مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 05-07-2006, 06:25 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الطلائع و الجماهير :

الطليعة و الجماهير و الأيديولوجية والاحتراف السياسي والانضباط ، هي الشروط الأساسية لتكوين الجماعات المنظمة الفعالة في عمل التغيير في أي بلد وأي وقت ..

فلو كانت الأفكار وحدها لها تلك الأهمية ، لكانت الكتب هي من تقود العالم ، ولو كانت الطلائع تسكن في جزيرة نائية وتحفظ كل مؤلفات العلوم السياسية والاجتماعية ، وانقطعت عن الجماهير ، لكن فعلها كفعل المملحة الضائعة ، يحتاجها الناس في تمليح طعامهم ، فلا يجدونها .

يلف الغرور كثيرا من الشباب العربي ، عندما يعتقد أنه ألم في مناحي علوم السياسة أو الفقه أو الدين ، فيكيف سلوكه العام مع الجماهير وفق ذلك الغرور ، فيختار أصدقاءه من المريدين والموافقين على ما يعتقد ، ويصبح هؤلاء الأصدقاء ، قبلة هامة له ، فيلتقي بهم يوميا ليتحدثوا و ليفصلوا حديثهم ، ويعرجوا على طرح مشاكل الناس ، فيتناولوهم بشيء من السخرية ، وشيء من التعالي ، في حين كان الإدعاء في تبني مشاكل تلك الجماهير ..

تتزايد لقاءات الطلائع فيما بينها ، وتكثر الأحاديث فيما بينها ، ويتبادل أعضائها عناوين لكتب صدرت حديثا في بلد قريب أو بعيد ، وتتم ( المثاقفة ) فيما بين تلك الطلائع ، ويصبح ديدنهم التكيف مع ما عرض عليهم من معلومات جديدة ، فيتبارون في القراءات الجديدة ، فتصبح عادة القراءة ، هي الهدف النهائي ، وتبتعد الطلائع شيئا فشيئا عن دورها القيادي ، فتغدو وكأنها تقود نفسها فحسب ، ويصبح تطوير المعلومات و تطوير مستوى اللغة في الحديث هو الهدف الواجب الانتباه له .

تنسى الجماهير وجود تلك (الزمر ) المسماة (طلائع ) ، ولم تكن قد تعرفت عليها أصلا ، وتتماطى قدرات تلك الطلائع الثقافية ، فيكتب بعضهم في الصحف المحلية ، أو في صحف تنشر خارج بلده .. تأتي كلمات الإعجاب من بعض أفراد الطليعة نفسها ، أو من أفراد ينتمون لطلائع مختلفة ، يتزايد الشعور ب (قرارة النفس ) لدى هذا الطليعي الكاتب ، ويصبح وفيا لمن امتدحه ، ومتناسيا للجمهور الذي لم يحسن الاطلاع على ما كتب ، نتيجة عدم رصد الجمهور لإبداعات هذا الطليعي ، أو كون الجمهور لم يتعود على التعامل مع تلك اللغة التي كتب بها موضوع ( الطليعي) واستهجان مفرداتها ..

يتذاكر أفراد الطليعة فيما بينهم ، ويؤكدوا شعورهم بالخيبة ، نتيجة صدود الجماهير عنهم ، ويحملوا الجماهير المسؤولية لعدم تأييدهم والالتفاف حولهم ، فتنمو لديهم مشاعر الكراهية تجاه تلك الجماهير ..

إن طليعة تكره جمهورها ، أو الشعب الذي تعمل داخله ، هي طليعة فاشلة لا تستحق لقب (طليعة ) على الإطلاق . فلا يجوز أن تدعي طليعة أن نذرت نفسها لخدمة شعب تكرهه ..

تتحول الكتابات و المناقشات الصادرة من الطلائع ، سواء كانت أعمال أدبية ، أشعار أو خواطر أو تحليلات سياسية ، للهجوم على الأمة ، بأنها أمة متخلفة ، وشعب جاهل ، وعندها تصبح الطليعة عامل إضافي من عوامل تخلف الأمة .

حتى تخرج الطليعة من واقعها المرير ، عليها التعلم كيفية العيش بين الناس وكيفية إيصال خطابها بلا تعقيد لهؤلاء الناس ، فمن يصيح من مكان بعيد لن يضمن أن هناك من يسمع نداءه .
__________________
ابن حوران
  #2  
قديم 10-07-2006, 04:20 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الطليعة و القوى الخارجية :

عندما تنزوي الطليعة و تتقوقع على نفسها ، فإنها لا تبقى كذلك ، بل يدب بها أشكال جديدة من الأمراض .. فبعد أن خذلت الجماهير ، و اعتقدت أن الجماهير هي التي خذلتها ، تستنزف مع ذاتها قدرتها على اجترار خطابها المتجمد ، وتبدأ بالتشرذم فيما بينها .. وبالرغم من أن أعدادها من القلة بمكان لدرجة أنها في بعض الأحيان لا تقبل القسمة ، فإنها تنقسم مع ذلك بصمت كبير ، ولا أحد يلحظ انقسامها لا لأن أفرادها يتكتمون على ما هم فيه ، بل لأنه لم يبق من يتابع أخبارها ، لزوال دورها ..

تلحظ الدوائر الاستخباراتية العالمية تلك الظاهرة ، من خلال مجساتها الممتدة بأشكال مختلفة كجمعيات خيرية ، أو مراكز دراسات ، أو غيرها ، فتحاول استثمارها على أحسن وجه ، فلديها الآن أشخاصا يتمتعون بثقافة متطورة عن دهماء الشعب ، ولديهم بعض الأسرار التي لا تخلو من فائدة ، ولديهم شعور بالإحباط ، فلماذا لا تجرب إنعاش طموحاتهم التي فشلت في مجال ما ؟

إنها تنتقي الأشخاص الذين يحملون أحلاما برجوازية ، ولكن إمكاناتهم تمنعهم من السلوك البرجوازي ، أو تنتقي الأشخاص الذين فشلوا في ( التماهي ) مع ركب الحكم ، أو تنتقي الأشخاص الذين اقتربوا من الوصول لمصاف رجال الحكم وأحسوا في عينة من الوقت بأنهم أكثر جدارة ممن هم في الحكم ، ولا يعني أنهم يختلفون مع من هم في الحكم .

