مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 04-09-2006, 03:35 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

-412-

وفي بداية السبعينات أنشأ الصدر حركة المحرومين ووضع لها شعارات براقة : كالإيمان بالله ، والحرية ، والتراث اللبناني !! ، العدالة الاجتماعية ، الوطنية وخاصة الجنوب ، تحرير فلسطين ، الحركة لجميع المحرومين وليست خاصة بالشيعة .

كما أنشأ الصدر جناحا عسكريا لحركة المحرومين أسماه (أمل) ، وحرص على أن يكون سريا ، بل كان يتظاهر بأنه ضد التسلح ، واعتصم في مسجد العاملية في بيروت احتجاجا على ( المليشيات ) والتسلح ، واندلاع الحرب ، وبعد أيام قليلة من انهاء اعتصامه انفجر لغم في مخيم للتدريب تابع لمنظمة أمل في البقاع أدى الى مقتل 36 شخصا وجرح 43 شخصا .. وبعد هذه الفضيحة أعلن عن انشاء أمل في 6 يوليو 1975 .

وفي عام 1974 نقلت الصحف اللبنانية مجموعة من خطب الصدر في مناطق متعددة من لبنان ومن ذلك قوله : ( الثورة لم تمت في رمال كربلاء بل تدفقت في مجرى حياة العالم الاسلامي ) . كان هذا في أوائل شباط . ( وابتداء من اليوم لن نشكو ولن نبكي فاسمنا ليس _ المتاولة _ بل اسمنا _ الرافضون _ رجال الثأر .. لقد واجه الحسين العدو ومعه سبعون رجلا ، وكان العدو كثير العدد ، أما اليوم فنحن نعد أكثر من سبعين ، ولا يعد عدونا ربع سكان العالم ) .

ومعظم الذين كانوا يحضرون احتفالات الصدر كانوا مسلحين ، وكأنه كان يهيئهم لخوض غمار المعارك .
بدأت الحرب اللبنانية ، فكانت خطة الصدر فيها على الشكل التالي :
له منظمة مسلحة _ أمل _ في الجنوب وبيروت والبقاع ، وكانت منظمته متعاونة مع القوات الوطنية ، وكان للشيعة تواجد في جيش لبنان العربي ، فكان مساعدو



-413-

أحمد الخطيب منهم وكان للصدر وشيعته صلات وثيقة مع منظمة التحرير ، وكان يتصدر اجتماعات مع جميع الأطراف _ وخاصة الموارنة _ لإنهاء الحرب .

وأكثر الجهات التي كان الصدر يتعاون معها النظام النصيري في سورية . ولقد رأينا في الصفحات الماضية أنه استصدر مرسوما حكوميا أصبح نصيريو الشمال اللبناني بموجبه شيعة ، وعين لهم مفتيا جعفريا ، وعندما هلك والد حافظ الأسد استدعى الصدر ولقنه الكلمات التي تلقن لموتاهم وهم في حالة النزاع ، وكان الامام الساعد الأيمن لكل مسؤول سوري يدخل لبنان من أجل التوسط في النزاع القائم بين المسلمين والفلسطينيين من جهة والموارنة من جهة ثانية .

أما المسلمون السنة أينما كانوا _ في منظمة التحرير أو جيش لبنان أو التجمع الاسلامي أو .. _ فما كانوا يخفون سرا على أنصارهم الشيعة ، بل كانوا يتعاملون معهم بدون أي خلفية .
وبعد المجزرة التي ارتكبها الموارنة في ( الكرنتينا ) هب المسلمون في لبنان ، وتمكنت القوات الوطنية من احتلال : شاتورة ، وزحلة ، وزغرتا ، والدامور ، والسعديات ، وسقط معظم لبنان بأيديهم ، وحاصروا الصليبيين في عقر دارهم ، وبدأت مدافع جيش لبنان العربي تدك قصر بعبدا لولا تدخل منظمة الصاعقة النصيرية وفرار سليمان فرنجيه من قصره .. وبات مؤكدا أن لبنان ستتحكم من قبل القوات الوطنية .
ونشرت الصحف اللبنانية في هذه الفترة مقابلة مع عبد الحليم خدام وزير الخارجية السورية قال فيها أن طلبا رسميا من لبنان تقدمت به لأمريكا لتتدخل كما تدخلت عام 1958 فرفضت أمريكا وتراجعت اسرائيل ، كلام خدام صحيح وقد ورد في بيانات رسمية صدرت عن أمريكا من جهة وعن شخصيات لبنانية من جهة ثانية .

-414-

ولحظة دخول الجيش النصيري الى لبنان استبدل موسى الصدر وجهه الوطني الاسلامي بوجه باطني استعماري وقام بالدور التالي :
أمر الضابط ابراهيم شاهين فانشق عن الجيش العربي ، وأسس طلائع الجيش اللبناني الموالية لسورية ، كما انشق الرائد أحمد المعماري شمال لبنان وانضم للجيش النصيري ، وكان جيش لبنان العربي أكبر قوة ترهب الموارنة ، فانهار لأنه ما كان يتوقع أن يأتيه الخطر من داخله من قاسم شاهين وغيره . وأمر الصدر منظمة أمل فتخلت عن القوات الوطنية ، وانضم معظم عناصرها لجيش الغزاة .

وبدأ الصدر بمهاجمة منظمة التحرير . نقلت وكالة الأنباء الفرنسية في 12/8/1976 اتهام الصدر للمنظمة بالعمل على قلب النظم العربية الحاكمة وعلى رأسها النظام اللبناني ، ودعا الأنظمة الى مواجهة الخطر الفلسطيني ، ونقلت بعض الصحف اللبنانية تصريحه هذا.
وكانت ضربة الصدر للفلسطينيين مؤلمة مما جعل ممثل المنظمة في القاهرة يصدر تصريحا يندد فيه بمؤامرة الصدر على الشعب الفلسطيني وتآمره مع الموارنة والنظام السوري .

وما من معركة خاضها جيش لبنان العربي والقوات اللبنانية الفلسطينية إلا ووجدوا ظهورهم مكشوفة أمام الشيعة . فمثلا خاضوا معركة قرب بعلبك والهرمل فاتصل الشيخ سليمان اليحفوفي المفتي الجعفري هناك بالجيش النصيري وسار أمامه حتى دخل بعلبك فاتحا على أشلاء المسلمين .

وما اكتفى الصدر بهذا القدر من الأعمال بل أوعز الى قيادة أمل بأن لا يقاوموا الموارنة فى حي النبعة والشياح ، وهذا يعني أنه سلم مناطق الشيعة في بيروت للموارنة ،



-415-

وتركهم يقتلون ويأسرون كيفما يشاؤون ، وهو الذي كان يقول : السلاح زينة الرجال ، وأنهم رجال الثأر ، وأن ثورتهم لم تمت في رمال كربلاء .
فأين السلاح ، وأين الثأر ، وأين كل تلك التهديدات التي كان يطلقها ، ومتى يستعملها إن لم يستخدمها وهو يرى القتل والابادة في سكان الشياح وحي النبعة ؟! .

وتحت حماية أسنة الغزاة المحتلين راح الصدر يتحرك ، كعميل للنظام النصيري ، وكمساعد لعبد الحليم خدام وزير الخارجية السوري .. فعندما طلب الوزير خدام من زعماء المسلمين أن يوقعوا على ميثاق وطني تكرس بموجبه رئاسة الجمهورية للمارون ، رفض الزعماء المسلمون جميعا هذا الطلب إلا موسى الصدر وافق عليه .

وفي 5/8/1976 نقلت وكالة الأنباء الفرنسية أن الصدر دعا الى اجتماع ضم أساقفة الروم الأرثوذكس والروم الكاثوليك والموارنة الكاثوليك وعددا من أعيان البقاع ونوابها ، وتم عقد الاجتماع في قاعدة رياق الجوية من أجل تشكيل حكومة محلية في المنطقة التي يسيطر عليها السوريون النصيريون .
أدرك المسلمون في لبنان _ ونقصد بالمسلمين القوات الفلسطينية اللبنانية المشتركة وسائر المنتسبين للاسلام بغض النظر فيما لو كانوا مسلمين فعلا أم لا _ على مختلف نحلهم حقيقة الدور الذي يقوم به الصدر ، فحاولوا اغتياله ونسفوا بيته في بعلبك لكنه نجا من الموت ، وضاقت عليه الأرض بما رحبت فالتجأ الى دمشق وسكن في حي الروضة تحت حراسة اخوانه النصيريين ، وصار يمثله في المؤتمرات والمفاوضات في لبنان نائبه الشيخ محمد يعقوب ..

-416-

وبدأ الامام بدور جديد بعد الاحتلال السوري للبنان فقام بزيارات لمعظم البلاد العربية ظاهرها السعي من أجل ايجاد حل للمشكلة اللبنانية ، وحقيقتها أخذ مساعدات لتوزيعها على المحرومين !!، ويبدو أن مواقفه المتناقضة أثارت حنق القذافي ، فألقي القبض عليه خلال زيارته الأخيرة لطرابلس ، واختفى الامام وما زال مختفيا مع اثنين من مرافقيه ، ويقال أنه كان قد أخذ من القذافي أكثر من عشرين مليونا من الدولارات .

أطراف المؤامرة :
المؤامرة التي دبرها أعداء الاسلام على أرض لبنان لم تنه ، ولم تقتصر على لبنان بل سوف يمتد لهيبها ليحرق العالم الاسلامي إن لم تلحظه عناية الله . والذي يهمنا هنا أن نحدد أطراف المؤامرة :
1_ الصدر وشيعته :
هذا الجاسوس الايراني الذي أرسله الشاه الى ايران فمنحه الموارنة الجنسية اللبنانية ، وأعطوه صلاحيات واسعة لم يحلم بها أقطاب الشيعة كصبري حمادة ، وكامل الأسعد ، وعادل عسيران ، ويكفي أن يحمل المواطن اللبناني بطاقة من موسى الصدر لتحل أكبر مشكلة له عند السلطة .

وخلال سنوات قصيرة فصل الصدر الشيعة عن السنة وأنشأ حركة المحرومين ومنظمة أمل ووحد الشيعة مع النصيرية ، وأخيرا مكن الجيش النصيري من احتلال لبنان ، وتنكر للفلسطينيين ولمنظمة التحرير بعد أن جعل لهم بندا خاصا بهم في منهج حركة المحرومين ، وصار يتهمهم بالتآمر على قلب الأنظمة العربية وكأنه محام عن مصالح هذه الأنظمة وطالب باخراج الفلسطينيين من جنوب لبنان وتعديل اتفاق القاهرة ، ولا يخجل من



-417-

القول : لسنا في حالة حرب مع اسرائيل والعمل الفدائي في الجنوب يحرجنا ( الدستور الصادرة في فرنسا 26/6/1978 ) .

