مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 11-06-2006, 12:54 PM
Orkida Orkida غير متصل
رنـا
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
المشاركات: 4,254
إفتراضي

موضوع رائع فعلا أخي الغالي ابن حوران،
وفقك الله وبارك فيك، وأنا متابعة لموضوعك القيم بكل حماسة حتى أني أحتفظ به.
دمت بألف خير وخير أيها الغالي وبارك الله فيك ولاحرمنا منك أبدا...
أختك بالله أوركيدا
  #2  
قديم 11-06-2006, 04:13 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

النخب العربية .. أسماك أحواض زينة

عندما كانت النخب في الماضي تصعد من أسفل طبقات الشعب مع النسغ الذي يصعد حاملا آلامه و آماله ، ويمد أوراق شجرة الشعب بما تحتاج من خصوبة الأرض ، فتطبخ مع شمس البلاد و تعيد ما تصنع الى جذور شجرتها . عند ذلك فقط كانت أشجارنا ظلالها وارفة ، و ثمارها يانعة ، ومن يستظل بها ويحتمي يأمن من كل شر ..

وعندما أصبحت نخب اليوم ، نتاج للفساد و اختلال توزيع الثروات ، فأصبح من يقدر أن يبعث ابنه للخارج نتيجة لقربه من نظام حكم ، أو نتيجة لثروة طارئة ، فإن النخب العائدة ، تحترف العلم احتراف كالقتل ، أو اللعب ، فلا تعود نخبا تفيد شعبها و أمتها ، بل نخب تقع جغرافيا وسط الشعب ، ولكنها خارجه .

تماما كما هو الدجاج مصنف مع الطيور ، ولكنه لا يطير ، يحصر نظره بين قدميه ليبحث عن حبة قمح ، أو حشرة ، ويخمد عندما يركض وراءه من يخيفه ، بعكس الصقر يمتد نظره الثاقب الى الأفق ، يطير حرا ، ويغير حرا .. فلذلك يعلو ثمنه رغم أنه لا يؤكل ، و يتباهى من يستطيع امتلاكه و ترويضه ..

تنال تلك النخب شهاداتها العليا ، و في أبواب تبقى عناوينها مجهولة ، حتى لمن نال بها الشهادة .. فالمعلومة كالعضلة إن لم تتحرك تضمر .. وقد توقفت حركة تلك الأبواب في البحوث ، عندما نال أصحابها الشهادات ، فقد كانت الشهادة ، غاية بحد ذاتها ، أو وسيلة لغاية أكثر حقارة .. فكم من بحث بقي على رفوف الجامعات ، أو نشر بلغة أجنبية ، ولم تستفد منه أمتنا ؟

إن النخب التي بليت بها الأمة ، وسجل أصحابها أرقاما إضافية في عدد حملة الشهادات ، لا أظن أن فائدتهم تزيد عن فائدة وجود عبوات من دم في بنك الدم ، ولكن عندما تحتاج اليها ، ستكون زمرتها و مواصفاتها لا تتطابق مع زمرة دم الأمة .. أو كمخزن لقطع غيار للسيارات ممتلئ بكل الأصناف إلا صنف سيارة الأمة ..

نعم إن العمل بلا علم أعمى ، و أن العلم بلا عمل فراغ ( كفراغ الطبل ) .. وإن كان صوته عالي .. لكن عندما تتناغم حركات العلم مع حركات تطور المجتمع مع إرادته التي تتولد وفق حركات ما حوله .. عند ذلك فقط تكون النخب قد بعثت دورها من جديد ، و أصبح انتمائها لتربتها و أمتها يعطيها شهادات إضافية ، أكثر وفرة بالمجد و أكثر فائدة خالدة ..

وبعكسه فإن النخب ستبقى محبوسة في انتماءاتها اللامنتمية ، تظن أنها نتاج حضارة عالمية ، و أصحاب الحضارة لا يقرون بفعلها لا في ساحات جامعاتهم التي تخرجوا منها ، و المجتمع المحلي ينظر الى تلك النخب كنظرته لأسماك أحواض الزينة ..
__________________
ابن حوران
  #3  
قديم 19-06-2006, 02:22 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الطلائع تتخصص في إعاقة بعضها البعض :

تستبشر الجماعات المحبوسة في أساها و بؤسها ، خيرا ، عندما يأتيها خبر بأن طلائع فك أسرها ، و إطلاق طاقاتها ، قد تقدمت نحوها ، فتتحرك الآمال بالنفوس ، و يصبح الحراك في الجماعات يتناغم مع حراك القادم الجديد .. لكن قد يطول الانتظار للقادم ، وقد يكون ظل القادم إذا ما وصل أثقل من ظل البؤس السائد .. فتصبح الجماعات تترحم على بؤسها القديم من ويل بؤسها الجديد . وهذا ما يفسر دفع الشوق عند أبناء الأمة الى أعماق تاريخها ، حيث تبنى صور زاهية جميلة .. وقد لا تكون كذلك ، لكن الابتعاد عنها ، هو مرتع مريح من هول ما تعيشه تلك الجماعات .

لن نحاكم طلائع الماضي البعيد ، فهم أجدادنا ، فإن أصابوا ـ وما أكثر المرات التي أصابوا بها ـ فقد أورثونا مجدا و علما ، لا زلنا نحن إليه ، و إن أخطئوا فإننا ورثنا أخطائهم ، لا لنجعلها نقيصة عندهم ، فإن كان من سيدفع ثمن تلك الأخطاء ، فهم ( نحن ) .. و علينا التهوين من تلك الأخطاء ، والاستفادة من الكيفية التي تجعلنا لا نكرر الوقوع بها ..