إن استعداد تلك العينات التي دب بها اليأس للخروج مما هي فيه ، سيجعلهم صيدا سهلا للقوى الخارجية ، التي تنظم لهم لقاءات محلية في بلادهم والالتقاء بعينات حالمة ولكنها ارتبطت مع الدوائر الخارجية ، وتوكلت بمهام محلية لتفكيك الطليعة أو الطلائع ، أو استثمار ( سكرابها ) ..

فتكون اللقاءات الساهرة ، التي تنعش حالة قبول اليائسين وتلذذهم بفكرة أن ينخرطوا في الأجواء الجديدة ، ويتم التعرف عليهم عن قرب ، ويتم إجراء مزيد من الاختبارات اللازمة لتوظيفهم بالمشروع القادم ..

وقد تساعد أجواء البلاد ، في التعجيل في (إنضاج ) وضعهم ما قبل الانخراط في العمل الخارجي ، وذلك يتم من خلال :

1 ـ كثرة الحديث عن أمثال هؤلاء من قبل الدولة و أبواقها ، مما يحسسهم بجو من التهديد المبطن الذي يحفزهم لطلب الخروج من البلاد .
2 ـ مصادفة أن يكون هناك أذى لأمثال هؤلاء من أجهزة الدولة ، فيقوم أحدهم من باب الاحتياط أن يفكر بالهجرة أو الخروج ، مستشعرا خطرا قد يكون وهميا أو حقيقيا ..
3 ـ وصول إشارات من الخارج ممن يشبه وضعهم وضع هؤلاء ، وقد تكون تلك الإشارات أتت بالتنسيق مع الدوائر الخارجية عن قصد ..

يتم مغادرة البلاد ، بشكل طبيعي أحيانا ، وشكل غير طبيعي ، برشوة أو تزوير وثائق ، والحالة الأخيرة تعجل من تصنيف هؤلاء ضمن اللاجئين السياسيين .

يتم في الخارج اللقاء بأصناف من أبناء بلد المهاجر ويكونوا ضمن الأصناف التالية :

1 ـ صنف يترحم على حكم ما قبل الحكم الذي خرج في عهده ، وقد يكون فقد أملاكا أو مركزا سلطويا أو أنه أصبح مطلوبا بحكم التغيير السياسي .

2 ـ صنف الهاربين من التجنيد أو المطلوبين لجنح مدنية أو غيرها ..

3 ـ صنف قد يكون معارضا ، كسمة دائمة ، مهما تغيرت أنواع الحكومات ، واستمرأ وضعه بالخارج ، وفلسف وجوده هناك على هامش تلك الحالة ..

هنا يبدأ تكييف وضع المهاجر الجديد مع كل هؤلاء ، فيما لو كانوا يأتمرون بأمر جهة واحدة .. فلا بد من تغيير شعاراته ، والتي قد يكون أحدها معارضته فيما مضى للدولة التي أصبح بضيافتها ..

إن الجهات الخارجية في وضع كهذا ، يصبح كوضع تجنيد (الحشاشين ) الذين ظهروا بالقرون الوسطى ، أو في أحسن الأحوال كفرق ( الإنكشاريين ) .. ولكن ليس لخدمة بلادهم ، بل لخدمة أعداء بلادهم .
__________________
ابن حوران
  #3  
قديم 18-07-2006, 06:41 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الأزمات المتفاقمة للنخب والطلائع هل لها طابع أزلي ؟

قد يتساءل من يقرأ هذا الكلام ، وإن كان أمر التسليم به كمصنف ثابت لما هو قائم ، يأخذ طابعا نسبيا ، يعتمد على هوية القارئ و حجم الثوابت التي يؤمن بها ، منطلقا من تكوين عقائدي معين ، يجعل إيمانه بتطور الأحداث يختلف عما قرأ ..

وإن حدث أن تهادن القارئ مع ما قرأ ، فإن سؤالا أو مجموعة من الأسئلة ستبرز متتابعة ، أو على دفعة واحدة . وهي هل سيطول هذا الوضع ؟ ومن يضمن أنه لن يطول ؟ وكيف السبيل الى الخلاص مما نحن فيه ؟ وغير ذلك من أسئلة تتحاذى مع هذه المحاور المتعلقة بالنخب و الطلائع .. أي قيادات التغيير في بلادنا ..

لن أدعي ، كما أعتقد أن ليس هناك من يدعي بوجود ( وصفة ) واضحة المعالم متدرجة الخطوات ، تستطيع كسب المؤيدين والأنصار حولها ، وقادرة أن تحول هؤلاء المؤيدين الى قوة تزيل من حولها كل عوامل الإعاقة ، تباعا و تسهل تحقيق برنامجها ( على فرض وضوح البرنامج ) .

لكن الإيمان بالتغيير ، والذي لا ينبع من تراكم الآلام والأماني ، بل يعتمد على استقراء ظواهر طبيعية أو بشرية حدثت منذ زمن وتسلسلت في تكرارها لدعم فرضيات الاستقراء نفسه ، سيرشدنا الى تلمس البحث عن الخطوات الأولى ، وعندها ستظهر معالم الطريق ، ويحدث السير الى الأمام .. وستكون النماذج العالمية و ما تشكل لنا من تهديد محفزا إضافيا للإسراع في السير ، وعدم الإلتهاء عما نجده في طريقنا من سفاسف تعيق من سيرنا ..

في انتشار الأمراض ، كظاهرة طبيعية ، يظهر جيل من الميكروبات ، يفتك بخلايا الجسم ، فتقوم الأجسام المضادة ( خلايا المناعة ) في عملها باستبسال ، وقد تنجح بعملها ، وقد تفقد منها الكثير نتيجة الاقتتال مع الميكروبات .. لكن ما يتبقى منها ، سيكون بمواصفات أقوى من الجيل الأول من خلايا المناعة ..

