التطور الفكري عند الوهابية

[المؤيد الأشعري]

بسم الله الرحمن الرحيم

وبعد:

إنه مما يؤسف ويجلب الحزن أن هناك من يردد أقوالا وكأنه واحد من الببغاوات بلا عقل ولا تفكير، وإذا قلنا ما هو دليلك فسوف يقول قال فلان إنه هذا شرك أو كفر أو فسق فقلت كما يقول .

وهذا مما ألاحظه ممن يطلقون على أنفسهم بأسم "السلفية" ولم أرى أحد منهم تكلم عن علم ورأي صائب أبدا، وتجد منهم من يتهم السادة الصوفية الكرام بالشرك والكفر وغيرهم ممن يزورون قبور الصالحين وممن يتبركون بآثار النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم أو يتوسلون به بالشرك والكفر وذلك لأن فلان قال بأن ذلك شرك وقال علان بأنه كفر .

فالسؤال هنا هلاّ سألت هؤلاء الذين يتبركون أو الذين يتوسلون بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ماهو دليلهم على ما يفعلون؟؟

طبعا الجواب سكون بالنفي .

إذن كيف تحكم عليهم بالشرك والكفر؟
الجواب هو: لأن فلان قال هذا كفر وقال آخر هذا شرك وقال الثالث هذه بدعة .
فنقول له: آن أن نعزيك على عقلك هذا، أراك أصبحت مثل الببغات التي تردد كلاما ولا تفقهه، أو أنك رجل ظلمت نفسك كفرت قوما وهم مؤمنون موحدون فينقلب هذا التكفير عليك وحدك تجنيه .

هب أنك قاضي وجاء إليك رجل يدّعي على أحد من الرجال بأنه ظلمه أو نهبه فهل ستصدر حكما ضد المدّعى عليه دون أن تستبين أقواله؟!!
ستقول: كلا بل أستدعيه للإستجواب والمسائلة وأرى أقواله .
فأقول: فلم لم تفعل هذا مع القوم الذين كفرتهم وفسقتهم بسبب إدعاء فلان بأنهم كفرة أو فسقة؟؟

فبالنسبة للتوسل ممن يقول بأنه كفر من الببغاوات، وبأنه دعاء لغير الله فنقول، إنما الدعاء لله تبارك وتعالى، إننا ندعوه ونتوسل إليه تبارك وتعالى بنبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم وذلك لأنه أرجى في القبول وفي الإجابة، وأن التوسل ليس شرطا لزما للداعي أن يقوم به، ولكن ذلك لأنه أرجى بالقبول والإستجابة .

وهناك أمور كثيرة في التوسل .
فهل في ذلك شرك ؟؟
إن قلت نعم فأقول عرّف لي ما معنى الشرك؟
فإن كنت لا تعرف ما معناه فلا تحكم بالناس بالشرك وأنت تجهل معناها .
فمن يردد قولا لا يعلمه ولا يفقهه فهو كمثل الببغات بالضبط .

ثم التبرك بالآثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم فهذا ليس بشرك ولا كفر ولا فسق لأن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا ممن يتبرّكون بآثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلى أشد الصحابة تقليدا وتبركا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم هو سيدنا عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وكذا سيدنا خالد بن الوليد و معاوية بن
أبي سفيان فهل هما مشركين؟؟

ثم قس على ذلك جميع ما يفعله الصالحون من هذه الأمة من التوسلات والتبرك به وبآثاره وكذلك آثار الأنبياء والصالحين وأولياء الله المتقين كلهم .

فهل أرى بعد هذا يظهر عندنا ببغات أخرى يدعي بأنه شرك وغيره .

ملاحظة:-
كلامي هذا ليس موجه لأحد من أفراد والمشاركين في الخيمة، إنما كلامي موجه بشكل عام .