أما محاكمتنا (لأحد) إن جاز تسميتها بذلك ، فهي محاكمة لطلائعنا الراهنة ، ليس بقصد الإساءة و الإقصاء لها ، بل بقصد صناعة مقتربات ، للتنسيق بين مسيرة تلك الطلائع (متحاذية) .. ولكن ما الذي سنحاكمه بتلك الطلائع ، هل نحاكم طبيعة خطابها ، أم نحاكم سلوك كل منها تجاه غيرها من الطلائع الأخرى .. سيقول قائل : أوليس السلوك الذي تمارسه أي طليعة ، يلتصق التصاقا عضويا بطبيعة الخطاب و شكله ؟

تتناحر الطلائع و تعيق بعضها البعض ، وتستنكف عن حوار بعضها البعض في أوقات يكون الحوار متيسرا و قابلا للحدوث .. وتضطر لمثل هذا الحوار عندما تتناقص قوتها ، ويبرز لها عامل يجبرها على الحوار ، لينتزع من كل طرف من أطراف الحوار (المفترض) ، مكاسب تزيد عن مكسب كل طرف ، بل تزيد عن مكاسب الأطراف مجتمعة .. تماما كمن يعطي لمحامي حصة أكثر من حصته(هو) في حق اختلف عليه ، ويأس من تحصيله ..

لقد بنت الطلائع في منطقتنا خطابها ، على مقارعة فريق محلي ، و نسجت تفاصيله الأدبية ، وفق حركة ذلك الفريق ، وكانت تزين خطابها بركائز ذهنية تتصل بعمق الموروث الحضاري لجمهور المخاطبين .

فكانت معظم الخطابات تكتب أو تعد على ضوء نشاط طليعة أخرى ، فالآخر بخطاب أي طليعة هو طليعة أخرى ، وتكتب البيانات و أدبيات أي طليعة ، على إثر تحرك أو صدور خطاب من تلك الطليعة ، فكانت خطابات الطلائع عبارة عن مساجلات فيما بينها ، ملها الجمهور ، الذي كان ينتظر توجها نحو المستقبل وفق خطاب يتلاءم مع مخزونه التراثي و إمكانية تحقيقه وفق قدرات المجتمع و تكيفها مع الظروف السياسية المحيطة ..

لقد كانت خطابات الطلائع ، بيانات أدبية ، ذات صبغة وجدانية ، تعتمد إثارة الهمم الطيبة ، وتهاجم غيرها من الطلائع . لقد كانت خالية من الصبغة السياسية المعاصرة المحترفة ، مما جعل انجذاب الجمهور نحوها ، انجذابا لحظيا ، لا يتمسك بها أو الدفاع عن تلك الطلائع إلا إذا كانت قد وصلت للحكم ، أو أنها كانت تعبر في عينة من الوقت عن إرهاصات المواطن ، فيتعاطف معها لحظيا ووقتيا ..

إن احتراف الطلائع وتمكنها من نبش خصائص بعضها البعض ، هي النتيجة الأكثر وضوحا والأكثر أثرا .. والتي نفرت الجمهور من التقرب لمؤازرة أي طليعة ، كما قدمت خدمة ذهبية للأنظمة الحاكمة ، لجعلها تبدو أنها أفضل حال من أي طليعة ، سيما وأن الخطاب السياسي الذي يكشف مساوئ تلك الأنظمة لا يصل بشكل واسع لجمهور أي قطر عربي ، بالقدر التي تصل به الخطابات التي تذكر مساوئ أي طليعة ..
__________________
ابن حوران
  #4  
قديم 19-06-2006, 06:34 AM
Orkida Orkida غير متصل
رنـا
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
المشاركات: 4,254
Smile

اسمح لي أخي الفاضل بإقتباس آخر مشاركة لك


إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة ابن حوران
الطلائع تتخصص في إعاقة بعضها البعض :

تستبشر الجماعات المحبوسة في أساها و بؤسها ، خيرا ، عندما يأتيها خبر بأن طلائع فك أسرها ، و إطلاق طاقاتها ، قد تقدمت نحوها ، فتتحرك الآمال بالنفوس ، و يصبح الحراك في الجماعات يتناغم مع حراك القادم الجديد .. لكن قد يطول الانتظار للقادم ، وقد يكون ظل القادم إذا ما وصل أثقل من ظل البؤس السائد .. فتصبح الجماعات تترحم على بؤسها القديم من ويل بؤسها الجديد . وهذا ما يفسر دفع الشوق عند أبناء الأمة الى أعماق تاريخها ، حيث تبنى صور زاهية جميلة .. وقد لا تكون كذلك ، لكن الابتعاد عنها ، هو مرتع مريح من هول ما تعيشه تلك الجماعات .

لن نحاكم طلائع الماضي البعيد ، فهم أجدادنا ، فإن أصابوا ـ وما أكثر المرات التي أصابوا بها ـ فقد أورثونا مجدا و علما ، لا زلنا نحن إليه ، و إن أخطئوا فإننا ورثنا أخطائهم ، لا لنجعلها نقيصة عندهم ، فإن كان من سيدفع ثمن تلك الأخطاء ، فهم ( نحن ) .. و علينا التهوين من تلك الأخطاء ، والاستفادة من الكيفية التي تجعلنا لا نكرر الوقوع بها ..