بالمقابل ، فإن الميكروبات التي تم وقف زحفها بالاستعانة مع بعض المضادات الحيوية ، ستعاود الكرة بالهجوم ، ولكن بجيل يتقدم عما قبله في القوة والتحايل على المضادات الحيوية .. وتستمر العملية حتى تصبح المضادات الحيوية غير مؤثرة في وقف الميكروب ، فيتم اختراع جيل جديد من المضادات الحيوية وهكذا إنها دورة ( دياليكتيكية جدلية ) في الطبيعة .

عند اللصوص و خبراتهم في السرقات ، عندما أصبحت الأبواب المغلقة بأقفال محكمة ، تمنعهم من اقتحام الأمكنة التي يريدون سرقتها ، تم تطوير أجهزة الإنذار ، فتطورت خبرات اللصوص في التحايل عليها .. وهكذا (جدلية ).

في بداية القرن العشرين عندما بدأ استقلال صوري لبعض الأقطار العربية ، وحل في مواقع قياداتها ، نخب ورثت بالتراضي مع المستعمرين ، تلك المواقع ، انتبهت جماعات لتضرر مصالحها ، فتصارعت مع النخب الحاكمة أحيانا و تصالحت معها أحيانا أخرى ، نمت في كل مرحلة قدرات التمسك بالحكم عند النخب الحاكمة ، ونمت بالمقابل قدرات التعامل مع تلك النخب من قبل من يعارضها ، وإن كانت المسافات بين هذين النمطين من النمو متفاوتة .

لم تكن حماس أو حزب الله موجودتان قبل ربع قرن ، لكنهما وجدتا نتيجة تطور من الأعمال السياسية ونتائجها .. وكان قبلها في الجزائر عندما انخرطت أطياف متباينة عقائديا في حرب تحرير الجزائر ، فسكتت عن الخلافات في الرؤى فيما بينها لحين التحرير ( وهو سلوك نبيل ) .. لكن الخلافات التي سكت عنها عادت وظهرت لتفرق من اتحد في حرب التحرير ..

لكن انطلاقا من النظرية العلمية ، فإنه في النهاية سيجد كل الفرقاء في أي مكان أسلوبا للتعايش مع بعض ، إذا آمنوا أن هذا الأسلوب هو البديل عن تصفية و إنهاء الفريق الآخر ..

من هنا نجد أن الوضع الراهن ، مليء بأجواء ( حبلى ) في إنتاج أجيال من الطلائع و النخب ، تكون على شبه قطيعة مع ماضيها الذي فرقها ، وتبحث عن مستقبل يوحدها .. وأظنها ستصل في نهاية المطاف لما تريد مجتمعة .
__________________
ابن حوران
  #4  
قديم 25-07-2006, 05:52 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

السمنة تعيق الوثوب :

تصاب الكوادر الطليعية أو النخبوية ، بحالات شبيهة بالسمنة عند البشر ، وكما هي السمنة تعيق صاحبها عن السير الطويل ، وتجعله أكثر ميلا للخمول وطلبا الراحة ، وتجعله غير قادر على التكيف مع أي طارئ ، ليثب أو يقفز أو يهرول ليناور في الهرب إذا ما تعرض المكان الذي يطيل المكوث فيه ، للحريق فإن الحريق سيطوله و لا شك ، وسيكون دهنه السائح وقودا جديدا للحريق .

لكن كيف تتكون تلك السمنة في أجسام الكوادر الطليعية و النخبوية ؟ .

عندما يتعود شخص على تناول وجبات أحبها ، و أكثر من تناولها فإن مكوناتها ستتحول وفق دورة كريب (Krib Cycle) التي تحول معظم النشويات الى دهون ، تتركز في منطقة العجز و أسفل المعدة ، فيختفي جانب الرشاقة في الجسم . وتلك الصورة نجدها ( الآن ) في الأرياف العربية ، حيث يكثر استهلاك الخبز والحبوب . وعندما كانت تلك العادة يتم التغلب عليها ، من خلال أعمال الفلاحة القاسية ، فكانت تلك الشحوم تحرق أولا بأول .. ويحافظ أصحابها على رشاقتهم .

لقد استمرأت الكوادر الطليعية والنخبوية ، تناول وجباتها الأيديولوجية من صنف واحد ، ولم تستطع تصريفه وفق حركة سياسية اقتصادية شعبية ، لتحرقه أولا بأول ، فكان هذا النمط من الوجبات يملأ كروشها و يهدل أجسامها ، لكن دون أن يمدها بالقدرة على الانطلاق في تنفيذ برامجها ، التي لم تعد ( أصلا ) .

لذلك نجدها ، تتسم بالزهق و الاستخفاف بالآخر ، وعدم الاستماع لأي خطاب جديد ، وعدم الاستعداد حتى لخوض نقاش أو حوار ، نافع أو ضار ، لقد هلكتها الدهون التي تكدست في أجسامها .. وستصبح بلا شك عرضة لأمراض كثر من (سكري ) وارتفاع ضغط الدم ، وقلة الخصوبة والإنجاب .. الخ

لقد أصبح من السهل على الجمهور ، تصنيف المنتمين لتلك الفئات ، ثم بات التعود على وجودهم كظاهرة ، مثلها مثل ارتفاع الحرارة أو الرطوبة بالجو ، يتخلص الفرد منها بأخذ حمام بارد أو يمسح عرقه بمنديل ، لكنه لن يكف عن التضجر والتأفف من تلك الظواهر الطبيعية ..

إن الجمهور لا يكن ودا كبيرا لتلك الفئات ، ولن يأسف عليها إذا ما احترقت ، ولم يعد يرجو منها نفعا ، أو انطلاقة جديدة ، لأن السمنة ستمنعها من السير بخطى تؤهلها لتجعلها تقود بجدارة ..
__________________
ابن حوران
  #5  
قديم 29-07-2006, 03:57 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

هل تحتاج الجماهير الى نخب و طلائع أم أنها استغنت عنها ؟

يتفوق الأفراد المثقفون سواء كانوا جزءا من الطلائع أو النخب على غيرهم من الناس ، بالقدرة على التعبير عما يفكرون به ، فلذلك تجدهم يتصدرون الدواوين و منصات الخطابة ، ويدونون و يكتبون ، وكأنهم قد حصلوا على تفويض مطلق من كل الناس ..

