مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 04-07-2006, 05:21 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

سعادة النائب أبو فايز

النائب مذكر للنائبة .. والنائبة هي المصيبة .. ولكن ليس بالضرورة أن يكون مذكر مصيبة مصيب ، بل يبقى مصيبة في معظم بلادنا العربية ..

عندما وضع (مونتسكيو ) وثيقته المشهورة قبل أكثر من قرنين ونصف ، بأنه لا يجوز القتل إلا بقانون و لا يجوز استملاك أموال الغير ، إلا بقانون ، ولا يجوز سن قانون إلا بحضور ممثلي الشعب . من هناك انطلقت فكرة الديمقراطية الحديثة .. ومن هناك تم تطوير فكرة الانتخابات الحديثة .. ووضعت لها التشريعات وفق دساتير و قوانين تنظم عملية الانتخابات ..

يكون النائب نائبا عن الشعب إذا كان يمثل إرادة الشعب ، ولن تكون للشعب إرادة إلا أن يكون له ممثليات قائمة تتصل بالنائب بعد الانتهاء من وصوله (توصيله ) الى البرلمان ، لكي تجسد تلك الصلة العضوية به ، فلو كان النائب قد حصل على عشرة آلاف صوت ، فلا يعقل أن يعود في كل مرة يتخذ بها موقفا تجاه ما يطرح في البرلمان الى العشرة آلاف ناخب ، يسألهم عن موقفهم ، فيقوم بإجراء فرز لآرائهم ، حتى يحدد موقفه ..

لذا كانت التجارب الديمقراطية المتقدمة في العالم ، تربط الانتخابات بنظام متكامل ، وهو نظام تكوين مؤسسات المجتمع المدني ، فعندما تكون هناك مسألة وطنية ، يكثر الخلاف حولها ، يعود النائب الى مؤسسته التي انطلق منها ، والعودة هنا لا تكون الى الناخبين بل الى قياداتهم التي وقفت وراء الناخب ، فيكون الرأي هو رأي تلك القيادات ..

ثم لو كان النائب طبيبا ، فإنه سيناقش بكفاءة ما سيطرح في البرلمان حول قضايا الصحة ، لكنه سيكون غير مؤهل لمناقشة ما سيطرح من مشاكل زراعية ، ولا ما سيطرح من مشاكل المرأة وغيرها .. فلذلك يكون المتخصصون من مساعدي النائب و الذين يشكلوا قيادة المؤسسة الاجتماعية التي انطلق منها ، هم من يناقش بإسهاب ما هو مطروح في البرلمان ، ويقاربوه مع رؤى مؤسستهم في تلك المسألة ، ويبلغوا النائب خلاصة موقف تلك المؤسسة .

أبو فايز ، كان معلما متقاعدا ، ليس له بالسياسة ولا بالاقتصاد ، ولم يرأس يوما من الأيام أسرة صف مدرسي .. كان إنسانا مغمورا ، يميل للعزلة ، يميل للبخل ، لدرجة أنه لم يتسامح عن كسر (غماز ) سيارته الأوبل (موديل ال 1974) .. وبقي يصرخ حتى وصلت الشرطة ، وأقنعت من كسر الغماز أن يدفع له ما قيمته (عشر دولارات ) .. كان ذلك قبل أن يعتمد كمرشح عشائري بيومين فقط !

لقد اعتمده مجموعة من الرجال الماكرين ، كمخرج لخلافاتهم في تسمية مرشح متفق عليه من جميع الأطراف .. وكانوا يراهنوا أن يقوم أبو فايز بأي لحظة بالتنازل عن تلك المهمة لأي من الطرفين المتذاكيين ، وقد عملا لذلك ، لكن نجح أبو فايز ، دون أن يخسر فلسا واحدا في حملته الانتخابية ، لا بل طالب بعض المتبرعين في دعمه بتسديد ما عليهم بعد ظهور النتائج ، لعمل وليمة لمحبيه و أنصاره !

لقد بهر أبو فايز ، بأجواء الولائم ، و اتصال رجال ذوي أهمية استثنائية به في التنسيق لحملات انتخاب رئيس لمجلس النواب ، أو لمنح الثقة بالحكومة ، أو لتمرير قانون ما . وكان عندما يعود من نشاطاته المفاجئة ، يسرد من التقى بحضرتهم من هؤلاء ، دون ذكر شيء عن القوانين أو المواقف ، فقد كانت المسألة الأهم أنه قد جلس في حضرة فلان الوزير المعروف أو رئيس الوزراء .


كانت طلباته ثمنا لمواقفه ، لا تزيد عن طلبات ذاك المعدم الذي سأله صاحبه ذات يوم لو أنك تحصل على مليون دينار ، ماذا ستفعل ؟ ، فأجاب : أشتري رطلا من اللحم .

لقد اكتشفت الجهات التي تراقب نشاط النواب خصائص كل نائب ، خلال أسبوعين ، وإن كانت تعلم عن تلك الخصائص منذ اليوم الأول لاعتمادهم كمرشحين ، فتفننت في ربطهم بها من خلال تلبية طلباتهم الساذجة ، بالإفراج عن اثنين من أقارب الناخب قد تشاجرا في حفل عرس ، أو عن مهرب ل(كلوز سجائر ) .. أو تعيين فراش في مدرسة في أحسن الأحوال ..

لقد انقضت سني برلمان أبو فايز ، وقد حصل فيها على أنه كان في الخصومات ، قد حظي بوضع فنجان القهوة أمامه في فض الخصومات ، أو خطبة العرائس . كما حظي بزيارة بعض الدول ، و نال بعض الهدايا التي كتب عليها اسم حاكم الدولة التي زارها أبو فايز ، كما حظي بخط للحافلات تم صرفه له كجزء من أعطيات تمنح في المناسبات !

لكنه لم يحظ باحترام حقيقي من لدن من حوله ، فلم يستطع أحد أن يتذكر مداخلة واحدة لأبي فايز ، داخل مجلس النواب الذي كانت جلساته تبث على الهواء الطلق !

وعندما تنادى الناس لاختيار مرشح للانتخابات التالية ، حضر أبو فايز مع بعض أقاربه ، دون أن ينبس ببنت شفة تدل على رغبته في المنافسة مع المتنافسين ، لكنه ترك تلك المهمة لأحد أقاربه ، الذي ما أن أبدى رأيه في ترشيح أبي فايز .. حتى رد عليه أحد المسنين بالقول : ( إبن الخوثة ما يصير مرياع )
والخوثة هي الهبلة من النعاج و المرياع هو الكبش الذي يقود القطيع .
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م