أما محاكمتنا (لأحد) إن جاز تسميتها بذلك ، فهي محاكمة لطلائعنا الراهنة ، ليس بقصد الإساءة و الإقصاء لها ، بل بقصد صناعة مقتربات ، للتنسيق بين مسيرة تلك الطلائع (متحاذية) .. ولكن ما الذي سنحاكمه بتلك الطلائع ، هل نحاكم طبيعة خطابها ، أم نحاكم سلوك كل منها تجاه غيرها من الطلائع الأخرى .. سيقول قائل : أوليس السلوك الذي تمارسه أي طليعة ، يلتصق التصاقا عضويا بطبيعة الخطاب و شكله ؟

تتناحر الطلائع و تعيق بعضها البعض ، وتستنكف عن حوار بعضها البعض في أوقات يكون الحوار متيسرا و قابلا للحدوث .. وتضطر لمثل هذا الحوار عندما تتناقص قوتها ، ويبرز لها عامل يجبرها على الحوار ، لينتزع من كل طرف من أطراف الحوار (المفترض) ، مكاسب تزيد عن مكسب كل طرف ، بل تزيد عن مكاسب الأطراف مجتمعة .. تماما كمن يعطي لمحامي حصة أكثر من حصته(هو) في حق اختلف عليه ، ويأس من تحصيله ..

لقد بنت الطلائع في منطقتنا خطابها ، على مقارعة فريق محلي ، و نسجت تفاصيله الأدبية ، وفق حركة ذلك الفريق ، وكانت تزين خطابها بركائز ذهنية تتصل بعمق الموروث الحضاري لجمهور المخاطبين .

فكانت معظم الخطابات تكتب أو تعد على ضوء نشاط طليعة أخرى ، فالآخر بخطاب أي طليعة هو طليعة أخرى ، وتكتب البيانات و أدبيات أي طليعة ، على إثر تحرك أو صدور خطاب من تلك الطليعة ، فكانت خطابات الطلائع عبارة عن مساجلات فيما بينها ، ملها الجمهور ، الذي كان ينتظر توجها نحو المستقبل وفق خطاب يتلاءم مع مخزونه التراثي و إمكانية تحقيقه وفق قدرات المجتمع و تكيفها مع الظروف السياسية المحيطة ..


لقد كانت خطابات الطلائع ، بيانات أدبية ، ذات صبغة وجدانية ، تعتمد إثارة الهمم الطيبة ، وتهاجم غيرها من الطلائع . لقد كانت خالية من الصبغة السياسية المعاصرة المحترفة ، مما جعل انجذاب الجمهور نحوها ، انجذابا لحظيا ، لا يتمسك بها أو الدفاع عن تلك الطلائع إلا إذا كانت قد وصلت للحكم ، أو أنها كانت تعبر في عينة من الوقت عن إرهاصات المواطن ، فيتعاطف معها لحظيا ووقتيا ..

إن احتراف الطلائع وتمكنها من نبش خصائص بعضها البعض ، هي النتيجة الأكثر وضوحا والأكثر أثرا .. والتي نفرت الجمهور من التقرب لمؤازرة أي طليعة ، كما قدمت خدمة ذهبية للأنظمة الحاكمة ، لجعلها تبدو أنها أفضل حال من أي طليعة ، سيما وأن الخطاب السياسي الذي يكشف مساوئ تلك الأنظمة لا يصل بشكل واسع لجمهور أي قطر عربي ، بالقدر التي تصل به الخطابات التي تذكر مساوئ أي طليعة ..

فقط اقتبست ما خطته يداك أخي الفاضل،
مستحيل أن أجد أفضل من هذا الكلام بارك الله فيك،
وأعدته من شدة اعجابي بالعبارات فكل فقرة معبرة أكثر من الأخرى..
ودمت بألف ألف خير أخي الغالي ابن حوران وشكرا لك على هذا الموضوع الرائع.
  #5  
قديم 19-06-2006, 07:51 AM
*سهيل*اليماني* *سهيل*اليماني* غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,467
إفتراضي

تحية ملؤها حب النخب والطلائع في زمن ليس من وقتنا بضائع .. وفي حب الله لاتقان العمل وفن ازهار البدائع ..

الذي يقول .. (قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا اخرجنا منها فان عدنا فانا ظالمون قال اخسئوا فيها ولاتكلمون )

فالحوار .... دل عليه زمن الرد .. بعد ان تنادوا يامالك ... بعد الف عام .. واثبته الرد ايضا .. وسقوا ماءا حميما فقطع امعائهم ..


جزت رؤوس الطلائع في حاضرنا من اعداء الطلائع .. ليس بمنظوري فالخير باق وعلى كل فان عندي كفاف الحال .. من الطلائع ... ولا اغلوا الا باتباع خيريه .. من المنقضي اجله .. فقط لأستنير من وجله .. واستدل في عمله .. ممن كان رمز للطلائع ..


الان الطلائع هم اصحاب سبع الصنايع .. السياسة عندهم انعكاسة كل مايصب به وردهم فيستزيد منه حسابهم .. الاخلاق والقيم .. يجب سلخها فهي من السياسة .. بل قداسة السياسة ..


بينما السياسة ان تعيش حياة نعيمة الى حد ما اقله الامن ووجود قوت اليوم فانما استطعت ان تدل احد على سياستك ليعتز بها مذهبك والا فانت بحد ذاتك كنت امه .. تبعث وحدك .. ويأتي يوم القيامة من الانبياء من لايتبعه احد ..

يقول الشاعر .. وذلك بقصد الادب والاخلاق والتحلى بخفة الظل ايضا ..

لاصار ماتاخذ امورك سياسات
يصير عقلك والهبال متساوي

لانذهب بعيدا .. عن اسمى مقاصد الحي من الانسان .. والا فالميت لا هدف يرسمه .. وقد يصله بتمني حبه للطلائع .. ايضا ..

