مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 25-05-2006, 03:01 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

اليمامة :

و أما اليمامة ، فكانت تعرف ب "جو" أيضا ً، وقد عدّها "ياقوت الحموي" من نجد ، وقاعدتها "حجر". وكانت عامرة ذات قرى ومدن عند ظهور الإسلام ، منها "منفوحة" ، وبها قبر كان ينسب إلى الشاعر "الأعشى" . و "سدوس" من المدن القديمة ، وبها الآن آثار كثيرة ، وقد عثر فيها على تمثال يبلغ قطره ثلاث أقدام ، وارتفاعه 22 قدماً . و "القرية" ، وعلى مقربة منها بئر ، قال الهمداني -وهو يتحدث عنها-: "فإن تيامنت شربت ماءً عادياً ، يسمى قرية ، إلى جنبه آبار عادية وكنيسة منحوتة في الصخر ، ثم ترد ثجر" . والظاهر إن هذا الموضع كان من المواضع الكبيرة المعروفة . وذكر ياقوت وغيره إن اليمامة "كانت تسمى جوا والقرية" . ولا يعقل تسمية اليمامة بالقرية لو لم يكن هذا الموضع شهرة .

وقد نشر "فلبي" وبعض رجال شركة النفط العربية السعودية صوراً فوتوغرافية لكتابات ونقوش عثروا عليها في موضع يقال له "قرية الفأو" على الطريق الموصلة إلى نجران ويقع على مسافة سبعين كيلومتراً من جنوب ملتقى وادي الدواسر بجبل الطويق ، وعلى مسافة "120" كيلومتراً من شرقي "نجران" ، وعلى ثلاثين ميلاً من جنوب غربي "السليل" في وادي الدواسر .

كما وجدوا آثار أبنية ضخمة، يظهر أنها بقايا قصور كبيرة، ووجدوا كهفاً منحوتاً في الصخر مزداناً بالكتابات والتصاوير واسعاً ، يقول له الناس هناك "سردباً" أو "سرداباً" . وعند هذا الموضع عين ماء وآبار قديمة ، وقد كتب اسم الصنم "ود" بحروف بارزة . وتدل كل الدلائل على إن الموضع الذي تتغلب عليه الطبيعة الصحراوية في الزمن الحاضر، كان مدينة ذات شأن .


وقد أشار الألوسي في كتابه "تاريخ نجد" إلى سدوس وآثارها فقال : "وفي قربها أبنية قديمة يظن أنها من آثار حمير وأبنية التبابعة . "نقل لي بعض الأصحاب الثقات من أهل نجد : إن من جملة هذه الأبنية شاخصاً كالمنارة ، وعليها كتابات كثيرة منحوتة في الحجر ومنقوشة في جدرانها . فلما رأى أهل قرية سدوس اختلاف بعض السياحيين من الإفرنج إليها، هدموها ملاحظة التدخل معهم" . وفي هذا الوصف دلالة على إن الخرائب التي ذكرها "ياقوت الحموي" بقيت، وأن المنبر الذي أشار إليه ، قد يكون هذا الشاخص الذي شبه بالمنارة والذي أزيل على نحو ما ذكره الألوسي .


والكتابات التي عثر عليها في "قرية الفأو" ذات أهمية كبيرة ، لأنها أول كتابة باللهجات العربية الجنوبية عثر عليها في هذه المواضع، وتعود إلى ما قبل الميلاد . وعثر فيها على مقابر، وعلى أدوات وقطع فخارية ظهر من فحصها أنها تعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد . ويرى من فحص هذه الآثار أنها تعود إلى السبئيين . والظاهر إن هذا الموضع هو بقايا مدينة قديمة كانت تتحكم في الطريق التجارية التي تخترقها القوافل إلى تقصد الخليج العربي والعراق من اليمن عن طريق نجران . وفي هذه المنطقة بصورة عامة بقايا مدن تخربت قبل الإسلام . ورأى "برترام توماس" "Bertram" إن آبار "العويفرة" القريبة من القرية هي موضع "أوفير" "Ophir" الوارد ذكره في التوراة والذي اشتهر بالذهب ، والطواويس ، وان الاسم العربي القديم هو "عفر" "Ofar" ، وقد تحرف بالنقل إلى العبرانية واليونانية، فصار "Ophir". وهذا الموضع قريب من مناجم الذهب .

