بعد أن كثر التجرؤ على الفتوى بغير علم - والعياذ بالله تعالى - رأيت أن أجري بحثا من بعض المراجع المفيدة عن شروط الفتوى وأساس الاجتهاد ناقلا من كتب علماء الإسلام ما تيسر لي وابتدئ ببسم الله الرحمن الرحيم ونقول في الاجتهاد والتقليد:
1- فأما الاجتهاد فهو استنباط واستخراج الأحكام الشرعية التي لم يردْ فيها نص صريح لا يحتمل إلا معنى واحدا فالمجتهد من له أهلية ذلك بأن يكون حافظا لآيات الأحكام وأحاديث الأحكام ومعرفة أسانيدها ومعرفة أحوال رجال الإسناد ومعرفة الناسخ والمنسوخ والعام والخاص والمطلق والمقيد ومع إتقان اللغة العربية بحيث إنه يحفظ مدلولات ألفاظ النصوص على حسب اللغة التي نزل بها القرءان ومعرفة ما أجمع عليه المجتهدون وما اختلفوا فيه لأنه إذا لم يعلم ذلك لا يؤمن عليه أن يخرق الإجماع أي إجماع من كان قبله ويشترط فوق ذلك شرط وهو ركن عظيم في الاجتهاد وهو فقه النفس أي قوة الفهم والإدراك وتشترط العدالة وهي السلامة من الكبائر ومن المداومة على الصغائر بحيث تغلب على حسناته من حيث العدد
2 - وأما المقلد فهو الذي لم يصل إلى هذه المرتبة
*) والدليل على أن المسلمين على هاتين المرتبتين قوله صلى الله عليه وسلم :"نضّر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها فربّ مبلغٍ لا فقه عنده" رواه الترمذي وابن حبان والشاهد في الحديث قوله(فرب مبلغ لا فقه عنده) وفي رواية(فرب مبلغ أوعى من سامع) فإنه يفهمنا أن من الناس من حظه الرواية فقط وليس عنده مقدرة على فهم ما يتضمنه الحديث من المعاني وفي لفظٍ لهذا الحديث (فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه)وهاتان الروايتان في الترمذي وابن حبان
وإن شاء الله سأردف بقية الموضوع على حلقات والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
قال الإمام أبو جعفر الطحاوي في عقيدته :"ولا تحويه الجهات الستّ كسائر المبتدعات".
-----
إذا قنطت من العصيان نفسٌ ... فباب محمد باب الرجاءِ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احسنت لايستطيع الافتاء الا ذو علم متمكن
رحم الله الاموات من مشايخنا
وحفظ الله الاحياء ونفعنا بعلمهم
__________________
قال أبو زرعة الرازي :-
اذا رأيت الرجل ينتقص احداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلم أنه زنديق ,لأن مؤدى قوله إلى إبطال القرآن والسنه
اللهم ارضى عن أبو بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذو النورين وعلي العابد المجاهد .
(اللهم أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم )
ما آن للسرداب أن يلد الذي
كلمتموه بجهلكم ما آنا
فعلى عقولكم العفاء فإنكم
ثلثتم العنقاء والغيلانا
يامنزل الآيات والقرآن
بيني وبينك حرمةالقرآن
اشرح به صدري لمعرفة الهدى
واعصم به قلبي من الشيطان
نعم رحم الله علمائنا الأموات وحشرهم في زمرة الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، وحفظ وبارك في علمائنا الأحياء ..
وجزاكِ الله أختي الفاضلة كل خير ونفع بكِ الإسلام والمسلمين ..آمين
أبو عاصم
__________________
التوقيع :
نصيحتي لكل مسلم ومسلمة أن يتمسكوا بكتاب الله وسنة رسوله والرجوع إليها وإلى كلام سلف الأمة فنحن في عصر كثرت فيه الخلافات والفتن وتعددت فيه الفرق والأحزاب ، وسيطرت فيه الهواء .. لذلك أضع هذا الرابط ففيه من الفوائد والعواصم من كثير من القواصم والبدع : http://www.assiraj.bizland.com/library.htm
وهذا المجتهد هو مورد قوله صلى الله عليه وسلم(اذا حكم الحاكم فاجتهد ثم اصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر) وإنما خص رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الحاكم بالذكر لأنه أحوج إلى الاجتهاد من غيره فقد مضى مجتهدون في السلف حاكمون كالخالفاء الستة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن بن علي وعمر بن عبد العزيز (وكابن سريج القاضي) ومضى مجتهدون كالشافعي ومالك وأحمد وأبي حنيفة رضي الله عنهم أجمعين
يتبع
__________________
قال الإمام أبو جعفر الطحاوي في عقيدته :"ولا تحويه الجهات الستّ كسائر المبتدعات".
