مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 17-06-2006, 08:29 PM
الغرباء الغرباء غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: دولة الخلافه الاسلاميه
المشاركات: 2,050
إفتراضي هل الزرقاوي عميل ؟

وإنما ننكر هنأ أن تُفسّر مسيرة التاريخ بأنها مؤامرة واحدة ، يتقاسم أدوارها ممثلون بارعون ، فهذا أشبه بالسخف، والهوس ، فالتاريخ فيه مؤامرات ، لكنّه ليس كل مافيه مؤامرة ، لم يكن كذلك قط ، ولايكون ، وليس هي سنن الله تعالى فيه .

ولسنا ننكر أنّ ثمة قواعد معروفة في عالم المكر السياسي ، تجعل الأمور تبدو ـ أحيانا ـ كأنها مؤامرة ، وتظهر أطراف الصراع كأنها متآمرة ، وأنّ من لايعرفها ، تختلط عليه الأوراق ، فعالم المكر السياسي يقوم على أسس كثيرة ، أهمها ثلاثة :


أحدها : إبقاء الأزمات وإدارتها ما أمكن ، إذا كانت الإستفادة منها أنفع من حلّها ، أو الإدارة بالأزمة ، وهذا فنّ من المكـر آخـر عجيب ، أيْ توفير أسباب الأزمة لتنفجـر ، ثم الأخذ بخيوطها وتحريكها ، لحصد الأطماع منهـا ، ووقوع هذين كثيرٌ جدا في المشهد السياسي العالمي ، وحروب الخليج الثلاثة ، حرب الخميني ، وحرب الكويت ، وحرب احتلال العراق كلّها أمثلة واضحة .

الثاني : صناعـة توازن القوى ، الذي يمنع إنهيار المصالح عندما تتغلّب قوى على أخرى ، واستغلال ذلك التوازن لجني المكاسب ، وأكثر ما تلجأ الدول عالميا ، أو محليا ، لهذا الحلّ إذا لم تقدر أن تجعل القوى المتنافسة تابعة لهـا ، ولهذا يبدو أحيانا السكوت عن تنامي قوة معادية في المشهد السياسي ، كأنه مؤامرة خفيـّة !

الثالث : أنّ عالم المكر السياسي يقوم على فنّ الوصولية ، فالغاية تبرر الوسيلة ، ومن ذلك أن عقد الصفقات مع أشدّ الناس عداوة ، لايعني أنه عميلٌ في صورة عــدوّ ، بقدر ما يعني أنّه ربما لم يكن الوصول إلى الأهداف السياسية إلاّ عن طريق تلك الصفقات .

ومن هذا أيضا فن التوظيف المباشر ، وغير المباشر ، كما وظّفت واجهات ومؤسسات دينية ، وجماعات إسلامية ، في خدمة السياسة الصهيوصليبية العالمية ، فهي تحرق في هذا المكر إلى أن تنتهي الحاجة إليها في مرحلتها ، وتحت هذا تحدث أمور في غاية العجب ، حتى تجد الرجل يتكلم في تفاصيل مسائل التوحيد في مسجده وبين طلاب العلم ، وهو بوق من أبواق الحرب الصليبية على منابر الإعلام !!

وهذا لايعني أن كلّ هذه الوسائل محرمة شرعا في جميع صورها ، بل ماكان منها خاضعا لأحكام الشريعة، فهـو مباح ، أو ربّما كان من الجهاد المندوب ، أو الوا جب ، وفي سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وحياة الصحابة ، وتاريخ المسلمين ، أمثلةٌ كثيرة ، لإستغلال ما يجوز استغلاله لمصالح المسلمين ، وإعلاء كلمة الإسلام ، سواء توظيف القوى والصراعات السياسية ، واستغلال الخلافات في صفوف الأعداء ، واهتبال فرص تقاطع المصالح ، والاستفادة من التحالفات ،..إلخ

ولاريبَ أنّ ساسة الغرب ، قـد فكّروا في الإستفادة من الجهاد العالمي في ضمن ما ذكرت آنفا ، وقلّبوا عقولهم الماكره ، يبحثون عن كيفيّة من خبراتهم الشيطانية ، لإستثماره في مكرهم العالمي ، غيرَ أنّ الذي حيـّر عقولهم فرجعت خاسئة منبهرة ، وكفّ أيديهم فردت إلى أفواههم منكسرة ، أنّـه أمر ربانيّ ، تجاوز حدود تفكيرهم العفن ، وتعدّاها إلى حيث يقفون عاجزين أمام إنهيار بنيانهم الذي بنوه بأيديهـــم ، كماقال الحق سبحانه :

(وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُون ، َفَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ ، أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ) .

( قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ ) .