ويظهر إن هنالك جملة عوامل أثرت في اليمامة وفي أواسط جزيرة العرب ، فحولت أراضيها إلى مناطق صحراوية ، على حين أننا نجد في الكتب أنها كانت غزيرة المياه ، ذات عيون وآبار ومزارع ومراع .


ومن أودية اليمامة "العرض" "العارض" الذي يخترق اليمامة من أعلاها إلى أسفلها . ولما كان من الأودية الخصبة ، كثرت فيها القرى والزرع . وهو واد طويل ، لعله من بقايا مجرى ماء قديم ، و "الفقي" ، في طرف عارض اليمامة ، تحيط به قرى عامرة ، تسمى "الوشم" . و "وادي حنيفة" و "عرض شمام" . وفي اليمامة مرتفعات مثل "جبل شهوان" ، تخرج منه العيون والمياه ، و "عارض اليمامة"، ويبلغ طوله مسيرة أيام ، وتكون عند سفوحه الآبار .

و تعد "الافلاج" من المناطق التي تكثر فيها المياه ، و تصب فيها أودية العارض ، و فيها السيوح الجارية و الجداول التي تمدها العيون . وقد شاهدت بتلفزيون عمان عن الأفلاج وهم يطلقون عليها (الفلايج ) .. فتوقعت أن يكون هذا الاهتمام قديما جدا حيث يعتبر نظام ري تتم صيانته الى يومنا هذا .

و قد ذكر "الهمداني" من سيوحة "الرقادى" و "الأطلس" و "نهر محلّم" . قال: و يقال انه في أرض العرب بمنزلة نهر بلخ في أرض العجم . وطبيعي إن يكثر فيها وجود الخرائب العادية التي إلى ما قبل الإسلام . وقد وصف الهمداني بعض التحصينات القوية ، فقال عنها أنها من عاديات طسم و جديس ، مثل "حصن مرغم و "القصر العادي" بالأثل . و يرجع "فلبي" الخراب الذي حل باليمامة إلى العوامل الطبيعية ، و منها فيضان وادي حنيفة .
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 12-06-2006, 05:45 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

نجد


نجد في الكتب العربية "اسم للأرض العريقة التي اعلاها تهامة و اليمن ، و أسفلها العراق و الشام". وحدها ذات عرق من ناحية الحجاز ، و ما ارتفع عن بطن الرمة ، فهو نجد إلى أطراف العراق و بادية السماوة . و ليست لنجد في هذه الكتب حدود واضحة دقيقة ، وهي بصورة عامة الهضبة التي تكون قلب الجزيرة ، وقد قيل لها في الإنكليزية: "The Heart of Arabia". و تتخلل الهضبة أودية و تلال ترتفع عن سطح هذه الهضبة بضع مئات من الأقدام ، و تتألف حجارتها في الغالب من صخور كلسية ومن صخور رملية غرانيتية في بعض المواضع . و أعلى أراضيها هي أرض نجد الغربية المحاذية للحجاز ، ثم تأخذ في الانحدار كلما اتجهت نحو الشرق حتى تتصل بالعروض .

و تتألف نجد من الوجهة الطبيعية من مناطق ثلاث :

1 - منطقة وادي الرمة ، و تتألف أرضها من طبقات طباشيرية في الشمال وحجارة رملية في الجنوب ، وتغطي وجه الأرض في بعض أقسامها طبقات مختلفة السمك من الرمال ، وتتخللها أرض خصبة تتوافر فيها المياه على أعماق مختلفة ، ولكنها ليست بعيدة عن سطح الأرض ، وتتسرب إليها المياه من المرتفعات التي تشرف عليها وخاصة من جبل شمر ، ومن الحرار الغربية التي تجود على الوادي بالمياه . ويختلف عرض وادي الرمة ، فيبلغ زهاء ميلين في بعض الأماكن ، وقد يضيق فيبلغ عرضه زهاء "500" ياردة ، وتصل مياه السيول إلى ارتفاع تسع أقدام في بعض الأوقات .

2ـ المنطقة الوسطى ، وهي هضبة تتألف من تربة طباشرية ، متموجة ، تتخللها أودية تتجه من الشمال إلى الجنوب . وبها "جبل طويق"، والأرض عنده مؤلفة من حجارة كلسية،وحجارة رملية، ويرتفع زهاء "650" قدم عن مستوى الهضبة . وتتفرع من جبل طويق عدة أودية تسيل فيها المياه في مواسم الأمطار، فتصل إلى الربع الخالي فتغور في رماله . ويمكن إصلاح قسم كبير من هذه المنطقة ، خصوصا تلك الأقسام الواقعة عند حافات وادي حنيفة .