الحوار .. وقتي .. يتدرج .. حتى يكون مرتبطا بحياة الانسان ..

وقتي .. مثاله دعوة صديق لعشاء تقبله اوترده الدعوة عامه وصديقك الاخر يريد اقناعك وانت متردد .. ومثل مندوب يسوق بضاعته ..

والمرتبط بحياة الانسان هو مايكون دائما صادقا .. على اختلاف مقصده المأمول .. نوح عليه السلام .. ليس الشاهد مدة دعوته .. بل اني دعوتهم جهارا . ثم اني اعلنت لهم واسررت لهم اسرارا ... البشائر والنذائر .. بعدها .. رب لاتذر على الار ض من الكافرين ديارا .. انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولايلدوا الا فاجرا كفارا ..
ان الفائدة من دعوة نوح على قومه .. لتدل انه كان يدلهم على الخير وهو مبغضهم .. يبتسم لهم على حين لهب في جوفه .. يبرده حب الله له ..

الحكماء .. والنبلاء .. للانسانية .. كذلك .. العلماء .. ايضا .. وهكذا .. على اختلاف الاديان والعقائد ..

التحفيز .. والفاقة .. الضيق .. والكثرة تغلب الشجاعة .. ايضا ..

الضرورية والكماليه في الحاجات الانسانية ... كل ذلك أدي الى دعوة .. التخصص .. في مجال معين .. فلا طاقة للانسان .. وما اوتيتم من العلم الا قليلا ..

لياتي من تربع على عرش الطلائع .. واكتفى بالنهاية والتوقف عند حد السابقين .. فبدلا من ان يكون من الطلائع القادمين بالجديد ..

تجده اما يتحول الى تاجر طلائع .. مستضافا صحافا جديدا .. هيكلا عربيا جديدا .. مسليا للامة المحتضرة .. على نفقة العدو البلسمي الفتقي .. مكملا بعد هلوستهم الصحفية .. بامور أزلية قيامها اصلا كان خطئا .. فكيف ينبهر السذج بدمارها .. الا ان من دمرها كانوا هم الابطال .. لانهم غير سذج .. وكانوا يتميزون بالافعال لا بغيرها .. او على اقل حال محاربا لمن يريدون الاقتداء به ..

ان النقد ذهب .. فاذا ما انتقد الذهب ليس لجلاءه فقد ذهب نفعه عند من يمتلكه والا فهو ذهب لمن يقدره فتخسر الامه .. ليس بفعل ذلك الناقد .. وانما لحكمة الذهب فلا يكال مع الحديد .. لانه فريد .. فلا يرد الله سبحانه دعوة اشعث اغبر .. ولا يحب الناس كل منظر .. لوكان اللبس تاج من در .. واجتنبوا خضراء الدمن ..

( لم تقولون مالاتفعلون كبر مقتا عند الله ) .. وعار عليك اذا فعلت عظيم .. هل كل شئ تفعله يحرم التناصح فيه .. ابدا ..

فقد تدخن .. قد تقود سيارتك بعض الاحيان بسرعة خطرة .. قد تتلفظ بكلمات .. قد تكفر احيانا .. بتصديق كاهن .. قد تفتتن في حياتك .. وانما اذا بليتم فاستتروا .. انما الطلائع مانتخبت من المقاصد فسمت وقبلها الانسان بانسانيته .. ليس من دينه على اختلاف المناهج .. والسياسات .. واحبها .. وطلائع انتخابها في ختم الاديان ومعاملة القرأن وخلق محمد صلى الله عليه وسلم .. بشروا ولاتنفروا .. وامر بتحاورنا مع مايتفهمه الناس . فقد كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالخير وتنهون عن المنكر .. ليس بطريقة مقيده .. بل علم الله بايمانكم ومقاصدكم .. ليس باحتكاره على امر ديني .. بل كل خير .. ومن الخير ان تسعد طفلا .. ترشد خصما .. تنتقد هادفا .. تردد مقولة لشاعر شجاع .. اقول لها وقد طارت شعاعا .. لااظلم نفسي فاتركها لانه يختلف في دينه او مذهبه .. فانتقد كل شئ فيه .. لتكون طليعتي هلامية .. واهدافي غرامية .. واعتقاداتي هوائية ..


نعود الى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ولفضله واتساع رحمته وتقديره وتفهمه بافكار من يتحاور معه ..

حتى ما سأله احد الصحابه عن الصلاة في آخر الزمان كيف تكون اوقاتها واليوم كشهر والشهر كسنه .. قال عليه الصلاة والسلام .. اقدروا له قدره ..

وادعى البعض التفرقة العنصرية في تقدير مقام البعض واحترامهم .. بينما هو العدل .. في انزال الناس منازلهم ..

ليعظم المحب خالقه ويذب عن كرامته وقداسته .. ( ولاتسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ) .... فقط بتركه امورا .. قدرها بتوفيق الله له .. والسلامة مطلب الطلائع دائما ..

يتسارع الزمن وتتغير الحضارات وتتصارع المتناقضات .. بينما يبقى الماء هو سر الحياة . (لا الشمس ينـبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون ) ... في هذه الحياة .. سيلحق بالركب الردف .. والمنقطع .. وحسن اؤلئك رفيقا .. فقط بحبة .. بصدق .. بحكمة .. تلك هي السياسة ..

فلولاهم .. ما احتاج الشجاع النخب .. الى سياسة وحوار اصحاب التعاسة .. فاذا ماسأله عن السماء .. قال ... هي اصل الماء ..

