مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 28-08-2006, 04:16 AM
*سهيل*اليماني* *سهيل*اليماني* غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,467
إفتراضي

ان تلك القرارات السياسية والخطابات المعلنة للجمهور والبنود المقررة في ميادين التعاملات الدولية .. سواء الملزمة للغير كفرضيات الامم الامتحدة ..
اوالمتحالفة مع بعضها المتعاونة فيما بينها المتكتلة ضد اعدائها .. وكذلك في بقية التعاملات وتبادل المنافع والمصالح المختلفة التجارية وغيرها .. ذات المفاهيم المبهمة المتعددة الاتجاهات المتقلبة المعاني .. ادى الى الفتور السياسي لدى ابناء الامة الاسلامية ومن قبله كان التهميش المفروض على آرائهم محبط لهم ..

فجائت مفاهيم المصالح المشتركة .. اكثر وضوحا لسلبية القيادات الاسلامية والتي لاتملك الارادة الكاملة في قراراتها ضد اصحاب تلك المصالح ..

ان ذلك التدرج غير المتوازن في وقتنا الحالي .. كان بشارة خير .. ولفت انتباه .. وايقاظ للهمم .. فأدى الى التوقف مليا .. ومراجعة الماضي الاليم لابناء الامة الاسلامية .. فتيقنت انها ان لم تعد الى الله وتطلب منه العون والقوة .. والا فانه لامناص من ازهاقها وذلها بيد اعدائها .. والمستخفي بعضهم بالزي الاسلامي .. وهم بالاصل عيون شر وفتنة ..

فاتضحت الرؤية .. وعاد غالبية من تفكر بذلك وكان له قلب والقى السمع وهو بصير الى الله سبحانه وتعالى .. فاناب قلبه الى الله وعلم غيبه .. والغيب لايعلمه الا الله .. والظاهر ان المسلمون كلهم مسستترون حتى اصحاب المعاصي فان الحياء لهم رمز وايمان ..

الا انه لايزال الفكرالسياسي الاسلامي اسيرا لذلك الغموض اللغوي .. ولا يزال الداعية المسلم المخلص .. لايتقبلها .. لغويا .. وهو يدعوا اليها بكرة وعشيا ...
__________________
]
  #2  
قديم 30-08-2006, 11:23 AM
*سهيل*اليماني* *سهيل*اليماني* غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,467
إفتراضي

عند سماعك لكلمة سياسة فانه يرتبط في ذهنك الصفات المبهمة والامور الغامضة والصور المتراكبة ذات الالوان غير المتناسقة .. فيختلط الدهاء بالحيلة .. والشجاعة باللؤم .. والخيرية بالدناءة .. والافكار والاسرار والاخطار الغير متوازنة .. في كل مرة .. في كل عام تراك تفتن مرة او مرتين بها فلا تستنير بعلمك الماضي على اللاحق ولاماسبق على ماسياتي ..

ومن ساعة ضيق واتساع رقعة ظلام قد تحيط بك تلك اللحظة قد تتسائل ...
لماذا لم يهتم الاسلام بالجوانب السياسية ؟؟؟

فنريد ان نبين لبعضنا باسلوب خفيف ومنثور جميل وفكرة تلو فكرة ومقارنات وقصص وعبر واشادة بالمنظور الاسلامي في مجال السياسة المتعددة الجوانب المكملة للجانب الاهم وهو طاعة الله واجتناب الطاغوت ( ان الله لايغفر ان يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء ) ..

فارتبطت السياسات الاسلامية في التعاملات المختلفة التجارية والصناعية والزراعية وكذلك في تعاملات الدول والافراد والاحكام المختلفة من حدود وجزاءات مختلفة وقصاص من الجاني يكون به الحياة ( ولكم في القصاص حياة يااولي الالباب ) ..
وانه لصاحب الحق .. الحق بقدر مااعتدي عليه .. لايجب ان يتعداه .. ومنه ان رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. أوصني بشئ ينفعني الله به، فقال صلى الله عليه وسلم : أكثر ذكر الموت يسلك عن الدنيا .. وعليك بالشكر فإنه يزيد في النعمة .. وأكثر من الدعاء فإنك لا تدري متى يستجاب لك .. وإياك والبغي فإن الله قضى أنه من ( بغى عليه لينصرنه الله )
وقال ( ياأيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم ) وإياك والمكر، فإن الله قضى أنه ( لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ) ..

ويتجلى لنا ذلك في كون الاسلام هو ختم الاديان السماوية والرسالات الالهية .. في كيفية اختيار ذلك النبي المرسل بخاتم الاديان وطريقة تكوينه وانشاءه وخلقة وموطنه وقبيلته والبيئة المحيطة به كاعجاز وسياسة وامتاع في وسط عراك الحياة وخضم الاحداث ..