في حين تخون قدرة التعبير الكثير من المواطنين ، حتى الكثرة من المتعلمين منهم في تبيان آراءهم ، والدفاع عما يجول في خاطرهم ، وهذا مما يجعل النخب و الطلائع في وضع تنظر فيه الى الناس على أنهم ( بلوك) من الدهماء الجهلة ..

يسير الآلاف من المتظاهرين ، في المسيرات المصرح بها من الدولة ، أو التي تخرج دون تصريح ، فينبري من يهتف بينهم هتافات معظمها أعدت في السابق لمناسبات تختلف عما هي عليه في المسيرة الراهنة أو الاعتصام الراهن . ويحس كثير من السائرين الذين يشاركوا في المسيرة أن أصواتهم لا تخرج أو أنها تخرج ولكن بشكل همهمات وتمتمات غير واضحة ، ويحسون أمام أنفسهم بحرج بليغ ، لسبب أنهم غير مقتنعين بما يطرح من شعارات و ما يقال من هتافات ، أو أنهم يحسون أنهم متخلفين عن التعامل مع مثل تلك الهتافات !

تصل المسيرة الى نقطة النهاية ، فيقوم خطباء تم الاتفاق عليهم مسبقا من قبل من قام بتنظيم تلك المسيرة ، فيقولون كلاما ، يهيئ إليهم أنه كلام هام ، وأنه يعبر عما يدور في عقول و نفوس الحشود .. ثم تصاغ برقيات اختتامية ، لتضع نهاية لهذا العمل الجماهيري العظيم !

في هذه الأثناء يتعامل المحتشدون مع الكلام ، وكأنه ( طنين ) أو (دوي ) أو طقس تم التعامل معه آلاف المرات ، فأصبح كأنه طقس من طقوس التعزية ، عظم الله أجركم ـ شكر الله سعيكم .

عندما ينفض المتظاهرون أو المعتصمون من عملهم ، يعودون وتسكنهم مشاعر بأنهم قدموا ما هو مطلوب منهم ، ويتباهون بذلك ، بأنهم تحركوا ، في حين غيرهم لم يتحرك . ويعود منظمو المسيرة أو الاعتصام يزهوهم شعور بأنهم قاموا بعمل استثنائي ، وسيضيفون ما قاموا به الى فهارسهم ليتفاخروا به أمام المتقاعسين .. و يذخرون تاريخه لحين وقت المجادلات التي يرميها بهم البعض ، مستنكرا ضآلة دورهم ، وكأن أحد الناس قد عاتبهم لماذا غابوا عن عزاء !

نجد في المقابل الدولة التي قد استنفرت أجهزتها الأمنية ، قد زفرت زفرة الراحة بعد انتهاء هذا العمل الجماهيري العظيم !

عندما تتوالى نكسات الأمة وانكساراتها يوما تلو يوم ، يحس الشعب ، كأنه معشر أيتام لا أب عادل يرعى وضعه و يدافع عن كرامته ( الدولة ) ، ولا وصي يهتم بأمور حياته حتى يشتد عوده ( المعارضة القوية ) .. فيحس كل واحد من أبناء الشعب وكأنه أصبح ذرة من غبار هائمة في الفضاء .. شعور بانعدام الوزن وعبثية الدور العالمي و قلق متزايد على المستقبل ..

تعاود أصوات الكتاب ممن يمثلون الطلائع و النخب ، بالضغط بقلم على كلمات سطور خطابها ، لتزداد وضوحا . يحمل فيها كل طرف الأطراف الأخرى المسئولية عن تلك الحالة المزرية ، ويتنصل كل فصيل من المسئولية .. في دورة من الحراك السياسي الباهت ، الذي يدفع عموم الشعب ، لأن يضغطوا على كلمات اعترافهم بالشعور واليتم ..

قطرات الماء الفرادى و ان كثرت دون تجمع ، لن تروي أرضا ، ولن تغسل وساخة ، وستتبخر مهما بلغت أعدادها غير المتجمعة . حبات الحصى التي تنتشر من المحيط الى الخليج لن تصب عمودا كونكريتيا إن لم يتم التحضير لها وتوحيدها و إزالة الشوائب منها . وجوه الناس البؤساء ، لن تخيف قطا حتى لو وصلت أعدادها الى المليارات ، فستكون بائس مضروب بمليار ، كما هو الصفر إذا ضرب (رياضيا وحسابيا ) بمليار ، سيبقى صفرا ..

أهمية الطلائع و النخب ، هي أهمية ما ينظم أرقاما صماء ، في كل شأن ، لكن أي طلائع و أي نخب ؟ .. أكيد ليست تلك التي طفت على السطح لعقود ، لا يحركها سوى شعور وجداني هائم ، انتهى مفعوله في إثارة الهمم الطيبة ، حتى غدا تكراره يشكل عاملا في إماتة الهمم الطيبة !
__________________
ابن حوران
  #6  
قديم 02-08-2006, 10:24 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

في الظروف السيئة تضيع معاني البطولة :

في كثير من الأحيان ، يطرح تجار بضاعة يسمونها بضاعة نهاية موسم (ستوكات ) ، أو تلك التي لم يعد لها بريق يشد المشترين . كما يبيع بعض المزارعين محصولهم في الأرض لأصحاب الأغنام ، كمرعى لرعي أغنامهم به . وقد يكون من بين البضائع في الحالة الأولى عينات فائقة الجودة ، ولكن قرار البيع جعل صاحب البضاعة يغض النظر عن تلك العينات الجيدة .. وفي المثال الثاني ، قد يكون في الحقل عينات متفوقة من المزروعات ، ولكن حساب الحصاد و أجور الجمع قد جعل صاحب الزرع ، يقرر بيعه ، مضحيا بالعينات المتفوقة من المزروعات ..

في الحالة العربية المتردية ، لا تخلو الساحات العربية من أفراد أو هيئات تتسم بالبطولة ، فقد يظهر علماء و فلاسفة و مقاتلين أبطال ، وقد يظهر حاكم إداري في ناحية أو قضاء أو محافظة ، يتسم بالعدل و الإخلاص والروح المعطاءة ، كما قد نجد وزيرا أو قاضيا نزيها ، يقوم بعمله على أحسن وجه ، لكن لا تلمسه الحواس ، ولا تقر بالاعتراف بوجود مثل هؤلاء الأبطال .