فاذا ماسأل طالب مدرسه في رحلة يوم الثلاثاء .. كيف تكتب الهمزة على الالف ام السطر .. قال المدرس .. دع الجواب يوم الخميس افضل ..

فاذا ماقال اذكر ثلاث حيوانات برمائية .. قال الطفل البرئ .. الدفدع وامه واخته .. فظن السائل ان الطفل يعرف مقصده وكشف سره .. فيخافه ابد الدهر .. ليصدق قول الله .. ترهبون به عدو الله وعدوكم ..


لولا اني اقدرك بصدق واحترام وهيبة مقدار .. لما كان كذلك القدر من المكتوب .. والله اعلم بالصواب .. الهادي لخير جواب ..

آخر تعديل بواسطة *سهيل*اليماني* ، 19-06-2006 الساعة 08:37 AM.
  #6  
قديم 22-06-2006, 05:09 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

خرائط مشوشة لأهداف غير واضحة ..

تنتشر بين فترة وفترة في أماكن مختلفة من بلادنا ، حمى البحث عن الكنوز الأثرية ، فيتكون لها تراث مصطنع و أدب مصطنع و رواة آنيين ( حكواتية ) يسردون القصة تلو القصة ، عن رموز الاستدلال على الكنوز .. وتجد هناك من يجلس يستمع لهؤلاء ( الحكواتية ) ، فاغرا فاه ، هائما بأحلام ( أميبية ) لا حدود لها .. فيغتر ( الحكواتي ) بعمق تأثيره على جمهور المستمعين ، ويسترسل ، ساردا قصة وراء قصة ، واحدة سمعها منذ مدة ، فأجرى عليها تحسينا و إضافات ، وواحدة قد يؤلفها للتو ، طالما هناك من يستمع ..

وتظهر على ضوء ذلك النشاط المحموم ، عصابات تتاجر بخرائط الكنوز ، وتقدم للهواة ، خدمات ( طبعا بثمن ) .. كأن يحضروا لهم بخورا خاصا ، لفك رصد الكنز ، أو يحضروا شيخا ، تم استحداثه منذ وقت ليس ببعيد .. وإنهم سيجدون زبونا لكل سلعة من تلك السلع ..

قد يتعب هواة البحث عن الكنوز ، فيأتي جواب النصابين ، أنه قد يكون أخطأنا في قياس المسافة ، فلم يكن علينا أن نحفر هنا ، بل كان علينا أن نحفر على مسافة كذا ، وعندما ينهون الحفر في المكان الجديد ، سيأتي العذر ، بأننا فهمنا إشارة الأفعى على الخريطة بشكل خاطئ ، فلم يكن علينا اتباع رأسها .. بل ذيلها ..

هذه الصورة ، قد نجدها عند أتباع السياسة من طلائعنا ، فخرائطهم غير واضحة ، وأهدافهم غير محددة ، فيكثر التفسير في فك رموز كل خريطة ، وتختلف وجهات السفر في كل مرة . عندما يعرف أحدنا أنه سيسافر الى فرنسا (مثلا ) فإنه سيستخرج تأشيرة ( فيزا ) لفرنسا .. ولا يستخرجها لتايلاند ..

يتوهم البعض أنهم على علم كامل بتاريخ الأمة ، مع أن معلوماتهم قد لا تتعدى ، اجتهاد من قرءوا له من كتاب ، وقد تكون القراءة مستعجلة ، أو يكون الكاتب منحازا لتفسير دون آخر ، وقد يضاف على تلك القراءات غير المتأنية رغبة ( شهوة) القارئ ، في ترسيخ اعتقاد سابق تكون لديه عن تلك الأمة .. ومع ذلك فإن تلك القراءات ستكون خط انطلاق لسعي هذا الطليعي أو ذاك ..

وقد يطلع أحد المثقفين ، على تجربة دولة أو حضارة أجنبية ، فتكون احتقاناته ، وشعوره بالعدمية عاملان مهمان في التبشير بما اطلع عليه .. وقد يبارك اندفاعه في التبشير ، باحث عن أنصار ، فيغض النظر عن سوء فهمه ، طمعا في كسبه الى صفه ..

لو راقب أحدنا ذبابة ، وهو في وقت قيلولة ، لرأى أنها بعد أن شبعت ، تدور في دوائر لا تزيد نصف أقطارها عن متر ، وتكاد لا تمل من هذا الدوران المستمر ، وعندما يتأمل في تلك الظاهرة عله يجد تفسيرا لها ، فسيغلبه النعاس ولا يفيق من غفوته إلا على إزعاج الذبابة نفسها ، أتراها كانت تراقب حالته لتنقض عليه ؟

في السياسة ، وليس في أدناها ( طلب الأمن والقوت ) ، فهي إن كانت تلك هي أهداف السياسة ، فالسحالي هي أفضل من يفهم بالسياسة .. بل إن أهداف السياسة ، هي حشد طاقات المخاطبين في الخطاب السياسي ، وجعلهم يؤمنون بجدوى الخطاب ، إذا كان في النهاية ، يوفر لهم العيش الكريم ، وعدم الشعور بانتقاص قيمة الفرد والمجتمع محليا و دوليا ..