ففي قول الله تعالى على لسان ابراهيم ( اني تركت ذريتي بواد غير ذي زرع ) .. اشارة بليغة الى ملكية هاجر للماء ومنزلتها فيمن حولها وتفضلها عليهم .. كما حدث في قصة قبيلة جرهم ومصاهرتها لاسماعيل عليه السلام .. وتكلمه بالعربية الفصحى ..

وامتداد هذا النسب وتلك الملكية وذلك الشرف في قريش وبني هاشم الى توسطه في بني عبدالمطلب ومنه الى رسول الله عليه الصلاة والتسليم .. لاعظم منزلة في مكانة تلك الفئة من الناس في محيط من حولها فتوجب على جميع النفوس احترامها وتقديرها كفطرة الهية .. ففيهم الرفادة والسقاية ولهاشم الثريد للحاج والمغترب والاسير لاعظم حب وتقدير وايثار في نفوس العرب ومن حولهم في ذلك الزمن ..

انك لو تاملت الى وضوح حياة الرسول واخلاقة الكريمة وجميع اعماله لرأيت التقويم السليم للحياة الانسانية فهل شك المحيطون به في انه قد زار بيت المقدس يوم حديث الاسراء .. ابدا لانهم كانوا يعلمون اسراره وجميع اسفاره .. وهل كان هو مستغنيا هو عن صاحب ومناصح ومشاور .. وهل كان ذلك الصاحب ذا ريبة بصاحبه .. الم يقل ان كان قاله فقد صدق .. وهو اغرب من ان يصدقة انسان لايؤمن بنقاء السريرة لصاحبة الذي استوطنت به ثقته .. واسلم وآمن بما يقوله .. لتآلف الروحين والنفوس الطواهر والاهداف الظواهر .. المعلومة لديهما منذ فتية في غابر سنهما الى ماشيبة في جوانب صدغيهما .. فصدقة بالرسالة .. وصدقة بالاسراء .. فسمي الصديق .. الى جانب انه كان رحيما به مشفقا عليه .. عالما بمدلولات كلامه .. واهداف فكراته .. وموازين بناءه .. ملهما للحكمة تبعا لصاحبة الكريم .. الم يقل النبي صلى الله عليه وسلم ...

(( ايها الناس , كأنكم تخافون علي ؟ ايها الناس : موعدى معكم ليس الدنيا , موعدى معكم عند الحوض , والله لكأنى أنظر أليه من مقامى هذا , أيها الناس : والله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم الدنيا ان تتنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم , ايها الناس : إن عبداً خيره الله بين الدنيا وبين لقاء الله فأختار لقاء الله ) ..

فماذا فهم ابو بكر رضي الله عنه .. وكيف اكرمه صاحبه علية الصلاة والسلام .. انه عرف القصد وعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد خُير بين الدنيا و لقاء ربه فأختار لقاء ربه , فعلى صوت ابى بكر بالبكاء و قال : فديناك بأموالنا , فديناك بأبائنا , فيديناك بأمهاتنا , فنظر إليه الناس شجراً ..

فقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم : ايها الناس : دعوا ابا بكر فوالله ما من أحد كانت له يد إلا كافئناه بها إلا ابا بكر لم استطع مكافئتة فتركت مكافئتة لله عز و جل )) ..

و بدأ الرسول يوصى الناس و يقول : ايها الناس : أوصيكم بالنساء خيراً و قال : الصلاه الصلاه , الصلاه الصلاه , الله الله فى النساء , و ظل يرددها و بدأ يدعى و يقول : اواكم الله , نصركم الله , ثبتكم الله , ثم ختم و قال : ايها الناس : ابلغوا منى السلام كل من تبعنى إلى يوم القيامة )) .. وعليك السلام يارسول الله .. ورحمة الله وبركاته ..

الم يذكره ربه في القرآن الكريم ( اذ يقول لصاحبه لاتحزن ان الله معنا ) .. فمن كان يرحم من ومن كان يخاف على من هل ذلك الصاحب الذي لدغ وهو يدخل يدية في جحور الغار لخوفه على صاحبه ام من كان يطمنه ويقول لاتحزن ان الله معنا ..

الا نستخلص منه سياسات بناء الدولة واحترام الوزراء والاشادة بفضلهم .. او نستمد منه خذلانهم واعفائهم عن مناصبهم .. وتنحيتهم بناء على طلبهم كاقل عقاب .. ولكن كيف كانت الطريقة الخاطئة يوم تنصيبهم تلك المناصب والمواقع والثغور .. هل كانوا رحماء بالامة والامام .. ناصحون له .. عالمون بقصده عارفون غاياته .. مهتمون بامور مجتمعهم .. قائمون باعمالهم .. ام كانوا غير ذلك .. ام كانوا تمثالا وصورا ورمزا ان تسلطت لاتبقي ولاتذر .. والا فهي قابعة تحت قمع السلطان .. وكراهية الشعب ..

