جاء في كتاب الأعلام للزركلي عن الإمام الكوثري ما يلي:
(1296 - 1371هـ = 1879 - 1952م) محمد زاهد بن الحسن بن علي الكوثري: فقيه حنفي، جركسي الأصل، له اشتغال بالأدب والسير. ولد ونشأ في قرية من أعمال (دوزجة) بشرقي الآستانة، وتفقه في جامع (الفاتح) بالآستانة، ودرس فيه. وتولى رياسة مجلس التدريس. واضطهده (الاتحاديون) في خلال الحرب العامة الأولى لمعارضته خطتهم في إحلال العلوم الحديثة محل العلوم الدينية في أكثر حصص الدراسة. ولما ولي (الكماليون) وجاهروا بالالحاد، أريد اعتقاله فركب إحدى البواخر إلى الإسكندرية (سنة 1341هـ = 1922م) وتنقل زمنا بين مصر والشام، ثم استقر في القاهرة، موظفا في (دار المحفوظات) لترجمة ما فيها من الوثائق التركية إلى العربية وتوفي بالقاهرة.
وكان يجيد العربية والتركية والفارسية والجركسية، وفي نطقه بالعربية لكنة خفيفة.
له تعليقات كثيرة على بعض المطبوعات في أيامه في الفقه والحديث والرجال. وله تآليف، منها (تأنيب الخطيب على ما ساقه في ترجمة أبي حنيفة من الأكاذيب-ط) ويعني بالخطيب صاحب تاريخ بغداد، و(النكت الطريفة في التحدث عن ردود ابن أبي شيبة على أبي حنيفة-ط) و(الاستبصار في التحدث عن الجبر والاختيار-ط) ورسائل في تراجم (الامام زفر) و(أبي يوسف القاضي) و(محمد بن الحسن الشيباني) و(البدر العيني) و(الامامين الحسن بن زياد ومحمد بن شجاع) و(الطحاوي) كلها مطبوعة. وله نحو مئة مقالة جمعها السيد أحمد خيري في كتاب (مقالات الكوثري-ط) وتناوله بعض الفضلاء بالنقد، في كتاب (الكوثري وتعليقاته-ط). إهـ
رحمه الله وعوضنا غيره.
|