ســامـحـنـا....يــا (محمد الدرة)
سامحنا يا محمد
قالوا لك أن الأب يحمي
وان الوطن يحمي
والرب يحمي.
لم ينفع صراخ أبيك ولا رعبك الذي لو وزعته على عيون أطفال العالم، لفاض وأغرق الدنيا.
كذبوا عليك يا محمد.
يا درة.
لم يقولوا لك أن القوة هي الحق.
عندما احتميت بأبيك، عندما طلبتما النجدة، كان الظن انكما تتوجهان الى بشر.
لقد أسقطت عنهم صفة الانسان منذ نصف قرن.
كنت تعيش تحت رحمتهم المفقودة،
لقد صدقت ان السلام ممكن معهم،
وان العيش ممكن.
براءتك صدقتهم، أما نحن فلم نصدق.
سكتنا لأننا ضعفاء،
ضعفنا هو الذي قتلك.
استغاثة ابيك، رعبك، موتك، أعاد الوعي لمن ظن ان العيش ممكن معهم.
لا، لا مكان لهم بيننا. لأنهم لا يعرفون الحب.
لأنهم قتلوك يا محمد.
فكيف نقبل العيش مع قاتلنا بالفعل وبالقوة.
لقد شاهد العالم موتك، طلوع روحك، تفرج على رعبك.
ثلاث لقطات، اختصرتهم.
أنت أهم من الشجرة التي نثور عندما تذبح،
وأهم من طفل الفقمة الذي وجد من يلاحق قضيته،
وأهم من النعجة التي يتألمون عندما تذبح بالحلال.
أنت قضية الكون الأولى.
سامحنا يا محمد لأننا لم نستطع انقاذك.
لكن صدقني ان رفاقك الذين شاهدوا عذابك سيكون لهم شأن مع قاتليك.
من قال ان الانسان انقرض، وان المبادئ اندثرت.
وان سرقة الاوطان اصبحت حقا يفرضه قوي، متناسيا ان للتاريخ دورته ورجاله.
وان قوة الانسان ليست باحتمائه بدبابة، بل في تلك القوة الكامنة التي تحركه وتحوله الى عملاق يواجه أقزاما يحتمون بالحديد.
وليس بالحديد وحده ينتصر الانسان.
ســــامــحـــنـــا يـــا ولدي مـــحــمـد
|