3 ـ المنطقة الجنوبية ، وتتكون من المنحدرات الممتدة بالتسريح من جبل طويق ومرتفعات المنطقة الوسطى إلى الصحارى في اتجاه الجنوب . وفيها مناطق معشبة ذات عيون وآبار ، مثل "الحريق" و "الخرج" . ويرى الخبراء إن مصدر مياه هذه المنطقة من جبل طويق ومن وادي حنيفة . ومن مناطقها المشهورة "الأفلاج ." و "السليل" و "الدواسر" ، وفي جنوب هذه المنطقة تقل المياه ، وتظهر الرمال حيث تتصل عندئذ بالأحقاف .


ويقسم علماء العرب نجداً إلى قسمين : نجد العالية ، ونجد السفلى . أما العالية فما ولي الحجاز وتهامة . و أما السفلى ، فما اتجه منها نحو العراق . وكانت نجد حتى القرن السادس للميلاد ذات أشجار وغابات ، ولا سيما في "الشربة" جنوب "وادي الرمة" و في "وجر ة ".

وفي جزيرة العرب وبادية الشام أرض يمكن إن تكون مورداً عظيماً للماشية بل وللحبوب أيضاً ، لو مسها وابل وهطلت عليها أمطار ، وتوفرت فيها مياه ، فإن أرضها الكلسية تساعد كثيراً على تربية الماشية بجميع أنواعها . كما تساعد على الاستيطان فيها ، ولهذا يتحول بعضها إلى جنان تخلط الألباب وتسحر النفوس عند هبوط الأمطار عليها ، فتجلب إليها الإنسان يسوق معه إبله لتشبع منها . ولكن هذه الجنان لا تعمر .


خلاصة للوصف الجغرافي :

يمكن للقارئ الكريم بعد أن تعرف بعض الشيء على طبيعة الجزيرة العربية ، أن يجد تفسيرا لقلة السكان ، وعدم وجود حكومات مركزية قوية قبل الإسلام ، وطبيعة التوجس و الحذر ، عند سكانها ، وهي صفة تختلف عن صفات الشعوب التي تعيش في أماكن وفيرة المياه ، سواء في المنطقة أو في العالم ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 28-06-2006, 03:56 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

ثروات وسكان جزيرة العرب

( 1 )



تتكون أراضي جزيرة العرب في معظمها من الصخور الرسوبية ، وكما بينا سابقا في موضوع (الحرار ) فان العرب كانوا يستخرجون من تلك (الحرار) ، الكبريت ، وكان قسم من اليمنيين القدماء يستخدمون بعض الصخور الرسوبية المتصلبة بديلا ( للزجاج ) لوضعها على النوافذ ، ولا زالت تلك العادة موجودة حتى الآن ..

ومن يعود الى وصف جزيرة العرب في بداية القرن التاسع عشر ، لوجد أن وضعها قد تخلف عشرات المرات عما كانت عليه قبل آلاف السنين ، فقد هجرت قرى وخربت ، وبقيت آثارا لخرائب قديمة ، وقد نفخ اكتشاف البترول في أجزاء كثيرة من جزيرة العرب الحياة من جديد ..

وكانت البحرين من أكثر مناطق جزيرة العرب ملائمة للحياة ، فترى كثافة السكان ووفرة المياه ، وفرص الحياة من استخراج اللؤلؤ الى صيد الأسماك ، الى الاتصال بالعالم من خلال البحر ..

وكان ( ولا يزال ) في جزيرة العرب ، الكثير من المعادن والخامات نذكر منها:

1 ـ الذهب : ذكر المؤرخون الأجانب ، والعرب ، أن ( التبر ) كان موجودا في مناطق (العتود ) و ( ديار بني سليم ) و ( بيشة ) والمنطقة التي بين ( قتفذة) و (مرسى حلج) .. ومنطقة اسمها ( أوفير ) .. وقد وردت الأخيرة باللسان العبري بالتوراة .. حيث أصبح الذهب يحمل اسما مشابها لاسم المنطقة ، باللسان العبري . كما يوجد منطقة يستخرج منها الذهب اسمها ( مهد الذهب ) .. ويعتقد الكثير من الجغرافيين أنها هي نفسها ( ديار بني سليم ) .