ام حسبتم ان قيام الدول المجاورة المتقدمة المسيطرة كان عبثا وتولية الوزراء بالوساطة والجاة والمال .. ان الله لم يخلق السموات والرض عبثا دون قواعد واصول ( أفحسبتم انما خلقناكم عبثاً وانكم الينا لاترجعون) ..

ان المتامل الى جوانب عمل المرأة في بناء الدين الاسلامي وسياساته ليجد الكرامة والخيرية والفضل الكبير لهن في قيام دولة الاسلام .. وفي وصايته عليه الصلاة والسلام لهن حكمة .. واحقية .. ومعروف واحسان .. قد يكون به صلاح للابناء ورفعة للامة بايتائهن حقهن على ميزان العدل والدين ..


الم يسمونه الصادق الامين .. الم ينادي فيهم ماذا لو قلت لكم ان جيشا خلف هذا الجبل هل تصدقوني .. فلما قالوا نعم .. قال اني لكم نذير بين يدي عذاب اليم .. فلم يكن منهم الا كل ازدراء وتهكم من اقربهم اليه ..

انهم عندما ثبت على كلمته وسياسته وبان اصراره عرضوا عليه الملك والمال والتمكين فماذا كان جوابه .. عليه الصلاة والسلام ..
ما جئتكم بما جئتكم به أطلب أموالكم ولا الشرف فيكم ولا الملك عليكم ولكن الله بعثني اليكم رسولا وأنزل علي كتابا وأمرني أن أكون لكم بشيرا نذيرا فبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم فان تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم من الدنيا والآخرة وإن تردوه على أصبر لامر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم ..

انظروا الى تلك الاجابة .. الشافية الكافية .. اصبر لامر الله حتى يحكم بيني وبينكم ..

هل سياستنا .. تجبر الناس ان يكونوا مؤمنين .. تمد يدها الملطخة بدماء الناس كعلامة فخر بالشجاعة .. ام تامر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى .. والعمل والبناء والجد والاجتهاد ..

هل الدين يجيز للصانع الغش ام الاتقان .. وهل التجارة شطارة ام تعامل وتبيان واشارة الى جميع المواصفات والاستعمالات التي قد تدفع الى شراء تلك السلع او تركها ..

الم يبين لنا الاسلام سياسات الاكل والشرب والنوم .. الم يرغب في الصوم .. الصوم لي وانا اجزي به .. الا يستطيع الانسان اخفاؤ فطره ويظن غيره صيامه ..

اليس تلك من سياسات الثواب والعقاب .. وركعتان في الفجر خير من الدنيا ومافيها .. السن كريمات محببات الى النفس ..

كل ذلك نحاول تبيانه .. بشئ من الكتابة غير المتناسقة في الطرح لاولوياتها ولكنها قد تؤدي الى خير في نفوس الغير او تدل عليه ..
__________________
]

آخر تعديل بواسطة *سهيل*اليماني* ، 30-08-2006 الساعة 11:50 AM.
  #3  
قديم 30-08-2006, 11:32 AM
*سهيل*اليماني* *سهيل*اليماني* غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,467
إفتراضي

كما اشرنا سابقا انه يجب ان يكون الدين كاملا ومرنا لضمان استمراره وتقبله من فطرة البشر التي وافقهتها سياسته كما انه يجب ان يكون المبلغ لهذا الدين مجبولا على صفات يقوم عليها هذا الدين وتطابق تعاليمة وتكمل هي حاجتها منه لتعرف به جاهلية واسلاما فلا تتنافى قيمهم مع اعتقاداته وعقيدتهم مع متطلباته ..

فاختار الله سبحانه وتعالى لهذا الدين القويم خير المرسلين وخاتمهم ليكون من العرب سلالة اسماعيل بن ابراهيم الخليل .. عليهم الصلاة والتسليم .. وكيف كانت صفات العرب ومعتقداتهم واخبارهم .. فلنتامل هذه المناظرة بين ملك كسرى والنعمان بن المنذر ..