قد يخالفني البعض الرأي فيما أقول ، مفندا رأيه ، بأن الناس يقروا ويعترفوا بهؤلاء الأبطال و يلمسوا أثرهم في محيطهم الضيق .. و القول لمن يحمل بمثل هذه الرؤية ، أنه صادق فيما يقول .

لكن قد نجد لاعبا فذا في فريق كرة قدم ، ويلمس من يشاهد مهاراته باللعب أنه لاعب فذ ، ولكن في حالة أن يكون بقية أعضاء فريقه ، من أصحاب اللياقات المتدنية و المهارات الضعيفة ، فإن ذلك لن يغير من النتيجة شيئا .. وسيخرج الجمهور بنهاية المباراة ساخطا على الفريق الخاسر ، ومتناسيا دور ذلك اللاعب الماهر والفذ ..

كذلك الحال بوجود موظف عدل نزيه ، في دائرة تسبح بالفساد ، فإن المراجعين لن يعطوا تقييما لتلك الدائرة ، إلا بالفساد ..

إن خميرة الفضيلة ، تؤدي دورها الفعال ، عندما تعزل عن وسط ما يفسد أثرها ، فكما أن اقتراب العجين من بعض أصناف الطعام ( الشمام مثلا) يفسد ذلك العجين و يجعل الخبز الناتج ذا مذاق غير طيب . فإن أثر الفضلاء في أجواء الفساد ، لن يجعل للفضيلة دورا واضحا ..

لكن لا يفهم من ذلك بأن هناك دعوة خفية ، لترك الساحة للمفسدين ، ولو كانت الحجة التي يتسلح بها أصحاب دعوات عزل الفضلاء عن أجواء الفساد لها ما يبررها ، إذ أن حجتهم تقول : بأن الفضلاء يخففوا من رداءة مذاق الفساد ويطيلون بعمره .. إذ أن جهدهم الفاضل سيجير الى من هم في الحكم ، ويضفي عليه بعض جوانب الخير !

إن رصف جهد الخيرين أينما وجدوا ، وانتباه الكتاب و السياسيين و النقابيين لجهدهم و توظيفه في التأشير على حالات الفساد ، فإنه لن يؤشر على بطولة الخيرين والفضلاء فقط ، بل يجعل الحرب مستعرة على الفساد ، حتى يتم تصفيته بشكل نهائي ..

فكثيرا ما نرى من مقالات ووجهات نظر لمثقفين ، ترسم صورا افتراضية عن شعب بكامله ، مفترضة خلوه من أي عنصر خيِر ، وهذا العمل يسهم بشكل أو بآخر بطمس آثار حراك الخيرين في البلاد ..
__________________
ابن حوران
  #7  
قديم 11-08-2006, 05:27 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

جلد الذات .. هل يعيد العافية للذات أم يجهز عليها ؟

في الظروف الراهنة ، و كون الأمة تمر بحالة التقعر لها ، يبرز على صفحات الجرائد و المجلات و الكتب و الشبكة العنكبوتية ، كتاب احترفوا فن الصياغة و فن تركيب الصور ، وأسلوب الشد للقراء ، ووظفوا تلك الإمكانيات للهجوم على الأمة لكي يغسل أبناؤها أيديهم منها .. ولكل منهم غاية و هدف ، وهم أصناف :

1 ـ صنف لا يمت للعروبة و الإسلام بصلة ، فيجد فرصته الذهبية في الهجوم على الأمة وماضيها و حاضرها بكل ما أوتي من قوة ، دون أن يضيع فرصة ، وكأنهم كلاب سائبة وجدت في وفيات مزرعة دواجن أصيب بوباء شديد لتملأ بطونها ، قبل أن يستعدل حال المزرعة .

2 ـ صنف يساير الصنف الأول ، اعترافا بفداحة الوضع ورداءته و يقدم للصنف الأول غطاء ، ليقول المزيد ، وليمعن في هجومه .

3 ـ صنف تمترس خلف قناعاته ، بأن الذي يحل بالأمة ، هو عقاب لها لأن من يقود صفوفها الرسمية والشعبية ، لا يتبع وجهة نظره ، فهم يتحرقون على الأمة ، لكنهم فرحون في تلك المناسبة ، وكأنها فصلت لهم ليقولوا ما عندهم .

4 ـ صنف يعتقد أن ذكر مساوئ الأمة ونشر غسيلها القذر ، سيكون بمثابة مهماز يحرض به الغيارى ليأخذوا أمكنتهم في وضع الدفاع من ثم الهجوم لتصويب وضع الأمة .

إن أخطر الأصناف هما الصنف الأول والثاني ، فإن الصنف الأول يقوم بطرق خبيثة بفرز وقائع التاريخ للأمة ، ويعزل الرديء منها عن الجيد ، ويوظف أسوأ ما في الرديء في مقالاته بأسلوب ساخر لاذع ، كما يقوم من يستخدم برنامج (الإكسل ) في جهاز الحاسوب .. و يستطيع أن يخدع القراء من خلال أسلوبه الساخر بالتسليم بما جاء فيه من الهجوم على الأمة ليسهم في صناعة مزاج يشرع للإستسلام و قبول وضعنا كأمة دونية ..

لا يترك هذا الصنف فرصة ، في النيل من الأمة ، لا قبل الإسلام ولا بعده إلا ويذكر أردأها ، فإن ذكر له النعمان بن المنذر أو هاني بن مسعود ، فإنه يصفهما بأسوأ الصفات ، وإن ذكر له الحجاج أو وال خلده التاريخ من خلال صفات القسوة ، فإنه سينفذ من خلال تلك الصفة ليصنع نفقا يهاجم فيه الأمة .

ويساعد هذا الصنف من الطابور الخامس في صفوف المثقفين ، كل المتشددين العقائديين الذين كان ولا زال همهم ، أن يفكفكوا مكونات الأمة ، ويتناولوا كل فئة بأسوأ الصفات ، فيجد أفراد الصنف الأول تمهيدا قويا لهم في النفوذ الى مآربهم ..