2_ النصيريون :
هم الذين خططوا في أوائل الستينات للاستيلاء على الحكم في سورية ، ولاتخاذ حزب البعث جسر يمرون من فوقه الى هدفهم المنشود ، وقائدهم حافظ الأسد هو الذي أذاع بلاغ سقوط القنيطرة عام 1967 ، والجنود السوريون ما زالوا مرابطين على حدود فلسطين المحتلة ، والعالم كله يشهد بأن سقوط القنيطرة مؤامرة رهيبة ، وخيانة ما بعدها خيانة .
وبعد سقوط القنيطرة قامت مفاوضات بين النصيريين الذين يحكمون سورية وزعماء النظام الصهيوني ، وبعض هذه المفاوضات كان سريا وكشف ، وبعضها علنيا عن طريق أمريكا وغيرها .
واستقبل النظام النصيري اليهودي المتعصب كيسنجر وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية السابق ، وعقد معهم اتفاقات الخطوة خطوة مع اسرائيل ، وقدمت الولايات المتحدة قروضا سخية لنظام حافظ الأسد ، ويكفيه ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية في 29/9/1976 :
( صرح اليوم شمعون بيريز _ وزير دفاع العدو وقتذاك _ ان هدف اليهود هو نفس هدف دمشق بالنسبة للمسألة اللبنانية وقال :
يجب أن نمنع وقوع لبنان تحت سيطرة منظمة التحرير الفلسطينية ) .
لقد دخل الجيش النصيري لبنان لينفذ مؤامرة عالمية اتفق عليها قادة الشرق والغرب وعندما اتخذ حافظ الأسد قراره في التدخل كان رئيس وزراء الاتحاد السوفياتي في دمشق ، وأعلن خلال لقاءاته مع الأسد بأنه مع سورية في سياستها ازاء لبنان ،
  #2  
قديم 04-09-2006, 03:39 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

[size="5"]-418-

وأن الاتحاد السوفياتي موافق على تدخل الجيش السوري . وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية تأييدها لتدخل الجيش السوري ووصفته بأنه خطوة عملية بناءة ، وفي 2/6/1976 كتبت التايمز تقول :
( ان تدخل النظام السوري في لبنان يلقى ترحيب اليمين المسيحي بدون تحفظ ، كما يلقى الموافقة الهادئة من الولايات المتحدة واسرائيل ) .
وأعلن اسحق رابين رئيس وزراء العدو الصهيوني السابق في تصريح نقلته اذاعتهم :
( ان اسرائيل لا تجد سببا يدعوها لمنع الجيش السوري من التوغل في لبنان . فهذا الجيش يهاجم الفلسطينيين وتدخلنا عندئذ سيكون بمثابة تقديم المساعدة للفلسطينيين ، ويجب علينا ألا نزعج القوات السورية أثناء قتلها للفلسطينيين فهي تقوم بمهمة لا تخفى نتائجها الحسنة بالنسبة لنا ) .

3_ الموارنة :
منذ القديم يعملون على الاستقلال بلبنان ، ولم ينكروا تعاونهم مع الولايات المتحدة الأمريكية ، واسرائيل ، ودول الغرب ، وفي اسرائيل وألمانيا الغربية وفرنسا كانوا يتدربون على السلاح ، ومن هذه الدول والولايات المتحدة الأمريكية جاءتهم شحنات الأسلحة والمساعدات المادية .
وأقام الموارنة علاقات وطيدة مع زعماء النصيرية خلال حكم الأسد وقبله ، وهناك صلات أسرية وتعاون تاريخي بين الطرفين .
كما أنهم قدموا المساعدات لموسى الصدر وجعلوا منه زعيما لبنانيا قبل الحرب وخلالها

-419-

واستغرب الناس خيانة الصدر في حي النبعة ولماذا سلمها للموارنة بدون مقاومة ، وجاء سكرتير المجلس الاسلامي الأعلى للشيعة الشيخ محمد يعقوب ليكشف _ من حيث لا يشعر _ سر هذه المؤامرة .
نقلت وكالة الصحافة الفرنسية أن الرئيس سليمان فرنجيه قرر منح المجلس الأعلى للشيعة عشرة ملايين ليرة لبنانية مقابل الأضرار التي لحقت بحي النبعة والشياح ، وتم هذا خلال لقاء فرنجيه مع سكرتير المجلس الشيعي ، وحضور المقدم السوري ابراهيم هويجي ، وأضاف المسؤول الشيعي قائلا :
ان الرئيس فرنجيه والرئيس المنتخب الياس سركيس متفقان على ذلك ، تم ذلك في أوائل اكتوبر عام 1976 .
فالنصيريون ، والنصارى الموارنة ، والشيعة ، والدول الكبرى ، واسرائيل طرف واحد طرف الحرب اللبنانية ، أما المسلمون السنة من اللبنانيين والفلسطينيين فهم الطرف الآخر المغلوب على أمره .
ومن أجل هذا جاء موسى الصدر الى لبنان ! ومن أجل هذه المؤامرة وغيرها اتحد النصيريون مع الشيعة !! .

كلمة لابد أن تقال :
لو كانت قيادة المسلمين في لبنان _ نقصد زعماء منظمة التحرير والقوات الوطنية اللبنانية _ اسلامية حقا لم تخدع مرارا بالصدر والأسد ، لأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ، أما هذه القيادات فلقد خدعت مرات ومرات .
ففي داخل سورية خدع النصيريون شركاءهم في ثورة الثامن من آذار عام 1963

-420-

وأعدموا عددا كبيرا من الفلسطينيين لأنهم ناصريون"7" ولولا الناصرية لما نجح البعثيون في الثامن من آذار .

وبعد اقصاء الناصرية وانفراد حزب البعث في حكم سورية غدر النصيريون بمؤسس حزب البعث وفيلسوفه ميشال عفلق ونعتوه بالرجعية والعمالة وألحقوا به الرجل الثاني في الحزب صلاح البيطار .

وبعد أن أدى أمين الحافظ رئيس الجمهورية السورية دوره في طرد عفلق والبيطار ، واستقرت الأمور غدروا به وحاولوا قتله ثم اعتقلوه مدة وطردوه من سورية .
ثم جاءوا بعد طرد عفلق بمنيف الرزاز لأنه من شخصيات الحزب القديمة ، وعندما أدى دوره غدروا به ففر من حيث جاء _ أي الى الأردن .
ثم استخدموا الطبيب نور الدين الأتاسي رئيسا للجمهورية ، ( وزعين ) رئيسا للوزراء ، ثم غدروا بهما بعد أن تحملا خيانة حرب 1967 ، وألحقوا بهما ناجي جميل بعد أن تحمل وزر الحرب اللبنانية .

وفي جميع هذه الأدوار استمر حافظ الأسد يحرك الأمور من وراء ستار ، وكان يستعين دوما بوجوه محسوبة على الاسلام لتتحمل الغرم ويبقى له ولطائفته الغنم .
أما على الصعيدي العربي فكان جمال عبد الناصر أول من غدر به النصيريون ، واستدرجوه وفرضوا عليه حرب 1967 ثم وصموه بالخيانة ، ومن بعده غدروا بأنور السادات فكانوا يتفقون معه على كل شيء ، ثم يسلقونه بألسنتهم .

(7) كان ذلك في 18/7/1963 .


-421-

واذا هيأ لهم الجو المناسب قاموا بنفس العمل الذي قام به .
ثم غدروا بكمال جنبلاط وقتلوه ، وغدروا بمنظمة التحرير ، وباخوانهم حكام العراق .
وعلى الصعيد الوطني : سلموا الجولان لاسرائيل عام 1967 ، ثم قدموا لها جيوبا أخرى في حرب 1973 ، ثم فاوضوا اسرائيل عن طريق اليهودي كيسنجر ، وأقاموا علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة الأمريكية ، وأخذوا منها الهبات والقروض ، وتعاونوا مع موارنة لبنان ضد المسلمين .
أما موسى الصدر وشيعته : فما اكتفى بالتعاون مع حكام سورية ، ولم يقتصر دوره على التنديد صراحة بالفلسطينيين ، بل انبرى زعماء الشيعة يطالبون بوقف العمل الفدائي في جنوب لبنان ويلمحون باخراج الفلسطينيين من الجنوب ، ومن جراء ذلك وقعت صدامات مسلحة بين الشيعة والفلسطينيين ، ونظم الشيعة اضرابا عاما في صيدا طالبوا فيه باخراج المنظمات المسلحة من الجنوب .
وكان الصدر أول من طالب بقوات طوارئ دولية تتمركز في الجنوب ، وزعم ان لبنان في هدنة مع اسرائيل ولا يجوز ان يخرقها الفلسطينيون ، وعندما جاءت قوات الطوارئ نجح في أن تكون نسبة كبيرة من هذه القوات من ايران .
وتعاون معظم زعماء الشيعة في الجنوب مع اليهود في فلسطين المحتلة ، ومع سعد حداد ، وعندما اتخذت الحكومة اللبنانية قرارا بارسال الجيش اللبناني الى الجنوب ثار موضوع تعاون الموارنة مع اليهود ، فقال بيار الجميل زعيم الكتائب :

-422-

ان الشيعة تعاملوا مع اسرائيل قبل الموارنة ، وقال سعد حداد :
ان أعيان الشيعة في منطقة الحدود يؤيدون هذه الدولة .
ولمحت منظمة التحرير الى تعاون الشيعة مع اليهود في الجنوب .
ومن أجل ذلك عقد المجلس الشيعي الأعلى اجتماعا ، وأصدروا بيانا ناشدوا فيه شيعة الجنوب مساندة الجيش اللبناني الشرعي حتى يتمكن من أداء مهمته ، وردوا على سعد حداد فقالوا بأن أعيان الشيعة في الجنوب لم يتعاونوا مع اليهود ولكن التزموا الصمت خوفا من التعرض لعمليات القمع . بيروت وكالات الأنباء 20/4/79 .
انظر الى تهافت ردهم وضعفه في قولهم :
ان اعيانهم التزموا الصمت خوفا من التعرض لعمليات القمع .
أليس من المؤسف جدا بعد هذا كله أن يقبل مؤيدو منظمة التحرير رأي قيادتهم في اعادة التعاون مع النظام النصيري السوري ، بل عاد هؤلاء يغنون لأبي سليمان _ حافظ الأسد _ في أفراحهم ؟! .
هل رأيتم شعبا كشعبنا يتقرب لجلاديه ويهتف بحياة قاتليه"8" ؟! .