فلما قدم النعمان بن منذر على كسرى وعنده وفود الروم والهند والصين فذكروا من ملوكهم وبلادهم فافتخر النعمان بالعرب وفضلهم على جميع الأمم لا يستثنى فارس ولا غيرها فقال كسرى واخذته عزة الملك : يانعمان لقد فكرت في أمر العرب وغيرهم من الأمم ونظرت في حالة من يقدم علي من وفود الأمم فوجدت للروم حظا في اجتماع ألفتها وعظم سلطانها وكثرة مدائنها ووثيق بنيانها وان لها دينا يبين حلالها وحرامها ويرد سفيهها ويقيم جاهلها ورأيت الهند نحوا من ذلك في حكمتها وطبها مع كثرة انهار بلادها وثمارها وعجيب صناعتها وطيب أشجارها وقيق حسابها وكثرة عددها وكذلك الصين في اجتماعها وكثرة صناعات ايديها وفروسيتها وهمتها في آلة الحرب وصناعة الحديد وان لها ملكا يجمعها والترك والخزر علة ما بهم من سوء الحال في المعاش وقلة الريف والثمار والحصون وماهو رأس عمارة الدنيا من المساكن والملابس لهم ملوك تضم قواصيهم وتدبر امرهم ولم أر للعرب شيئا من خصال الخير في أمر دين ولا دنيا ولا حزم ولا قوة ومع ان مما يدل على مهانتها وذلها وصغر همتها محلتهم التي هم بها مع الوحوش النافرة والطير الحائرة يقتلون اولادهم من الفاقة ويأكل بعضهم بعضا من الحاجة قد خرجوا من مطاعم الدنيا وملابسها ومشاربها ولهوها ولذاتها فافضل طعام ظفر به ناعمهم لحوم الابل التي يعافها كثير من السباع لثقلها وسوء طعمها وخوف دائها وان قرى أحدهم ضيفا عدها مكرمة. وإن أطعم أكلة عدها غنيمة تنطق بذلك اشعارهم وتفتخر بذلك رجالهم ما خلا هذه التنوخية التي اسس جدي اجتماعها وشد مملكتها ومنعها من عدوها فجرى لها ذلك الى يومنا هذا وان لها مع ذلك آثارا ولبوسا وقرى وحصونا وامورا تشبه بعض امور الناس يعني اليمن ثم لا أراكم تستكينون على ما بكم من الذلة والقلة والفاقة والبؤس حتى تفتخروا وتريدوا ان تنزلوا فوق مراتب الناس قال : النعمان اصلح الله الملك حق لأمة الملك منها أن يسمو أفضلها ويعظم خطبها وتعلو درجتها الا ان عندي جوابا في كل ما نطق به الملك في غير رد عليه ولا تكذيب له فان امنني من غضبه نطقت به قال : كسرى قل فأنت آمن ...

فقال النعمان ...
اما امتك أيها الملك فليست تنازع في الفضل لموضعها الذي هي به من عقولها واحلامها وبسطة محلها وبحبوحة عزها وما أكرمها الله به من ولاية آبائك وولايتك واما الأمم التي ذكرت فاي أمة تقرنها بالعرب الا فضلتها ..
قال كسرى : بماذا ..
قال النعمان بعزها ومنعتها وحسن وجوهها وبأسها وسخائها وحكمة ألسنتها وشدة عقولها وأنفتها ووفائها فأما عزها ومنعتها فانها لم تزل مجاورة لآبائك الذين دوخوا البلاد ووطدوا الملك وقادوا الجند لم يطمع فيهم طامع ولم ينلهم نائل حصونهم ظهور خيلهم ومهادهم الارض وسقوفهم السماء وجنتهم السيوف وعدتهم الصبر اذ غيرها من الأمم انما عزهامن الحجارة والطين وجزائر البحور

واما حسن وجوهها وألوانها فقد يعرف فضلهم في ذلك على غيرهم من الهند المنحرفة والصين المنحفة والروم والترك المشوهة المقشرة.

وأما أنسابها وأحسابها فليست أمة من الأمم الا وقد جهلت آباءها واصولها وكثيرا من أولها حتى إن احدهم ليسأل عمن وراء أبيه ذنيا فلا ينسبه ولا يعرفه وليس أحد من العرب الا يسمى آباءه ابا فأبا حاطوا بذلك أحسابهم وحفظوا به أنسابهم فلا يدخل رجل في غير قومه ولا ينتسب الى غير نسبه ولا يدعى الى غير أبيه واما سخاؤها فإن ادناهم رجلا الذي تكون عنده البكرة والناب عليها بلاغه في حموله وشبعه وريه فيطرقه الطارق الذي يكتفي بالفلذة ويجتزي بالشربة فيعقرها له ويرضى ان يخرج عن دنياه كلها فيما يكسبه حسن الاحدوثة وطيب الذكر

واما حكمة ألسنتهم فان الله تعالى أعطاهم في اشعارهم ورونق كلامهم وحسنه ووزنه وقوافيه مع معرفتهم الأشياء وضربهم للأمثال وابلاغهم في الصفات ما ليس لشيء من ألسنة الأجناس ثم خيلهم افضل الخيل ونساؤهم اعف النساء ولباسهم افضل اللباس ومعادنهم الذهب والفضة وحجارة جبالهم الجزع ومطاياهم التي لا يبلغ على مثلها سفر ولا يقطع بمثلها بلد قفر
وأما دينها وشريعتها فانهم متمسكون به حتى يبلغ احدهم من نسكه بدينه ان لهم اشهر حرما وبلدا محرما وبيتا محجوجا ينسكون فيه مناسكهم ويذبحون فيه ذبائحهم فيلقى الرجل قاتل ابيه أو أخيه وهو قادر على أخذ ثاره وادراك رغمه منه فيحجزه كرمه ويمنعه دينه عن تناوله بأذى.

