هل ربنا عز وجل هو الدهر ؟

[الوافـــــي]

أخي الفاضل / يتيم الشعر

الحديث حول هذه الأمور لها جوانب متعددة
وإن كنت أرى أن عدم الخوض فيها أولى من فعل ذلك
لأنه يشتبه عند الكثيرين واقع ما يقرأون
فقد يقبلونه على أنه مسلمات دون معرفة ما قد يكون وراءه من شرح وتفسير
وما أوردته في الموضوع الأساس قد يكون واضحا من طرف واحد ، ولرؤية واحدة
ولكن الأمر لا يؤخذ على ما هو عليه فيما جاء بالموضوع أعلاه
فلعلماء الأمة آراء أخرى قد تتقاطع مع ما جاء في مضمون التفسير أعلاه
وحتى لا أذهب بعيدا في هذا الأمر أقول :
من أجمل ما قرأت في هذا الجانب ، فتوى للشيخ محمد بن صالح العثيمين غفر الله له وجمعنا به في مستقر رحمته في ( مجموع فتاوى و رسائل - المجلد الاول )
باب الاسماء والصفات - (93) ما يأتي :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سئل فضيلته : عن حكم سب الدهر؟

فأجاب قائلاً : سب الدهر ينقسم إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول:
أن يقصد الخبر المحض دون اللوم
فهذا جائز مثل أن يقول : تعبنا من شدة حر هذا اليوم، أو برده، وما أشبه ذلك
لأن الأعمال بالنيات، واللفظ صالح لمجرد الخبر.

القسم الثاني:
أن يسب الدهر على أنه هو الفاعل
كأن يقصد بسبه الدهر أن الدهر هو الذي يقلب الأمور إلى الخير أو الشر
فهذا شرك أكبر، لأنه اعتقد أن مع الله خالقاً حيث نسب الحوادث إلى غير الله.

القسم الثالث:
أن يسب الدهر وهو يعتقد أن الفاعل هو الله
ولكن يسبه لأنه محل هذه الأمور المكروهة فهذا محرم
لأنه مناف للصبر الواجب وليس بكفر
لأنه ما سب الله مباشرة، ولو سب الله مباشرة لكان كافراً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وهذا هو ما أقول به والله أعلم وأحكم