(8) من زعماء الشيعة الذين صدرت عنهم تصريحات ضد الفلسطينيين تلميحا أو تصريحا:
موسى الصدر ، كامل الأسعد ، عادل عسيران ، كاظم الخليل ، حسين الحسيني :
وتصريحاتهم في الصحف اللبنانية : انظر مثلا :
النهار العربي والدولي 4/2/1978 .
وكالات الأنباء 20/4/1979 .
الدستور الصادرة في فرنسا 26/6/1978 في مقابلة مع الصدر .


-423-

موسى الصدر وثورة الخميني :
كنا اذا التقينا مع بعض المثقفين الشيعة وذكرنا لهم أدوار موسى الصدر المريبة ، ووضعنا لهم النقاط على الحروف نستغرب جرأتهم في مشاركتنا الهجوم على الصدر ، وأنه لا يمثل القيادة الشيعية ، وأن الخميني وحده الذي يمثل هذه القيادة _ كان قولهم هذا قبل أن ينتشر اسم الخميني بين عامة الناس _ .

وجاءت ثورة الخميني بأدلة تنقض أقوالهم ، وتزيدنا قناعة بأن هذا الشبل من ذاك الأسد :
فالخميني والصدر ينتسبان الى الأسياد الذين ينحدرون في تاريخ الطائفة الشيعية من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم _ ومتى كان آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفرس ، كم انتسب لهذا البيت من الناس كذبا وزورا ، وكم ظلم هذا البيت في مختلف حقب تاريخنا الاسلامي !! _ .

وهناك وجوه أخرى للقرابة ، فابن الخميني أحمد متزوج من بنت أخت موسى الصدر ، وابن أخت الصدر مرتضى الطبطبائي متزوج من حفيده الخميني . والصدر _ كما يقولون_ تتلمذ على الخميني في قم .

ونائب رئيس وزراء ايران الحالي الدكتور صادق الطبطبائي _ ابن شقيقة الصدر _ وعاش معه مدة طويلة في لبنان ، وموسى الصدر هو الذي أوفده الى ألمانيا لدراسة الكيمياء حيث نال شهادة الدكتوراه فيها ، اضافة الى هوايته المفضلة في عزف الموسيقى .
والدكتور صادق الطبطبائي أحد المرشحين لرئاسة الجمهورية في ايران ، وأحد أعضاء مجلس الثورة الايراني .



-424-

وكان للصدر صلات قوية مع الدكتور مهدي بازركان والدكتور ابراهيم يازدي ، وصادق قطب زاده ، وقدم لهم كل عون ومساعدة خلال اقامتهم في لبنان عام 1974 "9" .
والكتور مصطفى جمران وزير الدفاع الأيراني من أكبر أعوان موسى الصدر . فلقد كان مديرا لمدرسة في صور أنشأها الصدر ، وكان يتولى الأشراف على فروع منظمة ( أمل ) العسكرية قبل نشوب الثورة الأيرانية "10" .

وزير الدفاع الأيراني كان يسمى في لبنان مصطفى شمران ، وفي ايران مصطفى جمران ، وهكذا لا يعرف التخطيط الشيعي وطنا ففي عام من الأعوام تراه زعيما لبنانيا ، وفي عام آخر تراه زعيما ايرانيا وقبل أن تطأ قدماه الأراضي اللبنانية أتقن اللغة العربية ليلعب الدور المعد له بحنكة ومهارة فهل يستيقظ الاسلاميون من سبات نومهم ويتحرروا من جهلهم؟!
ولموسى الصدر علاقات وثيقة مع آية الله شريعتمداري ، ومن الآيات الكبيرة في ايران شقيقه الأكبر رضا الصدر .

وفور سماع الخميني بخبر اختطاف الصدر أرسل برقية لعرفات يطالبه بحل المشكلة ، كما أبرق الى رئيس النظام النصيري حافظ الأسد خلال مؤتمر الصمود ، وأدلى بحديث تلفزيوني الى شبكة س.ب.اس الأمريكية قبل يومين من مغادرته باريس الى طهران قال :


(9) الحوادث ، العدد 1164 ، تاريخ 23/2/1979 في لقاء لها مع حسين الحسيني أمين عام حركة أمل .
(10) الوطن العربي ، العدد 138 ، تاريخ 4_10/10/1979 .


-425-

لقد استقبلت مسؤولين ليبيين من أجل قضية الامام الصدر ، وحتى الآن لم أتلق للأسف أي جواب ، ولسوف أتخذ الخطوات اللازمة .

وأوفد الخميني صادق قطب زاده الى ليبيا لبحث مشكلة الصدر ، كما قابل حافظ الأسد من أجل الغرض نفسه ، وقام _ زاده _ بتحريك الطلبة الايرانيين في أوروبا وأمريكا فأبرقوا للقذافي ، وأثاروا القضية من الوجهة الاعلامية .
الوطن العربي العدد 110 كانت هذه الأنشطة كلها والخميني ما زال في فرنسا .

واهتم جميع علماء الشيعة باختفاء الصدر وأبرقوا لمعظم الرؤساء العرب ، ومن الذين أبرقوا للأسد خلال مؤتمر الصمود :

آية الله الخميني ، آية الله شريعتمداري ، آية الله الكلبايكاني ، وآية الله النجفي ، وآية الله الحاج آقا حسن القمي من كرج ، وآية الله رضا الصدر .
جاءت هذه المعلومات في لقاء للسيد علي الحجتي الكرماني زوج بنت رضا الصدر مع الحوادث بعد الاطاحة بالشاه .

وقال مهدي بازركان رئيس الوزراء الايراني في عدد من اللبنانيين الذين التقى بهم في العاصمة الايرانية : إن أول مهمة خارجية لحكومته ستكون العمل على الافراج عن موسى الصدر"11" .


(11) الحوادث 16/2/1979 العدد 1163 .


  #3  
قديم 04-09-2006, 03:41 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

-426-

ولخص الدكتور صادق الطبطبائي نائب رئيس الوزراء والناطق الرسمي باسم الحكومة الايرانية موقف حكومته من قضية الصدر فقال :

( إننا نسعى وراء كشف قضية الامام الصدر وحل لغز اختفائه أولا . وهذا الحل له طرق دبلوماسية وطرق غير دبلوماسية . وسنتخذ أي طريق للوصول الى هدفنا .
والمهم أننا مطمئنون أن الامام الصدر لم يخرج من ليبيا حتى الآن ، وكل الاشاعات التي أطلقت كان هدفها تحوير هذه الحقيقة .
ان موضوع الامام الصدر كما قال الامام الخميني تجاوز علني على الحقوق الاسلامية ، ولا يستفيد من اخفائه إلا الامبريالية والصهيونية عموما ، أن يتحدوا ضد الذين ينتهكون الحرية والحرمة الاسلامية"12" .

الطبطبائي أكثر من ذكر الامبريالية _ أمريكا _ والصهيونية لأنه أدلى بهذا التصريح في لبنان وبين حلفائهم الفلسطينيين والمقام يقتضي اجترار هذه العبارات .
ورفض الخميني قائد الثورة الايرانية استقبال العقيد معمر القذافي أو اقامته علاقات دبلوماسية مع ليبيا مالم تحل مشكلة اختفاء موسى الصدر .

هذا هو موقف الثورة الايرانية من موسى الصدر : فهو قريب للخميني ، وصديق لشريعتمداري ، ومقرب من جميع الآيات ، ورفيق لبازركان وقطب زاده واليزدي ...



(12) النهار العربي والدولي 8_14/10/1979 .


-427-

ويمثله في الحكومة ومجلس الثورة رجلان مرشحان لرئاسة الجمهورية : مصطفى شمران وصادق الطبطبائي .
أما في لبنان فرغم كل ما حصل فما زال الصدر زعيما شيعيا لا ينافس ، وما زال رئيسا للمجلس الشيعي ، ومن أجله خرج شيعة لبنان في مظاهرة من البقاع الى دمشق خلال مؤتمر الصمود وقابلوا الرؤساء العرب ومنهم القذافي ، وجابوا شوارع دمشق المنكوبة هاتفين باسم الصدر ، واذا قدر للصدر الظهور بعد اختفائه فسيجعل الشيعة منه الامام المنتظر ، وستفوق شهرته شهرة استاذه الخميني"13" .

النصيريون وثورة الخميني :
قال نائب رئيس الوزراء الايراني الدكتور صادق الطبطبائي في حديث أدلى به لصحيفة تشرين الحكومية :
ان الحكومة السورية بقيادة الرئيس حافظ الأسد قدمت كل أشكال الدعم للثورة الايرانية، وكان للمساعدات السورية أكبر الأثر في انتصار الثورة على نظام الشاه"14" .

اعترف الطبطبائي بأن الحكومة النصيرية كانت على صلة مع الخميني وثورته ، وأقر بأن المساعدات السورية كان لها أكبر الأثر في انتصار الثورة على نظام الشاه ، ولكنه لم يتحدث عن شكل هذه المساعدات :


(13) هناك بوادر تشير الى أن الخلاف الايراني الليبي سيحل ، ولن يحل إلا بثمن تدفعه الأخيرة كأن تفرج عن الصدر ، أو تطلق يد علماء الشيعة في الدعوة الى نحلتهم في ليبيا والله أعلم .
(14) وكالات الأنباء 19/9/1979 .

-428-

هل كان النظام النصيري يقوم على تدريب الايرانيين كما فعلت منظمة التحرير ؟! .
أم كان يقدم لهم المساعدات المادية ويؤوي الفارين منهم ، أم أنه لعب دورا مهما في ربط شيعة لبنان وسورية مع شيعة ايران ، أم أنه كان يقدم لبعضهم جوازات السفر كما فعل مع صادق قطب زاده ؟! .

ومن أجل مزيد من المعلومات عن علاقة النظام النصيري بثوار الخميني لا بد لنا من العودة الى الفترة الزمنية التي خرج الخميني فيها من العراق ، ونسير مع الثورة حتى يومنا هذا :
_ في (1) مارس عام 1979 أجرى مراسل ( الهدف ) فهمي هويدي حوارا مع الخميني ، وسئل قائد الثورة عن مشكلته مع حكومة الكويت وكيف اعتذرت عن استقباله فكان مما قاله :
بأنه كان ينوي الاقامة يومين أو ثلاثة في الكويت ثم يتوجه بعدها للاقامة الدائمة في سورية .
لم يقل الخميني لماذا ألغى التوجه لسورية ثم توجه الى فرنسا ، لعل في ذلك سرا ليس من مصلحته كشفه ، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه لماذا اختار سورية على غيرها من البلدان ، وكان لديه عروض من دول أخرى ؟! .