وأما وفاؤها فإن أحدهم يلحظ اللحظة ويومي الايماءة فهي ولث وعقدة لا يحلها الا خروج نفسه وان احدهم يرفع عودا من الارض فيكون رهنا بدينه فلا يغلق رهنه ولا تخفر ذمته وان احدهم ليبلغه ان رجلا استجار به وعسى ان يكون نائيا عن داره فيصاب فلا يرضى حتى يفنى تلك القبيلة التي اصابته او تفنى قبيلته لما اخفر من جواره وانه ليلجأ اليهم المجرم المحدث من غير معرفة ولا قرابة فتكون انفسهم دون نفسه واموالهم دون ماله واما قولك ايها الملك يئدون اولادهم فانما يفعله من يفعله منهم بالاناث انفة من العار وغيرة من الأزواج

واما قولك ان افضل طعامهم لحوم الابل على ما وصفت منها فما تركوا مادونها الا احتقارا لها فعمدوا الى أجلها وأفضلها فكانت مراكبهم وطعامهم مع انها اكثر البهائم شحوما وأطيبها لحوما وارقها ألبانا واقلها غائلة واحلاها مضغة وانه لا شيء من اللحمان يعالج ما يعالج به لحمها الا استبان فضلها عليه

واما تحاربهم وأكل بعضهم بعضا وتركهم الانقياد لرجل يسوسهم ويجمعهم فانما يفعل ذلك من يفعله من الأمم اذا أنست من نفسها ضعفا وتخوفت نهوض عدوها اليها بالزحف وانه انما يكون في المملكة العظيمة اهل بيت واحد يعرف فضلهم على سائر غيرهم فيلقون اليهم امورهم وينقادون لهم بأزمتهم

واما العرب فان ذلك كثير فيهم حتى لقد حاولوا ان يكونوا ملوكا أجمعين مع أنفتهم من اداء الخراج والوطث بالعسف.

وأما اليمن التي وصفها الملك فانما أتى جد الملك اليها الذي أتاه عند غلبة الجبش له على ملك متسق وامر مجتمع فأتاه مسلوبا طريدا مستصرخا ولولا ما وتر به من يليه من العرب لمال الى مجال ولوجد من يجيد الطعان ويغضب للأحرار منغلبة العبيد الأشرار فعجب كسرى لما أجابه النعمان به وقال انك لأهل لموضعك من الرياسة في أهل اقليمك ثم كساه من كسوته وسرحه الى موضعه من الحيرة ..
__________________
]

آخر تعديل بواسطة *سهيل*اليماني* ، 30-08-2006 الساعة 12:07 PM.
  #4  
قديم 30-08-2006, 12:24 PM
*سهيل*اليماني* *سهيل*اليماني* غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,467
إفتراضي

فلما قدم النعمان الحيرة وفي نفسه ما فيها مما سمع من كسرى من تنقص العرب وتهجين امرهم بعث الى أكثم بن صيفي وحاجب بن زرارة التميميين والى الحرث بن عباد وقيس بن مسعود البكريين والى خالد بن جعفر وعلقمة بن علاثة وعامر بن الطفيل العامريين والى عمرو بن الشريد السلمي وعمرو بن معد يكرب الزبيدي والحارث بن ظالم المري ..

فلما قدموا عليه في الخورنق قال لهم قد عرفتم هذه الأعاجم وقرب جوار العرب وقد سمعت من كسرى مقالات تخوفت ان يكون لها غور او يكون انما اظهرها لأمر اراد ان يتخذ به العرب خولا كبعض طماطمته في تأديتهم الخراج اليه كما يفعل بملوك الأمم الذين حوله فاقتص عليهم مقالات كسرى ومارد عليه فقالوا ايها الملك وفقك الله ما أحسن ما رددت وأبلغ ما حجته به فمرنابأمرك وادعنا الى ما شئت قال انما انا رجل منكم وانما ملكت وعززت بمكانكم وما يتخوف من ناحيتكم وليس شيء احب الي من ما سدد الله به أمركم واصلح به شأنكم وادام به عزكم والرأي أن تسيروا بجماعتكم ايها الرهط وتنطلقوا الى كسرى فاذا دخلتم نطق كل رجل منكم بما حضره ليعلم ان العرب على غير ما ظن او حدثته نفسه ..
ولا ينطق رجل منكم بما يغضبه فانه ملك عظيم السلطان كثير الأعوان مترف معجب بنفسه ولا تنخزلوا له انخزال الخاضع الذليل وليكن أمر بين ذلك تظهر به وثاقة حلومكم وفضل منزلتكم وعظيم اخطاركم
وليكن اول من يبدأ منكم بالكلام أكثم ابن صيفي ثم تتابعوا على الأمر من منازلكم التي وضعتكم بها فانما دعاني الى التقدمة اليكم علمي بميل كل رجل منكم الى التقدم قبل صاحبه فلا يكونن ذلك منكم فيجد في آدابكم مطعنا فانه ملك مترف وقادر مسلط ثم دعا لهم بما في خزائنه من طرائف حلل الملوك كل رجل منهم حلة وعممه عمامة وختمه بياقوته وامر لكل رجل منهم بنجيبة مهرية وفرس نجيبة وكتب معهم كتابا ..