إن كان هذا هو العنوان ، فعلى صاحب الخطاب ( الطليعي ) ، فردا كان أو متكلما باسم مجموعته ، أن يتيقن بأن من سيخاطبهم ، قد لا يتفقون معه ، وقد لا يعاونوه ، وقد يعارضوه ، فإن افترض غير ذلك ، فإنه بلا شك مآله للفشل والاضمحلال ، وإن افترض ذلك ، فعليه أن يتدرب على تقريب المسافات بينه وبين من يتعايش معهم ، سواء كان هو في الحكم أو في المعارضة ، فتقريب المسافات بين أدوات التقدم ( الشعب ) هو أسمى أهداف السياسة ..

خلال مائة عام ، لم يبق مواطن في بلادنا ما كون فكرة عن أي طليعة أو نخبة ، فأصبح الفرد ( ذكرا كان أو أنثى ) له وجهة نظر في كل ما جرى لتلك الأمة .. فلو عملت جهة استبيانا ووزعته على عموم العرب ، وذكرت لهم كم تعطي لنفسك من عشرة نقاط قريبا من تلك الفصائل ، وذكر له في الاستبيان عشرين جهة ، فقد يعطي للفئة ( أ) 9 نقاط و يعطي للفئة ( ب) 3 نقاط الى ينتهي الى العشرين .. ولو جمعنا كل أوراق الاستبيان ، لما وجدنا ورقتين متطابقتان تطابقا كاملا ..

هل نتوقف عن البحث وعن التخاطب و الحوار ، ونتصلب عند حد ، قد لا يوافقنا عليه الآخرون ؟ .. أم نبحث عن صيغ ، تقرب بين فئات الشعب ، وطلائعه لنبعث في خطابنا الحياة ؟

إن التشبث بالمواقف الى مالانهاية ، هو أس مشاكلنا .. وعلى الطلائع أن تحذر الأحكام المسبقة ، و أن تحذر الاستناد الى مفاهيم تراها هي أساسية ، ويراها غيرها خلاف ذلك ..

إن توجهنا الى ذلك بالفعل ، عندها نستطيع أن نرسم أهدافنا ، ونستطيع وضع الخرائط الخاصة التي توصل لتلك الأهداف ..
__________________
ابن حوران
  #7  
قديم 26-06-2006, 07:20 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

غياب الاحتراف السياسي وراء الكثير من المآسي :

لولا رحمة الله لعباده بالموت لهم عند عمر محدد ، لتفاقمت صعوبات الحياة حتى قتلتهم بأسوأ الصور وهم أحياء !

لنتصور أن هناك من يعيش ألف عام هذه الأيام ، ويكون هذا العمر ، غير استثنائيا ، بل لأغلب الناس ، فلا يستطيع أحدنا أن يبيع قطعة من عقار ، لأن مالكها الأول قبل ألف عام لا يزال على قيد الحياة ، ولا يستطيع أحدنا يخطب لنفسه أو لولده من أي مكان ، لأن كبير العائلة الذي (الجد الخامس عشر ) لا يزال على قيد الحياة .. وهو سيجد مبررا لرفض خطبة أي فتاة ، لأنه بهذا العمر المديد ، سيعثر على سبب يجعله لا يوافق على تلك الخطبة ، فإن سألته لماذا ؟ سيجيبك أنه عندما كان يقف مع صلاح الدين الأيوبي ، مر جد هذه الفتاة ولم يطرح السلام !

لكن رحمة الله قد وفرت علينا هذا العناء ، إضافة لكونها تخفف المزاحمة في العيش و السكن والتنافس على مصادر المياه الخ .. لكن بقي شيء هام جدا وهو مخزون الذاكرة الذي ينتقل من جيل الى جيل و من جد الى والد الى ابن !

لو تفحص أي محاور منا محاوره ، فسيجد نقطة في سجله تجعله يلاقي مبررا لرفض ما يطرح هذا المحاور ، فقد تجد له موقفا أكد اقترابه من الخط السياسي الفلاني أو الدولة الفلانية ، وهذا يكفي لرفض ما يطرح ، أو يجعل ما يطرحه في باب المشكوك فيه وفي نوايا ذلك الطرح ..

لا تقتصر تلك الظاهرة على المتحاورين من أبناء حي أو مدينة أو مهنة أو قطر أو قارة .. بل تتعداها الى كل بقاع الأرض .. وكلما اتسعت دائرة تصنيف المحاور ، كلما تيسر إيجاد السبب لرفضه ..

هذا يقود لوصف النشاط الذهني أو الأيديولوجي ، الذي يقوم به المثقفون والذين ينسبوا إما للطلائع أو النخب ، فنشاطهم أقرب ل ( الهربدة ) منه للعمل السياسي .. إن الطلائع والنخب ، مصانع متحركة ومتجددة لاختراع الأعداء ، وتنصيب آخرين نناصبهم العداء في كل صباح ومساء ..

ننظر بعين الحسد ، الى أعداءنا ، على الكيفية التي يقنصون فيها عملاءهم أو أصدقائهم من بيننا ، في حين ننظر بعين القرف الى أنفسنا ، على الكيفية التي لا نتوقف بها عن تفريخ أعداءنا من بيننا ، في حين نسقط من حسابنا التوجه الى الخارج لإيجاد أنصار لنا في قضايانا ..

لقد فقدنا الكثير ممن اعتنق الإسلام في إفريقيا ، نتيجة لعدم معاونتهم في التمسك بدينهم ، والوقوف صامدين أمام حملات التنصير .. هذا من زاوية دينية بحتة .. كما فقدنا أنصارنا ممن كانوا يقفون الى جانب قضايانا في معاداة الصهيونية ، فنفس الذين صوتوا الى جانب قرار (اعتبار الصهيونية شكلا من أشكال العنصرية ) .. هم أنفسهم من ألغى القرار في الأمم المتحدة ..