إن مهمة الغرب الإمبريالي هي طمس فكرة العروبة ، من عقلية أبناء الأمة ، فتارة يبشرون بشرق أوسط جديد ، ليدخلوا به كل من إيران وتركيا والكيان الصهيوني ، لينسفوا بذلك فكرة العروبة ، كموئل للغة التي نزل بها القرآن ومن ثم يدخلون من خلالها على الإسلام كدين ، وقد ابتدأت محاولاتهم منذ بداية القرن العشرين عندما تم تغيير الحروف العربية في تركيا الى حروف لاتينية ، وعندما ظهرت دعوات لكتابة العربية بحروف لاتينية ، أو اعتماد اللهجات المحلية .. وكلها تصب في خدمة تجفيف جهود إبقاء اللغة العربية كمفسر للقرآن و همزة وصل مع تراث الأمتين العربية والإسلامية ..

إن مهمة الدفاع عن تلك الهجمة المبيتة ، تقتضي الوقوف في جبهة عريضة من كل أصناف المدافعين عن الأمة من إسلاميين وقوميين ويساريين .. وتبدأ في إعادة ترميم الثقة لأبناء الأمة بأمتهم .. لأن أي نجاح لهؤلاء الغامزين اللامزين بجوانب الأمة ستؤذي مشاريع هؤلاء كلهم ، ولا تؤذي مشروعا بعينه .

فالمبالغة بجلد الذات يقود الى ترسيخ فلسفة عدم القدرة عن الذود عن حياض الأمة ، وإن كان قصد البعض منه للتحريض على النهوض !
__________________
ابن حوران
  #8  
قديم 16-08-2006, 10:31 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

النخب الدينية المتطرفة الأكثر خطرا في العالم

هناك أكثر من ثلثي سكان العالم من يدينوا بأديان سماوية ، ولو تناولنا الصهيونية كنخبة متقدمة على الديانة اليهودية ، ولو تناولنا المحافظين الجدد في الولايات المتحدة الأمريكية كنخبة متطرفة على النصارى ، لرأينا أن معظم إن لم تكن كل مصائب العالم تأتي بفعل تلك النخب الرجعية المتخلفة ..

إن من أخطر الأمور أن تستلهم الضحايا ، أسلوب جلادها ، وهذا ما رأيناه في استلهام ضحايا النازية ( الهتلرية ) أساليب التصفيات ، وتطبيقها في كل من فلسطين والعراق و جوانتانامو ولبنان وأفغانستان ، وهذا ما صرح به المندوب الأمريكي في مجلس الأمن بالأمس عندما ، قال إن قتل وتصفية أبناء لبنان ليس هو نفسه القتل لأبناء الصهاينة ، فأطفال لبنان هم مشاريع إرهابيين ..

في بلادنا الإسلامية هناك أكثر من مليار مسلم ، يؤدي منهم أكثر من النصف فرائضه الإسلامية بانتظام وانسيابية تامة ، و الكثير من هؤلاء لا يعرف لأي طائفة يتبع إلا بالاسم ، وعند عقد القران ، يكون معظم الحضور لا يدرك معنى (زوجتك ابنتي على سنة الله ورسوله وعلى مذهب أبي حنيفة النعمان ) .. ولا يدري عن تلك الفروق بين الحنفية والشافعية والمالكية و الحنبلية والشيعية ، وإن كان يعلم أنه سني أو شيعي ، فإنه لا يؤدي فرائضه إلا كما يؤديها عموم المسلمين .. ولا يمانع الشيعي من تزويج ابنته من سني و العكس قائم .

وان احتاج المسلم أن يتنور بمزيد من التفاصيل ، فإنه يذهب الى أقرب شيخ أو رجل يشهد له من في الحي أنه ثقة ، ويستفتيه في تفصيل غاب عن ذهن ذلك المسلم ..

لكن قامت منذ عدة عقود ، جماعات ( نخب) ، كان همها التفتيش عن كل ما يعلم (يبنط ويضغط) على الخطوط التي لم تكن ترى في الماضي لتفصل بين تلك الطوائف .. وكانت تتفنن في البحث عن غرائب القصص التي توغر صدور المسلمين ضد إخوانهم ، فتنبه من كان غافلا ومتعايشا بسلام مع مواطنيه ، لتقول له : هذا عدوك .. فانتبه منه !

كما قامت جماعات ترفع شعارا ( الإسلام هو الحل ) .. وكأنها تخاطب أناسا غير مسلمين ، وأنها وحدها التي اختارها الله عن دون عباده لترفع هذا الشعار! وطبعا إن ما يجعل تلك الشعارات ذات قيمة استثنائية ، هو ما يسود من أصناف للحكم تجعل المحتقنين يتبعوا أي شعار ..

لن نحاكم هؤلاء لشعاراتهم ، فعيون المسلمين ترى و تتابع مواقفهم وخلطها بين الجيد والرديء ، وهم بذلك لا يختلفون عن المواطنين الآخرين ، سوى أنهم في إحدى مهامهم الأخرى يثيرون الفتن بحسن نية أو بدون حسن نية ..

ليتق كل منا الله في دينه و تعاليمه ، ويتوقف عن إثارة الفتن ، وإن كانت مبررات أداء هؤلاء ، آتية من ردة فعل ، على فعل رديء يقوم به من في الطائفة الأخرى ( وهي مسببات مفهومة ) .. لكن نردد قوله تعالى : (ولا تزر وازرة وزر اخرى ) ..


لقد لفت انتباهي خطابات بوش التي تؤشر على مسألة الخلاف الطائفي ، وأن السنة قد ابتهجوا لضرب الكيان الصهيوني لحزب الله ( الشيعي ) .. وأن المناشير التي كان يلقيها الكيان الصهيوني ، على لبنان تشير ( أيها الناس حملوا حزب الله الشيعي ما حل بكم ) .. هذا بالإضافة الى اغتباط الفرس ( أعدائنا في الشرق) .. الذين جيروا انتصار المقاومة لصواب وجهة نظرهم والكل يعلم كم أذاقوا أهل العراق إبان الاحتلال ( سنتهم وشيعتهم ) الويلات والقتل ..