أما بعد فان الملك القى الي من أمر العرب ما قد علم واجبته بما قد فهم مما احببت ان يكون منه على علم ولا يتلجلج في نفسه أن أمة من الأمم التي احتجزت دونه بمملكتها وحمت ما يليها بفضل قوتها تبلغها في شيء من الأمور التي يتعزز بها ذوو الحزم والقوة والتدبير والمكيدة ..

وقد أوفدت ايها الملك رهطا من العرب لهم فضل في أحسابهم وانسابهم وعقولهم وآدابهم فليسمع الملك وليغمض عن جفاء ان ظهر من منطقهم وليكرمني باكرامهم وتعجيل سراحهم وقد نسبتهم في أسفل كتابي هذا الى عشائرهم فخرج القوم في أهبتهم حتى وقفوا بباب كسرى بالمدائن فدفعوا اليه كتاب النعمان فقرأه وامر بانزالهم الى أن يجلس لهم مجلسا يسمع منهم فلما ان كان بعد ذلك بايام امر مرازبته ووجوه اهل مملكته فحضروا وجلسوا على كراسي عن يمينه وشماله ثم دعا بهم على الولاء والمراتب التي وصفهم النعمان بها في كتابه واقام الترجمان ليؤدي اليه كلامهم ثم اذن لهم في الكلام.
فقام اكثم بن صيفي فقال:
ان افضل الأشياء اعاليها واعلى الرجال ملوكها وافضل الملوك اعمها نفعا وخير الأزمنة اخصبها وافضل الخطباء اصدقها الصدق منجاة والكذب مهواة والشر لجاجة والحزم مركب صعب والعجز مركب وطئ آفة الرأي الهوى والعجز مفتاح الفقر وخير الأمور الصبر حسن الظن ورطة وسوء الظن عصمة اصلاح فساد الرعية خير من اصلاح فساد الراعي من فسدت بطانته كان كالغاص بالماء شر البلاد بلاد لا امير بها شر الملوك من خافه البرئ المرء يعجز لا المحالة افضل الاولاد البررة خير الاعوام من لم يراء بالنصيحة احق الجنود بالنصر من حسنت سريرته يكفيك من الزاد ما بلغك المحل حسبك من شر سماعه الصمت حكم وقليل فاعله البلاغة الايجاز من شدد نفر ومن تراخى تألف فتعجب كسرى من أكثم ثم قال ويحك ياأكثم ما أحكمك وأوثق كلامك لولا وضعك كلامك في غير موضعه قال اكثم الصدق ينبئ عنك لا الوعيد قال كسرى : لو لم يكن للعرب غيرك لكفى قال اكثم رب قول انفذ من وصول ..

ثم قام حاجب بن زرارة التميمي فقال: ورى زندك وعلت يدك وهيب سلطانك ان العرب أمة قد غلظت اكبادها واستحصدت مرتها ومنعت درتها وهي لك وامقة ما تألفتها مسترسلة ما لاينتها سامعة ما سامحتها وهي العلقم مرارة والصاب غضاضة والعسل حلاوة والماء الزلال سلاسة نحن وفودها اليك وألسنتها لديك ذمتنا محفوظة وأحسابنا ممنوعة وعشائرنا فينا سامعة مطيعة إن نؤب لك حامدين خيرا فلك بذلك عموم محمدتنا وان نذم لم نخص بالذم دونها ..
قال كسرى : ياحاجب ما اشبه حجر التلال بألوان صخرها ..
قال حاجب بل زئير الأسد بصولتها ..
قال :كسرى وذلك..