_ في 27/1/1979 ذكرت صحيفة القبس الكويتية الخبر التالي :
يتوقع أن يمر الخميني بمطار دمشق وهو في طريق عودته الى ايران خلال اليومين المقبلين ، وسيجتمع مع الرئيس حافظ الأسد لعرض انعكاسات الأوضاع الايرانية الجديدة على المنطقة . انتهى




-429-

وجدت ظروف في طهران اقتضت أن يعود الخميني من فرنسا من طهران مباشرة دون أن يمر بمطار دمشق .
_ وبعد رحيل بختيار وتشكيل حكومة بازركان كان حافظ الأسد أول مهنئ للخميني ، وأشاد بالثورة الاسلامية في برقية أرسلها لقائد الثورة ، وكان من أسباب تجميد المباحثات العراقية السورية موقف الأخيرة من ثورة الخميني _ على ذمة الحوادث _ .
وما توقف الأسد عند تأييد الثورة بل راح يسهل سفر المهنئين الى طهران .

فالنظام السوري هو الذي قدم الطائرة التي أقلت عرفات ومن معه الى طهران ، وكان للغارديان البريطانية التعليق التالي :
وربما لم يكن من قبيل المصادفة أن يقوم السوريون التواقون لاقامة أفضل العلاقات مع النظام الايراني الجديد لتزويد عرفات بوسيلة نقله الى طهران ، إنها جزء من لعبة تكافؤ الضدين التي يقوم بها الرئيس حافظ الأسد وهي كيل المديح لمن يمكن أن يخشاه العراقيون شركاؤه المحتملون في الوحدة .
12/2/1979 . تاريخ الترجمة .
وليس مهما عندنا تعليق الغارديان وتفسيرها للأمر ، وإنما الأهم أن اقدام النظام السوري على تقديم طائرة لعرفات أثار دهشة الصحافة الغربية .

وفي نهاية يناير قام المطران كابوشي بزيارة تهنئة للخميني وحكومة طهران ، وغادر مطار دمشق على متن طائرة سورية ، وأقام له حافظ الأسد مأدبة غداء حضرها رئيس الوزراء





-430-

وأجرى مفاوضات مع الكتائبيين والنظام السوري قبل زيارته لايران .
كانت نشرة ( الشهيد ) هي لسان حال الثورة الايرانية قبل نجاح الثورة _ توزع بشكل كثيف في أمريكا وأوروبا وخاصة بين الطلاب الايرانيين والعرب ، وتصدر الآن على شكل صحيفة أسبوعية مؤيدة للخميني .
وبين أيدينا أعداد كثيرة من الشهيد وابرزها : العدد 12 تاريخ 12/12/1978 . العدد 11 تاريخ 20/11/1978 . 6/11/1978 . 10/10/1978 حركة التحررالاسلامية في ايران . 12/1/1979 العدد 13 .
في هذه الأعداد تهاجم الشهيد الأنظمة في العالم الاسلامي كله إلا النظام السوري :
تهاجم الأنظمة الملكية : كدول الخليج وشبه الجزيرة العربية والأردن والمغرب ، وعمان .
وتهاجم الأنظمة الثورية الجمهورية : كمصر ، والعراق ، وباكستان ، وأفغانستان ، ولبنان.

وتخص النظام العراقي بأشد ما عندها من هجوم ولا تتوقف عند الهجوم على نظام البعث بل تتجاوزه الى الأنظمة التي سبقته في العراق وإليكم مقطعا من كلامه ( إن هذه الحركة _ تنظيم الشيعة في العراق _ هي التي قاومت المد الأحمر أيام عبد الكريم قاسم . وقاومت نزوات عبد السلام عارف . وسخافات عبد الرحمن عارف ، وهي التي تقاوم الآن عملاء بريطانيا ، صدام وزمرته الخائنة .







-431-

ان هذه الحركة ، هي التي تضع الشعب العراقي على طريق الحرية والعدالة والتقدم والتطوير .. وان جماهير العراق تلتف حول هذه الحركة باطراد وسوف تنتصر بإذن الله"15" ) .

قد لا نستغرب هجومهم على الأنظمة في العالم الاسلامي ، وأن يذكروا كل نظام باسمه ولكننا نستغرب أشد الاستغراب عدم التعرض أو الهجوم على النظام السوري .

ويزداد استغرابنا من هجومهم على نظام البعث في العراق وسكوتهم على نظام البعث في سوريا :
فمبادئ الحزب واحدة ، وشعاراته واحدة ، وأهداف واحدة ، والخلاف بينهم شخصي ، وكل منهما يتهم الآخر بخيانة مبادئ الحزب ، وزيادة على ذلك فبعث حافظ الأسد هو الذي نعق في اذاعة دمشق قائلا :
آمنت بالبعث ربا لا شريك له
وبالعروبة دينا ما له ثاني
وبعث الأسد هو الذي وضع الله في المتحف تعالى سبحانه وتعالى عن كفرهم علوا كبيرا .

وبعث الأسد هو الذي هدم جامع السلطان في مدينة حماة ، والمسجد الأموي في مدينة دمشق ، وفتك بالمسلمين المصلين في هذين المسجدين .



(15) غرة محرم 1399 محاضرة في حسينية الزهراء للأستاذ مهدي الحسين تحت عنوان ( الامام الحسين .. ثورة الغد ) .

-432-

وبعث الأسد هو الذي أذاع بلاغ سقوط قنيطرة ، والأسد نفسه هو الذي أذاع هذا البيان هندما كان وزيرا للدفاع .
وبعث الأسد هو الذي فاوض اليهود ، وأعاد العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية ، وتحالف مع موارنة لبنان .
وبعث الأسد هو الذي زرع الرذيلة ، ونشر الفساد ، وأشاع الباحية والرشوة في كل صقع من بلاد الشام .
وبعث الأسد هو الذي يبالغ في اضطهاد الدعاة الى الله ، وهو الذي يطارد الشباب المؤمن ، وفي كل عام يقدم قافلة منهم الى أعواد المشانق ، ويحاربهم في أرزاقهم ، ويزج بهم في أقبيته وسجونه التي تفوق ( سافاك الشاه ) كما وكيفا .

كيف نجمع بين ثورة تزعم أنها اسلامية وتردد شعار لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، وتنادي بحرب الالحاد والكفر ثم تقيم أفضل العلاقات مع حزبالبعث الحاكم في سورية ، وتشن هجوما على جميع الأنظمة في العالمين العربي والاسلامي ، وتستثنيه من هذا الهجوم؟! .

ليس مهما عند ثوار الخميني العقيدة التي يدين بها النظام الحاكم في دمشق ، وهل هو علماني كافر أم اسلامي مؤمن .. وإنما المهم أن يكون هذا النظام مواليا للطغمة الحاكمة في طهران ، وأن يكون مجوسيا في نسبة أو اعتقاده ، وأن يكون مستعدا للمشاركة في الدور الباطني الذي يخطط له الشيعة في العالم الاسلامي .

_ تبادل النظامان الايراني والسوري الزيارات الودية ، ففي 15/4/1979 قام أحمد اسكندر وزير الاعلام السوري بزيارة لطهران وسلم الخميني ( في قم ) رسالة من الرئيس


-433-

حافظ الأسد وأكد دعم بلاده للثورة الايرانية ، وحمل رسالة جوابية من الخميني لحافظ الأسد وفيها دعوة له لزيارة ايران ، ونقلت بعض الصحف التي تحدثت عن الزيارة أن لقاءات مغلقة تمت بين أحمد اسكندر والخميني .

كان من المفروض أن يحمل رسالة الأسد للخميني عبد الحليم خدام وزير الخارجية السورية ، لكنه لم يحرز هذا الشرف وحمل الرسالة رجل نصيري _ أحمد اسكندر _ وله مكانة رفيعة في قيادة الطائفة .

وتوالت الزيارات بينهما فزار عبد الحليم خدام ايران في نهاية شهر رمضان وقابل الخميني وسلمه رسالة من الأسد ، وألقى قائد الثورة كلمة عبر فيها عن شكره لرئيس النظام النصيري وتمنياته له بالنجاح والتوفيق وأثنى على نظامه .
وبعد انتهاء مؤتمر دول عدم الانحياز قام الدكتور ابراهيم يزدي وزير خارجية ايران بزيارة لسورية ، وعقد اجتماعا مغلقا مع رئيس النظام النصيري لم يحضره عبد الحليم خدام ، ولم تنقل أجهزة الاعلام السورية ما ذا تم في هذا الاجتماع وكانت زيارة يزدي في منتصف الشهر التاسع من عام 1979 .

وخلال هذه الفترة الزمنية زار سورية : آية الله خلخالي رئيس المحاكم الثورية الايرانية ، حسين الخميني حفيد الزعيم الايراني ، الدكتور صادق طبطبائي نائب رئيس الوزراء والمتحدث باسم الحكومة .

ومن المقرر أن يقوم الرئيس النصيري بزيارة الخميني في ( قم ) ، ولقد تأجلت زيارته أكثر من مرة لأسباب سياسية أهمها توتر العلاقات الايرانية العراقية في وقت كانت تجري
  #4  
قديم 04-09-2006, 03:43 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

-434-
مباحثات وحدة بين سورية والعراق ، ثم توتر العلاقات الايرانية مع دول الخليج .
فزيارة الأسد في تلك الظروف احراج له .
ان الناس جميعا يعلمون حقيقة العلاقات الايرانية النصيرية لأن البلدين صارا يتعاملان بشكل مكشوف بعد أن كان التعامل سريا وفي الخفاء ، ومن المؤسف أن معظم الاسلاميين ينكرون هذه الحقيقة ، ويبلغ بهم هذا الانكار درجة الغفلة والسطحية ، فالذين قرروا تفجير الأوضاع في سوريا ضد النظام الحاكم ما زالت علاقتهم قوية مع الخميني وثورته ، وما زالوا يقولون _ في صحفهم وفي نشراتهم الخاصة _ ان قائد الثورة الايراينة الامام الخميني يرى كفر الطائفة النصيرية ، ثم ينكرون أي تعاون لثورة ايران مع النظام السوري !! .

ولن تفلح أمة أو جماعة يتزعمها هؤلاء المغفلون الذين لا يفرقون بين العدو الصديق ، ويفضون بأسرارهم الى أعدى أعدائهم .. ياللعجب ألم ير هؤلاء تأييد الخميني للنظام الحاكم في سورية وتقريظه للأسد بعد المذابح التي ارتكبها الأسد ونظامه بالاسلاميين ؟! .
ألم ير هؤلاء خذلان الخميني لهم في محنتهم ، ماذا صنع لهم هل هدد النظام النصيري بقطع العلاقات معه اذا استمر في اضطهاده للاسلاميين ؟! ان كان قطع العلاقات من الحلول الناجعة !!

