( برقيــــة عاجـلــــــة : إلى أختي في الله ..)

[أحمد علوي]

-
الأخت الفاضلة الكريمة العزيزة / تسنيم ... سلامٌ من الله عليك ورحمة
أولاً : جزاك الله خير الجزاء على هذه المتابعة الواعية ..
ثانياً : لا أملك إلا أن أثني ثناء حاراً على هذه الحساسية الطيبة في التعامل مع ما تقرأين ،
فبارك الله فيك وبارك لك ونفع بك وجعلك شامة مميزة حيثما كنتِ ..
ثالثاً : ملاحظتك رائعة للغاية ، وهي دليل على قلب حي ، وعقل واعٍ ، وفطرة نقية تتحسس من الألفاظ ..
ولكن ألا ترين أن اللفظ محتمل ولا غبار عليه وأن المعنى واضح بلا لبس ..؟
أسوق بين يديك الكريمتين جملة مما أتذكره الساعة ..
لا على سبيل المجادلة والمكابرة ، كلا والله ، فأنا أكره شيء إلى نفسي : الجدال ..
ولكن اعتبري كلامي هذا :
سؤال جاهل يريد أن يتعلم .. أو عالم يريد أن يتثبت ..( انتبهي لهذا )
وابتداءً أقول وأعيد :
كلامك حق ولا غبار عليه ، ولكن تابعيني خطوات لعل الله يفتح لنا أبواباً من المعرفة ..
1) في قوله تعالى ( والمقسمات أمرا ) .. قال المفسرون هي الملائكة تقسم الأرزاق والأمطار وغيرها بين البلاد والعباد .. وأقول مع أننا نعلم يقيناً أن الذي يقسم ذلك كله إنما هو الله وحده ..ومع هذا جاء اللفظ هكذا ( والمقسمات ) طبعاً بأمر الله ..
2) ( ومثل ذلك ( والمدبرات أمرا ) قالوا : هي الملائكة تدبر أمر الدنيا لأهل الدنيا .. …
3) وأوضح من هذا : ( … أو تسقط السماء كما زعمت كسفاً ) مع أن الذي يفعل ذلك كله هو الله
4) وأوضح من هذا ( فارتقب يوم تأتي السماء بدخانٍ مبين ) وهي لا تفعل ذلك إلا بأمر ربها سبحانه
5) وربما مثلها ( وانشقت السماء ) مع أن الله هو الذي يشقها ..
6) ومثلها ( يوم تمور السماء مورا ) مع أنها لا تفعل ذلك بنفيها ..
7) وربما مثلها ( والسماء ذات الرجع ) قالوا : والرجع هو المطر فكأنها تعيده إلى الأرض ..
وقال آخرون يل المعنى أن السماء كأنها تعيد إليك أي شيء ترميه إلى الأعلى فهو يعود إليك
8) ومما أذكره أن الإمام مالك قال للناس يوماً وقد خرجوا للاستسقاء : تستبطئون نزول الأمطار ، وأنا أخشى أن ترمينا السماء بالأحجار ..
9) وربما [ من باب الاستئناس ] يمكننا إيراد هذين المثالين :
حين قال أخوة يوسف لأبيهم ( واسأل القرية ) فهل المراد أن يسأل البيوت والحيطان وكل شيء في القرية ، أم أن المراد أن يسأل أهل القرية ..! ؟ ولكن البلاغة في هذا اللفظ جاءت في غاية الروعة
01) ومثلها ( واختار موسى قومه سبعين رجلاً ) مع أن عدد قومه كانوا قرابة ستمائة ألف نسمة …!!
على كل حال .. بارك الله فيك ، وجزاك الله خير الجزاء .. وكثر الله من أمثالك .