وقد قلنا فيما مضى ، وفي عدّة مواضع ، أنّ هذا الجهاد العالمي ، إنما هو روحٌ ربانيّة ، عليها جميع أمارات النصـر ، وملامح التمكين ، قد بثّهـا الله تعالى في الأمـّة ، لتكون إرهاصات لتغيير كبير ، وجمع لها ثلاثة ركائز ، هي سـرّ استعصاءها على دوائر المكر السياسي العالمي ،

أحدها : أنّه جهاد عالمي تجاوز حدود القدرة على حصاره ، أو إسقاطه في شَـرَك التوظيف.

الثانيــة : أنّ خطابـه مستعلٍ بالوحي ، خارج عن سيطرة أوكار الطواغيت ودسائسها ، ووسائله أيضا غير خاضعة لإعلام الطواغيـت وأبواقها .

الثالثة : أنّ استعداده للتضحيات تجاوز المقاييس كلّها ، وعزيمته أشدّ خطراً من ترسانة الأعداء بأسرها .

ولأنّ هذا الجهاد العالمــي ، فكراً ، وتنظيماً ، وسلاحاً ، تبرّأ من الجاهليّة كلّها ، وقطع جميع خيوطها ، وأظهر لها العداوة من غير خفاء ، ولاتلبيس ، لم تقدر أن تصطاده في شباكها ، بل اصطادها هـو ، فأوقعها في مستنقع الهزيمة ، وألحق بها الذل ، والعار ، وبدا عليها التخبـّط ، فهي غارقة في أخطاءٍ تولد أخطاءً ، على جميع المستويات.

وســرّ ذلك كلّه أنه قفز عن حضيض التأثـّر وردود الأفعال ، إلى مستوى صناعة الحدث العالمي ، والتأثير فيه ، ومن الأنانية الحزبية التي تعيشها الحركات الأخرى إلى الفكر الأممـيّ الذي يشقّ طريق النهضة الشاملة ، فحلّت عليه بركات الله تعالى ، وتجلّت فيه آيات العزيز الحكيم .

ومن الواضح جدا ، أنّ مسيرة الجهاد العالمي ، أربكت كلّ الأهداف الغربية ، وتعثّرت بسببه مشاريعها ، وأدخلت المشروع الغربي في دوامة من المشكلات المستعصية ، فتأمّل ما يحدث من هبوط لشعبية أمريكا، وتنامي العداء لها في كلّ الاستبيانات ، وارتفاع أسهم الخطاب الإسلامي في الشارع الإسلامي ،

وقـد خسرت أميركا بسبب هذه الروح الجهادية الآخذة في النمو والتصاعد ، من الأرواح ، والأموال ، والسمعة ، والصورة الحضارية، والمكاسب الإقتصادية ، وكسب أعداؤها المجاهدون ، من الأنصار ، والدعاية ، والإمداد من المخزن البشري ، والفكري ، ما يجعـل تفسير هذا كلّه ، بأنـّه مؤامرة أمريكية ، ضربٌ من لغو الحمقى ، الذي يترفع العقلاء عن الردّ عليـه !

هذا ،، وأعظم ما كسبه أعداءُ الطاغوت العالمي الأمريكي ، صناعة النماذج المثلى المتمرّدة على الهيمنة السياسية والعسكرية الأمريكية ، الملبَسه لباس التهويل المبالغ فيه ، والدعاية النفسية الكاذبة .

والشهيد بإذن الله الزرقاوي ، هـو لهذا أنموذج شامخ ، شموخ الأنموذج الكامل لهذا النهج التمردي المطلوب اليوم من الشعوب ، ولهذا فقـد حقّق هذا الشموخ النادر ، في ثلاثة أعوام فحسب ، من جهاده في العراق ، أهداف أمّة ، وضرب مثلاً عظيما لأمـّة ، وأنار الطريق لأجيالٍ من الأمّـة .

والحقيقة الجليـّة التي نقولها مستيقنين ، أنّ المكر الصهيوصليبي لم يكن حريصاً على التخلّص من أزمة تلاحقه ، وتزعجه ، أكثر من الزرقاوي ، ذلك أنّه لم يكن رجلا مجاهدا فحسـب ، بل كان في حـدّ ذاته أزمة عالمية ، يواجهها المشروع الصيهوصليبي العالمي ، كما قائــده الشيخ بن لادن ، وسائـر رموز هذا الجهاد المبارك .

غير أنـّه ،، شأنَ جميع أبطال الأمّة الذين يستعملهم الله ، لا يستدعيهم إليــه ـ ولا نزكّيه على الله ـ إلاّ بعدما يقـذف فيمـن يعقبهم من البركــة ، أكثر مما كان في حياتهم ، ومن ذلك استكمال مسيرتهم على يـد أتباعهم ، ولهذا فقد تولـّد من استشهاد الزرقاوي أجيالا من المجاهدين ، سيتقاذفون كالحمم الحارقة ، على المشروع الصيهوصليبي حتى يحرقوه ، فيذروه ـ بإذن الله ـ قاعا صفصفا ،

هذا هوا لجواب ،، وكفى .

والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .


الشيخ العلامة
حامد بن عبد الله العلي
حفظه الله

ــــــــــــــ
__________________
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م