ان الذي فعله الخميني تأييد حافظ الأسد وطائفته ضد الاسلاميين ، ويبدو أنه يعلم أبعاد العقلية التي يفكر بها الاسلاميون ، وأنه واثق من تأييدهم له مهما فعل بهم أو أنه ليس مهتما بأي موقف يقفونه !! .
_ في 10/8/1399 قام الدكتور حسن الترابي بزيارة لايران ، ونسوق فيما يلي رواية

-435-

وكالة الأنباء الايرانية عن زيارته ثم نستدل بكلام صرح به بعد عودته :
رواية وكالة الأنباء الايرانية :
قال الزعيم الايراني الامام الخميني أن الثورة الايرانية أثرت بصورة ايجابية على الدول الاسلامية .

وأضاف أن ايران قررت تنفيذ المبادئ الاسلامية في البلاد بدءا بإنشاء بنك اسلامي بدون فوائد وذكرت وكالة الأنباء الايرانية ( بانا ) أن تعليقات الامام الخميني جاءت خلال مقابلته للوفد السوداني برئاسة الدكتور حسن الترابي مساعد الأمين العام للاتحاد الاشتراكي للاعلام والشؤون الخارجية الذي سلم للامام الخميني رسالة من الرئيس جعفر نميري .

وأضافت الوكالة أن الامام الخميني أعرب عن تقديره لموقف حكومة وشعب السودان كما أعرب عن أمله في أن تنبذ الدول الاسلامية النزعات الانفصالية وتتوحد .
فالدكتور حسن الترابي زار ايران الخميني بصفته أمينا عاما مساعدا للاتحاد الاشتراكي للاعلام واشؤون الخارجية ، وموفدا من قبل الرئيس السوداني جعفر نميري ، وزار عددا من البلدان العربية بعد ايران ، ليشرح للمسؤولين فيها ملابسات موقف النميري من ( كامب ديفد ) ، ويبدو أن الترابي تناسى أنه بالأمس القريب كان وجماعته يقولون بأن النميري طاغوت مجرم سفك دماء الدعاة الى الله بأمر من أسياده الأمريكان وما زال وفيا لهم ، وحريصا على استشارتهم والتزام أوامرهم .
-436-

وبعد هذا الأستطراد الذي لا بد منه نعود الى نتائج زيارة الدكتور حسن الترابى لأيران ، قال الدكتور الترابي لعدد من الثقات أن الدكتور ابراهيم يزدي وزير الخارجية الايراني قال له : ( لا تهاجموا النصيريين لأنه مسلمون طيبون ، ولكن هاجموا حزب البعث في سورية )

والعجيب أن دفاع اليزدي عن النصيريين لم يغير من تأييد الترابي للثورة الايرانية ، واعجابه بها ، وليس هناك من فرق عنده ما بين السنة والشيعة .
والكلام الذي سمعه الدكتور حسن الترابي من وزير الحارجية الايراينى سمعناه من مصادر كثيرة من الشيعة ، لقد قلنا لهم :
أئمتكم يرون كفر النصيرية منذ القديم ، وفي مصادركم أن الحسن العسكري كتب الى أحد مواليه :

( اني أبرأ الى الله من ابن نصير الفهري ، وابن بابا القمي ، فأبرأ منهما ، واني محذرك وجميع مواليى ، ومخبرك أني ألعنهما عليهما لعنة الله فتانين مؤذيين آذاهما الله"16" ) .

فقالوا :
نحن نقول عن النصيرية ما قاله الامام الحسن العسكري ، ولكن الطائفة التي تسكن منطقة اللاذقية علوية شيعية جعفرية امامية وليست نصيرية .

(16) الشيعة في التاريخ للشيخ محمد حسين الزين ص225 ، مكتبة دار الآثار في بيروت.


-437-

والذين دأبوا على الكذب لا يعجزهم أن يخترعوا الأكاذيب ويوهما الناس أنها الحقيقة ، ونصيريو سورية ما كانوا في يوم من الأيام جعفرية امامية ، ولم يبدلوا أو يغيروا من عقيدتهم التي نادى بها محمد بن نصير ومنها : أن ابن نصير نبي ، وأن عليا إله ، ويؤمنون بالتناسخ ويرون اباحة المحارم .

وأهل بلاد الشام أعلم بالنصيرية والنصيريين من سكان طهران وشيراز وقم ، وسيكشف الله الباطل وأهله .



-439-

الفصل الرابع
أوكارهم في العالم الاسلامي




-441-

أوكارهم في العالم الاسلامي
تحدثنا في الفصول السابقة عما يبيته الرافضة لشعوب شبه الجزيرة العربية ، والعراق ، وسورية ، ولبنان .
ومؤامراتهم ليست قاصرة على هذه الدول وإنما تتواجد المؤامرة حيث يتواجدون ولو بنسب قليلة ، ويستعينون بأعداء الله ضد المسلمين السنة ، وهوايتهم المفضلة حبك المؤامرات ، وصنع الانقلابات .

والبلدان التي لا يتواجدون فيها ليست آمنة من مكرهم وخداعهم فتراهم يبذرون سمومهم فيها باسم التقارب مع السنة ، ويشترون ذمم بعض المؤلفين بدريهمات معدودة ، ويكثرون من استخدام التقيه في هذه البلدان .

وفي بعض من هذه البلدان يستخدمون نفوذ الحاكم العسكري الذي يتولى حرب السنة ونشر الأفكار الهدامة ويتظاهر بالدعوة الى شعارات براقة .

وسنذكر فيما يلي مثالين الأول عن مصر ، والثاني : ليبيا والجزائر ، كما نذكر شيئا عن أوكارهم في أفغانستان ، واليمن ، وباكستان .


-442-

1_ باكستان :
_ زعم كاظم شريعتمداري _ الرجل الثاني في ايران أن نسبة الشيعة في باكستان 35% ولا وجود فعال لهم .
وفي 1/5/1979 نقلت صحيفة الأنباء الكويتية الخبر التالي :
استقال الزعيم الشيعي ( مفتي جعفر حسين ) من المجلس الاسلامي الذي أسسه الرئيس ضياء الحق ليشرف على وضع القوانين الاسلامية والذي يضم 21 عضوا أغلبيتهم الساحقة من المسلمين السنة . وقد علل استقالته في مؤتمر صحفي برفض أنصار المذهب الشيعي بتطيبق الحدود الاسلامية مثل قطع يد السارق ورجم الزاني بالحجارة كما طالب بوضع قوانين عامة خاصة بالمسلمين الشيعة .

كما أعلن أن زعماء الشيعة في الباكستان سيجتمعون اليوم لمناقشة الطرق الكفيلة بفرض مطالبهم ، ويشكل الشيعة في الباكستان حوالي 30% من مجموع السكان البالغ عددهم 70 مليونا .

ومما يجدر ذكره أن تقدير عدد الشيعة ونسبتهم الذي ورد في هذا الخبر في باكستان مصدره الزعيم الشيعي الباكستاني حسبما قال في مؤتمره .
والمسلمون السنة في باكستان يظنون أن الشيعة اخوان لهم ، وقد أيدوا ثورة الخميني ، لكن شيعة باكستان رافضة ويرفضون توحيد الصف الاسلامي ، وبرر الزعيم الشيعي بأن سبب استقالته تعود لرفضه قطع يد السارق ، ورجم الزاني بالحجارة ، اذن ما الذي يريده طالما أنه يرفض حكما ثابتا في الشرع الاسلامي وأجمعت عليه الأمة الاسلامية !!


(1) السياسة 26/6/1978 في لقاء لها معه .
  #5  
قديم 04-09-2006, 03:45 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

-443-

_ نقلت الصحف عن وكالة الأنباء الايرانية الخبر التالي :
( اتصل الخميني تلفونيا بالجنرال ضياء الحق وناشده عدم تنفيذ حكم الاعدام بحق بوتو ) 20/2/1979 وما ذلك إلا لأن بوتو شيعي ، وشيعته تغفر له جرائمه عند الخميني .

2_ مصر :
ليس في مصر شيعة والحمد لله ، ولكن محاولات تبذل من قبل شيعة ايران لتعود مصر _ كما كانت _ تحت حكم واستعمار أحفاد العبيديين !! .
فللشيعة في مصر دور للتقريب بين المذاهب _ وهي طريقة اخترعوها ليتستروا بها في نشر مذهبهم _ ويستأجرون كتابا في القاهرة فينشرون الكتب في الهجوم على الصحابة وبني أمية وفي اشاعة الخرافات ، ويستغلون مقام الحسين وما يسمى بمقام زينب ، ومن المؤسف أن بعضهم تزوج من أسر مصرية فتشيعت .. وننقل فيما يلي مقابلة أجرتها صحيفة الأخبار القاهرية مع زعيم دار التقريب الامام محمد تقى القمي في 4/2/1977 .

صرح القمي ( وهو ايراني الجنسية ) أنه بدأ بدعوته منذ عام 1937 وأن دعوته قد أثمرت، وساق المعلومات التالية كأدلة على نجاح دعوته :

1_ وزارة الأوقاف المصرية تطبع وتنشر كتب أئمة الشيعة .
2_ جامعة الأزهر قررت تدريس الفقه الشيعي دراسة مقارنة .
3_ وزارة العدل المصرية تأخذ بآراء فقهاء الشيعة في قوانين الأسرة والأحوال الشخصية .

وأضاف قائلا :
ان دار التقريب بالزمالك في القاهرة تموج الآن بالنشاط والعمل وأنه مع عدد من علماء


-444-

الأزهر يعكفون على انجاز سلسلة من البحوث والكتب والدراسات في هذا الشأن ومنها :

_ ( الفقه الجامع ) وهو يضم آراء علماء الفقه في مذهبي أهل السنة والشيعة ، ويشرف على هذا الكتاب الشيخ عبد العزيز عيسى وزير شؤون الأزهر .

_ تفسير مجمع البيان : من أهم كتب الشيعة .
_ كتاب الجواهر والمسالك . من كتب الشيعة .

3- اليمن الشمالي :
حاول شيعة ايران منذ القديم استغلال ( الزيدية ) في اليمن الشمالي من أجل اقامة ركائز وأوكار لهم فيه ، رغم أن الزيديين قريبون من السنة وأصولهم تختلف تمام الاختلاف عن أصول الشيعة والحمد لله .

وعندما بلغ خلاف عبد الله بن الأحمر زعيم قبائل حاشد مع الرئيس اليمني السابق ابراهيم حمدي ، أقول عندما بلغ الخلاف بينهما ذروته حذر زعيم المعارضة من الوجود الايراني في اطار الجيش ، وقال بأن الهدف من التواجد الايراني ضرب السعودية وتفتيت وحدتها"2" .