-----
إذا قنطت من العصيان نفسٌ ... فباب محمد باب الرجاءِ
وقد عدّ علماء الحديث من الذين ألفوا في في كتب مصطلح الحديث المفتين في الصحابة أقلّ من عشرة قيل نحو ستة وقال بعض العلماء نحو مائتين منهم بلغ رتبة الاجتهاد وهذا القول هو الأصح (كما في كتب المصطلح كتدريب الراوي للسيوطي)
فإذا كان الأمر في الصحابة هكذا فمن أين يصحّ لكل مسلم أن يقرأ القرءان ويطالع في بعض الكتب أن يقول (أولئك رجال ونحن رجال فليس علينا أن نقلدهم ) وقد ثبت أن أكثر السلف كانوا غير مجتهدين بل كانوا مقلدين للمجتهدين فيهم ففي صحيح البخاري أن رجلا كان أجيرا لرجل فزنى بامرأته فسأل أبوه فقيل له إن على ابنك مائة شاة وأمة ثم سأل أهل العلم فقالوا إن على ابنك مائة جلدة وتغريب عام فجاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم مع زوج المراة فقال يا رسول الله إن ابني هذا كان عسيفا – أي أجيرا – على هذا وزنى بامرأته فقال لي ناس على ابنك الرجم ففديت ابني منه بمائة من الغنم ووليدة ثم سالت أهل العلم فقالوا إنما على ابنك جلد مائة وتغريب عام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لأقضين بينكما بكتاب الله أما الوليدة والغنم فردٌّ عليه وعلى ابنك مائة جلدة وتغريب عام) فهذا الرجل مع كونه من الصحابة سأل أناسا من الصحابة فأخطأوا الصواب ثم أفتاه رسول الله بما يوافق ما قاله أولئك العلماء فإذا كان الرسول أفهمنا أن بعض من كانوا يسمعون منه الحديث ليس لهم فقه أي مقدرة على استخراج الاحكام من حديثه وإنما حظّهم أن يرووا عنه ما سمعوه مع كونهم يفهمون اللغة العربية الفصحى فما بال أولئك الغوغاء الذين يتجراون على قول (أولئك رجال ونحن رجال) وهم يعنون المجتهدين الأربعة الأئمة المتبوعين ويريدون أنهم غير ملزمين بقولهم والعياذ بالله ، صدق القائل من الرجال رجل بألف ومن الرجال ألف كتف والله تعالى أعلم واحكم
__________________
قال الإمام أبو جعفر الطحاوي في عقيدته :"ولا تحويه الجهات الستّ كسائر المبتدعات".
-----
إذا قنطت من العصيان نفسٌ ... فباب محمد باب الرجاءِ
بالفعل الموضوع مثير للاهتمام
جزاك الله خيرًا أخي التاج على بحثك
وجعل عملك هذا خالصًا لوجهه الكريم
وبانتظار المزيد من الخير دومًا
__________________
من مصنع الرجال في العراق وفلوجته الحرّة، من زنازين الاعتقال والتعذيب، إلى أرض القضية الأم في فلسطين الجريحة المنتفضة على الحلول الذليلة والخرائط التي تشيّد الجدران على طريق الحرية.. القضية واحدة والضحايا يوحدّهم حدّ السكين ووصف الإرهاب.. وحّدتهم قبل ذلك "لا إله إلا الله، محمد رسول الله" فقادوا الأمم التي ما لبثت أن صارت أممًا متحدة بل متكالبة متداعيةعلى أمتنا كما وصفها نبيّنا صلى الله عليه وسلّم..
الذي كان ولا يزال منهاجه رحمة للعالمين مع أملنا بألا تكون نسيت أنها كانت منذ البداية أمة الإسلام ويجب أن تبقى على هذه البيعة.. وبـ"الله أكبر" وحدها ينصرنا الله تعالى. "إن تنصروا الله ينصركم "
وفي هذا المعنى ما أخرجه أبو داود من قصة الرجل الذي كانت برأسه شجة فأجنب في ليلة باردة فاستفتى من معه فقالوا له اغتسل فاغتسل فمات فأُخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (قتلوه قتلهم الله ) فإنه لو كان الاجتهاد يصحّ من مطلق المسلمين لما ذمَّ رسول الله هؤلاء الذين أفتوه وليسوا من أهل الفتوى
وسوف نتابع في المداخلات القادمة عن دور المجتهد ووظيفته إن شاء الله
__________________
قال الإمام أبو جعفر الطحاوي في عقيدته :"ولا تحويه الجهات الستّ كسائر المبتدعات".
-----
إذا قنطت من العصيان نفسٌ ... فباب محمد باب الرجاءِ