2 ـ البارايت و الجالين : يعتقد بعض الخبراء أنه من الممكن استخراج عشرة آلاف طن سنويا من (البارايت ) من منطقة (راج ) .. كما معدن ( الجالين ) النفيس ، يمكن أن يكون له منجما قديما في منطقة (رابغ ) ..

3 ـ الحديد : اشتهرت اليمن بسيوفها ( اليمانية ) .. مما يدل أنها كانت تستخرج الحديد بتقنيات متفوقة في وقتها على غيرها .. وقد ذكر (الهمذاني ) ذلك وقال أن مناجم الحديد كانت في ( نقم ) و (غمدان ) و (فصوص السعوانية ) و جبل (أنس) ..

وفي أرض جزيرة العرب معادن كثيرة منها النحاس و الكوبلت والفضة و أملاح كثيرة ، ويتواجد في صخورها الرسوبية ، الكثير من النفط وغيره ..

وقد حاولنا تكثيف و اختصار ذلك الموضوع للتدليل ، على معرفة تلك المعادن في العصور القديمة ، لربط الموضوع من كل جوانبه ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 16-07-2006, 04:47 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الحيوانات في جزيرة العرب ما قبل الإسلام

الجمل :

يعود استخدام الجمل في جزيرة العرب الى منتصف الألف الثاني قبل الميلاد ، وقد ورد ذلك في نصوص أهل العراق القديم عن استخدام أهل جزيرة العرب له وكان الآشوريون يطلقون عليه ( حمار البحر ) ..

وقد مكن الجمل لسكان الجزيرة أن يتوسعوا في اكتشافهم أعماق الصحراء ، وإن لم يكونوا قد عرفوها كلها ، وذلك لما لهذا الحيوان من قدرة على تحمل العطش ، حيث يستطيع الصبر أكثر من أسبوع على العطش ، كما أن له خصائص ليست موجودة عند الحيوانات الأخرى ، والجمل العربي له سنام واحد ، يختلف عن الجمل ذي السنامين الذي يصغره حجما و لكنه يتفوق عليه بالسرعة .

لقد وجد للجمل عند العرب مئات الأسماء ، في حين وجد له القليل من الأسماء عند جيرانهم ، وكان المديانيون ( وهم عرب آل مدين الذي يرده المؤرخون الى أنه أحد أبناء ابراهيم عليه السلام من أم عربية اسمها قنطورة ) يعتنون بالجمال ، حتى أنه ذكر أنه كان لأيوب عليه السلام ألفان من الإبل .

وقد سمي الجمل جملا ، لتجمله بالصبر ، و سرعته على الإنتقام ..

الحصان :

لم يعرف عرب الجزيرة الخيل إلا قبل الميلاد بمائتي عام ، وقيل أنها انتقلت إليهم من العراق أو مصر ، والمعروف أن موطن الخيول القديمة التي انتشرت قبل التاريخ ، كان من منطقة بحر قزوين ..

والخيل أسرع من الإبل ، لكنها لم تتحمل أجواء الجزيرة و تضاريسها ، وكانت تستخدم للزينة عند الميسورين من الناس .. وحتى في المعارك الإسلامية الأولى لم تكن أعداد الخيول بالكثرة التي تذكر .. وقد ورد بالقرآن الكريم ، اقتران الخيل بالقوة ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ) .

البغال :

البغال معروفة بقوة تحملها الكبرى في مناطق مختلفة من العالم ، وهي هجين بين أنثى الخيل و ذكر الحمار .. وقد حرم العبرانيون على أنفسهم استخدام أو اقتناء البغال ، حتى أحل استخدامها النبي (داوود ) .. وهم جيران العرب .

أما المسلمين ، فقد ذكر أن أول بغلة رئيت في الإسلام هي ( دلدل ) وهي بغلة أهداها ( المقوقس ) للرسول صلى الله عليه و سلم ، هي وحمار اسمه (عفير) .

الحمير :

يعتقد الباحثون أن استخدام الحمار في جزيرة العرب هو أقدم من استخدام الجمل ، و قد اتصف بسهولة انقياده و تحمله ، ووصف بالبلادة لذلك ، ليس عند العرب وحدهم بل عند كل شعوب الأرض ، و أنثى الحمار عند العرب (أتان) وعند العبرانيين ( أتون ) ..