وعبر زعيم المعارضة اليمني عن الوجود الايراني بدلا من قوله الوجود الشيعي .

(2) القبس : 12/1/1976 .

-445-

4_ تركيا :
تحرك النصيريون في تركيا رغم أنهم أقلية ، وقاموا بالتعاون مع الشيوعيين بالاعتداء على المسلمين السنة في مدينة ( كهرمان ) . وقتل في هذه المعركة أكثر من مائة قتيل ، ونقلت وكالة الأنباء الخبر على أنه صراع بين السنة والشيعة ولم تقل بين السنة والنصيريين .

وقابل المسلمون السنة في العالم هذا الخبر ببرود وعدم اهتمام ، بينما تحرك الشيعة في كل مكان محذرين حكومة تركيا من مغبة الاعتداء على الأقلية الشيعية .. وكان ممن تباكى على من وصفهم بالضحايا الأبرياء حسين الحسيني أمين عام حركة أمل وعضو المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى . ( الحوادث العدد 1164 . 23/2/1979 ) .

أما تاريخ وقوع الاشتباكات فكان في 20/12/1978 .


-446-

المبحث الأول أفغانستان
تبلغ نسبة الشيعة في أفغانستان 15% من السكان وكانت ايران مصدر قوة الشيعة أفغانستان ، ويذكر المسلمون السنة في أفغانستان أن العداء المتمكن في قلوب الشيعة لأهل السنة قد وصل الى حد أنهم سلخوا بعض أهل السنة حينما ظفروا بهم في فترة الصراعات الماضية .

وكان موقف ثوار الخميني من الثورة الأفغانية على الشكل التالي :
نظموا شيعة أفغانستان وقدموا لهم المال والسلاح ، وفتحوا لهم مكاتب في عدد من الدول الايرانية ، وافتى الخميني لهم بالقتال أو الجهاد الدفاعي ، لأن الجهاد بشكل عام لا يجوز عند الشيعة إلا مع الامام الغائب .

وفي الوقت نفسه حجبت سلطات الثورة الايرانية المال والسلاح عن الثوار المسلمين السنة ، رغم تردد هؤلاء على حكام طهران وتكرار قرع أبوابهم .. وبعد أن دخلت قوات الاتحاد السوفياتي أفغانستان وبدأت بارتكاب أسوأ أنواع المجازر وقفت ايران الخميني موقفا سلبيا وكأن الأمر لا يعنيها بل كان قائد الثورة الايرانية على صلة مستمرة مع سفير الاتحاد السوفياتي في بلده ، أما أمين عام حزب تودة فما زال يعلن في كل مناسبة أن حزبه يؤيد الخميني وأنهم يتحركون بحرية كاملة في ظل سلطة الثورة الخمينية .

ووالذي نراه ان شهر العسل لن يطول بين السوفيات وايران ، وأن الخميني سيجد نفسه مضطرا للتدخل إما لحماية شيعة أفغانستان أو للدفاع عن بلده التي سيحاول السوفيات دخولها .


-447-

المبحث الثاني
ابراهيم الوزير في ايران
قام ابراهيم بن علي الوزير بزيارة ايران ، وقابل الخميني وقادة ثورته ، ونقل لهم تأييد ودعم شعب اليمن الشمالي للثورة الايرانية ، وفي حديث له مع صحيفة الشهيد قال :
ان أسرة حميد الدين حولت الامامة الى ملكية وراثية في حين أن الامامة _ حسب اعتقاد الشعب اليمني الذي يعتنق معظمه المذهب الزيدي _ بالانتخاب ، والانتخاب يجب أن يكون ضمن 14 شرط ، منها أن يكون المنتخب للامامة قد بلغ درجة الاجتهاد وأصبح كما هو مصطلح هنا في ايران آية من آيات الله في العلم .

ولم يقصر الوزير في الهجوم على العراق التي تدعم البعثيين في اليمن ، وكلامه صحيح لكنه اختار الهجوم على النظام الحاكم في بغداد لأنه يعلم تدهور العلاقات الايرانية العراقية في حين أن الاتجاهات الحزبية كثيرة في اليمن ، وكل حزب تدعمه دول من الدول العربية

وتحدث الوزير عن سوء واقع العرب فيقول :
( فالأمة العربية كما وصفها الامام علي (ع) تعيش في حروب مشتعلة بين أصنام منصوبة ، يأدون أولادهم خشية املاق وبناتهم خشية عار ( دثارهم الفتنة وطعامهم الجيفة ) ..) ثم نقل كلام ربعي لرستم دون الاشارة الى مصدر الكلام وكأنه استمرار لكلام علي بن أبي طالب رضي الله عنه .


-448-

الشهيد الايرانية العدد ( 22) .
ابراهيم بن علي الوزير من المحسوبين على الحركة الاسلامية السنية ، وهو من زعماء المذهب الزيدي ، وان كانت زعامته سياسية وليست علمية .

والمذهب الزيدي قريب جدا من السنة ، فليس من عقيدة أهل هذا المذهب شتم الصحابة أو الاساءة إليهم ، ولا يرون العصمة في أئمة آل البيت .. ومع كل هذا يرى ابراهيم الوزير الامامة من خلال مذهبه بل يعتقد أن الامام الحاكم يجب أن يكون آية من آيات الله في العلم .

ترى من الذي يحرص على الفرقة والخلاف أهل السنة والجماعة أم الرافضة ؟! .

لو أن مسلما سنيا تحدث عن الحكم والحاكم لسرد أدلة من الكتاب والسنة ولقال عقيدة المسلمين في هذا الأمر كله كذا وكذا .. فكيف يأتي التطرف من الوزير ومن الزيدية وليس من الجعفرية الاثني عشرية ؟! .

وعندما تحدث الوزير عن واقع الأمة العربية استدل بقول لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه قاله عن وضع العرب قبل الاسلام ، وكلام علي له أدلة من القرآن الكريم ومن أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم فلم الاقتصار على قول علي بالذات ودون العودة الى الكتاب والسنة ؟!

هل أراد الوزير كسياسي ارضاء ثوار الخميني أم هذا هو كل ما عنده من رأي وعقيدة ، وهل يقدم تنازلات جديدة لحكام قم على حساب عقيدة يدين بها هو وأجداده منذ مئات السنين ؟! .
  #6  
قديم 04-09-2006, 03:47 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

-449-

المبحث الثالث
حلف مشبوه
ظهر الى الوجود بعد نجاح الثورة الخمينية تكتل مشبوه بين ايران وكل من سورية والجزائر وليبيا ومنظمة التحرير .
وأثار هذا الحلف الجديد مجموعة من الأسئلة نختار منها ما يلي :

_ ما الذي يربط هذه الدول بايران وخاصة دول المغرب العربي ؟! .
_ الجزائر علمانية تحارب الاسلام والمسلمين ، وايران تزعم بأنها اسلامية فكيف نجمع بين اسلامية الخميني وعلمانية من جديد ؟؟! .
_ كيف تختلف الدول العربية في هذا الحلف فيما بينها وتتفق على ايران الخميني ؟! .
_ اذا كانت الثورة هي القاسم المشترك بين هذه الدول فأين العراق والسودان واليمن الجنوبي من هذا الحلف ؟! .

الصحف العربية التي تعرضت لهذا الموضوع قالت بأن الجزائر وقفت مع كل من سورية وايران لأن العراق وقفت مع المغرب ، وأما ليبيا ركبت هذه الموجة لتأخذ حسن سلوك من الخميني وتتخلص من مشكلة الصدر .

وأقوال الصحف العربية ليست مقنعة ، فالعراق ليست متحمسة للمغرب ضد الجزائر ، ولو بدر من العراق ميل نحو المغرب لكانت الجزائر قادرة على حل الموضوع بالحوار والاقناع وفي نهاية المطاف تبقى الجزائر الاشتراكية أقرب الى العراق من المغرب الملكية .

-450-

وأما ليبيا فصحيح أن قضية الصدر تقلق القذافي ولكن تعاونه مع جماعة الخميني وعطفه عليهم كان قبل تورطه في مشكلة الصدر ، بل ان هذا التورط جاء نتيجة لمجموعة من الأخطاء في التعامل ومنها أن الصدر ما كان يتقيد بالاتفاقات التي كانت تتم بينه وبين القذافي ، وليس سرا من الأسرار أن نقول بأن ثوار الخميني كانوا يتدربون في ليبيا ، ويتلقون المساعدات المادية وغير المادية من نظام القذافي ، وأن صادق قطب زادة هو المسؤول لدى أنصار الخميني عن اتصالاتهم مع القذافي .

أعلن شاه ايران عن هذه الحقيقة عدة مرات أثناء حكمه ، كما تحدثت دوائر المخابرات الغربية عن صلات زادة مع القذافي ، وسردنا الخبر عند حديثنا عن صادق قطب زادة ، وأخير ذكر هذه الحقيقة كلها ابراهيم يزدي وزير الخارجية فقال كانت ليبيا تدرب بعض ثوارنا"1" .

لهذا ولغيره نرفض الرأي القائل بأن حماسة ليبيا لثورة الخميني من أجل أن تتخلص من ورطة الصدر .. وبعد هذا نسجل فيما يلي ملاحظاتنا عن الصلة التي تربط ايران بكل من هذه الدول :

سورية :
تحدثنا في فصل خاص عن أسرار تقارب سورية النصيرية مع الرافضة بشكل عام وايران بشكل أخص ، فقيادة الثورة الخمينية ترى أن النصيرية من الشيعة واذن فآمالهم وآلامهم وأهدافهم واعتقادهم واحد في كل من البلدين ، ولم يعد مستغربا أن تقف سورية النصيرية مع شيعة لبنان ومع ثوار الخميني ضد العراق والخليج .

(1) انظر مجلة الشهيد الايرانية العدد 26 تاريخ 4/11/1399 .
-451-

منظمة التحرير :
هناك أسباب تدعو قادة منظمة التحرير الى التعاون مع قادة الثورة الايراينة ومنها :
خلافهم مع العراق ، وتحالفهم مع ايران من جهة وسورية من جهة أخرى يحرج موقف العراقيين الذين تحالفوا مع بعض فصائل المنظمة ضد فتح .

ومنها حرص المنظمة على تطويق حكام الخليج والضغط عليهم ليستمروا في دفع الأتاوات لهم ، ولتبقى منطقة الخليج مورد رزق للفلسطينيين بشكل عام ، وحتى لا يتخذ حكام الخليج موقفا لا ترضاه المنظمة في لبنان ، ومن أجل أن يشعر أهل الخليج بحاجتهم الدائمة للمنظمة للتوسط بينهم وبين ايران .