ثم قام الحارث بن عباد البكري فقال: دامت لك المملكة باستكمال جزيل حظها وعلو سنائها من طال رشاؤه كثر مدحه ومن ذهب ماله قل منحه تناقل الأقاويل يعرف اللب وهذا مقام سيوجف بما ينطق به الركب وتعرف به كنه حالنا العجم والعرب ونحن جيرانك الأدنون واعوانك المعينون خيولنا جمة وجيوشنا فخمة إن استنجدتنا فغير ربض وإن استطرقتنا فغير جهض وان طلبتنا فغير غمض لا ننثني لذعر ولا نتنكر لدهر رماحنا طوال واعمارنا قصار ..
قال كسرى: أنفس عزيزة وأمة ضعيفة ..
قال الحارث ايها الملك وانى يكون لضعيف عزة أو لصغير مرة ..
قال كسرى :لو قصر عمرك لم تستول على لسانك نفسك ..
قال الحارث ايها الملك ان الفارس اذا حمل نفسه على الكتيبة مغررا بنفسه على الموت فهي منية استقبلها وجنان استدبرها والعرب تعلم اني ابعث الحرب قدما وأحبسها وهي تصرف بها حتى اذا جاشت نارها وسعرت لظاها وكشفت عن ساقها جعلت مقادها رمحي وبرقها سيفي ورعدها زئيري ولم اقصر عن خوض خضخاضها حتى أنغمس في غمرات لججها وأكون فلكا لفرساني الى بحبوحة كبشها فأستمطرها دما وأترك حماتها جزر السباع وكل نسرقشعم ..
ثم قال كسرى :لمن حضره من العرب أكذلك هو قالوا فعاله انطق من لسانه ..
قال كسرى : مارأيت كاليوم وفدا أحشد ولا شهودا أوفد.

ثم قام عمرو بن الشريد السلمي فقال: أيها الملك نعم بالك ودام في السرور حالك ان عاقبة الكلام متدبرة واشكال الامور معتبرة وفي كثير ثقلة وفي قليل بلغة وفي الملوك سورة العز وهذا منطق له ما بعده شرف فيه من شرف وخمل فيه من خمل لم نأت لضيمك ولم نفد لسخطك ولم نتعرض لرفدك ان في اموالنا منتقدا وعلى عزنا معتمدا ان اورينا نارا أثقبنا وان اود دهر بنا اعتدلنا الا انا مع هذا لجوارك حافظون ولمن رامك كافحون حتى يحمد الصدر ويستطاب الخبر ..
قال كسرى : ما يقوم قصد منطقك بافراطك ولا مدحك بذمك ..
قال عمرو :كفى بقليل قصدي هاديا وبأيسر افراطي مخبرا ولم يلم من غربت نفسه عما يعلم ورضى من القصد بما بلغ ..
قال كسرى :ما كل ما يعرف المرء ينطق به أجلس.

ثم قال خالد بن جعفر الكلابي فقال: احضر الله الملك اسعادا وارشده ارشادا ان لكل منطق فرصة ولكل حاجة غصة وعي المنطق اشد من عي السكوت وعثار القول انكأ من عثار الوعث وما فرصة المنطق عندنا الا بما نهوى وغصة المنطق بما لا نهوى غير مستساغة وتركي ما أعلم من نفسي ويعلم من سمعي انني له مطيق أحب الي من تكلفي ما اتخوف ويتخوف مني وقد اوفدنا اليك ملكنا النعمان وهو لك من خير الأعوان ونعم حامل المعروف والاحسان أنفسنا بالطاعة لك باخعة ورقابنا بالنصيحة خاصعة وايدينا لك بالوفاء رهينة
قال له كسرى : نطقت بعقل وسموت بفضل وعلوت بنبل.

ثم قام علقمة بن علاثة العامري فقال: نهجت لك سبل الرشاد وخضعت لك رقاب العباد ان للأقاويل مناهج وللآراء موالج وللعويص مخارج وخير القول اصدقه وافضل الطلب انجحه انا وان كانت المحبة احضرتنا والوفادة قربتنا فليس من حضرك منا بأفضل ممن عزب عنك بل لو قست كل رجل منهم وعلمت منهم ما علمنا لوجدت له في آبائه دنيا اندادا واكفاء كلهم الى الفضل منسوب وبالشرف والسؤدد موصوف وبالرأي الفاضل والأدب النافذ معروف يحمي حماه ويروي نداماه ويذود اعداه لاتخمد ناره ولا يحترز منه جاره أيها الملك من يبل العرب يعرف فضلهم فاصطنع العرب فإنها الجبال الرواسي عزا والبحور الزواخر طميا والنجوم الزواهر شرفا والحصى عددا فان تعرف لهم فضلهم يعزوك وان تستصرخهم لا يخذلوك ..
قال كسرى وخشى أن يأتي منه كلام يحمله على السخط عليه حسبك ابلغت وأحسنت.