الأبقار و الأغنام :

عرفت التجمعات السكانية الريفية الأبقار ، وكانوا يستفيدون من حليبها و استخدامها للحرث ، أما البادية فلم تقتنيها لارتفاع كلفة تربيتها و عدم ملائمتها لجوهم ، بل حتى كان من يقتنيها يقابل بنظرة احتقار من لدن أهل البادية .

حيوانات أخرى :

لقد عرف العرب الأسد ، وقد قل ظهوره مع ظهور الإسلام ، وقد وجد له العديد من الأسماء ، وكانت المناطق التي يكثر بها الأسد تسمى مآسد وواحدتها مأسدة .. كما عرفوا النمر والفهد و الضبع و الضب و الثعلب و البازي و العقاب و ابن آوى و السمك و الذباب و البعوض و الأفاعي و العقارب والنعام والقرود و الخنازير و الغراب و البوم والهدهد ..

ــــــ
المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام / د جواد علي / دار العلم للملايين 1964
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 05-08-2006, 09:10 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

النباتات في جزيرة العرب قبل الإسلام :

إذا كان الجمل ( البعير ) هو الحيوان الذي رافق العربي في جزيرة العرب كحيوان ضروري ، فإن (النخلة ) كانت الشجرة والنبتة الأكثر أهمية بين النباتات عندهم ، فكانت تشكل لهم مصدرا هاما في تغذيتهم و تداويهم و خمرهم ، كما كانوا يستخدمون خشبها في أعمال البناء ، وكذلك سعفها و ليفها .

وكانت النخلة التي تزرع حيثما وجد الماء ، تشكل رمزا للغنى و الوجاهة ، ومصدرا هاما في تكوين رأس المال .. وقد تخصص اليهود في زراعتها ، وبيع تمرها . وبقيت سعفة النخيل رمزا للاحتفال و التكريم ، وقد وجدت نقوشها في الآثار القديمة . وقد زينوا بها معابدهم ، فكانت النخلة سيدة النباتات دون منازع ، ليس عند عرب الجزيرة فحسب ، بل عند كل الشعوب السامية .

أما الكروم ( العنب ) فقد ذكر العلماء أن النبط قد أدخلوها لجزيرة العرب في القرن الرابع الميلادي لكل من الحجاز و اليمن ، وقد أتوا بها من بلاد الشام . كذلك أدخل النبط زراعة الرمان والمشمش والتفاح و غيرها ، حيث زرعت في الطائف و مناطق اليمن ..

أما أشجار الأخشاب ، فقد تبين أن العرب كانوا يستوردون الخشب من الهند وإفريقيا لصناعة سفنهم ، لندرة الأشجار الضخمة إلا في المناطق الجبلية الماطرة . وقد كان بعض الغابات في منطقة (حسمى ) و بعض مناطق الحجاز ، وعرف عرب الجزيرة إلها اسمه ( ذو غابة ) . وعرفت مناطق مثل اليمن وعمان نمو الغابات بها .

وقد عرف عرب الجزيرة شجر (السدر ) .. وكانت شجرة قوية ترتفع عدة أمتار عن الأرض ، تعطي ثمرة ( النبق ) .. لا تحتاج كثيرا من الماء ، اكتسبت أهميتها لما توفره من ظل للذين يقطعون الصحراء الحارة الجافة ، فما أن يصادفوها في واحة في طريقهم ، حتى ينعموا بظلها وينسوا عناء سفرهم هم وإبلهم ، ويتذكروها .. حتى أن بعض العبرانيين قد عبدوها ، وكانوا يعتقدون أنها تتلقح من القمر .. فاعتبروها آلهة أنثى و القمر إله ذكر .

وقد عرف عرب الجزيرة أشجارا مثل (الغضى) المشهور في فحمه وجمره ، والأدراك ، والسمح ، والصعتر . أما الحبوب والبقول فقد عرف القمح والشعير و الحمص و الفول والعدس والأرز والذرة و السمسم ، وقد نأتي على ذكرها في الحديث عن الزراعة عند عرب ما قبل الإسلام .

كما استورد عرب ما قبل الإسلام بعض الخضراوات مثل البطيخ من فارس ، والذي كان يسمى (خربز ) ..

أما البخور واللبان و الصمغ ، فقد كان يشكل في الأزمنة الغابرة مصدرا للثراء كما يشكل النفط الآن لأهل الجزيرة .. وقد كان يستخرج في مناطق ظفار و مسقط وبعض نواحي اليمن .