وفي الاطار العالمي تستغل المنظمة تحالفها مع ايران كورقة تضغط بها على الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا الغربية واسرائيل لعل هذه الدول تعترف بها ، وتساعدها في تحقيق دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة أو في جزء من هذه الأرض . ولهذا كان وفد منظمة التحرير أول وفد في العالم يصل طهران بعد نجاح الثورة ، وكان ياسر عرفات على رأس هذا الوفد وراح يعانق الخميني ويمطره بقبلاته ، والعناق هواية عرفات المفضلة ، وخاطب الخميني قائلا :

( ان ثورة ايران ليست ملكا للشعب الايراني فقط .. إنها ثورتنا أيضا فنحن نعتبر الامام الخميني ثائرنا ومرشدنا الأول الذي يلقي بظله ليس على ايران فحسب بل على الأماكن المقدسة والمسجد الأقصى في القدس"1" .


(1) الغارديان 21/2/1979 ترجمة الصحف العربية .

-452-

والتعاون مع منظمة التحرير له أهداف أخرى عند قادة الثورة الايرانية أهمها :
استفاد شيعة الخميني من المنظمة كثيرا قبل سقوط الشاه . لقد قامت المنظمة بتدريبهم على السلاح والقتال وقدمت لهم مساعدات مالية وشحنات أسلحة ، وبعد سقوط
الشاه وجد ثوار الخميني أن أفضل شعار يلجأون إليه من أجل الزحف على البلدان العربية : المناداة بتحرير القدس وفلسطين ..

لا يستطيع حكام قم وطهران أن يكاشفوا الناس بحقيقة أطماعهم ويقولوا لهم : نريد تثبيت الحكم النصيري في سورية ، ونريد الاطاحة بصدام حسين لتكون العراق بأيدي الشيعة ، ونريد الخليج وشبه الجزيرة العربية لنعيد امجاد القرامطة ، ونريد ان نعيد الحكم العبيدي الى ربوع مصر .

لا يستطيع الشيعة أن يسموا الأمور الأمور بمسمياتها ولهذا يقولون : نريد تحرير القدس وفلسطين وأن يكون أمر هذه الأمة للمحرومين _ أي الشيعة _ .

وسادة قم يحركون منظمة التحرير كما كان كسرى يحرك المناذرة من قبل والعكس غير جائز مطلقا . لقد حاول قادة المنظمة أن يستغلوا قضية احتجاز الرهائن في السفارة الأمريكية فيتوسطوا بين كارتر والخميني ولكن الأخير أغلق الأبواب بوجوههم ورد عليه أشد رد وأقبحه .

ويعلم ثوار الخميني أنه ما من طاغوت عربي إلا وقد استغل الفلسطينيين وقضية فلسطين ، وأن قادة وكوادر المنظمة لم تأخذ العبرة من استغلال البعثيين والشيوعيين والناصريين لهم .



-453-

والمنظمة مستعدة أن تسير مع حكام طهران الجدد الى نهاية الشوط ولو أعادوا لهم ذكريات تل الزعتر وجسر الباشا ، ومجازر صيدا والبقاع ولا ندري الى متى سيبقى هذا البوم _ عرفات _ ينعق أمام الفلسطينيين المسلمين ويقودهم الى هلاك ؟!

ليبيا :
معظم الذين يراقبون أحداث المنطقة السياسية كانوا يرون استحالة عودة العلاقات الليبية الايرانية بعد مجيء الخميني الى السلطة لأن في ايران ولبنان وسائر البلدان يتهمون القذافي باحتجاز الصدر في مكان ما من الصحراء أو بقتله ومن معه .

وفعلا حاول القذافي أن يزور طهران مهنئا فلم يسمح له بل حاول بعض من المتطوعين الايرانيين أن يسافروا الى طرابلس الغرب متظاهرين وباحثين عن الصدر فمنعتهم السلطة الايرانية ، وقامت حوادث مشابهة في لبنان فأخمدت .

ويبدو أن هناك جهودا كانت تبذل من وراء الستار ، كشف صادق المهدي شيئا منها في لقاءاته مع الصحف [ انظر المستقبل العدد 151 تاريخ 12_12_1980 ] . وهناك أشياء لم تكشف وان كان لها علائم كصلات القذافي مع بعض قادة الثورة الخمينية ، وأن الثوار ليسوا مجتمعين على رأي واحد في قضية الصدر .

ونتيجة لجميع هذه الأسباب قام عبد السلام جلود بزيارة ايران ، واستمرت الزيارة اثني عشر يوما ، وكان يرافق رئيس الوزراء الليببي خمسة وخمسون مسؤولا ليبيا ، وفي اجتماع مغلق !! بين الوفد الليبي وكوادر الحزب الجمهوري الاسلامي _ حزب الخميني _ ألقى جلود خطبة استمرت أكثر من ساعة وكان مما قاله :


-454-

( .. لقد جئنا لنضع الثورتين في تحالف استراتيجي حقيقي لاستئناف الاسلام لدوره الحضاري ) وتنكر للقومية العربية فقال :
( عندما قامت ثورتنا قلنا أنها اسلامية ، وقد لامنا العرب وقالوا يجب أن تقولوا أنها قومية !! ولكننا قلنا لا لأن ثورتنا اسلامية .

ثم أشار الى حسن علاقتهم مع شيعة لبنان ، وأنه من اجل مساعدتهم كانوا يشترون منهم التبغ والزيتون في جنوب لبنان .. فقال :
( قلنا إن المسلمين سنة وشيعة يجب أن يكونوا قوة واحدة ضد بعض المسيحيين في لبنان لأن الصهيونية والسادات وأمريكا والمسيحيين يريدون انهاء الثورة الفلسطينية وتجريدها من بندقيتها ) .

وأضاف قائلا :
( لقد كنا نشتري التبغ والزيتون في جنوب لبنان لمساعدة السكان على الصمود ) .

ثم كشف جلود عن سر خطير عندما قال :
( لقد انتصرتم لأنكم ورثتم الشهادة عن علي والحسين وهذا سر قوتكم .
ونحن هناك _ في الجاهيرية _ متأثرون بالدولة الفاطمية وان لم نكن شيعة فإننا أقرب الناس إليهم والمذهب الشيعي أكثر تقدمية من المذاهب الأخرى ) .

نقلت صحيفة الوطن بعض أسرار هذا اللقاء المغلق ، ولعلها الصحيفة العربية الوحيدة التي تواجدت في هذا اللقاء . انظر العدد الصادر في (1) يونيو 1979 .



-455-

والملاحظة الأولى على خطبة جلود أنه قال كلاما لا يعترف به ثوار طرابلس في أجهزة اعلامهم وفي أنديتهم وجلساتهم العلنية العامة ومن ذلك قوله :
( ان الصهيونية والسادات وأمريكا والمسيحيين يريدون انهاء الثورة الفلسطينية وتجريدها من بندقيتها ) . فبين القذافي والبابا والنصارى لقاءات وتعاون ودعوات الى التقارب .

أما الملاحظة الثانية والرئيسية فاعترف جلود بأن نظامهم متأثر بالدولة الفاطمية ، وإيمانه بأن المذهب الشيعي أكثر تقدمية من المذاهب الأخرى !! ، وأن سبب انتصار ثوار الخميني أنهم ورثوا الشهادة عن علي والحسين !!

والدولة العبيدية التي أسماها جلود الفاطمية قال عنها السيوطي :
( الدولة الخبيثة العبيدية ) .

وقال الذهبي عن حكامها :
( فكانوا أربعة عشر متخلفا ، لا مستخلفا ) .
انظر تاريخ الخلفاء السيوطي ص524 .

وقد أجمع علماء المسلمين من سلف هذه الأمة أن دولة العبيديين باطنية كافرة .

_ لماذا أنكر معمر القذافي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وزعم أنه لا يجوز أن يقول المسلمون عن الرسول صلى الله عليه وسلم لأن في الصلاة عليه دعوة إلى تأليهه وتعظيمه وهو بشر ؟!


  #7  
قديم 04-09-2006, 03:48 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

-456-

_ وتسائلنا ايضا لماذا قبل القذافي وصف الصحيفة الايطالية له بأنه نبي الصحراء ، وعندما سألته هل رعى الغنم وأجابها بنعم قالت : ما من نبي إلا ورعى الغنم ؟!

وعلمنا الآن أن القذافي يسير على خطى الحاكم بأمره _ العبيدي _ فالحاكم ألغى القرآن ، ووضع للناس مصحفا أسماه ( المصحف المنفرد ) والقذافي ألغى السنة ، وجعل لكتابه :
( الكتاب الأخضر ) مكانة هي عند أتباعه أكثر أهمية من القرآن الكريم .

وليس غريبا على من أنكر سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وفرض على خطباء المساجد ، وعلى القائمين على أجهزة اعلامية أن لا يستدلوا بها .. ليس غريبا عليه غدا ان ينكر القرآن الكريم .

وبعد أن ثبت كفر القذافي ونظامه لم يعد مستغربا عليه أن يعتقل دعاة الاسلام ، ويضطهد الوعاظ والخطباء .
بل لم يعد مستغربا عليه أن يتشدق بالوطنية وعندما قررت الدول العربية منع تصدير بترولها الى دول المغرب أثر حرب 1973 لم يلتزم هو بهذا القرار .

ولم يعد مستغربا عليه كذلك أن يهاجم الولايات المتحدة الأمريكية ومصالحها في البلدان العربية ، يهاجم في اعلامه اما في السر فيقيم معها أوثق العلاقات .

ان الجديد في تصريحات جلود أنها كشفت لنا عن أبعاد النظام الذي يدين به . انه متأثر بالعبيديين ، ويعتقد أصحاب هذا النظام أن الشيعة أفضل عندهم من المذاهب الأخرى لأنها اكثر تقدمية .


-457-

وليس لأحد أن يدافع عن جلود ونظامه فيقول : لقد كان يداهن لثوار الخميني ، أو ان تصريحه مجرد خطأ وقع فيه .. ان مثل هذا الدفاع تأول غير مقبول بعد أن كشف الرجل عن هوية نظامه .

وبكل تأكيد هذا هو السبب الذي دعا حكومة طهران الى اقامة علاقات دبلوماسية على مستوى السفراء بين البلدين ايران وليبيا ، وجاء هذا القرار بعد زيارة جلود وبعد أن عقد عدة لقاءات مغلقة مع الخميني وأركان نظامه .