إن الحجَار الذي يقف أمام صخرة صلبة ، يقف متمعنا بها قبل ضربها بأدواته البدائية ، فيختار نقاطا للطرق عليها بفأسه أو ( إسفينه ) أو مطرقته ، إنه بفطرته ومهاراته التي تكونت لديه ، عرف أين يجب أن يضرب ، ومن أين عليه أن يبدأ ..

هذه سياسة ، معرفة فن تفتيت الكتل العدوة ، ومعرفة تجميع الكتل الصديقة ، ومن لم يتدرب على القفز عن حبل ارتفاعه قدم ، لن يتسابق في الدورات الأولمبية ليأخذ ميدالية في القفز العالي ..

لا تكفي الجعجعة و الكلام الفضفاض و طروحات إثارة الهمم الطيبة ، بل يحتاج التحرك الى معرفة تحشيد الأصدقاء و الأخوان ، والتعامل مع قضايا التصنيع و الزراعة والبيئة و تناقل السلطة ، والحفاظ على الهوية الوطنية ..

يفشل السياسيون الذين يستلموا الحكم بأي طريقة ، وهم من الضحالة السياسية بمكان ، يفشلوا في إقناع من يحكمون بالالتفاف حولهم ، ويفشلون في تحقيق برامجهم ( المفقودة أصلا ) ..

فمحترف سياسة الحكم ( أي من في الحكم ) .. لا يظهر فجأة ، بل عليه أن يكون محترفا للسياسة وهو خارج الحكم ..
__________________
ابن حوران
  #8  
قديم 30-06-2006, 03:25 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

علاقات الطلائع مع الدولة :

تختلف الطلائع في بلادنا ، في العصر الراهن ،عن تلك التي ظهرت على مر التاريخ في بلادنا و بلاد العالم ، أو عن تلك التي ظهرت في العالم خلال القرن الماضي .. وذلك في عدة مظاهر ، وحتى ندخل في الحديث عن تلك المظاهر ، يجب أن ننتهي من التقرير بأن الطلائع تستحق اسمها كذلك ، عندما يتحول برنامجها النظري الى إجراء عملي ، فتأخذ سمة الحركة و التقدم في تحقيق ذلك البرنامج ، وهي باستمرار تأخذ الانحياز الى جانب الشعب ، وبعكسه ستفقد سمتها ( الطليعية ) لتتحول الى نخب ، أو جمعيات ثقافية مهمتها التنظير ، وفهرسة أخطاء من في الحكم و تحليل تلك الأخطاء ..

فتسبق الطلائع جموع الناس ، و تتقدم أمامهم بقوة في الخطى نحو أهدافها ، وقد تتفوق عليهم بفهم ما تقوم به ، ولكنها لا تتخلف عن التحرك والمضي في العمل على الوصول لتحقيق تلك الأهداف .. و بإمكاننا على ضوء هذا الفهم لمهمة الطلائع ، أن نعتبر حركة الانتشار الإسلامي قد تمت بفعل إيمان وتحرك طلائع من أوائل من اعتنق الإسلام وتحرك في قيادة المؤمنين في تحقيق أهدافهم ، كما أنهم في حركتهم الصاعدة كانوا يكسبون المزيد من المؤيدين و الأنصار لتزيد بهم قوتهم ..

وإن أردنا إسقاط نفس الحالة على حركة المغول و التتار والصليبيين ، وكذلك فإن حروب توحيد و إنشاء الصين الحديثة تعتبر امتدادا لتلك المجموعات ، فإننا لا نكون مغالين في تصنيف أول من آمن بأفكار تلك الحركات و سار من خلفه المؤيدين و الأنصار ، هم بدون أدنى شك طلائع ، اختمرت في رؤوسهم عقيدة ما ، وحولوا ذلك الإيمان لحركة منظمة ، في حالة صعود مستمر ..

إذن يتضح لنا أن في النماذج السابقة ، أن الطليعة تكتسب أهميتها و تحل بها القوة ، من خلال اختمار عقيدة قوية تؤمن بها ، تكون واضحة ، ومفهومة وقابلة لتجعل من المؤيدين والأنصار ، تابعين لها بإخلاص وتفان .. ولا بد لها من تنصيب ( آخر ) لتحرك نفسها وجماهيرها نحوه لتنهيه و تستخلص منه مطالبها ..

في الخطاب العربي الحديث ، لم يكن التشويش في وضوح الخطاب ، هو العامل الوحيد الذي جعل الطلائع تنثني دون تحقيق أهدافها ، غير الواضحة أصلا ، بل كان اختيار (الآخر ) ، عاملا إضافيا وقاتلا ، في تقزيم تلك الحركات الطلائعية ، وتحويلها لنخب حاكمة( بعد استلامها الحكم ) أو تشكل خط دفاع ثان للحكم ، بعد تكييف مطالبها ، ووقوفها الى جانب الحكم أو وقوفها في حالة مهادنة دائمة مع ذلك الحكم ، مما دفع بمؤيديها وأنصارها الابتعاد عنها ، وتركها في وضع مكشوف أمام الجماهير والحكم في آن واحد ..

فالطليعة التي تتسلح بالفكر القومي ، تعيش واقع قطري أكثر وضوحا مما في مخيلتها النظرية ، وتتعامل مع قوانينه ودساتيره ، وتكرس جهدها في أدبياتها بالتبشير بدولة (الوحدة) .. في حين تأخذ ترخيصها من دوائر الدولة القطرية ، والقبول بشروط الترخيص .. فتعيش حالة من الانفصام بأكثر من ثنائية ، ثنائية تعاملها مع المشاكل الحياتية اليومية والقوانين القطرية ، والتي لا توليها اهتماما كبيرا لا في أدبياتها ولا في تدريب كوادرها على النظر في تلك المشاكل ، وخطابها النظري الحالم بشكل (طوباوي) في وحدة , فتخسر نظرة تعاون الدولة معها من أجل تطورها ، وتخسر الجماهير التي لا ترى وضوحا في رؤية تلك الطلائع لحل مشاكلها ..