ثم قام قيس بن مسعود الشيباني فقال: اطاب الله بك المراشد وجنبك المصائب ووقاك مكروه الشصائب ما أحقنا اذ أتيناك باسماعك ما لا يحنق صدرك ولا يزرع لنا حقدا في قلبك لم نقدم ايها الملك لمساماة ولم ننتسب لمعاداة ولكن لتعلم انت ورعيتك ومن حضرك من وفود الأمم انا في المنطق غير محجمين وفي الناس غير مقصرين ان جورينا فغير مسبوقين وان سومينا فغير مغلوبين.

قال كسرى : غير أنكم اذا عاهدتم غير وافين وهو يعرض به في تركه الوفاء بضمانه السواد
قال قيس: ايها الملك ما كنت في ذلك الا كواف غدر به او كخافر بذمته
قال كسرى ما يكون لضعيف ضمان ولا لذليل خفارة
قال قيس: ايها الملك ما انا فيما اخفر من ذمتي احق بالزامي العار منك فيما قتل من رعيتك وانتهك من حرمتك
قال كسرى : ذلك لأن من ائتمن الخانة واستنجد الأثمة ناله من الخطأ ما نالني وليس كل الناس سواء كيف رأيت حاجب بن زرارة لم يحكم قواه فيبرم ويعهد فيوفي ويعد فينجز قال :وما احقه بذلك وما رأيته الا لي
قال كسرى القوم بزل فأفضلها اشدها.

ثم قام عامر بن الطفيل العامري فقال:
كثر فنون المنطق ولبس القول أعمى من حندس الظلماء وانما الفخر في الفعال والعجز في النجدة والسؤدد مطاوعة القدرة وما اعلمك بقدرنا وابصرك بفضلنا وبالحرى ان ادالت الايام وثابت الاحلام ان تحدث لنا امورا لها اعلام
قال كسرى وما تلك الاعلام قال مجتمع الأحياء من ربيعة ومضر على أمر يذكر
قال كسرى وما الأمر الذي يذكر
قال مالي علم بأكثر مما اخبرني به مخبر
قال: كسرى متى تكاهنت يابن الطفيل
قال لست بكاهن ولكني بالرمح طاعن
قال كسرى :فإن اتاك آت من جهة عينك العوراء ما أنت صانع
قال ما هيبتي في قفاي بدون هيبتي في وجهي وما أذهب عيني عيث ولكن مطاوعة العبث.

ثم قام عمرو بن معديكرب الزبيدي فقال:
إنما المرء بأصغريه قلبه ولسانه فبلاغ المنطق الصواب وملاك النجعة الارتياد وعفو الرأي خير من استكراه الفكرة وتوقيف الخبرة خير من اعتساف الحيرة فاجتبذ طاعتنا بلفظك واكتظم بادرتنا بحلمك وألن لنا كنفك يسلس لك قيادنا فإنا أناس لم يوقس صفاتنا قراغ مناقير من أراد لنا قضما ولكن منعنا حمانا من كل من رام لنا هضما.
ثم قام الحارث بن ظالم المري فقال:
إن من آفة المنطق الكذب ومن لؤم الأخلاق الملق ومن خطل الرأي خفة الملك المسلط فان اعلمناك ان مواجهتنا لك عن الائتلاف وانقيادنا لك عن تصاف فما انت لقبول ذلك منا بخليق ولا للاعتماد عليه بحقيق ولكن الوفاء بالعهود واحكام ولث العقود والأمر بيننا وبينك معتدل ما لم يأت من قبلك ميل او زلل.
قال كسرى :من انت
قال : الحرث بن ظالم
قالكسرى : ان في أسماء آبائك لدليلا على قلة وفائك وان تكون أولى بالغدر وأقرب من الوزر
قال الحرث إن في الحق مغضبة والسرو التغافل ولن يستوجب احد الحلم الا مع القدرة فلتشبه افعالك مجلسك ..

قال كسرى هذا فتى القوم ثم قال :كسرى قد فهمت ما نطقت به خطباؤكم وتفنن فيه متكلموكم ولولا اني اعلم ان الادب لم يثقف أودكم ولم يحكم أمركم وانه ليس لكم ملك يجمعكم فتنطقون عنده منطق الرعية الخاضعة الباخعة فنطقتم بما استولى على ألسنتكم وغلب على طباعكم لم أجز لكم كيرا ما تكلمتم به واني لأكره ان اجبه وفودي او أحنق صدورهم والذي أحب من اصلاح مدبركم وتألف شواذكم والاعذار الى الله فيما بيني وبينكم وقد قبلت ما كان في منطقكم من صواب وصفحت عما كان فيه من خلل فانصرفوا الى ملككم فأحسنوا موازرته والتزموا طاعته واردعوا سفهاءكم واقيموا أودهم وأحسنوا أدبهم فان في ذلك صلاح العامة.
__________________
]
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م