مرة أخرى نقول لا ندري بماذا سيفاجئ القذافي المسلمين في ليبيا غدا .. فعندما أنكر سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم اقترب في وجهة نظره كثيرا من شيعة الخميني .
وعندما قال على لسان رئيس حكومته : اننا متأثرون بالفاطميين ، والشيعة أقرب إلينا من السنة اقترب أكثر ، وعندما اضطهد الدعاة والوعاظ ونكل بهم ترك الباب مفتوحا على مصراعيه أمام كل تيار ونحله .

فهل يعلن القذافي غدا انكاره للقرآن الكريم أم يعلن أن دعوته عبيدية شيعية ويستقدم افواجا من آيات ايران ومراجعها ليدنسوا صحراء ليبيا التي كانت موئلا للدعوة السنوسية"1" .

وهل يتمكن القذافي من ايجاد حل نهائي لمشكلة الصدر ، هل يدفع الدية لأنصاره ليبيا كلها ، أم هل يظهر الصدر بطريقة من طرق التمثيل التي اعتادها الطغاة لا ندري ولا يستطيع أحد أن يتوقع ماذا سينجم عن هذا التعاون القائم مع دول هذا الحلف الجديد .

(1) فعلا فقد امتد اجرام القذافي الى القرآن الكريم فاقترح تعديل آياته . ( الناشر )

-458-

الجزائر :
كانت صلات هوارى بومدين قوية مع الرئيس النصيري حافظ الأسد ، وبعد هلاك بومدين توثقت علاقات الأسد مع بن جديد الرئيس الجزائري الجديد .
ومن مظاهر متانة العلاقة بين البلدين تلك الزيارات والاتصالات المتكررة بين البلدين ، فكانت كثير من الصحف العربية والعالمية تستغرب تعدد زيارات حافظ الأسد للجزائر .

وبعض هذه الصحف لم تصدق أن هناك حلفا وراء هذه الزيارات فعندما كان رفعت الأسد مريضا أو جريحا في فرنسا كانت هذه الصحف تقول بأن حافظ يزور الجزائر تورية ومنها يزور فرنسا سرا ليطلع على أخبار أخيه .

وبعد وصول ثوار الخميني الى سدة الحكم سارع الرئيس الجزائري بن جديد الى الاعتراف بهم ، وتوثقت أواصر الصداقة بينه وبينهم عن طريق الزيارات ، ووقوف الجزائر الى جانب ايران في قمة تونس ، وفي قضية احتجاز الطلبة لموظفي السفارة الأمريكية في طهران .

وخلال احتفال الجزائر بالعيد الخامس والعشرين للثورة الجزائرية حضر هذا الاحتفال الدكتور مهدى بازركان رئيس الحكومة الايرانية ووزير خارجيته الدكتور ابراهيم يزدي ، كما مثل واشنطن في هذا الاحتفال الدكتور بريزنسكي مستشار الرئيس كارتر ، وحضر عن البلدان العربية : حافظ الأسد ، معمر القذافي ، ياسر عرفات .. فهل جاء حضور الولايات المتحدة وايران بصورة عفوية ودون اعداد أو تخطيط لهذا ؟! .


-459-

الحضور العفوي قد يحصل في وليمة من ولائم البدو والعشائر أما في اطار دول مهمة فالأمر ليس واردا .
وهناك في الجزائر تمت لقاءات بين زعماء الثورة الاسلامية وأحد زعماء الدولة التي استعمرت ايران وأذلت شعبها أكثر من ربع قرن ، وليس صحيحا بأن يقال أن الخميني لم يكن على علم بهذه اللقاءات ، وما زال بازركان عضوا فعالا في مجلس القيادة الثورية الايرانية وهذا المجلس أهم من مجلس الوزراء .

كما تمت لقاءات بين الثوار العرب حافظ الأسد ومن معه من جهة وبريزنسكي من جهة اخرى . لسنا هنا في صدد الحديث عن اكاذيب الثوريين العرب الذين صنعت ثوراتهم وثوريتهم في واشنطن نيويورك .
وبكل صراحة أقول لا أدري ما هو الربط الذي يربط الرئيس الجزائري بالثورة الايرانية والنظام النصيري في سورية ! .

واذا كنا لا ندري ما هي حقيقة الربط لكننا نستيطع أن نحدد بعض المعالم تاركين للزمن أن يكشف لنا ما عجزنا عن كشفه .
ومن هذه المعالم أن ليس في شمال افريقيا _ أي المغرب العربي – شيعة والحمد لله ، وأن قيادة الشيعة في قم ومشهد والنجف وكربلاء تسعى سعيا حثيثا لتقيم ركائز لها هناك ، ومن هذه المساعي الجهود التي تبذلها في مصر تحت شعار : التقريب بين المذاهب .

ومن أخطر الثغور التي يتسلل منها أعداء الاسلام قيادة الجيوش في بلاد المسلمين ، ونحن لم ننس أن كمال أتاتورك القائد العسكري استطاع أن يخدر المسلمين في انتصار حققه أو حقق له على اليونان ، وبعد أن انتهى أمر تركيا له ألغى الخلافة الاسلامية ، ونحى أحكام


-460-

الشريعة الاسلامية ، وفرض على المسلمين الالحاد والعلمانية .. ثم جاءت الأيام لتثبت أنه يهودي حاقد من يهود الدونمة !! .
وما يدرينا أن الرئيس الجزائري بن جديد والرئيس الليبي معمر القذافي هما من بقايا العبيديين أو من أبناء عبيد القداح الذين ملكوا مصر والمغرب في زمن بني العباس . أو أنهما من بقايا اليهود الذين ما زال لهم نفوذ في المغرب ، لا نريد الاسترسال في وضع هذه الاحتمالات طالما أن أحدهم _ القذافي _ قد جاء على لسان رسوله أنهم متأثرون بالعبيديين ، وأن الشيعة أقرب إليهم من السنة .

وبدأت بعض البلدان العربية تتحسس من هذا الحلف الجديد ، ومخاوف السعودية والكويت والعراق وقطر واتحاد الامارات والبحرين صارت تعكسها الصحف الموالية لهذه الدول : كصحيفة الحوادث ، والوطن العربي ، والسياسة الكويتية .

والحلف العربي بدأ يركب موجة الصمود ، فكما هو معلوم أن هذه الجبهة تتألف من : سورية ، وليبيا ، ومنظمة التحرير ، واليمن الجنوبي . وهذه الدولة الأخيرة ما زالت هناك بعض الروابط التي تربطها بإيران واذا انتهت هذه الروابط لحساب السوفيات فانسحابها من جبهة الصمود في غاية السهولة لأنها دخيلة على الجبهة .

وما دمنا في صدد الحديث عن شمال أفريقيا فلا بد من الاشارة الى العلاقات التي تربط الزعيم السوداني صادق المهدي بقادة الثورة الايرانية ، وقد ذكرنا في بحثنا ( ايران الى أين ) أن صادق المهدي كان همزة اتصال بين كارتر والخميني خلال اقامة الأخخير في فرنسا ، وبعد سقوط الشاه زار ايران والتقى بالمسؤولين هناك عدة مرات واعترف في لقاء له



-461-

مع مجلة المستقبل"2" أنه يتوسط بين واشنطن وطهران ، وفي حديث آخر له مع مجلة التايمز البريطانية (ترجمة الهدف 10/1/1980 ) يحصر خلافه مع الخميني في ولاية الفقيه ، وهذا الخلاف بسيط فليس هناك اتفاق بين الشيعة على ولاية الفقيه فشر يعتمداري غير مؤمن بولاية الفقيه .

ويبدو أن هناك دورا سيلعبه صادق المهدي في السودان ، والذي نخشاه أن يجد الشيعة مجالا لنشر معتقداتهم في السودان وغيره مستغلين غفلة الدعاة الى الله ، والارتباطات السياسية التي تجمع بينهم وبين صادق المهدي ، والنظرية التاريخية في عقيدة المهدي التي يؤمن بها الأنصار في السودان .

بعد الانتهاء من كتابة ( حلف مشبوه ) بأيام أطلعنا على الخبر التالي :
علمت ( الوطن الكويتية) أنه تم الاتفاق بين الجماهيرية الليبية والثورة الايرانية على بدء صفحة جديدة من العلاقات ، تتجاوز كل ما كان معلقا بين البلدين ، خصوصا حادث اختفاء موسى الصدر .
وسوف تنعكس هذه البداية على قرار تبادل السفراء بين العاصمتين على المستوى الرسمي ، وعلى توسيع نطاق تبادل الوفود الشعبية .

وفي هذا الاطار فقد تم الاتفاق على أن تنظم خلال فترة الربيع والصيف ، زيارة لثلاثة آلاف شباب ايراني للجماهيرية الليبية ، بالمقابل ستنظم زيارات لثلاثة آلاف شاب ليبي لجمهورية ايران الاسلامية .
وعلمت ( الوطن ) أن هذه الفكرة كانت مبادرة ليبية ، ناقشها الرائد عبد السلام جلود

(2) المستقبل العدد 151 بتاريخ 12/1/1980م .
-462-

الرجل الثاني في القيادة الليبية ، مع الدكتور علي شمس أردكاني السفير الايراني لدى الكويت الذي زار الجماهيرية في الأسبوع الماضي ، وبعد دراسة الموضوع استقر الرأي أن يتم ذلك في صيغة تبادل لأفواج الشباب الايراني والليبي باعتباره مدخلا لالتحام الجماهير في البلدين .

ومن المقرر أن يطير الدكتور علي شمس الى طهران في الأسبوع المقبل لوضع الخطوط النهائية لمشروع التلاحم الشعبي الايراني الليبي ، ولعرض نتائج زياراته لدول الخليج ، التي قام بها في الفترة الأخيرة"3" .

اذن هناك اتصالات بين ليبيا وايران ، وعندما تزور وفود شيعية طرابلس لديها من الأفكار ما تزعزع به عقول الناشئة في ليبيا ، أما الشباب الذين سيرسلهم القذافي فلا يملكون إلا الكتاب الأخضر وخطب معمر التي ينكر فيها الحديث النبوي .

وفي 5/2/1980 نشرت وكالات الأنباء الخبر التالي :
قال العقيد القذافي في كلمة نقلت فقرات منها وكالة الجماهيرية للأنياء أن هناك ( علاقة قرابة ) بينه وبين الامام الخميني لكنه لم يحدد طبيعة القرابة بينهما ، ونسبت الوكالة إليه قوله خلال اجتماع اللجان الثورية في طرابلس الليلة قبل الماضية أنه سيزور ايران بمجرد اتمام اجراءات تولي الرئيس الايراني المنتخب أبو الحسن بني صدر مهام الرئاسة .

وقال العقيد القذافي أنه يتطلع الى لقاء مطول مع الامام الخميني الذي تربطه به علاقة روحية وعلاقة قرابة .

(3) الوطن 21/1/1980 .
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م