر الخالق سبحانه عليها
مدى عمري فله الحمد وحده والثناء ...
عدنا فوجدنا مكان النوم معدا لنا جميعا..
أنا وشيخنا وعبد العزيز في غرفة سويا..
والإخوة الآخرون في غرفة مجاورة..
حتى شيخنا رحمه الله شعرت منه تلك الليلة تبدلا وتغيرا ..
فرحا بانتهاء مشكلتي مع الوالد ...
كنت ألهو مع الأخ عبد العزيز وأريه بعض التمارين الرياضية
وهو تمرين الضغط برفع الجسم بالاعتماد على اليدين!!
فلمحنا الشيخ ..
فجاء إلينا وقال: ماذا تفعلان؟؟
فقلنا: نتدرب !!
فقال: ألا تريداني أن أتدرب معكما ؟؟
تبادلت النظرات مع عبد العزيز .. فانحنى الشيخ ولم ينتظر جوابنا..
وضغط وعجزنا أن نجاريه في ذلك!!
شيخنا من رآه ولم يخبر طباعه ويعاشره فإنه يخشاه ويمتلئ قلبه
مهابة منه..
ولقد رأيت أشخاصا يتحدثون مع الشيخ والعرق يتصبب من وجوههم
هيبة منه ..
ولكن من عرفه وعاشره وعاش قريبا منه ..
يرى شخصية أخرى مختلفة وفريدة ..
تلزمك بمحبته والإعجاب بشخصه...
شخصيته جمعت بين الحزم واللين..
و جمعت بين المهابة والجلال والرحمة واللطف ..
وبين الشجاعة والسماحة..
وبين علو الهمة والتواضع ..
وبين الجد والمرح..
و جمعت بين الفصاحة وحسن المنطق والتبسط في الحديث..
هو بشر ككل البشر .. يصيبه ما يصيبهم ..
يغضب ويحزن ويتألم .. ويضحك ويمزح ويمازح..
ولكن الله تعالى وهبه علما كالجبال وإيمانا وخلقا وعقلا راجحا..
ووفقه وهداه .. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء..
__________________









الرد مع إقتباس
  #7  
قديم 13-05-2006, 03:21 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