فلننتبه و لتكن النخب الدينية رافدا واعيا للتعبئة ، من أجل خلاص الأمة من ويلاتها ..
__________________
ابن حوران
  #9  
قديم 23-08-2006, 03:57 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

النخب القومية .. جمود في الخطاب و استفزاز للمشاعر

لم تكن النزعة القومية معروفة ، قبل عدة قرون ، بل كانت الصفة (المناطقية) التي تهم سكان منطقة ، في مكان ما هي التي تحتم شكل الأداء المدني لسكان تلك المنطقة وقياداتهم ، وكانت سعة المنطقة التي تمارس سيادتها على مساحة معينة ، تزيد وتنقص وفق أثر الصراعات العصبية بين العائلات الحاكمة وازدياد قوتها أو اختفائها ، خاضعة لامتداد نفوذ غيرها .

وكانت القوة (الكاريزمية ) تستمد من تبرير ديني ، أو تفصح عن تبجح علني بقوتها .. وهذا النموذج ساد في عصر الطوائف في الأندلس ، كما ساد في عصر الأتابكة ، حيث كان كل أمير يدعي أهلية حكمه ووجوب طاعته من الجميع ، كما أن الغزاة استمرءوا تلك الخاصية ، في التماهي الديني و الطائفي ، كما حدث في الغزو المغولي ، حيث تم اعتناق الإسلام فيما بعد ، لتسهيل مهمة سيطرة الغزاة على الشعوب المحتلة أراضيها ، حيث تتفوق النزعة الدينية على غيرها في تمرير مبررات خطاب السيطرة . وقد حاول نابليون بونابرت استخدام هذا الأسلوب في غزوه لمصر ..

لقد مهد مجموعة من فلاسفة التاريخ ، مثل الإيطالي (فيكو) في تفضيل العنصر الأوروبي ، ووجوده كمركز لحركة التاريخ في العالم والنظر الى بقية أبناء العالم ، على أساس أنهم صنف أدنى و أقل أهمية من الأوروبيين ، مما دفع الى تحريض أبناء العالم في البحث عن خصائصهم التاريخية والمفاخرة بها كرد فعل ، مما فرش الطريق الأيديولوجية لتصاعد النزعة القومية ..

كما أن الصراعات التي كانت تتم بين دول و شعوب تدين بنفس الدين وأحيانا نفس الطائفة ، الى إرجاع أسباب ذلك الصراع لنوازع عرقية ( قومية) .. وهذا النموذج من الصراعات كان منتشرا في أوروبا إضافة الى مناطق واسعة من العالم ومنها منطقتنا ..

وعندما برز فلاسفة أوروبيين مهدوا لوحدة الدول الأوروبية ، معتمدين النزعة القومية (فيخته في ألمانيا ) ، الذي استخدم بسمارك أفكاره لتعبئة الألمان لقيام الوحدة ، وحدث ما حدث في وحدة الألزاس واللورين في فرنسا الخ .

ولكن الملامح التي رافقت تفسخ الدولة العثمانية ، واستقلال دول مثل بلغاريا واليونان وألبانيا و غيرها من دول أوروبا ، هي ما جعلت الفكرة القومية ملاصقة و محاذية لفكرة الاستقلال .. وهذا ما استنبطه الشباب العربي ، خصوصا أولئك الذين بعثهم محمد علي باشا لطلب العلم في فرنسا و ما تلاها من بعثات من مختلف الأقطار العربية ، إبان الاحتلال الذي تلا انسحاب الأتراك ، فتكونت نخب ذات نزوع قومي التقت مع تلك التي تكونت قبيل زوال الحكم العثماني ..

فكان خطابها الأدبي بمختلف أشكاله ، شعرا ونثرا ، يدغدغ المشاعر القومية ، فالتف حوله أبناء العرق العربي ، بمختلف دياناتهم و طوائفهم ، وابتعد عنه الإسلاميون والذين حزنوا بشدة على زوال الحكم العثماني ، كما عارضه أولئك الذين آمنوا بالمعتقدات الماركسية ، وأبناء الإثنيات العرقية الأخرى في مختلف الأقطار العربية ..

رافق تكون المشاعر القومية في بداية القرن العشرين ، حدثين سياسيين هامين ، وبالذات بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى ، وهما وعد بلفور ، واتفاقية سايكس ـ بيكو ، كما تم تخلي الدولة العثمانية عن تلك المناطق العربية ضمن اتفاقيات نهاية الحرب ، مما جعل الشعور بالترحم على دولة الخلافة العثمانية ينحسر ويتراجع ، لحساب المشاعر القومية .

لقد تولى قسم من النخب القومية ، مهام ضمن حكومات الانتداب الفرنسي والبريطاني ، وكانت تلك النخب أو قسم منها على صلة بقوات الانتداب قبل الحرب العالمية الأولى ، مما جعل وصفها أمام الناس ، لا يخلو من تلوث لدورها وهذا مما جعل خصومها ، يكيلون لها أسوأ الصفات ويحملونها ما يجري للأمة ، لا بل ويحملونها مسئولية انهيار الإمبراطورية العثمانية ..

إن الأجيال التي تلت ذلك الجيل الذي رافق سقوط الإمبراطورية العثمانية ، طورت في خطابها ، بما يتناسب مع ضراوة فعل الاستعمار ، فبرزت أجيال تفلسف لتوسيع دائرة العداء و المطالبة بالتحرر ، فوضعت الإمبريالية والصهيونية والرجعية ، بصف واحد ، وأخذت تصنف الناس والمثقفين وغيرهم حسب اعتقادها ، هذا رجعي وهذا عميل وهذا كذا .

لقد التقطت بعض النخب العسكرية ، تلك الإشارات و أضافتها لرصيدها (الكاريزمي) .. وكانت ما أن تنجح بانقلاب عسكري ، حتى تزيد من وتيرة الخطاب ، وتزيد من سعة أعداءها و خصومها ، حتى أصبحت تعادي مثيلاتها بالخطاب في أقطار عربية أخرى ..