والثنائية الثانية ، تلك العقلية الفروسية الثورية التي تؤمن بتوحيد أقطار الوطن العربي ، بواسطة القوة ، والتي تبدو فقط من خلال الشعارات ، وطرف تلك الثنائية (الضعيف الخانع ) المتمثل بالوقوف أمام دوائر الدولة لأخذ ترخيص باعتصام أو مسيرة صامتة !

أما الطلائع ذات الفكر (الخطاب ) الأممي ، سواء تلك التي تدعو لرجوع الخلافة الإسلامية ، أو تلك التي تنادي بأممية شيوعية عالمية ، فإنها اختارت بخطابها صورا وردية منتقاة من التاريخ ، وأسقطت كل الشوائب التي علقت بها أو أرادت أن تسقطها ، مركزة على الصورة المثلى في الخطاب ، ولا تفتأ تردد ضرورة التزام خطها ، كمخرج مما نحن فيه . تلك الفئات (الطليعية ) لن تناقش كيفية التعامل مع ربع سكان الهند المسلمين ، والذين يساوي عددهم سكان العرب مجتمعين ، وإن أردت فحص مكونات تلك الطلائع لرأيت الخلاف فيما بين طوائفها يفوق الخلاف بينها و بين الليبراليين أو القوميين أو الشيوعيين ..

لقد تفوقت الشيوعية في نظرتها الأممية على النظرة الإسلامية (وضوحا ) رغم غياب الجانب العملي في النظرتين .. فكلاهما تتعامل مع أمم ( إسلامية ) أو غيرها .. وأسقطت كلتا النظرتين أن لكل أمة خصائصها تتعلق بأكثر من جانب ، وهما ( الجهتان ) .. لو أرادا تطوير خطابهما للزم عليهما مراعاة تلك الخصوصية ..

فقد رأينا كيف كانت الفروق بين النظرة لديكتاتورية البروليتاريا في دول غرب أوروبا التي أسقطت ( تباعا ) ، الالتزام بها كمعطى أيديولوجي محوري ، ورأينا كيف أن يوغسلافيا والصين لم تكن على وفاق كامل مع الاتحاد السوفييتي .. بل ورأينا كيف أن العناصر غير السلوفينية في الاتحاد السوفييتي ، قد اصطفت مع (جيش هتلر ) الغازي وتعاونت معه .. ورأينا كيف أن الماركسيين في كل من ألمانيا و فرنسا ، قد حاربوا بعض في الحرب الفرنسية الألمانية ..

كما رأينا كيف أن المسلمين في إندونيسيا والسنغال وتركيا وإيران لهم همومهم الخاصة التي تختلف عن بعضها ..

تبقى مسألة خاصة بنا (كعرب ) ناطقين باللغة العربية ونفهم ما تعنيه مفرداتها جيدا .. نلحظ حتى الملحدين في تلك الأمة لم يرتدوا عن دينهم الإسلامي ، بل يعودون في نهاية أيامهم لدينهم .. في حين ، من يراقب ما يحدث لمسلمين إفريقيا ، عندما استعملوا أدوات لغوية غير ( العربية ) .. فقد ارتد القسم الكبير منهم عن الإسلام ، فالقرآن نزل بلغة العرب ، ومن لم يفهم لغة العرب ، لن يفهم القرآن فهما كافيا ..

وهنا لا بد من التأكيد أن الأقليات أو الإثنيات التي تعيش داخل الوطن العربي منذ الأزل ، وقد تشكل الأغلبية في بعض الأقطار ، كالأمازيغ في بلدان المغرب ، لكنهم طالما يحسنون التكلم في العربية ، فإنه لم يسجل حالات ترك الدين في مناطقهم والارتداد عن الإسلام .. فهم عرب و إن كانوا غير عرب ، لأنهم تعاملوا مع اللغة باحتراف و رفدوا علوم اللغة والفقه بجهد خالد ..

لقد ارتاحت الدول القطرية ، من كون تلك الطلائع مرتبكة ، فبدت الدول القطرية القائمة متفوقة بخبراتها وتوازن خطابها ، على كل أطياف الطلائع مجتمعين .. وأضافت على تلك الميزة ، ميزة أخرى وهي أنها هي التي بيدها المال والتعيينات و الإعلام والقوانين التي تخدم ديمومتها !

منذ أكثر من ربع قرن ، اقتصر نشاط الطلائع العربية ، على ردات فعل هزيلة ، إزاء الأحداث العظيمة ، اعتصام ، بيان استنكار ، مسيرة صامتة ، كتابة في جريدة تصدر خارج الوطن العربي لمهاجر عربي ، أمن عدم ملاحقته ..

لو التفتت الطلائع لحالات البطالة ، والفساد ، والبيئة ، وتنسيق العمل فيما بينها ، وتنظيم انتخابات ، وتطوير قوانين تلك الانتخابات ، والمديونيات الخارجية ، وكيفية صرف أموال البلاد ، بجهد قريب من جهدها النظري الآخر ، لكسبت جماهيرها بشرف وارتقت بخطابها نحو ما تطرحه الآن ..
__________________
ابن حوران
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م