طلبت من الشيخ تلك الليلة أن يوقظني معه لصلاة الليل ..
من عادة الشيخ أن ينام على الأرض ..دون مراتب أو أسرة..
وذلك في كل أسفاره ... وكنت أفعل مثله واعتدت على ذلك..
فهو لا يطلب سوى وسائد يضعها تحت رأسه..
يخلع عمامته ثم يقوم بتمريرها على الأرض ثلاث مرات
ثم يقرأ أذكار النوم وينفث على يديه ويمسح بها على جسده
كما هي السنة..
ثم يلف عمامته على وجهه ولا يخلع ثوبه ..
ويستلقي على يمينه ثم ينام..
يستيقظ شيخنا على جرس ساعته المنبهة التي يحملها دوما في أسفاره
وذلك قبل الفجر بساعة تقريبا..
أوقظني تلك الليلة ..
فتوضأت ..
وصليت الوتر سريعا.. وجلست أراقب الشيخ ماذا يفعل..
صلى ركعتين خفيفتين..
ثم صلى خمس ركعات تقريبا .. وأتم القراءة فيها والركوع والسجود..
وختمها بقنوت طويل بتبتل وخضوع..
حتى أذن الفجر...
حينما ختم وتره رفع صوته بالذكر..
سبحان الملك القدوس ثلاث مرات.. يمد بها صوته كما هي السنة..
صلينا الفجر ثم عدنا للمنزل فنام حتى وقت الضحى..
استيقظنا وأفطرنا ثم توجهنا لاستكمال برنامج الشيخ..
مكثنا في جده يوما أو يومين نسيت ذلك!!
ثم رجعنا للقصيم...
وصلنا للمطار فاستقبلنا الشيخ خالد المصلح نسيب الشيخ..
وفي الطريق أوقفنا كما هي عادة شيخنا أمام أحد مساجد عنيزة
وصلى فيها ركعتي القدوم من السفر...
أنزلوني أمام سكن الطلاب وتوجه شيخنا لبيته..
حضرت الدرس ذلك اليوم .. ولكن بوجه جديد وعزيمة كالحديد!!
تفاجأ جاري بوجودي .. شعرت بذلك ولو لم أبصره بعيني!!
من خلال حركاته وارتباكه ثم صمته ...
والله شاهد سبحانه.. ومطلع عما عزم عليه..
عدت لبرنامجي المعتاد .. واشتريت كتبا حديثة الطبع..
وحصلت بالمجان على كمية لا بأس بها من الكتب والمراجع المهمة..
حيث خاطب الشيخ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
بطلب كتب لي من مطبوعات الجامعة ..
فبعثوا لي كراتين مليئة بالمجلدات الفاخرة من مطبوعاتها ومنها
درء تعارض العقل والنقل لشيخ الإسلام ابن تيمية..
ومنهاج السنة لشيخ الإسلام ابن تيمية أيضا ..
ومجموع الفتاوى له وغيرها مما لا يحضرني..
انتقلت لغرفة أخرى وذلك بأمر شيخنا ..
حيث اختار لي أن يكون زميلي في الغرفة الأخ محبوب الباكستاني وهو من خيرة طلبة شيخنا خلقا وأدبا وعقلا ..
كان يحضر الدكتوراه حينها في مادة الحديث فكانت صحبته ومرافقته مكسبا ثمينا لي.. غير أنه كان كثير الأسفار لمدينة الرياض لمتابعة شئون رسالته .. فكنت أبقى في أحيان كثيرة لوحدي..
وضعت لنفسي برنامجا صارما تحت إشراف شيخنا ..
مليء بالحفظ والمراجعة وكتابة البحوث والقراءة ونحوها..
وكنت كلما أشكلت علي قضية أو مسألة دونتها في أوراق عندي ثم أقرأها على الشيخ وأسجل أجوبته بعد الصلوات فيفك طلاسمها بكل براعة
ويحل عقدها بكل ثقة ..
بخصوص الدراسة النظامية وبما انه قد مرت فترة طويلة على ابتداء الفصل الدراسي فقد أخرت الالتحاق بالمدرسة حتى الفصل التالي حيث يسمح النظام الثانوي المطور بذلك...
مما منحني فرصة الانصراف الكامل لطلب العلم في حلقة الشيخ...
__________________









الرد مع إقتباس
  #8  
قديم 13-05-2006, 03:22 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

ذات مرة أخبرني الشيخ بأن أمير القصيم وهو الأمير عبد الإله بن عبدا لعزيز سوف يقدم لزيارة سكن طلاب الشيخ..
حضر الشيخ للدرس تلك الليلة كما هو المعتاد..
ولم يتغير من نمط الدرس شيء..
سوى أن المنطقة المحاطة بالجامع قد اكتضت بالعساكر والشرط استعدادا لقدوم الأمير...
في خلال الدرس دخل أحد رجال الشرط وتقدم إلى الشيخ وهمس في أذنه..
فقال شيخنا... ورفع بها صوته: بلغ الأمير أن يتفضل في المسجد ويحضر الدرس ...!!
خرج رجل الشرطة من المسجد ..
ورجع مرة أخرى وعلى وجهه علامات الخوف والوجل والتحرج ..
فهمس مرة أخرى في أذن الشيخ ..
فقال شيخنا للطلبة: انتظروني قليلا وسأرجع..
وخرج حافيا وسلم على الأمير وطلب منه حضور الدرس مع الطلاب حيث أنه لا يستطيع قطع درسه !!
دخل الأمير وحاشيته وحرسه وتسننوا في الصف الأول وجلسوا لاستماع الدرس.. وانتظار الصلاة..
استكمل شيخنا درسه الأول والثاني بعد الأذان كما هي العادة..
ثم صلينا العشاء...
بعد الصلاة نادى علي الشيخ ...!!
وكنت كما هي عادتي أصلي بجوار المؤذن..
فتقدمت إليه .. وقال لي : اذهب وانتظرني في غرفتك فسوف
أزورها مع الأمير!!
نظرت في وجهه وبحلقت فيه !!
فقال: هيا انطلق..!!
انطلقت كالمجنون لا الوي على شيء ولا ادري ماذا افعل..
صعدت لغرفتي وقمت بكنسها وترتيبها وتطييبها ..
ولكن لا يصلح العطار ما أفسده الدهر!!
خجلت وتمنيت أن يصرف الشيخ الأمير لغرف أخرى أحسن حالا
وتنظيما وأكثر بهاء ..
تجول شيخنا مع الأمير في داخل السكن..
وأراه المكتبة وقاعة الطعام المتواضعة..
ثم صعدا للدور الثالث ثم للرابع حيث أنا في انتظارهم..
دخل الأمير وهو ممسك بيد الشيخ..
وخلفهما حشد هائل من الناس والعسكر ...
ووقفا باب غرفتي الصغيرة ..!!
وتجول الأمير بنظره فلم ير شيئا يستحق النظر سوى عدد من الكتب والدفاتر وعدة الطلب!!
فقال لي الأمير ... ما اسمك؟؟
فقلت : فلان بن فلان الفلاني.. دون تردد ووجل!!
فقال: ونعم فيك !! فرددت تحيته ..
ثم قال : اجتهد في العلم..وفقك الله..
وانصرفا ..
__________________