تكونت في تلك الفترة ثلاث كتل لبث الخطاب القومي ، أحدهما في مصر والثانية في سوريا والثالثة في العراق ، وكانت تتبع تلك البؤر الثلاث شرائح من المثقفين العرب ، وتتعاون معها بعض أنظمة الحكم العربية في السودان واليمن والى حد ما الجزائر(فيما بعد) .. في حين انشغلت مناطق عربية في نضالها من أجل التحرر ، في مناطق الخليج العربي و إفريقيا ..

ولكن لم يحدث أن انسجمت البؤر الثلاثة (مصر وسوريا والعراق) في أدائها أو مواقفها ، بل بالعكس كانت في داخلها على خلاف مستمر ، مما أضعف الخطاب القومي بمحاوره الثلاثة المذكورة ، في حين توحدت تلك الخطابات باستعداء أطراف عربية أخرى ، مما جعل وحدة العداء بين أطياف واسعة ، عربية ودولية وهذا مهد الى حالة أشبه بالتجمد في الخطاب و توقفه عند إثارة الهمم الطيبة والصبغة الوجدانية ، وضياع هيبته في خضم السلوك السيئ الذي كان يتنافى مع روح الخطاب ..
__________________
ابن حوران
  #10  
قديم 27-08-2006, 05:39 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الصنعة الجيدة في الحبكة النظرية والشيوعية :

في مسائل الجمادات و الأرقام ، تفلح القوانين و النظريات في صياغة ما تدور فيه العمليات الحسابية و الهندسية لحل مسألة .. وقد بات ذلك تراثا عالميا لا يستطيع أحد تجاوزه ، فلا اعتراض على حصيلة ضرب عشرة في سبعة مثلا ، فلن تكون هناك مزايدات على الرقم الناتج (سبعين ) فيقول أحدهم علي بخمس وسبعين ، أو ينقص أحدهم الرقم ليصبح ستين مثلا ..

أما في المسائل الإنسانية ، فإن إخضاع حركة الناس لقوانين مادية ثابتة ، يصبح ضربا من الخيال ، إذ تكون هناك دعوة لصهر الناس و إعادة إنتاجهم كنسخ متماثلة . وهي كمن يقوم بتشخيص أمراض مراجعين لعيادة طبية ، بالجملة ، ويعطيهم كلهم نفس العلاج ..

لقد بالغت الشيوعية في تشخيص أمراض المجتمعات ، كما بالغت في وصف الحلول ، فعندما أرجعت مشاكل العالم للدين و الدولة والقومية ، وتفرعت نظرياتها لمناقشة تلك المحاور ، لتعيد صياغة الحلول بنفي منابع تلك المشاكل بتلخيص ( لا للدين .. لا للدولة .. لا للقومية ) ..

وما أن وضع لينين قدمه على درجة القطار بعد انتصار الثورة البلشفية ، حتى دار في ذهنه ، إذا تركنا البلاد بلا دولة ، فمن يضمن أن لا يأتي مجموعة من المغامرين لينقضوا على البلاد ويؤسسوا دولتهم ؟ .. فكان الجواب أن تقوم دولة قوية ، وإن كانت تراعي في اسمها المنطلقات النظرية للشيوعية ، فأضيف لها كلمة (سوفييت ) ، وهي لهجة تصالحية تدلل على حكم الشعب ضمن سوفييتات ، تتحد في النهاية بدولة قوية هي الاتحاد السوفييتي ، وهذه أول ارتكاسة مبكرة للمنطلقات النظرية ..

أما في موضوع القومية ، فقد ظهر ذلك مبكرا ، عندما اشتكت لجان الأحزاب الشيوعية من تسلط وهيمنة الروس على القوميات الأخرى ، خصوصا تلك التي في (القوقاز) .. فكتب (لينين ) مجموعة مقالات عام 1921 ، كان الطابع العام لمفرداتها الإهابة بالابتعاد عن العنعنة القومية .. لكن لم يكن للنشاط النظري أي دور في منع أبناء القوميات غير الروسية من التعاون مع الغزاة الألمان (في الحرب العالمية الثانية ) .. وهي قصة نراها تتكرر في العراق و غيره عندما يتعاون الشيوعيون من أبناء القوميات الأخرى مع المحتل ، الذي وصفوه بأسوأ الأوصاف في أدبياتهم ..

أما معاداة الدين ، فلم تستطع لا الحكومة المركزية القوية في الاتحاد السوفييتي أن تنسي الأجيال اللاحقة ، مسألة التمسك بالدين ، سواء للأقلية المسلمة ، أو للأكثرية الأرثوذكسية التي سارعت بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ، الى إعادة اسم (بطرس بورغ ) ليحل محل (لينينغراد ) .. وهذا رأيناه في ألبانيا حيث لم يستطع عهد (أنور خوجا .. و رامز عاليا ) من جعل الألبان يتركون دينهم .. كما لم يستطع الحكيم ( تيتو) من الحفاظ على تآخي قوميات وديانات الاتحاد اليوغسلافي .. فعاد الاقتتال الديني والعرقي للسطح بمجرد زوال المانع . وهذا ينسحب أيضا على ما حدث في فلسطين من قبل الصهاينة ، فلم يستطيعوا تنسية العرب المسلمين لدينهم .

وإذا تناولنا مواضيع فرعية أخرى ك ( ديكتاتورية البروليتاريا ) وكيف أن الأحزاب الشيوعية الأوروبية نسختها تباعا ، حتى لم يعد لها أي ذكر واضح ، في مواضعة التحليلات الماركسية عموما ..

أما الاقتصاد ، فالصين وتكييفها للماوية ( وهي شيوعية أيضا) ، واقترابها من موضوع الاقتصاد الحر ( الماركيتلي) .. مع إبقاء صيغة مركزية ، أكبر دليل على عدم التسليم بالمحاور النظرية الثابتة في الفكر الشيوعي ..

هذا إيجاز شديد لما آلت إليه التحولات في مواطن الشيوعية العالمية .. أما في بلادنا العربية ، فإنه من السهل على المطلع أن يجد عشرات الأصناف من الشيوعيين ، تحت مسميات مختلفة ، في القطر الواحد يتقاسمون مئات من المنتسبين لتلك المدرسة ، تحول نشاطهم الى ما يشبه المنتديات الثقافية المتخصصة في فهرست مشاكل ما حولهم إلا أنفسهم ..
__________________
ابن حوران
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م