وقد تفوقت اليمن بفنون أهلها بمعرفة النباتات وزراعتها عن دون مناطق جزيرة العرب ، فكان عندهم ثلاث مستويات من تبدل الطقس ، بارد ، معتدل ، دافئ ، عرفوا نباتات كل طقس .. و تفننوا في إقامة المدرجات و المصاطب الزراعية ، وعمل السدود .. الخ .

ونظرا للمناخ القاسي الذي يلف جزيرة العرب ، فإن غير أبناءها يستغربون طباعهم و ما يثيرهم وما يفرحهم ، فقد يستغرب باحث أوروبي قادم من حوض نهر الدانوب ، لماذا يتقاتل أخوان عرب على غدير ماء به عدة أمتار مكعبة من الماء .. كما قد يستغرب أحدهم لماذا يتم التغزل بريح الصبا و اكتمال البدر .. ولعن ريح السموم !
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #6  
قديم 17-08-2006, 05:38 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الأمطار والمناخ وتوزيع السكان :

أينما يوجد الماء ، توجد الحياة .. هذه حقيقة أكدها رب العزة في قوله : (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ) الأنبياء 30

حبا الله أرض اليمن وأجزاء من أرض عمان بمناخ متنوع و أمطار وفيرة في بعض الأمكنة ، فكانت اليمن من أكثر بقع الجزيرة العربية كثافة بالسكان ، وأكثر المناطق العربية التي هاجر منها العرب ، فاستوطنوا في بقاع قريبة وبعيدة ، حتى وصلوا شواطئ البحر المتوسط الشمالية . فدولة الحيرة ودولة الغساسنة ، قبل الإسلام ، أصولهم من اليمن .. واليوم تضخ اليمن موجات مهاجرة لكل بقاع الأرض ..

لقد أطلق العرب على المطر اسم ( الغيث ) ، لأنه يغيثهم من جوعهم وعطشهم ويوفر لحيواناتهم المرعى فيكثر لبنها و يزداد عددها .. وكانت الحواضر المستقرة تقع في مناطق يتوفر بها الماء ، فتكتسب تلك الحاضرة أهميتها لوفرة الغذاء والماء لأهلها ومن يصلها في طرق سفره .. في حين تتنقل القبائل العربية ، تتبع مصادر الرعي و الماء أينما وجدت ، وكانت تلك الصفة هي الأكثر عند عرب الجزيرة الذين كانت أمطار مناطقهم تتذبذب بين زخات بسيطة أو أمطار تنزل كأفواه القرب تصنع السيول و الغدران والواحات المؤقتة ، فتتجمع حولها الأعراب ، ثم تنتقل عندما تستنزف ما يوفر الحياة بها .

وقد تدمر السيول مدنا ، أو تغور في الأرض (الرمال) لتكون قريبة أو بعيدة تستثمر في أشكال ما ، وقد تغور في داخل البحر مكونة عيونا قرب الشاطئ كما في حالة (الخليد) بين البحرين والساحل .. وقد عانت مكة وبعض الحواضر من السيول الغاضبة ، كما تحايل أهل اليمن على السيول و أنشئوا السدود . وقد وجد رجال الآثار مواقع لسدود قديمة قبل الإسلام في مواضع كثيرة .

أما سكان الجبل الأخضر في عمان ، فيعتبروا من السعداء حيث تصطدم الأبخرة في قمم الجبال ، فتفرغ غيومها حمولتها من الماء ، لتسيل على سفوح الجبال مكونة بقاعا خضراء تزهو بتفوقها على ما حولها من الصحراء الجافة .

وحيث كانت السيول والنهيرات و الأودية و الإحساء ، تتكون تجمعات سكنية تعيش على هوامشها .. ورسمت الخطوط وطرق المواصلات بحيث يرتاح المسافر في تلك النقاط المخضرة .. وانتعش سكان تلك المناطق ببيعهم الغذاء وتزويد المسافرين بحوائجهم ، كما تطورت تلك التجمعات السكنية لتصبح فيما بعد نقاطا تجارية ، تجمع المنتوجات المحلية والمستوردة وتبيعها لمن يحل بها .