الرد مع إقتباس
  #9  
قديم 14-05-2006, 03:47 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

الحلقة الأربعون
أحاول في سرد قصصي ورواياتي هنا أن أحشر مواقف ومناقب عن شيخنا بين العبارات والكلمات كلما وجدت ذلك سائغا..
ذكرت منذ بداية قصتي أنني سأروي موقفا واحدا لشيخنا!!
ومن خلال السياق بعثرت عددا من القصص والشواهد
مما يزيد حبكة الموضوع ويعطي له نكهة خاصة..
ويوصل رسائل وانطباعات اقصدها وتفيد القراء الكرام..
أما بالنسبة عن شخصي فليس لدي شيء يستحق الذكر سوى ما يمر
بي من مواقف مع الشيخ والتي هي صلب الموضوع ..
لاحظت عددا من المتابعين للقصة يطلبون مني الاسترسال في الحديث
وأنا أتفهم أن القصد من ذلك معرفة حياة الشيخ محمد بن عثيمين
كما رأيتها وعاصرتها.. وهذا موضوع أوسع وأشمل مما يتصور أولئك
و لكن ما لا يدرك كله لا يترك جله...!!
لذلك سوف يختلف البرنامج قليلا ..
سأحرص على استكمال قصتي حتى النهاية وكلما سنحت لي فرصة
لذكر منقبة أو موقف سوف اذكرها وأسترسل أحيانا ..!!
فأرجو أن لا يصيب ذلك إخوتي القراء بالملل ..
فهي لا تخلو من فوائد وعبر هداني الله وإياكم صراطه المستقيم..
مع أن الذاكرة أحيانا تخونني .. لبعد الزمن وكثرة المشاغل ..
والله خير معين سبحانه..
أرجع لقصتنا..
بعد مرور حوالي عشرة أيام من عودتنا من جده ..
كلف الشيخ الأخ محمد زين العابدين والأخ محبوب والأخ بندر الحربي بالسفر معي للطائف لكي أحضر مكتبتي وحاجياتي..
نزلنا بسيارة الأخ بندر حيث هي من نوع النيسان الداتسن ذات الأربعة
أبواب.. .. وتوجهنا للطائف من طريق عفيف..
وهو طريق طويل وممل ولكن صحبة هذه الرفقة الصالحة ..
تنسيك تعب السفر ومشقته..
حدثنا الأخ محمد عن ذهابه للجهاد في أفغانستان ..
وروى لنا قصصه ومشاهداته هناك
ومما أذكره أنه في أحد الليالي المظلمة ..
وكان مع مجموعة من المجاهدين العرب والأفغان...
طاردتهم طائرة روسية..
وقصفتهم بالمدافع والصواريخ حيث أن معهم عددا من الأسرى
الروس وشيوعيون أفغان..
وروى كيف أنهم تمكنوا من إسقاط تلك الطائرة بصاروخ موجه..
بعد عناء وإثخان فيهم.. من العدو..
أذكر أيضا ما رواه لنا الأخ محبوب عن طلبة العلم في باكستان..
وكيف أنهم يجدون المشقة الهائلة في تحصيل العلم
والوصول إلى الشيوخ الثقات ..
وما يواجهه الطالب من عقبات من أهله وجماعته الذين قد يخالفونه
المعتقد أو النهج..
وكيف أنتقل من العقيدة الضالة والمبتدعة لعقيدة السلف ..
وازدادت رسوخا بعد قدومه للمملكة..
وقال : إن أكبر نعمة حصلها هو تمكنه من طلب العلم في حلقة شيخنا
عليه الرحمة والرضوان.. ويغبطه أنداده على ذلك ..
__________________









الرد مع إقتباس
  #10  
قديم 14-05-2006, 03:49 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

كان انطلاقنا من القصيم بعد صلاة العصر تقريبا ..
وسرنا أغلب الليل. ..
ووصلنا لضواحي الطائف بعد منتصف الليل..
كان الحديث مع الإخوة ممتعا غير أنهم كلما صمتوا ..
أتضايق من التفكير مما قد يحدث... وأتذكر أنني متوجه لرؤية عائلتي..
فافتح بابا للحديث
فينشغل فكري عما أنا مقدم عليه..
لم أكن أحب أن أتخيل ما سيحدث..
لا شك أن عائلتي قد وجدت في نفسها علي ..
مما فعلته..
خاصة وأنني لم أتصل بهم شهورا عديدة..
فأنا أبنهم وحق علي أن لا أقاطعهم .. وأصلهم واتصل بهم..
وهذا مافعلته بحمد الله بعد ذلك طوال بقائي في القصيم..
حينما اقتربنا من حينا أصابتني كآبة وخوف وارتباك..
وهو أمر طبيعي جدا...
فالمرء حينما يطول بعده عن أهله وذويه بسفر أو غياب لأي سبب
كان ،تصيبه نوبة من الارتباك والتردد..
قبيل ولوجه دارهم أو ينزل حلتهم..
هذا فيمن حاله طبيعية وفي أمر معتاد؟؟
أما حالي فهو معقد للغاية ، فالوطأة أشد والخوف والتردد أعمق..!!
حينما وصلنا قريبا من حينا ..
دارت في ذاكرتي تلك الأيام الخوالي..
تذكرت لحظة الهروب من البيت..
وكيف أنني خرجت من البيت خائفا أترقب...
وهاأنذا أعود الآن وكلي أمل لعهد جديد وصفحات مجيده إن شاء الله
سبحان من يبدل الأحوال ..
طلبت من الأخ محمد أن يتوقف قليلا لنستريح من عناء السفر..
ويأكل الإخوة شيئا ..
وكان مقصدي في نفسي أن أهيئ فؤادي وعقلي لمقابلة العائلة..
تضايق الأخ محمد من ذلك وكان يرغب أن استضيف الإخوة في بيتنا..
وكلامه مقبول ورأيه أسد..
فهو من سلالة كرام وأهل نخوة وشهامة..
فلا يرضى الواحد منهم أن يطعم الضيف سوى في بيته ومن طعامه
ولكن وضعيتي وحالي مختلفة للغاية ..
فعاداتنا وتقاليدنا ونخوتنا لا تقل عنهم والحمد لله ..
يقول الفقهاء..
الحكم على الشيء فرع عن تصوره!!
ويقولون أيضا..
مراعاة الحال ، والحكم على شواهد الأعيان كل بحسبه ..
فما كنت أحب أن أشغل عائلتي أو أشعرهم بتكليف..
خاصة لطول الغيبة ولخصوصية وضعي..
على كل..استرحنا لفترة من الزمن..
ثم طلبت الهاتف من صاحب المطعم ..
فاتصلت على البيت..
فردت علي الوالدة..
فرحبت بي وسرت بسماع صوتي وكأن شيئا لم يحدث!!
رضي الله عن والدتي وعفا عنها وجعلني معها في فردوسه الأعلى..
قلت لها سنقدم عليكم بعد قليل ..
وسوف ننقل المكتبة فورا في السيارة..!!
قالت : ألن تباتوا عندنا؟؟
فقلت لها: لا أريد أن أكلف عليكم والإخوان يرغبون الرجوع من غد!!
فقالت : باتوا عندنا الليلة والصباح رباح!!
__________________









الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م