كما كانت النقاط الواقعة على السواحل البحرية ، تستقبل البضائع والتجار وحتى المهاجرين .. ففي السواحل الغربية والجنوبية الغربية ، تجمعت أعراق إفريقية وأوروبية ، واختلطت بالعرق العربي المتأصل في تلك المنطقة ، أما في السواحل الشرقية والشرقية الجنوبية فاختلطت الأجناس الآسيوية وبالذات الهندية والفارسية مع سكان المنطقة الأصليين .. كما أن سكان السواحل الأصليون قد انتشروا حتى وصلوا الى إندونيسية و سواحل إفريقيا الجنوبية الشرقية .

أما السكان الذين لم يكونوا يرتبطوا بتجمعات ثابتة ، وكانوا الأغلبية (قبل الإسلام ) .. فطغى التنقل على صفاتهم ، فانتقلوا بموجات متتالية حتى حلوا في العراق و(كرمان ) الساحل الإيراني الجنوبي ، ووصلوا الى ضفاف المحيط الأطلسي في حركة دءوبة لم تتوقف إلا عند نشوء الدول القطرية الحديثة .
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #7  
قديم 04-09-2006, 05:46 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الطرق البرية

من نتائج غلبة الطبيعة الصحراوية على أرض جزيرة العرب ، أن انحصر امتداد شرايين المواصلات فيها في أماكن خططتها الطبيعة نفسها للإنسان ، فجعلتها تسير بمحاذاة الأودية ومواضع المياه والآبار ، وهي السبل الوحيدة التي يستطيع المسافر ورجال القوافل كي يستريحوا في مواضع منها ويحملوا منها الماء . وتنتهي رؤوس هذه الطرق بالعراق وببلاد الشام في الشمال وبالعربية الجنوبية وبموانئها في الجنوب ، وهناك طرق أخرى امتدت من العربية الشرقية إلى العربية الغربية ، ولها مراكز اتصال بالطرق الطولية الممتدة من الشمال إلى الجنوب في الغالب .

وقد أقيمت في مواضع من هذه الطرق مواضع سكنى ذات مياه من عيون أو آبار ، عاشت ونمت بفضل منة مائها عليها ، فصارت منازل مريحة لرجال القوافل يحمدون آلهتهم عليها ، ويحمد أصحاب ذلك الماء آلهتهم على منتها عليهم بإعطائهم ذلك الكنز العظيم الذي أعانهم على العيش وجلب لهم كرم التجار .

وفي العقد الحساسة من هذه الطرق نشأت المستوطنات ، ومواطن السكنى القديمة انتشرت في أماكن متباعد بعضها عن بعض في الغالب ، فكان لهذا التوزيع أثر كبير في الحياة الاجتماعية والحياة السياسية والعسكرية ، ولا شك . وما الطرق الحالية التي يسلكها الناس اليوم إلا بقية من بقايا تلك الطرق القديمة التي ربطت أجزاء الجزيرة بعضها ببعض ، كما ربطت الجزيرة بالعالم الخارجي .

ونجد في مخلفات تلك المستوطنات مواد مستوردة من مواضع بعيدة ، هي دليل بالطبع على إن الإنسان كان يقطع الطرق قبل الميلاد بمئات من السنين ليتاجر ويبيع ويشتري دون إن يبالي ببعد المسافة وطول الشقة وصعوبة الحصول على وسائل النقل وما يتعرض له ، وهو في طريقه إلى هدفه ، من مخاطر وأهوال .


وتعد "نجران" من أهم المواضع المهمة الحساسة في شبكة المواصلات البرية قبل الإسلام ، ففيها تلتقي طرق المواصلات الممتدة في الجنوب ، وفيها يتصل الطريق البري التجاري المهم الممتد إلى بلاد الشام ، فيلتقي بطريق العربية الجنوبية ومنها يسير الطريق المار إلى "الدواسر" فالأفلاج فاليمامة أو ساحل الخليج ومنه إلى العراق .


ولم تموّن الطرق البرية المارة بالعربية الشرقية أي "ساحل الخليج" العراق بتجارة جزيرة العرب وبالمواد المستوردة إليها من الهند ، بل موّنتها بموجات من البشر منذ آلاف السنين قبل الميلاد . فقد كانت القبائل العربية النازحة من الجنوب لأسباب متعددة تحطّ رحالها على هذا الساحل ، انتهازاً لفرصة ملائمة ترحل خلالها إلى العراق لتستقر فيه . وقد سلكت أكثر القبائل العربية التي استوطنت العراق هذا السبيل حينما هاجرت إليه قبل الميلاد وبعده أيضاً .
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م